المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفطرة



مجدي
10-09-2005, 10:14 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن سار على نهجه واتبع هداه الى يوم الدين وبعد :
فان الفطرة التي اودعها الله عز وجل للناس هي من الحجج الدامغة لابن ادم على نفسه . وقد ذكرني أخي مالك مناع على اهمية الموضوع فاحببت ان اكتب فيه على نحو ما أخبرني من مواضيع مع تصرف في الزيادة لما أجده مناسبا اثناء الكتابة .

ماذا نعني بالفطرة؟ قال في لسان العرب :


والفِطْرةُ ما فَطَرَ الله عليه الخلقَ من المعرفة به وهذا ما يقال عنه دليل الفطرة لا الفطرة عامة
اذ ان كلمة الفطرة هي من الكلمات التي يختلف معناها باختلاف استخدامها فانها ان جردت تكون الفطرة :هي ادراك الشيء دون الحاجة لتعلمه من الاخرين.
فالفطرة امر لا يتعلق بما يتعلمه الانسان من اعمال ولكنها معرفة مرتبطة بالتكوين او الخلق , وسميت الفطرة فطرة لانها ترتبط مع الخلق من بدايته , وهي امر غير مكتسب بتعلم من الاخرين , فارتباطه بالفطر او الخلق سميت فطرة , وكل عمل يقوم به الانسان من غير تعلم مكتبسب بواسائل اكتساب المعرفة من سمع وبصر وفؤاد وما يتبعها من باقي الحواس هو امر فطري .
واهل الالحاد ينكروا الفطرة من حيث كونها موجودة , وهذا انكار عناد لاننا نعرف وجودها من المشاهد من تصرفات المخلوقات وافعال الناس , فان قال قائل هل تذكر لنا ادلة تبين صحة ما ذكرت من وجودها بتلك الصورة .؟ فنقول : تجد ذلك في كل المخلوقات في اعمال تقوم بها قبل ان تتعلمها من احد : كبحث المولود عن الحليب في موضعه ومصه الحليب دون ان يعلمه احد من قبل .
فهل تعلم المولود الرضاعة من احد ام انه عمل فطري بالغريزة ؟
ومن الفطرة معرفة وجود خالق يعرف بفضله على الناس . لذالك لا تجد امة لها تاريخ او حضارة الا وجدت لها معابد .

فيعترض معترض يقول : قلتم ان الفطرة في ادراك الخالق . فما دوروها ان كان الناس يعبدوا ما لا يحصى من الاله وهذا مشهود فيما نراه من معابد عبد فيه كل شيء الحجر والشجر والشمس والقمر والنجوم والناس وحتى الطين والفئران عبدت كلها فهل هذا مما يفسد قولكم من هذه الناحية ؟ فالجواب بالطبع لا . لان الفطرة تكون سليمة قبل ان يدخل الانسان عليها ما يفسدها ومع هذا فان الفطرة تنفي ان يكون شيء عبد من دون الله اله وانما يركن لذلك من اغلق قلبه وفتح سمعه دون وعي بتقليد من قبله عن غير بينة وهذا معنى قول الله تعالى :


فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ اي خلقوا على ذلك لا على الشرك والكفر .
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم دور الفطرة وكيف يدخل على الانسان ما يفسد فطرته :

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس فيها من جدعاء(حتى تكونوا أنتم تجدعونها) قالوا يا رسول الله أرأيت الذي يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين

ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه :
فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم

فالفطرة هي ما يجبل عليه الانسان دون تدخل احد . فاذا تدخل الاهل من اب او ام لا ينتهي دور الفطرة بل تكون مغروزة في قلب الانسان ولو انكرها بما غيره ابواه من تهويد او تنصير واو من تعليم ما يخالف وحدانية الله ووجوده .
ما دليل زوال ما ما يشوب الفطرة من تعليم الابوين ؟
ذلك يمكن معرفته من وجوه : الاول ان الابن بتبع والديه ولكنه ان لم يتعلم منهم لسبب ككسل الوالدين او عصيانهما انه لا يفعل ما يعتقدوا به .
الثاني : ان العقل لا يقبل ما يشوب الفطرة . فلا يقبل عاقلا ان يكون خالقه اضعف منه ولا اجهل منه ولا ان يكون اصما ولا يكون لغيره عليه فضل .
الثالث : ان الانسان لو عاش الحادا او شركا وتعرض لمحنة فانه سيترك كل شيء ويدعوا الله الواحد القهار.
الرابع : ان الالحاد لا يزدهر الابسفك الدماء والاكراه الجبري بعكس الاديان حيث يتوجه اليها الافراد دون اجبار اختياريا وبدون شذوذ بين الناس بعكس الالحاد بالله وجودا الذي يعتنقه بعض الناس شذوذا .
فالفطرة لا تفسد وانما يخالف صاحبها العمل . فالفطرة ملازمة للانسان حتى موته لانها ليست مما يكتسب من الافعال
يتبع باذن الله تعالى

د. هشام عزمي
10-09-2005, 10:40 PM
موضوع مهم و قيم .. واصل بارك الله فيك و زادك من علمه و فضله .

مالك مناع
10-10-2005, 03:58 AM
أشكرك على حسن وسرعة تجاوبك ..

بانتظارك أخي الحبيب ..

:emrose:

مجدي
10-10-2005, 01:03 PM
بارك الله فيكم اخوتي د. هشام عزميوالاخ مالك مناع والجميع .

اخذ الميثاق:قال الله عز وجل :

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)
فهذا الميثاق الذي أخذه الله على عباده حجة عليهم ليعرفوا ان الخالق هو الله وليس غيره من ما يعبده الناس وهذه هي "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا " ان يعبدوه ويعرفوه .

الاسلام والفطرة

لا يقصد بقولنا ان الاسلام دين الفطرة ان من يولد ولا يؤثر عليه أحد انه سيقوم بشعائر الاسلام من حج وعمرة وصلاة ظهر وعصر . ولكن نقول ان الاسلام كله من الفطرة السليمة وهو يقوم اساسا على توحيد الله .
فالفطرة السليمة تدعوا الانسان لعبادة ربه والعبادة لا تكون الابمثل ما يريد الخالق لا كما يهوى الانسان . والفطرة السليمة تقوم على المحافظة على النفس والعرض والمال والفطرة السليمة تدعوا الانسان للاعتناء بجسده ونظافته .
وتميز الاسلام بالفطرة ان الاسلام دين توحيد وعمل يضع كل شيء في مكانه الصحيح .
عن البراء بن عازب قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به ) قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال ( لا ونبيك الذي أرسلت ) وليس ذلك الا لما في هذا الدعاء من توافق مع الفطرة في توحيد الله عز وجل و والتوكل عليه في كل شيء.
وفي حديث الاسراء:

قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتكللان الفطرة السليمة ان يشرب الانسان ما يقوي جسده لا ما يذهب عقله .
وهو قول النبي ايضا:
( الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب )
لان الفطرة هنا هي الاسلام فطرة الله التي فطر الناس عليها .
فان قال قائل ما بال احكام الاسلام تقولوا عنها انها من الفطرة وتخبروا بنفس الوقت ان هذه الاحكام ليست الا مما يشرع الله عز وجل ؟ فالجواب ان الفطرة هي معرفة الله وتوحيده وعبادة الله لا تقوم الا بماشرع الله لا بما ابتدعه عباده او غيروا من امر العبادة او قصروا فيها لذلك يقال عن مخالفة الشرع بمخالفة الفطرة :و رأى حذيفة رجلا لا يتم الركوع ولا السجود قال" ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمد صلى الله عليه وسلم"اي لم تقوم على الفطرة باتباع شرع الله الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم .

العقل والفطرة
العقل والفطرة في توافق تام فلا يجوز ان يخالف العقل الفطرة ولا الفطرة تنافي العقل لذا كان كلام الله عز وجل في الدعوة الى الفطرة والتوحيد باستخدام العقل . وبيان ان كل من خالف التوحيد الذي تثبته الفطرة لله عز وجل قد خالف العقل :
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) فمخالفتهم لفطرة الله عز وجل انما كانت من جهلهم بربهم :

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ فبين عز وجل ان عبادتهم لما عبدوا كانت بغير هدى من الله ولا علم وانما هو جهلهم وعبثهم .

أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (192) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ (193) إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ (195) فما لا يستطيع ان ينفع نفسه كان لغيره اضعف من ان ينفع . فالفطرة ان وجهت بالعقل بعد تلويثها بادران الشرك يسيرها العقل نحو التوحبد وعدم عبادة مخلوق وهنا لم يجعل الله عز وجل من انكر وجوده ذا قيمة اذ ان من انكر وجود الله عز وجل انما انكر بأغفاله عقله وفطرته واتباعه هواه بغير علم . فكان من اتبع الفطرة ادعى لاستخدام عقله مع فطرته عن من انكر للعقل مكان وجعل هواه مقياس لاعمال الناس .
فيا من عرفت ان لك خاقا بالفطرة اتشرك به من هو دونك في المرتبة! ومن لا ينفهعك ولا يضرك ولايسمعك ولا يبصرك بل لهو ضعيف على نصر نفسه من مرض او ذبابة تطء قدماها على رأسه ! ايكون هذا شركا لله .

فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ

وذلك انهم عند الخوف يذهب كبرهم وتكذيبهم للحق بل سيدعو من تناديه فطرتهم وبمن يعرفوا حقا انه يناجيهم . فاذا عادوا للرخاء اهملوا فطرتهم وتركوا عبادة من دعوه واعطوا الاجر لمن لا يستحق .

قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فلم يدعوا حجرا ولا بشرا بل توجهوا الى فطرتهم وعرفت عقولهم ضعف الناس امام تلك المصائب وان النجاة لا تكون الا بدعاء من دعت اليه الفطرة لينجيهم من كربهم .


قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قد يقول قائل اليس الامر على ما وصفت انهم استعانوا بالله في المصائب فهل يعقل ان يدعوا غيره نجاتهم ؟
العقل لا يدعوا الانسان لذلك ولكن الانسان عن الراحة لا يستخدم عقله وحده بل يدخل هواه او مزاجه ويترك ما عرف من الحق . ومثال هذا عندما تجد انسان ضاقت به الدنيا على مبلغ من المال فلم يجده الا عندك فسألك والح عليك . فان اعطيته ستسمع كلمات الثناء والدعوات ولكن بعد زوال الهم والكرب عنه يحقر ما فعلته له احيانا وقد يخاصمك ان طالبته بالمال .
فحاجته للمال في البداية نزعت عنه كل كبر وعرف كيف ينبغي ان يحمد صاحب الحق وزوال الخطر عنه كان طريقا للراحة ونكران الجميل .


يتبع ........................

مجدي
07-10-2006, 08:28 PM
اذا كانت الفطرة هي التي تقود الانسان الى قضاء حوائجه وتشد قلبه ونفسه نحو عبادة الخالق فهي بذلك توجيه لعقل الانسان نحو عبادة الخالق الذي يعرف بانه الخالق وليس شيء من هذه الطبيعة .
ليس الخالق هو الشمس ولا القمر ... ولا النجوم ولا الحجر ... ولا الدواب ولا الشجر ... ولا هو جن ولا بشر ..
بل كلهم مخلوقين ... وجدوا بعد ان لم يكونوا . وحدوث الشيء دليل على ضعفه . فلا تسجد لشجر ولا حجر ولا للشمس ولا للقمر واسجل للذي خلق كل شيء ...
أ

مجد الاسلام
09-09-2006, 11:36 AM
لقد لفت انتباهي هذا الموضوع الرائع وانا اتصفح المواضيع القديمة في المنتدى بارك الله فيك يا مجدي وزادك من علمه وفضله ونفع بك

حاتم ناصر الشرباتي
10-04-2006, 04:40 PM
اذا كانت الفطرة هي التي تقود الانسان الى قضاء حوائجه وتشد قلبه ونفسه نحو عبادة الخالق فهي بذلك توجيه لعقل الانسان نحو عبادة الخالق الذي يعرف بانه الخالق وليس شيء من هذه الطبيعة .
ليس الخالق هو الشمس ولا القمر ... ولا النجوم ولا الحجر ... ولا الدواب ولا الشجر ... ولا هو جن ولا بشر ..
بل كلهم مخلوقين ... وجدوا بعد ان لم يكونوا . وحدوث الشيء دليل على ضعفه . فلا تسجد لشجر ولا حجر ولا للشمس ولا للقمر واسجل للذي خلق كل شيء ...
أ


بوركت أيها الأخ الحبيب

انها سنة الله في خلقه ، زرعها فينا لتشدنا نحو الأوجب والأصح

انها مجرد دافع، يستجيب له من يستجيب، ويرفضه من يرفض.

العقل السليم المفكر باستنارة تدفعه الفطرة ليكون أقرب للحقيقة.

بحث قيم، وباحث ممتاز

وبالله التوفيق

:emrose: :emrose: :emrose: :emrose: :emrose:

الحسين بن ابراهيم
03-28-2008, 04:14 PM
(...)

لا يسمح بمشاركة منكري السنة في غير قسم السنة وعلومها


مراقب 2

ناصر التوحيد
03-28-2008, 05:41 PM
وعمل الفقهاء على تغييبها بالدعوة الي إقامة الشعائر في معركة لامبرر لها سوى حاجة الفقه الي تطويع الدين في خدمة الإقطاع منذ عصر الامويين
انت شيعي ؟؟؟؟؟

بضمان حق الأغلبية في صياغة القوانين
أم ليبرالي ؟؟؟؟

أم كوكتيل ؟؟؟؟

أم ..... !!!؟؟؟؟

يحيى
03-28-2008, 05:51 PM
كوكتيل يا أخي كوكتيل مضى عليه التاريخ المفضل للاستهلاك! :)):

abd_allah_ehab
09-14-2008, 02:33 PM
فيعترض معترض يقول : قلتم ان الفطرة في ادراك الخالق . فما دوروها ان كان الناس يعبدوا ما لا يحصى من الاله وهذا مشهود فيما نراه من معابد عبد فيه كل شيء الحجر والشجر والشمس والقمر والنجوم والناس وحتى الطين والفئران عبدت كلها فهل هذا مما يفسد قولكم من هذه الناحية ؟ فالجواب بالطبع لا . لان الفطرة تكون سليمة قبل ان يدخل الانسان عليها ما يفسدها ومع هذا فان الفطرة تنفي ان يكون شيء عبد من دون الله اله وانما يركن لذلك من اغلق قلبه وفتح سمعه دون وعي بتقليد من قبله عن غير بينة ,ويستدل من ذلك ايضا ان الانسان لما كان مفطور على عبادة الخالق ولم يكن ليعلم الخالق بتقصيره عبد غيره فهو مفطور على اثبات ان للكون معبود.

محمود عبدالله نجا
12-20-2008, 11:03 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

ما رأيكم فى ما هو منشور على الرابط القادم عن أنه لا يجوز استخدام الفطرة كدليل
http://muntada.islamtoday.net/510321-post1.html

مجدي
01-11-2009, 11:53 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

ما رأيكم فى ما هو منشور على الرابط القادم عن أنه لا يجوز استخدام الفطرة كدليل
http://muntada.islamtoday.net/510321-post1.html


بالنسبة للفطرة أخي هي دليل محسوس هو الذي يجعلهم يذكروا الله في حاجتهم اليه وينسوا كل شيء غيره . ويعترفوا بضعفهم , بعد أن زعموا استغنائهم عنه .

وهو ما أخبر الله عنه في كتابه :

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [يونس/22]

فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت/65]


وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ [لقمان/32]

وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [الروم/33]

وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [يونس/12]

وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ [النحل/53]

اذا هو أمر يلجأ اليه الجميع ..


قول صاحب المقال فيه خلط كبير . وأظن أن الاخوة قد بينوا بعض ذلك. أهم شيء في ذلك أن الاسلام بالعموم هو التوحيد وهنا يتساوى المعنى مع الفطرة . ولكن الأحكام والشرائع فلم يقل أح أنه يستدل عليها بالفطرة . فلا علمنا الصلاة والزكاة ولا الملائكة ولا الانبياء والحج ولا الميراث من الفطرة . ولكنها من تبعيات ذلك .
فكل من يستدل على الفطرة يستدل على التوحيد . ثم بعد ذلك ينتقل من التوحيد الى تبعيات ذلك التوحيد .وهذا معنى دليل الفطرة.

ودليل ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يعبد شيء من المعبودات بغير حق الا بتعلمه اياها من الناس .فكيف يشرك بالواحد أو يعتقد تبعيات ذلك لغيره ؟ وهذا كله يتطابق مع الاسلام الذي هو موافق للفطرة وتبعياتها .

الخلط الذي خلطه الكاتب أنه جعل الفطرة تعني الاحكام . ولو جعل الفطرة هي ما يتوافق مع الفهم الصحيح لفهم الاحكام لما وقع في هذا الاشكال.وأوضح ذلك بما يلي:
الفطرة = وجود الخالق= توحيده وعدم الشرك به = طاعته في كل أوامره = اتباع رسله = اقامة الشرع = الاسلام
هذه المعادلة ببساطة
ويمكن وضع نقيضها كالتالي:
غير الفطرة =انكار الخالق أو الشرك به=عدم توحيده=اشراك غيره بالطاعة بالعبادة أو عدم طاعته=تكذيب الرسل =عدم اقامة الشرع كما أنزله الله = خلاف الاسلام .
لذلك الفطرة = الاسلام
مخالفة الاسلام = مخالفة الفطرة
الشرك = مخالفة الفطرة
اتخاذ الاحبار والرهبان اربابا من دون الله = مخالفة الفطرة
الابتداع = مخالفة الفطرة.


وأظن أن كلام الاخوة يغني عن اعادته هنا . فان كان عندك اشكال معين اطرحه ان استطعت ابينه لك باذنه تعالى.

محمود عبدالله نجا
01-14-2009, 01:13 AM
أخى مجدى
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا على الرد
و لكن تبقى عندى بعض الإشكالات التى تحتاج الى ردكم الكريم مع الصبر و اتساع الصدر

1. الايات التى استشهدت بها كقول الله (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت/65]
صدرت من الله فى حق المشركين و كما تعرف فان سبب عبادتهم الأصنام هو التقرب بها الى الله كما قال تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3
اذا فهم كمشركون يعترفون بالخالق و يعطونه حق التدبير فى الكون لأنه الخالق
فمثل هؤلاء أرى أنهم لجأوا الى الله فى الشدة عن علم يقينى فى الخالق المدبر و ليس من منطلق الفطرة و الا فبما تفسر قول الله عنهم (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)

2. اراك اتهمت صاحب المقال بالخلط مع العلم بأننى ارى صاحب المقال لم يخلط فهو يعى ما يقول و يفرق بين استخدام الفطرة فى العقيدة و استخدامها فى الأحكام بدليل قوله (فقد درج البعض على الاستدلال بالفطرة عند تقرير المسائل العقدية أو غيرها وعند محاجة الخصوم فتجد البعض يقرر أمرا في العقيدة ثم يقول : وقد دل على ذلك دليل الفطرة , فهل الفطرة دليل شرعي يعتمد عليه ؟)
(أرجو أن تعيد قراءة المقال) http://muntada.islamtoday.net/510321-post1.html )
و مع ذلك أنت لم ترد عليه فى نقطتين مهمتين

الأولى

قوله (إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها)

الثانية

الأدلة التى استدل بها الكاتب على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ فى قوله (أن تفسير الفطرة بالإسلام غير صحيح والتفسير الصحيح هو : أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ ويدل على ذلك أدلة ومنها :

من القرآن :

قول الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ... ) وشيئا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم , قال ابن جرير 7/625 : (يقول تعالى ذكره : والله تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمهاتكم ، لا تعقلون شيئاً ولا تعلمون ، فرزقكم عقولاً تفقهون بها ، وتميزون بها الخير من الشر وبصركم بها ما لم تكونوا تبصرون ، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات ، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم ، والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص ، فتتعارفوا(1) بها ، وتميزون بها بعضاً من بعض ) اهـ

وقال القرطبي 10/132 : ( قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا , ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا لا علم لكم بشيء . وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم .

الثاني : لا تعلمون شيئا مما قضى عليكم من السعادة والشقاء .

الثالث : لا تعلمون شيئا من منافعكم ) اهـ

وقال ابن عبد البر في التمهيد 18/59 : ( ويستحيل في المعقول أن يكون الطفل في حين ولادته يعقل كفراً أو إيماناً ، لأن الله أخرجهم في حال لا يفقهون معها شيئاً ، قال الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) فمن لا يعلم شيئاً استحال منه كفر أو إيمان ، أو معرفة أو إنكار ) اهـ

ومن الأحاديث :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

في صحيح مسلم 4/2048: ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل إنسان تلده أمه على الفطرة وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه فإن كانا مسلمين فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها ) اهـ

ففي هذا الحديث جعل الإسلام بالنسبة للفطرة كغيره من الأديان مما يدل على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ

قال النووي في شرح مسلم 16/207 : ( الأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فان كانت سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره ) اهـ

وقال ابن الأثير في النهاية 1/247: ( ومعنى الحديث : أن المولود يولد على نوع من الجبلة , وهي فطرة الله تعالى وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا ,لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها,فضرب لذلك الجمعاء و الجدعاء مثلا . يعني أن البهيمة تولد مجتمعة الخلق , سوية الأطراف , سليمة من الجدع ,لولا تعرض الناس إليها لبقية كما ولدت سليمة .) اهـ.


3. هل هناك فرق بين الفطرة و الهداية فى قوله تعالى (الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى)
فأنا أرى أن المولود حين يولد فيبحث عن ثدى أمه ليس من الفطرة فى شىء بل هو من الهداية التى هدى بها الله كل خلقه لمعرفة ما يلزم للعيش و البقاء
قال الطبرى فى تفسير هذه الآية (أعطى كل شيء صورته وهي خلقه الذي خلقه به ثم هداه لما يصلحه من الاحتيال للغذاء والمعاش)


4. ما علاقة الفطرة بأمر الله لنا بالتعقل من أجل الهداية و لماذا لم يأمرنا الله بالعودة الى الفطرة
{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
{ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }
{ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ }


5. ما علاقة الفطرة بقول الله (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها)
فاذا كان الهام التقوى من الفطرة فماذا نسمى الهام الفجور

معذرة للاطالة

مجدي
02-14-2009, 11:11 PM
أخى مجدى
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا على الرد
و لكن تبقى عندى بعض الإشكالات التى تحتاج الى ردكم الكريم مع الصبر و اتساع الصدر




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي آسف على تأخري بالرد وذلك لظروف خارجة عن ارادتي فقد كتبت الرد سابقا وللاسف ذهب بضغطة زر بالخطأ..





1. الايات التى استشهدت بها كقول الله (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت/65]
صدرت من الله فى حق المشركين و كما تعرف فان سبب عبادتهم الأصنام هو التقرب بها الى الله كما قال تعالى {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3
اذا فهم كمشركون يعترفون بالخالق و يعطونه حق التدبير فى الكون لأنه الخالق
فمثل هؤلاء أرى أنهم لجأوا الى الله فى الشدة عن علم يقينى فى الخالق المدبر و ليس من منطلق الفطرة و الا فبما تفسر قول الله عنهم (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)


نعم هي صدرت بحق مشركين لتلهم أن الاتجاه الفطري في الدعاء والاستغاثة عند الكرب يكون لله لا لتلك الأصنام التي عبدوها لتقربهم من الله زلفا , لذلك هم نسوا ما أشركو من قبل , وفطرتهم قادتهم الى عدم اللجوء الى شيء من الاوثان أو ما يعبد من دون الله .فلماذا لم يدعوا هذه الأوثان التي تقربهم الى الله زلفى لكي تقرب دعائهم أيضا ؟ . أذا هنا نسي كل شيء كان يشرك به ويجادل عنه ولجأ لمن لا يلجىء لسواه . لذلك قال تعالى عنهم أنهم ينسوا ما أشركوا سابقا.



2. اراك اتهمت صاحب المقال بالخلط مع العلم بأننى ارى صاحب المقال لم يخلط فهو يعى ما يقول و يفرق بين استخدام الفطرة فى العقيدة و استخدامها فى الأحكام بدليل قوله (فقد درج البعض على الاستدلال بالفطرة عند تقرير المسائل العقدية أو غيرها وعند محاجة الخصوم فتجد البعض يقرر أمرا في العقيدة ثم يقول : وقد دل على ذلك دليل الفطرة , فهل الفطرة دليل شرعي يعتمد عليه ؟)
(أرجو أن تعيد قراءة المقال) http://muntada.islamtoday.net/510321-post1.html )


الذي يستدل به الناس في هذا المجال هو بمثل ما كتب في هذا المقال أو نحوه . ولم يقل أحد أن الفطرة هي دليل عقلي . بل قالوا أنه دليل عملي يعرف العقل صحته .
وهو ينكر أن يستدل بالفطرة كدليل وقد بينت عدم صحت قوله بما يلي :



وهذا ما يقال عنه دليل الفطرة لا الفطرة عامة
اذ ان كلمة الفطرة هي من الكلمات التي يختلف معناها باختلاف استخدامها فانها ان جردت تكون الفطرة :هي ادراك الشيء دون الحاجة لتعلمه من الاخرين.فالفطرة امر لا يتعلق بما يتعلمه الانسان من اعمال ولكنها معرفة مرتبطة بالتكوين او الخلق , وسميت الفطرة فطرة لانها ترتبط مع الخلق من بدايته , وهي امر غير مكتسب بتعلم من الاخرين , فارتباطه بالفطر او الخلق سميت فطرة , وكل عمل يقوم به الانسان من غير تعلم مكتبسب بواسائل اكتساب المعرفة من سمع وبصر وفؤاد وما يتبعها من باقي الحواس هو امر فطري .
واهل الالحاد ينكروا الفطرة من حيث كونها موجودة , وهذا انكار عناد لاننا نعرف وجودها من المشاهد من تصرفات المخلوقات وافعال الناس , فان قال قائل هل تذكر لنا ادلة تبين صحة ما ذكرت من وجودها بتلك الصورة .؟ فنقول : تجد ذلك في كل المخلوقات في اعمال تقوم بها قبل ان تتعلمها من احد : كبحث المولود عن الحليب في موضعه ومصه الحليب دون ان يعلمه احد من قبل .
فهل تعلم المولود الرضاعة من احد ام انه عمل فطري بالغريزة ؟
ومن الفطرة معرفة وجود خالق يعرف بفضله على الناس . لذالك لا تجد امة لها تاريخ او حضارة الا وجدت لها معابد .

فيعترض معترض يقول : قلتم ان الفطرة في ادراك الخالق . فما دوروها ان كان الناس يعبدوا ما لا يحصى من الاله وهذا مشهود فيما نراه من معابد عبد فيه كل شيء الحجر والشجر والشمس والقمر والنجوم والناس وحتى الطين والفئران عبدت كلها فهل هذا مما يفسد قولكم من هذه الناحية ؟ فالجواب بالطبع لا . لان الفطرة تكون سليمة قبل ان يدخل الانسان عليها ما يفسدها ومع هذا فان الفطرة تنفي ان يكون شيء عبد من دون الله اله وانما يركن لذلك من اغلق قلبه وفتح سمعه دون وعي بتقليد من قبله عن غير بينة

لاحظ أن لا أحد يستدل على شرائع الاسلام بالفطرة بل يقول هذا يوافق الفطرة والشرع يوافق الفطرة . اقصد أن شرائع الاسلام لا تتعارض مع الفطرة .والفطرة لا يستدل بها الا على الوحدانيية . ولكن كثيرا ما يقال وهذا يوافق الفطرة . بأن الناس لا ينكروه بفطرتهم كما أنكروا الشرك في الشدة .

بالنسبة للربط تصفحته جيدا واعدت قراءته مرة أخرى . خلاصة قول الكاتب لا يستدل بالفطرة على شيء من العقائد . كيف يكون ذلك والاية تدل على انها تقود المرء للتوحيد ؟


و مع ذلك أنت لم ترد عليه فى نقطتين مهمتين

الأولى

قوله (إن علماء الأصول قد ذكروا الأدلة الشرعية المجمع عليها والمختلف فيها ولم يذكروا دليل الفطرة أبدا فليست الفطرة من الأدلة لا المجمع عليها ولا المختلف فيها)



لأن الفطرة أمر نفسي وليس دليل عقلي . بل العقل قد دل عليه .وأحيانا تتلوث الفطرة بالشركيات فيتدخل العقل ويعرف فساد ذلك . وأحيانا يكون التفكير غير صحيح , فتصححه الفطرة عند الاستغناء عن المكتسب من الشركيات الي لا يمكن أن يفعلها الإنسان الا بتعلم الشرك .
والأصول أنما يستدل عليها بالامور العقلية القطعية والشرعية القطعية . ولكن عبارة هذا ما يوافق الفطرة ونحوها موجودة في شروحهم .

الثانية

الأدلة التى استدل بها الكاتب على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ فى قوله (أن تفسير الفطرة بالإسلام غير صحيح والتفسير الصحيح هو : أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ ويدل على ذلك أدلة ومنها :

من القرآن :

قول الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ... ) وشيئا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم , قال ابن جرير 7/625 : (يقول تعالى ذكره : والله تعالى أعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من بعد ما أخرجكم من بطون أمهاتكم ، لا تعقلون شيئاً ولا تعلمون ، فرزقكم عقولاً تفقهون بها ، وتميزون بها الخير من الشر وبصركم بها ما لم تكونوا تبصرون ، وجعل لكم السمع الذي تسمعون به الأصوات ، فيفقه بعضكم عن بعض ما تتحاورون به بينكم ، والأبصار التي تبصرون بها الأشخاص ، فتتعارفوا(1) بها ، وتميزون بها بعضاً من بعض ) اهـ

وقال القرطبي 10/132 : ( قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا , ذكر أن من نعمه أن أخرجكم من بطون أمهاتكم أطفالا لا علم لكم بشيء . وفيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : لا تعلمون شيئا مما أخذ عليكم من الميثاق في أصلاب آبائكم .

الثاني : لا تعلمون شيئا مما قضى عليكم من السعادة والشقاء .

الثالث : لا تعلمون شيئا من منافعكم ) اهـ

وقال ابن عبد البر في التمهيد 18/59 : ( ويستحيل في المعقول أن يكون الطفل في حين ولادته يعقل كفراً أو إيماناً ، لأن الله أخرجهم في حال لا يفقهون معها شيئاً ، قال الله تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) فمن لا يعلم شيئاً استحال منه كفر أو إيمان ، أو معرفة أو إنكار ) اهـ

ومن الأحاديث :

حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

في صحيح مسلم 4/2048: ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل إنسان تلده أمه على الفطرة وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه فإن كانا مسلمين فمسلم كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه إلا مريم وابنها ) اهـ

ففي هذا الحديث جعل الإسلام بالنسبة للفطرة كغيره من الأديان مما يدل على أن الفطرة هي السلامة والقابلية والاستعداد والتهيؤ

قال النووي في شرح مسلم 16/207 : ( الأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فان كانت سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره ) اهـ

وقال ابن الأثير في النهاية 1/247: ( ومعنى الحديث : أن المولود يولد على نوع من الجبلة , وهي فطرة الله تعالى وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا ,لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها,فضرب لذلك الجمعاء و الجدعاء مثلا . يعني أن البهيمة تولد مجتمعة الخلق , سوية الأطراف , سليمة من الجدع ,لولا تعرض الناس إليها لبقية كما ولدت سليمة .) اهـ.




لم يقل أحد أن الفطرة تجعل الإنسان يتعبد بالصلاة والصوم والزكاة ولا يعرف الملائكة ولا الرسل . ولكن ان وافق الدين الفطرة يقال هذا الدين موافق للفطرة . وان خالفه يقال وهذا خلاف الفطرة .
مثال ذلك اعتقاد اغلب اليهود بوحدانية الله عز وجل ومع ذلك جعلوه تعب واستراح وهو مثلهم ويغلب من يعقوب ويندم . وهذا الأمر يجعلهم يستكبروا ولكنهم عند الشدة أيضا ينسون ذلك ويطلبون منه حوائجهم .
وكذلك أصحاب التثليث لا يتذكروا الا واحد في الشدة وأصحاب القول بأن المسيح هو الله يدعون الله القوي وينسون من يزعموا انه صلب . وهلم جرا .



3. هل هناك فرق بين الفطرة و الهداية فى قوله تعالى (الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى)
فأنا أرى أن المولود حين يولد فيبحث عن ثدى أمه ليس من الفطرة فى شىء بل هو من الهداية التى هدى بها الله كل خلقه لمعرفة ما يلزم للعيش و البقاء
قال الطبرى فى تفسير هذه الآية (أعطى كل شيء صورته وهي خلقه الذي خلقه به ثم هداه لما يصلحه من الاحتيال للغذاء والمعاش)




الفطرة هي الخلقة أصلا والمكتسب كله تعلم وما كان تعلم فلا يسمى فطرة بل يسمى على مكتسب . ويجوز أن تكون الخلقة التصوير والهداية الفطرة بحيث تكون الهداية في أصل اللإنسان لا يتعلمها وانما هدي لتلك الجبلة .

الخلاصة كل ما يتعلمه الانسان بعد ولادته لا يسمى فطرة .




4. ما علاقة الفطرة بأمر الله لنا بالتعقل من أجل الهداية و لماذا لم يأمرنا الله بالعودة الى الفطرة
{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
{ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }
{ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ }



قد بينته في موضوع العقل والفطرة وبينت ان العقل لا يعارض الفطرة بل اذا لوثت الفطرة لا يعيدها الى اصلها الى أحد أمرين : الاول ان يصاب بمصيبة يلجأ فيها للخالق وينسى المخلوق .
الثاني أن يستخدم ما أعطاه الله من عقل ومعرفة فيهتدي بالعلم .

مجدي
02-14-2009, 11:31 PM
5. ما علاقة الفطرة بقول الله (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها)
فاذا كان الهام التقوى من الفطرة فماذا نسمى الهام الفجور

معذرة للاطالة


نعم الهام الفجور والتقوى هو في كل نفس . وذلك بانه يعرف الفجور والتقوى في أصله . ولولا ذلك لما ميزت الخير من الشر .
فالهام الفجور ليس اجباره ولا تعليمه الفجور وانما ارشده والهمه لذلك فلذلك يخاب ان فعل الفجور فدسا نفسه وقد رشد ان زكى نفسه بالشكر ومثله :
{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } فالنجدين طريق الخير والشر على اغلب قول اهل العلم .

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }


فان كان الخير والشر في الانسان معرفة فانه يكون سبيلا ليعرف الشر والخير ويعرف الشر ويعلم انه أخطأ ام أصاب.
والله تعالى أعلم .

عَرَبِيّة
12-06-2010, 11:39 PM
يُرفع رفع الله قدركم ..