المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((خطيئة الصوفية الكبرى)) للدكتور مصطفى محمود



فكر
10-07-2005, 01:40 AM
خطيئة الصوفية الكبرى
كانت زلة الصوفية الكبرى حين قالوا في لحظة وجد.. لا تصلح المحبة بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر.. يا أنا.
و لم يحدث أبدا في تاريخ الغرام أن تحول المحب و المحبوب إلى شخص واحد إنما ظلا اثنين دائما و أبدا. لم يتوحدا إلا في لحظة وهم أو في خيال شاعر أو في هذيان الفراش ذات مساء.

و سقطة الصوفية أنها عاشت ذلك الهذيان كأنه واقع فاتخذ الصوفي حبه لله بابا ليقول:

أنا من أهوى و من أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا

و هكذا سقط أكثرهم في خطيئة الحلول و الاتحاد و التجسد، ثم في وحدة الوجود الوثنية التي جعلت من الله عين كل شيء.. و جعلت الصوفي العاشق يخاطب أي شيء و كل شيء على أنه الله ليس باعتباره آية الله و صنعته و إبداعه و إنما عين الله و ذاته.

ثم تغالى الصوفية في تعظيم محمد و جعلوا منه الرحمن الذي استوى على العرش و العقل الأول و النور الذي انشقت عنه أنوار النجوم و الكواكب و الأكوان بكافة مراتبها..

ثم أسرفوا حتى جعلوا التوحيد خطيئة لأنه يشترط اثنين رب و عبد يوحده.. و هم لا يعترفون إلا بواحد.. فقال ابن الفارض:

و لو أني وحدت ألحدت و انسلخت
من آي جمعي مشركا بي صنعتي

فجعل من التوحيد إشراكا، و مادام كل شيء هو الله فكل من عبد أي شيء فهو على حق حتى من عبد الصنم و الحجر و النار و الشمس و الثعبان.
فقال ابن الفارض:

و إن عبد النار المجوس و ما انطفت
كما جاء في الأخبار من ألف حجة
فما عبدوا غيري و إن كان قصدهم
سواي و إن لم يعقدوا عقد نيتي

و من هذا المنحدر الخطر انزلق بعضهم إلى القول بأن كل أنواع العبادات على حق.. فكل شيء هو الله و ما ثم إلا الله.. ثم أنكروا العذاب لأن الله لا يمكن أن يعذب نفسه و تأولوا آيات النار في الآخرة فقالوا إن المجرمين يتنعمون في النار كما يتنعم الأبرار في الجنة و أن الله يجعل النار عليهم بردا و سلاما بعد قضاء المدة و استيفاء الحقوق و أن العذاب مشتق من كلمة العذوبة.

و قال أحد شيوخ الحلولية حينما استفزوه لقتال العدو.
و كيف أقاتل الله ( فكل شيء في نظره هو الله).
و قال ابن الفارض عن صلاته لله إنه إنما تصلي نفسه لنفسه إذ هو الله عينه.

لها صلواتي بالمقام أقيمها و أشهد فيها أنها لي صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
و ما كان لي صلى سواي و لم تكن صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
و ليس معي في الملك شيء سواي و المعية لم تخطر على المعيتي
و مازلت إياها و إياي لم تزل و لا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
فقد رفعت تاء المخاطب بيننا و في رفعها عن فرقة الفرق رفعتي
تحققت أنا في الحقيقة واحد. و أثبت صحو الجمع محو التشتت

فجعل من نفسه كل شيء فهو الممد و المستمد و الفاعل و القابل و الرب و العبد..

و نفسي كانت من عطائي ممدتي
و به تدور الأفلاك
فبي دارت الأفلاك فاعجب لقطبها المحيط بها و القطب مركز نقطتي
و ما سار فوق الماء أو طار في الهواء أو اخترق النيران إلا بهمتي
إلى رسولا كنت مني مرسلا و ذاتي بآياتي علي استدلت
و الأمر كله أشبه بنفس تنظر إلى نفسها في مرآة

و شاهد إذا استجليت نفسك ما ترى بغير مراء في المرايا الصقيلة أغيرك فيها لاح أم أنت ناظر إليك بها بعد انعكاس الأشعة.

و رماه أهل زمانه بالكفر و الفسوق و الإباحة و هم معذورون.

و رفض الإمام ابن حنبل أن يسير في جنازة الحرث المحاسى لتصوفه و اختلفت سكة أهل الشريعة عن سكة الصوفية.. أهل الشريعة جعلوا الحكم للعقل و النقل.. و الصوفية جعلوا الحكم للذوق و الكشف و الإحساس الذاتي. و من ثم وقعوا في الخلط لأن الكشف فيه الشيطاني و الروحاني، و يستحيل التمييز بدون ميزان الشريعة.. كما أن الأحاسيس الذاتية تتفاوت و تختلف بعدد الناس.. يقول الله عن الوحي الشيطاني..
(( شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)).
فالشياطين يمكن أن يكون لها وحي و يمكن أن تؤتي أصحابها الكشف و الخوارق.

و هكذا انحدر بعض غلاة الصوفية إلى أسوأ من الدروز الذين قالوا بألوهية الحاكم بأمر الله، و العلويين الذين قالوا بألوهية علي بن أبي طالب، و بعض فرق اليهود الذين قالوا بألوهية عزير، و بعض فرق النصارى الذين قالوا بألوهية عيسى فقد قال بعض منهم بألوهية نفسه.. و ألوهية كل شيء.
فقال الحلاج:

سبحان من أظهر ناسوته
سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا
في صورة الآكل و الشارب

و ما حب الرجل للمرأة عندهم إلا حب الله لنفسه (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا).

و عن الاسم الإلهي الذي وصف الله فيه نفسه بأنه (( الظاهر)) توقف ابن عربي فقال بأنه تعالى عين ما ظهر:

فلا تنظر العين إلا إليه
و لا يقع الحكم إلا عليه

و قال مع أصحاب وحدة الوجود بأن الله مجموع ما ظهر و ما بطن..
و نسي باقي الآية التي تصف الله بأنه:
هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن.
و معناها الواضح أنه الأول قبل كل ما ظهر و الآخر بعد هلاك كل الظهورات، فهو إذن متعال عليها جميعا مفارق لها و بائن عنها.

و قال ابن عربي في كتابه الفصوص في وحدة وجود هندية صريحة:

فما أرى بعيني إلا عينه إذ أعاين

و قال في بيت آخر:

جمع و فرق فإن العين واحدة
و هي الكثير لا تبقي و لا تذر

و قال:

الحق المنزه هو الخلق المشبه

و يتناقض ابن عربي بين كتاب و كتاب فنراه في الفتوحات يقول بأن الله موجود و أن ما سوى الله من أعيان و مخلوقات لها أيضا وجود و ثبوت و لا يمكن أن يكون هناك جمع في العينين فيقول:

كنه وصفا و لا تكنه ذاتا فعين المحال بادي

أي تخلق بأخلاق الله و لكن لا تحاول أن تكون الله فهذا محال.. و محال أن يكون العبد عين الرب، و محال أن تتم الوحدة و الجمع بين العينين، و إنما الرب بائن مباين مفارق أبدا و أبدا و أزلا و متعال على مخلوقاته.

ثم يعود فيثبت و ينفي في نفس الوقت:

فما أنت هو بل أنت هو و تراه
في عين الأمور مسرحا و مقيدا
فقال بإطلاق الذات الإلهية و تقييدها.

ثم بلغ غاية التطرف فقال بأن الله هو كل شيء حتى الباطل.. و لهذا لا يجب أن تنكر الباطل.

لا تنكر الباطل في طوره
فإنه بعض ظهوراته

أي بعض ظهورات الله ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا).

و تكاد تجد جميع الفلسفات في كتب ابن عربي تجد أرسطو و تجد أفلاطون و تجد كانت و هيجيل و هيوم و ليبنتز.. و تجد وحدة الوجود الهندية و تجد الثنائية و التثليث و التجسيد و التجريد و الوجودية.. و كل ما قيل و يقال في المعرفة الإلهية سلبا و إيجابا تجده في سطور ابن عربي. و كتبه تحفل بالرأي و نقيضه و بالفكرة و ضدها و يكاد يكون بحرا طاميا متلاطم الموج.. و أحيانا لا تدرك ماذا يريد أن يقول و لا تعرف كيف تضع له تصنيفا.. هل هو شاعر أو أديب أو مؤرخ أو مفكر أو فيلسوف و هل هو رباني أو شيطاني و هل هو مسلم أو بوذي أو برهمي.. و لا شك أن فيه كل هؤلاء.. و الرجل أمة وحده.. و هو بالقطع لا يمكن أن يقبل كله و أيضا لا يمكن أن يرفض كله.
و هو ظاهرة في تاريخ الصوفية و الفكر الإسلامي جديرة بأن يدرسها الخاصة.. و لكني لا أنصح العامة بقراءته.. فكل من يخوض بحر ابن عربي بدون خلفية دينية فلسفية و بدون مجداف الشريعة هو لا محالة هالك.. و كل من يغرق في بحره لا يخرج.

و قد انسلخت الصوفية إلى طرائقية بعدد المشايخ، كل طريقة لها شيخها و أورادها. و قد غالت كل طريقة في طاعة شيخها حتى طلبت من المريد أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله أي يسلم له تسليما أعمى في كل شيء.
و قال الشعراني:

من أشرك بشيخه شيخا آخر فكأنما أشرك بالله

و جعلت كل طريقة أورادها فوق القرآن.. بل نهى بعض المشايخ مريديهم عن قراءة القرآن و قالوا.. الورد يكفي.

و غالى بعض الصوفية في الزهد التزهد إلى درجة طلب الفقر و لبس الخرق و صوم الدهر و عدم الزواج و عبادة الأضرحة و التواكل و التبطل و التسول و الحياة على الخبز الأسود و الماء و جنح البعض الآخر إلى العكس فظهرت فرق صوفية تدعو إلى الاستمتاع و تبيح التهتك و تحض عليه و من هؤلاء ابن أبي الغراقيد الذي أباح اللواط و قد صلب ابن أبي الغراقيد في خلافة الراضي سنة 322 هجرية.. كما صلب الحلاج..

و بهذه المغالاة في العقيدة و الفكر و السلوك خرج معظم هذه الفرق عن الإسلام و أصبحوا أشبه بالهيي.. و الصعاليك.. و الفنانين الرافضين و الشعراء الملتاثين.

وكان طبيعيا ما أعلنه الوهابيون من حرب على هذه الطائفة بكافة فرقها.
و مازالت الحرب قائمة إلى اليوم بين الطائفتين.. بين الصوفية الذين يسمون أنفسهم بأهل الحقيقة و بين خصومهم من أهل الشريعة و علماء الظاهر و علماء النقول الذين يقول عنهم الصوفية إنهم يأخذون علمهم ميتا عن ميت بينما هم يأخذون علمهم عن الحي الذي لايموت.

و للإنصاف و الحق ليس كل الصوفية أهل انحراف و كفر و تطرف و ليس كلهم أهل خرق و بدع و شعوذات.. و إنما مازال فيهم أهل ورع و تقوى و التزام ممن وقفوا عند.. إياك نعبد و إياك نستعين.. ينزهون ربهم عن كل هذه الترهات.. و لا تفارقهم كلمة.. ليس كمثله شيء.. رافضين التشبيه و التجسيد و الحلول و الاتحاد و وحدة الوجود.. و رافضين لكل هذه المتاهات الفكرية و شعارهم الدائم.. إن العجز عن درك الإدراك إدراك.. و إن كنه الله مستحيل إدراكه.. و إن العجز فيه هو عين معرفته.. و إن الدين هو إسلام الوجه لله و العمل الصالح و مكارم الأخلاق و الإيمان بكل ما جاء من رسول و كتاب.. كما أن بحر الصوفية ليس كله حيتان و أسماك قرش و ثعابين و إنما أيضا فيه لآلئ و مراجين و درر غاليات من درر الحكمة.

و تجد عند الصوفية أعذب الكلام كما تجد بين الملتزمين منهم قمما من الإيمان و الإحسان و مثلا عظيمة من الجهاد في الله و التفاني في عبادته، و من الإنصاف أيضا أن نقول إن البعض من الطائفة الأخرى من أهل الشريعة و علماء الظاهر و الفقهاء تطرفوا هم أيضا و خرجت منهم فرق تحرم كل شيء و تشدد علينا في كل شيء و تكاد تجعل الحياة مستحيلة.. و قد عرفنا طائفة التكفير و الهجرة في مصر و سمعنا عن طائفة التبليغ و النور في مكة التي خرج منها المهدي و احتل الكعبة مع عصابته.. و كلتاهما نادتا بنفس الشعارات.. و هي شعارات مازال يرددها و يروجها بعض الفقهاء إلى الآن بأن الإذاعة حرام و التليفزيون حرام و السينما حرام و البنوك حرام و مهنة الحلاقين كفر و حلق الذقن كبيرة من الكبائر و خروج المرأة للعمل كفر و صوتها عهر و المدنية الغربية بكل ما فيها إلحاد و زندقة و الديمقراطية الغربية ضلال.. و الموسيقى و التصوير و الغناء و المسرح فنون يجب تحريمها تحريما قاطعا.. و مع ذلك نراهم يركبون السيارات و يستخدمون الكاسيت و المنشورات المطبوعة لنشر دعوتهم.. و نجد في بيتهم الكهرباء و المصاعد و السخانات.. و نراهم يخرجون على الكعبة بالمدافع الرشاشة.. فمن أين أتوا بكل هذه الوسائل أليس من المدنية الغربية الكافرة التي يرفضونها.. لماذا إذن لم يخرجوا علينا بالسيوف و الدروع.. و لن تسمع منهم إذا جاء ذكر الإسلام إلا قطع الأيدي و الجلد و الرجم.. لا اجتهاد مع نص.. و مع ذلك هم يعلمون أن النبي عليه الصلاة و السلام منع قطع الأيدي أثناء الحرب و عمر منع قطع الأيدي في عام المجاعة.. اجتهد الاثنان رغم وجود نص قرآني مطلق بقطع يد السارق بلا استثناء.. فكيف احتكم الاثنان إلى العقل رغم وجود النص و كيف استثنى كل منهما.. ذلك درس عظيم في عقلانية الإسلام من النبي و خليفته.. و لكن نسمع من حولنا اليوم و في نهاية القرن العشرين و في عصر العلم من يريد أن يعطل العقل باسم الدين و باسم النص.. و ينسى أن العقل العربي معطل بما فيه الكفاية من مئات السنين.. بل هو مغمى عليه.. بل غائب و لا وجود له..

و تلك خطيئة و بلية يمكن أن تكون أفدح من خطيئة المتصوفة لأنها ستكون خطيئة مسلحة بسلطان الحاكم خطيئة ستعود بالأمة الإسلامية بجرة قلم إلى عصر الخيام و الحريم و إلى عصر ما قبل الفحم و البخار و إذا قلت لهم لو قطعنا يد السارق في عشرة جنيهات فماذا نفعل في سارق العشرة ملايين بالرشوة و الاختلاس و التزييف و العمولة.. و لا نجد لمثل هذه الأشياء نصا.. ماذا نفعل في قضية مثل قضية لوكهيد.. أليست هذه الأنواع الجديدة من السرقة في حاجة إلى اجتهاد.
و كيف نقطع اليد في عشرة جنيهات و نعفيها في عشرة ملايين ألا تكون فتنة و حض و تشجيع على هذه الأنواع من السرقات.
الاجتهاد إذن أمر حتمي واجب و لازم و لا مفر منه مع النص و بدون نص.

و الإسلام نفسه اجتهاد و الإسلام حياة و فعل و تغيير و تكيف و تفكر و تدبر و تأمل و سماحة و طلب للعلم من كل منابعه نأخذه من المؤمن و الكافر. ألم نأخذ من الكافر الكهرباء و البخار و الذرة و الإلكترونيات و الطب و الكيمياء.. فأي غرابة في أن نأخذ من ابن عربي و غيره ما نجده مفيدا و نرفض ما نجده منحرفا.

و قد سقط بعض الصوفية في المغالاة و التطرف هذا صحيح، و لكن سقط أيضا بعض علماء الشريعة في التطرف و المغالاة و الجمود و الشكلية و المظهرية.. و لم تسلم كتبهم من المآخذ.. و خرج من هؤلاء فرق ضالة منحرفة و خرج من أولئك فرق ضالة منحرفة، و أمامنا ما فعله الخوميني و آياته في إيران مثالا حينما أسقط حكما ظالما و أقام فوضى شاملة أطلق فيها على الناس فرقا مسلحة من الأولاد و الصبية تهاجم البيوت و تروع الآمنين و تسجن و تعتقل و تقتل باسم الحرس الإسلامي و تنفيذ الشريعة.. و ما هي بشريعة و لا هو بإسلام و إنما هي أهواء و أحقاد و غرام بالنكال و التنكيل على الناس تحت ستار الدين.

و لا أحب أن يفهم إخواننا من هذا الكلام أننا ضد فكرة الحكم الإسلامي أو سيادة شريعة الله.. فهذا غير صحيح.. و الحكم الإسلامي أملنا و أمل كل مسلم و الشريعة حلمي و حلم كل مؤمن، و لكن ما أطالب به و أشترطه هو الفهم و حسن التطبيق و إدراك المتغيرات الجديدة و الاجتهاد و عدم تعطيل العقل و رحابة الأفق و سعة الصدر و النظرة المستنيرة و عدم التعصب و عدم التحجير على الناس و عدم الجزافية في رفض كل جديد.. و في النهاية كل كتاب لأي طائفة يؤخذ منه و يرد ماعدا القرآن الذي تكفل ربنا بحفظه. فلم هذه الصيحات من هنا و هناك بإحراق الكتب و تكفير الناس.. و لم كل هذا التربص و الترصد من كل طائفة لطائفة.. حتى لنكاد نوشك في هذه الأيام أن ننقض على بعضنا البعض في حرب أهلية يتمناها أعداؤنا من الشرق و الغرب و يستدرجوننا لها بكل فنون المكر و المخادعة.

لقد اعترفنا يا قوم بأننا خطاؤون و لازمنا مراجعة النفس و تصحيح المسار كل يوم.. و أين منكم من لا يخطئ و هذه فرق تتارية تخرج من عباءتكم لتقتل و تسفك الدم باسم أقدس ما تنادون به.

لقد صدق رسولنا عليه الصلاة و السلام حينما قال: (( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق)).
فلنأخذ بهذه السنة الحميدة.. سنة الرفق و الترفق و اللين و الهوادة و الحلم و السماحة و العفو و الصفح و سعة الأفق و رحابة الصدر، فإن من يبحث في حقيقة الدين و يطلب جوهره.. لا يطلب شيئا هينا بل يطلب شيئا كبيرا بعيد المنال.. و السير على هذا الدرب لا تنفع فيه العجلة و لا إطلاق الهتافات.. فالدرب متين و لابد من السير برفق لمن يريد أن يصل إلى شيء.

ملحوظة: لم أقم بطباعة بعض الأسطر التي تصف بعض أقوال و أفعال الفئة الضالة من المتصوفة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

أبو جهاد الأنصاري
10-11-2005, 02:57 PM
رغم هذا النقد الطيب الذى قدمه الدكتور مصطفى محمود للصوفية وأهل الحلول والاتحاد إلا أن القارئ لكثير من كتاباته يجد تأثراً كبيراً بهم جميعاً.
غفر الله لنا وله.