مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الشيخ محمد حسان "دعوة للتسامح والتصالح"
زاد المعاد
04-10-2011, 12:27 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
حياكم الله جميعا أيها الإخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات
وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا
وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته
أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
أحبتي في الله
"دعوة للتسامح والتصالح"
أوجهها من على المنبر الكريم لكل الأطياف والفئات لا سيما ونحن نشهد في بلدنا في الأيام الماضية حملة إعلامية شرسة تبث الذعر والخوف بل والفوضى بين أبناء هذا البلد الكريم الحبيب وكأن هناك من لا يريد أن يحيى مصر آمناً مستقراً مطمئناً.
ويريد هؤلاء أن لا يتنفس الناس عبير الحرية وشذاها
فهم يستغلون هذه الحرية أسوأ استغلال
إنها حرية الفوضى
بلا التزام ولا ضوابط
فالكل يشيع ما شاء ويقول ما شاء في أي وقت شاء وفي أي موقع على الانترنت شاء وفي أي فضائية شاء وفي أي جريدة شاء .
ثم يمضي بعد قوله آمناً مطمئناً مُستريح البال مستقر الضمير
وتُصبح البلد وتُمسي وإذا أعراضها مجرحة وسمعتها ملوثة
وإذا كل فرد فيها متهم أو مهدد بالاتهام
وهذه حالة من القلق والشك والريبة
لا تُطاق بحال من الأحوال فضلاً عن أنها حالة لا يمكن أن يعلوا فيها البناء وأن تُدفع فيها عجلة التنمية والاقتصاد .
والشنيع الفظيع أن من هؤلاء من يريد الآن الوقيعة بين الشعب والجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة
فأنا أدعوا من على هذا المنبر الكريم بعد هذه الحملات الإعلامية الضخمة التي تبث الرعب ولا زالت
وتصور الإسلاميين على اختلاف انتماءاتهم كالسلفيين وأنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرهم كالإخوان والتبليغ .
تصور هذه الحملة هؤلاء على أنهم وحوش ضارية كاسرة مترصدة لحرق وجوه النساء اللائي يمشين بلا نقاب في الشوارع والطرقات أو لقطع الآذان لأنهم قاموا دولة داخل دولة وتحركوا لإقامة الحدود بأنفسهم .
وأخيراً بلغني بالأمس منشورات توزع بأنهم مستعدون الآن لقتل كل سائح ينزل إلى مصر فضلاً عن تعديهم على هدم الأضرحة ونبش القبور وإثارة الفزع والرعب بين الناس .
نريد شيئاً من العدل ولا أقول أريد العدل المطلق بل أريد شيئاً من العدل ونريد شيئاً من الإنصاف ، ونريد شيئاً من الحق وندعو الجميع إلى التسامح والتصافح والتصالح .
فمصر لا تحتمل هذه الفوضى ، ولا تحتمل هذه الفتن قط .
حاول من حاول أن يُشعل نار الفتنة الطائفية في بلدنا
فوجدوا الناس على مستوى المسؤولية .
وفشل هؤلاء في إشعال نار هذه الفتنة التي لو احترقت لدمرت الأخضر واليابس .
وهم يحاولون الآن إشعال نار الفتنة بين السلفيين والمؤسسة الرسمية الدينية في الدولة الأزهر ووزارة الأوقاف وبين الصوفيين أو الصوفية لتسود حالة من الفوضى والقلق والفزع والرعب بين الناس يراد منها التشويه للإسلاميين بل والبعض أيضاً يريد أن يكون الإسلام متهماً في قفص اتهام على طول الخط .
وأنا منذ البداية أيها الأفاضل أقول
لقد بدأ تاريخ التسامح بالإسلام
وأسألكم بالله تدبروا كل لفظة
وأنا أعلم أن من إخواننا الآن من الصحفيين والكتاب من يجلس بيننا أو يتابعني
أقول لهم لقد بدأ التسامح بالإسلام
فتاريخ التسامح هو بداية الإسلام
أيها الأفاضل
أيها المنصفون
أيها العقلاء
أيها الحكماء
أنا أخاطب كل أطياف شعبنا وكل أطياف بلدنا
أخاطب الصحفيين وأخاطب رجال النخبة وأخاطب المفكرين
وأخاطب المحللين بل وأخاطب السياسيين والرسميين بل وأخاطب أبائنا وإخواننا من الصوفيين أخاطب السلفيين وأنصار السنة والتبليغيين والإخوان والجمعية الشرعية وأخاطب أبائنا وأمهاتنا الفضليات وأخاطب شبابنا وأولادنا .
أخاطب كل مسلم في مصر وكل مواطن من الأقباط يعيش على أرض مصر
وأقول للجميع
اقرءوا معي أول آية في القرءان الكريم كله أظنكم تحفظونها جميعاً إنها قول الله في سورة الفاتحة " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" لم يقل الحمد لله رب المسلمين ، ولم يقل الحمد لله رب الموحدين وإنما قال " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
هذه نعلنها بأعلى الصوت للدنيا كلها أول آية في كتابنا ولا زالت تتلى إلى قيام الساعة .
" الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
فربنا جل جلاله وتعالت ذاته وتقدست أسمائهُ وصفاتهً ليس رب شعب دون شعب ، وليس رب أمة دون أمة وليس رب المسلمين دون غيرهم
أبداً
بل هو رب العالمين
رب الكافرين ورب المؤمنين على السواء
رب المسلمين ورب اليهود ورب النصارى ورب العالمين جميعا
هو الله
" الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
يُعرف علماؤنا الرب كما قال العلامة الألوسى رحمه الله
الرب هو الخالق ابتداءَ والمربي غذاءَ والغافر انتهاءَ
الرب هو الخالق ابتداء : هو الذي خلق المسلم والكافر ، فهو الذي خلق آدم وكرم آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وكرم بنيه كل بنيه فقال :
جل جلاله "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا "
فالتفضيل لبني آدم والتكريم لبني آدم وآدم عليه السلام أبو البشرية جمعاء
فالله رب الكافرين ورب المسلمين
هو الذي يُربيهم بنعمه
هو الذي يُربيهم بفضله
وهو الذي يرى كفرهم به ويحلُمُ ويَصبِر عليهم
فليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله
يسبونه جل وعلا ويرزقهم ويُعافيهم
ويكفرون به جل وعلا ويرزقهم ويعافيهم سبحانه وتعالى
"الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
فالله جل جلاله رب الخلق أجمعين وهذه هي اللبنة الأولى في صرح التسامح الذي أرسى لبناته كاملة بلا نقص دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 12:45 AM
أيها الأحبة
ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب إلا بالتقوى والعمل الصالح
قال تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّه أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير" .
عاب ربنا جل وعلا على أولئك الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه فقال سبحانه : " وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" .
وقال جل وعلا : "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ".
بل وأنكر جل وعلا ورد على أولئك الذين زعموا أن التكريم حتى في الآخرة حكرًُ عليهم وخاص بهم ، فقال سبحانه وتعالى : "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
بل خاطب ربنا أمة النبي الأمين صلى الله عليه بقوله : "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا* وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ".
هذا عدل الإسلام وهذا عدل الله جل وعلا.
لا مجاملة على حساب السنن والمنهج
فسنن الله في الكون ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل أحد من الخلق بحال من الأحوال مهما ادعى لنفسِهِ من مقومات المجاملة أو المحاباة " لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا"
لقد تخلى بعض الرماه في معركة أحد عن أمر واحد لسيدنا رسول الله فكانت الهزيمة
بل وتعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه للقتل وشج وجهه وكُسرت رباعيته ودخلت حلقة المغبر في وجنتيه الشريفتين
وانتشر خبر موته في الميدان حتى مر أنس بن النضر على الصحابة
وقد ألقوا السلاح واستسلموا للموت ، فقال لهم أنس : لما ألقيتم السلاح ؟ . قالوا : قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فصرخ فيهم أنس بن النضر وقال : قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالله لا يُجامل أحد من الخلق.
يقول نبينا وحبيبنا لبضعته الطاهرة للزهراء لفاطمة أم الحسنين رضي الله عنهم جميعاً يقول لها : "يا فاطمة اعملي فأني لا أغني عنك من الله شيئاً".
ويعلنها صريحة مدوية :" من بطأ به عمله لم يُسرع به نسبه ".
لقد أعز الإسلام سلمان فارس ووضع الكفر الشريف أبا لهب
لا يجامل الله جل وعلا أحداً من خلقه مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة.
نعم هذا هو عدل الإسلام وتسامحه الذي لا يُعامل الخلق على اللون أو على العنصرية البغيضة أو على العصبية المقيتة وإنما على تقوى الله والعمل الصالح
بل
تذكروا هذا الأصل الذي سأؤصله لكم الآن وهو من الأصول الكبيرة التي قَلْ أن يُنتبه إليها
هل تعلمون أن عظمة هذا الدين وعدل هذا الدين أنه سبحانه وتعالى
لا يحرم أجر من آمن به جل وعلا وبالرسل والأنبياء الذين بعثهم قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بل كل من آمن من أبناء شريعة من الشرائع السماوية المنزلة على كل رسل الله وأنبياءه من آمن من هؤلاء بالله وآمن بهذا الرسول الذي أرسله الله وآمن باليوم الآخر فله أجره عند الله ولا خوف عليه ولا حزن عليه.
تدبروا معي قول الله جل وعلا : " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
أنتم قرأتم الآية مراراً لكن هل تدبرتم معناها؟
" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا " وهم الموحدون المؤمنون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم .
" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا " فهم الذين يستحقون اسم الإيمان المطلق.
"وَالَّذِينَ هَادُوا " أي واليهود.
يا إلهي
أيوة اليهود الذين آمنوا بالتوراة التي نزلت من الله على موسى قبل أن تحرف وقبل أن تزور بشهادة القرآن قال تعالى :" وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ".
فمن آمن من اليهود " وَالَّذِينَ هَادُوا " أي واليهود
وهذا الاسم (هادو) مشتق من الكلمة العبرانية (يهوذا)
ويهوذا هو أحد أسباط اليهود الإثني عشر
هو أحد أسباط بني إسرائيل الإثني عشر
(يهوذا) اشتق من هذا الاسم (هادو)
اليهود "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى" أي من آمن من اليهود بالله جل وعلا وبموسى صلى الله عليه وسلم وبالتوراة التي نزلها الله على قلب موسى فهذا مؤمن له أجره الكامل عند الله ولا خوف عليه ولا حزن يوم القيامة.
"وَالنَّصَارَى" وهم أتباع عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام الذين آمنوا بالإنجيل الذي نزله الله على عيسى بلا تزوير أو تحريف أو تبديل.
هؤلاء سموا نصارى نسبة إلى بلد ناصرة التي نزلها عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
وقيل بل سموا نصارى لأنهم نصروا عيسى كما في قوله تعالى : "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
وكما في قوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ".
"إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى "
وَالصَّابِئِينَ جمع صابئ
والعرب تُسمى كل من ترك دينه ودخل ديناً آخر تُسميه العرب صابئة.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (والصابئون نوعان : موحدون حنفاء ومشركون ، أما الموحدون الحنفاء الذين كانوا يعبدون الله على ملة إمام الحنيفية السمحة إبراهيم عليه السلام هؤلاء هم الذين أثنى الله عليهم في آية سورة البقرة التي أذكرها الآن ، وأما القسم الثاني فهم الذين قرنهم الله بالمجوس والذين أشركوا في آية سورة الحج)
هذا كلام شيخ الإسلام طيب الله ثراه فمن آمن بالله جل وعلا وآمن بالكتاب الذي نزله الله على الرسول الذي بعثه الله في زمنه هذا موحد بالله له أجره ولا خوف عليه ولا حزن عليه
هذه المنن الأربع
ولا تعارض بين هذه الآية وبين آية سورة آل عمران "ومن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ فِيالآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ ".
فالآية الأولى في سورة البقرة يُبين فيها ربنا حكم السابقين الأولين على الإسلام وعلى رسالة محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام .
آلا وقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم فوجب على أهل الأرض جميعاً أن يؤمنوا به بعد السماع به وبعد البلاغ والدعوة والبيان وهذه وظيفة أمة النبي عليه الصلاة والسلام وإلا فورب الكعبة ستأثم الأمة كل بحسبه إن لم تتحرك الأمة لدعوة أهل الأرض بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والكلمة الرقيقة الرقراقة لأنه لا عذاب إلا بعد الحُجة والبيان والبلاغ . قال جل وعلا : "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" . وقال جل وعلا : "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌبَعْدَ الرُّسُلِ" . وقال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة : (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي) تدبروا لفظة (لا يسمع بي) فلابد أن نُسمع الخلق عن الله ورسوله (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار).
وهذا يُبين حجم الأمانة والمسؤولية التي تتحملها أمة سيد البشرية التي أُمِرتْ من سيد الدعاة وإمام التقاه بقوله : (بلغوا عني ولو آية) (بلغوا) تكليف . و (عني) تشريف . (ولو آية) تخفيف.
لكن كثير من أفراد الأمة لم يعملوا التكليف ولم يقبلوا التشريف ولم يشكروا الله على التخفيف.
(بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
أذكر بالآية مرة ثانية :" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
أي عدل هذا؟
أي تسامُح هذا؟
أخاطب العقلاء في كل ملة أن يسمعوا إلى عدل الإسلام
وإلى تسامح الإسلام
وإلى معاملة الإسلام للآخر بل وإلى قبوله للآخر وإلى التعامل معه في غاية التقدير والاحترام
" وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْلَمُونَ".
وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
ولا أريد أن أطيل النفس في هذا المحور الأول لكني أؤصل وأؤكد أن تاريخ التسامح سطر ببداية تاريخ الإسلام
دين العدل ، دين المسامحة ، دين الرحمة ، دين البر ، دين الخلق ، دين الأدب ، دين العدل دين الوفاء
ولم لا وهو دين رب الأرض والسماء
ودين إمام الأنبياء وسيد الأتقياء
محمد صلى الله عليه وسلم
"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ".
اللهم اجعلنا ممن وعظتهم فتذكروا يا أرحم الراحمين
" يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 02:11 AM
أيها الأحبة
الإسلام دين التسامح ويدعوا إلى التسامح والتصالح
الإسلام دين التسامح مع المخالف
لم هذه الحرب المعلنة على الفضائيات
وعلى صفحات الجرائد والمجلات ومواقع الانترنت
لم هذه الحرب الشرسة التي تملآ القلوب والبلاد بالذعر والفزع
والرعب
لما لا يتم الحوار بأدب
لما لا يكون الخلاف مبنياً على قبول الرأي والرأي الآخر
لما لا يكون الخلاف مبنياً على حسن الظن بالمخالف
لما لا يكون الخلاف مبنياً على عدم اتهام النيات
لماذا ننطلق في خلافنا من مظنة ومظلة سوء الظن واتهام الآخرين
فالنخبة تتهم الإسلاميين على اختلاف أطيافهم
والإسلاميون منهم من يتهم غيره أيضاً حتى أكون عادلاً منصفاً
لماذا لا يكون الحوار والخلاف بيننا مبنياً بقواعد أدب الخلاف وأدب الحوار
طبيعة البشر تقتضي أيها الأفاضل أن لا يحدث اتفاق في كل شيء على الإطلاق
واهم ورب الكعبة من يتصور أن الأمة كلها ستلتقي على قلب رجل واحد هذا وهمُاً لا قدم له ولا ساق
لا من الأدلة القرآنية ولا من الواقع ولو كان ذلك قابلاً للتحقيق في عصر من العصور لكان أولى العصور بتحقيق هذا عصر النبي صلى الله عليه وسلم
فلا يمكن أبداً أن تتصور أو أن تنتظر أن تلتقي القلوب كلها على قلب رجل واحد
أبداً
سيبقى الخلاف بيننا لأن الخلاف مترتب على اختلاف الخلق في طبائعهم وأشكالهم وألوانهم وصورهم بل وبصمات أصواتهم فضلا عن بصمات أيديهم
لا تجد إنساناً على وجه الأرض في هذه المليارات التي وصلت الآن إلى سبعة مليارات
لا تجد إنسان يُشبه إنسان آخر في كل شيء
محال
وهذه علامة على عظمة الله وآية دالة على قدرته جل علاه
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلسِنَتِكُمْ وَأَلوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَات للعَالمِينَ "
سيبقى هذا الخلاف موجوداً
في أشكالنا.. في كلماتنا ..في عقولنا .. في قلوبنا .. في أجسادنا .. في طرق تفكيرنا .. في طرق تعبيرنا
سيبقى هذا الخلاف قائماً
ولذا يجب أن نؤصل الآن في ظل هذه المرحلة الذي انطلق فيها الحرية بسقف مرتفع
يجب أن نؤصل لأدب الحوار لأدب الخلاف
وسأفرد جمعة كاملة بإذن الله بعنوان (للحوار أصول)
لأبين لحضراتكم أن الإسلام قد وضع أصول واضحة للحوار ولأدب الحوار حتى لا يتحرك كل أحد ليهرف بما لا يعرف ليؤذي نفسه والآخرين بل والأمة والبلد معه.
نعم أيها الأفاضل
الحوار أو الخلاف له فقه وله أدب
فلتطرح كل مسائل الخلاف بتسامح في بوتقة الخلاف
ولتظلل هذا البوتقة بأدب الخلاف وحينئذ لا خلاف
فلأنطلق وأنا أخالفك في عشرات بل في مئات المسائل من مسائل الفروع والأحكام ولتنطلق وأنت مخالف لي في عشرات مسائل الفروع والأحكام
ويبقى الود بيننا ويبقى الحب والأدب فيما بيننا
عبر عن رأيك ودلل عليه بكتاب الله وسنة رسول الله وبفهمك لأقوال أهل العلم ودع الآخر يُعبر عن رأيه أيضاً وليتبنى الرأي الآخر الذي يراه لعالمٍ آخر من علماء أهل السنة
ويبقى الخلاف المعتبر سائغاً مقبولاً فيما بيننا
لا يفسد للحب ولا للألفة ولا للود بيننا قضية من القضايا
إن استخدمنا الألفاظ المهذبة
يعني أقرأ مثلاً من يقول (لا حوار مع السلفيين الهمج)
هل هذا حوار يا أخي؟
وأنا لازلت احتفظ لك بالإخوة
هل هذا حوار أم إشعال للنار؟
هل هذا نصح أم سب وقذف؟
لابد من التعامل مع هؤلاء تعاملاً أمنياً بحتاً
لا حوار مع هؤلاء الهمج
هذا ليس حواراً بل هذا قذف بل هذا سب
بل هذا تجاوز كبير
إن لم يجد الإنسان من يُحاسبه عليه فربنا سُبحانه وتعالى يسمع ويرى "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
لا تستهن بالكلمة ولا تتكلم وأنت تتصور أنها مجرد كلمة
لا
بل بكلمة تنال رضوان الله
وبكلمة تنال سخط الله
أنا أخاطبك بكلام الله وكلام رسوله وأدعك لضميرك أن يتحرك
ولقلمك أن ينطلق ليكتب الحق الذي يرضي الرب سبحانه وتعالى
"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً فيرفعه الله بها درجات وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً فيهوي بها في جهنم
أعاذنا الله وإياكم من حرها
نعم أيها الأحبة
جاء رجل إلى أبي الدرداء وقام يسبه بأقذع الألفاظ وبأقبح الشتائم فالتفت إليه أبي الدرداء رضي الله عنه وقال : (يا أخي لا تفرط في سبنا ودع للصلح موضعاً فإنَّا لا نكافئ من عصىٰٰ الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه".
هذا هو الأدب
هؤلاء هم الذين رباهم محمد صلى الله عليه وسلم
نريد هذا الأدب أن يسود
فلأختلف معك ولأرد عليك
ولتختلف معي ولترد عليّ
لكن يبقى خلافنا في بوتقة الخلاف السائغ والمعتبر مظللاً في كل مراحله بأدب الخلاف
بالاحترام
بالتقدير
بعدم سوء الظن
بعدم اتهام النيات
هذه آداب لابد من مراعاتها
فالإسلام يدعوا إلى التسامح في الخلاف
ويدعوا إلى الأدب في الخلاف
ويعلمنا أنه لن يكون الخلق أبداً على قلب رجل واحد لا في التوحيد والإيمان فضلاً عن الفكر والرؤى
مستحيل
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ".
الإسلام لا ينتظر أبداً من أتباعه أن يتحركوا لإدخال كل أهل الأرض في التوحيد والإيمان
أبداً
الله يخاطب نبيه بقوله "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"
فنحن لا نُكره الناس على الدخول في الإيمان
فكيف نُكره الناس على قبول الرأي وإن خالفوه؟
كيف نكره الناس على قبول الرأي بالعنف والكبد والقوة والقهر والإكراه؟
هذا لا يقول به دين ولا يقول به عالم ولا يقول به حتى طالب علم
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 02:15 AM
الإسلام والتسامح في التغيير للمنكرات
نعم أعلنها لكم أيها الأفاضل
من أصول المنهج السلفي فالسلفية ليست حزباً وليست جماعةً
وليس من حقي ولا من حق غيري أن يجعل من نفسه حارساً لبوابة المنهج السلفي
ليدخل من هذه البوابة من شاء وليخرج منها من شاء
بل هو منهج رباني ونبوي لفهم القرآن والسنة بفهم السلف الصالح بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا بل وإلى يوم الدين
لقول رب العالمين : "وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ".
أطمئن الجميع وأقول
أتباع المنهج السلفي يؤمنون بوجود الأولياء بل ويؤمنون بكرامات الأولياء
نعلن ذلك بأعلى أصواتنا
أتباع المنهج السلفي يعتقدون أن كرامات الأولياء من معجزة النبي صلى الله عليه وسلم من معجزات الأنبياء
"أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ".
فنحن نؤمن بوجوب الأولياء
لكننا نعتقد أن الولي هو المؤمن التقي " الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ"
ومن ثم فعلى رأس الأولياء في الأمة (أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأصحاب النبي وآل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن تقي حقق أركان الإيمان بالرب العلي وحقق التقوى لله جل وعلا فهو ولي من أولياء الرحمن)
أما من طار في الهواء ومشى على الماء وهو غير متبع لشرع الله ورسوله فليس ولي من أولياء الرحمن وإنما هو ولي من أولياء الشيطان .
وهذا متفق عليه بين كل الطوائف وبين كل النحل
من طار في الهواء ومشى على الماء وهو معرض عن شرع رب الأرض والسماء وعن شرع إمام الأنبياء فليس ولياً من أولياء الله جل وعلا وإنما هو ولي من أولياء الشيطان.
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 02:21 AM
أيها الأحبة
الإسلام العظيم يُعلم أتباعه جميعاً ومنهم من ينتسب إلى هذا المنهج السلفي يعلمهم جميعاً
أن تغيير المنكر له ضوابط وله شروط
فنحن بُرءاء من هدم الأضرحة وحرق الأضرحة
أعلنها للدنيا كلها
وقد أثبتت التحقيقات الأولية للنيابة أن أتباع المنهج السلفي برءاء براءة الذئب من دم يعقوب
من هذه الدعاوي الخطيرة التي يُراد بها إثارة الفتنة في هذا البلد وإثارة حرب من نوع جديد بين السلفية والصوفية
والسلفيين والصوفيين وما وقعت طيلة القرون الخيرية أو المباركة الماضية ولن تقع بإذن الله تعالى
لأن أهلنا وشبابنا وإخواننا من أتباع المنهج السلفي ومن الصوفيين يدركون تماماً خطر هذه الفتنة ويعلمون حجم هذه المؤامرة
وأنا أطالب الجميع أن يتحركوا بعقل وحكمة بعد الدين والالتزام بالقرءان والسنة
لتفويت هذه الفرصة على أولئك الذين يُريدون لبلدنا أن تشتعل فيها حرباً أهلية من نوع خطير خبيث
بين أبناء الأمة الواحدة وبين أبناء الدين الواحد
وإن اختلفنا في بعض الرؤى وفي بعض الأطروحات
فلا ينبغي أبداً أن يقول قائل
لابد أن نُجيش وأن نحمل السلاح وأن نُسلح أبناءنا
ثم يرد عليه الآخرون
ونحن لسنا أقل قوة
ما هذه الفوضى ليس من صالح أي أحد تسقط هيبة الدولة
ليس من صالح أي طائفة أن تسقُط هيبة الدولة
وأن يختلْ أمن هذا البلد
أبداً
وإلا ستتحول بلدنا إلى فوضى حقيقية
وستسفك الدماء رخيصة
ولن يُعلم القاتل ولن يُعلم المقتول
ليس من العقل ولا من الحكمة أن نقول هذا
بل صوت العقل بعد الدين وأمره أنه يجب على الحكماء أن يتكلموا وعلى العقلاء أن يتحركوا
قبل أن تبدأ شرارة فتنة خطيرة لا تقل خطراً عن الفتنة الطائفية
لأن الكل سيتحرك فيها باسم الدين وباسم نصرة المنهج الذي يعتقده ويعتنقه
وهذا خطر عظيم على إسلامنا وديننا وبلدنا
أيها الأحبة
أقول للجميع
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في هذا الدين ولو أُهمل بُساطه وأُهمل عِلْمُه لتعطلت النبوة
واضمحلت الديانة وفشت الضلالة وعمت الجهالة وخربت البلاد وهلك العباد
ولذا جعله ربنا شرطاً من شروط خيرية الأمة
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"
نعم كلنا ركاب سفينة واحدة إن نجت تلك السفينة نجونا جميعاً وإن غرقت تلك السفينة غرقنا جميعاً
لن يفرق الغرق بين سلفي وإخواني وأنصار سنة وجمعية شرعية وصوفية وتبليغ إلى غير ذلك
بل سيغرق الجميع إن غرقت سفينة المجتمع
أخاطب أهل العقل والحكمة بحديث رسول الله في صحيح البخاري من حديث النعمان "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم :"لو تركوهم لما أرادو لهلكوا
ولهلكوا جميعا ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً"
فليأخذ الحكماء والعقلاء على أيدي أتباعهم في كل طائفة وفي كل جماعة
وودت ورب الكعبة أن لو سقطت كل هذه الرايات وكل هذه المسميات وكل هذه الجماعات
وثم نرفع شعاراً واحد
ونرفع راية واحدة
آلا وهي راية التوحيد لله
راية الإسلام
ولنرفع ولنعلي شعار الجماعة الأم التي يشرف الجميع بالانتساب إليها والانطواء تحت لواءها
آلا وهي جماعة المسلمين
إنها تسمية رب العالمين لنا "هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ"
لماذا لا نتنازل عن مسمياتنا تلك في وقت اجتمع فيه الكل ولم يجتمع فيه المسلمون باختلاف أطيافهم
لماذا لا نسقط كل هذه الرايات
لنرفع راية الإسلام فقط
وبعدها لنرفع راية مصر فوق الجميع
مصر تسع الجميع
مصر تحتاج إلى سواعد الجميع
مصر تحتاج إلى صدق كل صادق ووفاء كل وفيّ وبر كل بار وعمل كل متقن
مصر تحتاج الآن إلى حكمة الحكماء وعلم العلماء وتجربة الشيوخ والآباء وإلى قدرة وسواعد الأبناء والشباب
لنبني مصر بهذه العقول وبهذه السواعد
لا تحتمل مصر الآن أبداً هذه الفوضى
ولا هذا الجدل
ولا هذا المراء
ولا هذا التنابذ
ولا هذا التناحر
ولا هذا التنازع
ولا هذه الفرقة
بل واعتصموا
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَليْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا " الآية.
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 02:27 AM
أؤكد لإخواننا جميعاً وأقول لهم
اطــمئـنـوا
فمن أدبيات أتباع المنهج السلفي أن تغيير المنكر باليد له ضوابط ،
بل وبالقول له ضوابط
لا يجوز أبداً لأي مسلم يعلم القرءان والسنة بفهم سلف الأمة أن يُغير
منكراً بمنكر أكبر
أبداً
أبداً
وإلا فأنا أقول وبأعلى صوتي
هذا الذي يُقدم على تغيير منكر بلا علم ولا فهم وبما يترتب على
تغيير المنكر بما هو أنكر من المنكر هذا لا يجوز له البتة إطلاقاً أن
يتحدث باسم المنهج السلفي أو أن يتكلم على أنه يتحرك من منطلق
فهمه لمنهج السلف الصالح
أبداً
أعلنها للدنيا أتباع المنهج السلفي برءاء من هدم الأضرحة وحرق
الأضرحة
بل هم يدعون إلى التوحيد بصفائه ونقائه
وشموله وكماله ويدعون إلى التحليل من الشرك كله
يدعون إلى الطواف حول بيت الله وحده
وإلى أن تكون النذور لله وحده
ويدعون إلى اللجأ إلى الله وحده
والتوكل عليه وحده
والاستغاثة به وحده
وتفويض الأمر إليه وحده
ولا يختلف على الإطلاق مع هذا التأصيل أي مسلم على وجه
الأرض مهما كان انتماؤه حتى ولو كان صوفياً
هل يوجد صوفيّ حقيقي كما سأُبين الآن
يلجأ إلى غير الله ؟
أو يذبح لغير الله ؟
أو يستغيث بغير الله؟
أو يحلف بغير الله ؟
أو يطوف بغير بيت الله؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه طيب الله ثراه
وأنا أخاطب إخواننا الصوفيين أن يراجعوا كلام شيخ الإسلام في
المجلد الحادي عشر من مجموع الفتاوى في أول صفحة من
صفحات المجلد الحادي عشر
وأخاطب شبابنا أيضاً على اختلاف انتماءاته وأطيافه
أن يراجعوا قول شيخ الاسلام لنتحرك بعدل وأدب وإنصاف
وإنصاف
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : (الصوفية اسم لم يكن مشتهرا في
القرون الثلاثة الأولى لم يُستعمل لكن استُعْمِل بعد ذلك . قال :
واشتهر أن بعض الأئمة قد استعمل لفظ الصوفية. يقول :
كالإمام أحمد وسفيان الثوري والحسن البصري.
أول صفحة في المجلد رقم 11
سبحان الله
قال : واختلفوا في النسبة في المعنى يعنى
قيل أن الصوفية أو الصوفي مشتق من أهل الصوفة
وقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفويّ أهل الصفة
وقيل : بل هو مشتق من أصحاب الصفوف المتقدمة بين يدي الله
فقال : لو كان ذلك كذلك لقيل صفّي أي من الصف
وقيل بل هو مشتق من لبس الصوف
وهذا هو الأشهر والأرجح
وبدأت بداية الصوفية في بلاد البصرة لأن أهلها كانوا مشتهرين
بالزهد والعبادة .
اسمع لهذا التأصيل البديع
قال : والناس في الصوفية ثلاث طوائف :
ــ طائفة حكمت على الصوفية كلها وعلى التصوف كله وقالوا
مبتدعون ضالون خارجون عن السنة هذه طائفة.
ــ وطائفة مقابلة غلت في الصوفية فقالت هم أكمل الخلق بعد الرسل والأنبياء
قل : وكلا طرفي الأمر ذميم
هذا خطأ وذاك خطأ أن تغالي وأن تُـفْرط أو أن تُفرّط
قال : والوسط هو العدل
ثم قال : والقول الوسط
يا الله رحم الله هذا الرجل على عدله
قال شيخ الإسلام رحمه الله : والقول الوسط هو :
ــ أن منهم من هو سابق إلى الله باجتهاده في طاعة الله كاجتهاد
غيره ومنهم من هو مقتصد فمنهم السابق بالخيرات منهم السابق
المقرب إلى الله باجتهاده في طاعته كاجتهاد غيره ومنهم المقتصد
ومنهم الظالم لنفسه والعاصي لربه
وهذه الأقسام موجودة في كل طائفة من طوائف المسلمين
منا نحن الآن السابق بالخيرات ومنا المقتصد ومنا الظالم لنفسه
قال : وانتسب إليهم بعض الزنادقة وبعض المبتدعة
وأنا أتصور أنه لن يخالف صوفي على الإطلاق هذا التأصيل العدل
لشيخ الإسلام
من منهم يوافق على أن تكون الصوفية بُعداً عن الكتاب
أو انحراف عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
أو استغاثة بغير الله
أو نذر لغير الله
أو حلف بغير الله
أو طواف بغير بيت الله
لا يقبل هذا إلا من هو لا يعرف معنى الصوفية الحقَ
ولا وشاحة في الاصطلاحات
أؤصل هذا الآن حتى لا تشتعل نار فتنة نحن في غنى عنها على
الإطلاق
هم ونحن معهم ندعو إلى توحيد الله تبارك وتعالى
وإلى نبذ الشرك كله بكل صوره وأشكاله وألوانه
وندعو الجميع إلى التعقل وإلى الحكمة وإلى التروي وإلى التسامح
وإلى الجلوس للتصالح لنلتقي على الأصول والثوابت
ولُيبين بعضنا للبعض الآخر الحق فنحن بدليله من كتاب الله ومن
سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فنحن وهم لا يمكن على الإطلاق أن نقبل أن تتحول القبور إلى
ملاذات تُعبد بصورة أو بأخرى
فقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك "لعن الله اليهود
والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم وصالحيهم مسجداً".
نعم نؤصل الحق بدليله
بالحكمة والأدب والرحمة والتواضع
أما أن يتصور البعض أن تغيير أي منكر
يكون بمنكر أكبر من المنكر
فهذا ليس من أصول ديننا ولا من أدبيات أتباع المنهج السلفي على
الإطلاق
يقول ابن القيم : "إن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرع لأمته
إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يُحبه الله ورسوله فإن
كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر من المنكر فهو أمر بمنكر
وسعي في معصية الله ورسوله"
ولقد كان النبي يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها
بل لما فتح عليه مكة وصارت مكة دار إسلام وعزم النبي على هدم
البيت الحرام ورده على قواعد إبراهيم
لم يفعل النبي ذلك مع قدرته على فعل ذلك لأن قريش كانت حديثة
عهد بكفر وقريبة عهد بإسلام
لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
يتبع بإذن الله
زاد المعاد
04-10-2011, 02:30 AM
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد
أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الموحدين اللهم صلى
وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أيها الأحبة كنت أود أن أُبِين أيضاً تسامح الإسلام في الدعوة إلى
هذا الدين إلى الله وإلى رسوله لكن لا يتسع الوقت لذلك
وإنما أقول لم يدع الإسلام منهج الدعوة لأي أحد ليختار مقوماته
كيفما شاء
بل هذه المقومات للمنهج الدعوي ثابتة
أمر الله بها رسله وأنبياءه "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"
قال تعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
قال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ " .الآية.
فأنا أخاطب الجميع الآن أن يتحرك بحكمة ورحمة وأدب وتواضع
وأؤكد
أن مصر لا تحتمل أي فتنة من الفتن
يجب على العقلاء والحكماء إن كانوا فعلاً صادقين في إيمانهم
ودينهم ثم في وطنيتهم وحبهم لهذا البلد
أن لا يثيروا الآن وأي آن
أي فتنة من الفتن
بل فالتسخر الأقلام الآن للبناء
فالتسخر الأقلام الآن لدفع عجلة التنمية والاقتصاد
فالتسخر الأقلام الآن والألسنة للتطهير الأفكار
تطهير القلوب
تطهير الجوارح
تطهير المصانع
والمزارع والمدارس والشوارع والبيوت
والإعلام والتعليم
فالتسخر الأقلام والألسنة للبناء
بكل أشكاله وصوره وفي كل مناحيهِ
أما أن تُسخر الأقلام الآن
وأن تُسخر الألسنة الآن
وأن تسخر الفضائيات ووسائل الإعلام الآن بصورة منظمة
وممنهجة لإثارة هذا الذعر والرعب
حتى كدت ورب الكعبة
والله العظيم بكيت بالدمع وأنا أقرأ تصريحاً
بأن هنالك من يقول بأننا (سَنُسلْح أبناءنا وأتباعنا لحماية الأضرحة من السلفيين)
إلى هذا الحد؟
والله الذي لا إله غيره هذا كذب
حتى ولو أخطأ شاب
أيعقل أن يُحاكم منهج رباني ونبوي بفهم القرءان والسنة بفهم السلف
أيعقل أن يُحاكم هذا المنهج لخطأ وقع فيه أحد المنتسبين إليه
أيعقل أن أُعمم الحكم على المؤسسة العسكرية الآن
لخطأ وقع فيه ضابط
أيعقل أن أعمم الحكم على المؤسسة الإعلامية كلها لخطأ وقع فيه إعلامي
هذا خلل ليس من العدل "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"
" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ "
أطمئن الصوفية من على هذا المنبر
وأدعوا شيخ الأزهر مرة أخرى وثالثة ورابعة وألفاً
أن يدعوا كل هؤلاء في مشيخة الأزهر وأن يجلس الجميع تحت عباءة الأزهر
فنحن لا نريد أبداً ورب الكعبة أن نُقلل من شأن الأزهر
أو أن نتعدى على مكانة الأزهر
لكن فليجلس فضيلة الشيخ مع كل هؤلاء بروح الأبوة
فالعلم ليس حكراً على مشايخنا وعلماءنا في الأزهر
أبداً
وهم أنفسهم لا يقبلون ولا يرضون هذا
فليجلس الكل في الأزهر وتحت عباءته ولتحدث المصالحة وليقع التسامح والتصالح فيما بيننا
وأن نتفق على الأصول وإن وجد خلاف فليفكر العلماء الحكماء في كيفية حله
لقد عاشت الأمة قروناً طويلة
لم يحدث صدام بين أتباع المنهج السلفي وأتباع المنهج الصوفي
لم يحدث صدام
حوارات فكرية على العين والرأس
مناظرات علمية على العين والرأس
مظننة بالأدب
أما تُساق بلدنا لهذا المستنقع الخطير الذي لا يعلم خطره إلا الملك القدير
هذا لا ينبغي أبداً أن يقبله عاقل بحال من الأحوال
فأنا أدعوا الآن فضيلة الإمام أن يدعو كل هؤلاء
ليجلسوا جلسة حب وود وإخاء
فإذا التقت الأبدان ستلتقي القلوب إن صَفتْ النوايا وطهُرت السرائر
لتفويت الفرصة على من يُريد حرجاً وعنتاً ومشقةً وأزمةً لبلدنا
لا أريد أن أطيل على أحبابي وأخواني الذين أراهم يقفون في
الشمس قبل أن ارتقي المنبر بوقتِ كبير
أسأل الله جل وعلا أن يجعل مصر أمناً أماناً وسائر بلاد المسلمين
اللهم اجعل بلدنا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين
اللهم ارزق مصر الحكام الصالحين وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة النافعة يا رب العالمين
اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته
ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته
ولا عاصياًَ بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته
ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاحاً إلا قضيتها يا رب العالمين
اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوماً وتفرقنا من بعده معصوماً ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً
اللهم هدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى
اللهم استر نساءنا واحفظ بناتنا وأصلح شبابنا واشفي مرضانا وارحم موتانا
اللهم لا تردنا من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور
برحمتك يا أرحم الراحمين
آمين يارب العالمين
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010