Digital
04-24-2011, 10:59 PM
سقوط ليبيا وغسيل الدماغ
20/03/2011 (( اليوم 25/4/2011م ))
عبد الحكيم مفيد
وصلنا مع ليبيا أمس إلى الامتحان الحقيقي، اللحظة التي كنا ننتظر جاءت، منذ الآن سيكون الحديث عن ليبيا أصعب، لأن القذافي ونظامه ليسوا المقصودين منذ الأمس.
كنا نعرف أن هذه اللحظة قادمة لا محالة، المسألة كانت تحتاج الوقت الكافي حتى يكون أول صاروخ أمريكي أو فرنسي مبررا، ومفهوما ويأتي في سياق "حماية الشعب الليبي"
بعد شرح مستفيض وموسع في التفاصيل الصغيرة بواسطة خبراء "عسكريين" عرب، ومفكرين عرب، ومحللين أجانب ،
وحرص غربي وأمريكي "مفرط" على حقوق الإنسان ، وأهل ليبيا.
الصاروخ الأول الذي أطلق إلى ليبيا يعلن عمليا انتصار أمريكا في المعركة، انتصارها المعنوي، أو هو ذروة التطبيع العقلي والنفسي مع المشروع الأمريكي ورؤيته جزء من المناخ العربي، وهو يشبه بشكل مدهش الصواريخ والقاذفات التي أطلقت من البوارج الأمريكية نحو العراق في حرب 2003.
في أول صاروخ أو أول قذيفة أطلقت على ليبيا سقطت ليبيا،
بقي القذافي أم طار،
أمس سقطت ليبيا تحت قبضة الاستعمار مجددا
ولا يفيد منذ الآن أي كلام يقال.
لكن بخلاف الحالة العراقية هذه المرة كان السقوط مريعا، احتلال ليبيا تم بأكثر صورة مريعة ممكنة، وتم تحت سمع وبصر العرب ، ودعمهم شعبيا،
هذه هي المرة الأولى التي يتوافق المزاج الشعبي العربي
وليس الرسمي فقط مع المزاج الأمريكي والغربي،
وهو ما لم يكن مثلا في الحالة العراقية.
مصيبة!
لقد سمعت من قال إن أمريكا أفضل من القذافي ،
وكأن المفاضلة بينهما،
وسمعت من قال إن مصلحة الثورة الليبية تتقاطع مع المصلحة الأمريكية،
وهذه مصيبة أكبر.
منذ الآن لا يحق للكثيرين الحديث عن التدخل الأجنبي،
ولن نسمح لأحد أن يتحدث عن جرائم الأجانب في ليبيا،
بالذات أولئك الذين برروا التدخل الأجنبي،
ووطـّؤوا له،
حتى بات من على شاشتهم "المجاهدة" مسألة إجرائية .
في مشهد بائس قادت "القناة المجاهدة" عملية تطبيع بائسة مع ضرورة احتلال ليبيا، ومن شاهد حصاد القناة أول أمس الجمعة، ويوما بعد ذلك، يمكن أن يفهم كارثية الحملة الإعلامية التي قادتها القناة،
بواسطة مفكرين ومحللين أجانب وضالعين في الشؤون العسكرية
يشرحون بالتفصيل الممل
كيف سيتم احتلال ليبيا "لحماية الشعب الليبي" من "جرائم النظام".
بأسلوب إعلامي معهود ومضلل قادت "القناة المجاهدة"
المشاهد العربي إلى حيث يجب أن يصل،
إلى حيث خيارين لا ثالث لهما،
إما بقاء القذافي وإما التدخل الأجنبي،
وساوت القناة بين إرادة الشعب الليبي المسكين والإرادة الدولية،
إلى حيث أوصلت الإرادة الدولية ومجلس الأمن إلى مرتبة"القديسين" لا محال ولا خيار أمام الشعب الليبي إلا بهما.
وبدت الإرادة الدولية وعلى رأسها الإرادة الأمريكية "إنسانية" للغاية،
"حريصة" على الشعب الليبي،
وهكذا بدا المشهد من على الشاشة،
جرائم النظام من جهة،
وعجز الثورة على حسم المعركة معه،
إلى درجة لم يعد من الممكن بدون التدخل الدولي.
ووصل الحد إلى رؤية الصواريخ الفرنسية "بردا وسلاما" على الليبيين،
في أول صاروخ أطلق على ليبيا سقطت ليبيا، ولا يهم منذ الآن إن سقط القذافي أو لم يسقط، من الوارد أن تنتهي المسألة بتقسيم البلاد، إذا ضمن الغرب مصالحه هناك.
لخص شاب ليبي ظهر على شاشة "القناة المجاهدة "
وهو يحيي اليد التي ارتفعت في مجلس الأمن،
ويقصد بذلك يد ممثلة أمريكا هناك،
كان الشاب ظهر مباشرة بعد أن تحدثت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايز، وأكد في ذات السياق أنه"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، كلام حق يراد به باطل.
أليس هذا ما قاله بعض ثوار العراق في حينه؟
وماذا كانت النتيجة؟
كيف من الممكن أن يصبح التدخل الأجنبي مسألة مفهومة ضمنا؟
كيف يمكن أن تصبح الصواريخ الفرنسية وقنابل أمريكا الذكية القادمة هي أمر طبيعي جدا؟
كيف من الممكن أن يصبح الغرب منقذا للشعب الليبي؟
هذا ما كان ليكون بدون عملية غسيل دماغ متواصلة، تخللتها أكاذيب وتضليل،
حتى وصل صفوت الزيات إلى وضعية يشرح فيها كيفية احتلال ليبيا دون أن تهتز شعرة في بدنه،
فيما كانت مذيعات ومذيعو الجزيرة يتبادلون الأحاديث عن العملية العسكرية القادمة على ليبيا وكأنهم يتحدثون عن حالة الطقس؟
إذا الحديث لا يدور عن احتلال بلد عربي، ولا عن تدخل أجنبي ، ولا عن أمريكا التي لوعت شعوبنا ورملت نساءنا ويتمت أطفالنا،
المسألة ليست أكثر من إجراءات "إنسانية" تقولها رايز ببساطة متناهية، ويلح عليها مذيع القناة ما إذا كان القرار "نهائيا"، بشأن العملية العسكرية.
وعندما تتأكد القناة من "جدية" رايز ينقض علينا الزيات والمفكر ليشرحوا لنا أنهما في الحقيقة لم يرغبا في مثل هذه النتيجة ولكن على ما يبدو ليس هناك خيار آخر، ثم تأتي مذيعة حالة الطقس لتشرح لنا هي الأخرى بالتفاصيل المملة من أين وكيف ستنطلق الطائرات والبوارج والإنزال إلى آخر القائمة.
إذن المسألة نهائية، والقرار لا رجعة فيه، وما تبقى منذ الآن هو الإسهاب في شرح تفاصيل العملية ، أي الاحتلال، وعلى وجه التأكيد أن هذه العملية سيرافقها فرح ليبي عظيم، منذ الآن سنشاهد الليبيين "الناشطين وغيرهم"، يشرحون عن ضرورة استمرار الهجمة العسكرية على ليبيا، فيما بالضرورة ستتعثر مسألة التخلص من النظام من أول "ضربة" ما يعني بقاء القوات الأجنبية، وما يعني أن وجودها لن يكون عسكريا فقط، فإذا كان الهدف هو التخلص من النظام فإن الوظيفة الأخرى الملقاة على عاتق القوات الأجنبية هو بناء "نظام بديل" عن "النظام المخلوع" كما سيسمى نظام القذافي طبعا، وسنحظى بنظام أمريكي شئنا أم أبينا.
لقد وقع غالبيتنا في فخ التخلص من النظام،
ولم يكن هذا ليكون بدون العملية الإعلامية التي رافقته،
عملية كانت توطئ لقدوم أمريكا والغرب،
ولن يقنعنا أي شئ بعكس ذلك،
وبهذه المناسبة فإني أوجه القراء لمشاهدة حلقة حصاد اليوم من أول أمس الجمعة، ليسمعوا ويروا ويستنتجوا دون أي وسيط خارجي.
آن الأوان أن نستيقظ من أوهام أمريكا وأدواتها في المنطقة،
آن الأوان أن نتخلص من "أفيون الإعلام" الذي خدر وعي عشرات الملايين،
وتحكم بهم عن بعد، ويوجههم كما يريد ، حتى بات الملايين من العرب مقتنعون بالتدخل الأجنبي في ليبيا، أي احتلال أمريكا والغرب لها.
ليست هناك خيارات كثيرة،
اما ان يكون صوتنا واضحا لا لبس فيه ضد أمريكا والغرب، وإما أن نحتج بأسباب ومصالح موهومة، لا أساس لها من الصحة ، ثم تكون الكارثة والمصيبة.
الآن لا ينفع الصمت ، وبعكس ما يعتقد البعض فلسنا مع النظام الليبي، لم نكن معه في الأمس ولن نكن معه اليوم، هذا النظام يجب أن يختفي، مثل كل الأنظمة العربية الأخرى، لكن يجب أن تكون الثورة عربية ، بكل أدواتها.
لقد تورط كثيرون في الموقف من أمريكا عندما احتلت بغداد، وتحالفوا معها، وسقطوا سقوطا مريعا، وحينها برر البعض مثل هذا التحالف، والنتيجة يعرفها الجميع.
الآن في ليبيا يجب ا ن لا تضيع البوصلة، كما ضاعت في بغداد، وكما تشهد بعض الانحراف في مصر، المشروع العولمي هو عدو شعوب المنطقة، وهذا مشروع أمريكي بامتياز، هذا مشروع لا يرحم أحدا، ولا يتسامح مع احد، لقد رمى أنظمة خدمته على امتداد سنين طويلة فهل سيحمي الثورات؟؟
هل نصدق أن أمريكا جاءت لحماية ليبيا؟، هل فقدنا البوصلة إلى هذا الحد؟، هل نكون سذج مرة أخرى؟؟
سنكرر هذا الكلام المرة تلو الأخرى، ونحذر من الصمت حول التدخل في ليبيا واحتلالها.
20/03/2011 (( اليوم 25/4/2011م ))
عبد الحكيم مفيد
وصلنا مع ليبيا أمس إلى الامتحان الحقيقي، اللحظة التي كنا ننتظر جاءت، منذ الآن سيكون الحديث عن ليبيا أصعب، لأن القذافي ونظامه ليسوا المقصودين منذ الأمس.
كنا نعرف أن هذه اللحظة قادمة لا محالة، المسألة كانت تحتاج الوقت الكافي حتى يكون أول صاروخ أمريكي أو فرنسي مبررا، ومفهوما ويأتي في سياق "حماية الشعب الليبي"
بعد شرح مستفيض وموسع في التفاصيل الصغيرة بواسطة خبراء "عسكريين" عرب، ومفكرين عرب، ومحللين أجانب ،
وحرص غربي وأمريكي "مفرط" على حقوق الإنسان ، وأهل ليبيا.
الصاروخ الأول الذي أطلق إلى ليبيا يعلن عمليا انتصار أمريكا في المعركة، انتصارها المعنوي، أو هو ذروة التطبيع العقلي والنفسي مع المشروع الأمريكي ورؤيته جزء من المناخ العربي، وهو يشبه بشكل مدهش الصواريخ والقاذفات التي أطلقت من البوارج الأمريكية نحو العراق في حرب 2003.
في أول صاروخ أو أول قذيفة أطلقت على ليبيا سقطت ليبيا،
بقي القذافي أم طار،
أمس سقطت ليبيا تحت قبضة الاستعمار مجددا
ولا يفيد منذ الآن أي كلام يقال.
لكن بخلاف الحالة العراقية هذه المرة كان السقوط مريعا، احتلال ليبيا تم بأكثر صورة مريعة ممكنة، وتم تحت سمع وبصر العرب ، ودعمهم شعبيا،
هذه هي المرة الأولى التي يتوافق المزاج الشعبي العربي
وليس الرسمي فقط مع المزاج الأمريكي والغربي،
وهو ما لم يكن مثلا في الحالة العراقية.
مصيبة!
لقد سمعت من قال إن أمريكا أفضل من القذافي ،
وكأن المفاضلة بينهما،
وسمعت من قال إن مصلحة الثورة الليبية تتقاطع مع المصلحة الأمريكية،
وهذه مصيبة أكبر.
منذ الآن لا يحق للكثيرين الحديث عن التدخل الأجنبي،
ولن نسمح لأحد أن يتحدث عن جرائم الأجانب في ليبيا،
بالذات أولئك الذين برروا التدخل الأجنبي،
ووطـّؤوا له،
حتى بات من على شاشتهم "المجاهدة" مسألة إجرائية .
في مشهد بائس قادت "القناة المجاهدة" عملية تطبيع بائسة مع ضرورة احتلال ليبيا، ومن شاهد حصاد القناة أول أمس الجمعة، ويوما بعد ذلك، يمكن أن يفهم كارثية الحملة الإعلامية التي قادتها القناة،
بواسطة مفكرين ومحللين أجانب وضالعين في الشؤون العسكرية
يشرحون بالتفصيل الممل
كيف سيتم احتلال ليبيا "لحماية الشعب الليبي" من "جرائم النظام".
بأسلوب إعلامي معهود ومضلل قادت "القناة المجاهدة"
المشاهد العربي إلى حيث يجب أن يصل،
إلى حيث خيارين لا ثالث لهما،
إما بقاء القذافي وإما التدخل الأجنبي،
وساوت القناة بين إرادة الشعب الليبي المسكين والإرادة الدولية،
إلى حيث أوصلت الإرادة الدولية ومجلس الأمن إلى مرتبة"القديسين" لا محال ولا خيار أمام الشعب الليبي إلا بهما.
وبدت الإرادة الدولية وعلى رأسها الإرادة الأمريكية "إنسانية" للغاية،
"حريصة" على الشعب الليبي،
وهكذا بدا المشهد من على الشاشة،
جرائم النظام من جهة،
وعجز الثورة على حسم المعركة معه،
إلى درجة لم يعد من الممكن بدون التدخل الدولي.
ووصل الحد إلى رؤية الصواريخ الفرنسية "بردا وسلاما" على الليبيين،
في أول صاروخ أطلق على ليبيا سقطت ليبيا، ولا يهم منذ الآن إن سقط القذافي أو لم يسقط، من الوارد أن تنتهي المسألة بتقسيم البلاد، إذا ضمن الغرب مصالحه هناك.
لخص شاب ليبي ظهر على شاشة "القناة المجاهدة "
وهو يحيي اليد التي ارتفعت في مجلس الأمن،
ويقصد بذلك يد ممثلة أمريكا هناك،
كان الشاب ظهر مباشرة بعد أن تحدثت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايز، وأكد في ذات السياق أنه"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، كلام حق يراد به باطل.
أليس هذا ما قاله بعض ثوار العراق في حينه؟
وماذا كانت النتيجة؟
كيف من الممكن أن يصبح التدخل الأجنبي مسألة مفهومة ضمنا؟
كيف يمكن أن تصبح الصواريخ الفرنسية وقنابل أمريكا الذكية القادمة هي أمر طبيعي جدا؟
كيف من الممكن أن يصبح الغرب منقذا للشعب الليبي؟
هذا ما كان ليكون بدون عملية غسيل دماغ متواصلة، تخللتها أكاذيب وتضليل،
حتى وصل صفوت الزيات إلى وضعية يشرح فيها كيفية احتلال ليبيا دون أن تهتز شعرة في بدنه،
فيما كانت مذيعات ومذيعو الجزيرة يتبادلون الأحاديث عن العملية العسكرية القادمة على ليبيا وكأنهم يتحدثون عن حالة الطقس؟
إذا الحديث لا يدور عن احتلال بلد عربي، ولا عن تدخل أجنبي ، ولا عن أمريكا التي لوعت شعوبنا ورملت نساءنا ويتمت أطفالنا،
المسألة ليست أكثر من إجراءات "إنسانية" تقولها رايز ببساطة متناهية، ويلح عليها مذيع القناة ما إذا كان القرار "نهائيا"، بشأن العملية العسكرية.
وعندما تتأكد القناة من "جدية" رايز ينقض علينا الزيات والمفكر ليشرحوا لنا أنهما في الحقيقة لم يرغبا في مثل هذه النتيجة ولكن على ما يبدو ليس هناك خيار آخر، ثم تأتي مذيعة حالة الطقس لتشرح لنا هي الأخرى بالتفاصيل المملة من أين وكيف ستنطلق الطائرات والبوارج والإنزال إلى آخر القائمة.
إذن المسألة نهائية، والقرار لا رجعة فيه، وما تبقى منذ الآن هو الإسهاب في شرح تفاصيل العملية ، أي الاحتلال، وعلى وجه التأكيد أن هذه العملية سيرافقها فرح ليبي عظيم، منذ الآن سنشاهد الليبيين "الناشطين وغيرهم"، يشرحون عن ضرورة استمرار الهجمة العسكرية على ليبيا، فيما بالضرورة ستتعثر مسألة التخلص من النظام من أول "ضربة" ما يعني بقاء القوات الأجنبية، وما يعني أن وجودها لن يكون عسكريا فقط، فإذا كان الهدف هو التخلص من النظام فإن الوظيفة الأخرى الملقاة على عاتق القوات الأجنبية هو بناء "نظام بديل" عن "النظام المخلوع" كما سيسمى نظام القذافي طبعا، وسنحظى بنظام أمريكي شئنا أم أبينا.
لقد وقع غالبيتنا في فخ التخلص من النظام،
ولم يكن هذا ليكون بدون العملية الإعلامية التي رافقته،
عملية كانت توطئ لقدوم أمريكا والغرب،
ولن يقنعنا أي شئ بعكس ذلك،
وبهذه المناسبة فإني أوجه القراء لمشاهدة حلقة حصاد اليوم من أول أمس الجمعة، ليسمعوا ويروا ويستنتجوا دون أي وسيط خارجي.
آن الأوان أن نستيقظ من أوهام أمريكا وأدواتها في المنطقة،
آن الأوان أن نتخلص من "أفيون الإعلام" الذي خدر وعي عشرات الملايين،
وتحكم بهم عن بعد، ويوجههم كما يريد ، حتى بات الملايين من العرب مقتنعون بالتدخل الأجنبي في ليبيا، أي احتلال أمريكا والغرب لها.
ليست هناك خيارات كثيرة،
اما ان يكون صوتنا واضحا لا لبس فيه ضد أمريكا والغرب، وإما أن نحتج بأسباب ومصالح موهومة، لا أساس لها من الصحة ، ثم تكون الكارثة والمصيبة.
الآن لا ينفع الصمت ، وبعكس ما يعتقد البعض فلسنا مع النظام الليبي، لم نكن معه في الأمس ولن نكن معه اليوم، هذا النظام يجب أن يختفي، مثل كل الأنظمة العربية الأخرى، لكن يجب أن تكون الثورة عربية ، بكل أدواتها.
لقد تورط كثيرون في الموقف من أمريكا عندما احتلت بغداد، وتحالفوا معها، وسقطوا سقوطا مريعا، وحينها برر البعض مثل هذا التحالف، والنتيجة يعرفها الجميع.
الآن في ليبيا يجب ا ن لا تضيع البوصلة، كما ضاعت في بغداد، وكما تشهد بعض الانحراف في مصر، المشروع العولمي هو عدو شعوب المنطقة، وهذا مشروع أمريكي بامتياز، هذا مشروع لا يرحم أحدا، ولا يتسامح مع احد، لقد رمى أنظمة خدمته على امتداد سنين طويلة فهل سيحمي الثورات؟؟
هل نصدق أن أمريكا جاءت لحماية ليبيا؟، هل فقدنا البوصلة إلى هذا الحد؟، هل نكون سذج مرة أخرى؟؟
سنكرر هذا الكلام المرة تلو الأخرى، ونحذر من الصمت حول التدخل في ليبيا واحتلالها.