المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور المنطق في الإسلام



صالح الصين
04-12-2011, 02:39 PM
السلام عليكم
أيها الإخوة،
أنا بحاجة ماسة المادة عن دور المنطق في الإسلام ووجهة نظر المؤسسات الإسلامية عنها مثلا الأزهر او جامعة المدينة المنوري، سواء كانت إيجابية أو سلبية، الرجاء المساعدة !

أخوكم صالح في الصين

عياض
04-17-2011, 03:42 AM
الموضوع كبير جدا سيدي صالح ...سواء كنت تعني به المنطق العام او المنطق اليوناني الخاص...لكن بخلاصة و عجالة..المنطق العام دوره حيوي جدا في تاريخ الاسلام...فمختلف مؤسسات دولة الاسلام التي قامت على مئات و آلاف المعاني القرآنية و الحديثية و الاجتهادية...كان يجمع بينها منطق عام يعقلن سلوكياتها و العلاقات فيما بينها...بدأ طبعا بسيطا ككل شيء..و مع توسع الدولة و ترامي اطرافها و التوسع المهول للنسيج الاجتماعي توسع هذا المنطق ليشمل مجالات جديدة و ليحوي تراكيب اكبر مبنية على التراكيب الأولى و تحمل نفس عناصرها ما جعل المنطق العام للعلوم و الايديولوجيات السياسية و المناخ الثقافي و الاجتماعي العام في المائة سنة الأولى من عمر هذه الدولة منطقا بسيطا و فعالا في نفس الوقت...تدركه اغلبية الشعوب المنضوية تحت هذه الدولة بشكل يجعلها تعرف حقوقها وواجباتها و المساحات بينها مما جعل الفروق الطبقية ذات صفة هلامية جدلية تكثر معها الفرص منتجة حركية ملموسة صعودا و هبوطا...فكان يمكنك ان ترى المولى الذي حرر من الأسر و قد اصبح ابنه رئيسا لديوان اكبر دولة في ذلك الوقت او عالما مقربا من دوائر القرار و الشورى و يمكنك ان ترى العكس سواء في العرب او المولدين ...و هذه الصفة اعطت للدولة قوة لانتشار مفهوم المواطنة بهذا المنطق البسيط الذي اتى به الاسلام ...فكان التطور في العلوم و القدرات و الطاقات متوازيا مع الحاجات الحقيقة للدولة..
حتى اذن الله بدخول المنطق اليوناني ...فأنتج عكس كل ما سبق ...و ما زالت آثاره لليوم ترى عيانا في الأفراد كما في الجماعات...ادخل تحكمات في التصور الجمعي قبلت كمسلمات ما لبثت مع الوقت ان انتجت و فرخت حقائق وهمية سببت بعد الناس عن حاجات الدولة الحقيقية و الواقعية فتولد عن كل ذلك تبذير في المال و الجهد و خاصة تبذير الوقت الذي هو اغلى راس المال في صراع الحضارات...وتوقف الجهاد و عطلت السنن و اشتغل الناس بما لا ينفع و لا يقع و شيئا فشيئا دب الى العلماء فاشتهر الوضيع منهم و اخر القوي الأمين ..فاحيى نعرات الجاهلية جذعة ...و اومض نار القبلية و الفخر بالآباء دون الفخر بالتقوى و العلم ...ثم دب الى جماعات الاصلاح المدني او اهل الله ففسدت اخلاق الناس و تراكمت الحجب بين حواسهم و قلوبهم فلا يكاد يصل من الايمان الذي تتكلم به حناجرهم الى قلوبهم الا الأقل و اورثهم العجب و الشح و اغترار كل ذي رأي برأيه و تواصوا عليه فما زال الناس يأز بعضهم بعضا على الاستبداد و تتبع حكم القوة دون حكم الحق و ما زالوا حتى رأوا قيم اول هذه الأمة وسيلة لا غاية و وهما لا يدرك الا بالكلام و صاروا طبقات متباعدة يموج بعضهم في بعض ..و ما زالوا حتى قست قلوبهم و طال عليها الأمد بعد ان كانت ارق قلوب اهل الأرض..و ما عاد ينفعها التذكير بالله و ايامه...فما زالوا في غي هذا المنطق باطنا و ان اظهروا خلافه ظاهرا ...حتى فاجأهم عدو الأمس و قد نفض هذا المنطق المكتوم و اخذ ببعض منطقهم القديم فقام عليهم بالصفع و الركل حقبا...فاورثهم ذلا و اتباعا و عبودية لهم بعد ان كانوا اسيادا ...و شغلهم عدوهم بانفسهم حتى لا يشتغلوا به و علم انه ما دامت انفسهم فيها من عناصر هذه اللعنة فلن تقوم لهم قائمة فحرضهم على الجدل و الكلام و تشقيقه و رغبهم عن الفعل و ما تحته عمل...و الحال كما ترى ...من صدق الله من المسلمين يحاولون ما امكن مع هذه الثورات ان يوقفوا الجسد مرة اخرى و يستخرجوا الحي فيه من ميته...و لا شك ان من اهم ما يجب ان يستأصل هو آثار هذا الورم اليوناني الخبيث المسمى زورا بالمنطق...
اتمنى ان لا اكون رغبتك عن دراسة المنطق :):

عياض
04-28-2011, 03:51 PM
بالنسبة للأزهر و الزيتونة و القرويين و ديوبند و غيرها من الجامعات التي لا ترد علم الكلام و تدخله في مناهجها و اصولها...فهي على عكس الجامعات السلفية كالجامعة الاسلامية و جامعة بنارس او جامعة الايمان او معهد دعاة انصار السنة او جامعة الوادعي او معاهد جمعية احياء الثراث...تجد في الأولى اغلب الأساتذة و المحاضرين يعتمدون علم المنطق كالة ضرورية لفهم الدين...و قلة من العلماء تحرمه او تتعامل معه كبقية العلوم الباطلة...و العكس في الجامعات الثانية اغلب اساتذتها على تحريم ادخال المنطق في علوم الدين و التحذير منه و تدريسه فقط لبيان عواره...وقلة من العلماء فيها يعتمده و يعول عليه...