المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو حكم الصيام الجماعي ؟



سليلة الغرباء
04-18-2011, 09:31 AM
http://akhawat.imanhearts.com/images/smilies/islamic/006.gif



الحمد لله كثيرا وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى الأصر إلى يوم الدين

http://akhawat.imanhearts.com/images/smilies/islamic/ss1.gif




حكم الصيام الجماعي



الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

السؤال:
فضيلة الشيخ! ما حكم الصيام الجماعي؛ كأن يجتمع جماعة من النَّاس فيتفقون على أنْ يصوموا أيامًا معيَّنة؛ كالإثنين والخميس، وذلك من باب التَّعاون على البرِّ والتَّقوى؛ لأنَّ الإنسان ضعيفٌ بنفسه يقوى بإخوانه، ما حكم ذلك، نفع الله بكم؟
الجواب:
أرى أنَّه ليس من السُّنة، وأنَّه نوعٌ من البدعة إذا اتفقوا على ذلك؛ لأنَّنا إذا كنَّا ننكر التَّكبير الجماعي أو الذِّكر الجماعي -مثلاً- فهذا أيضًا كذلك؛ لأنَّ الصوم عبادة، فلا ينبغي أن يكون جماعيًا.
لكن من غير اتفاق لا بأس؛ مثل أن يُوافق أنَّنا صُمنا يوم الإثنين؛ فقال بعضنا لبعض: من كان صائمًا فالفطور عند فلان، واتفقنا أنْ نُفطر عنده -مثلاً-؛ هذا لا بأس به؛ لأنه أمرٌ عارض، وليس اجتماعًا على عبادة.
والاجتماع على العبادات والانفراد بها من الأمور المشروعة؛ ولهذا لولا أنَّ الله شرع لنا أن نُصلِّي جماعة لكانت صلاة الجماعة بدعة؛ لكن شرعها الله لنا.
كذلك الصَّوم جماعة، والاتِّفاق عليه مسبقًا نوعٌ من البدعة.
يرد علينا صوم رمضان، ألسنا نصوم جماعة؟
بلى، ولكنَّه هكذا فُرِضَ، المفروض أنْ يصوم النَّاس كلهم في هذا الشهر.
فأرى أنَّ يتخلّوا عن هذا الطريق، وأن يكون الإنسان مستعينًا بالله -عزَّ وجلَّ-، وأنْ يعتدَّ بنفسه، وإذا كان الإنسان لا يفعل العبادة إلا متوكئًا على عصا -أي إلا إذا فعلهاغيره- فإنَّ عزيمته ضعيفة.


سلسلة اللقاء الشهري (25/7)



** **



فتوى الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-

السؤال:
يقول السائل: نحن شباب مَنَّ الله علينا بصيام يوم وإفطار يوم، وإفطارنا يكون جماعيًّا بدون إلزام لأحد، وطعام الإفطار يكون بالمشاركة لكي نكسب أجر بعضنا، فهل هذا جائز، وإن كان لا يجوز فما العلة؟
الجواب:
هذا مُحْدَث، هذا مُحْدَث، الإفطار الجماعي، والصيام الجماعي، وقيام الليل الجماعي كما يفعله بعض الشُّباب، هذا كلّه مُحْدَث، لا أصل له.
فكلٌّ يُفطر في مكانه، وفي بيته؛ إلا إذا كان واحد يبذل فطور للَّصائمين، تحضر وتُفطِر معهم، مِن مُحسنٍ من المحسنين؛ فهذا لا بأس.
أمَّا أنَّكم تتعمَّدون الجماعي تعمُّدًا؛ فهذا لا أصل له. نعم.


الرابـط الصوتي (http://www.alfawzan.ws/node/7213)



** **





الانتقاء من درر فتاوى العلماء



من هـنا (http://doraralolama3.blogspot.com/2011/04/blog-post_16.html)

http://akhawat.imanhearts.com/images/smilies/islamic/sss-16.gif

إلى حب الله
04-21-2011, 12:48 AM
الأخت الكريمة ...
بارك الله فيك .. وفي أمثالك من الأخوات الفضليات مُحبات نشر العلم ..
ولكن لي بعض التعليقات :
والتي ترددت فترة ًفي كتابتها منذ قرأت موضوعك أول مرة ..
ثم بدا لي أخيرا ًأن أكتبها حين فراغي :
فلعلها إن كانت خطأ ً: صححه لي إخواني وأخواتي ..
وإن كانت صوابا ً: فبها ونعمت .. والفضل لله أولا ًوأخيرا ً..
أقول .......
----------
1...
بداية ً:
أود التنبيه لتبديل حرف الثاء في كلمة (الأثر) : بحرف الصاد المجاور له على
لوحة المفاتيح في جملة : "" ومن اقتفى الأصر إلى يوم الدين "" ..
فبعض مَن ليس له مثل قراءتنا وسماعنا : قد يظن أن الكلمة (الأصر) هي
الصواب !!.. ولا يعرف أنها من الخطأ الكتابي !!..
---
2...
وسوف أتعرض هنا لضيق الوقت : لرد الشيخ العلامة بن عثيمين رحمه الله
وطيب ثراه : وجمعنا وإياه مع مَن نحب في مستقر رحمته ..
أقول :
رغم أني لست أهلا ًلرفع الرأس لكلام هذا العالم الرباني الذي أ ُحبه كثيرا ً:
إلا أن شعوري الداخلي بكتم علم ٍأو بتصويب ٍقد ينفع مسلما ً:
يدفعاني لقول ما وقر في صدري وقلبي وعقلي بخصوص ما أقرأه أو أسمعه من
مسائل : وأجدني فيها مخالفا ًفي الرأي لمثل هؤلاء الأكابر الأفاضل رحمهم الله ..
ولذلك ..
وحتى لا أ ُتهم بما قد يُفهم خطأ من كلامي ..
أو أني أطعن في عِلم مثل هؤلاء الأكابر الأعلام (وأنا النكرة بجوارهم) ...
فسوف أكون مُحددا ًوواضحا ًفي نقدي لرد الشيخ العثيمين رحمه الله ..
ألا وهو ما يُعرف بـ : ((( خطأ القياس ))) ..
---
فقد قاس الشيخ رحمه الله موضوع السؤال عن الاتفاق على الصيام الجماعي
لإحدى سنن النبي (وهي صيام يومي الاثنين والخميس) من باب التعاون على
البر والتقوى والتشجيع : قاسه على ( بدعية ) الذكر الجماعي : فحكم بذلك
على ((( بدعية ))) مثل ذلك الصوم !..
ومن هنا أقول :
أول ما يصطدم ذلك الرأي : يصطدم بموقفٍ بسيط جدا ً: لا يستنكره أيٌ
منا في اعتقادي وهو : أن يُخبر الأب أبناءه وزوجته ليلا ًمثلا ًقائلا ً:
أننا سوف نصوم غدا ًالاثنين (أو الخميس) لمَن يقدر : استنانا ًبنبينا الكريم
صلى الله عليه وسلم !!!!..
فهل يُطلق على ذلك التشجيع والاتفاق اسم ((( بدعة ))) ؟!..
أم يُطلق عليه : التعاون على المعروف والبر والتقوى المأمور بهما قرآنا ًوسُـنة ؟!
ولو كان الاجتماع على صوم يوم ٍغير سنة النبي : لجاز فيه المقال !!..
أما والسائل قد حدد إحدى سنن النبي المعروفة الثابتة بالحديث الصحيح !!!!..
والتي أخبر النبي أن مَن أحياها أو دعا إليها : فله أجرها وأجر مَن عمل بها لا ينقص من
أجورهم شيء !!!..
أي يقاس عليها أيضا ً: أن أ ُرسل إيميلا ًإلى كل معارفي وأصدقائي وأحبابي وإخواني :
أ ُذكرهم بهذه السُـنة قبلها بيوم ٍمثلا ً: وأتفق معهم على العزم على صيامها
استنانا ًبسنة النبي الكريم !!!.. ولا يهم أن نفطر معا ًمن عدمه !!.. فذاك ليس لب
السؤال كما هو واضح ولكن : الاتفاق على صيام سُـنة معروفة : هذا هو قلب
السؤال !!!.. فهل في هذه الصورة بدعة ؟!!!..
وخصوصا ًوأن صورة الصوم نفسه كعبادة : لن تتغير عن الصوم المعروف للنبي
وصحابته (بخلاف صورة الذكر الجماعي عن ذكر النبي وصحابته كما سيلي) ؟!
وخصوصا ًوأن الداعي والمدعو جميعا ً: يعلمون وينشرون أنها سُـنة : أي ليست
واجبا ًولا فرضا ًولا بدعة ً!!!..
أقول :
فكما قال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في أول كلامه :
(( أرى أنه ليس من السُـنة )) ..
فأقول وأنا الأقل شأنا ًومنزلة ًوعلما ًًمنه باجتهادي : (( أرى أنه ليس ببدعة )) !!..
والله تعالى أعلى وأعلم ...
---
وأما الخطأ في تشبيهه بالذكر الجماعي وقياسه عليه فهو :

** الصيام عبادة : ليس فيها اجتماع لفاعليها على صورة معينة !!..
** وأما الذكر الجماعي : ففيه اجتماع لفاعليه على صورة معينة !!..

** الصيام الجماعي : هو دعوة أكثر منه ملابسة الجماعة لبعضهم البعض ..
** أما الذكر الجماعي : فهو ملابسة الجماعة لبعضها البعض أثناء الذكر ..

فالذين يتفقون على الصيام (أو الأب الذي اتفق مع أبنائه على صيام الاثنين) :

** فقد لا يجتمعون بعدها إلا على الفطور أو حتى : قد لا يجتمعون أصلا ً:
فيفطر مَن يفطر منهم : ويصُم مَن يصُم .. وربما لا يعلم الآخرون به ..
وكل ذلك ليس له ما يُنافيه من السُـنة .. لا شكلا ًولا مضمونا ً..
** وأما الذين يتفقون على الذكر الجماعي : فلا يتم عندهم إلا بالاجتماع
على صورة ٍمعينةٍ معروفة : وهي التي لم يكن عليها صحابة النبي : وهي التي
استنكرها ابن مسعودٍ رضي الله عنه في الواقعة الشهيرة بعد موت النبي ..
فخالفت صورة الذكر هكذا صورته التي عرفها به الرسول وصحابته ..
-------
هذا ما جال بخاطري حين قرأت رد الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
وأرجعته إلى خطأٍ في القياس (هذا إذا لم أكن أنا المُخطيء !!) ..
وهو الخطأ الذي قد يقع فيه بعض العلماء (نادرا ًجدا ً) :
والذي يمكن توضيحه أيضا ًبالمثالين التاليين من عندي ..........
------
المثال الأول ...
---------

لو أن أحد العلماء الأفاضل اجتهد رأيه : فأخبر أن على المسلمة أن تسعى
بسرعة وتركض بشدة بين العلامتين الخضراوين بين الصفا والمروة مثل الرجل !!..
وكان دليله في ذلك : أنه قاس هذا الفعل على السيدة هاجر رضي الله عنها أم
إسماعيل عليه السلام : وهي المأخوذ عنها هذا الركض بشدة أصلا ًفي هذا الموضع
والقصة معروفة ....
أقول : هنا :
قد وقع خطأ ٌفي القياس ..
فالسيدة هاجر رضي الله عنها عندما ركضت : لم يكن معها أحدٌ من الرجال
الأجانب عنها ! هذه واحدة : الثانية : أنها كانت مضطرة لهذا السعي لما قد
يُنقذ حياة ابنها من الموت عطشا ًعليه السلام ...
وأما في حالة المسلمة المعتمرة أو الحاجة في هذا الموضع من الصفا والمروة :
فلم يأت خبرٌ أو حديثٌ بخصوصها ...
ومعلومٌ أن المسلمة لها عدة أحكام لصونها عن التكشف أو لفت النظر لمحاسنها
وسط الرجال ...
فقد كانت إحداهن تطوف البيت من بعيد على قدر المستطاع (ولو على الدابة) :
ابتعادا ًعن الرجال (وهذا ما يتعذر الآن للأسف) ..
كما أن وجوههن التي ليس من الإحرام تغطيتها : كـُن يُسدلن عليها من الجلاليب
إذا حازهن الرجال أو اقتربوا منهن ..
وأخيرا ً:
وبالنظر لموقفٍ مشابه (وهو موقف ركض المسلمة بشدة وما سيصاحبه من اهتزاز
في جسدها قد يُغري مَن في قلبه مرض من الرجال بها) : فنرى أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم عندما أحب أن يُسابق أمنا عائشة رضي الله عنها في بعض أسفاره
(مرتين والحديث مشهور ومعروف) :
كان يأمر مَن معه من الناس أولا ًبأن (( يتقدموا )) !!!..
وهذا أيضا ًمن كمال ستر المسلمة في مثل هذا الموقف (أي الركض) ...
والشاهد :
خطأ قياس ركض المسلمة وسط الرجال في السعي : بركض السيدة هاجر رضي
الله عنها عندما كانت وحدها ...
والله تعالى أعلى وأعلم ....
-------
المثال الثاني ...
----------

لو أن أحد العلماء الأفاضل اجتهد رأيه : فأخبر أن الاستمناء حتى القذف
في نهار رمضان : لا يُفطر الصائم !!..
رغم أنه يشهد بكراهية الاستمناء بغير ضرورة : وقد تصل عنده لتحريمه !
ولكنه في اجتهاده ذلك (وللزومه السنة وخوفه من الابتداع) :
قد استدل بأن الثابت من السنة فقط هو : الجماع : ففيه ضياع صوم ذلك
اليوم : وفيه الكفارة المغلظة كما في الحديث المشهور : وأنه لم يأت نصٌ
صريحٌ عن الاستمناء (أو ما يُعرف بنكاح اليد أو العادة السرية) !!!..
ولذلك فهي عنده : لا تبطل الصوم : رغم إثم صاحبها عن ذنب الاستمناء
فقط !!.. ولا يلزمه حتى إعادة صوم ذلك اليوم !!!..
واحتج في ذلك أيضا ًبأنه لو كان الاستمناء يُفسد الصوم كالجماع : فإنه
لم يقل أحد العلماء بأن على المستمني كفارة مثل كفارة الجماع !!!..
أقول :
وهذا حق !!..
فإجماع العلماء هو أن المستمني : لا تلزمه الكفارة كالمُجامع ولكن : يلزمه
قضاء ذلك اليوم الذي فسد صومه : ويلزمه التوبة والاستغفار !!!..
وتعالوا معا ًنرى خطأ القياس الذي فات هذا العالم الفاضل ..
......
ففقهيا ً: كان الأوفق هو قياس مَن وقع في الاستمناء في نهار رمضان (وهو
شهوة الجنس) : بمَن وقع في الطعام في نهار رمضان (وهي شهوة البطن) !..
وقد جمعهم النبي عموما ًفي حديثه صلى الله عليه وسلم عن رب العزة عز
وجل :
" الصيام والقرآن : يشفعان للعبد يوم القيامة .. يقول الصيام :
أي ربي (يعني: أي : يا ربي) : منعته الطعام والشهوة بالنهار : فشفعني فيه ..
ويقول القرآن : منعته النوم بالليل : فشفعني فيه .. فيشفعان " ..
رواه أحمد والطبراني وقال عنه الألباني في صحيح الترغيب : حسن ٌصحيح ..
وأما قياس الاستمناء : بالجماع الذي يفوقه لذة ًبمراحل : ويستلزم التهيؤ
له من الزوجين أو أحدهما ... إلخ :
فهذا هو من خطأ القياس الذي أخبرتكم عنه ...
والله تعالى أعلى وأعلم ..
----
------
هذا رأيي الشخصي ..
فمَن رأى خطأي : فليُهده لي ومعه التصويب بكل أدب ٍوعلم ..
ومَن رأى صوابي : فكلٌ يؤخذ من كلامه ويُرد .. والعصمة لمَن عصمه الله ..
وكما قال ابن القيم رحمه الله << وسأسوق كلامه بالمعنى >> :
"" هذا الهدهد قد أخبر سليمان عليه السلام أنه قد أحاط : بما لم يُحط به !
فلم يزد ذلك قدر الهدهد عن قدره !.. ولم ينتقص ذلك قدر نبي الله سليمان
عليه السلام شيئا ً"" !!!..
والحمد لله رب العالمين ..

نور الدين الدمشقي
04-21-2011, 03:10 AM
بارك الله فيكم. لا شك أن مفهوم البدعة يحتاج الى مزيد من التأصيل والتوضيح بالنسبة لي على الأقل. لأننا نلاحظ دائما اننا بين طرفين يبالغ احدهما في تبديع كثير من الأمور...ويتساهل الآخر في كثير من البدع.
سؤال ببساطة وأظن الاخ الحبيب أشار اليه: لو قلت لزوجتي وأولادي ان يصوموا غدا لأنه يوم الخميس وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم....فهل تكون هذه بدعة؟ أطلب ممن عنده علم ان يبين لنا بارك الله فيكم.

أبو القـاسم
04-21-2011, 03:32 AM
الحق اني أخالف الأخ الموقر الذي أحبه أبو حب الله في رده الذي بناه على مقايسة وردت عرضاً من باب التمثيل للسائل,فالشيخ وإن كان أظهر جوابه بمظهر القياس لكن ليس هذا هو المستند الحقيقي في الحكم لأن الشيخ إنما يجيب سائلا فيحصل توسع أو تباسط في الجواب ولايكون محررا على ما ينبغي في مثل هذه البرامج التي يجيب فيها ..والصواب إن شاء الله تعالى أن الصيام الجماعي بمعنى اتفاق مجموعة على تحديد أيام معينة لصيامها كأن يقال يوم كذا صيام لأجل المجاهدين أو سنصوم الخميس لأجل في شكر جماعي لأجل كذا ونحو ذلك: فيه شبهة الابتداع من جهة أنه ذريعة إلى البدعة لمشابهتها في جامع التخصيص دون مخصص شرعي مع هيئة اجتماعية وما قد يوهمه من أن هذا عمل مندوب إليه شرعا مع التقادم وذلك كما لولزم إمام قراءة سورة الزلزلة في المغرب مثلا فدوامه عليه يوهم أنه مسنون فيكون بدعة من هذا الوجه ولو لم يقصد الابتداع أصالة ,ومعلوم عند أهل العلم أن من أقسام البدعة ماكان ذريعة إليها,والخلاصة أن الصيام الجماعي المنعقد على اتفاق طائفة بتخصيص أيام معينة فيه شبهة الابتداع من غير وجه والأمر في بعض صوره أوضح من بعض وقد لايكون كذلك في بعض الصور فتقل فيه المادة البدعية أو تنتفي بحسب ما يحتف بها من قرائن فلو اتصل شخص بصديقه وقال مارأيك لو صمنا غداً ونحوه فهذا لابأس به ولا أظن الشيخ يتوقف فيه, فهذا مغاير لصورة ما لو وضع إعلان عام يمثلا يقال فيه :يصام يوم كذا بنية كذا ونحو ذلك,ولايظن أن هذا من قبيل التعصب للشيخ رحمه الله تعالى وعفا عنه فإني لا أوافقه على كل ما يقول بطبيعة الحال ..وللرد بقية إن شاء الله تعالى في توضيح المقصود بتوسع أكبر ..إذا يسر الله عز وجل وأحياني

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-21-2011, 04:11 AM
أكره أن يحمل كلام الشيخ على غير محمله فلو أن الأخت الناقلة وفقها الله نقلت ما يكشف جوانب كلامه رحمه الله لكان أوضح وأوثق ...
فالشيخ رحمه الله أفتى ببدعية هذا النوع من الصيام لأنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه ولو فعله عليه السلام لنُقل عنه وأنتشر ...
والحاصل أن كلام الشيخ مبهم غير مفصل وهذا كلامه في موضع آخر يفصل فيه المراد ببدعية الصوم الجماعي ...
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

ما حكم الصيام الجماعي والاتفاق على الإفطار سواء كان في رمضان أو الاثنين والخميس ؟

فأجاب :

"لا ، أهم شيء الاتفاق على الصيام ، نحن نرى أن هذا مبدأ لم يكن عليه الصحابة أنهم يتواعدون أن يصوموا الاثنين والخميس وما أشبه ذلك ، ويخشى أن تتطور المسألة حتى يرتقي إلى ما هو أشد ، ثم نشبه أهل التصوف الذين يتفقون على ذكر معين يفعلونه جماعة ، فلذلك يقال للشباب : من صام غداً فسيكون الإفطار عند فلان مثلاً ، هذا لا بأس به ، لكن الاتفاق على صوم يومٍ معين هذا ليس من هدي الصحابة ، ثم كون الإنسان يعوّد نفسه أنه لا يصوم إلا إذا صام معه غيره ، هذا يُعَدُّ مشكلة ، فكون الإنسان يصوم من طوع نفسه سواء كان معه غيره أو لا ، هذا هو الذي عليه السلف الصالح" انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (174/29)

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-21-2011, 07:09 AM
مسألة :ثمة فرق في مسألتنا هذه بين التذكير بعمل الخير وبين الاجتماع عليه ما لم يرد دليل ..
فالتذكير يدخل في جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير كما في قوله عز وجل ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) [ آل عمران : 104 ]
ولا شك أن التذكير بفرائض العبادات ونوافلها من الدعوة إلى الخير ويدخل فيه التذكير بصيام النوافل وتعليمها الناس ، والتذكير بصيام النوافل والتنبيه على فضل صيام الأيام غاية مقصودة ، وأعمال من البر محمودة ، تدخل في قوله تعالى (( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، أما الاجتماع على العبادات التي لم يرد الدليل بالاجتماع عليها فهو نوع من البدعة كما أشار الشيخ رحمه الله من جهة أنها لم تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته وتختلف عن التذكير في أنها تذكير عملي مربوط بالاجتماع فيقال : نصوم ونفطر ثم نتوقف وبعدها نصوم ونفطر ثم نتوقف ، أما التذكير بأصل العبادة فهو التذكير بفعلها وتنبيه المتغافل عنها ليؤديها ويغتنم أجرها وبينهما فرق كبير ...

لو قلت لزوجتي وأولادي ان يصوموا غدا لأنه يوم الخميس وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم....فهل تكون هذه بدعة؟
إذا كان قولك بنية الحث على عمل الخير وذكر فضائل صيام الأيام فلا يدخل في الاجتماع البدعي ، فلو قلت مثلاً إني صائم غداً لأنه يوم الخميس وهو يوم تعرض فيه الأعمال على الله تعالى وقد واظب النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فصمته وصامه معك أهلك لم يكن من الاجتماع البدعي .. والله أعلم

سليلة الغرباء
04-21-2011, 09:43 AM
----------
1...
بداية ً:
أود التنبيه لتبديل حرف الثاء في كلمة (الأثر) : بحرف الصاد المجاور له على
لوحة المفاتيح في جملة : "" ومن اقتفى الأصر إلى يوم الدين "" ..
فبعض مَن ليس له مثل قراءتنا وسماعنا : قد يظن أن الكلمة (الأصر) هي
الصواب !!.. ولا يعرف أنها من الخطأ الكتابي !!..





جزاك الله خيرا أستاذنا على التصويب للخطإ الغير مقصود فلو تقرأ كثيرا لوجدتني أزل عند الكتابة مباشرة على الصفحة ربما للسرعة وعدم امكانية المراجعة في حينها ولأن المنتدى يحذف خاصية التعديل بعد ساعة ، "" ومن اقتفى الأثر إلى يوم الدين "" قصدتها هكذا ولم أقصد كتابتها الأصر وهو زلل مطبعي فقط ولو عدت لبعض مواضيعي لوجدتني أكتبها الأثر وليست الأصر ،



جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا أفاضل جميعا على التفصيل في الموضوع

هذه رسالة من أخت وجدتها في بريدي ولم أرد أن أبخل بنشرها والحقيقة أني أجد في نفسي بعض النقص في فهمها ، لذ اأشكركم لأني وأظن الكثير في حاجة لشرح مبسط للتوضيح أكثر وربما المسألة فيها جوانب لم تطرح ونحن في المتابعة للبقية إن شاء الله................

أنا عنيت بعدم استعابي للموضوع أن مسألة التذكير قد يظنها المسلم القاريء للموضوع هي تذكير بصوم جماعي

فمثلا عندما أذكر بعض الأخوات بأن غدا الإثنين وفيه صيام لمن شاءت واستطاعت

فهل تلك الدعوة والتذكير تعد مما قاله الشيخ ؟

الحقيقة عن نفسي أحتاج لهذا التذكير ، وآنس له عندما أحس أننا وبعض الأخوات سنصوم يوم الإثنين مثلا ، وفي هذا إحساس بالتعاون على البر والخير ، وإحساس بتوسيع دائرة الأجر لأنك ذكرت جماعة بهذا العمل التطوعي ، أم الأفضل هنا حسب فهمي للموضوع أن أصوم وحدي ولا داعي لدعوة أخواتي ؟

كذلك مسألة اختلاف الأزمنة والقرون ، ففي قرن رسول الله والصحابة هناك اجتهاد واضح وعلم غزير وتطبيق وفير للفروض والنوافل لا أظنهم يحتاجون لتذكير ، وفي عصرنا كثر السهو والنسيان وبعض الإعراض عن النوافل وفيه بعض الثقل على بعض النفوس فهل في الدعوة والتذكير للجماعة بصوم يوم الإثنين على أنه نافلة شيء لا يجيزه الشرع أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مسائل عديدة تطرح نفسها والله المستعان

نور الدين الدمشقي
04-21-2011, 06:35 PM
اثراءا للموضوع:
http://www.youtube.com/watch?v=fnFsqteDejY

إلى حب الله
04-21-2011, 07:59 PM
بسم اله الرحمن الرحيم ..

بداية ًللأخ الحبيب الغريب :
ولأني أشك في قناة اقرأ للأسف منذ نشأتها وحتى اليوم :
فأول ما لفت نظري هو كون اللقاء عليها :
فأرجو من أخي الحبيب الغريب قراءة الرابط التالي وتتبع ما فيه
إذا أراد ....
http://addado.blogspot.com/
وأرجو من كل أخ أو أخت له تعليقات على أشخاص العلماء يمكن
أن تثير فتنة أو بلبلة إذا تمت مناقشتها على العام : أن يُراسلني على
الخاص أو : يفتح موضوعا ًفي القسم الخاص للنقاش ..
فذلك أدعى لسلامة القلوب في مثل هذه المواضيع ..
----
أما بعد ..
الإخوة الكرام ..
مَن يتأمل في قولي في بداية ردي :
(( ولكن لي بعض التعليقات :
والتي ترددت فترة ًفي كتابتها منذ قرأت موضوعك أول مرة )) ..
يعرف أني لا أتردد في شيءٍ قط : إلا إذا كان فعلا ًيستحق التردد !!..
فأنا أعلم مُقدما ًأن الحديث عن (البدعة) : يتشعب ويطول ..
وقلما يُثار عنه نقاش (( بشكل ٍمفصل )) : وتجد أن الأراء تجتمع فيه !
وإلا :
فمعلومٌ أن البدعة المذمومة : هي المتعلقة بالدين : وليس بالدنيا ..
لأن تشريعات الدين ومن العبادات خصوصا ً: قد اكتملت في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم : وذلك من كمال هذا الدين الإسلامي العظيم كما
أخبر الله عز وجل : " اليوم : أكملت لكم دينكم " ..
وذلك بخلاف الفقه مثلا ً: فباب الاجتهاد فيه مفتوحٌ في تفاصيله : بشرط
التمسك بما قعده لنا القرآن والسنة من قواعد وأصول ..
أقول ....
وحتى لا يتشعب الحديث عن البدعة :
فالذي أحببت الإشارة إليه هو :
التفريق بين بدعية عبادة (كالذكر الجماعي) ..
وبين تبديع شيء (كالاتفاق على صوم سُـنة) : لا يُستبعد قيام الصحابة
به (رغم عدم وجود حديث صريح في ذلك) : أو : لا يستثقله قلب وعقل
المسلم العادي : مثلما يجد في البدعة استثقالا ًوتكلفا ًعلى الشرع ..
والإثم كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم :
" ما حاك في الصدر : وكرهت أن يطلع عليه الناسُ "
-----
أقول :
أنا لم أتحدث عن الاتفاق على عبادة بدعية (كأن يتفق جمعٌ على صيام يوم
الثلاثاء مثلا ًمن كل أسبوع) .. ولكني كنت مُحددا ًوصريحا ًفي إشارتي
لموضوع السؤال الأصلي : والذي تعلق بالاتفاق على صيام سُـنة من السنن
المعلومة الصحيحة وهي : صوم يومي الاثنين والخميس ...
وقد ذكرت ذلك في معرض كلامي ..
ونعم ..
كما قال أخي الحبيب أبو القاسم : هناك مواقف للبدع : قد تبدو فيها البدعة
غير ظاهرة تماما ً.. بعكس مواقف أخرى : قد تبدو فيها البدعة جلية ظاهرة :
ويبدو فيها واضحا ًأكثر : الخطر الذي تحمله (مثل ظن الناس مثلا ًمع الوقت أن
صيام يوم الثلاثاء المذكور كمثال : هو من الدين أو السُـنة في شيء) ..
----
وعلى هذا :
فأنا حصرت كلامي في الذي سأل عنه السائل وهو : الاتفاق على صيام السنة
المعلومة : الاثنين والخميس .. وسألت : هل هذا الاتفاق : بدعة ؟!!..
هل يُستبعد أن يفعله الصحابة مثلا ً(من تواصيهم على الحق وإصابة الخير) ؟!!..
هل لو اتفقت مع إخوان ٍلي على صلاة التراويح مثلا ًأو التهجد في مسجد الحي
أو مسجد كذا وكذا : هل هذا يُعد بدعة ؟!!!..
ولنكن أكثر دقة :
أنا أتحدث هنا عن (عين ذلك الاتفاق على عمل سُـنة) : هل هو من البدعة
في شيء ؟!!!.. هل تغير شكل الصائمين فيه : كما تغير شكل الذاكرين في ذكرهم
الجماعي ؟!!!..
هل تغير شكل القائمين أو المتهجدين فيه : كما تغير شكل الذاكرين في ذكرهم
الجماعي ؟!!!..
فهذا ما قصدته إخواني وعرضت له نقاط الاختلاف بين القياس فيه : وعلى مسألة
الذكر الجماعي ...
وربما لم أ ُوفق ساعتها في الشرح والبسط لضيق الوقت والله أعلم ...
-----
ولمَن أراد نظرة ًأوسع عن تلك النقطة الشائكة في مسألة البدعة أقول :
هل (( الوسائل )) التي تؤدي إلى فعل العبادات أو السنن : هل فيها ابتداع : حتى
ولو لم تكن خطأ ًفي حد ذاتها ؟!!!..
أمثلة :

1...
هل استخدام السبحة في ضبط عدد الذكر الوارد في حديث رسول الله بمئة مثلا ً:
هل استخدام تلك السبحة هنا في حد ذاته : بدعة ؟!!..
وقد علمنا أن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كانت تستخدم العدّ
بالحصى ونحوه ؟!!!.. (( أرجو ملاحظة اختلاف الوسيلة : عن العبادة نفسها ))
ونعم ...
أنا ضد التغالي في شكل السبح : وأنا الحقيقة لا أستخدمها أصلا ً: ولكني لا أ ُبدع
مَن يحتاج إليها : وإنما أذم مَن يتباهى بها .. أو يحملها في يده دوما ًحتى ولو لم
يستخدمها فتصير مصدرا ًمن مصادر الرياء ... إلخ ..
وأعلم أيضا ًأن فيها تشبه ببعض الأديان الوثنية التي تستخدم السبح في العد ولكن :
إذا احتيج للشيء عمليا ً: فيمكن التغاضي عن ذلك التشابه الغير مقصود : وإلا :
لفتحنا باب التبديع للكثير من الأشياء المعاونة الأخرى على عباداتنا بما يضيق المقام
لذكره الآن ...

2...
وأما المثال الثاني فهو : مسألة فصل مصلى النساء عن الرجال : سواء في دور آخر
علوي أو سفلي ... أو سواء بفاصل من الحائط أو الستار ونحوه .. أقول :
الصلاة : هي هي الصلاة لم تتغير للرجال أو النساء على السواء !..
وأما الفصل بينهما :
فهو مندوب شرعا ً: وخصوصا ًبعدما أوضحه النبي في حديثه الصحيح عن نيته
تخصيص باب في المسجد لخروج ودخول النساء وحدهن .. وأيضا ًلما كان صلى الله
عليه وسلم يفعله من تأخير القيام من الصلاة بعد انتهائها : إلى حين خروج النساء
أولا ً....
فذلك كله : صب في مشروعية (( الوسيلة )) وهي : فصل النساء عن الرجال ..
مع عدم وجوب ذلك (ونرى ذلك بوضوح في ساحة وأدوار المسجد الحرام مثلا ً
في بعض الأوقات والأماكن : يضطرهم الزحام إليه اضطرارا ً) ..
أقول :
هل يُقال عن هذا الفصل بهذه الصورة : بدعة ؟!!..

3...
وأخيرا ًولعدم الإطالة :
هل ركوب السيارة أو الدابة للمسجد لأداء الصلاة : هل هذا بدعة ؟!!!..
-------
فأرجو أن تكون قد وضحت وجهة نظري الآن : في التفريق بين العبادة نفسها
ومعها صورتها التي لا يجب أن تتغير (في فرض أو سُـنة) :
وبين الوسيلة التي تساعد على بلوغ تلك العبادة : بما لا يُغضب الله ولا رسوله !
والآن :
نعيد السؤال من جديد :
هل عندما أتفق مع إخواني أو أبنائي أو مع معارفي على النت : على إحياء سُـنة
صيام الاثنين والخميس : أو الثلاث أيام البيض من كل شهر عربي :
فهل (((( ذلك الاتفاق )))) : بدعة ؟!!!..
أم أنه من التواصي على الخير والأخذ بيد الإخوان عليه ؟!!!..
وخصوصا ًأننا لا نرغم أحدا ًعليه أو نوجبه !!!.. وإنما نبين فضله ونعلمه !!..
ومعلومٌ كما قال السائل أن كثيرٌ من الناس : يكون تأثير شعورهم باندماجهم في
عمل ٍجماعي : أوقع من الترك لنفسه : وهو يعلم ما بها من ضعف !!!..
فالمسلم فعلا ً: قليلٌ بنفسه : كثيرٌ بإخوانه ...
وعليه أن يفعل ما يراه أعون له على أداء العبادات والسُـنن : طالما لم يكن فيها
ما يُخالف الشرع والدين ....
وهذا كان دأب سلفنا الصالح لمَن يقرأ في سيرتهم ...

والله تعالى أعلى وأعلم ..
------
وأما عن مشاركة الأخت سليلة الغرباء الأخيرة وسؤالها :
فقد ظهر لك أختي الكريمة أن ما قلتيه من دعوة غيرك إلى السُـنة :
لا إشكال فيه أصلا ً.. وأرجو قراءة ما كتبه أخي الحبيب أبو القاسم في ذلك ..
وإنما الإشكال المثار أختي الكريمة هو :
هل إذا اتفق مسلمان او أكثر على ذلك الصيام من باب التواصي على الخير :
هل ذلك يُعد بدعة ؟!!..
هذا هو ما صار إليه الموضوع أيتها الفاضلة ...
وأنا أعلم مقدما ًأن الحديث في ذلك ربما يطول ويطول للأسف ..
ولذلك :
فأنا أحترم آراء علمائنا : وإخواني هنا في هذا المنتدى الطيب ..
اللهم إلا إذا كان منهم مَن يرى أن الخلاف في هذه النقطة (نقطة الاتفاق على
أداء سُـنة) : هو مما لا يجوز فيه الخلاف ..
فساعتها أعوذ بالله أن أكون مبتدعا ً...
(فالبدعة في نظري : فاصلٌ بين ما يجوز وما لايجوز لا يزيد عرضه عن الشعرة !!)

والصلاة والسلام على نبينا الكريم ..
رزقني الله وإياكم الفقه في الدين ..

أبو القـاسم
04-21-2011, 08:37 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..
كان الأولى في نظري مع احترامي للجميع أن يصبر الإخوة حتى أتم تعليقي الذي وعدت بإكماله ..وقد ساءني الرابط الذي وضعه أخي أبو حب الله في بيان ما سماه الرابط "ضلالات " عن الشيخ العلامة محمد الددو وإن كنت أخالف الشيخ في أمور منها ما يتعلق بموضوع تأصيل البدعة وحدودها (ولكني أجله وأبجله وأحسبه -والله حسيبه-من العلماء الربانيين ) ,وذلك أن الرادين عليه كالريس مثلا لا ينبغي أن يحال إلى كتاباتهم فهم أهل الضلالة حقاً ومنهجهم كله مؤسس على بدع منكرة وإني أحذر كل من تصله كلمتي من عبدالعزيز الريس هذا ومن على شاكلته من مرجئة العصر
كما أني لا أوافق أخي أبا حب الله وفقه الله تعالى وحفظه على طريقته في الرد الذي أسسه على الظن بأن الشيخ انطلق في حكمه من قياس حكم الصيام الجماعي على الذكر الجماعي..وليس ذا بصحيح,
وعلى كل حال لا حاجة لإتمام ما كنت أنوي ..
والله المستعان

نور الدين الدمشقي
04-21-2011, 11:47 PM
أطلب من الادارة نقل الموضوع الى القسم الخاص ان رأت ذلك:
بل أتم ما كنت في صدده اخي الكريم حتى تفيدنا....فهذا الموضوع فيه من الحساسية بين الناس ما يحتاج العامي معه ان يفهم بعض أساسياته.
وذب الله عن عرضك يوم القيامة كما تذب عن الشيخ...الذي لا نقول أنه لا يخطيء (وهذا حال جميع البشر والمشايخ على السواء)...لكن ان يتهم بالضلالات وغيره فهذا ما استغربه فعلا.
هل لي بأن القي ما في جعبتي ان اتسعت لكثرة ما فيها صدور أحبتي:

فلو اتصل شخص بصديقه وقال مارأيك لو صمنا غداً ونحوه فهذا لابأس به ولا أظن الشيخ يتوقف فيه
ولو كانوا اثنين؟ وماذا عن ثلاثة؟ أو عشرة أو عشرين؟
أين الضابط شيخنا الكريم...أليس المفروض أن يكون هناك قاعدة تضبط الحكم مثلا؟
هل كل ما لم يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة (بالمعنى الاصطلاحي طبعا)؟ بالتأكيد لا...أليس كذلك.
ماذا عن الأمور التعبدية التي لها أصل في الشرع؟ هل كل الأمور التعبدية تصبح بدعة ما لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الكرام؟
هذا ما افهمه من عبارة من مثل:

فالشيخ رحمه الله أفتى ببدعية هذا النوع من الصيام لأنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه ولو فعله عليه السلام لنُقل عنه وأنتشر
هل كل ما ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام بدعة؟ أم المقصود الأمور المتعلقة بالعقائد والعبادات فقط؟
ما هو الخط الفاصل بين ما يعتبر عبادة وما يعتبر عادة....وكيف نضبطه لنصدر أحكاما اذا كان سيدخل في نيات الناس أحيانا؟
لعل مثالا يساعد:
أليس الذهاب الى المسجد عبادة (اعني الذهاب في الطريق بقصد الصلاة...لا الصلاة ذاتها)......أظن الجواب نعم (لك بكل خطوة كذا وكذا).
وان كان الجواب نعم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخدم "السيارة" في الذهاب الى المسجد...وقلنا الذهاب ذاته عبادة...هل هذا يجعل الذهاب الى المسجد بالسيارة بدعة؟ بالتأكيد لا. فهل هناك فرق بين عبادة "الذهاب الى المسجد" وعبادة "الصيام" أو "الذكر"....هل الأخير يمتاز بهيئات مخصوصة دون الأول مثلا؟ وما الضابط؟
هل "وسيلة" العبادة كما سماها اخونا الحبيب ابو حب الله زاده الله حبا له...أو "طريقة" العبادة يجب ان تكون تماما كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم؟
أليست بالنيات..تقلب العادات عبادات؟ هل هذا يؤثر أو يدخل فيه مفهوم البدعة كذلك؟
(اشعر انني اريد ان اقول: كل هذه الاسئلة اعزائي المشاهدين نطرحها عليكم في الاتجاه المعاكس) لكنني أؤثر عدم تمييع جدية الموضوع :)

إلى حب الله
04-22-2011, 01:24 AM
أخي الحبيب الغريب ..
بالنسبة لتساؤلاتك الأخيرة ..
وحتى لا يُساء فهم كلامي بالخطأ : فأقول للمرة الثالثة أو الرابعة :
أنا لا أتحدث عن تغيير صورة العبادة نفسها : فهذه بدعة لا يختلف عليها
مسلمان عاقلان !!!..
وإنما تعلق ردي فقط : بما يسبق العبادة من وسائل : تعين عليها ..
كضبط المنبه .. أو ركوب السيارة (رغم قرب المسجد من البيت مثلا ً)
ومثل اتفاق الإخوان على إحياء العديد من السُـنن الصحيحة : كصيام
الاثنين والخميس .. وثلاثة أيام البيض .. أو صلاة التراويح أو التهجد ..
أو صيام عاشوراء ... إلخ
فأنا أردت بكلامي : استبعاد تلك الوسائل من الحكم بالتبديع من عدمه !
وخصوصا ًمع عدم احتوائها على مُنكر أو مبتدَع ديني مذموم في حد ذاته !!..
ولا أ ُحب أن يتوسع الأمر أكثر من ذلك :
فيظن ظان ٌأن له أن يُغير في صورة العبادة نفسها بما ابتدعه المبتدعون سلفا ً
وخلفا ً!!!!..

فالصلوات مثلا ً: تجد وصفها مفصلا ًفروضا ًونوافلَ في كتب الحديث !!!..
فإذا أخبر أحدهم بتغيير صورتها : أو أوقاتها : بما لم يثبت فيه دليل شرعي :
فهو مبتدع ..

والصيام أيضا ً: معلومٌ عن ماذا يصوم المسلم : فإذا أخبر أحدهم أنه سيقصر
الصيام فقط على النباتات وسيأكل اللحوم !!.. أو سيقصر الصوم على الطعام
دون الشراب !!.. أو سيقصره على الطعام والشراب دون الجماع : فهذا هو
المبتدع الذي يمكن أن يصل في بدعته (إذا علم بحرمتها واستباحها) إلى الكفر !

والذِكر كذلك : معلومٌ أسسه وضوابطه وصيغه قرآنا ًوسُـنة !!.. فمَن شذ
عن ذلك في صورة الذكر نفسه : أو يُحدد للناس صيغا ً: ما أنزل الله بها من
سلطان : فإنما يدعو لبدعة ...
نعم ...
هناك ذكرٌ يُمكن أن يفعله المسلم بغير التقيد بعددٍ ولا لفظ : وهو يدخل
في عموم الأمر بذكر الله والندب إليه ..
ولكن البدعة كل البدعة : هي في نشره للآخرين وتدوينه : فيحسبه الناس
من سنة النبي أو من الدين : وما هو من سنة النبي : وربما لم يكن من الدين
أيضا ً!!!!!!!!!..
إذ :
ميزة أذكار القرآن والسُـنة : أنها من المشرع نفسه .. مُنزهة ًعن الخطأ !!..
وأما الأذكار التي يمكن لأحدنا أن يقولها من نفسه : فمَن أدراه أن معانيها
كلها أو بعضها صحيحة ؟!!!!..
فربما كان يُسيء لله عز وجل في ذكره : وهو لا يدري !!!..
(كأن يذكر الله مثلا ًبصفة الضر فقط !.. ولا يذكر الصفتين معا ًالضار النافع :
أو يعتمد في ذكره على ما جاء في حديث ضعيف أو موضوع أو منكر : وهو لا يعرف)
-------
والخلاصة ...
أنه في العبادات : يجب لزوم النبي : قدر ما نستطيع ..
هو : أو صحابته الكرام .. أو سلف الأمة الصالح رضوان الله عليهم جميعا ً..

وأما العادات : فالحذر الحذر من انسياح الفواصل التي بينها وبين العبادات !!..

فقد يُخبر أحد المسلمين مثلا ًأن احتفاله بالمولد النبوي : هو من العادات (ظانا ً
بذلك أنه يخرج بهذا القول من إثم الابتداع) .. فأقول لمثله :
ومَن أدراك أن أحد أسباب تخلف العوام : هو هذا الاحتفال بالمولد النبوي !!!..
يظل المسلم العامي : متغافلا ًعن دينه طول العام : هو ومَن في رقبته من زوجة
وأبناء : ثم بشرائه لحلاوة المولد : واستماعه لبعض الذكر أو التذكير : يوما ًواحدا ً
في العام : نجده من بعده وقد : (عادت ريمه لعادتها القديمة) !..
ويظن بذلك أنه : قد بلغ الغاية من حب النبي !!!.. وقد (( أدى )) ما عليه من
ترجمة هذه المحبة إلى واقع !!!!..
فيزداد جهالة ًمع جهله بمرور السنوات !!!..
فلا عجب أن ترى بعد ذلك مسلما ً: يرتشي !!.. ولا يغض البصر !!.. وفاحشا ً
كذابا ًخائنا ًللأمانة !!!.... إلخ
أو ترى مسلمة ً: يحتاج حجابها إلى حجاب !!.. أو تتساهل في الاختلاط أو الخلوة
أو النميمة أو الغيبة .... إلخ
------
فهذا مثال واحد فقط لمساويء هذه البدعة (المولد النبوي) التي لا ينتبه لها البعض !
والتي قد يُسميها البعض (( عادة )) !!..
ولو كانت خيرا ً: لفعلها مَن كانوا قبلنا ولكنهم علموا أن علامة المحبة هي :
الاتباع !!!..
بل :
وجعل الله تعالى اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم : هي علامة محبة المسلم
لربه فعلا ً: وليست الأقوال والاحتفالات والشعارات الرنانة فقط !!..
يقول عز وجل :
" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ : فَاتَّبِعُونِي (أي النبي محمد) : يُحْبِبْكُمُ اللّهُ .. وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .. وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .. آل عمران 31 ..
--------
وكلمة أخيرة أقولها لإخواني وأخواتي ..
والله :
لا يستشعر عاقلٌ عظم قدر النبي واصطفاء الله له :
إلا وعرف أنه من الحكمة لزوم ذاك النبي المصطفى في كل شيء نعلمه عنه :
وليس في العبادات فقط !!!!..
أي : لو استطعت تقليده في كل شيء تعلمه عنه : وتستطيعه : فافعل !!..
وهو ما ترجمه أحد الصالحين بقوله :
والله لو كنت أعرف كيف كان يُرجل النبي شعره : لفعلت مثله !!..........
وهكذا أتمنى من الله عز وجل :
أن آكل مثله .. وأشرب مثله .. وألبس مثله .. وأضحك مثله .. وأغضب
مثله .. وأحلم مثله .. وأجلس مثله .. وأنام مثله ........................ إلخ

والله تعالى من وراء القصد ...
ومعذرة ًلأخي الحبيب أبي القاسم إن كنت سبقته في شيء ولو بالكتابة ..
وأعوذ بالله أن أكون بابا ًلفتنة .. أو جسرا ًلبدعة ..
" رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ "
آل عمران 8 ..
والحمد لله رب العالمين ..

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-22-2011, 02:15 AM
حدثنا مروان بن شجاع حدثني خصيف عن مجاهد عن ابن عباس
أنه طاف مع معاوية بالبيت فجعل معاوية يستلم الأركان كلها فقال له ابن عباس لم تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا فقال ابن عباس { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
فقال معاوية صدقت .

ونحن نقول مع معاوية صدق ابن عباس لقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة ، فلو كان هذا خيراً أو قل شيئاً مشروعاً لأُخبرنا به ...

والناقلة الفاضلة وفقها الله نقلت كلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله وكلام غيره من العلماء ولا يمنع هذا أن يكون هناك رأي مختلف لبعض العلماء فلا يحجر أحد على أحد وكلام ابن عباس رضي الله عنه يرجح ما ذهب إليه الشيخ ...
وسئل الشيخ أيضاً عن حكم تشجيع عامة الناس على صيام النافلة وإقامة الفطور الجماعي، فقال: أرى أنه لا بأس به، لكن الأولى تركه، لأن الصحابة رضي الله عنه ما كانوا يسلكون هذه الأساليب فإذا رُغب الناس في صيام النافلة بالقول، فهو كاف عن ترغيبهم بالفعل. انتهى.

فقول الشيخ رحمه الله أن الأولى تركه هو إتباعاً لسلف الأمة وآثارهم ...

سليلة الغرباء
04-22-2011, 10:36 AM
بارك الله فيكم وجعل ما طرحتم في ميزان حسناتكم جميعا

ننتظر أن تكمل ما بدأت شيخنا ابا القاسم بارك الله فيك فلا تبخل علينا بما علمت إن كانت هناك إضافات

نور الدين الدمشقي
04-22-2011, 06:12 PM
أنا لا أتحدث عن تغيير صورة العبادة نفسها : فهذه بدعة لا يختلف عليها
مسلمان عاقلان !!!..
حسنا أخي: اليس المشي الى المسجد عبادة؟
لذلك قلت:

فهل هناك فرق بين عبادة "الذهاب الى المسجد" وعبادة "الصيام" أو "الذكر"....هل الأخير يمتاز بهيئات مخصوصة دون الأول مثلا؟ وما الضابط؟

إلى حب الله
04-22-2011, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الأخ الحبيب الغريب ...
لقد خلطت بين العبادة : وبين ما هو من لوازم العبادة ومقدماتها !!..
فالعبادة أخي :
هي ما أمر به الله ورسوله : وبينا لنا كيفيته المُحددة : والتي يأثم مَن
يُغير فيها إثما ً: يتناسب مع درجة هذا التغيير ومدى علمه به واستحلاله
له !!!..
مثال :
الصلوات : سواءٌ كانت مفروضة أو نوافل : فلها صور معينة : قد بينها
لنا الله ورسوله : جملة ًوتفصيلا ً..
من حيث أوضاع الجسد فيها وشكله : وما يُمكن أن يُقال في قيامها وركوعها
وسجودها : ومن حيث أوقاتها : وأركانها وواجباتها وسُـننها إلخ .......

فهل يأت آتٍ مثلا ًليُصلي جالسا ًواضعا ًقدما ًعلى قدم ٍبغير مرض ٍولا
عذر ٍولا ضرورة : ويقول : أنا أؤدي الصلاة !!!!..
فهذا هو التغيير في صورة العبادة الذي قصدته من كلامي أخي : وقس
عليه : كل ما تعبدنا به الله ورسوله : وانتفى إبهام صورته قرآنا ًوسُـنة ..
-----

وأما لوازم العبادات أخي :
فلا شك أنها بالنيات : تصير لها حسنات ..
فتعمدك لبس أفضل ما عندك مثلا ًقبل الصلاة مع التعطر : وتعمدك
المشي إلى المسجد : وتعمدك كثير الأكل والشرب في السحور قبل صيام
يوم ٍفي أشد الحر : وتعمدك صب الماء على رأسك في العمرة أو الحج
لتستطع مواصلة العبادة : وتعمدك عدم حلق شعرك لنيتك حلقه في
عمرةٍ أو حج ٍقريب .... إلخ :
كل ذلك : ينقلب بتلك النيات الطيبات : إلى حسنات ..
وقد يُعد بعضه : امتدادا ً(قبليا ًأو بعديا ً) للعبادة التي ارتبط بها :
سواء التي أدى إليها : أو نتج عنها ..
وعلى ذلك يُفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة :
" إذا توضأ أحدكم : ثم خرج عامدا ًإلى الصلاة : فلا يُشبكن بين يديه :
فإنه في صلاة " ..
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة ..
وفي رواية أخرى لأحمد ونحوه أيضا ًعند ابن حبان :
" دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد : وقد شبكت
بين أصابعي .. فقال لي : يا كعب .. إذا كنت في المسجد : فلا تشبكن
بين أصابعك .. فأنت في صلاة : ما انتظرت الصلاة " ..
والحديثين صححهما الألباني لغيرهما في صحيح الترغيب والترهيب ..
----
أقول :
مما سبق : يظهر لك أخي الحبيب الغريب :
الفرق بين العبادات (مثل الصلوات والصيام والزكاة والحج والعمرة .. إلخ)
وبين لوازم تلك العبادات ومقدماتها :
مثل المشي إلى المسجد للصلاة : أو الركوب .. أو انتظار الصلاة ..
فهو ليس من جنس العبادة نفسها !!..
ولكنه لما كان مؤديا ًلها : وسببا ًفي بلوغها : فإنه حسُن التأدب فيه بآداب
العبادات :: وكأن الله تعالى ورسوله يُمهدان مَن يفعل ذلك نفسيا ً: قبل
الشروع في تلك العبادات ....
ثم من كمال كرم الله عز وجل ومنته وفضله :
أن أثابنا على تلك المقدمات وذلك التمهيد أيضا ًعند صلاح نيته ..

والله تعالى اعلى وأعلم ..

أبو القـاسم
04-23-2011, 06:27 AM
أود أن أشير إلى أن البدعة على ضربين من حيث مصدرها :-
-بدع منقولة ..أي عن الأمم الأخرى كبدعة الكلام عند الأشاعرة والمعتزلة , وبدعة الأعياد كعيد الأم..إلخ
-وبدع داخلية وهي التي بإحداثٍ في أمر الله تعالى ما ليس منه, إما أصالة وإما في القدر الزائد كزيادة هيئة او تخصيص زمان أو مكان إلخ..أو يكون ذريعة إليها ..ومنها ما يكون كفراً ومنها ما دون ذلك ..
والله الموفق

سليلة الغرباء
04-23-2011, 10:37 AM
أريد أن أصل لخلاصة وزبدة القول بارك الله فيكم

هل في التذكرة نوعا من البدعة أم لا ؟

لما اذكر أخوات لي بأن نصوم الايام البيض مثلا أو الاثنين والخميس طبعا لمن استطاعت ، هل في هذه العادة بدعة حسنة أم سيئة نخشى أن تصير عادة لم تكن في زمن السلف الصالح

نور الدين الدمشقي
04-23-2011, 03:11 PM
بارك الله فيكم اخواني في الله.

لقد خلطت بين العبادة : وبين ما هو من لوازم العبادة ومقدماتها !!..
الحبيب ابو حب الله: اليس المشي الى المسجد عبادة بحد ذاته وان كان مقدمة لعبادة أخرى؟ فما هو ضابط التفريق؟ متى نقول ان العبادة "مخصوصة بهيئة معينة مخالفتها بدعة" ومتى نقول بأنها ليست كذلك....ماذا عن عبادة "الذكر". وعبادة "الدعاء" مثلا؟

هي ما أمر به الله ورسوله : وبينا لنا كيفيته المُحددة : والتي يأثم مَن
يُغير فيها إثما ً: يتناسب مع درجة هذا التغيير ومدى علمه به واستحلاله
له !!!..
ما هو الحد الفاصل في تعريف هذه الكيفية؟
بارك الله فيكم اخي ابا القاسم...وأعاذني من الجدل والمراء:

وإما في القدر الزائد كزيادة هيئة او تخصيص زمان أو مكان
هل تخصيص زمان أو مكان لحفظ القرآن بدعة مثلا :
1- اذا لم يعتقد افضلية للزمان وانما من باب تنظيم الوقت.
2- اذا دعا اليه غيره في وقت محدد (مثل حلقة حفظ القرآن بين مجموعة من الاخوة أو الاخوات).
كيف يختلف مثل هذا عما اذا دعا مجموعة من الاخوة على الافطار في يوم الخميس بعد تذكيرهم بصيامه عملا بهذا الأصل.
بارك الله فيكم

أبو القـاسم
04-23-2011, 03:25 PM
أخي الفاضل المكرم الغريب حفظه الله تعالى :الحق أن جواب أسئلتك يحتاج إلى كلام طويل لأنه بحاجة لتأصيل أصولي إذ القضية لها تعلق كبير بأصول الفقه والعقيدة معاً ..وسأحاول تخصيص وقت لذلك إن شاء الله تعالى
لكن باختصار :التخصيص البدعي في الوسائل هو الذي يكون فيه اعتقاد فضيلة أو ذريعة إليه بوجه من الوجوه بحيث ينقل الوسيلة إلى معنى تعبدي فتكون هي في نفسها مضاهية للمشروع ..فبقدر ما يتحقق فيها هذا الوصف بقدر ما تزيد مادة البدعة فيها
فالاتفاق على قراءة القران في يوم معين ..إن كان لأجل مناسبة الوقت ونحو ذلك ,انتفى فيه معنى البدعة..لأن التخصيص حينئذ من جنس الوسائل المحضة التي لابد منها في كل عمل ..مثال توضيحي :
1-يشرع بعد الصلاة الاستغفار ثلاثا ثم دعاء معروف ثم يسبح ثلاثا وثلاثين إلخ
فإن شخص التزم أربعين مرة..في التسبيح والتحميد والتكبير بدل الثلاث والثلاثين ..فهذا بدعة ولو لم يعتقد الأفضيلة لأنه زاد على المشروع بغير مخصص شرعي وتعبد الله به..
2-لكن لو أنه حين فرغ من الذكر المشروع انطلق يسبح كيفما شاء ..فوجد أنه يناسبه تسبيح مئة مرة وربما في يوم آخر مئتين وهكذا..فلا بأس بذلك لأن الذكر مشروع في كل حال فهذا دليله

نور الدين الدمشقي
04-23-2011, 04:01 PM
بارك الله فيك اخي...ونعم نحتاج الى مثل هذا الموضوع ان توفر لديكم الوقت...وان شئت ان تجيب على التالي فبارك الله فيك...والا احلني الى ما استطيع ان استزيد منه.
هل تعتمد في تعريف البدعة على كلام الامام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام....وهل هناك تعريف لما يعتبر "مضاهاة للشريعة".

التخصيص البدعي في الوسائل هو الذي يكون فيه اعتقاد فضيلة أو ذريعة إليه
هل المقصود بالذريعة اليه: اي الذريعة الى اعتقاد الفضيلة في تلك الوسيلة؟
بارك الله فيكم

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
04-23-2011, 04:17 PM
أخي الغريب نور الدين ..
أليس الصحابة كانوا يذهبون إلى المسجد على دوابهم في بعض الأحيان ، أما سمعت عن حديث ابن عباس عندما أرسل الأتان -أنثى الحمار- من بين صفوف المصلين ودخل في الصف ...
هذا الرابط يفيدك بخصوص البدعة http://salafyway.maktoobblog.com/102/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D8%A9/

ومن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: (فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية). يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. قال الشاطبي في بيان هذا التعريف: (قوله في الحد: (تضاهي الشرعية) يعني : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة. منها وضع الحدود: كالناذر للصيام قائما لا يقعد. ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وما أشبه ذلك. ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته) انتهى كلام الشاطبي