المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين عقيدة الثورة و ثورة العقيدة



طالب العفو
03-03-2011, 07:50 PM
بين عقيدة الثورة و ثورة العقيدة
أبوحفص أحمد بن عبد السلام السكندري

رسالة في التحذير من استغلال الثورة المصرية في نشر الأفكار العلمانية وبيان التضاد بين ثوابت الإسلام وبين مبادئ الليبرالية.

http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=61&book=6601

أمَة الرحمن
03-03-2011, 08:10 PM
بارك الله فيك!

رسالة ممتازة و في غاية الأهمية.

نور الدين الدمشقي
03-03-2011, 08:12 PM
بارك الله فيك. رسالة ممتازة وعنوان موفق.
لكنني لا اوافق بأن الثورة كانت ذات واجهة ليبرالية....ولا يمكن القول بأنه خرج من خرج لاقامة الايديولوجية الليبرالية...وانما لازالة الظلم....فلو توهم عموم الناس بأن "الليبرالية" تعني عدم الظلم...فهو ما يريدونه واختلاط الأوراق هذا ناجم عن سوء الفهم للدين...وما ذاك الا من تقصييرنا في تفهيمهم بأن الاسلام والشريعة هي التي تعني عدم الظلم....اما ذاك او ان الحكومة السابقة كانت تحول بيننا وبين الناس...وفي كلا الحالتين فان زوالها خير.
وبالتأكيد لا ننبهر بالثورة دون انتقادات اخطائها..وامامنا الكثير من الواجبات في المرحلة القادمة.
ومرة اخرى...نفع الله بالكاتب والناقل.

طالب العفو
03-03-2011, 09:50 PM
لكنني لا اوافق بأن الثورة كانت ذات واجهة ليبرالية....ولا يمكن القول بأنه خرج من خرج لاقامة الايديولوجية الليبرالية

الثورة شعبية بصورة واضحة والاخوان فصيل هام فيما حدث بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء

لكن هذا النقل يوضح باذن الله تركيز الكاتب علي الليبرالية


ولأن الراية الآن بيد حركة شباب 25 يناير، ولأن صوتهم هو الأعلى وهم قادة الموقف؛ بحيث انضوت تحتهم كل التجمعات والأحزاب المشارِكة فضلا عن الحشود الجماهيرية، فإن ما سيقدمونه من تفسير للإصلاح سيكون هو التفسير المعتمد الذي لن يجرؤ أحد من مشاركيهم على مخالفته.
ولذلك لابد أن نقف عند أفكارهم لنحدد موقفنا تجاه تلك الحركة التي تطورت إلى ثورة هم قادتها.
إن القاصي والداني يعلم أن هذه الحركة تطالب بدولة مدنية، ولم يسع بقية المشاركين من جميع الاتجاهات إلا ترديد نفس المطلب أو على الأقل قبوله.

أمَة الرحمن
03-04-2011, 06:16 PM
بمناسبة الحديث عن التوجه "اللبيرالي" لشباب الثورة، لفت نظري كلامٌ للدكتور أحمد خيري العمري في آخر مقالاته، و أنقله بشيءٍ من التصرف:


علينا نحن جميعاً -كناشطين في مجال الفكر الإسلامي- أن نعي هذه النقطة ونعي مسئوليتنا تجاهها.. لقد تخلفنا عن مطالب الشعب.. فكان أن الشعب تركنا ومضى يطالب بحقوقه دون مرجعية دينية.. .

شرارة الثورة لم تكن دينية المصدر .. لكن استمرارها احتاج إلى “التدين”.. و أتحدث هنا عن تلك الجموع الهائلة وهي ترسم مشهداً أجمل من كل مشاهد الطبيعة.. وهي تذوب في صلاة جماعة هائلة بينما خراطيم مياه السلطة تحاول تفريقهم.. ويزداد الانضمام تباعاً رغما عن أنف-بل عن خراطيم!- السلطة..

هذا “التدين” العاطفي الذي يجد القوة في اللجوء لله عز وجل.. ويجد في الصلاة تلاحما يوحّد الجماهير أمام مطالبها أكثر..

هذا التدين –العاطفي- لا يتناقض أبداً مع التدين الفكري العقائدي لكنه يقع في منطقة أخرى فحسب.. منطقة حسّاسة رغم بساطتها ولا يستطيع أي تيار فكري ادعاء احتكاره لها..

فلنطرح السؤال الآن، وبعدما مرّ بنا من أن الشرارة الأساسية للثورة و محركها الأصلي لم يكن الدين، و السؤال هو: هل فهم الناس الدين فجأة؟..

للأسف لا. لقد فهموا دورهم في الحياة، ومسئوليتهم عن أوضاعهم فجأة. لكن ذلك ويا للأسف كان هذا بمعزل عن الدين. بالنسبة لي هذا ليس أمراً مؤسفا فحسب. بل هو مرعب أيضاً. لكنه قد حصل.

ليس هذا فحسب… ليس فقط أن الجماهير قد ثارت، ولم يكن الدين محركها في شرارة الانطلاق… ليس فقط أن الجماهير لم تثر بسبب الدين.. بل الحقيقة الأكثر مرارة هي أن الجماهير قد ثارت بالرغم عن الفهم الأفيوني المتداول للدين.

ثورة الشباب لم تكن” بسبب من” الدين.. بل رغماً عن” الفهم السلبي” للدين.... هذا ما حدث للأسف الشديد، وهو أمر خطر إذا استمر.. فرفع الظلم ومحاربة الفساد يكفي لإطلاق الشرارة.. لكن “الثورة”.. لكي تكون ثورة كاملة.. وليس مجرد انتفاضة شعبية عليها أن تمتلك مرجعية قيمية وثوابت واضحة يمكن الرجوع لها.. دون ذلك ستُجهَض الثورة وتُقتنَص من طرف هذه الأجندة أو تلك… سواء كانت أجندة داخلية لمراكز قوى وفساد جديد “أكثر قدرة على التخفي” أو أجندة خارجية لا تريد أن تفقد عميلها دون أن تحاول استبداله بآخر..

نعم. الناس لم يفهموا الدين فجأة. لكنهم أدركوا دورهم فجأة عندما تبين لهم أنه لم يعد الاستمرار ممكنا فيما لم يعد ممكنا الاستمرار فيه. ولم يكن للدين كبير دور في ذلك.. مع الأسف..

أمَة الرحمن
03-04-2011, 06:47 PM
بالمقابل، أنقل أيضاً كلمة مهمة كتبها الدكتور محمد عباس -في آخر مقالاته- لشباب الثورة:


احذروا .. واعلموا أن من أخطر ما يمكن أن يقال لكم أن الثورة ثورتكم وأن من حقكم اقتطاف ثمارها.. فأنتم لستم مماليك ومصر ليست غنيمة!

إن الثورة ثورة مصر كلها والثأر ثأر الله.

ثأر الحق والعدل والإنسانية والضمير. ثأر عدل مهدور ومواطن مقهور وناشط مأسور. ثأر أشقاء. ثأر أشلاء. ثأر أطفال ماتوا جوعا. وآخرين ظلوا أياما بين جثث أهليهم.

أنتم لستم مجموعة من المغامرين!

إن البعض يتناولكم كما لو كنتم عصابة استولت على كنز فليس من حق أحد أن ينازعها حق ملكه.

والأمر ليس كذلك. بل إنها حتى لو كانت حرباً دارت منذ أكثر من ألف عام فليس من حق أي واحد أن يستأثر لنفسه بغنيمة.

لقد كان للشباب دور رائع ورائد في الثورة. لكنه كان أحد الأدوار وليس الأدوار كلها. بل إن من بدءوا الثورة بدءوها دون أن يعرفوا أنها ثورة. ولم يفطن مفجروها إلى أنها أصبحت ثورة إلا في اليوم الرابع.. فما رميتم إذ رميتم ولكن الله رمى.. ولو أن مبارك كان أقل غباء وجهلا.. أو أن العادلي كان يختلف عن البلطجية والدواب التي استعملها لما نجحت الثورة. حتى أنني أقول –ساخرا وجادا في الوقت نفسه- أن مبارك والعادلي وسليمان هم من أنجحوا الثورة ولولاهم لما نجحت. كان يمكن لمحاولتكم أن تفشل كما فشلت مئات المحاولات. وكان يمكن للأمر كله أن ينتهي لولا أن تداركتكم رحمة ربكم بأناس صمدوا وقاوموا أرجوا أن يحشرهم الله مع أهل بدر. ولولاهم لما نجحت الثورة. ثم بعد ذلك كله: لولا الملايين التي أتتكم زمرا مستعدة للشهادة لكنتم الآن فريسة لجلادي أمن الدولة المجرمين يسومونكم سوء العذاب. ولكن أيضا.. هذه الملايين لم تكن تهرع لكم لولا دعاة إلى الله والحقيقة ظلوا ينفخون في الصحوة ويروون بدمائهم شجرتها عقودا إثر عقود بل وقرونا إثر قرون. من يجرؤ على القول أن سيد قطب ومحمود شاكر ومحمد محمد حسين ومصطفى صبرى بل وجلال كشك وشوقي وحافظ والمتنبي ليس لهم دور في هذه الثورة؟!

نعم.. إنني أتهم أولئك المتشنجين الذين يمجدون الثوار بأنهم كذابون أصحاب مطامع. إنهم كالنشال الذي يأتي إلى جوارك ليحذرك من النشالين. إنه يريد أن يشغلك حتى يسرقك هو. إن تفسيراتهم للأمور تفسيرات مريضة منحطة تقولها نخبة سافلة منحطة.. نخبة هي الابنة الشرعية لنظام المافيا واللصوص والبلطجية والبغال. لا تصدقوهم إذن. فأنت أيها الشباب جزء من حركة التاريخ تفسرها كتب السياسة والاجتماع والاقتصاد والجريمة. كما تفسرها السنن الإلهية.

النخبة السافلة تريد أن تمجدكم لكي تحولكم إلى طواغيت، لأنهم تمرسوا على الحياة كديدان البلهارسيا والإنكلستوما على فتات موائد الطواغيت وفي حظائرهم. إنهم يعلمون أنكم لو كنتم صالحين فسوف تتخلصون منهم. لذلك فهم حريصون على فسادكم وإفسادكم. وأيضا على عزلكم عن بيئتكم الطبيعية الحاضنة التي تشكل المصدر الرئيسي لقوتكم. إنهم يودون في النهاية بعد أن يمتصوا مصداقيتكم عند الناس أن يصيحوا فرحين: (هاهم الشباب أيضا قد فشلوا!).

فإياكم والنوايا الساذجة التي تفرش الطريق إلى الهزيمة. الجئوا إلى الآخرين لالتماس النصيحة والعون والمشاركة والتخطيط.. إن ثورتكم ليست عشوائية ولا هي نبت شيطاني.. إنها ابنة نضال أجيال وشهداء وأبطال وكتاب ومفكرين وشيوخ لا أول لهم ولا آخر.. إنهم أصحابها كما أنكم أصحابها ومسئولون عنها كمثلكم تماما. إنها جزء من حركة راسخة متجذرة في التاريخ وليست مجرد ورقة يانصيب رابحة بالصدفة.