الإصبع الذهبي
02-27-2011, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قال الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس ( لو أن كل الوقائع التي إعتمد عليها دارون في نظريتة كانت صحيحة ولو أن كل العلاقات السببية الطبيعية التي فسر بها تطور الكائنات الحية كانت أيضاً صحيحة لم يكن في هذا كله مايدل على عدم وجود الخالق , أو الإستغناء عنه.
فالقول بالإلحاد هو إعتقاد لا علاقة له بالعلم ؛ ويمكن لذلك أن يضاف إلى كل نظرية علمية.فكلما اكتشف العلماء سبباً طبيعياً لظاهرة من الظواهر الكونية عزوا سببها إلى ذلك السبب الطبيعي وزعموا أنه يغني عن القول بوجود خالق , هذا إعتقاد قديم وليس من العلم الحديث في شئ.فالذين روى الله لنا قولهم ( نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) الجاثية:24 كانوا يعتقدون مثل هذا الإعتقاد والذين فسروا التاريخ بقولهم ( قد مس آباءنا الضراء والسراء ) الأعراف:95 كانوا أيضاً منكرين لوجود الخالق معتقدين أنه ليس وراء حوادث الكون مدبر وأنها خبط عشواء .
أما المؤمنين فإنهم لا ينكرون فاعلية الأسباب الطبيعية, أو المقدرات البشرية. هل رأيت مؤمناً ينكر أن الطعام يغذي , والماء يروي, والدواء يشفي ؟ لكنهم مع إعتقادهم بفاعلية الأسباب إلا أنهم مؤمنون بأن لها خالقاً هو الذي جعلها أسباباً , وأنه لاتنافي بين فاعلية الله وفاعلية الأسباب الطبيعية أو فاعلية الإرادة البشرية؛لأن الله -تعالى- هو الذي خلق الأسباب وجعلها أسباباً, ولأنه -سبحانه- من عادته أن يفعل بالأسباب كما كان علماؤنا يقولون .
تنبيه قبل أن أكمل ما قاله فضيلة الشيخ أردت نقل هذا الكلام الذي هو في غاية الأهمية لأنه قد يخفى على بعض الناس وهو أيضاً كلاماً لشيخ جعفر نقلاً من كتابه الفيزياء و وجود الخالق يقول ( إن كثيراً من الناس لا يعلمون أنه بالرغم من شيوع القول بـ(الخلق من العدم ) بين المنتسبين إلى الأديان الثلاثة؛فإنه لاوجود لهذا التعبير في شئ من كتبهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - معلقاً على قوله - تعالى- ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) هود : 7
(( فقد أخبر أنه خلق السموات والأرض في مدة ومن مادة. ولم يذكر القرآن خلق شيْ من لاشيْ, بل ذكر أنه خلق المخلوق بعد أن لم يكن شيئاً , كما قال ( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً ) مريم:9 مع إخباره أنه خلقه من نطفة )) مجموع الفتاوى , ص35-36 ) الفيزياء و وجود الخالق ص99
الآن ننقل كلام فضيلة الشيخ حول نظرية دارون يقول:
1- إنها تبدأ بالتسليم بالحقائق لاتفسرها, لكنها تعتمد عليها. فهي تبدأ بأن هنالك كائنات حية,وأن هذه الكائنات تتكاثر بالتناسل, وأن المولود يرث بعض خصائص الآباء , وأنه لا يوجدكائنان حيان متماثلان تماثلاً كاملاً في صفاتهما.
وإذا كانت لاتفسر وجود هذه الحقائق فأنى لها أن تنفي الخالق ؟
2- تفترض النظرية أن للكائنات الحية كلها أصلاً واحداً تكاثرت عنه.
3-مهمة النظرية أن تفسر هذا التكاثر , أي : أن تبحث عن الأسباب الطبيعية التي تجعله ممكناً وبهذه التي نشاهدها.
4- تقرر النظرية حقيقة مشهودة هي أن الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها الكائنات الحية في وجودها محدودة , ولذلك لايمطن أن تتكاثر تكاثراً لايحده شئ, بل لابد أن نفترض بعضها ويبقى بعضها.
5- تقول النظرية إن (( الميكانزم )) الذي يجعا هذا ممكناً هو ما أسماه دارون بالإنتخاب الطبيعي؛أي: أن الطبيعة تنتخب بعض الكائنات للبقاء , وتحكم على بعضها بالفناء. لكن عبارة الإنتخاب الطبيعي ليست عبارة علمية ؛ إذ إنها تعني أن هنالك شيئاً اسمه الطبيعة هو الذي ينتخب , والإنتخاب فعل إرادي ولذلك قال دارون : إن غيره أسمى هذه العملية للأصللح ولم يعترض عليه.
6- فحوى الفكرة التي سميت خطأ بالإنتخاب الطبيعي أن هنالك علاقة بين الكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها. والمقصود بالبيئة كل سبب خارجي يؤثر في حياتها؛فهي تشمل وجود حيوانات أخرى,كماتشمل المناطق الجغرافية والأحوال المناخية ,وغير ذلك. وبما أن الكائنات الحية التي تنتمي إلى مجموعة واحدة كالكلاب مثلاً أو الأرانب , لها صفات محتلفة , فإن ما كانت صفاته مُعِنةً له على العيش في البيئة المعينة التي وجد فيها , كانت فرصته في البقاء أحسن من فرصة من كانت بعض صفاته غير مناسبة مع بيئتة . فالحيوانات والنباتات تختلف في ألوانها مثلاً؛فقد يكون لونٌ ما كالبياض مثلاً مناسباً مع بيئة معينة وغي مناسب مع بيئة أخرى , أعني من حيث فرص البقاء أو الفناء.ضرب أحدهم بأنه إذا كانت هنالك أرانب برية في الأسكيمو وكان بعضها أبيض اللون وبعضها بنياً , وكان هنالك مصطادون للأرانب , فإنه سيكون من السهل عليهم رؤية الأرانب البنية,وعليه؛ فإن عددها سيقل وربما انقرض إذا أسمر الصيد.
إن إنساناً مؤمناً قد يوافق دارون في كل هذا,ويرى فيه تفسيراً طبيعياً لظاهرة بقاء بعض الحيوانات وانقراض بعضها,بل ولتطورها, ولا يرى في مايتناقض مع إيمانه بالخالق, بل يقول: إنه كما أن الله - تعالى - جعل النار وسيلة للإحراق , والماء وسيلة للإنبات , فقد جعل هذه أسباباً لتطور الحيونات.
7- حتى القول بأن للحيوان كله أصلاً واحداً نما عنه وتكاثر,ليس فيه - سواءً حقاً أم باطلاً - مايتناقض مع وجود الخالق وفاعليته.
8- إن فكرة التطور التي رأى فيها بعض أهل الأديان غير الإسلامية مايتناقض مع تصورهم للخق؛لا تتناقض مع التصور الإسلامي له,وذلك لأن الخلق عندنا ليس أمراً يحدث مرة واحدة كما صورته تلك المعتقدات , إن الخلق في التصور الإسلامي أمر مستمر ؛ فما حادث يحدث في الكون إلا بمشيئة الله-تعالى- وقدرته,فالله- تعالى - خالق كل شئ فكل مرحلة من مراحل تطور الجنين في بطن أمه مثلاً هي من خلق الله تعالى.
9- الذي يناقض الإسلام في الداروينية هو القول بأن البشر تطوروا عن حيوانات قبلهم . إن الله - تعالى - قادر على أن يفعل هذا , لكنه أخبرنا بأنه كرم الإنسان فخلقه خلقاً خاصاً, ولم يجعله متطوراً عن حيوان قبله. وقد أعترف بعض من يسمون بالداروينيين الجدد بأن هنالك خطأ فاصلاً بين الإنسان وماسبقه من حيوان, وأن هنالك خصائص إنسانية لايمكن ردها إلى أصول حيوانية سابقة للإنسان .
لكن القول بخصوصية الإنسان لا يعني أنه مختلف في كل شيْ عن سائر الحيوان, ولا يعني اتفاقه معها في بعض الخصائص أنه تطور عنها.بل إن الذي خلقه هو خالق الحيوانات قبله,وهو الذي جعل بينها وبينه شبهاً.ألاترى أن صانع السيارات - ولله المثل الأعلى - يمكن أن يصنع سيارة تمتاز عما سبقها من سيارات لكنا تشابهها في بعض صفاتها ؟ . أهـ ) الإسلام لعصرنا المجموعة الثالثة ص45 - ص48
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن أقتفى الى يوم الدين.
قال الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس ( لو أن كل الوقائع التي إعتمد عليها دارون في نظريتة كانت صحيحة ولو أن كل العلاقات السببية الطبيعية التي فسر بها تطور الكائنات الحية كانت أيضاً صحيحة لم يكن في هذا كله مايدل على عدم وجود الخالق , أو الإستغناء عنه.
فالقول بالإلحاد هو إعتقاد لا علاقة له بالعلم ؛ ويمكن لذلك أن يضاف إلى كل نظرية علمية.فكلما اكتشف العلماء سبباً طبيعياً لظاهرة من الظواهر الكونية عزوا سببها إلى ذلك السبب الطبيعي وزعموا أنه يغني عن القول بوجود خالق , هذا إعتقاد قديم وليس من العلم الحديث في شئ.فالذين روى الله لنا قولهم ( نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) الجاثية:24 كانوا يعتقدون مثل هذا الإعتقاد والذين فسروا التاريخ بقولهم ( قد مس آباءنا الضراء والسراء ) الأعراف:95 كانوا أيضاً منكرين لوجود الخالق معتقدين أنه ليس وراء حوادث الكون مدبر وأنها خبط عشواء .
أما المؤمنين فإنهم لا ينكرون فاعلية الأسباب الطبيعية, أو المقدرات البشرية. هل رأيت مؤمناً ينكر أن الطعام يغذي , والماء يروي, والدواء يشفي ؟ لكنهم مع إعتقادهم بفاعلية الأسباب إلا أنهم مؤمنون بأن لها خالقاً هو الذي جعلها أسباباً , وأنه لاتنافي بين فاعلية الله وفاعلية الأسباب الطبيعية أو فاعلية الإرادة البشرية؛لأن الله -تعالى- هو الذي خلق الأسباب وجعلها أسباباً, ولأنه -سبحانه- من عادته أن يفعل بالأسباب كما كان علماؤنا يقولون .
تنبيه قبل أن أكمل ما قاله فضيلة الشيخ أردت نقل هذا الكلام الذي هو في غاية الأهمية لأنه قد يخفى على بعض الناس وهو أيضاً كلاماً لشيخ جعفر نقلاً من كتابه الفيزياء و وجود الخالق يقول ( إن كثيراً من الناس لا يعلمون أنه بالرغم من شيوع القول بـ(الخلق من العدم ) بين المنتسبين إلى الأديان الثلاثة؛فإنه لاوجود لهذا التعبير في شئ من كتبهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - معلقاً على قوله - تعالى- ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) هود : 7
(( فقد أخبر أنه خلق السموات والأرض في مدة ومن مادة. ولم يذكر القرآن خلق شيْ من لاشيْ, بل ذكر أنه خلق المخلوق بعد أن لم يكن شيئاً , كما قال ( وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً ) مريم:9 مع إخباره أنه خلقه من نطفة )) مجموع الفتاوى , ص35-36 ) الفيزياء و وجود الخالق ص99
الآن ننقل كلام فضيلة الشيخ حول نظرية دارون يقول:
1- إنها تبدأ بالتسليم بالحقائق لاتفسرها, لكنها تعتمد عليها. فهي تبدأ بأن هنالك كائنات حية,وأن هذه الكائنات تتكاثر بالتناسل, وأن المولود يرث بعض خصائص الآباء , وأنه لا يوجدكائنان حيان متماثلان تماثلاً كاملاً في صفاتهما.
وإذا كانت لاتفسر وجود هذه الحقائق فأنى لها أن تنفي الخالق ؟
2- تفترض النظرية أن للكائنات الحية كلها أصلاً واحداً تكاثرت عنه.
3-مهمة النظرية أن تفسر هذا التكاثر , أي : أن تبحث عن الأسباب الطبيعية التي تجعله ممكناً وبهذه التي نشاهدها.
4- تقرر النظرية حقيقة مشهودة هي أن الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها الكائنات الحية في وجودها محدودة , ولذلك لايمطن أن تتكاثر تكاثراً لايحده شئ, بل لابد أن نفترض بعضها ويبقى بعضها.
5- تقول النظرية إن (( الميكانزم )) الذي يجعا هذا ممكناً هو ما أسماه دارون بالإنتخاب الطبيعي؛أي: أن الطبيعة تنتخب بعض الكائنات للبقاء , وتحكم على بعضها بالفناء. لكن عبارة الإنتخاب الطبيعي ليست عبارة علمية ؛ إذ إنها تعني أن هنالك شيئاً اسمه الطبيعة هو الذي ينتخب , والإنتخاب فعل إرادي ولذلك قال دارون : إن غيره أسمى هذه العملية للأصللح ولم يعترض عليه.
6- فحوى الفكرة التي سميت خطأ بالإنتخاب الطبيعي أن هنالك علاقة بين الكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها. والمقصود بالبيئة كل سبب خارجي يؤثر في حياتها؛فهي تشمل وجود حيوانات أخرى,كماتشمل المناطق الجغرافية والأحوال المناخية ,وغير ذلك. وبما أن الكائنات الحية التي تنتمي إلى مجموعة واحدة كالكلاب مثلاً أو الأرانب , لها صفات محتلفة , فإن ما كانت صفاته مُعِنةً له على العيش في البيئة المعينة التي وجد فيها , كانت فرصته في البقاء أحسن من فرصة من كانت بعض صفاته غير مناسبة مع بيئتة . فالحيوانات والنباتات تختلف في ألوانها مثلاً؛فقد يكون لونٌ ما كالبياض مثلاً مناسباً مع بيئة معينة وغي مناسب مع بيئة أخرى , أعني من حيث فرص البقاء أو الفناء.ضرب أحدهم بأنه إذا كانت هنالك أرانب برية في الأسكيمو وكان بعضها أبيض اللون وبعضها بنياً , وكان هنالك مصطادون للأرانب , فإنه سيكون من السهل عليهم رؤية الأرانب البنية,وعليه؛ فإن عددها سيقل وربما انقرض إذا أسمر الصيد.
إن إنساناً مؤمناً قد يوافق دارون في كل هذا,ويرى فيه تفسيراً طبيعياً لظاهرة بقاء بعض الحيوانات وانقراض بعضها,بل ولتطورها, ولا يرى في مايتناقض مع إيمانه بالخالق, بل يقول: إنه كما أن الله - تعالى - جعل النار وسيلة للإحراق , والماء وسيلة للإنبات , فقد جعل هذه أسباباً لتطور الحيونات.
7- حتى القول بأن للحيوان كله أصلاً واحداً نما عنه وتكاثر,ليس فيه - سواءً حقاً أم باطلاً - مايتناقض مع وجود الخالق وفاعليته.
8- إن فكرة التطور التي رأى فيها بعض أهل الأديان غير الإسلامية مايتناقض مع تصورهم للخق؛لا تتناقض مع التصور الإسلامي له,وذلك لأن الخلق عندنا ليس أمراً يحدث مرة واحدة كما صورته تلك المعتقدات , إن الخلق في التصور الإسلامي أمر مستمر ؛ فما حادث يحدث في الكون إلا بمشيئة الله-تعالى- وقدرته,فالله- تعالى - خالق كل شئ فكل مرحلة من مراحل تطور الجنين في بطن أمه مثلاً هي من خلق الله تعالى.
9- الذي يناقض الإسلام في الداروينية هو القول بأن البشر تطوروا عن حيوانات قبلهم . إن الله - تعالى - قادر على أن يفعل هذا , لكنه أخبرنا بأنه كرم الإنسان فخلقه خلقاً خاصاً, ولم يجعله متطوراً عن حيوان قبله. وقد أعترف بعض من يسمون بالداروينيين الجدد بأن هنالك خطأ فاصلاً بين الإنسان وماسبقه من حيوان, وأن هنالك خصائص إنسانية لايمكن ردها إلى أصول حيوانية سابقة للإنسان .
لكن القول بخصوصية الإنسان لا يعني أنه مختلف في كل شيْ عن سائر الحيوان, ولا يعني اتفاقه معها في بعض الخصائص أنه تطور عنها.بل إن الذي خلقه هو خالق الحيوانات قبله,وهو الذي جعل بينها وبينه شبهاً.ألاترى أن صانع السيارات - ولله المثل الأعلى - يمكن أن يصنع سيارة تمتاز عما سبقها من سيارات لكنا تشابهها في بعض صفاتها ؟ . أهـ ) الإسلام لعصرنا المجموعة الثالثة ص45 - ص48
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن أقتفى الى يوم الدين.