المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الختم حضاري ليس ديني



محمد هيثم اسلامبولي
02-18-2011, 09:29 PM
الختم حضاري ليس ديني
فالأصل في الخاتمية فعل مكون من أوامر الله قوانين كونية وسنن تاريخية ، ولها معنى ذاتي وأولي تعني (طبع التصديق) ولها مظاهر تظهر في الواقع بصور( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) الشورى(52) أي قذفنا والقينا في قلبك الأمر الخفي اللطيف الطري فاخذ محمد المصطفى صفة الخاتم ، فكان خلقه القرآن وهو رحمة مهداة ، من اثر مادة الختم الروحانية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (فأرسل النبي الخاتم محمد  لإكمال مسيرة الذين سبقوه من الأنبياء ولإتمام منظومة القيم الإنسانية والشرائع الضابطة التي تدرجت السماء في إنزالها إلى الأرض لتسهيل رحلة انتقال البشر من الهمجية إلى الإنسانية، بعد وصوله إلى مرحلة رشد العقل ونضج اللسان والنظام الاجتماعي وأغلق الأمر واستمر التصديق على كمالات (اللسان والنبوة والدين والأمة) فكانت أصل النعم كلها، بعد العقل واللسان، الهداية لدينه بإرسال رسله وإنزال كتبه (ليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً 3) ( المائدة) وبه ختمت عناصر الحضارة (اللسان النبوة والدين والأمة) فالإسلام (الختم) أغلق وصادق على نهاية تدرج دين الله الإسلام من نوح عليه السلام إلى محمد قال تعالى (وهذا كتاب مصدقٌ لساناً عربياً) (الاحقاف12) فلا دين بعد كتاب الله الخاتمي بشقيه آيات الرسالة (الدين) وقد أكملت،وآيات القرآن (النعمة) وقد أتممت، لذا جاءت آيات القرآن مصدقة لآيات التشريع حفظاً ورقابةً (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه.. ) (المائدة 48) أي وصل الدين في الأرض إلى كمال التشريع الإنساني مصدق بالختم ؛ وموافقاً مرحلة بدء رشد العقل ونضج اللسان والنظام الاجتماعي ولما كان من تمام النعمة استمرارها وصلت نعمة النبوة إلى مقام الخاتمية، إتمام لما قبلها من النبوات واستمرار التصديق لما بعدها فالخاتمية كمال في ذاتها وتتضمن وظيفة إتمام التصديق؛ لذلك ختمت الآية برضوان الإسلام الدين الخاتمي؛وهذا ما يقتضيه منطق اللسان والثقافة والقرآن والواقع .
إذاً بالختم يجب على الدوام توثيق وتصويب معارفنا ومفاهيمنا عن (اللسان والنبوة والدين والأمة (إذا رغبنا بالتجديد والنهضة والخروج من الأمراض والأزمات (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) ( 53 فصلت) إن وظيفة الختم التوثيق والتصويب (التصديق) ليس لختم الرسالة بهدف حفظها وحسب وانتهى العمل ولكن من اجل مستقبل النهضة عن طريق تجديد عناصر الحضارة في حياة الناس والأمم فالتطبع بمفاهيم التجديد والنهضة الحضارية وتطبيع البنية التحتية للمجتمع هو هدف الختم الرباني في التغيير الاجتماعي(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
ونلفت النظر إلى أن الختم لا يعني الإغلاق لان الله تعالى يختم على قلوب الكافرين والمتكبرين ولا يعني عدم دخول مزيد من الفسق إلى نفوسهم بل يزدادوا كفراً على كفرهم لان نفوسهم ترفض الحق والهدى؛ وأما ختم النبي ص فيزيده نوراً إلى نوره فلا تقبل نفسه إلا ما استساغ من الهدى ، وعدم مجيء الختم لكافة المؤمنين في كتابه ليدل أن الختم ليس معطى مسبق ابدي بل نتيجة من خلال فعل ذاتي يعبر عن استقلال الإرادة والقدرة على التمييز والاختيار الحر وليس إرادة خارجية وإلا يصبح الفعل الإلهي بلا مبرر عشوائيا وتمييزا بلا سبب وهذا يناقض مفهوم الاستحقاق وتكافؤ الفرص والحكمة والعدل الإلهي؛ وكما أن مجرد الإغلاق ليس من معاني الختم كذلك مجرد الإنهاء والنهاية مثال ذلك (يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك) كثيرا ما تفسر الآية : بان آخر ما يجدونه منه عند شربهم إياه رائحة المسك... طبعاً هذا ينطبق على شراب الدنيا أما الآخرة فهو رحيق كامل متكامل الخصائص محفوظ بنظام مناعي داخل ذراته. فالآية تدل على تقديم ألذ وأطيب مما كان من الأشربة ، فيسقون من رحيق مختوم، والمعنى هنا ليس رحيق في وعاء مغلق بختم مادي ممسك ، بل طبع طبيعي في بنيته الداخلية لمواجهة أي تحلل أو فساد ،وهو مشبع بطعم المسك، حتى صار المسك من طبيعته ، ولا يقبل مخالطة شيء ينقص لذته لكماله ونفاسته ،فلا يفسد مع الزمن ، وليس فيه نهائيا عوامل التخمر ، وختامه أي ما طبع عليه من خصائص ظاهرة هي عنوانه وما يدل عليه من طعم ورائحة ممسكة تفيض منه ؛ فلا يتأثر بشيء في داخله أو من محيطه، فهو مختوم محفوظ مغلق على خصائصه المطبوعة في ذاته ، ونتيجة لختمه ليس له تفل في آخره ، بل تتذوق نكهته من على بعد ، وتشم رائحته الفواحة بالمسك ، فهو مطبوع من أوله إلى آخره بكمال الصفات ، والخصائص الذاتية المشبعة بطعم المسك صيانة ومنعاً للفساد ، فالختم كما تبين ليس نهاية ولا إغلاق مجرد بل طبع تصديق؛ وهذا المثل ينطبق على المجال الاجتماعي؛ وقد وصف محمد ص نفسه بالآخر فهو آخر إمام للسابقين من النبيين، وكذلك هو آخر إمام للآخرين كما جاء في التنزيل الحكيم (آخرين منهم لما يلحقوا بهم) (الجمعة 3) فمنزلته وسط بين السابق واللاحق (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكونوا الرسول عليكم شهيدا ) ( البقرة 143(
إذن محمد ص الخاتم هو إمام آخر السابقين من النبيين وإمام أخير للآخرين اللاحقين ؛فالختم حضاري ومعيار كشف زيف الكذبة من ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ...) فمن هنا كان محمد خاتم النبيين وإمام المصلحين للسابقين والآخرين اللاحقين .

salehgof
02-20-2011, 11:27 PM
طبعا اجابك الأخوة عن هذه النقطة في مواضيع أخرى لك واجوبتهم وافية فلن أكررها ....
وسؤالي لك : نحن اليوم نعيش مستجدات لا يمكن للغلام (مهديكم ونبيكم ) أن يحلها ولا بد لهذه المستجدات بحسب منطوقكم من وجود نبي مواكب للمستجدات يعيشها ويحلها ...
فمن هو النبي اليوم ؟ طالما أن باب النبوة مفتوح كما تقولون ولم يغلق كما نقول نحن المسلمون التقليديون !!

salehgof
02-20-2011, 11:29 PM
وهل ياترى سيكون جوابك كما أجابني احدهم ... (( من الممكن ان يكون هناك 5000 نبي اليوم ولكني لا أعرف احد الآن ))
فتأمل يا هداك الله