المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن السماء الدنيا هل نبصرها ؟



إسحاق
03-26-2011, 02:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الأعزاء :
يقول الله تعالى (رفع السماء بغير عمد ترونها )
فهل السواد الذي نراه في الليل ذاك السواد العظيم هو السماء الدنيا نبصرها جهرة ؟

ماكـولا
03-26-2011, 03:00 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم , وحماكم

اخي الكريم ان الاخبار الشرعية التي امرنا الله بالايمان بها منها المدرك بالحواس ومنها ما لا يدرك ويجب الايمان بها
ومن ذلك السماء و والسماء هي كل ما علا وارتفع فوقك , والمقصود منها السماء التي تظلنا المزينة بالمصابيح , وهذه السماء سبعة طبقات بعضها فوق بعض
فما ندركه بأبصارنا التي كلفنا الله بالنظر اليها هي السماء الدنيا , وليست الخامسة ولا السادسة ... الخ
فنظرنا الى القمر والنجم عند تجليه مغاير لاغيبته وافوله وذاك للعوامل البعد والقرب وما خفي عنا لا يدل على عدمه في هذا الفضاء الواسع

والاية التي ذكرتها اختلف اهل العلم فيها , هل المقصود " بغير عمد ترونها " اي ان الاعمدة غير موجودة اصلاً ولو وجدت لرأيناها , ام انها موجودة ولكنها غير مرئية كحال اعمدة البنايات التي تتخفى في جدرانها ؟

وعلى كل الحال هي مرفوعة بلا اعمدة نراها وهذا دليل على عظمة الخالق سبحانه

والسماء هي التي تظلك

والله الهادي

إسحاق
03-27-2011, 12:53 PM
بارك الله تعالى فيك اخي وشكرا جزيلا
إذا هذه السماء التي نبصرها هي السماء دنيا نبصرها جهرة كي نعرف عظمة ربنا عز وجل في جعلها تعلو بلا عمد
قال تعالى:
(ويمسك السماء أن تقع على الأرض)

ماكـولا
03-28-2011, 03:12 AM
بارك الله فيكم ..

بدايةً نثبت لله جلّ في علاه الصفات الكاملة اللائقة بجلاله , من غير تمثيلٍ ولا تعطيلٍ ولاتأويل ولا تفويض
هذا مما لابد ان يتقرر لدينا عند الحديث عن صفات الإله

فالامساك في اللغة : بمعنى المنع , والكف , والابقاء , ولا يشترط في المسك ان يكون باليد ! بل قد يكون بالكلمة والحفظ والرعاية

يقال بناء متماسك ..

وقد وردت في مواطن في كتاب الله " ولا تُمسكوا بعِصَم الكوافر" وقال "وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا" وقال " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله "

اما الامساك المضاف الى الله فقد ورد في مواطن من كتابه حيث قال " أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن"
الطير صافات: أي مادات أجنحتها. ويقبضن: أي يضمنها إلى أجسامها.

قال القاسمي "ما يمسكهن في الجو من غير تعلق بمادة ولا اعتماد على جسم ثقيل إلا هو سبحانه : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.."

فهذا كما ذكر عطيّة محمد سالم " دليل على قدرته تعالى وآية لخلقه، كما في قوله تعالى" إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليماً غفوراً "

وقال "ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه " ..

وقوله "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره "

وقوله " ولا يؤوده حفظههما وهو العليّ العظيم "

فلا يعجزه حفظ السماوات والارض والقيام على حوائج أهل السماء والارض ولا ينقص ذلك من ملكوته وجبروته الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر !

فسبحانه من مليكٍ مقتدر

" ولعل مما يستدعي الانتباه توجيه النظر إلى الطير في الهواء صافات. ويقبضن: ما يمسكهن إلا الرحمن، بعد التخويف بخسف الأرض بأن معلقة في الهواء كتعلق الطير المشاهد إليكم ما يمسكها إلا الله، وإيقاع الخسف بها، كإسقاط الطير من الهواء ..لأن الجميع ما يمسكه إلا الله تعالى، وهو القادر على الخسف بها، وعلى إسقاط الطير"


وقوله : ( مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ ) يقول ابو جعفر :اي ما يمسك الطير الصافات فوقكم إلا الرحمن. يقول: فلهم بذلك مذكر إن ذكروا، ومعتبر إن اعتبروا، يعلمون به أن ربهم واحد لا شريك له( إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) يقول: إن الله بكل شيء ذو بصر وخبرة، لا يدخل تدبيره خلل، ولا يرى في خلقه تفاوت.

فــما" طيرانها في الجوّ إلا بالله ، وبتسخيره إياها بذلك، ولو سلبها ما أعطاها من الطيران لم تقدر على النهوض ارتفاعا. وقوله( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يقول: إن في تسخير الله الطير ، وتمكينه لها الطيران في جوّ السماء، لعلامات ودلالات على أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه لاحظ للأصنام والأوثان في الألوهة( لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يعني: لقوم يقرّون بوجدان ما تعاينه أبصارهم ، وتحسه حواسهم "


اما الامساك الاخروي , فكيون مضافاً لليدين :
كما قال الله " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون "

وثبت عند البخاري من حديث عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه- انه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك . فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ { وما قدروا الله حق قدره }

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيدٍ الخدري- رضي الله عنه - انه عن أبي سعيد الخدري انه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة ) . فأتى رجل من اليهود فقال بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال ( بلى ) . قال تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم فنظر النبي صلى الله عليه و سلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال ألا أخبرك بإدامهم ؟ قال إدامهم -بالام ونون- قالوا وما هذا ؟ قال ثور ونون يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا
بالام : الثور معربة عن العبرانية , النون : الحوت

ونسأل الله العظيم من فضله
بالتوفيق

إسحاق
03-31-2011, 02:03 AM
بارك الله فيك إذا امساك ورفع الرحمن جل وعلى للسماء يكون امساك بالقدرة الإلاهية مثل مسك الطير