المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا جعل آدم آخر المخلوقات ؟!!



مالك مناع
10-01-2005, 03:56 PM
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد :


لماذا جعل آدم آخر المخلوقات ؟!!.

كان أول المخلوقات القلم ليكتب المقادير قبل كونها , وجعل آدم آخر المخلوقات , وفي ذلك حكم :

الأولى : تمهيد الدار قبل الساكن .

الثانية : أنه الغاية التي خلق لأجلها ما سواه من السموات والأرض والشمس والقمر والبحر والبر.

الثالثة : أن أحذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه .

الرابعة : أن النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائما , ولهذا قال موسى للسحرة أولا ( ألقوا ما أنتم ملقون ) فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده .

الخامسة : أن الله سبحانه أخر أفضل الكتب والأنبياء والأمم إلى آخر الزمان , وجعل الآخرة خيرا من الأولى , والنهايات أكمل من البدايات . فكم بين قول الملك الرسول : اقرأ فيقول ما أنا بقارئ , وبين قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم).

السادسة : أنه سبحانه جمع ما فرقه العلم في آدم , فهو العالم الصغير وفيه ما في العالم الكبير.

السابعة : أنه خلاصة الوجود وثمرته فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات .

الثامنة : أن من كرامته على خالقه أنه هيأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته , فما رفع رأسه إلا وذلك حاضر عتيد.

التاسعة : أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات فقدمها عليه في الخلق , ولهذا قالت الملائكة : ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا . فلما خلق آدم وأمرهم بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة.فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة , فلما تاب إلى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة أن لله في خلقه سرا لا يعمله سواه.

العاشرة : أنه سبحانه لما افتتح خلق هذه العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الإنسان , فإن القلم آلة العلم , والإنسان هو العالم , ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خص به دونهم.


انتهى كلامه رحمه الله

أبو يحيى الموحد
11-25-2011, 10:11 PM
كيف نعلم بأن آدم هو آخر الخلق ؟
هل هناك حديث صحيح في ذلك؟

إلى حب الله
11-25-2011, 10:19 PM
نعم أخي الحبيب سلمة :
يقول رسولنا الكريم في الحديث الذي رواه أحمد ومسلم :

" خلق الله التربة يوم السبت و خلق فيها الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الأربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل " !!..

وسوف أُشير إلى ذلك في مشاركتي القادمة بإذن الله تعالى في موضوع :
ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور ..

والله الموفق ..

إلى حب الله
11-25-2011, 10:21 PM
نعم أخي الحبيب سلمة :
يقول رسولنا الكريم في الحديث الذي رواه أحمد ومسلم :

" خلق الله التربة يوم السبت و خلق فيها الجبال يوم الأحد و خلق الشجر يوم الاثنين و خلق المكروه يوم الثلاثاء و خلق النور يوم الأربعاء و بث فيها الدواب يوم الخميس و خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل " !!..

وسوف أُشير إلى ذلك في مشاركتي القادمة بإذن الله تعالى في موضوع :
ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور ..

والله الموفق ..

أبو يحيى الموحد
11-25-2011, 10:26 PM
بارك الله في يا اخي الغالي
انظر هنا لو سمحت
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=32605

عبدالرحمن الحنبلي
11-25-2011, 10:39 PM
ارجو التنبيه ان القلم اول المخلوقات من العالم المشهود ..وليس اول المخلوقات اطلاقا ...فمن المعروف ان العرش خلق قبل القلم ...كذلك خلق ادم هو اخر المخلوقات من العالم المشهود ..وليس اخر المخلوقات اطلاقا...فالله لم يزل خالقا يخلق خلقا بعد خلق فيما لااول له في الماضي ولااخر له في المستقبل

إلى حب الله
11-25-2011, 11:19 PM
بل الحديث عندي صحيح أخي سلمة بإذن الله تعالى ..
ولست أهلا ًللترجيح بين الأكابر ولكن : ذلك ما اخترته من كلام العلماء ..
وذلك ما اطمأنت إليه نفسي حديثيا ًودينيا ًوعلميا ً..

وأنقل لك هنا أقوال مَن صححه من العلماء ودافع عنه مثل المعلمي والألباني رحمهما الله ..

1...
يقول المعلمي رحمه الله في الإجابة عن أن الحديث لم يذكر السماء في الخلق ...

" يُجاب عنه بأن الحديث وإن لم ينص على خلق السماء فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس النور وفي السادس الدواب ، وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة والنور ، والحرارة والنور مصدرهما الأجرام السماوية ، والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرءان ، والقرءان إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب ، وإذ ذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئا ، والمعقول أنه تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله فيها والله سبحانه لا يشغله شأن عن شأن " !!.. اهـ
كتاب الأنوار الكاشفة 187 ..

ويقول أيضا ًفي تفسير الخلق في ستة أيام أو سبعة :
" ويُجاب عنه بأنه ليس في الحديث أنه خلق في اليوم السابع غير آدم ، وليس في القرءان ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة ، ولا في القرءان ولا السنة ولا المعقول أن خالقية الله وقفت بعد الأيام الستة ؛ بل هذا معلوم البطلان . وفي آيات خلق آدم في أوائل البقرة ، وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهرا وهذا يساعد على القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السماوات والأرض . فتدبر الآيات والأحاديث يتبين لك أن دعوى مخالفة الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد " اهـ .
كتاب الأنوار الكاشفة صـ 187 ، 188 ..

2...
وأما الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فيقول :

" وليس هو بمخالف للقرءان بوجه من الوجوه خلافا لما توهمه بعضهم ؛ فإن الحديث يفصل كيفية الخلق على وجه الأرض وأن ذلك كان في سبعة أيام ، ونص القرءان على أن خلق السماوات والأرض كان في ستة أيام لا يعارض ذلك لاحتمال أن هذه الأيام الستة غير الأيام السبعة المذكورة في الحديث وأنه – أعني الحديث – تحدث عن مرحلة من مراحل تطور الخلق على وجه الأرض حتى صارت صالحة للسكنى ، ويؤيده أن القرآن يذكر أن بعض الأيام عند الله تعالى كألف سنة وبعضها خمسون ألفا فما المانع من أن تكون الأيام الستة من هذا القبيل ؟والأيام السبعة من أيامنا هذه كما هو صريح الحديث وحينئذ فلا تعارض بينه وبين القرآن " !!.. اهـ
من تعليقه على الحديث من كتاب مشكاة المصابيح ..

كما دافع الأئمة الذين صححوا الحديث عن أيوب بن خالد وردوا قول مَن ضعفه ....

وعلى هذا يمكن إيجاز الدفاع عن المتن بالتالي (مع إعادة الصياغة والتعديل من عندي) :

1...
أن خلق آدم عليه السلام كما هو من ظاهر القرآن : جاء بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام ..

2...
أن الستة أيام المذكورة في الحديث : قد خصها النبي بالحديث عن الأرض فقط : وما وقع فيها من مراحل الخلق والتمهيد للحياة والأقوات والإنسان ..

يقول عز وجل :
" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ !!..
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ !!..
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ !!..
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " !!..
فصلت 9 : 12 ..

حيث مقدار اليوم في ذلك الوقت السحيق عند خلق الأرض : ربما كان أطول من يومنا الحالي بآلاف المرات (لارتباط طوله بانتظام دورة الأرض والشمس فكلما كانا بطيئين في الماضي : كلما كان أطول .. ولنافي ذلك شاهد من حديث الدجال ومكوثه أربعين يوما ً: يومٌ كسنة .. ويومٌ كشهر .. إلخ وقد يكون هذا تمهيد لانعكاس دوران الأرض أو الشمس وطلوع الشمس من مغربها !!)
وقد يكون المقصود باليوم هنا : ألف سنة من أيامنا ..
وكما ذكره الله تعالى في قرآنه في أكثر من موضع ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..