Digital
04-27-2011, 10:07 AM
لعبة الأمم في ليبيا
28/02/2011 09:31 آخر تحديث
عبد الحكيم مفيد
ما زال العالم يجلس محايدا لما يحصل في ليبيا،وحياده هذا ملئ بالحقد والتآمر،في ليبيا هناك مصالح للغرب،ايطاليا وفرنسا وغيرها ،هناك نفط،وهناك دولة ينتظر الانقضاض عليها بعد أن يتمم ألقذافي مهمته،
يمهد لهم الطريق،
ما تزال ليبيا تخرب،والليبيون يموتون فليس هناك ما يقلق الغرب،بالعكس هكذا تمهد الطريق للاختراق الكبير.
ليس ما يحدث في ليبيا بعيدا عما حصل في البوسنة ومن بعدها كوسوفا،لكن هذه المرة العرب ينفذون المهمة،نظام عربي منحط ومتخلف وهمجي ،ينقض على شعبه ويمارس التخلف بأبهى صوره،والغرب ينتظر حتى تكون الضحية جاهزة ، لاقتناصها.
ليس هناك احد منزعج مما يحدث في ليبيا إلا الليبيون والشرفاء،ليبيا بالنسبة للغرب ليست أكثر من مكان للنهب ،وشعبها ليس أكثر من مجرد عبيد ، الأصوات الواردة من الغرب وآخرها صوت مجلس الأمن ليست أكثر من ذر رماد بالعيون،ماذا يعني أصلا إذا أحيل ألقذافي للمحكمة الدولية،الم يحل من قبله مجرمو الحرب من بلغراد .
سيذهب ألقذافي،ويذهب كثيرون من مثله،لكن ليبيا ستلعق جراحها أمام وحش آخر يتربص لها ،ينتظر اللحظة التي تتيح له"التدخل"،على شاكلة "منقذ" من ويلات نظام صار نموذجا للهمجية.
ينتظر الغرب لحظة الانتظار الكبير،اللحظة التي يخترق بها البلاد بواسطة "منظمات المساعدة الإنسانية"،و "المنظمات الحقوقية" المختصة في التحقيق بالموت وأسبابه،
وليس من المستبعد أن يتدخل الناتو في لحظة ما بالضبط كما فعب في سراييفو عام 1995.
ليبيا بكل آسف دولة "قبائل"،والقبائل بكل اسف لا تستطيع الوقوف أمام قوة منظمة مثل تلك التي تواجهها ليبيا الآن ،
نظام ألقذافي لم ينجح في بناء مؤسسة واحدة معقولة،بامكناها أن تدير البلد،وتقوده،اللجان الشعبية والبلديات التي تنوب عن نظام "الخزعبلات" الذي بناه ألقذافي لا تصلح لقيادة دولة.
في ليبيا ليس هناك فراغ دستوري،لأنه لم يكن دستور أصلا،في ليبيا ليس هناك فراغ مؤسساتي لأنه لا مؤسسات في البلد،ليبيا الآن هي بلد متخلف لا يملك القدرة على النهوض من حالته بدون تدخل أجنبي،ونقول ذلك بكل أسف.
على ذلك ولذلك ينتظر الغرب ،الذي دفع ألقذافي لممارسة كل جنونه وتخلفه،تركه يقول كلام نحتاج الى فهمه إلى مئة مترجم،يفعل ما يريد،يدفع بليبيا إلى الهاوية،كل من يقول عن ألقذافي انه رجل مصاب بجنون العظمة ليبرر أفعاله الدموية ،كل من يقول أن الرجل بحاجة لطبيب نفسي ليفهم بعض جوانب سلوكياته،لا يقول كل شئ.
الذي قاد بلدا مدة أربعين عاما ونيف ليس مجنونا،في الحقيقة،ولا يحتاج إلى طبيب نفسي،لان الشعب الذي يقوده مجنون ومريض نفسي كل هذه المدة دون أن يقول راية في المجنون المريض، هذا الشعب غير مؤهل للسير قدما،رغم كل ما نكن من احترام وتقدير لهذا الشعب الذي مرمغ انف ايطاليا في التراب،أليس هذا شعب عمر المختار.
معمر ألقذافي لم يكن مجنونا ولا مريضا ،لقد كان مجرما وسفاحا باع شعبه للايطاليين،ولصديقه المنحط برلسكوني،وهو يتصرف ألان على هذا الأساس،على أساس انه مجرم وسفاح وعميل وسراق،من جهتنا لا نريد أن نمنح ألقذافي شهادة جنون ومرض تبرئ ساحته،المجانين والمرضى النفسيون أفضل منه بكثير ،هو لم يصل إلى هذه المرتبة لأنه مجرم أولا،وسفاح ثانيا ومتآمر ثالثا،باع وطنه وشعبه كما فعل أقرانه في العالم العربي.
في سقوط ألقذافي وعائلته شئ اكبر بكثير من سقوط بن علي من تونس وصديقه مبارك من مصر.
يستطيع ألقذافي واذرع نظامه الادعاء كما فعل من قبله ،أن مؤامرة خارجية هي خلف الأحداث في بلاده،هذه المرة أضاف ألقذافي إلى قائمة المتآمرين تنظيم القاعدة،والحقيقة أن ألقذافي لم يكن بحاجة لأي طرف حتى يحمله مسؤولية ما حدث،لو تمعن في كلامه وكلام ابنه لعرف كم هو متآمر على شعبه،بلاده لم تكن تحتاج إلى مؤامرة خارجية ،بلاده لم تكن بحاجة لمن يدفعها،وعليه لم تكن أية أهمية لما قاله،ولما سيقوله،لأنه لم تكن في أية مرة أية أهمية لما يقول.
لقد تآمر ألقذافي على بلده بوعي تام،إذا كان وعيه جنونا فليس لدي أي مشكلة،إذا كان تآمره مرضا نفسيا فليس هناك أية أهمية لذلك،لقد اسقط ألقذافي بلاده ،قبل أن تسقطه هي،وإذا كنا فرحين للغاية على يقظة الشعب الليبي ،فإننا متخوفون للغاية لما سيحدث ما بعد إسقاط "نظام الجنون"،وليس "نظام المجنون".
بخلاف مصر ،التي هي دولة مؤسسات وأحزاب ،بلد مع ميراث سياسي،فان ليبيا لا تملك من ذلك شيئا،لقد بنى ألقذافي دولة قبائل تدين له ولعائلته بالولاء،والآن يتمم عملية التدمير التام لبلده،وهذا بخلاف ما يعتقد البعض ليس من فعل ألقذافي لوحده،هناك من يقف خلفه،هناك من دفعه لممارسة جنونه وقمعه حتى لا يبقى في البلد حجر على حجر.
كان ألقذافي دائما يتحدث عن المؤامرات القادمة من الخارج،عن مؤامرات الاستعمار والامبريالية،لقد فعل مثلما فعل أنور خوجة في ألبانيا،وهو "يحذر" الألبان من المؤامرات الخارجية،سقط أنور خوجة وسقطت معه ألبانيا في حضن الغرب والمافيا ومنظمات المجتمع المدني،ومثلها كوسوفا ومن قبلها البوسنة.
لقد كان القذافي صادقا في مسالة واحدة،حتى لا نهضم حقه،صحيح لقد كانت هناك مؤامرة على بلاده من الغرب،لكنه كان شريكا كاملا بها،ولعلمه الاستعمار والامبريالية ليست أمريكا فقط،ايطاليا أيضا من قوى الاستعمار،وشركات التنقيب عن النفط البريطانية والأمريكية واليابانية والهولندية كل هذه أيضا من قوى الاستعمار يا عقيد.
هذه بالمناسبة لا يهمها العقيد،هذه تستطيع أن تتفق مع القبائل كذلك التي يهدد بعضها بحرق آبار البترول(!!!)،والعقيد واعلامه الغبي وابنه المتخلف يستطيعون أن يصرخوا منذ الآن وحتى إشعار آخر أن هناك "مؤامرة" على البلد.
لقد ارتكب هؤلاء جرائم عدة،سرقوا البلاد ،وقتلوا العباد،ومنعوا بالقوة والغباء قيام "دولة معقولة"، ولو حتى بشكل "متخلف"،الآن بعد أن يطير هؤلاء سيأتي إلى ليبيا ممثلو الدجال الرسميون،ليبنوا "دولة ليبيا" على "النمط الغربي"،الذي يريدون.
هكذا يتم إبادة دولة،عن بكرة أبيها،ولا يبقى بيد الناس ما يفعلونه بعد إبادة ودمار من الحجم الذي فعله نظام ألقذافي سوى التوجه للمؤسسات الدولية،ومنظمات المجتمع المدني،وصناديق دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان،لتبقى ليبيا تحت قبضة الغرب.
عندما تسيل الدماء،عندما يدب الذعر في قلوب الناس،عندما تصل درجة الخوف من الحرب والنظام إلى "إما تموت وإما تحيى"،يطل الغرب في العادة،على شكل جمعيات إنسانية كاذبة،ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان دجالة،يدخلون من كل أبواب الخوف،حين لا يكون لدى الناس وقت للتدقيق في هوية هؤلاء،لهؤلاء أيضا عملاء محليون تدربهم أمريكا منذ سنوات،ويتلقون الدعم المباشر منها،هؤلاء الآن على اهبة الاستعداد،علاقاتهم في الخارج،وفسادهم في الداخل،كلها تستعد للانقضاض على ليبيا.
هذه جريمة لا تقل عن جرائم ألقذافي الأخرى،ألقذافي ونظامه ليس مسؤولين فقط عن جرائمهم المباشرة،بل عن جرائمهم الأخرى،لقد حطم ألقذافي بلاده ليجعلها لقمة سائغة "عند إلي بسوا والي بسواش".
الغرب من جهته سينتظر،بالنسبة له كلما خربت أكثر كان تدخله مستقبلا أسهل،وهو ما يريد الآن بالضبط،النفط لن يهرب،وليس هناك من يهدد السيطرة على منابع النفط في ليبيا،لان ليبيا لا تملك شركات للتنقيب عن نفطها،ليس هناك من يشكل خطرا على مصالح الغرب التجارية ،ايطاليا بشكل خاص،لان ليبيا مهشمة ومدمرة من الداخل.
الشعوب المنهكة،التي خرجت من تحت قبضة نظام دموية،الشعوب التي تشكل القبائل مركز حياتها، التي تعيش في دول متخلفة مثل ليبيا،هذه الشعوب في العادة ستقبل بكل صيغة تخلصها من الماضي،شئ من الحرية، وكذبة الديمقراطية، حاليا سترضى بذلك،للأسف الشديد.
28/02/2011 09:31 آخر تحديث
عبد الحكيم مفيد
ما زال العالم يجلس محايدا لما يحصل في ليبيا،وحياده هذا ملئ بالحقد والتآمر،في ليبيا هناك مصالح للغرب،ايطاليا وفرنسا وغيرها ،هناك نفط،وهناك دولة ينتظر الانقضاض عليها بعد أن يتمم ألقذافي مهمته،
يمهد لهم الطريق،
ما تزال ليبيا تخرب،والليبيون يموتون فليس هناك ما يقلق الغرب،بالعكس هكذا تمهد الطريق للاختراق الكبير.
ليس ما يحدث في ليبيا بعيدا عما حصل في البوسنة ومن بعدها كوسوفا،لكن هذه المرة العرب ينفذون المهمة،نظام عربي منحط ومتخلف وهمجي ،ينقض على شعبه ويمارس التخلف بأبهى صوره،والغرب ينتظر حتى تكون الضحية جاهزة ، لاقتناصها.
ليس هناك احد منزعج مما يحدث في ليبيا إلا الليبيون والشرفاء،ليبيا بالنسبة للغرب ليست أكثر من مكان للنهب ،وشعبها ليس أكثر من مجرد عبيد ، الأصوات الواردة من الغرب وآخرها صوت مجلس الأمن ليست أكثر من ذر رماد بالعيون،ماذا يعني أصلا إذا أحيل ألقذافي للمحكمة الدولية،الم يحل من قبله مجرمو الحرب من بلغراد .
سيذهب ألقذافي،ويذهب كثيرون من مثله،لكن ليبيا ستلعق جراحها أمام وحش آخر يتربص لها ،ينتظر اللحظة التي تتيح له"التدخل"،على شاكلة "منقذ" من ويلات نظام صار نموذجا للهمجية.
ينتظر الغرب لحظة الانتظار الكبير،اللحظة التي يخترق بها البلاد بواسطة "منظمات المساعدة الإنسانية"،و "المنظمات الحقوقية" المختصة في التحقيق بالموت وأسبابه،
وليس من المستبعد أن يتدخل الناتو في لحظة ما بالضبط كما فعب في سراييفو عام 1995.
ليبيا بكل آسف دولة "قبائل"،والقبائل بكل اسف لا تستطيع الوقوف أمام قوة منظمة مثل تلك التي تواجهها ليبيا الآن ،
نظام ألقذافي لم ينجح في بناء مؤسسة واحدة معقولة،بامكناها أن تدير البلد،وتقوده،اللجان الشعبية والبلديات التي تنوب عن نظام "الخزعبلات" الذي بناه ألقذافي لا تصلح لقيادة دولة.
في ليبيا ليس هناك فراغ دستوري،لأنه لم يكن دستور أصلا،في ليبيا ليس هناك فراغ مؤسساتي لأنه لا مؤسسات في البلد،ليبيا الآن هي بلد متخلف لا يملك القدرة على النهوض من حالته بدون تدخل أجنبي،ونقول ذلك بكل أسف.
على ذلك ولذلك ينتظر الغرب ،الذي دفع ألقذافي لممارسة كل جنونه وتخلفه،تركه يقول كلام نحتاج الى فهمه إلى مئة مترجم،يفعل ما يريد،يدفع بليبيا إلى الهاوية،كل من يقول عن ألقذافي انه رجل مصاب بجنون العظمة ليبرر أفعاله الدموية ،كل من يقول أن الرجل بحاجة لطبيب نفسي ليفهم بعض جوانب سلوكياته،لا يقول كل شئ.
الذي قاد بلدا مدة أربعين عاما ونيف ليس مجنونا،في الحقيقة،ولا يحتاج إلى طبيب نفسي،لان الشعب الذي يقوده مجنون ومريض نفسي كل هذه المدة دون أن يقول راية في المجنون المريض، هذا الشعب غير مؤهل للسير قدما،رغم كل ما نكن من احترام وتقدير لهذا الشعب الذي مرمغ انف ايطاليا في التراب،أليس هذا شعب عمر المختار.
معمر ألقذافي لم يكن مجنونا ولا مريضا ،لقد كان مجرما وسفاحا باع شعبه للايطاليين،ولصديقه المنحط برلسكوني،وهو يتصرف ألان على هذا الأساس،على أساس انه مجرم وسفاح وعميل وسراق،من جهتنا لا نريد أن نمنح ألقذافي شهادة جنون ومرض تبرئ ساحته،المجانين والمرضى النفسيون أفضل منه بكثير ،هو لم يصل إلى هذه المرتبة لأنه مجرم أولا،وسفاح ثانيا ومتآمر ثالثا،باع وطنه وشعبه كما فعل أقرانه في العالم العربي.
في سقوط ألقذافي وعائلته شئ اكبر بكثير من سقوط بن علي من تونس وصديقه مبارك من مصر.
يستطيع ألقذافي واذرع نظامه الادعاء كما فعل من قبله ،أن مؤامرة خارجية هي خلف الأحداث في بلاده،هذه المرة أضاف ألقذافي إلى قائمة المتآمرين تنظيم القاعدة،والحقيقة أن ألقذافي لم يكن بحاجة لأي طرف حتى يحمله مسؤولية ما حدث،لو تمعن في كلامه وكلام ابنه لعرف كم هو متآمر على شعبه،بلاده لم تكن تحتاج إلى مؤامرة خارجية ،بلاده لم تكن بحاجة لمن يدفعها،وعليه لم تكن أية أهمية لما قاله،ولما سيقوله،لأنه لم تكن في أية مرة أية أهمية لما يقول.
لقد تآمر ألقذافي على بلده بوعي تام،إذا كان وعيه جنونا فليس لدي أي مشكلة،إذا كان تآمره مرضا نفسيا فليس هناك أية أهمية لذلك،لقد اسقط ألقذافي بلاده ،قبل أن تسقطه هي،وإذا كنا فرحين للغاية على يقظة الشعب الليبي ،فإننا متخوفون للغاية لما سيحدث ما بعد إسقاط "نظام الجنون"،وليس "نظام المجنون".
بخلاف مصر ،التي هي دولة مؤسسات وأحزاب ،بلد مع ميراث سياسي،فان ليبيا لا تملك من ذلك شيئا،لقد بنى ألقذافي دولة قبائل تدين له ولعائلته بالولاء،والآن يتمم عملية التدمير التام لبلده،وهذا بخلاف ما يعتقد البعض ليس من فعل ألقذافي لوحده،هناك من يقف خلفه،هناك من دفعه لممارسة جنونه وقمعه حتى لا يبقى في البلد حجر على حجر.
كان ألقذافي دائما يتحدث عن المؤامرات القادمة من الخارج،عن مؤامرات الاستعمار والامبريالية،لقد فعل مثلما فعل أنور خوجة في ألبانيا،وهو "يحذر" الألبان من المؤامرات الخارجية،سقط أنور خوجة وسقطت معه ألبانيا في حضن الغرب والمافيا ومنظمات المجتمع المدني،ومثلها كوسوفا ومن قبلها البوسنة.
لقد كان القذافي صادقا في مسالة واحدة،حتى لا نهضم حقه،صحيح لقد كانت هناك مؤامرة على بلاده من الغرب،لكنه كان شريكا كاملا بها،ولعلمه الاستعمار والامبريالية ليست أمريكا فقط،ايطاليا أيضا من قوى الاستعمار،وشركات التنقيب عن النفط البريطانية والأمريكية واليابانية والهولندية كل هذه أيضا من قوى الاستعمار يا عقيد.
هذه بالمناسبة لا يهمها العقيد،هذه تستطيع أن تتفق مع القبائل كذلك التي يهدد بعضها بحرق آبار البترول(!!!)،والعقيد واعلامه الغبي وابنه المتخلف يستطيعون أن يصرخوا منذ الآن وحتى إشعار آخر أن هناك "مؤامرة" على البلد.
لقد ارتكب هؤلاء جرائم عدة،سرقوا البلاد ،وقتلوا العباد،ومنعوا بالقوة والغباء قيام "دولة معقولة"، ولو حتى بشكل "متخلف"،الآن بعد أن يطير هؤلاء سيأتي إلى ليبيا ممثلو الدجال الرسميون،ليبنوا "دولة ليبيا" على "النمط الغربي"،الذي يريدون.
هكذا يتم إبادة دولة،عن بكرة أبيها،ولا يبقى بيد الناس ما يفعلونه بعد إبادة ودمار من الحجم الذي فعله نظام ألقذافي سوى التوجه للمؤسسات الدولية،ومنظمات المجتمع المدني،وصناديق دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان،لتبقى ليبيا تحت قبضة الغرب.
عندما تسيل الدماء،عندما يدب الذعر في قلوب الناس،عندما تصل درجة الخوف من الحرب والنظام إلى "إما تموت وإما تحيى"،يطل الغرب في العادة،على شكل جمعيات إنسانية كاذبة،ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان دجالة،يدخلون من كل أبواب الخوف،حين لا يكون لدى الناس وقت للتدقيق في هوية هؤلاء،لهؤلاء أيضا عملاء محليون تدربهم أمريكا منذ سنوات،ويتلقون الدعم المباشر منها،هؤلاء الآن على اهبة الاستعداد،علاقاتهم في الخارج،وفسادهم في الداخل،كلها تستعد للانقضاض على ليبيا.
هذه جريمة لا تقل عن جرائم ألقذافي الأخرى،ألقذافي ونظامه ليس مسؤولين فقط عن جرائمهم المباشرة،بل عن جرائمهم الأخرى،لقد حطم ألقذافي بلاده ليجعلها لقمة سائغة "عند إلي بسوا والي بسواش".
الغرب من جهته سينتظر،بالنسبة له كلما خربت أكثر كان تدخله مستقبلا أسهل،وهو ما يريد الآن بالضبط،النفط لن يهرب،وليس هناك من يهدد السيطرة على منابع النفط في ليبيا،لان ليبيا لا تملك شركات للتنقيب عن نفطها،ليس هناك من يشكل خطرا على مصالح الغرب التجارية ،ايطاليا بشكل خاص،لان ليبيا مهشمة ومدمرة من الداخل.
الشعوب المنهكة،التي خرجت من تحت قبضة نظام دموية،الشعوب التي تشكل القبائل مركز حياتها، التي تعيش في دول متخلفة مثل ليبيا،هذه الشعوب في العادة ستقبل بكل صيغة تخلصها من الماضي،شئ من الحرية، وكذبة الديمقراطية، حاليا سترضى بذلك،للأسف الشديد.