المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال ما رايكم بهذا الموضوع عن الموت ؟؟



فارسة الاسلام
03-05-2011, 03:18 PM
لولا وجود الموت لغدت الحياة جحيما لا يطاق؛ فوحده الموت من يضع نهاية معقولة لكل حياة— ببطولاتها وفضائحها. ومهما اختلفت نظرياتنا و تباينت حول الموت، فإننا ولابد أن نلتقي عند الرأي التالي: الإنسان حيوان رافض للموت. فقط تأمل جيدا أي نشاط بشري وسترى بأنه ليس في حقيقته سوى تملصا من الموت....إن المرء بيننا يقضي أكثر من نصف حياته يشتغل ليل نهار وذلك لأجل تحقيق انجاز ما؛ ونحن لا ننفكّ نلاحظ، من حين لآخر، هذا المرء إما منكبا على تطوير نظرية علمية، أو عاملا على توسيع إمبراطورية اقتصادية، أو مصرّا على تعزيز قوة عسكرية أو مد حدود سياسية؛ ناهيك عن معشر الكتاب والفنانين والفلاسفة الذين لا ينامون إلا لماما مهووسين بإتمام رواياتهم وأنساقهم و سيمفونياتهم؛ حتى الإنسان العادي، هو الآخر، يرفض أن يغادر هذا العالم من دون أن يترك ذرية تحمل اسمه. ماذا أقول؟ لا أحد يريد الرحيل، من هنا، من دون أن يترك أثرا؛ فالكل يريد أن يخلّد اسمه بأي ثمن، حتى ولو كلف ذلك اقتراف جرم حجمه موت خمسين مليون من البشر. هذا، إذا، هو الوجه الحقيقي لكل رغبة في الخلود و الخوف من الوجود النكرة؛ والذي ليس في حقيقته سوى الخوف أللاشعوري من الموت.

كل وجودنا الإنساني خوف من الموت. فقط انظر إلى طقوس تشييع موتانا؛ فنحن نهتم بهم كما لو أنهم لا يزالون أحياء، نغسّلهم بأطهر المياه وأزكى العطور، كما نضعهم في أجود الأكفان وأفخر التوابيت؛ وكل هذا يعكس قلقنا الدفين حيال إمكانية أن يصبح موتانا جزءا من التراب. كما أننا لا نفوِّت أدنى فرصة في تخليدهم عبر الصور و التذكارات و التراجم؛ وهذه كلها أمور تعكس هاجس الذاكرة لدينا، والذي بدوره ليس سوى تعبيرا عن رفضنا للموت. إن النظر مليّا في هذه الأمور لا يمكن إلاَّ أن يقود المرء إلى الاستنتاج بأن كل مظاهر الوجود الإنساني انعكاس لردة فعل البشر ضد الموت.
من بين أكبر الأخطاء التي يقع فيها الإنسان نسيانه بأن الحياة محايثة للموت. إنه يرى الموت في كل مكان وفي كل كائن، ولكنه لا يقوم بالاستنتاجات اللازمة؛ ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن يصادف في طريقه شجرة متهالكة أو أطلالا تشهد على حضارة غابرة أو صديقا ينهكه المرض، لكن هذا الإنسان غالبا ما يعجز عن فهم أن الأمر يتعلق بأكبر الحقائق الأونطولوجية. إنه يرى دائما في هذه الأمثلة– وهي تمظهرات نموذجية للموت– مجرد حوادث (accidents) بيوطبيعية أو تاريخية. وهذه خاصية الإنسان السطحي الذي ينظر دائما إلى الموت كحدث خارجي، وليس كمعطى جوهري يدخل في تركيبة الكائن ... ولأنه يفتقر إلى العمق الميتافيزيقي، يعجز هذا الإنسان السطحي عن رؤية الحياة كما هي— أي كونها سيرا تدريجيا نحو الموت. والحق أن الحياة ليست في جوهرها سوى احتضارا طويلا، ويمكن رد ذلك إلى كون الحياة وجودا محايثا للمرض و العدم. فعندما يلزم أحدنا الفراش جراء مرض ألمَّ به، يدرك عند ئد إلى أي حد كانت الحياة مجرد أكذوبة كبرى؛ وكيف أن الصحة كانت مجرد غفلة ميتافيزيقية . فبفضل المرض فقط نتمكن من معرفة واقع كوننا نسكن جسدا فانيا... كثيرون منا يتذكرون تلك اللحظات التي كانوا فيها طريحي الفراش، وكيف كانوا يستشعرون تلك التمزقات الداخلية والاختناقات الفيزيولوجية التي كانت تجري بدواخلهم، وكيف كانوا يرون أنه في الوقت الذي كان فيه المرض يفتح ثقوبا في أجسادهم، كان في الوقت نفسه يفتح لهم نواتفذ على حقائق أونطولوجية منسية وعوالم ميتافيزيقية مخفية. وإذا كان هناك من بعد فلسفي للمرض، فهو خلقه لوعي حاد بالموت لدى الإنسان؛ فالآلام التي نمرُّ عبرها في تجربة المرض تربطنا من جديد بشرطنا الوجودي الحقيقي– أي كون الإنسان حيوانا فانيا– وتخلّصنا من وهم الإقامة الدائمة في هذا العالم. هذا هو المرض: ارتجاجات خفيفة تعمل كمدخل مبسَّط للرجّة الحاسمة التي هي الموت.

ومن هنا يمكن أن نستشف مدى ابتذال الصحة، وكيف أنها انتعاش جسدي يتم على حساب الروح؛ وكيف أن الأصحاء لا يمكن أن يحضوا بتجربة الاحتضار الطويل أو الشعور الإستشرافي بالموت. وأنَّى لهم أن يحضوا بتجربة كتلك و هم يسكنون أجسادا نائمة؟ ! إن الأصحاء لا يطرحون سؤال الموت؛ وحتى وإن حدث أن طرحوه فإن ذلك لا يكون إلا من باب التَّعَالُمِ الفلسفي. وهم عندما يتحدثون عن الموت فإنهم يتحدثون عنه كمرور حاسم نحو العدم؛ وبذلك يبرهنون عن افتقارهم للوعي بالموت كفعالية أونطولوجية عادمة تسكن كل ما هو موجود. وحدها هذه الفعالية الأونطولوجية العادمة، والتي تعمل كتآكل بطئ للكائن، تمكِّننا من كشوفات حقيقية حول طبيعة الوجود. ولكن الأصحاء– والناس السطحيين عموما– يجهلون كل ذلك التآكل البطئ والاحتضار الباطني؛ وتراهم يعوِّلون على تلك اللحظات الأخيرة حيث يلفظ المرء آخر أنفاسه؛ ولكن تلك اللحظات الأخيرة لا تكشف لهم عن أي شيء؛ فهي مجرد محاولات دونكيشوتية لجسد يقاوم النهاية الحاسمة. وبذلك، يمر هؤلاء الناس– خاويي الوفاض– نحو العدم المطلق بعد أن عاشوا في العدم النسبي

فارسة الاسلام
03-05-2011, 08:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي الاخوه بهذا الموضوع من الناحيه الدينيه بالاخص ان الموضوع يتكلم من ناحيه فلسفيه وذكرت فيه بعض المصطلحات

د. هشام عزمي
03-05-2011, 08:42 PM
الموضوع مريب ، ولا يذكر ما بعد الموت ..

shahid
03-05-2011, 10:11 PM
فعلا الموضوع مريب ، وخلاصته ان الكاتب ملحد ويريد ان يقول جميع مظاهر الحياة انتجتها رغبة الانسان في الخلود بما في ذلك اختراعه للاديان ! وانه ذاهب بعد الموت الى العدم المطلق اي لا حياة بعد الموت وبالتالي لا حساب ! هذا كل ما يقصده الكاتب ، الا ترون ان طريقة كتابته تثير الإشفاق ؟ هو يريد ان يكتب بطريقة يلوح فيها للملحد ويضلل فيها المؤمن ، وحسب ظنه المؤمنون سذج، ولو تلاحظوا عبارة ، ( الانسان حيوان رافض للموت ) هذه العبارة ل (نيتشه ) والملاحدة يعرفونها جدا لأنها تعبر عن فلسفة نيتشه .
فعلا الإلحاد معاناة .