المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا يموت الرجال .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..



حسن المرسى
04-26-2011, 10:29 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون ... رحيل بطل ..


من عاش على شئ مات عليه .. ومن مات على شئ بعث عليه ..

عبد الفتاح منجود ..
إسم ربما يجهله الكثيرون ... لكن ما ضره ... والله يعرفه ..
أحد أبناء هذه الأمة ... وأحد رجالات مصر والأسكندرية ...
.. و والله لو قدروه .. لكرموه .. ولأفتخروا به بين الأمم ....

فجر اليوم .. وعلى رمال الطريق بين مطروح .. وليبيا ..
وفى الطريق إلى بنغازى ..
جاء قضاء الحكيم العليم .. الرحمن الرحيم ..
لترتوى أرض الصحراء القاحلة من دمائه ..
ولتصعد روحه إلى باريها ..
حيث يجزى بالإحسان إحسانا ..

هذه هى النهاية .. لهذا الفتى البشوش ..
جميل المحيا .. حسن الوجه .. لطيف المعشر ..
تراه فترى فى جسده الضئيل .. هامة شامخة .. وروحاً متقدة .. وقلباً واعيا ..
وجه مضئ .. وسجية مشرقة .. وإبتسامة صافية ..
تبكية المساجد .. وحلق العلم .. وميادين البذل .. ودموع اليتامى .. وقلوب والأرامل .. وصفحات الكتب ..
كان عبد الفتاح رحمه الله .. مثالاً للشاب الذى يحمل هم أمته ..

منذ أيام .. دعانا لعقيقة أبنته حفصة .. التى ولدت منذ ايام .. كان هذا يوم الأحد الماضى ...
إبنته الصغيرة .. من زواجه القصير .. وفرحته الأولى ..

لكنه لم يركن للقعود فى بيته .. ولم يرتضى بملاعبة الطفلة الصغيرة ..
فصباح اليوم .. كان فى موعد مع القدر ..
سيارتين كبيرتين محملتان بالمساعدات الى أهلنا فى ليبيا ..
وضمن حملة أمة واحدة .. التى نظمتها الدعوة السلفية ..

هذا هو الطريق الذى ذرعه مرات قبل ذلك .. وسار عليه كل مرة يتجه فيها إلى هناك .. فليست الأولى ..
لكن رمال الصحراء .. خبئت له مع إثنين من إخوانه .. قدراً مشرفاً .. ومصرعاً يليق بما عاش عليه ..
إنقلبت به السيارة .. لتفيض روحه إلى بارئها .. هناك بعيداً عن بيته .. وزوجه .. ومسجده .. ومكتبته .. وطفلته ..
ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
ليحق القول (( من عاش على شئ مات عليه ))
فهذا الفتى لم تكن هذه اول مرة له ..
فلقد شهدت بيوت اليتامى مجيئه فى جوف الليالى ..
فلطالما عاش للخير .. وعلى الخير .. على رقة حاله .. وضيق ذات يده ..
كان يتعاهدهم بما يجود به أهل الفضل .. ويفرق الصدقات فى أول كل شهر ..
وما تلفت فى ميدان من ميادين الخير إلا وجدته..
فى مكتبة الخلفاء الراشدين .. وفى مكتبة الفتح حيث يديرها ..
وفى حلق العلم .. وفى سوق التمر ...

فى الحرب الأخيرة على غزة .. كان هناك .. يوصل المساعدات أيضاً ..
وقبل الثورة ... كان يتعاهد الإخوة المعتقلين ... فيزورهم فى سجونهم ..
وما إن يصلوا الأسكندرية فى الترحيلات المؤقتة إلا وجدته عنهم ..

حينما قتل سيد بلال .. ورغم المراقبة والتضييق .. كان هناك ..
وظهر فى الإعلام حينما كان يتحاشى الجميع الظهور خوفاً من الأمن ..

ضحكته الرقيقة .. بسمته الصافية .. دراجته الصغيرة ..
صوته الندى وكأنك تستمع إلى المنشاوى ..

رحل عنا فجر اليوم .. رجل من رجالات امتنا ..
وفتى من فتيان دعوتنا .. فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ولقد كانت جنازته مشهودة ..
ما رأيت مثلها عدداً ولا نحيباً ..
وحضرها عدد كبير من الدعاة .. ما رأينا مثلها ..
حتى اغلق الطريق الزراعى بين القاهرة ةالاسمندرية مدة ..
وفى آخرها .. لم تخطئ العين هؤلاء المساكين والأرامل ...
كان منظرهم ملفتاً ... ليشهدوا ..
فأنتم شهداء الله فى الأرض ..

وداعاً ايها البطل
لفقدك تدمع المقل
بقاع الأرض قد ندبت
فراقك واشتكى الطلل
لإن نائت بنا الأجساد
فالأرواح تتصل
ففي الدنيا تلاقينا
وفي الأخرى لنا الأمل
فنسئل ربنا المولى
وفي الأسحار نبتهل
بأن نلقاك في فرح
بدارٍ ما بها ملل
بجنات وروضات
بها الأنهار والحلل
بها الحور تنادينا
بصوت ماله مثل
بها الأحباب قاطبة
كذا الأصحاب والرسل
بها أبطال أمتنا
بها شهدائنا الأول
فيامن سبقت إلى
جنان الخلد ترتحل
هنيئاً ما ظفرت به
هنيئاً أيها البطل

نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه .. وأن يلحقنا به فى جنته .. وأن يلهم اهله الصبر والرضا ..

حسن المرسى
04-26-2011, 10:40 PM
ولقد كان الأخ عبد الفتاح رحمه الله من أوائل من أعتقلوا فى قضية كاميليا شحاتة ..

وهذا بيان المرصد الإسلامى ..لمقاومة التنصير ..

في حادث أليم توفي ثلاثة نشطاء من سلفية الاسكندرية اثناء عودتهم من ليبيا مشاركين في قافلة "أمة واحدة" لاغاثة اخواننا في ليبيا

وقد انقلبت احد سيارات القافلة صباح اليوم اثناء خروجها من مطرح إلى ليببا قبل منفذالسلوم مما ادي إلى اصابة عدد من النشطاء ووفاة كلا من عبد الفتاح منجود وأشرف أبو ركبة ومحمد جلال

وهذه هي الرحلة السادسة لحملة امة واحدةالتي نظمها المدرسةالسلفية بالاسكندرية لإغاثة اخواننا في ليبيا وهي الي لميتحلف عن اي منها الاخوة الذين قضوا في الحادث رحمهم الله

يذكر ان الاخ عبد الفتاح منجود كان من مقومي التنصير واحد النشطاء في فعاليات نصرة الاسيرات في سجون الكنيسة وهو أول من اعتقل وعذب من قبل جهازامن الدولة المنحل لمشاركته في فعاليات نصرة الاسيرة المسلمة كاميليا شحاته

والمرصد إذ يحتسب الاخوة الثلاثة في الشهداء فإنه يتقدم بالعزاء للمسلمين عامة ولأهل الاسكندرية خاصة في هؤلاء الابطال الثلاثة نسأل لهم الرحمة والمغفرة

حسن المرسى
04-26-2011, 10:49 PM
وقد حضر الجنازة عدد عظيم من بينهم الشيخ : محمد إسماعيل المقدم والشيخ : ياسر برهامي ولقد كان الاخ : من الاخوة الساعيه للخير ومن الاتقياء نحسبه كذالك ولا نزكي على الله احدا

وهنا يظهر الاخ عبد الفتاح رحمه الله .. فى منصف الصورة ..
حيث كان يعمل مع إخوانه على بيع الخضروات بسعر زهيد للغاية للفقراء أيام الثورة المصرية

حسن المرسى
04-26-2011, 10:55 PM
فيديو من حملة أمة واحدة
BfM4bJ3bSyQ

هشام بن الزبير
04-26-2011, 11:05 PM
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها, فإن ذهاب الصالحين من المصائب, فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله, اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. اللهم اغفر لنا وله ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.

حسن المرسى
04-26-2011, 11:07 PM
فيديو لحملة أمة واحدة من بنغازى وطبرق ..
وفيه يظهر الاخ عبد الفتاح ..
رحمه الله
6wDb83qLQOc

ملك والصدفه
04-26-2011, 11:25 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون فسبحان الله صدقت اخى من عاش على شئ مات عليه
اللهم أرحمه ووسع مدخله وأرزقه جناتك ياارب العالمين

إلى حب الله
04-27-2011, 12:12 AM
رحمه الله رحمة ًواسعة ً.. وتقبله من الشهداء ..
وجمعه بالأنياء والصديقين والشهداء والصالحين : وحُسن أولئك رفيقا ً..

وحقا ً...
هناك مَن باع نفسه لله عز وجل : وصدق في بيعه : فصدقه الله ..
وكلما ظن الواحد منا ندرة ًفي مثل هؤلاء : في هذا الزمان :
أشرقت شمس أحدهم علينا ..
فأحيت في قلوبنا الأمل من جديد ...
وما زال الخير قي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ...

والحمد لله رب العالمين ..

أمَة الرحمن
04-27-2011, 01:19 PM
فعلاً هكذا يموت الرجال...

نسأل الله أن يتقبله في الشهداء و يسكنه فسيح جناته.

زاد المعاد
04-27-2011, 04:03 PM
اللهم آمين.

سليلة الغرباء
04-27-2011, 04:33 PM
كلام مؤثر جدا عن الأخ ولا غرابة فقد أحبه الله فما أفضل الحياة إن ملأت عملا صالحا وباركه الله والعمر لا يقاس بالزمن بل يقاس بالعمل في رمشة عين يذهب كل شيء ويفنى إلا العبد وعمله الباقي شاهدا له أو عليه

رحمه الله من مات معه رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وألهمكم وأهله الصبر والسلوان وهكذا يكون ويموت الرجال

في هذا الشهد وهذه موتة يتمناها كل مسلم صادق http://www.4cyc.com/play-df4LCKpDQMc

حسن المرسى
04-30-2011, 04:02 AM
رنين الهاتف !!..

إسلام يرد : السلام عليكم ..

الأخ : و عليكم السلام و رحمة الله .. إنتا صاحي ؟

إسلام : أيوه ..

الأخ : عبد الفتاح منجود انقلبت به السيارة و هو في طريق ليبيا ..

إسلام : مش ممكن .. عبد الفتاح بتاعنا !!..

الأخ : خلاص ما بقاش بتاعنا ..

إسلام : إنا لله و إنا إليه راجعون ..

***

عبد الفتاح منجود .. الناشط السلفي الشاب .. أول من اعتقل في وقفات الأسيرات أيام نظام مبارك .. و أول من عُذِّب في ذلك .. لأنه أول من وزّع أقراص مُدمجة تتحدث عن القضية ..

عبد الفتاح .. في أول من خرج في حملة ( أمة واحدة ) لنجدة إخواننا في ليبيا ..

تقول عنه امرأة عراقية أبيّة يؤيها و بناتها : ( إنه يذكِّرني بما فعله معنا المجاهدين الأكارم في بلدنا العراق ) ..

عبد الفتاح .. كانت عقيقة ابنته يوم مسيرة الشهداء .. رتّبها بعد ما انصرف ..

عبد الفتاح .. كان يطبع الكتب لمشايخ الإسكندرية في ظل السيطرة السوداء لأمن الدولة حيث الاعتقال و التنكيل و مصادرة كتب تساوي عشرات الآلاف من الجنيهات ..

عبد الفتاح .. البسمة و الاحترام و لين الجانب و المسابقة إلى الخيرات ..

لا أعلم باب خير فيه ( نجدة ) للمسلمين إلا و سلكه عبد الفتاح ( منجود ) ..

لذا فإني أحسب أن الله قد ( أنجده ) من كرب الدنيا و ضيقها إلى حُسن سعادة الآخرة و نعيمها ..

مضى حاملاً في جيبه منظارًا مقربًا طلبه إخوانه الثوار .. مضى مع أخوين في الله نسيبين شاركاه الرحلة إلى دار الآخرة عبر سيارة واحدة ..

عاش النسيبان معا .. و خرجا في سبيل الله معا .. و ماتا ميتة واحدة معًا .. ثم حملتهما سيارة واحدة و دُفنا في قبرٍ معًا .. أسأل الله أن يجمعهما في أعلى الدرجات معًا ..

***

أرأيت أخي القاريء لو أنك مت غدًّا .. أكنت ترى في صحيفتك مثل ما علمنا عن إخواننا ..

ألا إنها موتة واحدة .. فلتكن في سبيل الله ..

ألا إن عبد الفتاح و إخوانه كانوا جنودًا مجاهيل .. لكن الله يعلمهم .. و ما أجمل أن يراك الله و تختفي عن الناس ..

طوبى .. لجنودنا المجاهيل ..

صلى عليهم لفيف من مشايخ مطروح الأفاضل و كذا مشايخنا الأكارم الشيخ سعيد عبد العظيم و الشيخ المقدم و الشيخ برهامي و الشيخ عبد المنعم الشحات و الشيخ مصطفى دياب و الشيخ مصطفى محمد و كثير من الأفاضل لم تصافح وجوهنا وجوههم من شدة الزحام ..

و حسبي من الكلام ما جاد به لسان يحبسه الحزن .. و لا نقول إلا ما يُرضي ربنا ..

إنا لله و إنا إليه راجعون ..

حسن المرسى
04-30-2011, 04:05 AM
عبد الفتاح.. لِدمعي عليك مذاقٌ آخر

كتبه : محمد مصطفى عبد المجيد :: أبو الفرج ::


(0)

توفي أخي في الله "عبد الفتاح منجود" اليوم وهو في طريقه إلى ليبيا
...
ضمن حملة "أمة واحدة" الإغاثية التي أطلقتها الدعوة السلفية

فإنا لله وإنا إليه راجعون

(1)

أتعرف طعم الألم عندما يمتزج بالفرح؟

هل ذقتَ طعم دمعك عندما تختلط عليك المشاعر؟

إن له مذاقًا خاصًّا..

مرارة الألم لمفارقة حبيب اجتمعت معه على طاعة الله..

ولذة الفرحة أن بلَّغه الله ما يريد وأحسن خاتمته..

فلَكم أنا حزين عليك يا "عبد الفتاح"

ولَكم أنا سعيد من أجلك

(2)

رافقت "عبد الفتاح" في القافلة الأولى لحملة أمة واحدة..

ولكنك متى قارنت حاله بحالي..

عرفت الفرق بين من يطلب الشهادة بصدق ومَن في صدقه نظر..

لقد قضى عبد الفتاح نحبه..

فاجعلنا اللهم ممَّن ينتظر غيرَ مبدِّل..

(3)

التقي الخفي.. أحسبه كذلك..

أول علاقتي به كانت من خلال مكتبته نظرًا لطبيعي عملي..

فرأيت امرءًا سمحًا إذا باع .. سمحًا إذا اشترى..

ويشهد بذلك كلُّ مَن تعامل معه..

ثم بدأت العلاقة تتوطد في بداية قضية الأخت كاميليا شحاتة فك الله أسرها..

فقد كان له دور كبير في التعريف بالقضية..

وكان ينسخ أسطوانات عليها مواد للتعريف بالقضية..

ثم يتولى توزيعها بنفسه على الناس..

في وقت لم تكن القضية قد اشتهرت فيه كما هو الحال الآن..

وكان مِن أول أوذي لهذا السبب..

فما خارت عزيمته ولا لانت..

(4)

ثم كانت رحلة ليبيا..

هناك.. حيث التحمت أرواحنا..

رافقتُه في طريق السفر..

صلينا معًا.. أكلنا وشربنا معًا..

كنا نبيتُ حيث نبيتُ معًا..

وأظن أن كل من رافقنا في تلك القافلة يذكر "عبد الفتاح"..

ذلك الشاب الذي لا يكف عن الكلام عن الشهادة في سبيل الله..

ويرجو الله أن يرزقه إياها..

ذلك الشاب ذو الجسد الضئيل الذي كان مِن أول مَن يبادر إلى حمل المواد الغذائية وإفراغ السيارات..

حتى عندما كان يتعب الجميع..

ذلك الشاب الهين اللين..

إن كان في الحراسة كان في الحراسة..

وإن كان في الساقة كان في الساقة

(5)

أثناء مبيتنا في مستشفى المخيلي بالدرنة..

أسر إليَّ أحد إخواني أن أغلب خِلانه قد فارقهم بعد أن منَّ الله عليهم بالشهادة في سبيله..

استشهد أولهم في العراق..

وكان آخرهم سيد بلال..

وباح لي بأمله في أن يُنعم الله عليه كما أنعم عليهم..

ثم كأنه ألمح إليَّ بإحسان العمل لحسن الختام..

عسى الله أن يحسن خاتمتي ويرزقني شهادة في سبيله..

لقد رُزقها عبد الفتاح الذي كان يبيت بجواره..

فيا لهف قلب ذلك الأخ الحبيب على الشهادة في سبيل الله..

وهو يرى رفاقه يُنعَم عليهم بها واحدًا تلو الآخر..

فاللهم ارزقنا شهادة في سبيلك..

مقبلين غير مدبرين

(6)

توطدت علاقتي بعبد الفتاح منذ هذه الرحلة..

فعلمتُه سباقًا إلى الخير.. عالي الهمة..

لا يتحدث كثيرًا عن عمله..

بل يعمل في صمت..

كان يتعاهد الإخوة المعتقلين..

وكان يسعى –على ضيق ذات يده- في حاجة الفقراء والأرامل..

وكانت آخر رسالة أرسلها إلي يوم السبت قبل وفاته بثلاثة أيام..

يدعوني فيها لعقيقة ابنته حفصة يوم الأحد..

ثم قابلته يوم الأحد في مسيرة الشهداء..

وكان على دراجته البخارية ينظم بعض الإخوة في المظاهرة..

(7)

لم ينشغل بوليدته حفصة..

ولم يركن إلى ملاعبة فرحته الأولى..

بل خرج مساء الاثنين في قافلة إلى ليبيا..

ثم وقع هذا الحادث الأليم صباح الثلاثاء قبل الوصول إلى هناك..

وتوفي هو وأخوان من إخواننا..

فإنا لله وإنا إليه راجعون..

(8)

ذكَّرني أخي إسلام مهدي اليوم بحفل عقد زواج أخينا عبد الفتاح والذي كان منذ عام تقريبًا..

ثم قال:

وعسى أن يكون عرسه اليوم..

(9)

عبد الفتاح ابن الخمسة والعشرين سنة..

أنموذج لأبناء الصحوة..

ممن كان لا يترك بابًا من أبواب الخير إلا طرقه..

ممن يُضرب به المثل في الغيرة على دينه..

ممن يعمل في صمت.. ولا يعرفه الكثيرون..

لكن لا يضره ذلك..

فيكفيه أن الله يعلم..

(10)

عبد الفتاح..

بيننا أسرارٌ قد لا تسامحني إن بحتُ بها..

ولكن لعلنا نتسامر بها إن شاء الله ونحن على السرر متقابلين..

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل..

اللهم اجمعني مع أخي عبد الفتاح في جنة الفردوس مع نبيك –صلى الله عليه وسلم-

حسن المرسى
04-30-2011, 04:12 AM
معذرة ..
http://www.anasalafy.com/play.php?catsmktba=20531
هذا حفل زفافة منذ اقل من عام ..
و هذه صورة الأخ عبد الفتاح رحمه الله فى ليبيا أثناء تنزيل المعونات ..

ابوالوليد
04-30-2011, 11:01 PM
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين

حسن المرسى
05-04-2011, 05:13 PM
ورحل "عبد الفتاح" وصاحباه..
1-جماد ثاني-1432هـ 4-مايو-2011
عدد الزوار: 291

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد كان قبل دقائق مِن الأجل في سيارة الأخ "حمدي" في طريقهم إلى "ليبيا" على رأس قافلة الإغاثة لحملة "أمة واحدة"، استأذن الأخ "حمدي" أن يركب مع صاحبيه السيارة الأخرى، أذِن له حمدي، بعد عشر دقائق كان الأجل قد حان، انفجر إطار إحدى العجلات، انقلبت السيارة عدة مرات واشتعلت، أدركهم الإخوة خلفهم، وجدوا "محمد جلال"، و"أشرف"، بحثوا عن "عبد الفتاح": ليس هو داخل السيارة، اتصلوا به على أمل أن يكون في السيارة الأخرى.. لم يرد.

أتاهم مَن قال لهم: هناك جثة على بعد ثلاثين مترًا..

وجدوا "عبد الفتاح منجود" قد اختلط جثمانه بأرز الإغاثة..

رحل ابني "عبد الفتاح منجود"، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولد ليكون رجلاً، رجلاً للمواقف الصعبة والمهمات الشاقة، قلبه يشتعل حماسة؛ لنصرة الإسلام والمسلمين.

- أتذكره أيام حرب اليهود على غزة باذلاً كل جهد لجمع التبرعات، يأتيني مرات عديدة بما جمعه قبل الناس، وبعد أن انتهى الناس مِن التبرعات وبردت حماستهم ظلت همته العالية مستمرة، كان مِن مهمته تحويل العملات المعدنية مِن التبرعات، وما أكثرها وما أحسنها مِن دلالة على طبيعة المتبرعين! وأنها جهد من مقل، ما أعظمها بركة!، كان مهمته تحويلها إلى عملات ورقية؛ ليسهل نقلها.

- أتذكره يوم موت الأخ "سيد بلال" -رحمه الله، وتقبله في الشهداء- يتصل بي صباح ذلك اليوم بعد ساعات مِن مقتل الأخ "سيد" منهارًا باكيًا؛ لم أسمعه باكيًا كبكائه في هذا اليوم، يتصل بي ويقول: قتلوا أخًا تحت التعذيب، هو الأخ "سيد بلال" كان رفيقه الدائم في توصيل الزيارات للإخوة المسجونين ثم قبض عليه وتعرض لما تعرض له حتى قتل -رحمه الله-.

أتذكره بعد ذلك وهو حلقة الوصل بيننا وبين أسرة الأخ "سيد بلال" لمتابعة احتياجاتهم، وإرشادهم إلى أفضل ما يمكن لأرملته وابنه اليتيم -حفظهما الله-.

- أتذكره ساعيًا في تفريج كربات إخوانه، في توفير القروض الحسنة لمن يحتاج، في مساعدة مَن يحتاج لمساعدة في الزواج، في رعاية الأسر الفقيرة، لا يمتنع مِن أي مهمة، وفي أي وقت، مهما كانت الظروف، أتذكره وقد استدعوه في "مباحث أمن الدولة"؛ لمشاركته في وقفات الأخت "كاميليا شحاتة"، وتعرض لما تعرض له؛ ليدل على مَن يُنظـِّم الوقفات، وأبى أن يتكلم بشيء.

- أتذكره محبًّا للبذل والتضحية في سبيل الله، يحدث نفسه بالجهاد في سبيله، وأحسبه قد نال ما يريد فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ إِلا جِهَادًا فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَقَدْ غَزَا؛ وَمَنْ خَلَفَهُ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ؛ فَقَدْ غَزَا) (رواه البخاري ومسلم). و"عبد الفتاح" وصاحباه لم يرجعوا إلى مسكنهم، وأرجو الله أن يكونوا في الجنة.

اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها، وتدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا على فراقكم: يا "عبد الفتاح"، ويا "أشرف"، ويا "محمد" لمحزونون، وعزاؤنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ فَهُوَ شَهِيدٌ) (رواه مسلم).
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف