المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى غير المسلمين:العيب في قابلية القابل لا في فاعلية الفاعل



أبو القـاسم
03-17-2011, 10:29 PM
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ"
هل يقدح في حِذق الطبيب أن يصف الدواء ثم يعرض عنه صاحب الداء؟
يغشى موقعَنا هذا طائفة من الناس يدعون : أنهم عن الحق باحثون وأن نفوسهم متشوفة لمعاينة البراهين القاطعة كي يتقبلوا الإسلام فلا يتقلبوا في الحيرة ,ويحلقوا من بعدُ على بساطٍ من اليقين متين, فالصادق منهم في دعواه لا يتلبث إلا يسيراً بحسب نقاء فطرته وصفاء نفسه عن الموانع الصارفة حتى يهديه الله تعالى ويسوق إلى ناصيته مواقع النجوم الهادية إلى صراط الله الحميد,فمنهم من يسلم لأجل تأثير القران العجيب على روحه وكيانه , ومنهم من يسلم بما آية سمعها مشتملةٍ على ما يبهر العقول أو حديث فيه تَعِلّة قلبه المعلول , ومنهم.. ومنهم ..ومنهم.. ولو قدر لك أن تتقصى أسباب إسلام هؤلاء ثم تحصيها لخرجت بما ينوء حمله..بل بما لا طاقة بحده
-في الآية الآنفة يذكر الله فريقاً من الكفار, إنذارهم بالحق وعدمه سواء , ثم عقّب ببيان سبب هذه الحالة العجيبة من الكفران فقال عز شأنه:
ختَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
ثم بين الله سبب عقوبة الختم أو الطبع في مواطن أخرى ..من ذلك مثلاً "كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" وقوله "سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَاْ يُؤْمِنُوا ِبهَا.." فتلكم عقوبة الكبر ..كأنه قال:كبرت نفوسكم الصاغرة عن سماع الحق سماعَ مسترشد , فدونكم على قلوبكم طبعاً يرسّخ ما أنتم عليه ..ألستم تبغون هذا ؟ خذوه إذن! جزاء وفاقا..والعياذ بالله تعالى
ومن أسباب عقوبة الطبع: كثرة انغماس الشخص في مستنقعات الهوى من شبهات وشهوات " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " فهذه تفسد القلب فلا يعود محلاً خصباً قابلاً لأن تلقى فيه بذور النور ..
-ومنها الجهل المطبق المستحكم الذي يأطر صاحبه عن رؤية الشمس والذي رضي به صاحبه وأخلد إلى الأرض فسدّ منافذ الهدى دونه "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"
-وثم فريق لم يؤتَ من جهة الكبر ولا الجهل ولا ما أشبه , وإنما العلة في قلبه=مرض ٌعضال اسمه الشك, ففي كل شيء يشك , ولا اعتبار هنا بقوة الدليل فإنه يتكلف مقومته بفرض الاحتمالات وإن تك ساذجة أو غبية ومهما سقت له من حجج لا تجد لمدخلاتك خرْجاً ..فدواء مثله أن تقرره بدائه ولن تجد لمثله دواء ناجعاً إلا هذا , تدبر وصف الله الخبير لهذا الصنف (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) [/ u] وللآية نظائر..
و أكثر ما تلمح عقوبة هؤلاء حين يُعرض عليهم البرهان فلا يستطيعون رده وتُقِر نفوسهم في دواخلهم بالحجة البالغة,فيكبر عليهم أن يسلّموا مخافةَ أن يسلموا! إن هو إلا انهزام عقل أحدهم في ميدان الحِجاج فيأبى بما في قلبه من مرض أن يذعن للحق ثم لا يلبث أن يستدعي مخزونه من الشبهات ليرتد على عقبه بعدُ ,ويقول:ولكن..! وفي مثل هؤلاء يقع قول الله تعالى"وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ [U]كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" وقد ثبت بالاطراد أن من يبرأ من هذه الموانع فهو آيل للإسلام لا محالة مصداقاً لما في القران العظيم,وطالع إن شئت ,قصص أهل الشرق الغرب ممن صار من المسلمين ,تجد في ذلك الخبر اليقين

أبو القـاسم
03-18-2011, 01:21 AM
فإنه يتكلف مقومته
أعني مقاومته

عياض
03-20-2011, 06:51 PM
يارك الله فيكم

الإصبع الذهبي
03-24-2011, 12:57 PM
كعادتك مبدع هدانا الله وإياك الى الحق وثبت قلوبنا عليه اللهم آمين