المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال أفيدوني ..جزيتم خيرا ً



عائدة إلى الله
03-01-2011, 10:17 AM
السلام على من اتبع الهدى ...

إخواني وأخواتي الأعضاء في المنتدى .. أفيدوني في سؤالي جزاكم الله خيرا ً

في حوار مع ملحد .. تطرقنا لفكرة أن الايمان بالله شيء غير ضروري حتما ً ولا يزيد أو ينقص في حياة الانسان
طبعا ً من الخطأ أن أحاور وأنا لم أمسك زمام العقيدة بعد
كانت حجته أن الثورة الفرنسية فعلت العجب العجاب و هم لم يكونوا مؤمنين بالله !
أجبته أنهم حتما ً كانوا مؤمنين بمبدأ أو بفكرة دفعتهم و حركتهم ... فكان الجواب : إذن عدنا لأن الايمان بالله شيء غير ضروري البتة !

أفيدوني بالجواب المقنع ...
أرحب بالنقد البناء في سبيل التعلم

هشام بن الزبير
03-01-2011, 10:35 AM
السلام على من اتبع الهدى ...
إخواني وأخواتي الأعضاء في المنتدى .. أفيدوني في سؤالي جزاكم الله خيرا ً
في حوار مع ملحد .. تطرقنا لفكرة أن الايمان بالله شيء غير ضروري حتما ً ولا يزيد أو ينقص في حياة الانسان
طبعا ً من الخطأ أن أحاور وأنا لم أمسك زمام العقيدة بعد
كانت حجته أن الثورة الفرنسية فعلت العجب العجاب و هم لم يكونوا مؤمنين بالله !
أجبته أنهم حتما ً كانوا مؤمنين بمبدأ أو بفكرة دفعتهم و حركتهم ... فكان الجواب : إذن عدنا لأن الايمان بالله شيء غير ضروري البتة !
أفيدوني بالجواب المقنع ...
أرحب بالنقد البناء في سبيل التعلم
وعليكم السلام ورحمة الله,
أختي الكريمة, سؤالك حول الإيمان, وهل حاجة الإنسان إليه من قبيل الضروريات أم لا.
قال الله تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره) وقال سبحانه: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وقال سبحانه: (وهديناه النجدين)
وقال سبحانه: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)
فهذه آيات تبين لنا حقيقة تمتع الإنسان بأمرين يحكمان سلوكه الأخلاقي:
البصيرة الأخلاقية ومعرفته الخير والشر (النجدان) فهو خلق في أحسن تقويم وأُلهم معرفة الفجور والتقوى.
ثم أعطي حرية الإختيار: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).
فهل حاجة الإنسان إلى الإيمان والتقوى حاجة ضرورية؟
يجب أن نميز بين نوعين من الضرورات:
ضرورة مادية: فالأكل والشرب والنوم ضرورات مادية, أي أننا نضطر إلى هذه الأمور اضطرارا ماديا قاهرا, ولا نستطيع مدافعتها إلا بمقدار, فقد نصوم عن الطعام والشراب, وقد نسهر مدة معينة, فإذا تمادينا في ذلك أصبنا بضرر مادي قد يفضي إلى الهلاك.
ضرورة معنوية أو أخلاقية: فنحن نعلم أن الصدق والعدل والأمانة وإغاثة الملهوف ورحمة الضعيف وغيرها أعمال فاضلة يمليها علينا ضميرنا الأخلاقي, إذن فهي ضرورات معنوية أخلاقية, لكننا لا نموت إذا عصينا وازع الخير فينا, لكننا نحس بسقوطنا عن مرتبة السمو الأخلاقي والإنساني, وقد نحس بتأنيب الضمير, وهذا فرق كبير بين الضرورة المادية والضرورة المعنوية.
إذن فالإيمان بالله الذي يدل على مكارم الأخلاق -بل هو رأسها ومصدرها- ضرورة معنوية أخلاقية, وهذا عين الحكمة, فإنما خلق الله الإنسان للإبتلاء, فلو كانت ضرورته للإيمان كضرورته للطعام والشراب, لبطلت الحكمة من وجوده.
والملاحدة يغالطون في هذه المسألة, فيقولون: إنا نرى الكفار يعيشون بلا إيمان ثم نرى حياتهم مستقرة, ونراهم على قدر من الأخلاق.
فنجيب: الإنسان كائن أخلاقي بطبعه, لديه أخلاق فطرية, لكن الإيمان بالله ضروري لتحصيل الكمال الإنساني الممكن, ولتحقيق التوازن بين نوازع النفس الترابية وبين متطلباتها الروحية.
لهذا فالإستدلال بالثورة الفرنسية لا يقدح في اضطرار البشر إلى أخلاق الإيمان التي تزكي أخلاق الفطرة, بل إن الإسراف في سفك الدماء والإنسياق وراء دوافع الإنتقام والبطش الذي اشتهرت به تلك الثورة, يدل على حاجة الناس إلى أخلاق الإيمان التي تدعو إلى الرحمة والصفح والعفو عند المقدرة.
والله أعلم.

عائدة إلى الله
03-01-2011, 10:59 AM
فإنما خلق الله الإنسان للإبتلاء, فلو كانت ضرورته للإيمان كضرورته للطعام والشراب, لبطلت الحكمة من وجوده.
أرغب في تفسير أكثر لهذه العبارة إن أمكن مع إعطائي أمثلة


الإنسان كائن أخلاقي بطبعه, لديه أخلاق فطرية
و عن تجربة .. من لا دين له فإن أخلاقه هباء و سيبيعها متى عارضت رغباته الدنيوية

هشام بن الزبير
03-01-2011, 11:38 AM
قلت: فإنما خلق الله الإنسان للإبتلاء, فلو كانت ضرورته للإيمان كضرورته للطعام والشراب, لبطلت الحكمة من وجوده.

أرغب في تفسير أكثر لهذه العبارة إن أمكن مع إعطائي أمثلة
قال الله تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) وقال سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وفي التفسير: ليعبدون: أي ليوحدون. فالإنسان مكلف بعبادة الله, أي بالإيمان به وتوحيده والامتثال لأمره واجتناب نهيه. فالحكمة من خلق الإنسان ابتلاؤه بالشريعة الربانية, فلا بد من الإيمان والعمل للنجاة يوم القيامة.
لهذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وشرع الشرائع, لكن الله لا يجبر الإنسان على الإيمان ولا على الكفر, بل يدعوه إليه ويرغبه في بواسطة أنبيائه, قال الله تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم), فمنهم من يختار الإيمان ومنهم من يختار الكفر. والله عز وجل قد أحاط بكل ذلك علما, فقد استوى في علمه ما كان وما يكون. إذن من آمن فقد آمن اختيارا لا قهرا. فهذا معنى أن ضرورة الإيمان ليست ضرورة مادية.
ولو تصورنا أن من ترك الإيمان كان كمن ترك الطعام والشراب, فيحصل له ضرر مادي قاهر, فيضطر لملازمة الإيمان والخضوع للشريعة اضطرارا يشبه اضطراره للأمور المادية, فإن الحكمة من ابتلاء الإنسان وإعطائه الإختيار الحر, ستبطل, ولن نتبين من آمن طوعا واختيارا, ممن آمن كرها واضطرارا.
أتمنى أن تكون المسألة الآن أوضح.


و عن تجربة .. من لا دين له فإن أخلاقه هباء و سيبيعها متى عارضت رغباته الدنيوية
الأمر كما اسلفت: هناك استعداد فطري لمعرفة أصول الأخلاق, وهذا ما يسمى الضمير, ويسميه القرآن بصيرة, أو إلهاما بمعرفة الخير والشر. فهذا هو القدر المشترك بين الناس في مسألة الأخلاق, لكن هل تنتهي الأخلاق عند هذا الحد؟
نحن نقول إن تحقيق السمو الأخلاقي والتحلي بأقصى قدر من مكارم الأخلاق منوط بتحقيق الإيمان بالله سبحانه, وقد جاء في السنة: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وفي رواية (...صالح الأخلاق).
وقد كنت كتبت موضوعا في جواب شبهة مشابهة هذا رابطه:
جواب شبهة حول أخلاق القرآن: http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=27785

الحمادي
03-01-2011, 04:11 PM
السلام عليكم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " في " رسالة في الحسبة " ما نصه :
فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي أَنَّ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ وَخِيمَةٌ وَعَاقِبَةُ الْعَدْلِ كَرِيمَةٌ وَلِهَذَا يُرْوَى : " اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً " .