المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد الحاد على الإلحاد



الإصبع الذهبي
04-30-2011, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه أما بعد:-
فهذه رسالة في إثبات وجود الله عز وجل وإثبات نبؤة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وإثبات صحة الإسلام بأدلة نقلية وعقلية وليس لي في هذه الرسالة سوى الجمع والترتيب جعلتها على شكل ( أسئلة وأجوبة ) لتكون واضحة وليسهل فهمها ...

عِلماً بأن مابهذه الرسالة من أولها الى آخرها هو عبارة إما عن نقل نص كامل دون تصرف مني وإما عبارة عن نقل فكرة من كتاب ولكن بصياغة أخرى مني وإما نقل نص بتصرف وهذا التصرف إما يكون تصرف كثير أو تصرف قليل ...

لا أستطيع أن أنزل ما بالرسالة جملة لطولها لذلك سأنزلها تدريجياً ...

ومن أراد أن يحملها كاملة فهذا رابط التحميل

http://www.4shared.com/file/Rk-OCESE/___.html

والله الموفق والهادي الى سواء السبيل

الإصبع الذهبي
04-30-2011, 11:41 PM
8
8
تـــابــع

العلماء الذين نقلت عنهم هم :-
الأول : الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس حفظه الله ( وغالبُ ما في هذه الرسالة هو من كتبه ) .
الثاني : شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية قدس الله روحه.
الثالث : العلامة الإمام المفسر المؤرخ أبوالفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله .
الرابع : علامة القصيم الشيخ الإمام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .
الخامس : الشيخ عبدالمجيد الزنداني حفظه الله .
السادس :الدكتور موريس بوكاي حفظه الله .
السابع : الشيخ سفر الحوالي حفظه الله .
الثامن : الشيخ محمد الغزالي رحمه الله .

وبما إني سأصيغ هذه الرسالة بطريقتي وجب الخلط في كلام شيخ وشيخ آخر وهكذا ... لذلك قلت أنني سأجعل لكل شيخ رقم بحيث أجعلُ هذا الرقم في آخر كلامه ليدل عليه من أجل الأمانة العلمية وحِفظاً لحقوق عُلمائنا الأجلاء .

وهذه الأرقام هي:-
(1) جعفر إدريس
(2) بن تيمية
(3) بن كثير
(4) بن سعدي
(5) الزنداني
(6) موريس
(7) الحوالي
(8) الغزالي

الإصبع الذهبي
04-30-2011, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الآن وقبلَ كُلِ شيء لابد أن نعلم

ما هو الممكن ؟ وما هو المعهود ؟ وما هو المستحيل ؟

الممكن : هو ما يمكن وقوعه وإن لم يقع فوصول الناس إلى القمر كان ممكناً قبل أن يقع , وكذلك السفر بالطائرات , والحديث بالهواتف .
المعهود: هو ماعرفناه وعهدناه واقعاً , كطلوع الشمس من جهة الشرق , وكمقدرة الناس على الكلام بألسنتهم , وكإرواء الماء للظمآن .

وبعد أن عرفنا ما هو الممكن وما هو المعهود نستنتج من أنَّ الممكن أوسع دائرة من المعهود , وأوسع دائرة مما يمكن تفسيره في حدود معارفنا الحالية. لكن كثيراً من الناس تضيق أعطانهم عن هذا فيسارعون إلى إنكار مالم يعهدوا, ويسارعون إلى إنكار مالا تفسير له في حدود ما عندنا من علم , بل إن بعضهم يظن أن غير معهود , أو غير ما يمكن تفسيره في حدود العلم المعهود مستحيل عقلاً . ويزداد الأمر عجباً حين ترى أن ضيقي الأفق هاؤلاء كثيراً ما يدَّعون العقلانية , أو يدَّعون العلمية .

المستحيل : ما لا يمكن أن يحدث بأي حال من الأحوال , كوجود الشيء الواحد نفسه في مكانين مختلفين , وكاجتماع الإيمان والإلحاد في قلب واحد , وكالكلام والصمت .

من الأمثلة التي ذكرت في القرآن الكريم لهذه المستحيلات قوله تعالى رداً على الذين زعموا أن إبراهيم كان يهودياً أو نصرانياً : ( وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده ) الآية

وقوله تعالى ( بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ) الآية
أي : أنه من المستحيل أن يكون ولد له أب وليس له أم .

وأما قوله تعالى ( لو أراد الله أن يتخذ ولداً لأصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ) الآية
فليس المقصود به ولداً يلده - سبحانه – فهذا يتناقض مع الآية السابقة , وإنما المقصود به ولد متبنَّى , بدليل قوله تعالى ( مما يخلق ) الآية

إنَّ كون الشيء ممكناً لا يعني كونه لا بد أن يقع , لأن الممكن إنما يقع إذا تحققت شروط وقوعه , وإذا لم تتحقق فقد لا يقع أبداً وإن ظل وقوعه ممكناً .
المعهود نوعان : معهود طبيعي , ومعهود ثقافي .

المعهود الطبيعي : هو الذي يقع بحسب ما وضع الله تعالى في الكون من قوانين .

المعهود الثقافي : هو ما يعتاده الناس باختيارهم سواء كان حسناً أو سيئاً . وإذا كانت أعطان بعض الناس تضيق فتنكر مالم تعهد في الطبيعة , فإن بعض الأعطان تكون أضيق من ذلك فتنكر مالم تعهده في ثقافتها وعاداتها وتقاليدها وتعده منكراً .

الناس بالنسبة للممكن غير المعهود نوعان , نوع : يستغرب وقوعه لكنه لا يعتقد استحالته , ونوع : يعتقد أن وقوعه غير ممكن , أي : يعتقد استحالته .

إنه لأمر طبيعي أن يستغرب الإنسان مالم يعهده وأن يتعجب منه إذا ذكر له .

لذلك كان الطبيعي أن يستغرب نبي الله زكريا عليه السلام أن يكون له ولد وامرأة عاقر ورجل قد بلغ من الكبر عتياً مع أن الذي أخبره بذلك هو الله الذي أرسله ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا . قال رب أنى يكون لي غلامٌ وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيا . قال كذلك قال ربك هو علي هينٌ وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) الآية

وكان من الطبيعي أن تستغرب مريم ابنة عمران قول الملك لها ( قال إنما أنا رسول ربك لأهب لكِ غلاماً زكيا ) الآية
وكان من الطبيعي أن تسأله مستغربة : ( أنى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا ) الآية
وكان من الطبيعي أن يقول قوم مريم لها ( كيف نكلم من كان في المهد صبيا ) الآية
وكونه ليس بمعهود ولا معروف , وكان من لوازم ذلك أن يصدِّق الإنسان كل ما يقال له من غرائب . ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى لم يذم زكريا ولا ذمَّ مريم على استغرابهما , وإنما بيَّن لهما أن ما استغرباه أمر ممكن وأنه داخل في قدرة الله سبحانه وتعالى , وأنه سيقع فعلاً .

التصديق بمثل غير المعهودات التي يخبر بها الله تعالى أناساً ولم يشهدوها هو من علامات حسن العلم به سبحانه , وقوة الإيمان به .

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل يسوق بقرة له قد حمل عليها , التفتت إليه البقرة فقالت : إني لم أُخلَق لهذا , ولكني إنما خلقت للحرث , فقال الناس سبحان الله ! - تعجباً وفزعاً – أبقرة تكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أومن به وأبو بكر وعمر ) .

الخلط بين الممكن والمعهود والمستحيل هو أساس الحجج التي اعتمد عليها كل الذين أنكروا بعض حقائق الدين التي بلَّغتهم إياها الأنبياء .(1)

الإصبع الذهبي
04-30-2011, 11:52 PM
بعد أن عرفنا الممكن والمعهود والمستحيل نبداء الآن في عرض الأسئلة والأجوبة والله المستعان وعليه التكلان

إن قيل لك هل للكون خالق ؟ وما الدليل ؟

فقل له إنَّ للكون خالق والأدلة على ذلك كثيرة فالخلق دليلٌ على الخالق كما أنَّ الصنعة دليلٌ على الصانع وإن لم نرئ صانع تلك الصنعة .
ومن الأدلة على وجود الخالق

البرهان الكوني

إن في هذا الكون حوادث , فغيث ينزل , وزهر يتفتح وطفل يولد, وإنسان ينمو ويكبر , وآخر يمرض ثم يهلك , وأجسام تبنى وتتركب , وأخرى تتحلل .
(كواركات) هي لبنات كُوِّن منها الأوليات ثم الذرات , ومن الذرات تتكون الجزيئات , ومنها تتكون العناصر ثم المركبات ثم الأجسام المادية المشاهدة . ومن الغازات الأولية تتكون مجرات تتكون منها نجوم , ومن المجرات مجموعات مجرات , ولكل من هذه الكائنات ساعة ميلاد , ويوم هلاك .
فمن الذي أوجدها ومن الذي يفنيها ؟(1)

فإن قيل لك جاءت من العدم ؟

فقل العدم لا يخلق شيئاً والعدم الذي لا وجود له لا يستطيع أن يصنع شيئاً لأنه غير موجود .(5) ( وهذا داخلٌ في المستحيلات ) .
وقل له إن فكرة حدوث الشيء من غير محدث فكرة متناقضة , يعسر بل يستحيل التعبير عنها بعبارة مستقيمة . إذا قلت إن الفراغ أو العدم هو الذي أحدث الشيء أو أوجده أو سببَّه أو ماشابه ذلك من ألفاظ , كان الكلام متناقضاً , لأن الإحداث والإيجاد والتسبيب أفعال , فهي تحتاج إلى فاعلٍ , والفاعل لابد أن يكون شيئاً موجوداً , العدم هو نفي الوجود , فكيف يُحدِث أو يُوجِد ؟(1)

فإن قيل لك أفلا نستغني عن الخالق بالتسلسل الغير متناهي في العلل والمعلولات ؟

فقل له إن التسلسل الغير متناهي في العلل والمعلولات مستحيلٌ عقلاً ومثالٌ ذلك

ح/ع1 ح/ع2 ح/ع3 ح/ع4 ح/ع5 ... إلخ

فمعنى ذلك أن ح لا توجد إلا إذا وجدت علتها ح/ع1 , وهذه لا توجد إلا إذا وجدت علتها , وهكذا الى ما لا نهاية له , أي أن ح لن توجد حتى يوجد عدد غير متناه من العلل والمعلولات قبلها. ولكن هذا معناه أن وجودها عُلِّق على شرط يستحيل أن يتحقق فهي إذن لن توجد أبداً . إن مثل هذا – كما كان يقول بعض المتكلمين الإسلاميين – كمثل قولك لإنسان: لا أعطيك درهماً حتى أعطيك درهماً قبله , فلن تعطيه إذن درهماً أبداً .

وقل له بعد نظرية الانفجار العظيم ليس لهذا الكلام مكان حيثُ أننا عرفنا أن للكونِ ابتداء وهذا يعني أنه له نهاية وإذا علِمنا بأن للكون ابتداء فقد انتقض قول من قال بالتسلسل بالعلل والمعلولات .(1)

الإصبع الذهبي
04-30-2011, 11:54 PM
فإن قيل لك ما نقول إذاً ؟

فقل إذا علِمنا أن المخلوق يستحيلُ أن يكون هو خالق نفسه كما قد بينا ذلك وإذا كان التسلسل الغير متناهي في العلل والمعلولات يستحيل أيضاً عقلاً كما أثبتنا ذلك آنفاً فما بقي إلا أن نقول أن الخالق لابد أن يكون أزلي ليس لوجوده ابتداء واجب الوجود لم يسبقه عدم ولا ينتهي بفناء ليس بمخلوق بل هو العلة التامة وهو الأول الذي ليس قبله شيء الآخر الذي ليس بعده شيء وهو مستغنٍ بنفسه ولا يمكن أن يكون هذا السبب الأزلي شيئاً غير الله .

فإن قيل لك قد ذكرت أنه يستحيل أن الشيء يخلق نفسه فكيف نقف عند الله ونقول ليس بمخلوق ؟

فقل له إن الله خالق وليس بمخلوق وهو أزلي أي لا ابتداء له وأبدي لا انتهاء له وهو واجب الوجود ليس بحدث غني بذاته وهو خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل .

فإن قيل لك ولما لا يكون هذا الأزلي هي المادة ؟

فقل له إن المادة بكماء صماء عمياء فكيف له أن تخلُق ؟ فاقد الشيء لا يعطيه .
والمادة في كل شكل من أشكالها المعينة قابلة للفناء , فهي إذن حادثة .
وإذن فالمادة تستحدث وتفنى .
وكل مادة ذات خصائص وصفات معروفة فهي قابلة – كما تدلنا التجارب العلمية – للتحلل أو التحول .(1) ( ومعلومٌ أنَّ الأزلي لا يتحول ولا يتبدل ) .

الإصبع الذهبي
05-01-2011, 12:08 AM
فإن قيل لك كيف عرفت أن الخالق الأزلي هو الله ؟

فقل له إن الله هو المألوه الذي تألهه القلوب وتتعلق به محبةً وخوفاً ورجاءً .

وقل له إن الله هو الإله الحق لما اتصف به من صفات الألوهية وصفات الألوهية هي : الكمال . (4)
ونقل سيبوية عن الخليل أنَّ أصله إلاه , مثل فعال , فأدخلت الألف واللام بدلاً من الهمزة .
مثل الناس أصله أناس . فحذفت الهمزة التي هي فاء الكلمة , فالتقت اللام التي هي عينها مع اللام الزائدة في أولها للتعريف , فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشددة , وفخمت تعظيماً فقيل : الله . (3)

وقل إنه لا يمكن عقلاً أن يكون شيئاً غير الخالق الحق الذي تدركه الفطرة والذي دعت إلى عبادته رسل الله , أي أن الخالق الذي أوصلنا إليه الدليل العقلي هو الخالق نفسه الذي يحدثنا عنه النص الديني . ولا غرابة في ذلك لأن الله خلق الكون وجعله دليلاً على وجوده , هو الذي أنزل الكتاب مصداقاً لشهادة الكون ومفصلاً لها وإليك أدلة ذلك :

أولاً : صفة الخالقية نفسها, وهي التي وردت في قوله تعالى :
(الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) الآية
( هو الله الخالقالبارئ المصور ) الآية
( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق )الآية
( وبدأ خلق الإنسان من طين ) الآية
( بديع السموات والأرض)الآية

ثانياً:كونه أزلياً.

لكن هنالك صفات أخرى يمكن استنتاجها عقلياً من هاتين الصفتين , وصفات يمكن استنتاجها من تلك الصفات المستنتجة , نذكر بعضها فيما يلي :

ثالثاً: صفة الأبدية.

قال تعالى ( هو الأول والآخر ) الآية

رابعاً : وإذا كان كل مافي الوجود - ماعدا الموجود الأزلي - حادثاُ , وكان هو سبباً لك حادث , فلا حادث يعتمداعتمادا كلياً على حادث غيره , لا في مجيئة إلى عالم الوجود , ولا في استمرارهم وجوداً. وإذن فكما أن الموجود الأزلي خالق الحوادث وموجدها , فهو حافظهاوراعيها , وهذا هو معنى الربوبية .فالله- تعالى- خالق بمعنى أنه يكونَّ الأشياءويوجدها, وهو أيضاً ربٌّ وحافظ ومقيت... إلخ, بمعنى أنه الذي تعتمد عليه المخلوقاتفي استمرار وجودها.

وهذا هو المعني بآيات مثل قوله - تعالى-:

( ويُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) الآية
( ولايئوده حفظهما وهوالعلي العظيم ) الآية
( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) الآية
( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) الآية

وإذا كان كل شيء سواه مخلوقاًله, فهو معتمد في استمرار وجوده عليه.
وهذا هو معنى القيُّومية التي وردت في مثلقوله - تعالى - :

( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) الآية
( وعنتالوجوه للحي القيوم ) الآية

لأن القيوم هو القائم بنفسه المقيم لغيره.

خامساً:الأحدية. الخالق الأزلي الأبدي القيوم لا بد أن يكون واحداً, واحدً في ذاته وصفاته, فلا ثاني له يماثله , و واحداًفي أفعاله , لا يشركه في فعلها شيء, لأنه لو أشركه:

فإما أن يكون الأثرمعتمداً عليهما معاً , بحيث إن أحدهما لا يستطيع الاستقلال به , وفي هذه الحال يكون كل منهما عاجزاً معتمداً في فعله على غيره , لأن كلا منهما ماكان ليستطيع الفعل لولا موافقة الآخر أو مساعدته , لكن الدليل ساقناً من قبل إلى أن ماكان أزلياً لا بد أن يكون قائماً بنفسه مستقلاً عن غيره , وإذن فالذي يعتمد في فعله على غيره لا يكون أزلياً بل يلزم أن يكون حادثاً.

وإما أن يضاد عمل أحدهما عمل الآخر, وبذلك , ومن باب أولى , تنتفي عنهما صفة الأزلية . هذا الدليل هو الذي كان يسميه نظارالمسلمين دليل ( التمانع ) , وقد قرره شيخ الإسلام تقريراً موجزاً وافياً فقال)وذلك أن هؤلاء النظار قالوا : إذا قدر ربان متماثلان فإنه يجوز اختلافهما فيريدأحدهما أن يفعل ضد مراد الآخر , وحينئذ , فإما أن يحصل مراد أحدها, أو كلاهما, أولا يحصل مراد واحد منهما . والأقسام الثلاثة باطلة . فيلزم انتفاءالملزوم.
فأما الأول: فلأنه لو وجد مرادهما للزم اجتماع الضدين, وأن يكون الشيءالواحد حياً ميتاً , متحركاً ساكناً, قادراً عاجزاً , إذا أراد أحدها أحد الضدينوأراد الآخر الضد الآخر.

وأما الثاني : فلأنه إذا لم يحصل مراد واحد منهما , لزم عجز كل منهما, وذلك يناقض الربوبية.
وأيضاً فإذا كان المحل لا يخلو منأحدهما, لزم اختلاف القسمين المتقابلين , كالحركة والسكون, والحياة والموت, فيما لايخلو عن أحدهما.

وإن نفذ مراد أحدهما دون الآخر, كان النافذ مراده هو الربالقادر والآخر عاجزاً ليس برب, فلا يكونان متماثلين.

فلما قيل لهم: هذا إنمايلزم إذا اختلفت إرادتهما, فيجوز اتفاق إرادتهما.
أجابوا بأنه إذا اتفقا فيالأخير, أمتنعى أن يكون نفس مافعله أحدهما نفس مفعول الآخر, فإن استقلال أحدهما بالفعلوالمفعول يمنع استقلال الآخر به , بل لا بد أن يكون مفعول هذا متميزاً عن مفعولهذا. وهذا معنى قوله -تعالى- :
( إذاً لذهب كل إله بما خلق ) الآية , وهذا ممتنع لأن العالم مرتبط ارتباطاً يوجب أن فاعل هذا ليس هو مستغنياً عن فاعل الآخر, ولااحتاج بعض أجزاء العالم إلى بعض .
وأيضاً فلابد أن يعلو بعضهم على بعض, فإنما ذكرناه من جواز تمانعهما إنما هو مبني على جواز اختلاف إرادتهما وذلك أمر لازم من لوازم كون كل منهما قادراً, فإنهما إذا كان قادرين, لزم جواز اختلافالإرادة.

وإن قدر أنه لا يجوز اختلاف الإرادة, بل يجب اتفاق الإرادة كان ذلك أبلغ في دلالته على نفي قدرة كل واحد منهما , فإنه إذا لم يجز أن يريد أحدهما ويفعل إلا مايريده الآخر ويفعله , لزم ألا يكون واحد منهما قادراً إلا إذا جعله الآخرقادراً , ولزم ألا يقدر أحدهما إلا إذا لم يقدر الآخر.

وعلى التقديرين يلزم ألا يكون واحد منهما قادراً , فإنه إذا لم يمكنه أن يريد ويفعل إلا مايريده الآخرويفعله, والآخر كذلك , وليس فوقهما أحد يجعلهما قادرين مريدين , لم يكن هذا قادراً مريداً , حتى يكون الآخر قادراً مريداً.

وحينئذ فإن كان كل منهما جعل الآخرقادراً مريداً , كان هذا دوراً قبلياً, وهو دور الفاعلين والعلل , كما لو قيل : لايوجد هذا حتى يوجده هذا ولا يوجد هذا حتى يوجده الآخر , فإن هذا محال ممتنع في صريح العقل ).(2)

ويقدم الوجود كله شهادة بأنه من صنع الواحد الأحد

فأنت ترى أن غذاءك , متوقف على عمل المعدة , والأمعاء , ويقول الأطباء : إن عمل الأمعاء يتوقف على عمل الدماء , ويتوقف دور الدماء على الهواء وحركة التنفس , ويتوقف الهواء الصالح للتنفس على عمل النباتات ويتوقف عمل النباتات على وجود الشمس , و وجود الشمس يتوقف على وجود الكواكب المحيطة بها والنجوم الأخرى ... وهكذا نجد أن كل شيءٍ يعتمد في وجوده وعمله على غيرهِ من الأشياء كما رأينا أن المعدة مرتبطة بنجوم السماء , وذلك يشهد أن الجميع من صنع رب واحد قال تعالى ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ) الآية
قال تعالى :
( قل هو الله أحد الله . الله الصمد . لم يلد ولم يولد ) الآية

ولو كان هناك إله غير الله لحدث الصراع بينهم على تسيير هذه المخلوقات وعندئذٍ يدبُ الفساد إلى الأرض والسماء , قال تعالى:

( لو كان فيهمآ ءالهةٌ إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) الآية . (5)

سادساً: نأتي الآن إلى صفة عظيمة الشأن لأنهاستكون المفتاح لما يليها من صفات , والبرهان الحاسم على أن الموجود الأزلي الذيقادنا إليه البرهان هو الإله الذي يحدثنا عنه القرآن.

ولنبدأ بسؤال: كيف تصدر المخلوقات عن ذلك الخالق الأزلي ؟

إننا نعرف من تجربتنا طريقتين لصدور الحوادث : فالأشياء الجامدة, وبعض الأشياء الحية تصدر عنها آثارها صدوراًطبيعياً أو قل قسرياً , وأما بعض الأشياء الحية الأخرى - وأرقاها الإنسان- فإن بعض آثارها تصدر عنها صدوراً إرادياً, فهل تصدر الحوادث عن الخالق صدوراً قسرياً يقتضيه طبعه من غير شعور منه ولا تدبير أو أنها تصدر عنه بإرادته إن شاء فعل وإن شاء ترك؟

كيف يمكن لهذه الحوادث المختلفة التي نشاهدها أن تصدر عن الخالق صدوراًيقتضيه طبعه من غير شعور منه ولا قصد ولا إرادة ؟ دعنا نحاول فهم ذلك بأن نأخذمخلوقاً واحداً - وليكن الإنسان - ونتساءل: كيف أوجده الخالق ؟ إذا قلنا إن وجودالإنسان أمر تقتضيه طبيعة الخالق , فيلزمنا القول بأن الإنسان أزلي مع الخالق , لأنه من المستحيل عقلاً أن يوجد الشيء ولا يوجد معه الشيء الذي تقتضيه طبيعته. ولكننا نعرف أن عمر الإنسان ليس من الأزلية في شيء , بل هو عمر لا يتجاوز بضع آلاف منالسنين, فكيف تأخر عن الخالق شئ تقتضي طبيعته وجوده ؟ قد يقال إن طبيعته اقتضتوجوده في الوقت الذي وجد في من غير تقدم ولا تأخر. لكن هذا قول من لا يتصور معنى الأزلية ولا معنى الاقتضاء, لأننا إذا فرضنا الشيء موجوداً من غير أن يوجد معه مايقتضيه طبعه, فكأننا فرضناه موجوداً بطبع غير طبعه.

وإذا لم نقل إنه يقتضيه طبعه , فماذا نقول ؟ أنقول إنه آثاره كما تحدث المخلوقات الطبيعية آثارها , كالمطرالذي ينبت الزرع, والزرع الذي يخرج اثمر , والدفع الذي يحرك الساكن, والضرب الذييقتل .. وهكذا ؟ لكنك إذا تأملت هذه الأسباب الطبيعية وجدتها - كما كان يقول علماؤنا - لا تستقل بفعل , بل إن أفعالها كلها تعتمد على توفر شروط خارجة عنها. فالمطر لا ينبت الزرع إلا إذا كان السحاب قد ساقه إليه , وإلا إذا كانت درجةالحرارة مناسبة لتحول السحاب إلى قطرات الماء , وإلا إذا كانت هنالك جاذبية تسمح بسقوطه لا بقائه معلقاً في الهواء وإلا إذا كانت هنالك أرض صالحة للزرع, وإلا إذاكان فيها بذر صالح للإنبات , وإلا إذا توفر له الأكسجين , وهكذا وهكذا إلى مالايكاد يحصر من هذه الشروط أو الأسباب الخارجة عن نطاق الماء النازل منالسماء.
فإذا قلنا إن الخالق أيضاً لا يخلق إلا بمثل هذه الشروط والأسباب الخارجة عن قدرته , لم يعد هو الخالق الذي ساقنا إليه دليلنا لأن الدليل ساقنا إلى خالق هو خالق لكل شيء , فمن التناقض أن نقول إنه خالق لكل شيء , ثم نقول إنه لا يخلق إلا بشروط وأسباب خارجة عن إرادته من الذي خلق تلك الأسباب ؟

إذا لم يكن الخالق خالقاً بالطبع بالمعنيين الذين ذكرناهما, فلم يبق إلا أن يكون خالقاًبالإرادة , وإذن فهذا الخالق مريد . وهذا هو الوصف الذي ورد وصفه به في القرآنالكريم:

( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) الآية
(إن الله يحكم ما يريد ) الآية
( إن ربك فعالٌ لما يريد ) الآية
( إنالله يفعل ما يريد ) الآية
( ولله ملك السموات والأرض ومابينهما يخلق مايشاء والله على كل شيء قدير ) الآية
( إن الله يفعل ما يشاء ) الآية
( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) الآية

سابعاً: إذا كان مريداً فيلزم أن يكون عالماً, لأن الإرادة تستلزم العلم . كيف تريد ملا تعلم ؟ إنمن يفعل شيئاً بغير علم لا يقال إنه أراده , بل يستشهد بعدم علمه بما يفعل على عدمإرادته له , وما دام هذا الخالق هو الخالق لكل شيء فيلزم أن يكون عالماً بكل شيء.
( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الآية

( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم )الآية

ثامناً: وعلمه بما في مخلوقاته من أشكال وألوان وأحوال يقتضي أن يكون سميعاً بصيراً , ولذلك فكثيراً ما يقرن القرآن الكريم بين صفتي العلم والسمع والسمعوالبصر.

( وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكماته وهو السميع العليم )الآية

( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه سميعٌ عليم ) الآية

( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصاالذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الآية

( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير )الآية

تاسعاً : وإذا كان عالماً مريداً سميعاً بصيراً , فلابد أن يكون حياً, لأن صفة الحياة من لوازم هذه الصفات , أعني أن الشيء لايمكن أن يكون مريداً علماً سميعاً بصيراً , ويكون مع ذلك ميتاً أو جماداً , بل لابد أن يكون حياً وأن تكون حياته أرقى أنواع الحياة.

( وتوكل على الحي الذيلا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا ) الآية

( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ) الآية

هذا القدر من الصفات يكفي الآن لبيان أنالخالق الذي دلنا العقل على وجوده هو الخالق الذي دعانا الشرع للإيمان به وعبادته من أن الصفات غيرها كثيرة مذكورة في الكتاب والسنة الصحيحة , وعليه فإن كل محاولة لجعله مادة من المواد أو كائناً من هذه الكائنات إنما هو شطط من القول .(1)

الإصبع الذهبي
05-01-2011, 12:13 AM
فإن قيل لك ولما لا نرى الله ؟

فقل له هل تقدر العين أن ترى الهواء الذي يلامسها ويمتد أمامها مئات الكيلو مترات ؟
هل ترى العين جاذبية الارض التي تجذب إليها كل الاجسام ؟ وهل تقدر أن ترى ذلك ؟
وهل ترى العين أمواج الاذاعة التي تبثها الآن محطات الاذاعة في العالم ومحطات اللاسلكي والتلفزيون ؟ وهل تقدر العين أن ترى ذلك ؟
وهل ترى العين الروح التي تسكن في الاجسام الحية فتوجد الفرق بين الحي والميت ؟ وهل ترى العين العقل الذي يفرق بين المجنون والعاقل ؟ وهل تقدر أن ترى ذلك ؟
وهل تستطيع العين أن ترى القوى التي يجذب بها المغناطيس قطعة الحديد ؟
وهل تقدر العين أن تتحمل ضوءا قريبا يوجه اليها من كشاف أو مصباح قوي ؟
الجواب انها لا تستطيع احتمال شدة النور .
اذن : هذه العين تعجز أن ترى كثيرا من الاشياء القريبة منها ولا تتحمل شدة النور القريب منها .
واذن فهل تستطيع العين المحدودة أن تدرك الاشياء البعيدة أو تتحمل النور القوي البعيد عنها ؟
هيا لنرى ...

هل تستطيع العين أن ترى من بالمكان المجاور ؟
هل تستطيع العين أن ترى قارات الأرض بأجمعها ؟
هل تستطيع العين أن ترى جميع نجوم السماء ؟
الجواب لا لا لا ... فهي لا ترى الا القليل واذا ظهر ضوء القمر لم ترى الا اقل القليل قال تعالى ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئاً وهو حسير ) الآية
وهل تستطيع العين أن تتحمل مشاهدة قرص الشمس في رابعة النهار ؟ الجواب لا .. لا
اذن هذه العين عاجزة محدودة ولا تستطيع أن ترى ما بعد عنها ولا ما اشتد نوره عليها ولا تقدر على ذلك كما تعجز ان ترى كثيرا من الاشياء اللطيفة القريبة منها ...
فهل تستطيع هذه الاعين الضعيفة المحدودة أن ترى الله ؟(5)

فإن قيل لك رغم ظهور وجود الإله الحق بهذا الوضوح الجليِّ فلما علماء الغرب يلحدون به وهم الأذكياء العباقرة ؟

فقل له أولاً إن الحقائق منفصله عن الأشخاص والموفق من وفقه الله عز وجل وليس بقوة الإدراك وحدة الذكاء يهتدي إنما الهداية بيد الله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو العزيز الحكيم .
ثم قل له أليس الفلاسفة كانوا يعتقدون بقدم العالم وهم الأذكياء العباقرة ؟ ألم يعتقد ذلك أرسطو وغيره مِن مَن كان على شاكلته ؟
وها هو العلم الحديث يثبت أن للكون بداية وليس بقديمٍ أزلي وذلك باكتشاف نظرية الإنفجار العظيم .

وقل له أن من طلب الحق صادقاً في البحث عنه هداه الله إليه والله كما أنه أعلم حيث يجعلُ رسالته فهوا أعلم حيث يجعلُ هدايته .

وقل له عليك أن تعلم أسباب ظهور الإلحاد وللإلحاد في العالم الغربي أسباب محلية خاصة , وإنما انتقلت إلى المجتمعات الأخرى عن طريق الغزو الفكري والتقليد لما يحسبونه علماً وحضارة .

وهذه الأسباب مترابطة متضافرة وأهمها :

1- أن أوروبا لم تعتقد الإيمان الصحيح والدين الحق , بل تقلبت من جاهلية إلى جاهلية .

أ‌- فمن عبادة الأوثان والآلة المتعددة عند اليونان والرومان في عصرهم القديم .
ب-إلى النصرانية المحرفة في عصورها الوسطى .
ج- إلى الضياع والإلحاد والجاهلية المعاصرة .
وعليه فالدين الذي ألحدت عنه أوروبا ليس هو دين الله , وإنما هو النصرانية التي وضعها بولس ومن بعده , وهي دين مملوء بالخرافات ما يتصل بالله تعالى كالتثليث وألوهية المسيح مع اعتقاد ولادته وصلبه , وكذلك خرافة الخطيئة والخلاص والاسرار المقدسة , هذا عدا ما حوته الاناجيل من تناقض وأخطاء علمية وتاريخية واضحة .
ومع ذلك فقد كان مفروضاً على النصراني أن يؤمن بهذه الخرافات بلا اعتراض ولا تفكير , حيث إن شعار النصرانية الدائم ( آمن أولاً ثم فكر ثانياً ) هذا في العقيدة .
وفي العبادة نجد أن النصرانية فرضت على أوروبا وغيرها ( الرهبانية ) وهي سلوك منافٍ للفطرة البشرية , فالخروج من هذا الدين – في حد ذاته – أمر يوجبه التفكير السليم بلا ريب , ولكن القضية هي أن البديل ليس الإلحاد , وإنما هو الإيمان بالدين الصحيح ( الإسلام ) .

2- طغيان رجال الكنيسة :

فقد جعلوا أنفسهم أرباباُ لنصارى يشرعون لهم ما يشاءون ويفرضون عليهم الضرائب , ويتحكمون في عقولهم وإيمانهم بتوسطهم بينهم وبين الله , وفرض الاعتراف أمامهم بالخطايا وطلب المغفرة بواسطتهم , وغير ذلك مما يزخر به التاريخ الأوروبي .

3-الكشوف العلمية :

ما كان العلم يوماً من الأيام عدواً للدين , ولكن الحق عدو للخرافة .
ومنذ أن اتجهت أوروبا للكشف والبحث العلمي , كانت معركه كبرى بين علماء الفلك والطبيعة , وبين رجال الكنيسة الذين تصدوا لهم بالحرب الشعواء , لأمرين :
أ‌- أن المنهج العلمي منقول عن المسلمين .
ب‌- أنه يصادم ما أدخلوه في الكتب المقدسة , من معلومات باطلة عن الكون والتاريخ .
وهكذا تعرض رواد الكشوف العلمية للاضطهاد الذي وصلى الى إحراق بعضهم بالنار .
وكلما تقدم الزمن ثبتت صحة الحقائق العلمية , وبطلان الخرافات الكنيسية , ولكن بعض أنصار العلم اشتطوا فهاجموا الدين كله من حيث هو دين , ولم يعتنقوا – او يحترموا – دين الله الخالد الكامل ( الاسلام ) .
وهكذا أوهموا الناس أن كل حقيقة تكتشف إنما هي نصر جديد للإلحاد على الدين .

4-اليهود:

العداوة بين اليهود والنصارى مزمنة , وكانت الكنيسة أيام سيطرتها تضطهد اليهود , بسبب فسادهم وإفسادهم , فلما كانت المعركة على الكنيسة , وجدها اليهود فرصة للانتقام منها , فوقفوا مع خصومها الملحدين . هذا من جهة , ومن جهة أخرى يخطط اليهود لإقامة ما يسمونة ( ممكلة داود ) على أنقاض الأديان والحكومات العالمية , ولهذا كان ضرورياً في خطتهم إفساد الأميين ( غير اليهود ) وإبعادهم عن الدين والأخلاق , ونشر الانحلال والإلحاد بينهم .
ولهذا كان أغلب زعماء المذاهب الإلحادية الهدامة يهوداً , كما أن اليهود يستخدمون المال والدعاية لنشر الإلحاد والفساد في العالم أجمع .
وللإحاد مذاهب ونظريات كثيرة , أهمها : الشيوعية في الشرق والوجودية في الغرب , هذا عدا أن هناك ملايين من الناس في أمريكا وأوروبا , لا يتبعون مذهباً معيناً , لكنهم لا يفكرون بمسألة الدين في قليل ولا كثير , فهم كمال قال الله تعالى ) بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منا عمون ) الآية . (7)

وأسباب الإلحاد كثيرة جداً فهناك الشكاك وهناك المريض نفسياً وهناك المتكبر وهناك من يريد أن يلفت الأنظار ... و و و إلخ .

فإن قيل لك هل للخالق هدى في الأرض أتبعه ؟ وما الدليل ؟

فقل له نعم , هناك هدى وضعه الله لعباده يهتدون به إليه و الدليل هو إن خالقاً عالماً حكيماً وفَّر لك برحمته كل ما يحتاج إليه بدنك من طعام وشراب وكساء , وأرض وشمس وقمر وسماء , وجبار وزروع وحيوان وماء , كيف لا يوفر لك حاجات روحك وهو يعلم أن روحك أهم من جسدك , وأن قوامها بهذا القرب منه الذي أحسست به ؟!
إذن لا بد أن يكون في هذا العالم هدى من هذا الخالق نتعلم به كيف نتقرب إليه . (1)

الإصبع الذهبي
05-01-2011, 12:20 AM
فإن قيل لك لكن هناك مذاهب وأديان متعددة وكثيرة كيف لي أن أعرف الحق بين هذه الأديان كلها ؟

فقل له إن الأديان نوعان : نوع يزعم أهله أن لديهم هدياً من السماء , ولذلك تسمى أديانهم بالسماوية , وهي اليهودية والنصرانية والإسلام .
ونوع لا يزعم أصحابه مثل هذا الزعم , ومن أشهرها البوذية والهندوسية . (1)

فإن قيل لك لا حاجة لي في النوع الأخير إني أريد هدي السماء ولكن كيف أعرف الحق بين الثلاثة أديان هذه ؟

فقل له إن اليهود يزعمون أنهم شعب الله المختار وأنهم مخلوقون من عنصر الله وباقي الخلق فهم مخلوقين من نطفة حيوانية وأرواحهم من الشيطان ويقولون أن زواجهم هو الزواج الشرعي الوحيد أما اعتقادهم في الأميون فهو لا شرعية لزواجهم ولهذا لا يمتون بأية صلة إنسانية إلى آبائهم وأمهاتهم ويقولون أن الزنا باليهودية حرام على اليهودي أما النساء غير اليهوديات كلهن مومسات وزنى اليهودي بهن لا تستدعي أي شعور بالذنب ويقولون لا يجوز اغتصاب اليهودي لليهودية ولكن يجوز لليهودي اغتصاب غير اليهودية بشرط أن يزيد عمرها عن ثلاث سنوات ولو بيوم واحد ويقولون يحرم أخذ أموالهم بالباطل ولكن الاستيلاء على ما يمكن الاستيلاء عليه من اموالهم ( الأميون ) حق لليهودي , بل هو مطلوب ديناً ويقولون يحرم على اليهودي قتل اليهودي ولكن اليهودي الذي يقتل أمياَ إنما يقدم قرباناً للرب !! . (7)
هذا غير ما في كتابهم المقدس من تنقيص لله جلا وعلا وسبه والسخرية منه والكذب عليه والتناقض والتحريف و و إلخ .

أما أهل النصرانية فيقولون إنَّ الإله الذي نعبده واحد ولكنهم ثلاثة !!
وفي كتابهم المقدس من التناقض العجيب والأخطاء التاريخية والعلمية .

بقي آخر دينٍ سماوي وهو الإسلام إذاً لابد أن يكون هو الحق وهو الموافق للعقل والفطرية السوية السليمة .

فإن قيل لك ما لدليل على صحة الإسلام ؟

فقل له إن الأدلة على صحة الإسلام مستفيضة فمنها .

1- عدم التناقض لا في القرآن الكريم ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ( مع إستحضار أن الأصلَ في بني آدم الجهل وأن النقص يعتريهم وأن الكمال لله الواحد القهار ).
2- أنه موافق لما إنتهى إليه جلة من المفكرين الأحرار في أغلب النواحي النفسية والاجتماعية والسياسية مما يدلك على صدق التطابق بين وحي التجربة و وحي السماء . (10)

3- ايماننا بصدق رسال محمد صلى الله عليه وسلم جاء عن طريق السماع من جهات موثوقة وأطراف متعددة يستحيل ان يجتمع على الكذب فاذا سمعنا المسلم الصيني و الهندي والباكستاني والايراني والعراقي والتركي والسوري واللبناني والاردني والفلسطيني ومن في الجزيرة العربية والمصري والسوداني والليبي والتونسي والجزائري والمغربي والموريتاني والنيجيري والسنغالي والمالي والتشادي والصومالي والملاوي وغيرهم يحدثك عن تاريخ بلاه وتاريخ دخول الاسلام الى ارضه وعن قادة الفتح الاسلامي لبلاده عندئذ ستجد تاريخ هذه البلدان يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض , ويستحيل أن يتواطأ أهل هذه البلدان المختلفة والاجناس المتعددة واللغات المتباينة والافكار المتباعدة على كذب او باطل يرويه الناس جميعا. (5)

4- البشارات التي في زبر الأولين ففي التوراة : جاء أن نبياً سيظهر في مكة , ( الديار التي سكنها قيدارُ ) – وهو أحد أبناء إسماعيل عليه السلام وقيدار سكن مكة , كما تحكي التوراة ذلك – وان اسمه يرتفع فيها , وأنه يركب الجمل وأنه يحارب بالسيف وأنه ينتصر هو وأصحابه وأنه يبارك عليه في كل يوم ( وهذا ما يفعله المسلمون عند التشهد ) وأن ملوك اليمن تأتيه بالقرابين , وأن علامة سلطانه على كتفه بقدر بيضة الحمام ( وهذه العلامة كانت على كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريف ) وهذه أوصافٌ لا تنطبق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم .
كما جاء في التوراة : أن الله تجلى على اناس في أماكن ثلاثة وهي :
سيناء , حيث أعطي موسى عليه السلام التوراة .
ساعير ( جبال في فلسطين ) , حيث أعطي الإنجيل لعيسى عليه السلام .
فاران ( مكة ) حيث نزل القرآن على محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

تقول التوراة التي بين يدي اليهود إلى يومنا هذا : ( جاء الرب من سيناء , وأشرق لنا من ساعير وتلألأ من جبل فاران ) وفاران هو الأسم القديم لمكة . كما تذكر التوراة نفسها في سفر التكوين (22:21 ) .
وقد أشار بعض الباحثين , إلى أن القرآن قد أشار إلى هذه الأماكن الثلاثة بقوله تعالى :
( والتين والزيتون . وطور سينين . وهذا البلد الأمين ) الآيات .
التين والزيتون إشارة إلى منابتهما في فلسطين .
طور سينين : سيناء .
هذا البلد الأمين : مكة .

في الإنجيل :

جاء في إنجيل برنابا , في الباب ( 220 ) : أن عيسى عليه السلام قال لأتباعه ( وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله ) ...
وجاء في إنجيل يوحنا : أن عيسى عليه السلام أخبر قومه بالنبي الذي سيأتي بعده فقال ( إن لي أموراً كثيرة أيضا لا أقول لكم ولكن لا تستطيعون الآن أن تحتملوا وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم ويخبركم بأمورٍ آتيةٍ )

ومحمد – صلى الله عليه وسلم – هو الذي جاء بعد عيسى عليه السلام وتكلم بالوحي وأخبر الناس بالغيب الذي سيأتي .
وقال أحد كبار العلماء من النصارى وهو الأب عبد الأحد داود الآشوري في كتابه ( الإنجيل والصلب ) : إن العبارة التي يرددها النصارى الآن ( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ) لم تكن هكذا من الأول بل كانت ( المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس أحمدُ ) , قال تعالى :
( وإذ قال عيسى ابن مريم يبني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدِي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبينٌ ) الآية

في كتب الهندوس :

جاب في كتاب ( السامافيدا ) وهو كتاب مقدس عند البراهمة في الهند , في الفقرة السادسة والثامنة من الجزء الثاني ما نصه ( أحمد تلقى الشريعة من ربه وهي مملوءة بالحكمة ) .

وجاء في كتاب ( أدروافيدم ) وهو كتاب مقدس عند الهندوس ( أيها الناس أسمعوا وعوا يُبعثُ المحمد بين أظهر الناس وعظمته تحمد حتى في الجنة وهو المحامد ) . المحامد أي محمد .
وجاء في كتاب ( بهوش برانم ) من كتب الهندوس المقدسة ( في ذلك الحين يُبعثُ أجنبي مع أصحابه باسم محامد ( أي محمد ولكنه التحريف ) الملق بأستاذ العالم ( أي رسول العالمين ) والملك يطهره بالخمس المطهرة ( أي الصلوات الخمس ) ) – الجزء 2- فصل 3 عبارات 3 وما بعدها . ( من كتاب التيارات الخفية في الديانات الهندية القديمة لمؤلفه ( تي محمد ) .


في كتب المجوس :

جاء في كتاب ( زندا أفستا ) ( أن الله سيبعث رسولاً هذا وصفه : رحمة للعالمين ويتصدى له عدوا يسمى أبا لهب ويدعو إلى إله واحد ) وصدق الله القائل ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنآئهم ) الآية

واليهود والنصارى هم أهل الكتاب والهندوس والمجوس أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن نسن بهم سنة أهل الكتاب غير آكلي ذبائحهم ولا ناكحي نسائهم لأنه والله أعلم قد تطاول العهد على كتبهم وكثر فيها التحريف ولد كانت هذه البشارات وغيرها سبباً في إسلام الكثير من أسلاف اليهود والنصارى والمجوس والهندوس. (5)

5- الإشارات العلمية المعجزة في شتى سور القرآن بين دفتيه شاهداً حيًّا على صدقه ولو كان القرآن – جدلاً- نصاً بشرياً لما نقل إلينا بهذه العبارات التي تتجاوز فهم الأسلاف ولعدلوا وبدلوا ألفاظها تبعاً لمفاهيمهم . (8)

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .