متروي
03-26-2011, 02:12 AM
تل أبيب
قولوا وداعاً جميلا ً للسلام مع سورية. حتى من يؤمن بحيوية الجولان مقابل السلام، مثل كاتب هذه السطور، لا يستطيع أن يغمض عينيه عما يحدث. عندما تهدد الثورة العربية الكبرى سلطة بشار الاسد فلا احتمال ان يختار السلام. وعندما تثور عليه الجماهير السورية فلا احتمال ان يقامر بشار الاسد على السلام. ليس للاسد 2011 ما يكفي من الشرعية لصنع سلام. وليس للاسد 2011 حاشية الأمن في الحد الأدنى المطلوبة للسلام. حتى لو كان الاسد الشاب قد اراد السلام جدا فقد أصبح ذلك متأخرا جدا الآن. في السنة أو السنتين القريبتين لا يوجد أي احتمال لأن يفعل الطاغية السوري فعل السادات.
قولوا وداعاً جميلا ً للسلام مع فلسطين. إن من يؤمن ايضا بضرورية حل الدولتين، ككاتب هذه السطور، لا يستطيع ان يغمض عينيه عما يجري. عندما تجر الثورة العربية الكبرى ابو مازن فلا يوجد أي احتمال لأن يدفع ثمن السلام. وعندما تملأ الجماهير العربية الشوارع، لا يستطيع أبو مازن أن يقول لثلاثة ملايين لاجىء فلسطيني انه صالح في حق العودة. وعندما تكون الشعوب العربية في فوران لا يستطيع أبو مازن ان يقول لهم انه صالح على القدس. لا يوجد لابو مازن 2011 ما يكفي من الشرعية لصنع السلام. ولا يوجد لأبو مازن 2011 حاشية الأمن في الحد الأدنى المطلوب للسلام. حتى لو كان أبو مازن قد أراد السلام جدا فقد أصبح ذلك متأخرا جدا الآن. في السنة أو السنتين القريبتين لا يوجد أي احتمال لأن يفعل زعيم فلسطيني معتدل فعل السادات. قولوا وداعاً جميلا ً للهدوء. حتى من استمتع جدا بالهدوء لا يستطيع ان يغمض عينيه عما يجري. ما تزال الثورة العربية الكبرى لم تتغلغل الى المناطق المحتلة لثلاثة اسباب: بسبب صدمة تولي حماس السلطة في غزة، وبسبب النماء الاقتصادي لسلام فياض وبسبب توقعات ان تنشأ في أيلول (سبتمبر) دولة فلسطينية. لكن المنعة لن تبقى الى الأبد. فالثورة العربية ستبلغ المناطق إن عاجلا أو آجلا. عندما يتحطم توقع الدولة في أيلول ( سبتمبر)فان النماء الاقتصادي ايضا لن يمنع التسونامي. لا يمكن أن نعلم هل سيكون السيناريو هو سيناريو تونس أو سيناريو مصر أو سيناريو الانتفاضة الاولى. إن الهدوء الذي نتمتع به الآن آخذ في الانتقاض. سيضرب طوفان الانتفاضة اسرائيل.
قولوا وداعاً جميلا ً لكل ما اعتقدتموه حتى كانون الثاني (يناير) 2011. فالشرق الاوسط تغير من الأساس. الواقع واقع جديد سيّال ثوري. ما عادت توجد قاعدة صلبة للسلام في صورة مصر. وما عادت توجد دعائم قوية للسلام على صورة السعودية والاردن وامارات الخليج. وما عاد يوجد شركاء في السلام على صورة الاسد وأبي مازن. ومن جهة اخرى ما عاد يوجد امكان استعمال القوة في مجابهة جمهور ثائر. الاحتلال أصبح أخطر مما كان. وأصبحت المستوطنات أكثر هذيانا مما كانت. وأصبح الوضع الراهن شركا مشتعلا في حين أن جميع السبل المعروفة للخروج منه قد سُدّت.
يتحمل الرئيس باراك اوباما مسؤولية ما عن الوضع الذي نشأ. عندما قرر رئيس الولايات المتحدة ان يشارك مشاركة فاعلة في عزل رئيس مصر، لم يدرك انه سيضطر نتيجة ذلك بعد مرور شهر الى اطلاق صواريخ توماهوك على ليبيا. ولم يدرك انه يقوض النظام القديم للشرق الاوسط من غير ان ينشىء نظاما جديدا. ولم يدرك انه يصادر السلام الاسرائيلي ـ السوري ويصادر السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني ويُعرض السلام الاسرائيلي ـ المصري للخطر.
قد يكون اوباما أصاب في فعله. وقد يُتذَكر آخر الامر بأنه المحرر الكبير للأمة العربية الكبيرة. لكن على الرئيس الامريكي ان يعترف بتأثيرات أفعاله. عليه ان يدرك ان وضعا تاريخيا جديدا يقتضي نظرية سياسية جديدة. فما كان صحيحا في 2010 لم يعد صحيحا في 2011. وعلى ذلك يجب على اوباما ان يؤجل الاختيار الذي لا أساس له بين الجمود المطلق والسلام المطلق. عليه ان يؤخر الاختيار بين مصالحة تاريخية واحتلال مُفسِد. عليه ان يقترح مسيرة سياسية من نوع جديد تكون قائمة على انسحاب اسرائيلي جزئي وعلى تقوية فياض. وكي لا تشعل ثورة تحرير القدس قريبا يجب على اوباما ان يرسم طريقا ثالثا على عجل.
هآرتس
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2011/3/641470.html?entry=newspapersnewsandreports
قولوا وداعاً جميلا ً للسلام مع سورية. حتى من يؤمن بحيوية الجولان مقابل السلام، مثل كاتب هذه السطور، لا يستطيع أن يغمض عينيه عما يحدث. عندما تهدد الثورة العربية الكبرى سلطة بشار الاسد فلا احتمال ان يختار السلام. وعندما تثور عليه الجماهير السورية فلا احتمال ان يقامر بشار الاسد على السلام. ليس للاسد 2011 ما يكفي من الشرعية لصنع سلام. وليس للاسد 2011 حاشية الأمن في الحد الأدنى المطلوبة للسلام. حتى لو كان الاسد الشاب قد اراد السلام جدا فقد أصبح ذلك متأخرا جدا الآن. في السنة أو السنتين القريبتين لا يوجد أي احتمال لأن يفعل الطاغية السوري فعل السادات.
قولوا وداعاً جميلا ً للسلام مع فلسطين. إن من يؤمن ايضا بضرورية حل الدولتين، ككاتب هذه السطور، لا يستطيع ان يغمض عينيه عما يجري. عندما تجر الثورة العربية الكبرى ابو مازن فلا يوجد أي احتمال لأن يدفع ثمن السلام. وعندما تملأ الجماهير العربية الشوارع، لا يستطيع أبو مازن أن يقول لثلاثة ملايين لاجىء فلسطيني انه صالح في حق العودة. وعندما تكون الشعوب العربية في فوران لا يستطيع أبو مازن ان يقول لهم انه صالح على القدس. لا يوجد لابو مازن 2011 ما يكفي من الشرعية لصنع السلام. ولا يوجد لأبو مازن 2011 حاشية الأمن في الحد الأدنى المطلوب للسلام. حتى لو كان أبو مازن قد أراد السلام جدا فقد أصبح ذلك متأخرا جدا الآن. في السنة أو السنتين القريبتين لا يوجد أي احتمال لأن يفعل زعيم فلسطيني معتدل فعل السادات. قولوا وداعاً جميلا ً للهدوء. حتى من استمتع جدا بالهدوء لا يستطيع ان يغمض عينيه عما يجري. ما تزال الثورة العربية الكبرى لم تتغلغل الى المناطق المحتلة لثلاثة اسباب: بسبب صدمة تولي حماس السلطة في غزة، وبسبب النماء الاقتصادي لسلام فياض وبسبب توقعات ان تنشأ في أيلول (سبتمبر) دولة فلسطينية. لكن المنعة لن تبقى الى الأبد. فالثورة العربية ستبلغ المناطق إن عاجلا أو آجلا. عندما يتحطم توقع الدولة في أيلول ( سبتمبر)فان النماء الاقتصادي ايضا لن يمنع التسونامي. لا يمكن أن نعلم هل سيكون السيناريو هو سيناريو تونس أو سيناريو مصر أو سيناريو الانتفاضة الاولى. إن الهدوء الذي نتمتع به الآن آخذ في الانتقاض. سيضرب طوفان الانتفاضة اسرائيل.
قولوا وداعاً جميلا ً لكل ما اعتقدتموه حتى كانون الثاني (يناير) 2011. فالشرق الاوسط تغير من الأساس. الواقع واقع جديد سيّال ثوري. ما عادت توجد قاعدة صلبة للسلام في صورة مصر. وما عادت توجد دعائم قوية للسلام على صورة السعودية والاردن وامارات الخليج. وما عاد يوجد شركاء في السلام على صورة الاسد وأبي مازن. ومن جهة اخرى ما عاد يوجد امكان استعمال القوة في مجابهة جمهور ثائر. الاحتلال أصبح أخطر مما كان. وأصبحت المستوطنات أكثر هذيانا مما كانت. وأصبح الوضع الراهن شركا مشتعلا في حين أن جميع السبل المعروفة للخروج منه قد سُدّت.
يتحمل الرئيس باراك اوباما مسؤولية ما عن الوضع الذي نشأ. عندما قرر رئيس الولايات المتحدة ان يشارك مشاركة فاعلة في عزل رئيس مصر، لم يدرك انه سيضطر نتيجة ذلك بعد مرور شهر الى اطلاق صواريخ توماهوك على ليبيا. ولم يدرك انه يقوض النظام القديم للشرق الاوسط من غير ان ينشىء نظاما جديدا. ولم يدرك انه يصادر السلام الاسرائيلي ـ السوري ويصادر السلام الاسرائيلي ـ الفلسطيني ويُعرض السلام الاسرائيلي ـ المصري للخطر.
قد يكون اوباما أصاب في فعله. وقد يُتذَكر آخر الامر بأنه المحرر الكبير للأمة العربية الكبيرة. لكن على الرئيس الامريكي ان يعترف بتأثيرات أفعاله. عليه ان يدرك ان وضعا تاريخيا جديدا يقتضي نظرية سياسية جديدة. فما كان صحيحا في 2010 لم يعد صحيحا في 2011. وعلى ذلك يجب على اوباما ان يؤجل الاختيار الذي لا أساس له بين الجمود المطلق والسلام المطلق. عليه ان يؤخر الاختيار بين مصالحة تاريخية واحتلال مُفسِد. عليه ان يقترح مسيرة سياسية من نوع جديد تكون قائمة على انسحاب اسرائيلي جزئي وعلى تقوية فياض. وكي لا تشعل ثورة تحرير القدس قريبا يجب على اوباما ان يرسم طريقا ثالثا على عجل.
هآرتس
http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2011/3/641470.html?entry=newspapersnewsandreports