المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشهد الثالث-قضية التخلف-كتاب النهضة من الصحوة إلى اليقظة لجاسم سلطان



احمد الدهشورى
03-10-2011, 02:56 PM
((المشهد الراهن: وعندما نرفع أستار التعصب والتحزب والعاطفة عن هذا المشهد - وهى أستار تحول دون رؤية المشهد على حقيقته - سنجد أمامنا جموعًا- فى غالبها- قد أجدبت أفكارهاو أقفرت.وسنجد إقبال أبناء الصحوة الإسلامية- وهم الطليعة المنوط بها قيادة عملية التقدم والنهضة والتغيير -على القراءة و العلم والتعلم ضعيفًا.وإقبالهم على قراءة التاريخ ، والتجارب الإنسانية بعمومها نادرًا أو محدودًا، ويكاد يقتصر على نموذج أو نموذجين مبتورين لاسم أو اسمين من تراثنا، فى غياب نسق فكرى يقوم على منهجية فى البحث والنظر))....

(( اعرض هذه الأسئلة على نفسك أولًا وأجب عليها بصراحة وصدق .ثم اعرضها على من تعرف من العاملين والمؤمنين والمتحمسين فى المشروع الإسلامى واستعرض إجاباتهم.وحينها ستدرك البون الشاسع بين محاولاتنا - نحن المؤمنين المخلصين- المتخلفة للنهوض بالأمية وبين ممارسات الآخر - المبنية على أدق قواعد البحث العلمى -لاستنزاف الأمة وتركيعها.
1.كم كتابًا تقرأ فى العام؟
2. ما هى نوعية الكتب التى تقرؤها ؟ ( ارسم خارطة توضح نوعية الكتب التى تقرؤها)
3. هل تقرأ فى التاريخ بعمومه وتطلع على التجارب البشرية المختلفة أم أنك لا تقرأ سوى التاريخ الإسلامى وسير لصحابة والتابعين؟
4.كم كتابًا قرأت حول قضية النهضات والتغيير فى الأمم؟
5.كم كتابًا قرأت فى العلوم الإدارية والإنسانية؟ (( العلوم الإنسانية هى مجموع الدراسات والأبحاث التى اكتسبت صفة العلم من خلال تحديد موضوعها ومصطلحاتها وبناء مناهج البحث فيها.وهى فى مجموعها تعالج ظواهر الاجتماع البشرى المتعددة.وتشمل العلوم الإنسانية : علم الاجتماع ، وعلم الأنتروبولوجيا ( أى الإنسان) ، وعلم الإتنولوجيا ( أى الإناسة أو الشعوب) ، وعلم الألسنيات، وعلم الاقتصاد السياسى ، وعلم التاريخ ، وعلم السياسة ، وعلم الجغرافيا السياسية ، وعلم الإدارة ، وغيرها.))
6.هل تجيد استخدام القلم والورقة لتوضيح وتلخيص أفكارك؟
7.هل تجيد استخدام الكمبيوتر والانترنت؟
8. عند اطلاعك على إنجازات الماضى القريب أو البعيد...هل تكتفى بالإعجاب به أم تأخذ منه العبر والدروس؟
9. هل تكتفى بتقليد الآخرين فى أعمالهم وأفكارهم أم أنك تبحث دائمًا عن التطوير والإبداع؟
10.هل جلست يومًا إلى قائدك تطالبه بتوضيح الطريق لك بالدليل والبرهان؟
11.هل تقدم على المحاولات الجديدة والجريئة أم أنك أسير التكرار؟
12.هل تعتقد أن قادة الأمة ومفكريها يعلمون كل شىء وأنهم يخططون لكل شىء؟
13. هل تعتقد أنهم ادرى منك بالواقع والمستقبل وما عليك سوى اتباعهم لتصل إلى ما تريد؟
14. هل حدثك أحد عن إنجازات الحاضر أو الاإنجازات المستقبلية المرتقبة؟
15.هل تركز على الفكرة أم على قائلها؟
16. هل تسطح الأمور وتبسطها أم تبالغ وتهول فيها؟
بإجابتك على هذه الأسئلة بصراحة وصدق ووضوح تتعرف على نفسك وعلى من حولك.تعرف كيف تفكر ويفكرون.كيف تتخذون القرارات. تتعرفون على حقيقة الخلفيات أو الأسس التى تبنون عليها تصوراتكم وأهدافكم ووسائلكم.))

احمد الدهشورى
03-10-2011, 03:53 PM
وإذا استرسلنا فى عالم أفكارنا المعاصر قليلًا سنتناول أربعة عشر نمطًا من أنماط التفكير أو من الأفكار القاتلة التى تشل حركة الصحوة اليوم :
1. الخلط بين المبدأ والمنهج:
هذا الخلط أو عدم الإدراك هو أول هذه المخاطر التى تشل صحوة اليوم. (ولقد كان من رحمة الله بعباده المؤمنين أن تضمن وحيه إلى الناس نمطين من المفاهيم التى لا يستغنى عنهما العقل البشرى : مفاهيم تتعلق بالمبدأ : فصلت نظام القيم فى الإسلام ، وبينت مضامين الرسالة وتجسيدات تلك الرسالة فى ميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع...فهى مفاهيم تتعلق بـ"ماذا"؟ لا بـ"كيف"؟
ومفاهيم تتعلق بالمنهج: بينت طرائق التطبيق ومناهج التغيير...فهى تتعلق بـ"كيف" لا بـ"ماذا"؟)(من كتاب الحركة الإسلامية فى السودان...لمحمد بن مختار الشنقيطى)
فكثير من العاملين فى ساحة الفعل النهضوى إذا حدثتهم عن تجديد الوسائل والطرائق والمناهج ردوا عليك بثبات المبادىء وأهمية الإصرار عليها.وهكذا تُشل حركة الصحوة لاعتماد الكثير من أبنائها الوسائل والطرائق كمبادىء وثوابت.

.........يتبع

احمد الدهشورى
03-10-2011, 04:13 PM
((ثانيًا : سوء تعريف التربية:
فهناك فكرة تسيطر على كثير من قادة الصحوة الإسلامية مفادها أن عملية التغيير والتحول القائمة على التدافع والتصارع لا يمكن أن تتم قبل أن تستكمل تزكية نفوسها وتربيتها روحيًا وإيمانيًا.
ورغم أن هذه المقولة قد أصابت كبد الحقيقة فى بعض جوانبها إلا أنها ليست صحيحة بالكلية.(فالصحابى الجليل أبو محجن الثقفى كان مولعًا بالشراب، مشتهرًا به ، وكان سعد بن أبى وقاص حبسه فيه.فلما كان يوم القادسية وبلغه ما يفعل المشركون بالمسلمين ألح على أم ولد لسعد - وكان سعد قد أوثقه لسارية عندها- أن تفك وثاقه ليقاتل مع المسلمين، وتعهد لها أن يرجع فى وثاقه بعد المعركة. فحمل على المشركين حملة صادقة حتى قال سعد:" لوا أن أبا محجن فى الوثاق لظننت أنه أبو محجن وأنها فرسى").وهكذا نجد هذا الصحابى الذى هو صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد فى سبيل الله يرتكب كبيرة من الكبائر.فهو لم يستكمل التربية بعد..))
((إن شرط النجاح أن تتلازم حالتى العلم والتربية.أما أن تمضى السنوات تلو السنوات، ولا يسأل أحد نفسه عن انتاجيته الحقيقية فى مجتمعه ودوره فى عملية استنهاض المجتمع بحجة أنه يربى نفسه ومن معه فهو مؤشر خطير يشير إلى تخلف الحالة الإسلامية.فكثير من التجمعات والهيئات الإسلامية تنكفئ على نفسها وتتجه إلى داخلها بحجة تربية الصف الداخلى وذلك عن طريق بعض الممارسات الضيقة، بينما تبتعد عن مجالات الحياة وعن الانتشار الحقيقى فى المجتمعات والمناطق المئثرة بحجة الحفاظ على التماسك الداخلى والابتعاد بالعاملين عن مواضع الفتنة.فتجد الفرد العامل المخلص لا يكتب ولا يناظر ولا يحاضر ولا يحمل عبء أى مشروع حقيقى سوى حضور بعض المناشط الداخلية التى لا يعول عليها كثيرًا فى استنهاض المجتمعات))
..............
يتبع

احمد الدهشورى
03-10-2011, 10:53 PM
((ثالثًا : التفكير النمطى:
فكثير من العاملين توقف واكتفى بمجموعة من المعارف دون البحث عن معارف جديدة، ومن ثم عدم الاستعداد للتفكير فى قضية جديدة.وهذا الصنف من الناس عدو ما يجهل ولا تختلف طريقة تفكيره عن طريقة تفكير السابقين - مع الفارق الكبير طبعًا- عندما رفضوا التفكير فى القضية الجديدة المعروضة عليهم، ألا وهى قضية البعث...))
(( فإذا وجدت هذه النمطية من التفكير التى لا تريد أن تزيد على ما تعلمته فى مرحلة من مراحل حياتها،بل وتتكلس عند فكرة أو فكرتين،أو نموذج أو نموذجين ثم لا تريد أن تتعلم المزيد، ثم وبسبب التقدم فى ساحات الفعل- المشروعية التاريخية- تتصدر للمهام وهى لا تحتوى فى منظومتها الفكرية على ما يؤهلها للاستجابة لمتطلبات الوقت والعصر، ولا لمعرفة ما يدور حولها، فكم تكون الكارثة عندما تتخذ القرارات الهامة فى محالات الحياة بناءً على هذا النمط من التفكير؟!!
ولا نعنى بذلك أن العمر السنى هو الفيصل، بل مواكبة الحياة وحِدّة التفكير وسعته وقدرته على استيعاب ما يدور هو الفيصل.فكم من صغير السن شاخ وهو صبى، وكم من كبير السن ظل متجددًا إلى لحظة وفاته.))
.................
يتبع

احمد الدهشورى
03-11-2011, 03:51 PM
(رابعًا : الميل للمجاراة (عدم اعتبار بعد الزمان والمكان)
والمقصود به تقليد الآباء و الأجداد دون التفكير فى مدى صواب أو خطأ ما فعلوه. ومدى حتمية اتباع منهجهم والنسج على أسلوب تفكيرهم. فلقد قال المشركون : "قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون" ! فيرد الله تبارك وتعالى عليهم فى موضع آخر بقوله: " أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا ولا يهتدون".
ولا نقصد بالمجاراة التقليد فى أمور الفقه والتمذهب، إنما نقصد التقليد فى قضايا الحياة المختلفة. فهذا الإنسان الذى لا يتساءل وحسبه أن يجد الأقدمون قد اعتمدوا حلًا واختاروه فيعتمده ويختاره بدوره دون أن ينظر فيه، هذا الإنسان بطريقة تفكيره هذه لا يمكن أن يقود نهضة ولا تغييرًا أو حتى مجموعة من المتحمسين المخلصين.هذا الاتباع والتقليد دون النظر وتقليب الأمور والأفكار يؤدى أيضًا إلى تكلس الحياة وتوقفها عند نقطة ما تمثل رؤية شخص يبجل أو يعظم لسبب أو لآخر، ثم بعد ذلك يتوقف التفكير تمامًا ويصبح الأمر اجترارا لكل ما جرى وقيل.
وقد لا تكون المجاراة فى التصورات فحسب، فقد يكرر جيل تلو جيل أعملًا بعينها ، دون أن يفكر فى جدواها فى لحظته الراهنة،فتصبح فى نظره حلًا لكل العصور أو مفتاحًا لكل الأبواب.ولكن لعلها كانت مجدية فى فترة ما ولم تعد كذلك.فللمكان حكمه، وللزمان والظرف والعوائد أحكامها وتأثيراتها.وكل من أهملها فقد ضيق واسعًا...))
......................
يتبع