Digital
05-16-2011, 10:34 AM
عندما يرتفع العلم الأمريكي في بنغازي
عبد الحكيم مفيد
عندما يرتفع العلم الأمريكي في بنغازي، ومعه العلم الفرنسي والايطالي،
فان للصورة معنى،
معنى يدلل على حالة من التماهي بين العلم والمشهد،
عندما يرفع احدهم العلم الأمريكي في بنغازي ليبيا، في مواجهة لم تحسم بعد، بين نظام منحط وعميل، وبين "ثوار" تاهوا الطريق، وأضاعوا البوصلة،
فانه ليس من الممكن أن نتغاضى عن هذه الصورة المذلة،
لأنك تفهم بالفطرة انه حيث تكون ثورة ضد الظلم لا يمكن أن يرتفع العلم الأمريكي،
يمكن أن يكون على الأرض فقط.
لا يمكن أن يرتفع العلم الأمريكي ضد الظلم،
ولا يمكن أن يرتفع نفس العلم مع الثورة النقية الطاهرة،
هذا مستحيل،
ولا يمكن لعلم يمثل الظلم والاضطهاد والاستعمار والعدوان أن يرتفع في المكان الذي يصرخ به الناس ضد كل هذه المعاني.
هناك أعلام على هذه الأرض صار من غير الممكن أن تكون محايدا تجاهها،
لأنها تحمل معنى، لان في حضورها موقفا، ولأنها منحازة، العلم الأمريكي هو من هذا النوع،
ليس هناك على الأرض من المظلومين والغلابى من لا يربط هذا العلم ، بالتكبر والاستعلاء والعدوان والاستعمار.
الآن بهدوء بعيدا عن الصراخ في "لحظات الحسم" الكاذبة التي تم من خلالها اقتحام وعي الناس وإقناعهم بضرورة التدخل الأجنبي في ليبيا ل"حماية المدنيين"،
يمكن أن نقول الأشياء بشكل أكثر وضوحا.
عندما كنا نؤكد على رفضنا للتدخل الأجنبي في ليبيا كنا نعرف أن هذه اللحظة ،
أي صورة العلم الأمريكي مرفوع في بنغازي، قادمة، وعليه لم نحتاج لوضع أي تحفظ، من أي نوع،
لأنه لا يمكن أن تتحفظ من الشيطان، ولا يمكن أن تشترط عليه أن يفعل "كذا" ويترك "كذا"،
هذه معادلة غير ممكنة مع أمريكا، الشيطان هو الشيطان، وأمريكا هي امريكيا.
بغض النظر عن الذي قاد ليبيا إلى هذا المشهد، الذي يرفع به ليبيون علم أمريكا معبرين عن فرحهم، وشكرهم طبعا لها، وبغض النظر إذا كان هناك من يدعي أن هناك "قوى" في الثورة الليبية موالية لأمريكا، فان هذه القراءة لا تنفع، ولا جدوى لها الآن،
بعد أن سقطت ليبيا تحت قبضة الغرب وأمريكا، دون أن يسقط القذافي طبعا كما كان وعد الليبيون المساكين.
هنا بالمناسبة لن نتحدث عن القذافي ،
فهو غير مهم من وجهة نظرنا، هو في أحسن الحالات فاشي صغير ، مجرم بدون أخلاق، إنسان تآمر وما زال على بلده إلى هذه اللحظة.
لكن هذا كله ما يجب أن يغيب عنا منذ البداية الصورة المتوقعة كما شاهدناها في بنغازي،
كل عربي يحمل علم أمريكا مبتهجا هو واحد من اثنين،
إما جاهل يحتاج إلى تعليم وإما متآمر يحتاج إلى فضح،
حتى تعرف الناس حقيقته،
ولا يمكن بعد الآن الانتظار، لقد"انتظرنا" بما فيه الكفاية، والنتائج ماثلة أمامنا، نتائج مريعة، مصيبة كبيرة، وسقوط ليبيا,ومن لديه شئ اخر ليقل.
شخصيا لا أشاهد غير ما شاهدت منذ البداية، منذ اللحظة الأولى التي سقطت بها ليبيا، عندما كان "ناشط" يظهر على الشاشة العربية،
يوجه الشكر لقوات التحالف ويطالبها بمزيد من الضربات.
لقد كان الخطأ فادحا،
وقد سقط كثيرون بالشرك الليبي، وبأكاذيب "حماية المدنيين"، والنتيجة أننا أمام "مجلس ثورة" يحظى بدعم مباشر من الغرب،
علانية،
بدون أن يرتجف له رمش،
هل يكون الدعم الغربي في العراق والسودان خيانة ويكون في ليبيا "بركة"؟
هل يمكن أن يكون الخطأ الأول يمنعنا من قول شئ،
والحفاظ على الصمت المريب حيال ما يحدث في ليبيا الآن؟
إذا كنا نملك "شجاعة" في تبرير التدخل الأجنبي في ليبيا تحت شعار "حماية المدنيين"،
فلماذا لا نملك شجاعة بنفس القدر الآن لنصرخ "كفى للتدخل الأجنبي"؟؟
قد تكون هناك أخطاء ارتكبت في المسالة الليبية ولكن الأفضل عدم التمادي بالأخطاء،
حتى لا تكون النتيجة فاجعة من النوع التي لا يفيد معها الندم والبكاء.
لا يمكن أن نصمت بعد على أعلام أمريكية ترتفع في ليبيا، كل "ثورة" ترفع العلم الأمريكي فرحا، هي ليست ثورة، من يعتقد أن العلم الأمريكي الممثل الشرعي للدجال هو خطا ارتكبه البعض، فيجب أن يسمع صوته عاليا، مثلما كانت لديه الجرأة في إسماع صوته مبررا التدخل الأجنبي.
للمرة المليون نقول،
كل من لا يملك مشروعا واضحا ضد مشروع الهيمنة الأمريكي، يحتاج إلى أن يوضح نفسه، لا تنفع مع أمريكا "أنصاف المواقف"،
ونحن نعلم جيدا وللغاية أن هناك من سيجيب أن ليس هذا وقت أمريكا، من جهتنا نحن نؤكد أن هذا وقت أمريكا، الوقت الذي يجب أن نفضح بها مشاريعها وعكاكيزها، الظاهرة والمختفية،
الذين في مصر وليبيا وسوريا واليمن، وفي السعودية كذلك، إذا لم تكن الثورات ضد الهيمنة الأمريكية وأدواتها وعملائها الظاهرين والمختفين عن الشاشات،
إذا لم تكن الثورة العربية ضد من دربتهم أمريكا على امتداد السنوات الأخيرة ليكونوا لها "عون" عند الحاجة،
إذا لم ننجح في تفريق الغث من السمين،
إذا لم نقرأ المرحلة الحالية وغدا،
إذا لم نكشف "حصن طروادة" المنتشرين على طول الوطن العربي،
فغدا سنجد أنفسنا (وبكل أسف) مرة أخرى تحت نفس السلطة ،
ونفس النظام، بخلاف بسيط، أولاد أمريكا وهيلاري كلينتون، يجيدون اللعبة، للغاية،
أو كما قال الدكتور عمرو الحمزاوي احد المدربين جيدا في المدرسة الأمريكية والذي أعلن عن إقامة حزب "ليبيرالي" في مصر،
"المهم أن نحافظ على الديمقراطية، والمواطنة والحقوق المدنية"، لاحظوا اللغة، وماذا مع أمريكا يا عمرو؟؟؟؟
عبد الحكيم مفيد
عندما يرتفع العلم الأمريكي في بنغازي، ومعه العلم الفرنسي والايطالي،
فان للصورة معنى،
معنى يدلل على حالة من التماهي بين العلم والمشهد،
عندما يرفع احدهم العلم الأمريكي في بنغازي ليبيا، في مواجهة لم تحسم بعد، بين نظام منحط وعميل، وبين "ثوار" تاهوا الطريق، وأضاعوا البوصلة،
فانه ليس من الممكن أن نتغاضى عن هذه الصورة المذلة،
لأنك تفهم بالفطرة انه حيث تكون ثورة ضد الظلم لا يمكن أن يرتفع العلم الأمريكي،
يمكن أن يكون على الأرض فقط.
لا يمكن أن يرتفع العلم الأمريكي ضد الظلم،
ولا يمكن أن يرتفع نفس العلم مع الثورة النقية الطاهرة،
هذا مستحيل،
ولا يمكن لعلم يمثل الظلم والاضطهاد والاستعمار والعدوان أن يرتفع في المكان الذي يصرخ به الناس ضد كل هذه المعاني.
هناك أعلام على هذه الأرض صار من غير الممكن أن تكون محايدا تجاهها،
لأنها تحمل معنى، لان في حضورها موقفا، ولأنها منحازة، العلم الأمريكي هو من هذا النوع،
ليس هناك على الأرض من المظلومين والغلابى من لا يربط هذا العلم ، بالتكبر والاستعلاء والعدوان والاستعمار.
الآن بهدوء بعيدا عن الصراخ في "لحظات الحسم" الكاذبة التي تم من خلالها اقتحام وعي الناس وإقناعهم بضرورة التدخل الأجنبي في ليبيا ل"حماية المدنيين"،
يمكن أن نقول الأشياء بشكل أكثر وضوحا.
عندما كنا نؤكد على رفضنا للتدخل الأجنبي في ليبيا كنا نعرف أن هذه اللحظة ،
أي صورة العلم الأمريكي مرفوع في بنغازي، قادمة، وعليه لم نحتاج لوضع أي تحفظ، من أي نوع،
لأنه لا يمكن أن تتحفظ من الشيطان، ولا يمكن أن تشترط عليه أن يفعل "كذا" ويترك "كذا"،
هذه معادلة غير ممكنة مع أمريكا، الشيطان هو الشيطان، وأمريكا هي امريكيا.
بغض النظر عن الذي قاد ليبيا إلى هذا المشهد، الذي يرفع به ليبيون علم أمريكا معبرين عن فرحهم، وشكرهم طبعا لها، وبغض النظر إذا كان هناك من يدعي أن هناك "قوى" في الثورة الليبية موالية لأمريكا، فان هذه القراءة لا تنفع، ولا جدوى لها الآن،
بعد أن سقطت ليبيا تحت قبضة الغرب وأمريكا، دون أن يسقط القذافي طبعا كما كان وعد الليبيون المساكين.
هنا بالمناسبة لن نتحدث عن القذافي ،
فهو غير مهم من وجهة نظرنا، هو في أحسن الحالات فاشي صغير ، مجرم بدون أخلاق، إنسان تآمر وما زال على بلده إلى هذه اللحظة.
لكن هذا كله ما يجب أن يغيب عنا منذ البداية الصورة المتوقعة كما شاهدناها في بنغازي،
كل عربي يحمل علم أمريكا مبتهجا هو واحد من اثنين،
إما جاهل يحتاج إلى تعليم وإما متآمر يحتاج إلى فضح،
حتى تعرف الناس حقيقته،
ولا يمكن بعد الآن الانتظار، لقد"انتظرنا" بما فيه الكفاية، والنتائج ماثلة أمامنا، نتائج مريعة، مصيبة كبيرة، وسقوط ليبيا,ومن لديه شئ اخر ليقل.
شخصيا لا أشاهد غير ما شاهدت منذ البداية، منذ اللحظة الأولى التي سقطت بها ليبيا، عندما كان "ناشط" يظهر على الشاشة العربية،
يوجه الشكر لقوات التحالف ويطالبها بمزيد من الضربات.
لقد كان الخطأ فادحا،
وقد سقط كثيرون بالشرك الليبي، وبأكاذيب "حماية المدنيين"، والنتيجة أننا أمام "مجلس ثورة" يحظى بدعم مباشر من الغرب،
علانية،
بدون أن يرتجف له رمش،
هل يكون الدعم الغربي في العراق والسودان خيانة ويكون في ليبيا "بركة"؟
هل يمكن أن يكون الخطأ الأول يمنعنا من قول شئ،
والحفاظ على الصمت المريب حيال ما يحدث في ليبيا الآن؟
إذا كنا نملك "شجاعة" في تبرير التدخل الأجنبي في ليبيا تحت شعار "حماية المدنيين"،
فلماذا لا نملك شجاعة بنفس القدر الآن لنصرخ "كفى للتدخل الأجنبي"؟؟
قد تكون هناك أخطاء ارتكبت في المسالة الليبية ولكن الأفضل عدم التمادي بالأخطاء،
حتى لا تكون النتيجة فاجعة من النوع التي لا يفيد معها الندم والبكاء.
لا يمكن أن نصمت بعد على أعلام أمريكية ترتفع في ليبيا، كل "ثورة" ترفع العلم الأمريكي فرحا، هي ليست ثورة، من يعتقد أن العلم الأمريكي الممثل الشرعي للدجال هو خطا ارتكبه البعض، فيجب أن يسمع صوته عاليا، مثلما كانت لديه الجرأة في إسماع صوته مبررا التدخل الأجنبي.
للمرة المليون نقول،
كل من لا يملك مشروعا واضحا ضد مشروع الهيمنة الأمريكي، يحتاج إلى أن يوضح نفسه، لا تنفع مع أمريكا "أنصاف المواقف"،
ونحن نعلم جيدا وللغاية أن هناك من سيجيب أن ليس هذا وقت أمريكا، من جهتنا نحن نؤكد أن هذا وقت أمريكا، الوقت الذي يجب أن نفضح بها مشاريعها وعكاكيزها، الظاهرة والمختفية،
الذين في مصر وليبيا وسوريا واليمن، وفي السعودية كذلك، إذا لم تكن الثورات ضد الهيمنة الأمريكية وأدواتها وعملائها الظاهرين والمختفين عن الشاشات،
إذا لم تكن الثورة العربية ضد من دربتهم أمريكا على امتداد السنوات الأخيرة ليكونوا لها "عون" عند الحاجة،
إذا لم ننجح في تفريق الغث من السمين،
إذا لم نقرأ المرحلة الحالية وغدا،
إذا لم نكشف "حصن طروادة" المنتشرين على طول الوطن العربي،
فغدا سنجد أنفسنا (وبكل أسف) مرة أخرى تحت نفس السلطة ،
ونفس النظام، بخلاف بسيط، أولاد أمريكا وهيلاري كلينتون، يجيدون اللعبة، للغاية،
أو كما قال الدكتور عمرو الحمزاوي احد المدربين جيدا في المدرسة الأمريكية والذي أعلن عن إقامة حزب "ليبيرالي" في مصر،
"المهم أن نحافظ على الديمقراطية، والمواطنة والحقوق المدنية"، لاحظوا اللغة، وماذا مع أمريكا يا عمرو؟؟؟؟