أبو ذر المصري
03-21-2011, 07:25 PM
العلم الشرعي وأثره في التمكين وتوحيد الراية (http://www.islamcountry.com/index.php?page=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85+%D8% A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A+%D9%88%D8%A3%D8%A B%D8%B1%D9%87+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8 5%D9%83%D9%8A%D9%86+%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A %D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A9)إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ... من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ... ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ... ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ... ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
أما بعد ... فإن لطالب العلم فضل عظيم حتى قال بعضهم (هل دبت على وجه الأرض خطى أشرف من خطى طالب علم) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقال (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) وقال (مامن خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع) وقال (الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله وماوالاه أو عالما أو متعلما) وقال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) ـ على ماتم ذكره في موقع منتديات الإسلام اليوم ـ : معناه أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأراد الله به خيرا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
العلم ينبت في الإنسان النزعة الإيمانية ويزيدها : تأمل أخي فضل العلم في إنبات النزعة الإيمانية وتقويتها داخل الفرد ، وذلك من خلال أقوال بعض سلفنا الصالح ، فقد قال بعضهم (لقد طلبنا العلم وما لنا فيه تلك النية ثم رزق الله فيه بعد) وقال بعضهم (تعلمنا العلم لغير الله تعالى فأبى أن يكون إلا لله) وقال البعض (طلبنا العلم للدنيا فدلّنا على ترك الدنيا) وقبل كل ذلك تأمل قوله تعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) .
أخي الزائر : لاشك أن وجود أئمة مضلين أمر ثابت ... لقول الصادق الأمين نبينا صلى الله عليه وسلم (أخوف ماأخاف على أمتي الأئمة المضلون) .
ولاشك أن طلب العلم فريضة على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) .
ولاشك أن كل من رزقه الله مسكة من علم إذا تأمل واقع الأمة اليوم فإنه يدرك على وجه يقيني أننا في زمن فتنة شديدة صار فيه الحق باطلا والباطل حقا والمعروف منكرا والمنكر معروفا .... وانظر لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) .
وقد ابتلي أكثرنا بمرض الكسل ، فيريد أن يريح عقله ويغتنم وقته في الإكثار فقط من جمع المال وإنفاقه في ماطاب له من الملذات ، وعندما تعرض له مسألة يريد معرفة حكم الشرع فيها فإنه يبحث عمن يفتيه في مسألته فيأخذ الفتوى جاهزة بدون بذل المجهود في طلب العلم ... هذا المتكاسل أقول له ياأخي الكريم أنت لو عندك ضرس يؤلمك فإنك تذهب لأحد مرت عليه تجربتك وتسأله عن طبيب حاذق في طب الأسنان ، ولو أردت شراء غرفة نوم فإنك تسأل عن نجار حاذق ، حتى عندما تريد تجديد دورة المياه فإنك تسأل عن سباك حاذق ... والسؤال هنا هل يكفي في أمور الدين أن تسأل فقط عن عالم حاذق ... الجواب لا ... لأن العلم وحده لايكفي للثقة في الفتوى بل لابد من معرفة أن هذا العالم يعمل بعلمه وأنه ثقة غير متهم في دينه وأنه لايخشى في الله أحدا وأنه لايخاف على منصبه ولايخشى اضطهاده أو فقدان راتبه أو فقدان حريته ... ولابد من الاطمئنان أنه يوظف الأدلة الشرعية الصحيحة توظيفا سليما متفقا مع أصول وقواعد الشريعة ، فإننا في زمن تكالب فيه علينا أئمة الضلال من كل حدب وصوب طمعا في منصب أو راتب في عصر لايهتم أهله إلا بدنياهم ، إلا من رحم ربي .
واعلم أخي الكريم أن هؤلاء المضلين إنما ساغ ضلالهم ولؤمهم على أكثر المسلمين بسبب جهل المسلمين وانصرافهم عن بذل المجهود في طلب العلم ؛ فقد غر هؤلاء المضلين أنهم رأوا السواد الأعظم من الأمة جاهلين بدينهم فرأوا أنهم لن يضرهم شيء إذا روجوا لضلالهم ، فإن السواد الأعظم سوف يستسيغون ضلالهم ... ولذلك لاتجد من هؤلاء المضلين من يشجع المسلمين على الاجتهاد في طلب العلم ؛ وذلك لأن انتشار العلم الشرعي بين المسلمين يعني إزاحة هؤلاء المضلين من ساحة الدعوة وفقدانهم مايجنوه من وراء نشر ضلالهم ... لكن لاحظ أن هؤلاء لايجعلون جميع كلامهم باطلا ، ولكنهم يخلطون السم بالعسل حتى يسهل على أكثر المسلمين استساغة سمومهم ، فمثلا تجدهم يشجعون المسلم (المقبل على دينه) على حفظ القرآن ـ وهذا الحفظ عبادة فضلها عظيم ـ ولكنك تلاحظ في نفس الوقت أنهم لايشجعونه على فهم القرآن ، بل على العكس فإنك تجدهم يعرضون عن أي مسلم يلمحون فيه توجهه إلى تعَلُّم العلوم التي تفضي به إلى فهم القرآن ، فلا يدلونه على العلوم الشرعية وماهية العلوم التي يبدأ بها والعلوم التي ينتهي بها ؛ وذلك لأنهم يعلمون أنه لو حفظ جميع المسلمين القرآن عن ظهر قلب ماتغير شيء من واقع الأمة ، لأن الحفظ وحده لن يمكنهم من العمل الصالح ، لأن العمل فرع عن العلم والفهم ، فإذا كان ليس هناك علم فلا يمكن أن يكون هناك عمل ؛ وينتج عن هذا المقصد اللئيم تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين (المقبلين على دينهم) بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في الحفظ فقط دون الفهم ، خوفا من أن يعثر هؤلاء (المقبلين على دينهم) على عالم رباني يعلمهم أو يدلهم على تعلم العلوم المفضية إلى فهم القرآن والسنة ... وإني لأذكر هنا واقعة حدثت لشخص أعرفه جيدا ... هذا الشخص يعمل على جهاز كمبيوتر في إحدى المؤسسات السيادية المهمة ، وهذه المؤسسة تفرض عليه المبيت داخل هذه المؤسسة لمدة أسبوعين يحصل بعدها على إجازة لمدة أسبوع ، ففكر هذا الشخص في أن يقوم بتحميل بعض الدروس والمحاضرات الصوتية العلمية لأحد الدعاة المعروفين على جهاز الكمبيوتر الذي يعمل عليه داخل المؤسسة ، بحيث يتسنى له أن يشغل نفسه في أوقات الراحة بسماع تلك الدروس ... وقبل أن يقوم مباشرة بتحميل هذه الدروس على الجهاز عَلِم رئيسُه في هذه المؤسسة بما سيقوم به ، فاستشاط غضبا ونهاه عن ذلك وهدده وأخبره أنه يمكنه فقط تحميل صوتيات القرآن الكريم على الجهاز ، وأنه إذا قام بتحميل دروس أو محاضرات علمية لأي داعية فإن ذلك سَيُعَرِّضه ورؤساءَه داخل المؤسسة لبأس شديد ... والسؤال هنا أليس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بيان للقرآن ، وكلام علماء الأمة بيان للأحاديث النبوية ، وبذلك يكون كلام علماء الأمة ـ في مجمله ـ بيانا للقرآن ... والجواب بالطبع هو (بلى) ... فلماذا إذاً يتم الصد عن كلام العلماء الربانيين ، أليس في هذا الصد صد عن القرآن ... والجواب هو أن الصد عن كلام العلماء ليس صدا مطلقا عن القرآن ، وإنما هو صد عن فهْم القرآن ... نعم هنا المشكلة ... فَهْمُ القرآن هو المشكلة التي تفزعهم ... لأن الفهم سيفضي إلى العمل الذي يفضي إلى استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
لحساب من يعمل هؤلاء المضلون : أعتقد أن أي متأمل أتاه الله مسكة من عقل إذا نظر في صنيع هؤلاء ونتائجه سيتوصل بالضرورة إلى معرفة لمن يعمل هؤلاء المضلون ... إنهم يعملون لحساب الذين يريدون تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في العبادات المحضة فقط كالصلاة والصيام وقراءة القرآن ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون أن تكون شريعة الرحمن منهج حياة ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
متى يتوقف دعم هؤلاء المضلين : اعلم رحمك الله أن استمرار الداعمين في دعمهم لهؤلاء المضلين مرهون بوجود عنصرين مجتمعين ... العنصر الأول هو وجود مسلمين لديهم نزعة إيمانية تدفعهم إلى التمسك بدينهم ... العنصر الثاني هو تفشي الجهل بين أوساط المسلمين ... فإذا غاب أحد العنصرين المذكورين فلن يجد هؤلاء الداعمون مبررا لاستمرارهم في الدعم .
… تابع باقي الموضوع في المشاركة التالية …
أما بعد ... فإن لطالب العلم فضل عظيم حتى قال بعضهم (هل دبت على وجه الأرض خطى أشرف من خطى طالب علم) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقال (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولادرهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) وقال (مامن خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع) وقال (الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله وماوالاه أو عالما أو متعلما) وقال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . وقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) ـ على ماتم ذكره في موقع منتديات الإسلام اليوم ـ : معناه أن الذي لايتعلم ولايتفقه ماأراد الله به خيرا ولاحول ولاقوة إلا بالله .
العلم ينبت في الإنسان النزعة الإيمانية ويزيدها : تأمل أخي فضل العلم في إنبات النزعة الإيمانية وتقويتها داخل الفرد ، وذلك من خلال أقوال بعض سلفنا الصالح ، فقد قال بعضهم (لقد طلبنا العلم وما لنا فيه تلك النية ثم رزق الله فيه بعد) وقال بعضهم (تعلمنا العلم لغير الله تعالى فأبى أن يكون إلا لله) وقال البعض (طلبنا العلم للدنيا فدلّنا على ترك الدنيا) وقبل كل ذلك تأمل قوله تعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) .
أخي الزائر : لاشك أن وجود أئمة مضلين أمر ثابت ... لقول الصادق الأمين نبينا صلى الله عليه وسلم (أخوف ماأخاف على أمتي الأئمة المضلون) .
ولاشك أن طلب العلم فريضة على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) .
ولاشك أن كل من رزقه الله مسكة من علم إذا تأمل واقع الأمة اليوم فإنه يدرك على وجه يقيني أننا في زمن فتنة شديدة صار فيه الحق باطلا والباطل حقا والمعروف منكرا والمنكر معروفا .... وانظر لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم (وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة) .
وقد ابتلي أكثرنا بمرض الكسل ، فيريد أن يريح عقله ويغتنم وقته في الإكثار فقط من جمع المال وإنفاقه في ماطاب له من الملذات ، وعندما تعرض له مسألة يريد معرفة حكم الشرع فيها فإنه يبحث عمن يفتيه في مسألته فيأخذ الفتوى جاهزة بدون بذل المجهود في طلب العلم ... هذا المتكاسل أقول له ياأخي الكريم أنت لو عندك ضرس يؤلمك فإنك تذهب لأحد مرت عليه تجربتك وتسأله عن طبيب حاذق في طب الأسنان ، ولو أردت شراء غرفة نوم فإنك تسأل عن نجار حاذق ، حتى عندما تريد تجديد دورة المياه فإنك تسأل عن سباك حاذق ... والسؤال هنا هل يكفي في أمور الدين أن تسأل فقط عن عالم حاذق ... الجواب لا ... لأن العلم وحده لايكفي للثقة في الفتوى بل لابد من معرفة أن هذا العالم يعمل بعلمه وأنه ثقة غير متهم في دينه وأنه لايخشى في الله أحدا وأنه لايخاف على منصبه ولايخشى اضطهاده أو فقدان راتبه أو فقدان حريته ... ولابد من الاطمئنان أنه يوظف الأدلة الشرعية الصحيحة توظيفا سليما متفقا مع أصول وقواعد الشريعة ، فإننا في زمن تكالب فيه علينا أئمة الضلال من كل حدب وصوب طمعا في منصب أو راتب في عصر لايهتم أهله إلا بدنياهم ، إلا من رحم ربي .
واعلم أخي الكريم أن هؤلاء المضلين إنما ساغ ضلالهم ولؤمهم على أكثر المسلمين بسبب جهل المسلمين وانصرافهم عن بذل المجهود في طلب العلم ؛ فقد غر هؤلاء المضلين أنهم رأوا السواد الأعظم من الأمة جاهلين بدينهم فرأوا أنهم لن يضرهم شيء إذا روجوا لضلالهم ، فإن السواد الأعظم سوف يستسيغون ضلالهم ... ولذلك لاتجد من هؤلاء المضلين من يشجع المسلمين على الاجتهاد في طلب العلم ؛ وذلك لأن انتشار العلم الشرعي بين المسلمين يعني إزاحة هؤلاء المضلين من ساحة الدعوة وفقدانهم مايجنوه من وراء نشر ضلالهم ... لكن لاحظ أن هؤلاء لايجعلون جميع كلامهم باطلا ، ولكنهم يخلطون السم بالعسل حتى يسهل على أكثر المسلمين استساغة سمومهم ، فمثلا تجدهم يشجعون المسلم (المقبل على دينه) على حفظ القرآن ـ وهذا الحفظ عبادة فضلها عظيم ـ ولكنك تلاحظ في نفس الوقت أنهم لايشجعونه على فهم القرآن ، بل على العكس فإنك تجدهم يعرضون عن أي مسلم يلمحون فيه توجهه إلى تعَلُّم العلوم التي تفضي به إلى فهم القرآن ، فلا يدلونه على العلوم الشرعية وماهية العلوم التي يبدأ بها والعلوم التي ينتهي بها ؛ وذلك لأنهم يعلمون أنه لو حفظ جميع المسلمين القرآن عن ظهر قلب ماتغير شيء من واقع الأمة ، لأن الحفظ وحده لن يمكنهم من العمل الصالح ، لأن العمل فرع عن العلم والفهم ، فإذا كان ليس هناك علم فلا يمكن أن يكون هناك عمل ؛ وينتج عن هذا المقصد اللئيم تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين (المقبلين على دينهم) بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في الحفظ فقط دون الفهم ، خوفا من أن يعثر هؤلاء (المقبلين على دينهم) على عالم رباني يعلمهم أو يدلهم على تعلم العلوم المفضية إلى فهم القرآن والسنة ... وإني لأذكر هنا واقعة حدثت لشخص أعرفه جيدا ... هذا الشخص يعمل على جهاز كمبيوتر في إحدى المؤسسات السيادية المهمة ، وهذه المؤسسة تفرض عليه المبيت داخل هذه المؤسسة لمدة أسبوعين يحصل بعدها على إجازة لمدة أسبوع ، ففكر هذا الشخص في أن يقوم بتحميل بعض الدروس والمحاضرات الصوتية العلمية لأحد الدعاة المعروفين على جهاز الكمبيوتر الذي يعمل عليه داخل المؤسسة ، بحيث يتسنى له أن يشغل نفسه في أوقات الراحة بسماع تلك الدروس ... وقبل أن يقوم مباشرة بتحميل هذه الدروس على الجهاز عَلِم رئيسُه في هذه المؤسسة بما سيقوم به ، فاستشاط غضبا ونهاه عن ذلك وهدده وأخبره أنه يمكنه فقط تحميل صوتيات القرآن الكريم على الجهاز ، وأنه إذا قام بتحميل دروس أو محاضرات علمية لأي داعية فإن ذلك سَيُعَرِّضه ورؤساءَه داخل المؤسسة لبأس شديد ... والسؤال هنا أليس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بيان للقرآن ، وكلام علماء الأمة بيان للأحاديث النبوية ، وبذلك يكون كلام علماء الأمة ـ في مجمله ـ بيانا للقرآن ... والجواب بالطبع هو (بلى) ... فلماذا إذاً يتم الصد عن كلام العلماء الربانيين ، أليس في هذا الصد صد عن القرآن ... والجواب هو أن الصد عن كلام العلماء ليس صدا مطلقا عن القرآن ، وإنما هو صد عن فهْم القرآن ... نعم هنا المشكلة ... فَهْمُ القرآن هو المشكلة التي تفزعهم ... لأن الفهم سيفضي إلى العمل الذي يفضي إلى استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
لحساب من يعمل هؤلاء المضلون : أعتقد أن أي متأمل أتاه الله مسكة من عقل إذا نظر في صنيع هؤلاء ونتائجه سيتوصل بالضرورة إلى معرفة لمن يعمل هؤلاء المضلون ... إنهم يعملون لحساب الذين يريدون تقليم وتحجيم وامتصاص النزعة الإيمانية عند المسلمين بسجن هذه النزعة وحصر توظيفها في العبادات المحضة فقط كالصلاة والصيام وقراءة القرآن ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون أن تكون شريعة الرحمن منهج حياة ... إنهم يعملون لحساب الذين يخشون استعادة الأمة لكرامتها وعزتها وأمجادها الأولى .
متى يتوقف دعم هؤلاء المضلين : اعلم رحمك الله أن استمرار الداعمين في دعمهم لهؤلاء المضلين مرهون بوجود عنصرين مجتمعين ... العنصر الأول هو وجود مسلمين لديهم نزعة إيمانية تدفعهم إلى التمسك بدينهم ... العنصر الثاني هو تفشي الجهل بين أوساط المسلمين ... فإذا غاب أحد العنصرين المذكورين فلن يجد هؤلاء الداعمون مبررا لاستمرارهم في الدعم .
… تابع باقي الموضوع في المشاركة التالية …