السعيد شويل
05-08-2011, 07:10 PM
الأمانة التى ورثناها
************************************************** *****************
أرسل الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً وداعياً
إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً .. فكان للعباد سراجاً كالشمس منيراً كالقمر ..
وكما أنه لاغنى للأرض عن الشمس والقمر فى هذه الحياة فلا غنى للبشر عن دين الله
*************
كان مولد ومبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة أم القرى ..
وكل من كان من أم القرى فهو أمى .. فكان عليه الصلاة والسلام نبياً أمياً .. بعثه الله من
الأميين وفى الأميين وإلى الأميين ..
أبوه إسمه عبد الله .. تزوج من سيدة النساء شرفاً وموضعاً وأفضلهم نسباً وصهراً ..
حملت به أمه ومات أبوه وأرضعته كريمة بنى سعد بن بكر وشريفتهم وإبنة سيدهم ..
نشأ بجوار بيت الله وعين الله تحفظه وترعاه .. عمل بالتجارة مع أعمامه وجده
وكان ذا خلق عظيم حتى لقب بين الناس بالصادق الأمين ..
حبب الله إليه الخلاء وأمره الله بعبادته فى خلوته فى غار حراء ..
أمره الله أن يكون من المؤمنين الموحدين .. وأن يكون أول المسلمين ..
كان لسانه أبلغ وأفصح لساناً بعد كتاب الله ولم يخط قلماً أو يقرأ كتاباً ..
فالذى علمه هو الله علماً خرج به عن ناموس الحياة إعجازا من الله لما قدره من أن
معجزته وآيته ستكون : كتاب كريم وقرآن حكيم ..
أنزل الله عليه هذا الكتاب العظيم : فيه نبأ الأولين والآخرين وما حدث لكل الأمم والسابقين ..
سُمّىَ بالكتاب للعناية بتدوينه كتاباً وبالقرآن لحفظه وقراءته قرآناً .. لا يجوز روايته بالمعنى
لأن كلماته من عند الله : فقد أنزله الله باللسان العربى المبين وهذا اللسان لايدانيه أى لسان
فى الفصاحة أو البيان .. هذا الكتاب أدهش العقول وحير الألباب وأبْهر فصحاء العرب وأمراء
البيان وألسن أصحاب الكلام فوقفوا أمامه حيارى مبهوتين .. لو اجتمع الإنس والجان منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين فلن يحيطوا بعلمه ولا بما فيه من بيان وتبيان ولن يأتوا بفصاحته أو طلاوته
وليس لأىٍ منهم من استطاعةٍ أن يحيطوا بوجوه لفظه أو بلاغته ولا بمتانة أسلوبه أو لطائف إشارته .. علِمه من علمه وجهِله من جهله لايعلم به من جهله ولا يجهله من علمه ..
وإنه فى أم الكتاب عند الله لعلىٌ حكيم ..
*************
أمر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم أن ينذر به الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور
وينذر به كل من حاد ومال عن صراط الله المستقيم ..
وأن يبدأ فى نذارته بعشيرته المقربين .. والغافلين الذين لم يأتِهم بشير أو نذير ..
وأمره سبحانه وتعالى أن ينذر به الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..
*************
الكفار والمشركين كانوا لداً أشرارا .. واليهود والنصارى كانوا قوماً فجارا ..
**************
أنذر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى قومه من أهل مكة فدعاهم إلى عبادة الواحد
الأحد وعدم الشرك بالله أو الإعراض عما أنزل الله وأمرهم بتقوى الله ..
آمن منهم الأولين وهم الصحابة رضى الله عنهم أجمعين فبشرهم الله بالرضوان العظيم والفوز
بالخلد فى جنة النعيم ..
وكفر منهم : من مرضت قلوبُهم وصمت آذانَهم ومن جثت الظلمة على عقولهم ومن أغواهم اللعين ..
فكانوا على أصنامهم عاكفين ولأوثانِهم عابدين وللطواغيت متولين يعيشون فى جاهلية
بما تحمله من ثأرٍ وطيشٍ وميلٍ إلى الغضبِ ومن حمقٍ وسَفهٍ ووَأدٍ للبنات وضلالات وما استشرى
بينهم من موبقات وخرافات ومن سلب للأموال ومن انتقامٍ ووحشية ومن سفكٍ للدماء وحِميةٍ وعصبية ..
أنذرهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونَهاهم عما حرم الله وألا يشركوا
آلهة مع الله ودعاهم إلى عبادة الواحد القهار .. فأصروا على ماهم فيه من خسران وعكفوا
على ما نصبوه من حجارة وأصنام .. اتخذوا أنداداً وأولياء وقالوا عنهم أنَهم شفعاء .. نَهجوا نَهج الكفر والضلال والتكذيب ..
سلك بِهم نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الطريق القويم .. ولكنهم لم يؤمنوا بربِهم الذى خلقهم
ولم يصدقوا بنبيهم الذى جاء رحمة لهم .
**************
كانوا قوماً أشرارا باعوا الآخرة بدار البوار .. عبدوا مالم ينزل الله به من سلطان وماليس لهم
به من علم .. وجعلوا لله شركاء الجن وخرقوا له بنين وبنات .. وجعلوا بين الله وبين الجنة نسبا ..
وجعلوا الملائكة إناثاً .. وجعلوا لله من عباده جزءاً .. وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا لله ..
قالوا ما قالوا عن كتاب الله وعن نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم .. :
قالوا أنه ساحر وأنه رجل مسحور .. وقالوا إنه شاعر ومجنون .. وقالوا كيف يكون مرسلاً لنا
وهو بشر مثلنا يأكل ويشرب ويمشى كما نمشى فى الأسواق .. وقالوا أنه جاء ليصدهم عما كان يعبده آباؤهم وأجدادهم .. وقالوا إن كتاب الله يملى عليه وأنه من أساطير الأولين وأنه أضغاث أحلام ..
وقالوا لماذا لم ينزل الله هذا الكتاب على ملك من الملائكة أو على رجل عظيم وكيف يكون برسولٍ من الله وهو لا يملك جنة من نخيلٍ وأعنابٍ وذاتَ أنْهار ولا يملك كنز وليس له بيتاً من زخرف .. وطلبوا من نبى الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كِسفاً من السماء أو يأتِهم بآية تدل على نبوته ورسالته أو يأتِهم بالله والملائكة أو يبدل لهم هذا القرآن أو يفجر لهم ينبوعاً من الأرض ..
فباءوا بالسخط والغضب من الله .. وطمس الله بالغشاوة على قلوبِهم وأبصارهم ..
كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً ومشفقاً عليهم من المورد الوخيم وهم لايأبَهون .. كان باخع النفس متحسراً من عدم إيمانِهم يريد لهم الفضل والنعمة وهم لا يريدون إلا النقمة .. ماكان منهم إلا الكفر والشرك والعصيان وما كان منهم إلا الجحود والنكران ..
**************
أسرِىَ بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ..
وكان هذا الإسراء والمعراج آية وقدرة من الله ومعجزة خارقة لكل قوانين ونواميس الحياة ..
كان إرتقاءً على كل إنسان وجان فى أى زمان أو مكان ..
فلقد صعد نبى الله صلى الله عليه وسلم وسرى فى الفضاء دون ضيقٍ أو اختناق
واخترق كل طبقات الهواء دون انفجاراً لأوعية الدماء ونفذ من سماء إلى سماء وهو مستوياً فى الآفاق
( فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ) سورة النجم الآية رقم 6 , 7
ولقد رأى صلى الله عليه وسلم فى إسرائه آياتٌ كبرى .. ومما رآه : كتاب الله المبين وقرآنه الحكيم ..
يقول رب العرش العظيم : ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ) سورة التكوير : الآية رقم 23
ولقد نفذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إسرائه حتى بلغ سدرة المنتهى
أخبر نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم قومه بما كان من إسرائه ومعراجه وبما رأى
من آيات الله ومعجزاته .. فكذبوه ولم يصدقوه وقالوا ما قالوا من إفكٍ وهذيان وبُهتان ..
**************
أجمع هؤلاء الكفرة الفجرة على إخراج نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من مكة أو قتله أو
حصاره ومنعه من الدعوة ليزيدهم الله عذاباً فوق عذابِهم فى إخراجهم لنبى الله ورسوله من بينِهم
.. مكروا ومكر الله والله خير الماكرين : فقد أمره الله بالهجرة ..
أمره سبحانه وتعالى أن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة .. ووعده وعد الحق
مقسماً بذاته العلية بأنه سيعيده إلى موطنه ومكان مولده فى الأجل الذى سماه الله ..
خرج نبى الله صلى الله عليه وسلم ومعه سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وسلكا
الطرق الوعرة والصحراء القاحلة والبيداء المظلمة ودخلا غار ثور ومكثا فيه ما مكثا
وسارا إلى أن أتواْ قباء فوضع لبنة المسجد وأتم أصحابه فيما بعد البناء ..
وصل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب فأضاءت وأنارت بمقدِمه
وأقام فى موضع حجرته ومقر مسجده ..
استقبله أهل المدينة باتباع دين الإسلام وبالنصرة والإيمان فكانوا هم : الأنصار
وهاجر أصحابه وأتواْ إليه فكانوا هم : المهاجرين
فكان هؤلاء وهؤلاء هم : السابقون الأولون من الأنصار والمهاجرين .. رضى الله عنهم أجمعين ..
*************
ومن المدينة المنورة كانت نذارة الجان .. ونذارة اليهود والنصارى ..
فالجان حين استمعوا القرآن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا والتفوا حول نبى الله ومصطفاه يستمعون لكتاب الله فكانوا منصتين له خاشعين ثم ولوا إلى قومهم منذرين فقالوا لهم يا قومنا أجيبوا داعى الله فلبوا النداء واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء ..
ولكن كان منهم القاسطون السفهاء الذى استهواهم اللعين بأهوائه ومردياته مثلما استهوى بنى الإنسان فكفروا بالله وكفروا بيوم البعث واللقاء وظنوا وزعموا أن لن يبعث الله أحدا ..
وكان منهم من قال على الله شططا فقالوا مثلما قالت اليهود والنصارى وجاءوا بشىءٍ إدّا وادّعواْ لله ولدا فتبرأ منهم أقرانُهم فقالوا تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبةً ولا ولدا .. فهؤلاء قد أعرضوا عن الإيمان وسلكوا سبيل الغى والبطلان فأعد الله لهم عذاباً صعدا وسيكونون لجهنم حطبا ..
*************
وأنذر نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى ..
دعاهم إلى عبادة الواحد الأحد وعدم الشرك بالله أو الإعراض عما أنزل الله وأمرهم بتقوى الله
واتباع دين الله .. وبين لهم أن الإسلام هو الدين الذى ارتضاه الله وأمر به كافة خلق الله ..
آمن منهم المتقين : وهم من كانوا يشهدون بوحدانية الله ويعلمون وينتظرون مقدِم وظهور
نبى الله ويؤمنون أنه مكتوباً عندهم فى كتبهم وأن الله باعثه لهم وأنه سيحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى وُضِعت عليهم فى شريعتهم وسيأمرهم
بالمعروف وينهاهم عن المنكر ..
وكفر منهم : القاسية قلوبُهم ومن أصابَهم العمى وجثت الظلمة على أبصارهم ومن أملى عليهم
اللئيم وسوّل لهم الإعراض عن الإيمان وعدم اتباع دين الإسلام ..
بين لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرهم به أنبياؤهم وأظهر لهم ما ألبسوه
من تحريفهم وتبديلهم لكتبهم ومن تغييرهم فيما أنزله الله فى الإنجيل والتوراة وكشف لهم ما أخفوه فى صدورهم وما أنكروه من عدم معرفتهم به عليه الصلاة والسلام إلا أنّهم أصروا على ضلالهم وغيهم ..
أظهر لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب ما ادعوه من اتخاذهم ولداً لله وما اقترفوه
ونَهجوه فى أقوالهم وما فعلوه برسلهم وبيّن لهم أن اتباع الإسلام إنما هو إيمان بكل ما أنزل الله وبكل الأديان التى نزلت من عند الله ودعاهم إلى أن ينشدوا الحق ولا يتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلهم فضلوا وأضلوا غيرهم .. ولكنهم انهمكوا فى الضلالة وغرقوا فى الجهالة ..
وقالوا ما قالوا من إفك وافتراء على رب الأرض والسماء .. قالوا إن الله ثالث ثلاثة ..
وقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .. وقالوا المسيح بن الله ..وقالوا عزير بن الله .. تجاهلوا نبى الله ومصطفاه وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .. وأنكرواكتاب الله ونبذوه وراء ظهورهم ..
كتموا الحق وهم يعلمون ونقضوا الميثاق الذى عاهدوا به الله وتناسواْ قول المسيح عليه السلام
لهم بأنه عبدٌ لله وأن الله ربه وربّهم وطمسوا ما بشرهم به من أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سيأتى من بعده وسيكون بشيرهم ونذيرهم وأنه آخر الأنبياء والمرسلين لهم ..
*************
ولولا كلمةٌ سبقت من الله وقضاها : بإمهال هؤلاء الكافرين والضالين وتأخير العذاب عنهم
إلى يوم الدين لعاجلهم الله بالعذاب ولأخذهم الله بالعقاب أخذ عزيز مقتدر لكفرهم بوحدانية الله
ولعدم اتباعهم دين الله ولشركهم وكذبِهم وافترائهم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
فهؤلاء وهؤلاء : قد وصفهم الله بأنّهم .. شر البرية .. :
فقد كفروا بربّهم وهم عبيده .. وأشركوا بإلههم .. ولم يأبَهوا بما أعده الله لهم ..
فقضى الله أن يكون لهم فى الآخرة : عذاب عظيم .. :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
سورة البينة الآية رقم 33
**************
وفى الحياة الدنيا :
فرض الله القتال ضد الكفار والمشركين حرباً لهم : حتى يقولوا لا إله إلا الله ..
وضرب الله الجزية على أهل الكتاب صًغارا وذلاً لهم : حتى يؤمنوا بدين الله ..
هم وكل من سلك سبيلهم وسار على دربِهم ونَهج نَهجهم فى أى زمان أو مكان ..
**************
وفرض القتال وضرب الجزية ما هما إلا وقاية لهم من سكنى الجحيم وإنقاذهم من عذاب الله الأليم ..
ما هما إلا رحمة لهم وشفقة بِهم علّهم يثوبون إلى رشدهم ويؤمنون بربِهم ويصدقون بنبيهم ورسولهم ..
**************
بدأت بعوث نبى الله ومغازيه وسراياه من المدينة المنورة
وانطلقت منها دعوة المسلمين بعد أن استقر الدين وحصل العز والتمكين ووضح اليقين :
وليس هناك ممن هو أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام
جاءت المبايعة من الصحابة على ما فرضه وأوجبه الله .. كانت المبايعة على السمع والطاعة
فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود : لنشر دين الله ..
فهذه المبايعة هى : من بايعها ويبايعها كل من آمن وصدق بدين الله
فباع أويبيع نفسه وماله فى سبيل الله .. فإما النصر على أعداء الله .. وإما الشهادة فى سبيل الله ..
فكلا الأمرين : حسنى عند الله ..
ولقد قضا الله بنصرة دينه ورفع رايته .. مثلما قضى سبحانه وتعالى بحفظ وبقاء كتابه ..
فجعل الله هذا الدين شرعاً لا يُنسخ وأدَامه حقاً لا يُدحض وقضى له بعز المرافقين
وذل الكفار والمعاندين وحذر الله كافة عباده من عدم اتباعه فقال لهم فى كتابه :
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } سورة آل عمران الآية رقم 85
وفرض الله على طائفة من المسلمين ممن فقههم الله فى الدين : أن يبلغوا هذه الرسالة
التى ورِثوها وأن يؤدوا تلك الأمانة التى حملوها كما أداها وبلغها سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن ينذروا بِها العباد فى كل البلاد ..
وبين الله لنا أن هذا الفرض ما هو إلا أمانة وتكليف .. لأن الله ناصر دينه : بِنا أو بدونِنا ..
فإن فرطت هذه الطائفة عن أداء الأمانة أو تقاعست وتخاذلت عن بلاغ الرسالة
فإن هذا الفرض يصبح واجباً على كل المسلمين وإلا فالإثم يعم علينا أجمعين ..
************************************************** *****************
سعيد شويل[/size][/SIZE][/CENTER]
************************************************** *****************
أرسل الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً ومبشراً ونذيراً وداعياً
إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً .. فكان للعباد سراجاً كالشمس منيراً كالقمر ..
وكما أنه لاغنى للأرض عن الشمس والقمر فى هذه الحياة فلا غنى للبشر عن دين الله
*************
كان مولد ومبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكة أم القرى ..
وكل من كان من أم القرى فهو أمى .. فكان عليه الصلاة والسلام نبياً أمياً .. بعثه الله من
الأميين وفى الأميين وإلى الأميين ..
أبوه إسمه عبد الله .. تزوج من سيدة النساء شرفاً وموضعاً وأفضلهم نسباً وصهراً ..
حملت به أمه ومات أبوه وأرضعته كريمة بنى سعد بن بكر وشريفتهم وإبنة سيدهم ..
نشأ بجوار بيت الله وعين الله تحفظه وترعاه .. عمل بالتجارة مع أعمامه وجده
وكان ذا خلق عظيم حتى لقب بين الناس بالصادق الأمين ..
حبب الله إليه الخلاء وأمره الله بعبادته فى خلوته فى غار حراء ..
أمره الله أن يكون من المؤمنين الموحدين .. وأن يكون أول المسلمين ..
كان لسانه أبلغ وأفصح لساناً بعد كتاب الله ولم يخط قلماً أو يقرأ كتاباً ..
فالذى علمه هو الله علماً خرج به عن ناموس الحياة إعجازا من الله لما قدره من أن
معجزته وآيته ستكون : كتاب كريم وقرآن حكيم ..
أنزل الله عليه هذا الكتاب العظيم : فيه نبأ الأولين والآخرين وما حدث لكل الأمم والسابقين ..
سُمّىَ بالكتاب للعناية بتدوينه كتاباً وبالقرآن لحفظه وقراءته قرآناً .. لا يجوز روايته بالمعنى
لأن كلماته من عند الله : فقد أنزله الله باللسان العربى المبين وهذا اللسان لايدانيه أى لسان
فى الفصاحة أو البيان .. هذا الكتاب أدهش العقول وحير الألباب وأبْهر فصحاء العرب وأمراء
البيان وألسن أصحاب الكلام فوقفوا أمامه حيارى مبهوتين .. لو اجتمع الإنس والجان منذ بدء الخليقة وحتى يوم الدين فلن يحيطوا بعلمه ولا بما فيه من بيان وتبيان ولن يأتوا بفصاحته أو طلاوته
وليس لأىٍ منهم من استطاعةٍ أن يحيطوا بوجوه لفظه أو بلاغته ولا بمتانة أسلوبه أو لطائف إشارته .. علِمه من علمه وجهِله من جهله لايعلم به من جهله ولا يجهله من علمه ..
وإنه فى أم الكتاب عند الله لعلىٌ حكيم ..
*************
أمر الله نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم أن ينذر به الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور
وينذر به كل من حاد ومال عن صراط الله المستقيم ..
وأن يبدأ فى نذارته بعشيرته المقربين .. والغافلين الذين لم يأتِهم بشير أو نذير ..
وأمره سبحانه وتعالى أن ينذر به الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ..
*************
الكفار والمشركين كانوا لداً أشرارا .. واليهود والنصارى كانوا قوماً فجارا ..
**************
أنذر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى قومه من أهل مكة فدعاهم إلى عبادة الواحد
الأحد وعدم الشرك بالله أو الإعراض عما أنزل الله وأمرهم بتقوى الله ..
آمن منهم الأولين وهم الصحابة رضى الله عنهم أجمعين فبشرهم الله بالرضوان العظيم والفوز
بالخلد فى جنة النعيم ..
وكفر منهم : من مرضت قلوبُهم وصمت آذانَهم ومن جثت الظلمة على عقولهم ومن أغواهم اللعين ..
فكانوا على أصنامهم عاكفين ولأوثانِهم عابدين وللطواغيت متولين يعيشون فى جاهلية
بما تحمله من ثأرٍ وطيشٍ وميلٍ إلى الغضبِ ومن حمقٍ وسَفهٍ ووَأدٍ للبنات وضلالات وما استشرى
بينهم من موبقات وخرافات ومن سلب للأموال ومن انتقامٍ ووحشية ومن سفكٍ للدماء وحِميةٍ وعصبية ..
أنذرهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونَهاهم عما حرم الله وألا يشركوا
آلهة مع الله ودعاهم إلى عبادة الواحد القهار .. فأصروا على ماهم فيه من خسران وعكفوا
على ما نصبوه من حجارة وأصنام .. اتخذوا أنداداً وأولياء وقالوا عنهم أنَهم شفعاء .. نَهجوا نَهج الكفر والضلال والتكذيب ..
سلك بِهم نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الطريق القويم .. ولكنهم لم يؤمنوا بربِهم الذى خلقهم
ولم يصدقوا بنبيهم الذى جاء رحمة لهم .
**************
كانوا قوماً أشرارا باعوا الآخرة بدار البوار .. عبدوا مالم ينزل الله به من سلطان وماليس لهم
به من علم .. وجعلوا لله شركاء الجن وخرقوا له بنين وبنات .. وجعلوا بين الله وبين الجنة نسبا ..
وجعلوا الملائكة إناثاً .. وجعلوا لله من عباده جزءاً .. وجعلوا مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا لله ..
قالوا ما قالوا عن كتاب الله وعن نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم .. :
قالوا أنه ساحر وأنه رجل مسحور .. وقالوا إنه شاعر ومجنون .. وقالوا كيف يكون مرسلاً لنا
وهو بشر مثلنا يأكل ويشرب ويمشى كما نمشى فى الأسواق .. وقالوا أنه جاء ليصدهم عما كان يعبده آباؤهم وأجدادهم .. وقالوا إن كتاب الله يملى عليه وأنه من أساطير الأولين وأنه أضغاث أحلام ..
وقالوا لماذا لم ينزل الله هذا الكتاب على ملك من الملائكة أو على رجل عظيم وكيف يكون برسولٍ من الله وهو لا يملك جنة من نخيلٍ وأعنابٍ وذاتَ أنْهار ولا يملك كنز وليس له بيتاً من زخرف .. وطلبوا من نبى الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كِسفاً من السماء أو يأتِهم بآية تدل على نبوته ورسالته أو يأتِهم بالله والملائكة أو يبدل لهم هذا القرآن أو يفجر لهم ينبوعاً من الأرض ..
فباءوا بالسخط والغضب من الله .. وطمس الله بالغشاوة على قلوبِهم وأبصارهم ..
كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً ومشفقاً عليهم من المورد الوخيم وهم لايأبَهون .. كان باخع النفس متحسراً من عدم إيمانِهم يريد لهم الفضل والنعمة وهم لا يريدون إلا النقمة .. ماكان منهم إلا الكفر والشرك والعصيان وما كان منهم إلا الجحود والنكران ..
**************
أسرِىَ بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ..
وكان هذا الإسراء والمعراج آية وقدرة من الله ومعجزة خارقة لكل قوانين ونواميس الحياة ..
كان إرتقاءً على كل إنسان وجان فى أى زمان أو مكان ..
فلقد صعد نبى الله صلى الله عليه وسلم وسرى فى الفضاء دون ضيقٍ أو اختناق
واخترق كل طبقات الهواء دون انفجاراً لأوعية الدماء ونفذ من سماء إلى سماء وهو مستوياً فى الآفاق
( فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ) سورة النجم الآية رقم 6 , 7
ولقد رأى صلى الله عليه وسلم فى إسرائه آياتٌ كبرى .. ومما رآه : كتاب الله المبين وقرآنه الحكيم ..
يقول رب العرش العظيم : ( وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِين ِ) سورة التكوير : الآية رقم 23
ولقد نفذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إسرائه حتى بلغ سدرة المنتهى
أخبر نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم قومه بما كان من إسرائه ومعراجه وبما رأى
من آيات الله ومعجزاته .. فكذبوه ولم يصدقوه وقالوا ما قالوا من إفكٍ وهذيان وبُهتان ..
**************
أجمع هؤلاء الكفرة الفجرة على إخراج نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من مكة أو قتله أو
حصاره ومنعه من الدعوة ليزيدهم الله عذاباً فوق عذابِهم فى إخراجهم لنبى الله ورسوله من بينِهم
.. مكروا ومكر الله والله خير الماكرين : فقد أمره الله بالهجرة ..
أمره سبحانه وتعالى أن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة .. ووعده وعد الحق
مقسماً بذاته العلية بأنه سيعيده إلى موطنه ومكان مولده فى الأجل الذى سماه الله ..
خرج نبى الله صلى الله عليه وسلم ومعه سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وسلكا
الطرق الوعرة والصحراء القاحلة والبيداء المظلمة ودخلا غار ثور ومكثا فيه ما مكثا
وسارا إلى أن أتواْ قباء فوضع لبنة المسجد وأتم أصحابه فيما بعد البناء ..
وصل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب فأضاءت وأنارت بمقدِمه
وأقام فى موضع حجرته ومقر مسجده ..
استقبله أهل المدينة باتباع دين الإسلام وبالنصرة والإيمان فكانوا هم : الأنصار
وهاجر أصحابه وأتواْ إليه فكانوا هم : المهاجرين
فكان هؤلاء وهؤلاء هم : السابقون الأولون من الأنصار والمهاجرين .. رضى الله عنهم أجمعين ..
*************
ومن المدينة المنورة كانت نذارة الجان .. ونذارة اليهود والنصارى ..
فالجان حين استمعوا القرآن قالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا والتفوا حول نبى الله ومصطفاه يستمعون لكتاب الله فكانوا منصتين له خاشعين ثم ولوا إلى قومهم منذرين فقالوا لهم يا قومنا أجيبوا داعى الله فلبوا النداء واستجابوا لرسالة رب الأرض والسماء ..
ولكن كان منهم القاسطون السفهاء الذى استهواهم اللعين بأهوائه ومردياته مثلما استهوى بنى الإنسان فكفروا بالله وكفروا بيوم البعث واللقاء وظنوا وزعموا أن لن يبعث الله أحدا ..
وكان منهم من قال على الله شططا فقالوا مثلما قالت اليهود والنصارى وجاءوا بشىءٍ إدّا وادّعواْ لله ولدا فتبرأ منهم أقرانُهم فقالوا تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبةً ولا ولدا .. فهؤلاء قد أعرضوا عن الإيمان وسلكوا سبيل الغى والبطلان فأعد الله لهم عذاباً صعدا وسيكونون لجهنم حطبا ..
*************
وأنذر نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى ..
دعاهم إلى عبادة الواحد الأحد وعدم الشرك بالله أو الإعراض عما أنزل الله وأمرهم بتقوى الله
واتباع دين الله .. وبين لهم أن الإسلام هو الدين الذى ارتضاه الله وأمر به كافة خلق الله ..
آمن منهم المتقين : وهم من كانوا يشهدون بوحدانية الله ويعلمون وينتظرون مقدِم وظهور
نبى الله ويؤمنون أنه مكتوباً عندهم فى كتبهم وأن الله باعثه لهم وأنه سيحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى وُضِعت عليهم فى شريعتهم وسيأمرهم
بالمعروف وينهاهم عن المنكر ..
وكفر منهم : القاسية قلوبُهم ومن أصابَهم العمى وجثت الظلمة على أبصارهم ومن أملى عليهم
اللئيم وسوّل لهم الإعراض عن الإيمان وعدم اتباع دين الإسلام ..
بين لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرهم به أنبياؤهم وأظهر لهم ما ألبسوه
من تحريفهم وتبديلهم لكتبهم ومن تغييرهم فيما أنزله الله فى الإنجيل والتوراة وكشف لهم ما أخفوه فى صدورهم وما أنكروه من عدم معرفتهم به عليه الصلاة والسلام إلا أنّهم أصروا على ضلالهم وغيهم ..
أظهر لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب ما ادعوه من اتخاذهم ولداً لله وما اقترفوه
ونَهجوه فى أقوالهم وما فعلوه برسلهم وبيّن لهم أن اتباع الإسلام إنما هو إيمان بكل ما أنزل الله وبكل الأديان التى نزلت من عند الله ودعاهم إلى أن ينشدوا الحق ولا يتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبلهم فضلوا وأضلوا غيرهم .. ولكنهم انهمكوا فى الضلالة وغرقوا فى الجهالة ..
وقالوا ما قالوا من إفك وافتراء على رب الأرض والسماء .. قالوا إن الله ثالث ثلاثة ..
وقالوا إن الله هو المسيح ابن مريم .. وقالوا المسيح بن الله ..وقالوا عزير بن الله .. تجاهلوا نبى الله ومصطفاه وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .. وأنكرواكتاب الله ونبذوه وراء ظهورهم ..
كتموا الحق وهم يعلمون ونقضوا الميثاق الذى عاهدوا به الله وتناسواْ قول المسيح عليه السلام
لهم بأنه عبدٌ لله وأن الله ربه وربّهم وطمسوا ما بشرهم به من أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
سيأتى من بعده وسيكون بشيرهم ونذيرهم وأنه آخر الأنبياء والمرسلين لهم ..
*************
ولولا كلمةٌ سبقت من الله وقضاها : بإمهال هؤلاء الكافرين والضالين وتأخير العذاب عنهم
إلى يوم الدين لعاجلهم الله بالعذاب ولأخذهم الله بالعقاب أخذ عزيز مقتدر لكفرهم بوحدانية الله
ولعدم اتباعهم دين الله ولشركهم وكذبِهم وافترائهم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
فهؤلاء وهؤلاء : قد وصفهم الله بأنّهم .. شر البرية .. :
فقد كفروا بربّهم وهم عبيده .. وأشركوا بإلههم .. ولم يأبَهوا بما أعده الله لهم ..
فقضى الله أن يكون لهم فى الآخرة : عذاب عظيم .. :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }
سورة البينة الآية رقم 33
**************
وفى الحياة الدنيا :
فرض الله القتال ضد الكفار والمشركين حرباً لهم : حتى يقولوا لا إله إلا الله ..
وضرب الله الجزية على أهل الكتاب صًغارا وذلاً لهم : حتى يؤمنوا بدين الله ..
هم وكل من سلك سبيلهم وسار على دربِهم ونَهج نَهجهم فى أى زمان أو مكان ..
**************
وفرض القتال وضرب الجزية ما هما إلا وقاية لهم من سكنى الجحيم وإنقاذهم من عذاب الله الأليم ..
ما هما إلا رحمة لهم وشفقة بِهم علّهم يثوبون إلى رشدهم ويؤمنون بربِهم ويصدقون بنبيهم ورسولهم ..
**************
بدأت بعوث نبى الله ومغازيه وسراياه من المدينة المنورة
وانطلقت منها دعوة المسلمين بعد أن استقر الدين وحصل العز والتمكين ووضح اليقين :
وليس هناك ممن هو أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام
جاءت المبايعة من الصحابة على ما فرضه وأوجبه الله .. كانت المبايعة على السمع والطاعة
فى العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى حرب الأحمر والأسود : لنشر دين الله ..
فهذه المبايعة هى : من بايعها ويبايعها كل من آمن وصدق بدين الله
فباع أويبيع نفسه وماله فى سبيل الله .. فإما النصر على أعداء الله .. وإما الشهادة فى سبيل الله ..
فكلا الأمرين : حسنى عند الله ..
ولقد قضا الله بنصرة دينه ورفع رايته .. مثلما قضى سبحانه وتعالى بحفظ وبقاء كتابه ..
فجعل الله هذا الدين شرعاً لا يُنسخ وأدَامه حقاً لا يُدحض وقضى له بعز المرافقين
وذل الكفار والمعاندين وحذر الله كافة عباده من عدم اتباعه فقال لهم فى كتابه :
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } سورة آل عمران الآية رقم 85
وفرض الله على طائفة من المسلمين ممن فقههم الله فى الدين : أن يبلغوا هذه الرسالة
التى ورِثوها وأن يؤدوا تلك الأمانة التى حملوها كما أداها وبلغها سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن ينذروا بِها العباد فى كل البلاد ..
وبين الله لنا أن هذا الفرض ما هو إلا أمانة وتكليف .. لأن الله ناصر دينه : بِنا أو بدونِنا ..
فإن فرطت هذه الطائفة عن أداء الأمانة أو تقاعست وتخاذلت عن بلاغ الرسالة
فإن هذا الفرض يصبح واجباً على كل المسلمين وإلا فالإثم يعم علينا أجمعين ..
************************************************** *****************
سعيد شويل[/size][/SIZE][/CENTER]