المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمة مهما تمرض فلن تموت



زاد المعاد
03-31-2011, 09:15 PM
الأمة مهما تمرض فلن تموت

(ثورة 25 يناير)

فإن هذه المقولة مقولة صدق ولا شك فيها فقد تعرضت الأمة الإسلامية منذ بدايتها إلى العديد من المحن والأزمات والاحتلال وتعرضت أيضاً للضعف في قوتها وحضارتها ولكنها بمشيئة الله لم ولن تنهار أبداً مهما تعرضت إلى كل أسباب الضعف فقد حفظ الله الأمة الإسلامية بحفظه وبالأخص بلدنا الطاهرة (مصر) فهي بمثابة الأم العظيمة الحنونة لجميع البلاد الإسلامية والعربية.
فإن مصر إذا ابتسمت ابتسم العالم العربي وإذا بكت وانكسرت بكى وانكسر العالم العربي ولكنها لم تنكسر بفضل حماية الله لها ولشعبها فقد قال الله تعالى : "ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ " يوسف 99وقد أكرم الله جندها وجعلهم خير جنود الأرض.
فإننا في حديثنا هذا لن نستطيع أن نحصر إنجازات وانتصارات هذا البلد الشامخ الأبي ولكننا عندما نتحدث عن مصر وعن تاريخها المشرف سيكون الحديث على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ولأن الجميع يعرف ما هي مصر والإطلاع على تاريخها يشهد لها بذلك المجد فالصغير يعرفها قبل الكبير والأعداء تعرفها قبل الأصدقاء فالتاريخ يشهد لها بعظمتها وحضارتها التي كانت مثالاً في التقدم في كل المجالات في وقت ما كان الغرب في جهله وظلمه الذي استمد حضارته بعد ذلك من مصر وغيرها من البلاد العربية وذلك عندما بدأت البلاد الإسلامية في الضعف وبدأ الأعداء يطمعوا في خيرات هذه البلاد وبالأخص مصر فاستمدوا منهم الحضارة الذي لم يشهد مثلها أي زمان وكفانا أن نرى أنه حتى الآن لا تزال آثار الحضارة موجود بمصر وهي نماذج من الحضارة الفرعونية كبناء الأهرامات التي هي من عجائب الدنيا السبع وغيرها من مظاهر الحضارة ولكن سيعود ذلك المجد إلى منبعه الأصلي وهي مصر ولا شك في ذلك ولكنه سيعود بخطوات كما انسلب بخطوات من الإحتلالات العديدة التي اقتبست حضارتنا والذي طمع في خيراتنا الكثيرة.
ولكن التاريخ يشهد أيضاً بصمود شعبها الطاهر ضد هؤلاء الأعداء ولم يتأثر ولم يستسلم ولو للحظة بهؤلاء الأعداء والدليل على ذلك أن مصر وشعبها لم يختلطوا ولم يتأثروا بأي نوع من أنواع الاحتلال التي تعرضت إليه مصر طوال حياتها فقد مرت مصر باعتداءات واحتلالات كثيرة مثل الحملات الصليبية والتتار ومثل الاحتلال الفرنسي والإنجليزي والصهيوني والكل يعرف من تاريخ مصر كيف تصدت وبكل قوة هذه الاعتداءات وكانت مصر وهي الوحيدة التي حافظت على هويتها وتقاليدها ودينها وحتى لهجتها بخلاف كثير من البلاد العربية الأخرى التي تأثرت بالاحتلال واختلطت به بفضل الله تعالى وحمايته لمصر ظلت مصر هي مصر الأبية العظيمة بشعبها الطاهر الذي استطاع أن يحافظ على هويتها وشخصيتها المستقلة المتميزة .
وكما قلنا أنه لم يسعنا الحديث أن نتحدث عن تاريخ هذه البلد العظيمة وعن انتصاراتها ومقاومتها للأعداء وعن حضارتها وعن مجدها الذي لم يشهد التاريخ مثلهم فالتاريخ لا يخفي على أحد والذي تتميز به مصر أيضاً هو أنها مهما تتعرض لأزمات فإنها تخرج من كل أزمة أقوى بكثير من قبل هذه الأزمة فإن الشعب المصري لم يقبل بأي ذل أو عبودية أو ظلم حتى لو كان هذا الظلم من أحد أفراد هذا الشعب وليس من خارجها كما ظهرت مؤخراً إرادة الشعب المصري في استرجاع حقوقه وكرامته عندما قام هذا الشعب بالثورة العظيمة التي ليس لها مثيل وهي ثورة 25 يناير التي قام بها شباب هذا الشعب الذي لم يرضى بالقيود التي تعرض إليها من النظام الحاكم فقد ثار هذا الشعب ليستعيد حريته في التعبير عن رأيه حتى لا يستطيع أحد أن يلجمه عن كلمة الحق وطلب الحرية والحقوق الضائعة فثار هذا الشعب ولم يفكر في عواقب هذه الثورة لأنه لم يفكر إلا في فك قيوده واسترجاع حقوقه المنسلبة من اتجاه النظام الحاكم وطالب أيضاً بحقه في الرزق والتعليم والتعبير عن الرأي بحرية في مجال الإعلام والاعتراض على سياسة القمع والتعذيب الذي يتعرض إليه الشعب من اتجاه النظام الحاكم أيضاً.
فلم يتحمل الشعب كل هذه الضغوط على حريته وكرامته أكثر من ذلك ، فانفجر بركان الغضب والثورة من هذا الشعب وبالرغم مما تعرض له هؤلاء الثوار من قتل وقمع واعتقالات كما رأينا في وسائل الإعلام إلا أن هذا التصدي لهم لم يزدهم إلا إصرار وعزيمة وقوة مضاعفة وهذا ليس جديداً على هذا الشعب الذي طالما تحدى العنوان بروحه ودمه .
ومن أجمل ما في هذا الشعب المصري أنه يتميز بروح التعاون والوحدة بينهم البعض وقد اتضح للعالم كله هذه الروح التعاونية المتحابة المخلصة أثناء اعتصام هذا الشعب في ميدان التحرير وغيره من الاعتصامات في باقي المحافظات والمناطق ، فقد ساد بينهم الألفة والوحدة في تحقيق مطالبهم والاستماتة من أجل الحرية وبالرغم من كثرة معاناة هذا الشعب إلا أنه يضع من المحنة روح مرحة ليخفف عنه عبء المسئولية والضغوط فقد تميز هذا الشعب بخفة الظل وإضافة الجو المرح مع من حولهم حتى في شدة الأزمات وهذا معروف جداً عن هذا الشعب الطيب المتسامح المتعاون الذي بالفعل أصبحوا يداً واحدة أيضاً في الحرص على بلادهم وحفظ أمنها في ظل هذه الثورة .
فكان بعض من هذا الشباب يقوم بدور الشرطة التي سرعان ما تخلت عن موقعها فكان هناك شباب ينظم المرور وشباب يقوم على حراسة بعض الأماكن العامة والخاصة وشباب يقوم بعمل كمائن في الطرق لحماية الناس من اللصوص والخارجين عن القانون فكانوا يقوموا بدور اللجان الشعبية إلى جانب كل مجموعة تقوم بحراسة المنطقة التي يعيش فيها أهله وجيرانه والنصف الآخر من الشباب ظلوا معتصمين بميدان التحرير وغيره من المناطق التي قامت بها ثورة.
فانظر كم هو شعب منظم ومتوحد ومتعاون ، وشباب من أعظم الرجال ، بغير ما كان يعتقد البعض فيهم أنهم شباب لا يتحمل المسئولية ، فقد أثبت هذا الشباب المصري جدارته وشجاعته وذكاءه لكل العالم ، وكسر حاجز الخوف والاستسلام الذي كان يسود البلاد قبل الثورة ،فهذا هو شعب مصر الذي طالما قلنا أنه شعب لا يرضى بالذل والخوف فانفجر بركان الغضب في هذه الثورة .
ولا ننسى أيضاً دور الجيش المصري وقادته بارك الله فيهم الذين وقفوا مع هؤلاء الشباب وقفة طيبة ، فقد تكفل بحمايتهم وتحقيق مطالبهم التي طالما نادوا بها ولكن لا حياة لمن تنادي ، فلم يكن أحد من المسئولين يسمع بمطالب الشعب واحتياجاته ولو تجرأ أحد على الإعلان عن حقوقه في الحرية والرزق قابله النظام الحاكم بالقمع والاعتقال ، بل كان الاعتقال والتعذيب أيضاً للموحدين الذين ينشروا كلمة التوحيد ويسعوا في الدعوة إلى الله ، وذلك لأن النظام الحاكم كان بوسعه أن يفعل أي شيء حتى لا أحد يجرأ أن يقترب من سياسة الدولة والحكم الذي يشمل القوانين الوضعية التي هي بعيدة عن شرع الله الذي ارتضاه الله لنا فقد قال الله تعالى " وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " المائدة 44 . وهل يوجد حكم أفضل من حكم الله وأعدل منه حكماً؟
ومع هذا كله فإن الثورة التي قام بها شباب 25 يناير هي ثورة سلمية وليست بها أي نوع من التخريب.

زاد المعاد
03-31-2011, 09:20 PM
(أسباب وأهداف الثورة ضد النظام الفاسد)

كان هدف هؤلاء الشباب أن يعبروا عن صوتهم وحقوقهم وحقوق الشعب المنهدرة التي لم يستطع أن ينطق بها هذا الشعب المقهور وإن نطق بها لم يجد إلا القمع والاعتقال ، فكانت أهدافهم ومطالبهم في جميع المجالات مثل.
_ المجال السياسي : الذي كان يتعامل بالقمع والتعذيب وقانون الطوارئ.
_ في مجال التعليم : بتغيير المناهج على حسب رغبة الغرب والإهمال في المراقبة على المدارس التي لم يعد بها تدريس.
_ في المجال الاجتماعي : وذلك بزيادة الأسعار وغلاء السلع حتى الأساسية التي يعتمد عليها أقل طبقات الشعب ويقابل هذا الغلاء قلة في الدخل المادي للفرد مما أدى إلى كثرة الجرائم والسرقات وأدى إلى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء بطريقة كبيرة جداً وهذا بسبب امتصاص هذا النظام وأعوانه دم الشعب ورزقه الذي قام بسرقة المليارات من قوت الشعب وتم تحويلها لرصيدهم في الخارج .
_ وفي المجال الإعلامي : لم يعطي حرية الرأي والتعبير بأي وسيلة من الوسائل وحتى القنوات الدينية الخالصة التي تنشر الدعوة وكلمة التوحيد أغلقوها لأنها تنطق بالحق، والمصيبة الأكبر أنهم سخروا بعض رجال الدين من الأزهر الشريف ليتماشى رأي الدين مع أهوائهم في كل المجالات ، وفي المقابل لم يقوم هذا النظام الحاكم بغلق أي قناة إباحية تنشر الفساد والرذيلة ، وباقي المجالات فقد ساد الظلم والفساد في هذا النظام الحاكم وآن الأوان بالإطاحة به وبالظلم كله ، فقد طفح الكيل وانفجر البركان ولابد أن يكون نهاية الظلم والظالمين في الدنيا قبل الآخرة وهذه هي مشيئة وقدرة وتدبير الله ملك الملوك.
وبالرغم من كل هذا الظلم إلا أنه كانت أهداف هذه الثورة في البداية هي الاستماع لمطالبهم وتحقيقها ، ولكن لم يرى هذا الشعب الذي يطالب بحقه إلا القتل والعنف رداً على مطالبه فعلم حينها الشعب أنه لا أمل في تحقيق مطالبهم إلا بتغيير وإسقاط هذا النظام الفاسد كله أولاً والإطاحة به ورحيل الرئيس ومحاكمة كل أفراد النظام وأعوانه الذين نهبوا دماء وأموال هذا الشعب ،وقاموا بإطلاق النار والرصاص الحي على المتظاهرين وحاولوا التخلص منهم أيضاً بطرق أخرى شنيعة ، فلم يزد هذا الفعل والعنف هؤلاء المتظاهرون الشباب إلا قوة مضاعفة وثبات وإصرار فهذا هو الشعب المصري الأصيل الذي لا يهاب الموت في سبيل حريته وكرامته ودفاعه عن حقوق بلاده ووطنه.

زاد المعاد
03-31-2011, 09:23 PM
(ماذا بعد الثورة)

وبعد أن تحقق الحلم الكبير في التخلص من رؤوس الفساد في الدولة وإعلاء صوت الشعب بكل قوة فلن يلجمه أحد بعد ذلك فإن علينا نحن كجيل شباب ثورة 25 يناير وغير الشباب أيضاً بل على كل أفراد الشعب ما يأتي :.
1_ علينا بالتأدب والرقي دائماً في مطالبنا وأن نستمر بهذه الصورة المشرفة التي قمنا بها لعرض مطالبنا كما ذكرنا كالتعاون والحب والنظام ، فالشعب المصري يتميز بالرقي والتحضر في أسلوب حديثه ومطالبه ولا نهين ولا نذل أحداً بعدما انتصرنا في مطلبنا "فارحموا عزيز قوم ذل" لأننا لن نستفيد بالإهانة أي شيء بعدما تحققت مطالبنا بل إن الله يحب العفو والإحسان وكما أخبرنا رسولنا الكريم بالعفو عند المقدرة فنحن شعب طيب ينسى الإساءة بطيبة قلبه ولنترك الحساب والعقاب على الله جل جلاله وارحموا من في الأرض يرحمكم في السماء.
2_ علينا بالتعاون مع الجيش في المحافظة على إعادة الأمن والأمان للبلاد واحترام قراراتهم وأن نعطيه فرصة لتنفيذ متطلباتنا التي تحتاج إلى وقت وتنظيم الأولويات به حتى تأتي حكومة جديدة بنظام جديد ينشأ عن انتخابات حرة نزيهة.
3_ علينا أن نبدأ بأنفسنا للتغيير فكما تغير هذا النظام كله ببعض الأفراد علينا أن نعدل منهاج حياتنا كله ولنرجع إلى تعاليم الإسلام في تعاملنا في كل شيء ليعم الخير على الجميع فلو كل فرد قام بواجباته على أكمل وجه سينتج مجتمع حضاري ضخم ، فلا شك أن التاريخ كله قد يتغير بفرد واحد مثل ما حدث مع كثير من الأشخاص وأولهم سيد البشرية الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أضاء النور للعالم كله ولا يسعنا الحديث عنه مهما قلنا ولكن العديد أيضاً من الأشخاص الذي تغير مجرى التاريخ على أيديهم فعلى سبيل المثال القائد والملك الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي كلنا نعلم مجهوداته وانتصاراته في فتح القدس والقضاء على الدولة الفاطمية وعقيدة الشيعة بمصر والذي لم يكن يمتلك عند وفاته سوى دينار واحد من الذهب وستة وثلاثين درهما ولم يترك لا عقار ولا مزرعة ولا بستان بخلاف ما حدث في هذا النظام المخلوع الظالم الذي استولى على ثروات البلاد وحقوق الشعب لصالحه وأعوانه.
وخلاصة ذلك أن نتخذ رسولنا الكريم والسائرين على نهجه من العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ قدوة لنا في التغيير.
3_ علينا ألا نسمح بعد ذلك بالفصل بين العلماء والدعاة وبين الشباب، فالشباب هم سواعد الأمة مستقبلها والعلماء والحكماء والدعاة الأخيار هم العقل المدبر والمفكر لهؤلاء الشباب فالكل يكمل بعضه في نهضة هذه الأمة.
ولا يجب علينا أ ننكر دور أي أحد في هذين الطرفين فإن كان نتيجة فصل هؤلاء الشباب عن هؤلاء الدعاة هو انتشار الجهل الديني ونقص في الوعي وسوء التصرف وذلك بتضييق الخناق على هؤلاء الدعاة وعدم السماح لهم بممارسة دعوتهم بحرية مع الناس وبالأخص الشباب ولكن من أهم نتائج هذه الثورة هي انتشار الوعي الديني وفتح مجال الدعوة بحرية في الوصول والاشتراك مع الشباب الذين كما ذكرنا أنهم مستقبل الأمة.
5_ اتضاح الصورة الحقيقية بين فئات الشعب فقد رأى أفراد وفئات الشعب أثناء اجتماعهم مع بعضهم البعض حقيقة اشتراكهم في حب الوطن وحبهم لبعضهم البعض فقد اجتمع مثلاً الشباب الملتزم الملتحي مع الشباب المرفه المختلف في هيئته الخارجية مع الشباب الملتزم ولكنه اتضح أثناء توحدهم في حب مصر أنهم مختلفين في الظاهر وليس في الباطن وظهر أن بداخل هؤلاء الشباب خير مختبئ بداخلهم ولكنه كان يحتاج لمن يأخذ بيده ويقدر عقليته المكنونة ،ولكنهم أثبتوا من خلال هذه الثورة أن لا يأس من هؤلاء الشباب ولا يأس من دعوتهم وهدايتهم بإذن الله.
فقد ظلم الإعلام الفاسد كلتا الفئتين من الشباب ، فاتهموا الشباب الملتزم بأمور دينية وصوروه للناس وكأنه إرهابي واتهموا الشباب الآخر بأنه شباب الإدمان والمخدرات ولم ينشغل بأمور بلاده ولا حتى بأي مسئولية ولكن بفضل الله اتضحت صورة جميع فئات الشعب على حقيقتها الطيبة وبالأخص تلك الفئتين من الشباب الذين استماتوا وضحوا بأرواحهم في سبيل حريتهم وكرامتهم بل وكرامة مصر كلها لتبقى قوية وأبية وعظيمة وأم البلاد كلها.
6_ ظهرت نوايا الأعداء من القوى الداخلية لمصر ونوايا الأعداء من القوى الخارجية لمصر المتربصين بها ولم تظهر نواياهم فقط بل انكسرت شوكتهم أيضاً.
فالأعداء الذين من القوى الداخلية للبلاد هو الإعلام الفاسد في ظل نظام فاسد الذي قام بغلق القنوات الإسلامية التي تبث نور الهدى للعالم كله وقد ذكرنا ذلك من قبل ولكن إرادة الله فوق كل شيء الذي يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة ويكسر دولة الظلم ولو كانت مسلمة ولأن دعوة الله قائمة بإذنه مهما حدث.
أما بالنسبة للأعداء الذين هم من القوى الخارجية فهي تتمثل في دول أعداء الإسلام الذين ينتسبوا للإسلام الظاهري فقط كالشيعة المتمثلين بدولة إيران الذين يتظاهروا بمحبة أهل السنة ومحبة مصر وهم بداخلهم وفي عقيدتهم أننا أول أعدائهم فهذه هي طبيعة الشيعة فكم حاولوا أن يبثوا السم في العسل لمرات عديدة وآخرها هي تظاهرهم أنهم مؤيدون ومحبون للشعب المصري ولأهل السنة ولكن الشعب المصري بذكائه وذكاء شبابه الأبطال لم يستمع لأي شعارات ولم ينخدع بها.
فلم يسمع هذا الشعب الأصيل إلا صوت الحق ووحدته وعدم السماح لأي قوى بالتدخل معه في بلاده وشئونها وقال أنه لا يحتاج أي مساعدات من أي قوى خارجية لأنه سيكتفي ذاتياً ويقوم بحل مشكلاته وتحقيق متطلباته مع نفسه في بلده دون تدخل أحد ويستعين بالله فقط في ذلك.
فلم ينخدع هذا الشعب لمثل هؤلاء وأثبت لهم أنه مدرك نفاقهم وسوء نيتهم ، فكانت هذه ردة فعل قوية وذكية من الشعب المصري الأصيل ليكشف بها نوايا هؤلاء الأعداء وأنه لم ينخدع فيهم ، ومهما كان هدف هؤلاء الأعداء من إشعال نار الفتنة بمصر فإن الشعب المصري خيب آمالهم بل إن الله عز وجل أيضاً جعل من هذه الثورة منافع كثيرة وليس فتنة كما يتمنى هؤلاء الأعداء فمهما فعلوا وأشعلوا نار الفتنة فالله متكفل برد كيد الكائدين وجعله في نحورهم فقال تعالى " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الأنفال:30
فقد جاءت هذه الثورة بعكس ما يتمنى هؤلاء الأعداء من زرع الفتنة فقد اتسع نطاق الدعوة الإسلامية بعد هذه الثورة التي كانت مكبوتة في ظل النظام السابق الذي كان يحارب الدعوة الإسلامية ، فأما الآن فلم يتبقى أي عائق في الدعوة إلى الله ولم يتم الفصل بين هؤلاء الدعاة وبين الشباب وستزيد الصحوة الإسلامية بإذن الله في كل أرجاء مصر وسيعم الخير وذلك بعكس ما تمنى هؤلاء الأعداء فتدبير الله فوق كل شيء فستنقلب مكائدهم على رؤوسهم وسيعلو صوت الحق وكلمة التوحيد بين أفراد الشعب حتى ينتشر شرع الله بين أرجاء مصر ويخرج منهم من يحكم بشرع الله ويعيد للأمة الإسلامية بأكملها مجدها بإذن الله فقال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " محمد7.
ولأن التاريخ يكرر نفسه قال تعالى "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ " آل عمران 140. ولأن التحكيم بالشرع وإقامة شرع الله لن تكون بالإكراه أبداً كما يدعي الجاهلين في الدين بل هو دين السماحة والرضا لذلك أراد الله لنا بهذه الخطوات السابقة ابتداء من أول هذه الثورة العظيمة ضد الظلم والفساد أن يسود شرعه ودينه خطوة خطوة وليس بالإكراه لأن هذا الحكم الإسلامي لا يمكن تطبيقه على شعب لم يهيأ لهذا الحكم الإسلامي إلا بعد معرفته بتعاليم الدين وهدايته بإذن الله وهذا هو رأي الدين الصحيح التي يتعامل به المسلمون الذين ساروا على نهج كتاب الله ورسوله.,
وأخيراً نرجع ونقول أن الأمة مهما تمرض فلن تموت بفضل ورعاية ملك الملوك.

لتحميل الملف الأمة مهما تمرض فلن تموت (http://www.4shared.com/document/u0nS29yv/____.html)