المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض الأسئلة المحيرة



blue world
03-25-2011, 05:26 AM
السلام عليكم جميعا

أود أن اسأل عن حال البشر من الناحية الجغرافية والسكانية عند مبعث النبي (ص)...
كم قبيلة كانت تعيش وقتها وكم كان عدد السكان وهل الرسالة الإسلامية وصلت إلى كل أولئك البشر في ذلك الوقت؟
من الصينيين والهنود واليابانيين والأوروبيين والأفارقة وسكان أستراليا والأمريكتين وغيرهم..

وأود أن اسأل أيضا بما أن الرسول السابق عيسى المسيح (ع) كان مبعوثا لبني اسرائيل وموقعهم في فلسطين الحالية وكان رسولا خاصا لذاك القوم أي أنه لم يكن مبعوثا للعالمين..
فمن كان رسول باقي البشر في ذلك الوقت؟ عند بعثة عيسى؟ ولماذا لم يُبعث عيسى للعالمين كمحمد؟ خصوصا أن النبي السابق موسى أيضا كان لقومه وهو نفس قوم عيسى؟
فمن كان رسول باقي البشر في مختلف الكرة الأرضية؟ إذا افترضنا أن زرادشت كان رسولا للفرس وبوذا لشرق آسيا (على الرغم من عدم اتفاق المسلمين حول نبوة هذين)...

فمن كان نبي القارة الإفريقية وتلك الأقوام وقارتي أمريكا وأستراليا؟
بصراحة عندما أسأل نفسي مثل هذه الأسئلة أبدأ بالشك وأتسائل وأقول لنفسي: هل الدين الإسلامي حقا لكل البشر؟ وإن كان كذلك فلم الرسول عربي والقرآن بلغة عربية والكعبة في بلاد العرب! ثم أن صحابة الرسول معظمهم من العرب وخصوصا العشر المبشرين بالجنة والأربعة الخلفاء وحتى أمراء الدولتين الأموية والعباسية إلا قليل منهم من الفرس!
فلأن الرسول كان عربيا حظي هؤلاء الصحابة العرب والبعض من الفرس بهذه المقامات العالية...
لكن ما ذنب باقي البشر في ذلك الوقت (من الصينيين واليابانيين والهنود والأفارقة وسكان الأمريكتين) كي لا يحصلو على هذه المقامات العالية؟! من خلفاء للنبي أو أهل بيت للنبي أو حتى صحابة وأمراء ورواة أحاديث وحفظة قرآن ؟؟؟؟ حقا هذا السؤال يحيرني... كيف يكون الإسلام عالمي وللعرب والفرس الحظ الأكبر فيه وخاصة العرب...

ولو جئنا إلى زماننا هذا نجد أن سكان القارتين الأمريكتين كلهم أو لنقل بنسبة 95% مسيحيين على الرغم من أن رسالة المسيح كانت خاصة لبني اسرائيل ولم تكن عالمية كما هي رسالة محمد وعدد السكان في القارتين يقارب الـ مليار شخص!

ثم نأتي لدولة الصين التي يبلغ عدد سكانها مليار و350 مليون تقريبا وعدد المسلمين فيها 100 مليون (تقريبا) والبقية أصحاب أديان مختلفة أو بلا أديان! فلو كان محمدا قد بعث في الصين لكان العكس هو الصحيح الآن ولكان الصينيون جميعهم مسلمون وكنا نحن العرب والفرس والأفارقة أصحاب أقلية مسلمة! ثم لو تمعنا سكان الصين في الوقت الحاضر فنجد أن الكثيرون منهم لا يعرفون ما هو الإسلام حتى ولا يعرفون من هو محمد والبعض منهم يعرف لكن معرفة بسيطة جدا فمثلا لو سألنا أشخاصا من العالم العربي والأوروبي عن (كونفوشيوس الصيني) فأكثر من نصفنا لا يعرفه ولم يسمع به أبدا والذي سمع عنه لا يتعدى معرفته عنه بمعلومات قليلة وقليلة جدا جدا وإضافة إلى ذلك نحن لا نهتم لأمره لنذهب ونشتري كتبا ونقرأ عنه فمن منا يهتم به أصلا؟؟ فلم نلوم الشعب الصيني على عدم اهتمامه بمحمد ليذهب ويقرأ عنه فهو مشغول في حياته مشغول بعمله وعائلته والكثير منهم يعاني الفقر ويعاني من مشاكل وصعوبات الحياة المختلفة فهل نلومه إذا لم يذهب ويقرأ عن محمد ويشتري كتبا باللغة الصينية ويشتري القرآن بترجمة صينية ويفرغ نفسه ويقرأ أكثر من 600 صفحة وبنسخة مترجمة فهو لا يفهم العربية ...!! هذا يشككني بعالمية الإسلام بكل صراحة مع أنني مؤمن به بل وملتزم.

وهناك أمثلة أخرى كاليابان مثلا والهند ودول كثيرة وأقوام عديدة...
فمثلا أنا لو كنت مولودا في قارتي أمريكا الشمالية لعشت وكبرت كمسيحيا أو في الصين أو اليابان أو الهند أو أو...

فهذه قاعدة والإنسان يرث الدين أو العقيدة من أبويه ومجتمعه...صحيح هناك من يغير دينه ولكنهم قلة قليلة جدا جدا جدا وهذا هو الشاذ للقاعدة بما أن لكل قاعدة شواذ كما يقال

فمثلا نحن كعرب أو لنقل كمسلمين نولد ونلقن القرآن من صغرنا ونصلي من سن العاشرة أو سن المراهقة تقريبا ونصوم ونزور الكعبة ونعتمر ونتعلم الإسلام ونحفظ القرآن ونغوص في علومه ونرتله ونكسب كل هذه الأجور العظيمة والعظيمة جدا كما تروي عنها في الأحاديث، بينما غير المسلم الذي يولد على غير الإسلام محروم من هذا الأمر! فهو يولد في مجتمع غير مسلم وأبوين غير مسلمين ومعظم هذه المجتمعات فاسدة جدا وفيها من الفسق والجرائم بدرجات عالية جدا جدا فما ذنبه ولم نلومه على كفره؟ على الرغم من أن معظمهم يؤمن بالله (صحيح إيمان مختلف بعض الشيء عن إيماننا كمسلمين) لكنه يؤمن بخالقه ولا ينكره بل ويشكره ويذكره ويعمل من الأعمال الصالحة الشيء الكثير ويتجنب الأعمال السيئة ويحسن إلى الناس وإلى عائلته (فهو صاحب إيمان وأعمال صالحة) فهل هذا الشخص حقا يكون من أهل النار والخالدين فيه لسبب بسيط وهو أنه غير مسلم؟؟؟

القرآن يذكر أن ( الدين عند الله الإسلام ) فهل للإسلام معنى أوسع وأشمل نحن لا ندركه؟ ويمكن أن يكون أولئك الأموات الكثر من المناطق التي ذكرتها حقا ماتو كمسلمين بسبب أن قلوبهم كانت سليمة وأعمالهم صالحة (وهم كثر في المجتمعات الغربية والشرقية) ...

وأمر آخر محير هو أن الناس يموتون بمراحل عمرية مختلفة فملايين أو مليارات من البشر ماتو قبل أن يصلو لسن العاشرة أو لنقل سن الرشد مثلا فأولئك حرمو من العيش ولو عاشو لكان منهم العلماء والصالحين والأشرار و..و...!

فمثلا أنا أجد نفسي محظوظا جدا أنني عشت لهذا العمر (وأنا عمري 20سنة) ولم أصل لهذا العمر ولم أبقى حيا بإرادتي فكل ثانية مرت في حياتي كنت معرضا فيها للموت (وطرق الموت كثيرة) لكنني لا زلت حيا فلم لا يكون الإمتحان من الله للبشر مماثلا للجميع؟ أي مثلا أن يعيش الجميع عمر مقداره 50 سنة ثم يخلد في النار أو الجنة.. كي يكون الإمتحان عادلا وموحدا للجميع لا اختلاف فيه. لكن البعض يعيش سنة أو سنتين أو 10 أو 20 أو 50 أو حتى 100 ، والأكثر من هذا أن البعض يولد في مناطق معينة وفي بيئة معينة ومن قوم معين، بينما البعض يولد على الدين الصحيح والبعض الآخر لا والبعض يرى أنبياء ورسل بعينيه والبعض لا يرى أي نبي بل ولا يسمع عنه ولا يأتيه أي أثر من ذلك النبي!

ثم هناك آية في القرآن تقول : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ )

ومحمد أرسل بلسان عربي إلى قريش والعرب بصورة عامة؟ فلم هو نبي عالمي لجميع البشر؟ والقرآن يقول أن الرسول لا يكون إلا بلسان قومه؟ ومحمد لسانه عربي أي أنه بناء على هذا يكون للقوم الذين هم بلسانه العربي فقط وهم العرب!

وسؤال أخير: هل سيدنا محمد (ص) هو الوحيد المبعوث لكل البشر؟ وباقي الرسل هم لفئة أو قوم معين؟

================================================== ============

ملاحظة : أرجو الرد على كل نقطة ذكرتها وبشكل مفصل لأنها نقاط مهمة جدا جدا وأرجو عدم نقل موضوعي إلى قسم الحوارات الخاصة
فأنا أريد أن يرى الجميع الإجابة على أسئلتي هذه لأنها تخطر ببال كثير من الناس وهي أسئلة جوهرية عن الدين فرجاء لا تقومو بنقله إلى قسم الحوارات الخاصة ولكم مني جزيل الشكر

muh-b88
03-25-2011, 12:49 PM
اخي اللغة ليست عائق على من لا يتقنها, الا ترى الى عدد الداخلين في الاسلام كل سنة من الغرب و اسيا هم اكثر من العرب الغير مسلمين الذين يتقنون اللغة العربية ويعرفوا الكثير عن ديننا و نبينا. وبالنسبة لاية (إن الدين عند الله الاسلام) فهناك ايضا ايات عن عدم ظلم الله الرحيم للعباد (ولا يظلم ربك أحدا) (وما ربك بظلام للعبيد) ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فالله اعلم بحسابه لعباده و من قامت عليه الحجة, و من لم تقم, . والدليل أن لكل امة نذير هو انك عندما تتمعن في الديانات الاخرى في الشرق تلاحظ ان هناك قواسم مشتركة مع الديانات السماوية, فمثلا عند البراهمة في كتبهم قصة تشبه قصة سيدنا نوح والطوفان تشابه عجيب, وعندهم حج, واضاحي وصلوات وامور اخرى مشابهة ولكنهم وقعوا في نفس خطأ النصارى فحرفت كتبهم وحرفت عقائدهم مع مرور الاف السنين . لقد انزل الله القرأن على محمد عليه السلام, لينشره بين العرب, وبالتالي تنشر العرب القرأن في جميع ارجاء العالم. فهذه حجة علينا و ليس لنا.

بدون إسم
03-25-2011, 01:50 PM
وعليكم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً .. أخي قبل ان تبدأ بطرح هذه الأسئلة يجب ان تبدأ من الأساس .. مِن العقيدة
هل الله موجود ؟ بما انك مسلم ستقول نعم
مالدين الصحيح ؟ ستقول الاسلام طبعاً

اذاً بما انك آمنت ان الله موجود والدين الذي ارسله هو الاسلام .. ستصبح كثير من أسئلتك بلا قيمة

اذا كنت مؤمن بالله يجب ان تفرض ان كل مايقوله الله صحيح .. ليس من الضروري ان تفهم مالحكمة من ذلك
لانك آمنت بالله وآمنت بالقرآن فيجب ان تؤمن بان لله حكمة في كل شيء .. فالله يعلم مالا تعلم
مثلاً : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)
من كان ليتخيل قبل الف واربع مئة سنة ان السماء تتوسع .. لكن الصحابة آمنو بصحة هذه الآية لانهم آمنو بالقرآن رغم انهم لم يعرفوا صحة الآية علمياً .. فجاء العلم الحديث ليؤكد صحة هذه الآية

هذا لا يعني لا لانتسائل او نتفكر لان الله امرنا بالتفكر .. لكن يجب ان نتفكر بطريقة سليمة .. لانقول مثلاً ( هل صحيح ان هناك حكمة من تحريم الخمر ؟ )
أنت اذا قلت هذا فهذا يعني انك وضعت احتمالية انه ليس هناك حكمة من تحريم الخمر .. بمعنا آخر كانك تقول ربما الله صح وربما يكون قد اخطأ
بل يجب ان تؤمن ان لتحريم الخمر حكمة .. التساؤل الصحيح يجب ان يكون ( ماهي الحكمة من تحريم الخمر ؟ ) .. و اذا لم نعرف تكتفي بقول الله اعلم
ولا نقول ان ليس لتحريم الخمر حكمة فقط لاننا لم نعرفها

هذه هي المنهجية الصحيحة للتفكير .. اما بالنسبة لأسئلتك

قبل أن أُجيب عليها يجب ان اوضح لك التالي : المقصود بالرسالة العالمية هي الرسالة الموجهة للعالم أجمع بمختلف اعراقة وألوانه
لا أن تكون كما يقول اليهود اليوم .. أن اليهودي لايصبح يهودي حقيقي الا اذا كانت امه يهوديه





وأود أن اسأل أيضا بما أن الرسول السابق عيسى المسيح (ع) كان مبعوثا لبني اسرائيل وموقعهم في فلسطين الحالية وكان رسولا خاصا لذاك القوم أي أنه لم يكن مبعوثا للعالمين..
[/

اذا كان قصدك انه لم يكن من المسموح لمن هو من غير بني اسرائيل ان يعتنق المسيحية او اليهودية في حالة النبي موسى عليه السلام فمن أين أتيت بهذه المعلومة ؟ فلا القرآن ولا السنة تقول هذا
واذا لم يكن هذا قصدك الرجاء التوضيح




بصراحة عندما أسأل نفسي مثل هذه الأسئلة أبدأ بالشك وأتسائل وأقول لنفسي: هل الدين الإسلامي حقا لكل البشر؟ وإن كان كذلك فلم الرسول عربي والقرآن بلغة عربية والكعبة في بلاد العرب!
[/


لا ارى تناقض بين كون القرآن اُنزل باللغة العربية والكعبة في مكة وكون الاسلام رسالة عالمية
الرجاء التوضيح




ثم أن صحابة الرسول معظمهم من العرب وخصوصا العشر المبشرين بالجنة والأربعة الخلفاء وحتى أمراء الدولتين الأموية والعباسية إلا قليل منهم من الفرس!
فلأن الرسول كان عربيا حظي هؤلاء الصحابة العرب والبعض من الفرس بهذه المقامات العالية...
لكن ما ذنب باقي البشر في ذلك الوقت (من الصينيين واليابانيين والهنود والأفارقة وسكان الأمريكتين) كي لا يحصلو على هذه المقامات العالية؟! من خلفاء للنبي أو أهل بيت للنبي أو حتى صحابة وأمراء ورواة أحاديث وحفظة قرآن ؟؟؟؟ حقا هذا السؤال يحيرني... كيف يكون الإسلام عالمي وللعرب والفرس الحظ الأكبر فيه وخاصة العرب...
[/

ومادخل هذا بكون الرسالة عالمية أم لا ؟ .. كما قلت لك ان الرسالة تكون عالمية اذا كانت موجهة للناس اجمعين .. اي رسالة ينطبق عليها هذا التعريف فهي عالمية
اما بالنسبة للعشرة المبشرين بالجنة والخلفاء ورواة الاحاديث ... الخ
أنا سازيدك من الشعر بيت .. فلنفرض ان الصحابة كان بعضهم صيني وبعضهم تركي وبعضهم اسباني
في هذه الحاله لماذا لا نوسع دائرة السؤال قليلا ونقول : ماذنب باقي شعوب الدول الثانية التي لم يكن منهم صحابة
فنقول حسناً .. فلنفرض انه كان هناك صحابة من كل الشعوب
لكن فلنوسع دائرة السؤال اكثر قليلا .. ونقول ماذنب باقي شعب تركيا والصين وو .. الخ وباقي شعوب العالم .. انه لم يكن من شعبهم الا عدد معين من الصحابة ولم يكونو كلهم صحابة .. ماذنب من لم يكن صحابي
فنقول حسناً .. اذا يجب ان يكون كل العالم صحابة ! .. هذا هو التسلسل المنطقي لسؤالك .. إذ انه غير منطقي ابداً

هذا من وجه .. اما من جهة أخرى لاحظ انك استخدمت لفظ " ذنب " حينما قلت ماذنب باقي البشر انهم لم يحصلو على مقامات عالية
حسناً .. عندما يُقتل مواطن في حرب .. نستطيع ان نسأل ماذنبه ؟ .. لأنه ظُلِم
لكن مالظلم في كون اغلب ذو المقامات العالية يوم القيامة هم من العرب ؟ .. بالعكس هذا يؤكد ان الاسلام رسالة عالمية
ولأنها عالمية لا فرق بين اعجمي وعربي .. الفرق فقط بالاسلام فقط .. لأن البشر جميعاً متساوون .. فهم كلهم شعب واحد
فلو كان من كل شعب صحابة .. هذا يعني انه الاسلام فرَّق بين الشعوب .. وأقرَّ انه هناك فرق بين شعب وشعب وإلا لما كان جعل الصحابة من كل شعب بهدف المساواة
فلا يُساوي الا بين الشيء المختلف .. والاسلام طبعاً يقول ان البشر غير مختلفون الا بدينهم
ومما يؤكد هذا ايضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم لافرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى




ثم نأتي لدولة الصين التي يبلغ عدد سكانها مليار و350 مليون تقريبا وعدد المسلمين فيها 100 مليون (تقريبا) والبقية أصحاب أديان مختلفة أو بلا أديان! فلو كان محمدا قد بعث في الصين لكان العكس هو الصحيح الآن ولكان الصينيون جميعهم مسلمون وكنا نحن العرب والفرس والأفارقة أصحاب أقلية مسلمة! ثم لو تمعنا سكان الصين في الوقت الحاضر فنجد أن الكثيرون منهم لا يعرفون ما هو الإسلام حتى ولا يعرفون من هو محمد والبعض منهم يعرف لكن معرفة بسيطة جدا فمثلا لو سألنا أشخاصا من العالم العربي والأوروبي عن (كونفوشيوس الصيني) فأكثر من نصفنا لا يعرفه ولم يسمع به أبدا والذي سمع عنه لا يتعدى معرفته عنه بمعلومات قليلة وقليلة جدا جدا وإضافة إلى ذلك نحن لا نهتم لأمره لنذهب ونشتري كتبا ونقرأ عنه فمن منا يهتم به أصلا؟؟ فلم نلوم الشعب الصيني على عدم اهتمامه بمحمد ليذهب ويقرأ عنه فهو مشغول في حياته مشغول بعمله وعائلته والكثير منهم يعاني الفقر ويعاني من مشاكل وصعوبات الحياة المختلفة فهل نلومه إذا لم يذهب ويقرأ عن محمد ويشتري كتبا باللغة الصينية ويشتري القرآن بترجمة صينية ويفرغ نفسه ويقرأ أكثر من 600 صفحة وبنسخة مترجمة فهو لا يفهم العربية ...!! هذا يشككني بعالمية الإسلام بكل صراحة مع أنني مؤمن به بل وملتزم.



عذراً ماعلاقة كون الاسلام رسالة عالمية ام لا بكونه لم يصل الى كل بقاع الارض ؟
فنشر الاسلام يقع على عاتق المسلمين .. اذا لم ينتشر في بقعة ما هذا يعني ان المسلمين مقصرين لا يعني ان الاسلام ليس رسالة عالمية




) فهل هذا الشخص حقا يكون من أهل النار والخالدين فيه لسبب بسيط وهو أنه غير مسلم؟؟؟


العذاب هو على من قامت عليه الحجة .. اما من لم تقم عليه الحجة فلا يُعَذب
مثل الذي تقوله انت ( ونقلاً عن كلامك لا ادري عن صحته ) ان هناك اناس بالصين لم يسمعو عن محمد وهناك اناس لا يعرفو من الاسلام الا اسمه
فهؤلاء لا يُعذبوا

ما اعرفه ان الذي يعذب هو من قامت عليه الحجة وأعرض .. اما اذا كنت تريد ان تعرف كيف تقوم الحجة فاترك الاجابة لمن هو اعلم مني




وأمر آخر محير هو أن الناس يموتون بمراحل عمرية مختلفة فملايين أو مليارات من البشر ماتو قبل أن يصلو لسن العاشرة أو لنقل سن الرشد مثلا فأولئك حرمو من العيش ولو عاشو لكان منهم العلماء والصالحين والأشرار و..و...!



وما أدراك انه لو اكمل حياته سيكون منهم الصالحين ؟




ومحمد أرسل بلسان عربي إلى قريش والعرب بصورة عامة؟ فلم هو نبي عالمي لجميع البشر؟ والقرآن يقول أن الرسول لا يكون إلا بلسان قومه؟ ومحمد لسانه عربي أي أنه بناء على هذا يكون للقوم الذين هم بلسانه العربي فقط وهم العرب!


( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ )

الآية قالت ان الله لم يرسل اي رسول الا كان يتحدث بنفس اللغة التي يتحدثها قومه الذين هو منهم
ولم تقل ان الله لا يرسل الرسول الا لفئة محدده ولايتبعه غيرها !

انصحك بقرائة هذا الموضوع (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28267&highlight=%C7%E1%CA%D3%D1%C8%C7%CA+%C7%E1%DD%DF%D1 %ED%C9) يبدو انه سيفيدك كثيراً ان شاء الله

blue world
03-26-2011, 06:01 AM
أشكر لكما على ردكما، ولكنكم لم تردو على كل الأسئلة وهناك بعض الأسئلة من موضوعي لم تردو عليها.

بدون إسم
03-26-2011, 06:34 AM
1- الرجاء ان تضع الاسئلة التي لم نرد عليها
2-الرجاء التعليق على الاجوبه ( اقتنعت - في حالة لا وضح لماذا ؟ )

بدون إسم
03-26-2011, 06:43 AM
الاسئلة التي لم اجيب عليها انت بنيتها على اساس خاطئ ..فوضحت لك الخطأ الذي بنيت عليه سؤالك .. لهذا لم اجيب على الاسئلة المبنية على هذا الاساس الخاطئ

blue world
03-26-2011, 07:25 AM
حسنا عزيزي إليك الأسئلة :


أود أن اسأل عن حال البشر من الناحية الجغرافية والسكانية عند مبعث النبي ...
كم قبيلة كانت تعيش وقتها وكم كان عدد السكان وهل الرسالة الإسلامية وصلت إلى كل أولئك البشر في ذلك الوقت؟
من الصينيين والهنود واليابانيين والأوروبيين والأفارقة وسكان أستراليا والأمريكتين وغيرهم..


وأود أن اسأل أيضا بما أن الرسول السابق عيسى المسيح (ع) كان مبعوثا لبني اسرائيل وموقعهم في فلسطين الحالية وكان رسولا خاصا لذاك القوم أي أنه لم يكن مبعوثا للعالمين..
فمن كان رسول باقي البشر في ذلك الوقت؟ عند بعثة عيسى؟ ولماذا لم يُبعث عيسى للعالمين كمحمد؟ خصوصا أن النبي السابق موسى أيضا كان لقومه وهو نفس قوم عيسى؟
فمن كان رسول باقي البشر في مختلف الكرة الأرضية؟ إذا افترضنا أن زرادشت كان رسولا للفرس وبوذا لشرق آسيا (على الرغم من عدم اتفاق المسلمين حول نبوة هذين)...

وأضيف إلى هذا السؤال سؤال آخر وهو أنني أسمع كثيرا في المحاضرات والخطب أنه قبل بعثة النبي (ص) كان هناك أناسا على ملة إبراهيم!
فما معنى هذه الجملة؟ هل تعني أن دين إبراهيم (القديم جدا جدا) كان لا زال باقيا وكان هناك من الناس من كانو على دينه؟ وإن كانو كذلك فما الفرق بين هؤلاء الذين كانو على ملة إبراهيم وبين أتباع عيسى وموسى في ذلك الزمان؟
وهل يجوز أن يكون أكثر من دين صحيح في زمن واحد؟ أم أن الله يرسل الرسول عندما يحرف الدين السابق؟

================================================== ========

ثم لدي سؤال بخصوص الديانة الزرداشتية فهي ديانة توحيدية وهم غير مشركين فهم لا يصلون للنار أو يعبدون النار بل هم يصلون بإتجاه النار أو الشمس لأنه نور وهو كالقبلة بالنسبة إليهم؟ إضافة على أنهم يصلون خمس مرات وفي أوقات مشابهة جدا جدا لصلاتنا نحن المسلمين! وهم يؤمنون بإله واحد (أهورامزدا) له نفس صفات الله تماما.
فلم نقول أن عليهم باتباع ديننا وإلغاء دينهم مع أنه صحيح ولا يختلف عن ديننا في شيء؟
وفي زمن عمر بن الخطاب (رض) قام عمر بفتح بلاد فارس وإدخال الإسلام فيه مع أنهم كانو متدينين وأصحاب دين صحيح! والزرداشتيون وأتباعهم يقولون أن عمر قد أجبرهم على اعتناق الإسلام وعلى الصلاة باللغة العربية عوضا عن الفارسية وبالصلاة تجاه مكة عوضا عن النار أو الشمس وعبادة (الله) عوضا عن (أهورامزدا).
وأنا أقول هذا الكلام لعلمي بهذا الدين ونظرا لأصولي الفارسية وإتقاني للغة الفارسية. والإيرانيون (الزرداشتيون) يكرهون الإسلام ونبينا وعمر بن الخطاب كرها شديدا والعرب بصورة عامة لأنهم يقولون أن الأعراب غزو بلادهم وأجبروهم على الدخول في الإسلام ودمرو الثقافة والإمبراطورية الفارسية العظيمة في ذلك الوقت واحرقو الكتب الدينية والمكتبات وقامو بمجزرة فقتلو الرجال ونكحو نسائهم وأجبروهم على الدخول في الإسلام بالسيف!
وحتى اللغة الفارسية نفسها لم تسلم منهم فقد أظهرو فيها التغييرات وعلى سبيل المثال كلمات مثل (فارسي) أو (فيل) في اللغة الفارسية القديمة كانت تلفظ (پارسی - پیل) لكن العرب لعدم قدرتهم على التلفظ بحرف الـ پ p قد غيرو في الكلمات. فما هو الرد عليهم؟


وهناك أمثلة أخرى كاليابان مثلا والهند ودول كثيرة وأقوام عديدة...
فمثلا أنا لو كنت مولودا في قارتي أمريكا الشمالية لعشت وكبرت كمسيحيا أو في الصين أو اليابان أو الهند أو أو...

فهذه قاعدة والإنسان يرث الدين أو العقيدة من أبويه ومجتمعه...صحيح هناك من يغير دينه ولكنهم قلة قليلة جدا جدا جدا وهذا هو الشاذ للقاعدة بما أن لكل قاعدة شواذ كما يقال

هذا سؤال مهم جدا أتمنى رد مفصل عليه وإقناعي أن الدين لا يكون وراثة. أو أن هذه ليست بقاعدة.


فلم لا يكون الإمتحان من الله للبشر مماثلا للجميع؟ أي مثلا أن يعيش الجميع عمر مقداره 50 سنة ثم يخلد في النار أو الجنة.. كي يكون الإمتحان عادلا وموحدا للجميع لا اختلاف فيه. لكن البعض يعيش سنة أو سنتين أو 10 أو 20 أو 50 أو حتى 100 ، والأكثر من هذا أن البعض يولد في مناطق معينة وفي بيئة معينة ومن قوم معين، بينما البعض يولد على الدين الصحيح والبعض الآخر لا والبعض يرى أنبياء ورسل بعينيه والبعض لا يرى أي نبي بل ولا يسمع عنه ولا يأتيه أي أثر من ذلك النبي!



وسؤال أخير: هل سيدنا محمد هو الوحيد المبعوث لكل البشر؟ وباقي الرسل هم لفئة أو قوم معين؟

وأيضا سؤال آخر: هل ممكن أن يكون أكثر من نبي في وقت واحد؟ وأكثر من دين صحيح موجود في وقت واحد؟ بما أن كان بعض الناس على ملة إبراهيم (أي على عقيدة صحيحة) والبعض الآخر على دين عيسى قبل بعثة محمد (ص). فهل يعقل أيضا أن يكون في زمننا هذا من هو على العقيدة السلمية ولكن بدين مختلف (كنصراني أو يهودي أو زرداشتي) مثلا؟ حقا تساؤلات مثيرة بالنسبة لي...:):

================================================== =========


ملاحظة لك أخي الكريم (سبحان الله3) وللجميع :

أريد إجابات مفصلة وعميقة على تساؤلاتي،
أنا أعلم أنها مكررة بالنسبة لكم ولهذا تردون عليها بشكل موجز ومختصر جدا لكنها ليست كذلك بالنسبة لي فهي جديدة ومهمة وأفكر فيها كثيرا فأرجو منكم إجابات مفصلة والإطالة في الكلام والشرح عليها بارك الله فيكم

blue world
03-26-2011, 07:38 AM
أكرر : أرجو عدم التعامل مع أسئلتي كأنها بلا قيمة أو مكررة فهي إن كانت بالنسبة لكم كذلك، فبالنسبة لي هي عكس ذلك تماما. فأرجو إعطائها حقها من الإجابة.

وبالإنتظار ...

بدون إسم
03-26-2011, 09:22 AM
المشكلة اخي العزيز اني لا استطيع ان استخرج اين هو السؤال من كتابتك .. فصياغة النص لاتوضح اين السؤال بالظبط




أود أن اسأل عن حال البشر من الناحية الجغرافية والسكانية عند مبعث النبي ...
كم قبيلة كانت تعيش وقتها وكم كان عدد السكان وهل الرسالة الإسلامية وصلت إلى كل أولئك البشر في ذلك الوقت؟
من الصينيين والهنود واليابانيين والأوروبيين والأفارقة وسكان أستراليا والأمريكتين وغيرهم..


هذه لا أعرفها



==

انت قلت


وأود أن اسأل أيضا بما أن الرسول السابق عيسى المسيح (ع) كان مبعوثا لبني اسرائيل وموقعهم في فلسطين الحالية وكان رسولا خاصا لذاك القوم أي أنه لم يكن مبعوثا للعالمين..


فقلت لك



اذا كان قصدك انه لم يكن من المسموح لمن هو من غير بني اسرائيل ان يعتنق المسيحية او اليهودية في حالة النبي موسى عليه السلام فمن أين أتيت بهذه المعلومة ؟ فلا القرآن ولا السنة تقول هذا



الاسئلة التي لم اجيب عليها انت بنيتها على اساس خاطئ ..فوضحت لك الخطأ الذي بنيت عليه سؤالك .. لهذا لم اجيب على الاسئلة المبنية على هذا الاساس الخاطئ





وأضيف إلى هذا السؤال سؤال آخر وهو أنني أسمع كثيرا في المحاضرات والخطب أنه قبل بعثة النبي كان هناك أناسا على ملة إبراهيم!
فما معنى هذه الجملة؟ هل تعني أن دين إبراهيم (القديم جدا جدا) كان لا زال باقيا وكان هناك من الناس من كانو على دينه؟ وإن كانو كذلك فما الفرق بين هؤلاء الذين كانو على ملة إبراهيم وبين أتباع عيسى وموسى في ذلك الزمان؟


معلوماتي في هذا الموضوع متواضعه .. انتظر احد الاخوان الاعلم مني ليجيبوك
اذا لم يجيبوك فسأُخبرك بما اعرف




فلم نقول أن عليهم باتباع ديننا وإلغاء دينهم مع أنه صحيح



1-أولاً لفظ "نقول" هو لفظ خاطئ .. لانه ليس نحن اللذين قلنا الله سبحانه هو اللذي قال
2-ثانياً كيف حددت ان دينهم صحيح ؟




ولا يختلف عن ديننا في شيء؟



لا يختلف في شيء ؟!!!!! .. متطابق 100% ؟ .. فيه مثل قرآننا ؟ .. فيه مثل احكامنا ؟ .. فيه مثل صومنا ؟ .. كيف اصبح " لايختلف في شيء " اذاً ؟
وإن فرضنا جدلاً انه لايختلف في شيء .. فالله سبحانه هو من يقرر بأي دين يُعبد وليس العباد من يقررون ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ )




وفي زمن عمر بن الخطاب (رض) قام عمر بفتح بلاد فارس وإدخال الإسلام فيه مع أنهم كانو متدينين وأصحاب دين صحيح!



مره أخرى كيف حكمت انه دين صحيح ؟! .. ومن يقرر أي دين هو الصحيح ؟




وهناك أمثلة أخرى كاليابان مثلا والهند ودول كثيرة وأقوام عديدة...
فمثلا أنا لو كنت مولودا في قارتي أمريكا الشمالية لعشت وكبرت كمسيحيا أو في الصين أو اليابان أو الهند أو أو...

فهذه قاعدة والإنسان يرث الدين أو العقيدة من أبويه ومجتمعه...صحيح هناك من يغير دينه ولكنهم قلة قليلة جدا جدا جدا وهذا هو الشاذ للقاعدة بما أن لكل قاعدة شواذ كما يقال


هذا سؤال مهم جدا أتمنى رد مفصل عليه وإقناعي أن الدين لا يكون وراثة. أو أن هذه ليست بقاعدة.



ومن قال ان الدين لايكون وراثة .. الدين قد يكون بالاعتناق وقد يكون بالوراثة
لكن المشكلة ان بعض المسلمين هذه الايام مسلم فقط لانه ورث الاسلام .. المفروض ان يتم تعليم المسلمين منذ صغرهم عن الإسلام

اذاً الدين قد يكون بالوراثة ؟ .. نعم
هل يصح ان يكون الشخص مسلم فقط لانه ورث الاسلام بدون اي اقتناع .. لا

على العموم .. انت تريد ان تِصل الى سؤال " ماذنب الكافر يخلد في النار وهو لم يعرف شيء عن الاسلام اصلا "
وأنا جاوبتك على هذا السؤال .. راجع ردي الأول




فلم لا يكون الإمتحان من الله للبشر مماثلا للجميع؟ أي مثلا أن يعيش الجميع عمر مقداره 50 سنة ثم يخلد في النار أو الجنة.. كي يكون الإمتحان عادلا وموحدا للجميع لا اختلاف فيه. لكن البعض يعيش سنة أو سنتين أو 10 أو 20 أو 50 أو حتى 100


قلت لك


وما أدراك انه لو اكمل حياته سيكون منهم الصالحين ؟

وأُضيف اننا لانعرف حكمة الله من افعاله .. فربما يكون الذي مات بعمر 20 سنه قد أُمـتُـحِن بنفس المقدار الذي أُمتحن فيه الذي مات في عمر الـ50
او ربما هناك حكمه اخرى لانعرفها



والبعض يرى أنبياء ورسل بعينيه والبعض لا يرى أي نبي بل ولا يسمع عنه ولا يأتيه أي أثر من ذلك النبي!


اللذي لا يأتيه أي اثر او خبر من ذلك النَبي لا يدخل النار .. بل يختبره الله يوم القيامة



وسؤال أخير: هل سيدنا محمد هو الوحيد المبعوث لكل البشر؟ وباقي الرسل هم لفئة أو قوم معين؟


الانبياء دعوتهم لكل البشر




هل ممكن أن يكون أكثر من نبي في وقت واحد؟


نعم .. لكن رسالتهم واحده



وأكثر من دين صحيح موجود في وقت واحد؟


في وقتنا الحالي لا هذا غير ممكن .. لان الله قال ان الدين عنده هو الإسلام فقط
باقي الأديان تحرفت



بما أن كان بعض الناس على ملة إبراهيم (أي على عقيدة صحيحة)



مرة اخرى انت مطالب بتوضيح كيف حكمت انها عقيدة صحيحة




والبعض الآخر على دين عيسى قبل بعثة محمد . فهل يعقل أيضا أن يكون في زمننا هذا من هو على العقيدة السلمية ولكن بدين مختلف (كنصراني أو يهودي أو زرداشتي) مثلا


لا .. لأن جميع الاديان تحرفت لهذا ارسل الله الاسلام كما قال الله في كتابه
واذا كانت هناك عقيدة سليمة لما انزل الله الاسلام اساساً

==
بالنسبة لسؤالك عن الفرس اترك الاجابة لمن هو اعلم مني بالتفاصيل .. لكن بشكل عام الخلفاء الراشدون هم اعلم الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين
فمن غير المعقول أن يُكرِهون الناس بالدين لانهم يعرفون قول الله لا اكراه بالدين
ومستحيل ان يغتصبو الناس وو .. الخ .
بالنسبة لتخريب العرب للغة الفارسية.. فالامريكان لايستطيعون نطق حرف الخاء بالعربية لماذا لانتهمهم بخريب اللغة العربية:):

mrkira
03-26-2011, 11:58 AM
من لم تبلغهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته فهم من أهل الفترة, وهذه فتوى ابن الباز رحمه الله في هذه المسألة:

يقول السائل: نعلم أن من كان من أهل الجاهلية، أي: قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من أهل الفترة، وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأنني سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه جاءه رجل فقال: أين أبي؟ فقال: ((في النار)) فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له إن: ((أبي وأباك في النار)) فهل هذا الحديث صحيح؟ أفيدونا أفادكم الله؟

الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، ويؤمرون فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار، وجاء في هذا عدة أحاديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، وعن الأسود بن سريع التميمي، وعن جماعة، كلها تدل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، ويخرج لهم عنق من النار، ويؤمرون بالدخول فيه، فمن أجاب صار عليه برداً وسلاماً، ومن أبى التف عليه وأخذه وصار إلى النار، نعوذ بالله من ذلك.

فالمقصود: أنهم يمتحنون فمن أجاب وقبل ما طلب منه وامتثل دخل الجنة، ومن أبى دخل النار، وهذا هو أحسن ما قيل في أهل الفترة.

وأما حديث: ((إن أبي وأباك في النار)) فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه: أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: ((في النار)) فلما ولى دعاه، وقال له: ((إن أبي وأباك في النار)).

واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة، فلهذا قال: ((في النار))، ولو أنه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام في حقه، وهكذا لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه نهي عن ذلك، ولكنه أذن له أن يزورها، ولم يؤذن له في الاستغفار لها، فهذا يدل على أنهما بلغتهما الدعوة، وأنهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار، إلا من كان لم تبلغه الدعوة - أعني دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام - فهذا هو صاحب الفترة، فمن كان في علم الله أنه لم تبلغه الدعوة والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين وهو الحكم العدل، فيمتحنه يوم القيامة.

أما من بلغته دعوة الرسل في حياته، كدعوة إبراهيم وموسى وعيسى، وعرف الحق، ثم بقي على الشرك بالله فهذا ممن بلغتهم الدعوة، فيكون من أهل النار; لأنه عصى واستكبر عن اتباع الحق، والله جل وعلا أعلم.

mrkira
03-26-2011, 12:10 PM
وهذا كلام آخر من الشيخ رحمه الله في نفس المسألة.
((....من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا ، أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة ، فهؤلاء معذورون بجهلهم ، وأمرهم إلى الله عز وجل ، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون ، فإن أجابوا دخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار لقوله جل وعلا : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا[2] ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك . وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه المسألة في آخر كتابه : طريق الهجرتين لما ذكر طبقات المكلفين ، فليراجع هناك لعظم فائدته .))
[2] سورة الإسراء الآية 15.

منقول بتصرف بسيط.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/23

blue world
03-27-2011, 11:54 AM
أشكركم على إجاباتكم لكني أتمنى أن يجيبني شخص أعلم منكما (مع كل التقدير لعلمكما) لأن إجاباتكم لم تكن كافية وكاملة
وأيضا هناك سؤال آخر طرأ على بالي أتمنى أن تستحملوني :)

السؤال : ما هو سبب الإختلاف بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في اليوم المقدس لهم؟ فعند اليهود هو السبت والمسيحيين الأحد ونحن المسلمون الجمعة؟
فهل تم التحريف في هذا أيضا؟ أي أن اليوم المقدس عند اليهود والنصارى كان الجمعة فحرفو هذا الأمر أيضا؟! لأنه أمر صعب أن يحرف فهو ليس كتاب أو نص...

وإن لم يكن قد حُرف فلم هذا الإختلاف وجميع الأديان هذه سماوية؟ فهل أمر الله اليهود بتقديس يوم السبت والنصارى الأحد والمسلمون الجمعة؟
إن كان كذلك فستبقى كل الأيام الثلاثة هذه مقدسة لأن الله قد قدسها من قبل.

ثم ما سبب تفضيل أو تقديس الله لبعض الأيام أو الأشهر أو الأماكن؟

ابو علي الفلسطيني
03-27-2011, 10:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم جميعا

أود أن اسأل عن حال البشر من الناحية الجغرافية والسكانية عند مبعث النبي (ص)...
كم قبيلة كانت تعيش وقتها وكم كان عدد السكان وهل الرسالة الإسلامية وصلت إلى كل أولئك البشر في ذلك الوقت؟
من الصينيين والهنود واليابانيين والأوروبيين والأفارقة وسكان أستراليا والأمريكتين وغيرهم..

لا يوجد احصاء رقمي بعدد أفراد القبائل التي كانت تعيش زمن النبي (ص) ... لكن من المؤكد أن النبي (ص) كان يعرض الإسلام على هذه القبائل في مواسم الحج ... ومن ثم أسلمت معظم هذه القبائل بعد فتح مكة ...
أما بخصوص الصينيون والهنود ....الخ فإن رسالة الإسلام وصلتهم بالتأكيد في فترة الفتوحات الإسلامية ... بل حتى وصلت رسالة الاسلام إلى أوروبا عبر دولة الإسلام في الأندلس ...


وأود أن اسأل أيضا بما أن الرسول السابق عيسى المسيح (ع) كان مبعوثا لبني اسرائيل وموقعهم في فلسطين الحالية وكان رسولا خاصا لذاك القوم أي أنه لم يكن مبعوثا للعالمين..
فمن كان رسول باقي البشر في ذلك الوقت؟ عند بعثة عيسى؟ ولماذا لم يُبعث عيسى للعالمين كمحمد؟ خصوصا أن النبي السابق موسى أيضا كان لقومه وهو نفس قوم عيسى؟


لا شك أن معظم الحضارات قد قامت في منطقة الشرق الأوسط ... وبالتالي كان تركيز مبعث الرسل إلى هذه المنطقة لتمركز وجود البشر بها .. ومع هذا فهناك رسل لم يذكرهم الله تعالى لنا في القرآن ... فلا نجزم بعدم إرسال رسل إلى كل المعمورة




فمن كان نبي القارة الإفريقية وتلك الأقوام وقارتي أمريكا وأستراليا؟

كما قلت فإن معظم الحضارات كانت في الشرق الأوسط ... وامريكا لم تكن مكتشفة أصلا في تلك الفترة ...
وحتى على افتراض وجود قوم لم تبلغهم رسالة الله تعالى فهناك تشريع آلهي بحق كل من لم تبلغه الرسالة ..



بصراحة عندما أسأل نفسي مثل هذه الأسئلة أبدأ بالشك وأتسائل وأقول لنفسي: هل الدين الإسلامي حقا لكل البشر؟ وإن كان كذلك فلم الرسول عربي والقرآن بلغة عربية والكعبة في بلاد العرب! ثم أن صحابة الرسول معظمهم من العرب وخصوصا العشر المبشرين بالجنة والأربعة الخلفاء وحتى أمراء الدولتين الأموية والعباسية إلا قليل منهم من الفرس!

كون النبي (ص) عربي والقرآن عربي فهذا لا يلغي عالمية رسالة القرآن وأنها للعالم أجمع .. وباستقراء التاريخ ...فإن الكثير الكثير من علماء المسلمين لم يكونوا من أصول عربية ...


فلأن الرسول كان عربيا حظي هؤلاء الصحابة العرب والبعض من الفرس بهذه المقامات العالية...
لكن ما ذنب باقي البشر في ذلك الوقت (من الصينيين واليابانيين والهنود والأفارقة وسكان الأمريكتين) كي لا يحصلو على هذه المقامات العالية؟! من خلفاء للنبي أو أهل بيت للنبي أو حتى صحابة وأمراء ورواة أحاديث وحفظة قرآن ؟؟؟؟ حقا هذا السؤال يحيرني... كيف يكون الإسلام عالمي وللعرب والفرس الحظ الأكبر فيه وخاصة العرب...

على العكس ... فليس في الاسلام فرق بين العربي والأعجمي ... المعيار هو التقوى ... وهناك الكثير من الدول التي حكمت ...كانت غير عربية مثل العثمانيين الاتراك والمماليك ... وغيرهم ... بل وحفاظ القران والعلماء من غير العرب ربما يفوقوا العرب ...


ولو جئنا إلى زماننا هذا نجد أن سكان القارتين الأمريكتين كلهم أو لنقل بنسبة 95% مسيحيين على الرغم من أن رسالة المسيح كانت خاصة لبني اسرائيل ولم تكن عالمية كما هي رسالة محمد وعدد السكان في القارتين يقارب الـ مليار شخص!
وصول النصرانية الى تلك المناطق كان خلال الحملات الاستعمارية وحروب اسبانيا وفرنسا وبريطانيا في تلك الفترة لاهل تلك القارات ... والاسلام اليوم هو الدين الاكثر انتشارا ولله الحمد ... وعدد المسلمين اليوم لا يقل عن اعداد أهل الملل الاخرى بالمرة


ثم نأتي لدولة الصين التي يبلغ عدد سكانها مليار و350 مليون تقريبا وعدد المسلمين فيها 100 مليون (تقريبا) والبقية أصحاب أديان مختلفة أو بلا أديان! فلو كان محمدا قد بعث في الصين لكان العكس هو الصحيح الآن ولكان الصينيون جميعهم مسلمون وكنا نحن العرب والفرس والأفارقة أصحاب أقلية مسلمة! ثم لو تمعنا سكان الصين في الوقت الحاضر فنجد أن الكثيرون منهم لا يعرفون ما هو الإسلام حتى ولا يعرفون من هو محمد والبعض منهم يعرف لكن معرفة بسيطة جدا فمثلا لو سألنا أشخاصا من العالم العربي والأوروبي عن (كونفوشيوس الصيني) فأكثر من نصفنا لا يعرفه ولم يسمع به أبدا والذي سمع عنه لا يتعدى معرفته عنه بمعلومات قليلة وقليلة جدا جدا وإضافة إلى ذلك نحن لا نهتم لأمره لنذهب ونشتري كتبا ونقرأ عنه فمن منا يهتم به أصلا؟؟ فلم نلوم الشعب الصيني على عدم اهتمامه بمحمد ليذهب ويقرأ عنه فهو مشغول في حياته مشغول بعمله وعائلته والكثير منهم يعاني الفقر ويعاني من مشاكل وصعوبات الحياة المختلفة فهل نلومه إذا لم يذهب ويقرأ عن محمد ويشتري كتبا باللغة الصينية ويشتري القرآن بترجمة صينية ويفرغ نفسه ويقرأ أكثر من 600 صفحة وبنسخة مترجمة فهو لا يفهم العربية ...!! هذا يشككني بعالمية الإسلام بكل صراحة مع أنني مؤمن به بل وملتزم.

الدعو للاسلام اليوم على قدم وساق ... وأعداد الداخلين في الاسلام كثيرة ... والمسألة ليست بالعدد بطبيعة الحال ...لكن هذه الامور لم تأت فجأة ... بل تطورت عبر التاريخ حتى وصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم ...
وبخصوص لغة القران الكريم ... فانها ليست عائقا أمام الداخلين في الاسلام ... والترجمة تفي بالغرض ... وتوصل المراد ...فليس في هذا حجة ... وكثير من الداخلين في الاسلام من غير العرب ... وممن لم يتكلموا العربية أصلا ... لم يجدوا صعوبة في التعرف على الاسلام رغم اختلاف اللغة ..




فهذه قاعدة والإنسان يرث الدين أو العقيدة من أبويه ومجتمعه...صحيح هناك من يغير دينه ولكنهم قلة قليلة جدا جدا جدا وهذا هو الشاذ للقاعدة بما أن لكل قاعدة شواذ كما يقال

وهذا لا ينفي أن يفكر الانسان في الحق ويبحث عنه ... ومسألة الدخول في الاسلام ليست قليلة كما تظن بل هي بالالاف في كل عام ولله الحمد ...


فمثلا نحن كعرب أو لنقل كمسلمين نولد ونلقن القرآن من صغرنا ونصلي من سن العاشرة أو سن المراهقة تقريبا ونصوم ونزور الكعبة ونعتمر ونتعلم الإسلام ونحفظ القرآن ونغوص في علومه ونرتله ونكسب كل هذه الأجور العظيمة والعظيمة جدا كما تروي عنها في الأحاديث، بينما غير المسلم الذي يولد على غير الإسلام محروم من هذا الأمر! فهو يولد في مجتمع غير مسلم وأبوين غير مسلمين ومعظم هذه المجتمعات فاسدة جدا وفيها من الفسق والجرائم بدرجات عالية جدا جدا فما ذنبه ولم نلومه على كفره؟ على الرغم من أن معظمهم يؤمن بالله (صحيح إيمان مختلف بعض الشيء عن إيماننا كمسلمين) لكنه يؤمن بخالقه ولا ينكره بل ويشكره ويذكره ويعمل من الأعمال الصالحة الشيء الكثير ويتجنب الأعمال السيئة ويحسن إلى الناس وإلى عائلته (فهو صاحب إيمان وأعمال صالحة) فهل هذا الشخص حقا يكون من أهل النار والخالدين فيه لسبب بسيط وهو أنه غير مسلم؟؟؟

لو نظرنا في معظم المذاهب الدينية اليوم ... لوجدنا فيها تناقضات واختلافات تؤكد أن البشر قد تدخلوا فيها وعبثوا بها ... باستثناء القران الكريم ... والمرء يدرك بعقله خطأ هذه المذاهب ... فليس ثمة مندوحة من عدم البحث عن الدين الصحيح ... خاصة وأن جميع الوسائل مهيئة لذلك ... وولادة غير المسلم على دين غير دين الاسلام ليست حجة لبقاءه على ملة محرفة لا منطق فيها ..


القرآن يذكر أن ( الدين عند الله الإسلام ) فهل للإسلام معنى أوسع وأشمل نحن لا ندركه؟ ويمكن أن يكون أولئك الأموات الكثر من المناطق التي ذكرتها حقا ماتو كمسلمين بسبب أن قلوبهم كانت سليمة وأعمالهم صالحة (وهم كثر في المجتمعات الغربية والشرقية) ...

كل من وصلته رسالة الاسلام ولم يسلم بل بقي على دينه فلن يقبل منه ... قال النبي (ص) :
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ رواه مسلم


وأمر آخر محير هو أن الناس يموتون بمراحل عمرية مختلفة فملايين أو مليارات من البشر ماتو قبل أن يصلو لسن العاشرة أو لنقل سن الرشد مثلا فأولئك حرمو من العيش ولو عاشو لكان منهم العلماء والصالحين والأشرار و..و...!

الموت ليس فيه اختيار ... والله تعالى لا يظلم أحداً ... فكل من مات قبل سن الرشد أو الاحتلام له حكم شرعي ..


فمثلا أنا أجد نفسي محظوظا جدا أنني عشت لهذا العمر (وأنا عمري 20سنة) ولم أصل لهذا العمر ولم أبقى حيا بإرادتي فكل ثانية مرت في حياتي كنت معرضا فيها للموت (وطرق الموت كثيرة) لكنني لا زلت حيا فلم لا يكون الإمتحان من الله للبشر مماثلا للجميع؟ أي مثلا أن يعيش الجميع عمر مقداره 50 سنة ثم يخلد في النار أو الجنة.. كي يكون الإمتحان عادلا وموحدا للجميع لا اختلاف فيه. لكن البعض يعيش سنة أو سنتين أو 10 أو 20 أو 50 أو حتى 100 ، والأكثر من هذا أن البعض يولد في مناطق معينة وفي بيئة معينة ومن قوم معين، بينما البعض يولد على الدين الصحيح والبعض الآخر لا والبعض يرى أنبياء ورسل بعينيه والبعض لا يرى أي نبي بل ولا يسمع عنه ولا يأتيه أي أثر من ذلك النبي!

مسألة الموت والحياة ليست من تقريرنا نحن البشر ... بل خلقنا الله تعالى على هذه الدنيا ... وهيأ لنا العقل والدليل على صحة رسالاته للناس ... وبالتالي فالانسان مسؤول عن اختياره ... إما أن يختار الهدى وإما أن يختار الضلالة ... وليس شرطا أن نرى النبي (ص) كي نؤمن به ... لكن رسالته التي أُرسل بها بين أيدينا ... فلا حجة لكافر على كفره ...



ثم هناك آية في القرآن تقول : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ )

ومحمد أرسل بلسان عربي إلى قريش والعرب بصورة عامة؟ فلم هو نبي عالمي لجميع البشر؟ والقرآن يقول أن الرسول لا يكون إلا بلسان قومه؟ ومحمد لسانه عربي أي أنه بناء على هذا يكون للقوم الذين هم بلسانه العربي فقط وهم العرب!

رسالة النبي (ص) للبشر كافة .. وإن كانت بلسان عربي ... أما الرسل قبل النبي (ص) فأرسلوا بلغة أقوامهم لأنهم لم يكونوا للبشر كافة ..


وسؤال أخير: هل سيدنا محمد (ص) هو الوحيد المبعوث لكل البشر؟ وباقي الرسل هم لفئة أو قوم معين؟

نعم والله أعلم وأحكم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-27-2011, 11:15 PM
لو أنك طرحت سؤالاً في كل مرة ووضعت آخر بعد معرفة الجواب والإطمئنان إليه لكان أسهل على جميع من يرد عليك ، بعض الفضلاء هنا لا يحبون هذه الطريقة في العرض وأنا منهم لأنها تشتت الذهن في مسائل كثيرة ولا تعطي الجواب حقه نظراً لطول الأسئلة ، فلو أنك تفتح موضوعاً آخر وتطرح فيه ما ترومه بسؤال واحد وهكذا ....

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-27-2011, 11:41 PM
فلأن الرسول كان عربيا حظي هؤلاء الصحابة العرب والبعض من الفرس بهذه المقامات العالية...
لكن ما ذنب باقي البشر في ذلك الوقت (من الصينيين واليابانيين والهنود والأفارقة وسكان الأمريكتين) كي لا يحصلو على هذه المقامات العالية؟! من خلفاء للنبي أو أهل بيت للنبي أو حتى صحابة وأمراء ورواة أحاديث وحفظة قرآن ؟؟؟؟ حقا هذا السؤال يحيرني... كيف يكون الإسلام عالمي وللعرب والفرس الحظ الأكبر فيه وخاصة العرب...

الله يصطفي من يشاء من عباده ويختار وما كان لأحد الخيرة في ذلك ...
عن عبد الله بن مسعود قال إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ

وقال : (من كان مستناً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم، والله رب الكعبة )

فأنت لو خلوت بنفسك وسألت عقلك : ولم حرمت من هذا الفضل وكنت دونه عرفت الفرق وأدركت القضية فكيف بمن كان من أهل الصين واليابان فهؤلاء أبعد عن علامات النجابة وصفات الكرم والشهامة ...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 12:13 AM
السلام عليكم جميعا

السلام بهذه الصيغة فيه تكلف ، فأنت عندما سلمت علينا حصل المقصود ولا حاجة لقول جميعاً فالسلام حاصل بصيغته التي وُردت ، بل وقد يحرم السلام بهذه الصيغة في هذا الموضع العام نظراً لتواجد الملاحدة وغيرهم ممن لا يستحق ذلك

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 01:22 AM
السؤال : ما هو سبب الإختلاف بين اليهود والمسيحيين والمسلمين في اليوم المقدس لهم؟ فعند اليهود هو السبت والمسيحيين الأحد ونحن المسلمون الجمعة؟
فهل تم التحريف في هذا أيضا؟ أي أن اليوم المقدس عند اليهود والنصارى كان الجمعة فحرفوا هذا الأمر أيضا؟! لأنه أمر صعب أن يحرف فهو ليس كتاب أو نص...

عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) . رواه مسلم (856) .
قال النووي :
قَالَ الْقَاضِي : الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ تَعْيِين وَوُكِلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ , لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فِيهِ , فَاخْتَلَفَ اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ , وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة مُبَيَّنًا , وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ . قَالَ : وَقَدْ جَاءَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام أَمَرَهُمْ بِالْجُمْعَةِ وَأَعْلَمَهُمْ بِفَضْلِهَا فَنَاظَرُوهُ أَنَّ السَّبْت أَفْضَل , فَقِيلَ لَهُ : دَعْهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَلَوْ كَانَ مَنْصُوصًا لَمْ يَصِحّ اِخْتِلَافهمْ فِيهِ , بَلْ كَانَ يَقُول : خَالَفُوا فِيهِ , قُلْت : وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أُمِرُوا بِهِ صَرِيحًا وَنُصَّ عَلَى عَيْنه فَاخْتَلَفُوا فِيهِ هَلْ يَلْزَم تَعْيِينه أَمْ لَهُمْ إِبْدَاله ؟ وَأَبْدَلُوهُ وَغَلِطُوا فِي إِبْدَاله اهـ .
وليس بعجيب أن يُذكر لهم يوم الجمعة بعينه ثم يخالفون .
قال الحافظ : كيف لا وهم القائلون (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) !! اهـ

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 01:47 AM
فمن كان نبي القارة الإفريقية وتلك الأقوام وقارتي أمريكا وأستراليا؟
بصراحة عندما أسأل نفسي مثل هذه الأسئلة أبدأ بالشك وأتسائل وأقول لنفسي: هل الدين الإسلامي حقا لكل البشر؟ وإن كان كذلك فلم الرسول عربي والقرآن بلغة عربية والكعبة في بلاد العرب!

الكعبة يا عزيزي هي أول بيت وضع للناس وقد بنيت قبل إبراهيم عليه السلام على الأرجح وهي قبلة المسلمين جميعهم عربهم وعجمهم ، وأما قضية كون القرأن نزل باللغة العربية فإليك هذه الإجابة المفصلة وقل أن تجد مثلها في الأسلوب والتبسيط وهي من جمع الإستاذ هشام بن الزبير أحد أعضاء المنتدى وما زال يشارك فيه :


س(1) القرآن الكريم: كيف يكون القرآن العربي معجزًا للأعجمي؟ فرُبّ أعجمي يسمع عن إعجاز القرآن فيتساءل: وأنى يعجزني؟ إنما عجزي عنه لمكان العجمة واختلاف اللسان؟

الجواب:
المجيب: اللجنة العلمية.
جمع الجواب ورتّبه: أ.هشام ابن الزبير.



منهج الرد: سنفتتح الرد باسم الله، فالنظر في أصل الشبهة، كي نحتج بما قرره على ما أنكره، ولنتوصل بما أظهره إلى ما أضمره، ثم نثني بما يفتح الله به من وجوه الرد، لبيان الحق وإزالة الإلتباس، ونمهد لذلك بجواب مجمل بخصوص الإعجاز، نخلص منه إلى وجوه من الرد مفصلة، وفق تدرج يتحرى حال الأعجمي مع القرآن.

تفصيل الشبهة وبيان أصلها: سؤالكم انطوى على شبهة، لا تنكر إعجاز القرآن جملة، بل ترمي إلى قصره على العرب، كأنكم سألتم: ما وجه دخول الأعجمي في خطاب التحدي بالقرآن، وهو مفتقر لملكة اللسان العربي؟ وكيف تكون معجزة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، من جنس ما ينفرد خاصة الناس بعلمه، ويقصر عامتهم عن إدراكه؟ فلو دققنا النظر في الشبهة، لألفيناها تتوهم التعارض بين شمول رسالة القرآن للعالمين، وبين إنزاله بلسان عربي مبين.

الجواب المجمل حول ثبوت الإعجاز وتندرج تحته مسائل:
أولها: النقل المتواتر حجة ملزمة للعرب والعجم:
بلغنا القرآن وخبر إعجازه بالنقل المتواتر، ومُبلِّغ القرآن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لم يؤثر عنه بيت شعر ولا ثمرة فكر، حتى إذا بلغ الأربعين خرج على قومه –وفيهم أئمة البلغاء- بكلام لم يعهدوا له مثيلا في حلاوته وطلاوته وهيبته، يتألف من نفس حروفهم، وهو يقول: هذا كلام الله، وإني رسول الله! فما زال يقرعهم به ويتحداهم –والخلق أجمعين- أن يأتوا بمثله، حتى تحداهم أن يأتوا بسورة "من مثله"، فلو أن أحدهم جاء بكلام يكافئ سورة الكوثر في مقدارها، وفيه جنس المماثلة و مطلقها (النبأ العظيم بتصرف)، بحيث لو وضع بين سور القرآن لم يميزه البلغاء عنها، فقد أبطل إعجاز القرآن وأسقط حجته، فلما قعدوا عن معارضته، مع توافر الدواعي واستحكام العداوة، سمى العلماء ذلك إعجازًا، وههنا ينتهي القدر المشترك بيينا في أمر القرآن، ثم تحول العجمة بينكم وبين الوقوف على حقيقة إعجازه، فكيف توهمتم أن عجمة اللسان قد أسقطت إعجازه الذي ثبت بالنقل المتواتر؟

وثانيها: بلوغ القرآن مناط إقامة الحجة:
أما وَقد بلغكم ذلك كله، فاعلموا أن قيام الحجة على الخلق منوط بمجرد بلوغ خبر تنزيل هذا الكتاب، وليس بالوقوف على إعجازه، والدليل من الكتاب: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} الأنعام: 19، فهذا القرآن نذير لمن بلغه من العرب والعجم، ومن السنة:" والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار".(مسلم: 153)، فقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يسمع بي" يعم كل من سمع به من أهل الكتاب عربيا كان أو عجميا.

وثالثها: العبرة بفهم رسالة القرآن إجمالا:
مدار القرآن على التوحيد، فمن فهم حقيقته، ودان به، وتبرأ من الشرك، فقد دخل في الإسلام، لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من يأتيه مبايعا بالإسلام، بنطق الشهادتين، ولم يشترط فهم حقائق القرآن أو إدراك إعجازه بالتفصيل، ومن المعلوم أن الصحابة كانوا يدخلون في الإسلام على بصيرة، فدل ذلك على أنهم علموا علما ضروريا أن هذا القرآن معجز، ولم يلزمهم الرجوع إلى غيرهم من الفصحاء لإثبات إعجازه، فإن البليغ إذا سمع القرآن أيقن بعجزه عن مثله، وعلم بذلك عجز غيره عنه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر سفراءه بدعوة الناس إلى دين الحق إجمالا، فلما بعث معاذ بن جبل إلى أهل اليمن، أوصاه أن يأمرهم بالتوحيد وأداء الفرائض، وعلى هذا الإجمال في دعوة الناس إلى الإسلام وبيان أصوله كانت رسائله صلى الله عليه وسلم لملوك العجم.

ورابعها: جواب القرآن: أأعجمي وعربي؟
فقد أخبر الله سبحانه بأن كفر المشركين بهذا القرآن العربي المبين كفر عناد وتعنت فقال: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} فصلت: 44، فطلب إرسال رسول عربي بقرآن أعجمي ظاهر البطلان، وطلب إرساله بكل الألسن بحجة أنه رسالة للعالمين أبطل منه لأسباب شتى نذكر منها:
أولا: الترجمة تغني عن ذلك، ولا زالت الأمم تترجم علوم الأنبياء والحكماء، ونحن لا نكلف العلماء أوالأدباء بتأليف مصنفاتهم بجميع اللغات، بل نلجأ لترجمتها عند الحاجة وهذا ظاهر.
ثانيا: اختلاف الألسن في الفصاحة والبلاغة والوفاء بحق المعاني، يلزم منه تفاوتها في قدرتها على حمل معاني القرآن، فإذا تقرر ذلك، لزم تفضيل أحدها واختياره دون غيره، وقد أجمع المنصفون من أهل اللغة على فضل العربية، وعليه فإن اصطفاءها جاء على مقتضى الحكمة الربانية قال الله تعالى: {كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون} فصلت: 3.
ثالثا: اقتضت حكمة الله أن تكون معجزة كل نبي من جنس ما يحسنه قومه، فتحدى العرب البلغاء بالقرآن، فأين مثل بلاغتهم عند بعض أمم الأرض فضلا عن سائرها، فلو نزل الكتاب على جهة التحدي بسائر اللغات، لوقع تحدي أكثر الأمم بشيء لا تحسنه وهذا يخالف الحكمة.


وخامسها: لا تعارض بين وقوع المعرب في القرآن وبين إنزاله بلسان عربي:
ولا يُعترض على ما أسلفنا بوجود المعرب في القرآن، فقد ذكر السيوطي في الإتقان أن أكثر الأئمة أنكر ذلك، وذهب آخرون إلى وقوع كلمات معربة يسيرة في القرآن، وأنها من جنس ما توافقت فيه اللغات، ونقل السيوطي في المهذب عن بعضهم أنّه: "إشارة إلى حكمة وقوع هذه الألفاظ في القرآن أنه حوى علوم الأولين والآخرين ونبأ كل شيء، فلابد أن تقع فيه الاشارة إلى نوع اللغات والألسن." اهـ، وعلى كلا القولين فلا تعارض بين وقوع المعرب في القرآن، وإنزاله باللسان العربي.

وسادسها: تعلق المستشرقين ببعض الألفاظ المشتركة بين اللغات حجة عليهم:
تلقف كثير من المستشرقين نظرية شفالي حول الأصول السريانية المزعومة لبعض الكلمات القرآنية، ليبنوا عليها أحكاما متعسفة، وقد صدر حديثا كتاب للمستشرق الألماني لوكسنبرغ على نفس الشاكلة أسماه "قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ مساهمة في تفسير لغة القرآن "، وقد ادعى في كتابه أن كثيرا من غريب القرآن لا يتأتى فهمه إلا بإرجاعه إلى أصوله الآرامية والسريانية، بل ادعى ان النحاة أصّلوا للغة عربية تختلف عن التي أنزل بها القرآن، وخلاصة كلامه أن مقارنة بعض غريب القرآن بالآرامية والسريانية يجلي معناه أكثر من الرجوع إلى سيبويه ونحوه .... وهذا السيل من الكلام المتهافت يحتاج فصلا كاملا لدحضه، وليس هذا غرضنا هنا من إيراده، إنما نشير باقتضاب إلى أننا إن سلمنا بوقوع مثل هذه الألفاظ المشتركة بين اللغات في القرآن العربي، الذي يوافقنا المستشرقون أنه في أعلى درجات البلاغة، فيلزم منه أن المتكلم به قد أحاط بهذه الألسنة، وعلم دقائق ما اشتركت فيه، وخصائص كل منها وما تميزت به، فاصطفى العربية من بينها ليقع بها التحدي، ونحن نقر بهذا كله، ونقول إن القرآن كلام خالق الألسنة على اختلافها.

وسابعها: جنس الإعجاز مشترك بين الأمم:
جنس الإعجاز معروف عند العرب والعجم، فهم يشتركون في إدراك معناه، وإطلاق التحدي بهذا القرآن ليشمل الثقلين، من لدن تنزيله إلى قيام الساعة، يدل على أنه من جنس آيات الأنبياء، فأن يأتي أميّ لا يقرأ ولا يكتب، يتيم ليس له والدٌ يطوف به على المعلمين والبلدان، فقيرٌ لا وقت له لسفر التعلم عند الرهبان، من أمةٍ أميةٍ عرفت بالنبوغ في الشعر، ومازالت معلقات شعرائها نجمًا في البلاغة ودقة الوصف، ويأتي هذا الرجل الصادق الأمين يتحداهم ببلاغة الكتاب الذي أنزل عليه برهانًا لنبوته، ويتحدى الإنس والجن، إنّ هذا التحدي وهذه الثقة في حدّ ذاتها كانت آيةً لبعض الأنبياء، فأنى لمن دونهم أن يقع منهم مثل هذه الدعوى العظيمة، ثم يتخلف الناس أفرادا وأمما عن إبطالها عبر القرون والأعصار، إذن يكفي الأعجمي فهم أصل الإعجاز وإمكان وقوعه ليدرك معنى الإعجاز القرآني إجمالا.

الجواب المفصل ويندرج تحته حوالي عشرين وجها:


الوجه الأول: إدراك الإعجاز يحصل للخاصة تفصيلا ولمن دونهم إجمالا:
يتفاوت الناس في إدراك اعجاز القرآن تبعا لتفاوت عقولهم، فإن فيهم البليد والذكي، وعليه فإن توهمكم أن عدم إدراك الأعجمي للحجة في هذا الكتاب، دليلٌ على انتفاء حجته، كمثل توهم الجاهل أن إحياء عيسى عليه السلام للموتى بإذن الله، أمر يقدر عليه من حذق صنعة الطب، فإن توهمه لا يقدح في وقوع الإعجاز وقد أقر به الأطباء، وإنما سبيل من قصرت به ملكاته عن النهل من معين هذا الكتاب، أن يرجع إلى أهل الإختصاص، فإجماعهم حجة على غيرهم، إذ يدركون الإعجاز عن ذوق وممارسة، ولا يدركه العامة إلا تبعا لهم، ويجرون في ذلك مجراهم.

الوجه الثاني: اصطفاء العرب لحمل الرسالة:
روى مسلم من حديث واثلة بن الأسقع :"إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ "، ولما كان القرآن آخر الكتب المنزلة، والعرب آخر الأمم عهدا بالنبوة والرسالة، جرى اصطفاؤهم لحمل أمانة الوحي، وإنزالُ الكتاب بلسانهم لتقوم عليهم الحجة أولا، وليبلغوا من خلفهم من الأمم فتقوم عليهم الحجة تبعا لهم، ولا مناص لمن أراد الوقوف على دقائق الوحي بغير واسطة، من تعلم اللسان العربي.

الوجه الثالث: إقرار العرب بالعجز عن معارضة القرآن ملزم لغيرهم:
قولكم: كيف يكون القرآن معجزا للأعجمي؟ يفهم منه إقراركم بأن العربي قادر على إدراك معنى الإعجاز القرآني، فنقول أَمَا وقد بلغكم أن العرب قد قعدوا عن معارضة القرآن بما يسقط دعوى إعجازه، فأنتم أعجز منهم كما لم يخف عليكم، فعلى هذا القياس كان إقرار العرب على أنفسهم بالعجز عن الإتيان بمثل هذا القرآن ناطقا بعجز العجم من باب أولى.

الوجه الرابع: ترك بلغاء العرب معارضة القرآن مع بقاء قدرتهم:
الحق أن القرآن معجز بذاته، لا بشيء خارج عنه، فمن أعجب العجائب أن يتحدى القرآن العرب بالإتيان بكلام من مثله، وأن يتكرر هذا التحدي إلى أن يبلغ مداه في قوله تعالى:{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} البقرة: 23، ثم لا يتصدى لمعارضته أحد من بلغائهم مع بقاء قدرتهم، ولعل هذا الأمر العجيب هو سبب القول المعروف بالصِّرْفة، فنقول –مع شيخ الإسلام- على سبيل التنزل، إن قعود العرب عن معارضة القرآن يدل على أنه من خوارق العادات، سواء كان مرد ذلك إلى صرفهم عنه، أو إلى عجزهم، فالإعجاز واقع في نفس الأمر، وهذا القول على ضعفه كاف لإبطال الشبهة المذكورة. (كتاب النبوات بتصرف).

شهادة الوليد بن المغيرة: لما استُفتي الوليد بن المغيرة في أمر القرآن قال كلمته السائرة: "وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته." (رواه الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس)، هذه شهادة بليغ يتكلم من ذروة البلاغة البشرية، ليشهد بإعجاز البلاغة القرآنية، ولا ينبئك مثل خبير، هذا رائد قوم علقوا فرائد القصائد على الكعبة، فلم يفحمهم في مضمار البلاغة إلا كلام رب الكعبة.

شهادة أبي العلاء المعري: "وأجمع ملحدٌ ومهتدٍ، وناكبٌ عن المحجة ومقتدٍ، أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كتاب بهرَ بالإعجاز، ولَقِيَ عدوَّه بالإرجاز، ما حُذِيَ على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا الرجز من سهل وحزون، ولا شاكَل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوي الأرب، وجاء كالشمس اللائحة، نورا لِلمُسِرَّة والبائحة، لو فهمه الهضب الراكد لتصدع، أو الوعول المُعْصِمَة لَرَاقَ الفادرة والصَّدَع: "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون".وإن الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلمٍ يقدر عليه المخلوقون، فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق، والزهرة البادية في جدوب ذات نسق."(رسالة الغفران). هذا أبو العلاء، وهو من أفذاذ البلغاء، ومن فحول الأدباء، يشهد أن إعجاز القرآن محل إجماع بين أهل الهداية وأهل الإلحاد.

الوجه الخامس: معارضة المتنبئين للقرآن إثبات لإعجازه:
فإن قلتم بل وجد من عارض القرآن بشيء يماثله ولم ينقل إلينا؟ فنقول لو عورض بشيء يدانيه ويساميه، لنقل لتوافر الدواعي لذلك، ولو نقل لبلغنا، فلما لم يبلغنا من ذلك شيء، بقينا على الأصل وهو وقوع الإعجاز، ولا يُحتجّ بما نقل عن المتنبئين قديما وحديثا، من محاولات لمعارضة القرآن، لقصورها البين عن مرتبة البلاغة البشرية، فضلا عن البلاغة القرآنية.

الوجه السادس: محاولة بعض العجم معارضة القرآن إثبات لإعجازه:
كما لا يلتفت إلى محاولات بعض العجم في زماننا معارضة القرآن، فهؤلاء جمعوا قصورهم عن مرتبة البلاغة، إلى عجمة اللسان والقلم فقامت عليهم الحجة بعجزهم عن معارضة القرآن تفصيلا، بعدما قامت عليهم قبل ذلك إجمالا.

الوجه السابع: جنس التفاوت في إدراك إعجاز القرآن موجود في العرب والعجم:
ثم هل بلغكم أن العرب زمان البعثة كانوا على درجة سواء في ملكاتهم البلاغية؟ لا شك أنهم كانوا متفاوتين في ذلك تفاوتا عظيما، ولم يكونوا جميعهم في بلاغة حسان والخنساء، فالناس في أمر الإعجاز ثلاثة: أعجمي, وعربي كالأعجمي وعربي متمكن من البلاغة والبيان (الباقلاني: إعجاز القرآن). فيلزم من هذا التصنيف وجود جنس التفاوت في هذا الباب في العرب وفي غيرهم.

الوجه الثامن: العجم أنفسهم يتفاوتون في تمكنهم من اللسان العربي:
العجم ليسوا سواء في جهلهم باللسان العربي، فليس كل عجمي أعجميا، بل قد يكون منهم من هو أفصح وأبلغ من أوساط العرب، وهم مع ذلك عاجزون عن مجاراة البلاغة القرآنية، فعجز هؤلاء يثبت عجز من دونهم.

الوجه التاسع: جنس البلاغة مشترك بين الأمم:
ولو قلتم: كيف يكون الكلام البليغ معجزا، ولكل بليغ أسلوبه الذي لا يجارى؟ قلنا إن جنس البلاغة معروف عند العرب والعجم، فإذا علم العجم إجمالا أن القرآن تحدى بلغاء العرب فأعجزهم، وتواتر الخبر بذلك، فهذا كاف في وقوع الإعجاز، ثم إن المعارضات الأدبية جنس معروف، لم يزل البلغاء يتبارون في مضماره إلى اليوم، ولا يعرف أثر أدبي واحد عصيّ عن المعارضة والنقد والاستدراك.

شبهة جاهل بالبلاغة:
وإن قلتم: هذا كلام مفهوم فكيف يعجز الناس؟ قلنا: هذه شبهة جاهل بحقيقة البلاغة، وفي مثل هذا قال ابن المقفع: "البلاغة هي التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها"، هذا عن البلاغة البشرية، وهذا ظن الجاهل بها، فإذا كان أساطين البيان قد أذعنوا لبلاغة القرآن، فلأنهم تبينوا من إعجازه ما خفي على من دونهم، فإن قلتم لا زالت البلاغة في العرب والعجم فما وجه تفضيل القرآن على البلاغة البشرية؟ فنجيب أن هذا باب واسع، وحسبنا أن نقول مع الشيخ دراز إن: "القصد في اللفظ" مع "الوفاء بحق المعنى" بلا تقتير ولا إسراف نهايتان تقصر عنهما همم البلغاء, وكل من رام الجمع بينهما كان كمن يروم العدل بين ضرتين دون أن يميل إلى إحداهما. ومن شاء أن يرى النهايتين مجتمعتين فليقرأ القرآن. (النبأ العظيم بتصرف).


الوجه العاشر: بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم على جلالتها ليست معجزة:
النبي صلى الله عليه وسلم كان له حديثه الذي ينسب إليه، وهو أفصح العرب بشهادة بلغائهم، لكن كلامه ليس معجزا، بل قد يلتبس بغيره، وقد يصعب على غير أهل الصنعة الحديثية تمييز المدرج من كلام الرواة من كلامه، فهل يلتبس كلام الله بكلام غيره؟ إن الآية من القرآن لو وضعت وسط كلام بعض البلغاء لأخبرت عن نفسها، ولدلت بنورها على معدنها، ولأشرقت كما يشرق فص الماس لأنها من كلام رب الناس، و المنصف يقر أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتبس أبدا بالقرآن، فإذا فهم الأعجمي هذا الوجه، كان سببا آخر لإدراك حقيقة الإعجاز القرآني.

الوجه الحادي عشر: الإعجاز القرآني لا ينحصر في البلاغة:
يبدو أن السؤال يفترض أن إعجاز القرآن في بلاغته، وهذا خلاف الواقع، فإنه قد ذكر العلماء وجوها من إعجاز القرآن، منها نمطه الفريد، ونظمه البديع، وبلاغته الباهرة، وإخباره بالغيوب، واشتماله على العلوم المتنوعة، والحكم البالغة، والحجج الدامغة، وخلوه من التناقض وبراءته من الإختلاف، وكل من ذهب إلى أن إعجاز القرآن في بلاغته، إنما أراد أنها وجه يشمل القرآن كله، وأن الوجوه الأخرى لا توجد إلا في بعض آيه.

الوجه الثاني عشر: يمكن للأعجمي إدراك إعجاز المعاني:
البلاغة تشمل الألفاظ والمعاني جميعا، قال الجرجاني: "وليت شعري، هل كانت الألفاظ إلا من أجل المعاني؟ وهل هي إلا خدم لها ومصرفة على حكمها؟"(دلائل الإعجاز)، وفي كلمة الوليد بن المغيرة وصف للقرآن بالحلاوة والطلاوة والإثمار والإغداق، وكلها أوصاف تعم الألفاظ والمعاني، فإن فات الأعجمي إدراك بلاغة الألفاظ، فعليه أن يبذل وسعه في إدراك طرف من إعجاز معانيه بسؤال أهل العلم ومطالعة ترجمات معانيه.


الوجه الثالث عشر: التأثر بسماع القرآن:
أول ما يقرع الأذن تأليف القرآن الصوتي، فلو نأيت عن قارئ متقن بحيث لاتسمع سوى تناسق الحركات والسكنات، والمدود الغنات، والوقوف والسكتات، فإنك ستسمع جرسًا ونسقًا عجيبا فريدا يسترعي سمعك، ويجذبك، ولا تمله، فهو متجدد دوما، لا تمجه الأذن ولا ينكره الذوق أبدا. (النبأ العظيم بتصرف). فإن فات الأعجمي فهم معاني القرآن فلن يفوته سماع آياته، فإن التأثر بسماع القرآن أمر مشترك بين العرب والعجم، وهاهو جعفر بن أبي طالب يقرأ سورة مريم، ويبكي النجاشي، ويبكى الأساقفة حتى اخضلت لحاهم، فإن افترضنا أن النجاشي كان يفهم العربية، فيبعد أن يكون الأساقفة كلهم كذلك، فلا يخرج الأمر عن تأثرهم بسماع القرآن أو بترجمة معانيه، أو كليهما، ويؤكده الوجه التالي:

الوجه الرابع عشر: كثير من المسلمين اليوم من العجم:
كثير من المسلمين اليوم من العجم، فهاهم أولاء ملايين الترك والأندونيسيين يتنافسون في تعلم القرآن وترتيله وسماعه، وعامتهم لا يتقنون العربية، بل إن منهم من يبكي ويخشع لمجرد طرق القرآن لسمعه، أو جريانه على لسانه، وقد سئل أحدهم عن سر بكائه وهو لا يفهم ما يقرأ، فأجاب: "قد لا يفهم عقلي، لكن قلبي يفهم"، ونحن نقول إن عجمة اللسان لا تضر من كان ذا قلب فصيح، ولا يَرِد عليه أن هذا مختص بأهل الإيمان، فإن كثيرا من كفار العجم يقرون بما لسماع القرآن من سلطان على النفوس. (نجيب الرفاعي: عجائب قراءة القرآن على الأوربيين والأمريكان).

الوجه الخامس عشر: النظر في لغة العرب والوقوف على خصائصها:
مما يحصل به إدراك إعجاز القرآن، النظر في خصائص لسان العرب من سلاسة اللفظ وخفته وعذوبته وقدرته على ترجمة ما في النفس من المعاني بأبلغ العبارات وأوضحها، وسبيل ذلك الرجوع إلى الدراسات اللغوية المعاصرة، التي تعنى بمقارنة اللغات ( Comparative Linguistic)، فإذا حصل الأعجمي طرفا من هذا العلم أيقن بعدم وجود لسان أعجمي يدنو من العربية، بحيث يتأتى فيه من وجوه الفصاحة وأساليب البيان، والثراء اللفظي والمعنوي ما يناسب أن يصلح للتحدي والإعجاز.

التنويه بإنزال القرآن بلسان عربي مبين:
امتن الله على العرب بإنزال القرآن بلسانهم في بضعة عشر موضعا من التنزيل، فلما جاء وصف القرآن بأنه عربي، مقترنا بوصفه بأنه مبين وغير ذي عوج، أيقنا أن الله نزل أكمل الكتب بأكمل الألسنة على أكمل الخلق، إذ "لا يحسن أن ينزل على أفضل رسول ، أفضل كتاب بلسان مفضول"(الزمخشري: رسالة في إعجاز سورة الكوثر).

شهادات المنصفين والعلماء بتفرد اللغة العربية:
من أبلغ الشهادات التي تترجم لتفرد العربية وسموها على سائر اللغات شهادة المستشرق رنان: "العربية نفسها من أغرب الغرائب، هذه اللغة التي كانت قبلُ مجهولة، تتجلى لنا فجأة في منتهى كمالها، ومرونتها، وثرائها غير المحدود، إنها في غاية الكمال بحيث لم يطرأ عليها إلى يوم الناس هذا تغيير ذو بال، إنها لغة لا تعرف لها طفولة ولا شيخوخة، فكأننا حين علمنا عن فتوحاتها، وانتصاراتها الباهرة، قد علمنا عنها كل شيء، ولا أدري إن كنا سنجد شبيهاً لهذه اللغة التي ظهرت كاملة، دون طور عتيق، من غير تدرّج..." (إرنست رنان: تاريخ اللغات السامية).

يقول الدكتور رمضان عبد التواب رحمه الله: "العربية الفصحى لها ظرف خاص لم يتوفر لأية لغة من لغات العالم .. ذلك أنها ارتبطت بالقرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنًا، ودوّن بها التراث العربي الضخم، الذي كان محوره هو القرآن الكريم في كثيرٍ من مظاهره، وقد كفل الله الحفظ، مادام يحفظ دينه، فقال عز من قائل "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، ولولا أن شرفها الله عز وجل فأنزل بها كتابه، وقيض له من خلقه من يتلوه صباح مساء، ووعد بحفظه على تعاقب الأزمان، لولا كل هذا لأمست العربية الفصحى لغة أثرية، تسبه اللغة اللاتينية أو السنسكريتية، ولسادت اللهجات العربية المختلفة، وازدادت على مر الزمان بعدًا عن الأصل الذي انسلخت منه، هذا هو السر الذي يجعلنا لا نقيس العربية الفصحى بما يحدث في اللغات الحية المعاصرة"اهـ.

وكتب الأديب الألماني جوته في إحدى رسائله: "قد لا توجد لغة سوى العربية, بهذا التناسق الأصيل بين الروح والكلمة والخط, كأنها جسد واحد."(جوته: رسالة إلى هاينرش شلوسر).

العربية لسان إسماعيل عليه السلام:
إنها لسان إسماعيل تعلمها من جرهم (البخاري: 3365)، وصح أنه عليه السلام أول من فتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة (صحيح الجامع: 2581)، فما أعتقها وأعرقها من لغة لا كاللغات، نطق بها الأنبياء وألهمت الشعراء وبهرت الحكماء، فلو تأملت هذه اللغة الفريدة التي خرجت من الصحراء كاملة، يحلق بها قوم بدو في سماء البلاغة الإنسانية، ثم تأملت حالهم عند نزول القرآن، وهم يرفعون إليه أبصارهم فترتد حسيرة متحيرة، لحُقّ لك أن تتساءل: أليس وجود هذه الجوهرة اليتيمة في عقد لغات البشر، إرهاصا لنزول هذا الكلام الرباني المعجز؟ إن الذي حفظ هذا اللسان، أراد أمرا فهيأ له أسبابه، فلم يشعر به الناس، إلا بعد تمام فصوله واكتمال حلقاته.

فهاهي العربية بعد كر القرون المتطاولة، لم تفقد شيئا من فتوتها ونضارتها، فأين قريناتها من زمان التنزيل؟ لقد اندثرن وبقيت هي، بل إن طرفا من علوم الأوائل لم يكن ليصلنا لولا أن خلعت عليه العربية من حللها، فبها سلم من عوادي الزمان، ومن بقائها اكتسب البقاء، فلو شاء أهل الأرض اليوم حفظ علومهم من الإندثار، لما وجدوا لها وعاء خيرا من العربية، إنها لغة قدر لها الخلود منذ اقترنت بالقرآن، فلله درها من لسان فريد، فاق ألسن أهل الأرض، فلو أن لغات العالم صهرت في بوتقة واحدة، ثم صيغ منها لسان واحد، لضاق عن حمل القرآن، الذي وسعته العربية.
وسعت كتاب الله لفظا وغاية*****وما ضقت عن آي به وعظات.

الوجه السادس عشر: الترجمة التفسيرية:
أنزل القرآن على العرب بلسانهم لتقوم عليهم الحجة وليبلغوه لمن خلفهم، قال شيخ الإسلام: "فكذلك بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه وغير قومه، ولكن إنما يبعث بلسان قومه ليبين لهم، ثم يحصل البيان لغيرهم بتوسط البيان لهم إما بلغتهم ولسانهم وإما بالترجمة لهم ولو لم يتبين لقومه أولا لم يحصل مقصود الرسالة لا لهم ولا لغيرهم وإذا تبين لقومه أولا حصل البيان لهم ولغيرهم بتوسطهم." (الجواب الصحيح)، فلا خلاف في أن التفقه في القرآن يحصل بتلاوته وبتفسيره وببيان معانيه بالعربية، أو بترجمتها إلى غيرها من اللغات.

هذا الكتاب الحكيم حوى علوما جمة لا توجد في كتب أهل الأرض مجتمعة، بل إن المعاني الباهرة والحكم الجليلة تستنبط فيه من كلمات يسيرة وأحرف قليلة، فكل من المفسر والمترجم يجتهد في بيان طرف منها، ولهذه القرينة سمي بن عباس ترجمان القرآن، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائل مجملة إلى كسرى وقيصر والمقوقس يدعوهم إلى الإسلام، فدل ذلك على أن فهمهم لمضمون الرسائل النبوية من طريق الترجمة كاف في قيام الحجة الرسالية عليهم.

الحاجة إلى بيان معاني القرآن أمر مشترك بين العرب والعجم:
الحاجة إلى بيان مراد الله من كلامه أمر مشترك بين الناس، فما حاجة العجم إلى الترجمة بأكبر من حاجة العرب إلى التفسير، بل إن عوام المسلمين اليوم يفتقرون إلى الترجمة لبعدهم عن اللسان العربي ولفشو اللغات العامية، قال الشاطبي "إن ترجمة القرآن بالنظر إلي معانيه الأصلية ممكن، ومن جهته صح تفسير القرآن، وبيان معانيه للعامة"(الموافقات)، "والترجمة تكون للمفردات وللكلام المؤلف التام، وإن كان كثير من الترجمة لا يأتي بحقيقة المعنى التي في تلك اللغة بل بما يقاربه، لأن تلك المعاني قد لا تكون لها في اللغة الأخرى ألفاظ تطابقها على الحقيقة، لا سيما لغة العرب فإن ترجمتها في الغالب تقريب ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما بل وتفسير القرآن وغيره من سائر أنواع الكلام، وهو في أول درجاته من هذا الباب، فإن المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء أو بذلك الكلام."(شيخ الإسلام: الرد على المنطقيين).

ترجمات معاني القرآن وسيلة لإفهام الأعجمي:
لا يكابر أحد في أثر الترجمة في انتشار الإسلام في أرجاء الأرض، ولا شك في بقاء شيء من آثار الإعجاز في ترجمات معاني القرآن، فإن البلاغة لا تقتصر على المناحي اللفظية، بل تتعداها إلى المعاني والبيان، فقارئ ترجمة القرآن يرى التناسق الفريد بين أجزائه، ويحس بقوة حجته، ويلمس صدقه، ويحصل له تذوق طرف من أسلوبه في الإجمال والتفصيل، وحسن التخلص والمناسبة بين آياته وسوره، والناظر في ترجمة معاني القرآن يحصل له العلم بسموها وثرائها وقوتها إذا قيست إلى ترجمات كلام البشر، وإن كانت لا تدنو من بلاغة القرآن نفسه، وبهذا القياس يدرك الأعجمي الفرق بين كلام البشر وبين كلام خالق البشر.

الأستاذ الأمريكي جيفري لانغ أسلم بعد قراءته لترجمة معاني القرآن، وكتب عن تجربته: "لن تستطيع أن تقرأ القرآن فحسب، إما أن تستسلم له بكليته، أو تقاومه، حينها يهاجمك، يجادلك، ينتقدك، يقرعك، يتحداك (...) بدا لي أن المتكلم بهذا القرآن يعرفني أكثر من معرفتي بنفسي، كنت أجد إجابات أسئلتي مع استمراري في التلاوة."(جيفري لانغ: كفاح من أجل الإستسلام)، ولقد بهر القرآن بعض كبار أدباء أوربا مثل الشاعر الألماني فولفجانج جوته (1749-1832) صاحب نشيد محمد صلى الله عليه وسلم (Mohammed Gesang) , ومثل الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين (1799- 1837) صاحب كتاب "قبسات من القرآن"، فهلا تأملتم أن هؤلاء ما قرأوا التنزيل وإنما قرأوا بعض ترجماته.

اعتراض وجوابه:
ولو قيل يلزمكم من القول ببقاء آثار الإعجاز في ترجمات معاني القرآن أن يقال نظير ذلك في التوراة والإنجيل، فنقول مع شيخ الإسلام إن القول بإعجاز توراة موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام لا يضرنا في شيء، لأنهما من كلام الله، فإن قيل هل إعجازهما من جهة اللغة والنظم، قلنا إن هذا مما يرجع فيه إلى أهل اللسان العبراني، أما إن قيل إن إعجازهما لما تضمناه من إخبار بالمغيبات ومن الأمر والنهي، فلا نشك في ذلك، ومن أمثلة ذلك البشارة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن يشترك مع كتب الأنبياء فيما حوته من حقائق التوحيد وأسماء الله وصفاته وما تضمنته من الأمر والنهي والوعد والوعيد وغير ذلك. ( النبوات بتصرف).

الوجه السابع عشر: مدار تأثير الترجمة على صدق البلاغة القرآنية:
هذا الكتاب العزيز وصفه ربنا بأنه هدى ونور وروح، فصلت آياته بلسان عربي مبين، أنزله تبيانا لكل شيء، وهدى به إلى الحق وقص فيه أحسن القصص فهو كتاب مجيد مبارك لا ريب و ولا عوج ولا اختلاف فيه، أخباره صدق وأحكامه عدل، يذهب الجاحظ إلى أن الإعجاز في المعاني، أما الألفاظ فهي قارعة الطريق، والحق أن الإعجاز في الألفاظ وفي المعاني، ونقول أن مدار البلاغة على صدق المعاني، قال التوحيدي: "سألت أبا سليمان عن البلاغة، ما هي؟"، فقال: "هي الصدق في المعاني، مع ائتلاف الأسماء والأفعال والحروف، وإصابة اللغة وتحرّي الملاحة والمشاكلة، برفض الاستكراه ومجانية التعسّف."، فقال له أبو زكريا الصيمري: قد يكذب البليغ، ولا يكون بكذبه خارجاً عن بلاغته؟ فقال: ذلك الكذب قد ألبس لباس الصدق، وأعير عليه حلة الحق، فالصدق حاكم». (المقابسات)، وإذن فالمفسر والمترجم يبينان معاني الكتاب التي هي صدق كلها، كل حسب لغته، فيحصل لمطالع التفسير أو الترجمة ذوق صدق هذا الكتاب الكريم.

الوجه الثامن عشر: القرآن اشتمل على خلاصة الطرق الصحيحة الموصلة للعلم النافع والعمل الصالح:
اشتمل القرآن على خلاصة الطرق الصحيحة الموصلة إلى العلم النافع والعمل الصالح، فجمع بين البرهان والخطابة والجدل، قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} النحل: 125. فالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى، من أصول الدعوة، وهذه الثلاثة تجمع طرائق تحصيل العلم والعمل، والقرآن ينوع براهينه وفق ما دلت عليه الآية، فتكون خطابية تارة، وجدلية تارة أخرى. (شيخ الإسلام: النبوات بتصرف)، وهذا المنهج القرآني الأصيل مما يسع الأعجمي الوقوف على آثاره بمطالعة ترجمات معاني الكتاب.

الوجه التاسع عشر: تعلم العربية:
فإن لم يرو ذلك كله غليل أنفسكم، وأحببتم أن تردوا المعين، وأن تشربوا صفوا، وأن يخلو لكم وجه القرآن، فتقرأوا كلام ربكم من غير واسطة، فعليكم بتعلم اللسان العربي المبين الذي به أنزل، لأنا لا نجد دواء لمن ارتاب في إعجاز القرآن بعد كل ما ذكرناه، إلا أن يتعلم العربية ليحصل له العلم بذلك ذوقا وممارسة، كما حصل لبلغاء العرب، وليس هذا مقصورا على القرآن، فنحن نرى كل من أراد نيل علم لا يتحصل إلا بلغة ما، يجد في تعلم تلك اللغة.


خاتمة:
هاهو القرآن غضا كأنما أنزل أمس، وهاهم القَرَأة يُحَبِّرونه بين جهر وهمس، وهاهي المصاحف كالشمس طالعة، وصحائف الترجمات تحفها ساطعة، وهاهي أزِمَّة الإعجاز قد انعقدت، ومعاقد الشبه الواهية قد انتقضت، فلم يبق للعقلاء من العجم والعربان، إلا التسليم لكلام الرحمن وإسلاس القياد إليه، فلله الحمد أولا وآخرا، ولكلامه العز باطنا وظاهرا

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 02:08 AM
ولو جئنا إلى زماننا هذا نجد أن سكان القارتين الأمريكتين كلهم أو لنقل بنسبة 95% مسيحيين على الرغم من أن رسالة المسيح كانت خاصة لبني اسرائيل ولم تكن عالمية كما هي رسالة محمد وعدد السكان في القارتين يقارب الـ مليار شخص!

وهل يعني أنهم أتباعه حقاً !!

النصرانية اليوم هي مكملة للدين الوثني الروماني إذ أن أغلب سكان أوروبا كانوا رومان وعبدة للأوثان ، فالكثرة هي ليست دليلاً على قوة الحق بل قد تكون صائفة عنه كما قال ربنا تبارك اسمه (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 02:15 AM
فهل هذا الشخص حقا يكون من أهل النار والخالدين فيه لسبب بسيط وهو أنه غير مسلم

إذا لم تقم عليه الحجة فإنه يمتحن يوم القيامة ، وقد يتبادر لذهنك كيف يمتحن في وقت قصير والناس تحاسب وتجازى على أعمالها ، فالجواب أن الذي خلق الزمن والوقت قادر على إمتحانه فاليوم عند الله كألف سنة ...

blue world
03-28-2011, 06:05 AM
أشكر الأخوين الفاضلين (أبوعلي الفلسطيني-محب أهل الحديث) على ردودهما المميزة.

ولكن لا زال هناك سؤال لم تجيبو عليه وهو بحاجة إلى شخص عالم بالتاريخ الإسلامي وبتاريخ الإمبراطورية الفارسية قبل الإسلام وبالدين الزرداشتي وهو:


ثم لدي سؤال بخصوص الديانة الزرداشتية فهي ديانة توحيدية وهم غير مشركين فهم لا يصلون للنار أو يعبدون النار بل هم يصلون بإتجاه النار أو الشمس لأنه نور وهو كالقبلة بالنسبة إليهم؟ إضافة على أنهم يصلون خمس مرات وفي أوقات مشابهة جدا جدا لصلاتنا نحن المسلمين! وهم يؤمنون بإله واحد (أهورامزدا) له نفس صفات الله تماما.
فلم نقول أن عليهم باتباع ديننا وإلغاء دينهم مع أنه صحيح ولا يختلف عن ديننا في شيء؟
وفي زمن عمر بن الخطاب (رض) قام عمر بفتح بلاد فارس وإدخال الإسلام فيه مع أنهم كانو متدينين وأصحاب دين صحيح! والزرداشتيون وأتباعهم يقولون أن عمر قد أجبرهم على اعتناق الإسلام وعلى الصلاة باللغة العربية عوضا عن الفارسية وبالصلاة تجاه مكة عوضا عن النار أو الشمس وعبادة (الله) عوضا عن (أهورامزدا).
وأنا أقول هذا الكلام لعلمي بهذا الدين ونظرا لأصولي الفارسية وإتقاني للغة الفارسية. والإيرانيون (الزرداشتيون) يكرهون الإسلام ونبينا وعمر بن الخطاب كرها شديدا والعرب بصورة عامة لأنهم يقولون أن الأعراب غزو بلادهم وأجبروهم على الدخول في الإسلام ودمرو الثقافة والإمبراطورية الفارسية العظيمة في ذلك الوقت واحرقو الكتب الدينية والمكتبات وقامو بمجزرة فقتلو الرجال ونكحو نسائهم وأجبروهم على الدخول في الإسلام بالسيف!
وحتى اللغة الفارسية نفسها لم تسلم منهم فقد أظهرو فيها التغييرات وعلى سبيل المثال كلمات مثل (فارسي) أو (فيل) في اللغة الفارسية القديمة كانت تلفظ (پارسی - پیل) لكن العرب لعدم قدرتهم على التلفظ بحرف الـ پ p قد غيرو في الكلمات. فما هو الرد عليهم؟

blue world
03-28-2011, 06:23 AM
ثم بخصوص اليهود أو النصارى على وجه التحديد :

متى تم تحريف دين عيسى (ع) هل حال أن رفعه الله إلى السماء؟ أي أن جميع الناس في ذلك الوقت اعتبرو أنه قد صلب وأنه ابن الله وما إلى آخره....
لأن القرآن يذكر هذه القصة.

وما قصة الإنجيل بالضبط؟ هل كان صحيحا في البداية ثم تم تحريفه؟ ولكن كيف جمُع الإنجيل الصحيح وكيف دُون ومن قام بذلك؟ ثم متى تم تحريفه؟
بعد كم سنة من رحيل المسيح (ع) أو بعد أن رفع المسيح؟
وخلال تلك الفترة بين بعثة المسيح وبعثة النبي محمد (ص) وهي تقريبا 500 سنة هل كان النصارى على الدين والعقيدة الصحيحة؟ ثم تم التحريف فبعث الله محمدا (ص)؟
أم أن الدين والإنجيل قد حرف من البداية أي بعد أن رفع المسيح مباشرة؟

ثم لاحظت أنكم نسيتم الرد على سؤالي الذي سألت فيه عن (ملة إبراهيم) فأسمع كثيرا في الخطب أن بعض الناس كانو على ملة إبراهيم قبل بعثة محمد (ص)؟ فما هو الفرق بين من كان على ملة إبراهيم ومن كان على دين المسيح في تلك الفترة؟
ثم ماذا كان دين محمد (ص) قبل بعثته أي خلال الأربعين سنة الأولى من عمره؟ كيف كان يتعبد ويصلي ويصوم؟ هل طبقا لشريعة عيسى في تلك الفترة؟ أم كيف؟

ثم سؤال آخر بخصوص يوم الجمعة الذي ذكرته: هل كان النصارى في البداية يقدسون يوم الجمعة ثم بدلو ذلك فقدسو يوم الأحد؟ فمتى تم ذلك وهل هناك دليل على هذا؟

أعتذر جدا على كثرة الأسئلة وعدم تنظيمها لكن أرجو أن تحاولو الإجابة على جميعها بقدر الإمكان وبارك الله فيكم.

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 06:26 AM
أخي الفاضل نحن نجيبك هنا بأجوبة مختصرة بقدر الإمكان وإلا فالتفصيل المعمق له أساطينه من أهل العلم ونقول مستعينين بالله :

أن الأنبياء دينهم واحد وأمهاتهم شتى (( الشرائع مختلفة )) وقد بعثهم الله لكي يدعو لعبادته ويحذروا من الطاغوت ، ونبينا محمد بعثه الله لنفس المقصد ولنفس الغاية العظمى وختم به الرسالة وأتم به الملة ، ولهذا فإذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوماً على علامته فلا تركب ، فلا طريق إلا طريقه ، ولا سبيل إلا سبيله ، والله لن يقبل من أحد صرفاً ولا عدلاً حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا مقتضى شهادة أن محمد رسول الله ، فتحقيق لا إله إلا الله منوط بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو كنت موحداً مؤمناً بالله محباً مطيعاً منيباً خاشعاً خاضعاً له ، ولم تكن متبعاً لمحمد عليه السلام فلن يقبل منك صرفاً ولا عدلاً وأنت في الآخرة من الخاسرين

فالقضية أيها الكريم أن الدين واحد والطريق إليه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تكون من خلال إتباعه والإيمان به وهذا أصل عظيم من أصول الإعتقاد وهو يرد على سؤالك أعلاه ، فلو قلنا أنهم موحدون ولم يسمعوا بالإسلام ولا بنبي الإسلام عليه السلام فهؤلاء كغيرهم ممن في حكمهم لا يجزم لهم بجنة ولا نار كما لا يجزم للمسلم مهما كان عمله وأمرهم في الآخرة إلى الله وهو أعلم بهم وبمصائرهم

أما قضية إجبار أولئك في الدخول في الإسلام فكذب محض يرده القرأن لأن الله يقول (( لا إكراه في الدين )) والحاصل أن الإسلام فتح تلك البلاد ودخل الناس فيه بإرادتهم ، والذي بقى منهم على الضلال والغي نقم على الإسلام ذلك وردوا نوره حقداً وعداءً ...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 06:34 AM
متى تم تحريف دين عيسى (ع) هل حال أن رفعه الله إلى السماء؟ أي أن جميع الناس في ذلك الوقت اعتبرو أنه قد صلب وأنه ابن الله وما إلى آخره....

لا وإنما إنقسم الناس فيه طرائق عددا ، منهم الموحدون وأكثرهم الكاذبون ، ثم لما حصلت المؤتمرات مع الرومان الوثنيين بعد تنصر الإمبراطور الروماني توصلوا إلى تأليه المسيح وجعلوا هذا من عقائدهم وأضافوا كثيراً من بدعهم (( أي الرومان )) وأدخلوه في صلب العقيدة النصرانية وحاربوا أتباعه من الموحدين وكانوا قلة ، والذي كان له الدور الأكبر هو بولس اليهودي الذي أفسد الدين كما دخل إبن سبأ اليهودي الإسلام فيما بعد ليفسده وهرب بعدها إلى إيران وقيل مكان أخر

وإذا أحببت التعمق والقراءة فعليك بكتاب (( كواشف زيوف )) وهو موجود على الشبكة وفيه هذه التفصيلات

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 06:46 AM
وما قصة الإنجيل بالضبط؟ هل كان صحيحا في البداية ثم تم تحريفه؟ ولكن كيف جمُع الإنجيل الصحيح وكيف دُون ومن قام بذلك؟ ثم متى تم تحريفه؟

من أصول الإعتقاد عند المسلمين الإيمان بالكتب المنزلة ومن ضمنها الإنجيل ويقصد به الكتاب المنزل على عيسى عليه السلام في زمانه وليس في هذا الزمان لِما دخل عليه في هذا الزمان وقبله من الأزمنة من تحريفات وتبديلات

نعم أخي الفاضل الإنجيل محرف والله لم يتكفل بحفظه كما حفظ القرأن ، وإنما وكل حفظه إلى الأحبار والعلماء (( الإنجيل )) فحفظوه في صدورهم وكتبهم وبعد أن طال عليهم الأمد وقست قلوبهم غيروه وبدلوه بما أملته عليه أهوائهم ، والحاصل أن الإنجيل في بدايته وبعد أن رفع نبي الله عيسى كانوا يرسلونه لنسخه وترجمته من لغته الأصلية وخوفاً من الرومان ، ولهذا كانوا يترجمونه تراجم كثيرة ، وهكذا دواليك حتى حُرف ونسي الأصل تماماً وإن كان في الإنجيل بعض ما يشهد له ديننا فهو حق ونقبله لأن ديننا شهد له بالحق لا أنه جاء في كتبهم ، وهذا أيضاً أخي تجده في الكتاب المذكور عند الكلام عن الأحداث التي تلت المسيح عليه السلام

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 06:57 AM
نعم أخي النصارى وُجد فيهم الموحدين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول ربنا (( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين )) فهؤلاء عرفوا الحق وعرفوا صفات النبي المذكورة في كتبهم فاتبعوه وأمنوا بالذي جاء به وهي محمدة لهم لأنهم إنقادوا للحق ولحقوا بصف المسلمين ، أما غيرهم ممن تمسك بدينه ولم يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين ، وهؤلاء حكموا أهوائهم حسداً من عند أنفسهم وردوا الدين الصحيح طمعاً ببقاء مناصبهم التي كانوا عليها وآثروا الفانية على الباقية
وفي عصرنا هذا ذكروا عن أحد الحاخامات اليهود أنه سأله أحدهم عن ما هو السبب في عدم إتباعهم لمحمد صلى الله عليه وسلم فأجاب أنهم لم يتبعوا موسى وعصوه في كثير من المواقف فكيف تتوقع منهم إتباع رجل من قبيلة أخرى !! (( هكذا قال وناقل القصة ثقة ))

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 07:05 AM
ثم لاحظت أنكم نسيتم الرد على سؤالي الذي سألت فيه عن (ملة إبراهيم) فأسمع كثيرا في الخطب أن بعض الناس كانو على ملة إبراهيم قبل بعثة محمد

هؤلاء المقصود بهم العرب والذين بقوا على دين إسماعيل عليه السلام وهو الحنيفية السمحة يعني المائل عن الشرك إلى التوحيد وهو دين إبراهيم كما قال تبارك إسمه (( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين )) وملته عليه السلام يعني دينه هي ملة الأنبياء جميعاً فجميع الأنبياء قد بعثوا بالتوحيد الخالص وقد بقي من العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الملة وهذا المقصود ...

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 07:12 AM
ثم ماذا كان دين محمد قبل بعثته أي خلال الأربعين سنة الأولى من عمره

كان على ملة إبراهيم بفطرته ، ولم يسجد لصنم قط ، ولا شرب الخمر ، ولا حضر أماكن اللهو واللعب ولم يمكّن منها حال صغره لأن الله كان يلقي عليه النوم ، وكان يخلو في غار حراء ويتحنث فيه (( يتعبد )) ويرجع إلى أهله ويتزود لمثلها صلى الله عليه وسلم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 07:18 AM
ثم سؤال آخر بخصوص يوم الجمعة الذي ذكرته: هل كان النصارى في البداية يقدسون يوم الجمعة ثم بدلو ذلك فقدسو يوم الأحد؟ فمتى تم ذلك وهل هناك دليل على هذا

يوم الجمعة أبقاه الله لهذه الأمة تنويهاً بفضلها وخصها به دون سائر الأمم ، فمن أسلم من أهل الكتاب ناله شرف يوم الجمعة وفضله ، والذي ذُكر عن أهل الكتاب أنهم خالفوا نبيهم في إختيار اليوم فيكون الله أبقاه لهذه الأمة وجعله ذخراً لها ...


والحمد لله رب العالمين

blue world
03-28-2011, 09:59 AM
أشكرك أخي محب أهل الحديث على إجاباتك وعلى وقتك.

حسنا لدي سؤال أخير وهو بخصوص الآية الكريمة : ( لا إكراه في الدين ).

سمعت شبهات كثيرة حول هذه الآية من النصارى وهو أنهم يقولون أن سيدنا محمدا (ص) قد كتب هذه الآية -بناء على اعتقادهم بأن القرآن من تأليفه- في بداية دعوته للإسلام نظرا لضعفه وقلة أتباعه ولكن عندما كثر أتباعه واشتد قوته قام بتأليف هذه الآية :
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ).
وبهذه الآية نسخ الآية السابقة القائلة بـ "لا إكراه في الدين" حيث أن في الإسلام هناك ما يسمى النسخ في القرآن.
ولهذا فقد أجبر الخلفاء الراشدين (رض) والأمراء على إجبار الناس بالدخول إلى الإسلام أو دفع الجزية،
وإن أبو فالحرب معهم وتقتيل رجالهم ونكاح زوجاتهم وأخذ أموالهم!

بصراحة لا أعرف ما الرد على هذه الشبهة. هل بإمكانكم مساعدتي؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-28-2011, 11:30 AM
هذه أوقات النوم عندنا ولا بد من الإستعداد للصلاة ، نرد عليك لاحقاً إن شاء الله فعليك بالصبر وستجد الإجابة

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-29-2011, 04:15 AM
لا تعارض أخي الفاضل بين نظام الجزية في الإسلام وبين الآية الكريمة ، فنظام الجزية ليس جديداً في الإسلام ولم يكن نظاماً مبتدعاً فيه وإنما وجد في الشرائع السماوية التي كانت قبله ، ونصوص الكتاب المقدس تكلمت عنه وحددت مقداره ، وهي- أي الجزية - كما ذكر أحد القساوسة ليست عقوبة لعدم الدخول في الإسلام بل ضريبة لانتفاع غير المسلمين بالمرافق العامة، وضريبة دفاع عنهم من أي اعتداء خارجي، وهذا الاختيار يعني أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما يردد بعض المستشرقين ، ولو فرضنا أن الإسلام أكره الناس في الدخول إليه (( وهذا باطل )) لكان أمام أهل الذمة - الذين يدفعون الجزية - عند دخولهم الإسلام فرائض كثيرة كدفع مبلغ الزكاة وهو أكثر من مبلغ الجزية كثيراً وبحسب غنى الشخص وفقره وغير ذلك من الواجبات التي كانت منوطة بأهل الإسلام ، وهي غير واجبة - أي الجزية - على الجميع القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني )) ، ولم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
فحين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية))(6)، والمعافري: الثياب.
وفي عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورِق: أربعين درهما؛ مع ذلك أرزاق المسلمين، وضيافة ثلاثة أيام.(7)

إذن أخي الفاضل لا تعارض بين نظام الجزية - وهو حق - وبين الآية القرأنية ، وهي نظام قديم بقدم الشعوب ولها غايات كثيرة وقد تميز هذا النظام في الإسلام عن غيره من الشرائع السابقة بالتسهيل ورفع الحرج ويكفيك أن تنظر في نصوص الكتاب المقدس لترى الفرق ولو شئت أحضرت لك ذلك لتعقد مقارنة ...

يتبع بخصوص الآية والشبهة المثارة حولها من قِبَل النصارى

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
03-29-2011, 05:09 AM
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (28/263) :
"فالمقصود أن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه ، وهكذا قال الله تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) فالمقصود من إرسال الرسل وإنزال الكتب أن يقوم الناس بالقسط في حقوق الله وحقوق خلقه ثم قال تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) فمن عدل عن الكتاب قوم بالحديد، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف. وقد روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضرب بهذا يعنى السيف من عدل عن هذا يعنى المصحف اهـ .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/14) : "الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبة لمن استمع البلاغ واستجاب له ، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب على أمره ، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع" اهـ

ويمكنك الإطلاع على هذا الموضوع لقراءة أقوال المفسرين - بحث مختصر وسهل العبارة -
http://www.ebnmaryam.com/vb/t29342.html