هشام بن الزبير
04-14-2011, 01:14 AM
لجان.. بلطجية.. شبيحة
أطل الرئيس القائد الزعيم البطل الفاتح المفدى على شعبه الفقير الصغير الوفي الشقي وهو ينوء تحت نياشينه ويتنفس من خياشيمه, تحيط به الحراسات أسرابا كأنها فراشات, وتجلله الألقاب الرنانة ترتلها الفرقة الفنانة, وترفرف حوله الأعلام وتسبح بحمده الأقلام يبريها وزير الإعلام, هتف الشعب: "نسجن, نسحل, رئيسنا ما ينمس" "نخزى نموت زعيمنا ما يموت" "نطحن نهرس, قائدنا وبس" "نشنق نعدم ونفديك بالدم" رفع القائد يده شفقة على حناجر رعاياه الأوفياء, وضنا بحبالهم الصوتية أن يصيبها التمدد والالتهاب, وإن كان وزير الصحة بالجوار, قد أعد العدة وجاء بفرق الإسعاف, وأعد مشروب العرقسوس اللذيذ, فلا خوف على حناجر المحكومين إلا من الحز بالسكين. فقد قال القائد كلاما يشيب له الوليد, قال إن الوطن يتعرض لمؤامرة دنيئة, تقودها عصابات إجرامية, تروع الآمنين وتتخصص في إحراق المباني الحكومية وإحراق الوثائق الرسمية وتملك الأسلحة الخفيفة والثقيلة وربما كانت لها ترسانة نووية, فالأمر جد قال القائد, إنهم بلطجية, قال قائد اللجان الثورية, إنهم أوغاد أنذال أشباح بل شبيحة, لا يعلم لهم عنوان ولا ألوان, قال البطل هم بلطجية, فصفقت اللجان الثورية, وهللت الخلايا الحزبية, وتبسمت أسنان كأنياب الذئاب القطبية وارتفعت أذيال الكائنات الكلبية, فهي تعلم من تكون الأشباح الشبيحة الشبحية, لكنها أسرار حكومية ومؤامرات دولية وخطوات تكتيكية وإخفاقات استراتيجية ومخططات تنموية وحسابات سرية سويسرية وطموحات توريثية وصروح فرعونية ونصائح هامانية ومواكب قارونية بنكهة هوليودية وبهارات هندية حتى تستسيغها الحناجر المهللة المسبحة, وحين انتهت الكلمة السلطانية والخطبة الرئاسية عادت الهتافات مدوية: ""نسجن, نسحل, رئيسنا ما ينمس" "نخزى نموت زعيمنا ما يموت" "نطحن نهرس, قائدنا وبس" "نشنق نعدم ونفديك بالدم" فوزعت عليها فناجين العرقسوس, ثم دارت العجلات الديبلوماسية ووزعت المراسيم الرئاسية, فتنحنحت الحناجر وتململت الجموع لتنخرط من جديد في الحياة اليومية القاسية...
أطل الرئيس القائد الزعيم البطل الفاتح المفدى على شعبه الفقير الصغير الوفي الشقي وهو ينوء تحت نياشينه ويتنفس من خياشيمه, تحيط به الحراسات أسرابا كأنها فراشات, وتجلله الألقاب الرنانة ترتلها الفرقة الفنانة, وترفرف حوله الأعلام وتسبح بحمده الأقلام يبريها وزير الإعلام, هتف الشعب: "نسجن, نسحل, رئيسنا ما ينمس" "نخزى نموت زعيمنا ما يموت" "نطحن نهرس, قائدنا وبس" "نشنق نعدم ونفديك بالدم" رفع القائد يده شفقة على حناجر رعاياه الأوفياء, وضنا بحبالهم الصوتية أن يصيبها التمدد والالتهاب, وإن كان وزير الصحة بالجوار, قد أعد العدة وجاء بفرق الإسعاف, وأعد مشروب العرقسوس اللذيذ, فلا خوف على حناجر المحكومين إلا من الحز بالسكين. فقد قال القائد كلاما يشيب له الوليد, قال إن الوطن يتعرض لمؤامرة دنيئة, تقودها عصابات إجرامية, تروع الآمنين وتتخصص في إحراق المباني الحكومية وإحراق الوثائق الرسمية وتملك الأسلحة الخفيفة والثقيلة وربما كانت لها ترسانة نووية, فالأمر جد قال القائد, إنهم بلطجية, قال قائد اللجان الثورية, إنهم أوغاد أنذال أشباح بل شبيحة, لا يعلم لهم عنوان ولا ألوان, قال البطل هم بلطجية, فصفقت اللجان الثورية, وهللت الخلايا الحزبية, وتبسمت أسنان كأنياب الذئاب القطبية وارتفعت أذيال الكائنات الكلبية, فهي تعلم من تكون الأشباح الشبيحة الشبحية, لكنها أسرار حكومية ومؤامرات دولية وخطوات تكتيكية وإخفاقات استراتيجية ومخططات تنموية وحسابات سرية سويسرية وطموحات توريثية وصروح فرعونية ونصائح هامانية ومواكب قارونية بنكهة هوليودية وبهارات هندية حتى تستسيغها الحناجر المهللة المسبحة, وحين انتهت الكلمة السلطانية والخطبة الرئاسية عادت الهتافات مدوية: ""نسجن, نسحل, رئيسنا ما ينمس" "نخزى نموت زعيمنا ما يموت" "نطحن نهرس, قائدنا وبس" "نشنق نعدم ونفديك بالدم" فوزعت عليها فناجين العرقسوس, ثم دارت العجلات الديبلوماسية ووزعت المراسيم الرئاسية, فتنحنحت الحناجر وتململت الجموع لتنخرط من جديد في الحياة اليومية القاسية...