المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة الشيخ عبد المنعم الشحات عن ليبيا



متروي
03-01-2011, 10:25 PM
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن الأزمة الليبية.. وأنهار الدم التي فجَّرها حاكمهم الذي ضرب مَن يُسميهم "شعبه" بالطائرات، وسلط عليهم "مرتزقة" لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة في ظل حالة بلادة مِن المجتمع الدولي الذي يبدو الذى خرجت مطالباته بوقف قمع المتظاهرين هادئة ناعمة، ولعلها رحمة من الله أن يدرك الجميع أن المجتمع الدولي حتى وإن إنحاز يوما ما لمصلحة الشعوب المقهورة فلغرض ما في نفسه.
وربما لأن القذافي استطاع أن يوظف فزاعة الإسلاميين بطريقة أكثر إتقانا من سابقيه ومن ثم أعرض المجتمع الدولي هذا الإعراض المشين عن تلك الإبادة الجماعية للشعب الليبي على يد من يفترض أنه راعيه.
والمحزن حقًا أن "ليبيا" مِن أكثر البلاد التي ابتليت بالدعاة الذين لا يفرقون بيْن الدخول في الطاعة الاضطرارية للحاكم المبدل للشرع، وبين طاعة ولاة الأمور الشرعيين الذين يسوسون الناس بكتاب الله، وهي الدعوات التي آن لها أن تختفي مِن واقع المسلمين فضلاً عن اختفائها من التدثر بدثار السلفية.
فضلاً أن "كفريات القذافي" قد فاقت قضية تبديل الأحكام، والتي ترى أنها مما للعذر بالجهل والتأويل في زماننا فيها مدخل إلى كفريات لا يختلف عليها اثنان مِن عامة المسلمين؛ فضلاً عن خاصتهم؛ كدعوته إلى إسقاط كلمة: "قل" مِن كل موطن وردت فيه في القرآن مثل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، ونحوها..
وأما الذين كانوا يمتنعون مِن الخروج عليه للمفسدة فلم يعد هناك مجال للمطالبة بهذا الآن وقد اشتعلت الأزمة، وقد أصر "القذافي" على الإبادة الشاملة -ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم-!
فمِن هنا كان لزامًا على أهل العلم في كل مكان أن يدعوا الشعب الليبي إلى التضامن والصبر والاحتساب.
وأن يحذورا الجيش والشرطة مِن مغبة الطاعة العمياء لهذا الطاغوت لا سيما في قتل إخوانهم في الله، وأن يذكروا أنهم ما داموا جنودًا للطواغيت فهم معهم في الآخرة: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) (القصص:8).