المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال ملحد امن بوجود الله ولكن ...



Yusuf Estes
05-18-2011, 03:23 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

دلخت في نقاش طويل مع احد الملاحده الامريكان وانتهينا من النقطه الاهم وهي ( وجود المصمم الذكي= الله )

انتقلنا الى نقطه مفهوم الاله في الاسلام وفي الاديان الاخرى
ولكن سألني سؤال واجبته ولم يقتنع
سالني لماذا يعذب الله مجموعه من الناس في النار خالدين فيها

شرحت له انه سيكون من الظلم اذا لم يتم تعذيب بعض الناس

واتفق معاي على هذي النقطه ولكن لم يتفق مع العقاب الغير المحدود على الاخطاء المحدودة مهما بلغ الشخص من كفر وسوء

فأتمنى احد ان يعطيني جواب بالمنطق الذي يفهمه الشخص الغربي


وفقكم الله

باحث عن النور
05-18-2011, 03:46 AM
هناك الكثير من الردود على هذا تستطيع الاطلاع عليها بالمنتدى ووفقك الله لنصره الاسلام

mohamed77
05-18-2011, 06:37 AM
الرد ان شاء الله ان هذه خطيئه غير محدوده لانها فى حق الله الغير محدود بالتالى هى غير محدوده لان كما قلنا الله غير محدود فيكون الجزاء عذاب ابدى ليناسب الخطيئه الغير محدوده

mohamed77
05-18-2011, 06:45 AM
الاخطاء التى فى حق الله غير محدوده يجب التنبه لهذه النقطه لان الله غير محدود بالتالى نجد حديث الرسول ان الناس يدخلون الجنه برحمه الله ثم عملهم الصالح يعنى سبب دخول الجنه رحمه الله و ليس وزن العمل الصالح

$&@$$@@
05-20-2011, 07:55 PM
لان الله سبحانه و تعالى يعلم ان هذا الشخص لو خلد في الدنيا , فلن يهتدي و سيظل يصر على ما يفعله بل و يزداد عنادا , لذلك استحق ان يخلد في النار .
لذلك ,المؤمن يحاسب على ذنوبه ان لم يتب ,لكنه لا يخلد في النار .

النمر المقنع
05-20-2011, 10:28 PM
التهديد بعذاب غير أبدي ليس له قيمة، سيقول الكافرون بكل سهولة: سنفعل ما نشاء في الدنيا لأننا لن نخلد في النار.

lightline
05-21-2011, 01:26 AM
التهديد بعذاب غير أبدي ليس له قيمة، سيقول الكافرون بكل سهولة: سنفعل ما نشاء في الدنيا لأننا لن نخلد في النار.

والله أجابتك أكثرا أقناعا

يقول الله تعالى ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون )

lightline
05-21-2011, 01:45 AM
لان الله سبحانه و تعالى يعلم ان هذا الشخص لو خلد في الدنيا , فلن يهتدي و سيظل يصر على ما يفعله بل و يزداد عنادا , لذلك استحق ان يخلد في النار .
لذلك ,المؤمن يحاسب على ذنوبه ان لم يتب ,لكنه لا يخلد في النار .

أجابتك غير مقنعه تمام

حمادة
05-21-2011, 03:03 AM
منقول(منتدى التوحيد)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

أما قول السائل : فهل من العدل أن يكون العقاب أبديا على ذنب استغرق جزءا مهملا لا يذكر من الزمن بالنسبة للحياة الأبدية ؟
فلا يخفى أن الله عز وجل يفعل ما يشاء ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره وهو سبحانه مع ذلك حكيم لا يظلم أحدا من خلقه وهذا مقتضى الإيمان باسمه ووصفه ، ومن ثم فإن الله له حكمة بالغة في تعذيب الكافر آبد الآبدين وإن كان كفره واقع في لحظة أو سنين ، وخفاء الحكمة في ذلك نرد العيب فيها لجهلنا وليس في إلى فعل الله وأسمائه وصفاته .
أما ما يمكن قوله فضلا عن ذلك في بيان حكمة الله وحجته على الإنسان وتعذيبه أبد الآبدين إن كفر بالرحمن فبيانه كما يلي :
أن هذا الوضع الذي ابتلي فيه الإنسان بوجوده في الدنيا بين كفر وإيمان ثم يعقبه جزاء بجنة ونيران خيرنا الله في قبوله عند النشأة والتكوين ولم يجبر الإنسان على تحمله ، وتلك قصة الجهل بها أدى إلى حيرة شديدة وتساؤلات عديدة ، فالله عز وجل خيرنا في حمل الأمانة حين رفضتها السماوات والأرض والجبال ، وقد ابتلى هذه المخلوقات وخيرها في الموافقة علي مبدأ قبول الأمانة وتحمل الثواب والعقاب ، حيث سيكلف من يقبلها بمراعاتها على طريقة ما يشرعها لهم ، كما روى عن عبد الله بن عباس  أنه قال : (( يعني بالأمانة الطاعة ، عرضها عليهم قبل أن يعرضها علي آدم فلم يطقنها ، فقال لآدم : إني قد عرضت الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها ، فهل أنت آخذ بما فيها ، قال يا رب : وما فيها ؟ قال : إن أحسن جزيت وإن أسأت عوقبت ، فأخذها آدم فتحملها )) ( ) .
هذا العرض خيرت فيه السماوات والأرض والجبال والإنسان بنص القرآن ، والعقلاء عن الله يفهمون من قوله تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72) اللوازم الآتية :
أولا : أن المخلوقات التي خيرت في حمل الأمانة أو رفضها وهي السماوات والأرض والجبال والإنسان كانت علي درجة واحدة في إمكانية القبول أو الرفض ، فلهن إرادة حرة مخيرة وليست مجبرة ، ولولا أن لهن اختيارا حرا ما عرض عليهن قبول الأمانة أو رفضها ولما عبر عن رأيهن بقوله عنهن :  فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا  فالإباء والرفض والإشفاق عكسه القبول والرغبة والموافقة ، وهذا دليل علي أن الله خيرهن دون جبر منه عليهن في قولهن أو فعلهن .
ثانيا : أن هذه المخلوقات التي عرضت عليها الأمانة لهن عقل وعلم ويتصفن بإدراك وفهم ، لأنه لا معني لتخييرهن في أمر لا يعرفن عنه شيئا ، فهذا نوع من العبث لا يقبله العاقل علي نفسه فضلا عن ربه فهل يعقل أن تخير أميا جاهلا في أن يكتب بالعربية أو اللاتينية ؟
ثالثا : دلت آية الأمانة على أن الإنسان له وجود غيبي سابق على الزمان ، وهذا الفهم يؤيده آيات كثيرة وردت في شأن آدم وحواء وهما في السماء في جنة الابتلاء قبل نزولها إلى الأرض ، وكذلك أحاديث متعددة تدل علي خلق الله لجميع الذرية وإيجاد أفراد النوعية الإنسانية لفترة وقتية معينة عند أخذ الميثاق عليهم لتعريف الحقوق والواجبات وإظهار الحكمة في تدبير أمر المخلوقات ( ) .
ومن ثم علمنا من مضمون الآية أن هذه المخلوقات يعقلن كلام اللَّه ويدركن ويفهمن ويسمعن وهن أحرار أخيار في قولهن وفعلهن ، وإلا كان تخييرهن لهوا ولعبا وقد نفي اللَّه العبث عن نفسه نفيا قاطعا فقال وتعالي :  وَما خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ  ( ) .
قال ابن الجوزي : (( قول الأكثرين في المراد بعرض الأمانة علي السماوات والأرض أن الله تعالي ركب العقل في هذه الأعيان وأفهمهن خطابه وأنطقهن بالجواب حين عرضها عليهن ، ولم يرد بقوله أبين المخالفة ولكن أبين للخشية والمخافة ، لأن العرض كان تخييرا لا إلزاما وأشفقن بمعني خفن منها أن لايؤدينها فيلحقن العقاب )) ( ) .
ومما روي عن السلف في ذلك أن عمر بن عبد العزيز  عرض العمل علي محمد بن كعب فأبي فقال له : أتعصي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تعالي حين عرض الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها هل كان ذلك منها معصية ؟ قال : لا ، فتركه ( ) .
وقال الواحدي : (( إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال ، الفرائض التي افترض الله سبحانه علي العباد وشرط عليهم أن من أداها جوزي بالإحسان ومن خان فيها عوقب ، أفهمهن الله سبحانه خطابه وأنطقهن فأبين أن يحملنها مخافة وخشية لا معصية ومخالفة )) ( ) .
• لماذا عرضت الأمانة وماذا حدث لمن رفضها؟
الأمانة عرضت علي المخلوقات ليتحقق عدل الله في الكون وينتفي الظلم ويستقر الأمن ، فمن عدله أنه لا يجبر مخلوقا علي فعل شيء وهو مقهور فقال تعالي :  وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  ( ) ، فنفي الظلم مطلقا يدل علي كمال العدل ، ولكمال عدله قامت السماء والأرض بأمره علي الحق والميزان كما ورد في سورة الرحمن :  وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ  ( ) ، وقال أيضا في سورة الدخان :  وَما خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ  ( ) .
قال أبو السعود : (( وضع الميزان أي شرع العدل وأمر به بأن وفر كل مستحق ما استحقه ووفي كل ذي حق حقه حتى انتظم به أمر العالم واستقام )) ( ) .
ومن لوازم التخيير وكمال العدل أنه كان من الممكن لجميع من ورد ذكره في آية الأحزاب رفض الأمانة أو قبولها ، وكان من الممكن أيضا رفض الإنسان لحملها أو استجابة السماوات ، وكذا المقال في حال الأرض والجبال ، وللعاقل أن يسأل علي سبيل إظهار حكمة الله وبلوغ العدل منتهاه : ماذا لو فرضنا أن الكل رفض الأمانة أو اختارتها السماوات أو الأرض أو الجبال ؟ وجواب ذلك أن يقال : الله أعلم ، لكن العالم في تركيبه ستتغير معالمه علي وضع جديد يعلمه الله حتى يصل العدل في ملكه منتهاه وتظهر حكمته في سائر المخلوقات كما قال تعالي :  أَلَمْ تَرَي أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَي اللَّهِ بِعَزِيزٍ  ( ) .
وإذا كان الحق تبارك وتعالي يفعل ما يشاء في ملكه والخلق قائم علي أمره وكل شيء مفتقر إلي قضائه وقدره ، إن شاء استخلف الإنسان بغير إرادته ، وإن شاء أجبر السماء علي حمل أمانته ، وإن شاء أكره الأرض والجبال بقدرته ، إلا أن عدله من لوازم حكمته وتخيير المخلوقات في حمل الأمانة من كمال حجته واستقرار العالم وأمنه من بديع صنعته ، حتى بدت الأمور للعيان أن نتيجة التخيير قسمان ، قسم رفض الأمانة وقسم يتمثل في موافقة الإنسان .
فبعد تخيير الله للسماوات والأرض والجبال في قبول الأمانة أو رفضها ، وبعد ممارسة حقهن في الاختيار ورفضهن لها كان من كمال عدل الله تعالي أنه خيرهن مرة أخري ، ولكن التخيير هذه المرة كان لإظهار الرضي منهن في الطاعة التامة ، والاستجابة لأمر الله إذا كلفهن بعمل ما أو سخرهن لوظيفة ما حتى وإن كانت لصالح الإنسان الذي قبل الأمانة ، فاخترن جميعا الطاعة والخضوع لله عز وجل ، يكلفهن بما شاء وسوف يلتزمن بأحكام المشيئة والقضاء تمام الالتزام .
وبهذا التخيير الثاني قامت المخلوقات في السماوات والأرض علي محبة الله ، والرضا بأمره في العمل علي استقرار الكون وأمنه ، وبقائه علي الدوام ثابتا في أمان لأداء الأمانة التي حملها الإنسان ، ومعلوم أن تحقيق الأمن والأمان المبني علي الرضي أبلغ من الأمن والأمان المبني علي العدل فقط .
ووما يقال أيضا في جواب أن المؤمن يحاسبه الله بفضله والكافر يحاسبه بعدله فإذا أصر الكافر على شركه وكفره بربه بعد علمه بالعقاب استوجب أشد العذاب ، وقد تجلت للعيان في رحمة الله بالإنسان عدة أمور:
الأمر الأول : أن الله فتح باب التوبة للإنسان مهما بلغ به كيد الشيطان ما لم تغرغر النفس ، أو تطلع الشمس من مغربها ، فقد روي الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أن رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم قَال: ( مَنْ تَابَ قَبْل أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَليْه ) و روي الإمام مسلم من حديث أَبِي مُوسَي الأشعري  أنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم قَال : ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل يَبْسُطُ يَدَهُ بِالليْل ليَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ الليْل حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) .
وروي الترمذي من حديث ابْنِ عُمَرَ أنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم قَال : ( إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لمْ يُغَرْغِرْ ) حتى لو اتبع الإنسان الشيطان وتمادي في الجرم والعصيان ، فقتل مائة نفس وأراد التوبة والغفران تاب الله عليه ، وقبل منه الطاعة والإيمان ، روي البخاري من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِي الله عَنْه أنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم قَال : ( كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيل رَجُلٌ قَتَل تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ فَأتي رَاهِبًا فَسَأَلهُ فَقَال لهُ هَل مِنْ تَوْبَةٍ قَال لا فَقَتَلهُ فَجَعَل يَسْأَلُ فَقَال لهُ رَجُلٌ ائْتِ قَرْيَةَ كَذَا وَكَذَا فَأَدْرَكَهُ المَوْتُ فَنَاءَ بِصَدْرِهِ نَحْوَهَا فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ العَذَابِ فَأَوْحَي اللهُ إلي هَذِهِ أَنْ تَقَرَّبِي وَأَوْحَي اللهُ إلي هَذِهِ أَنْ تَبَاعَدِي وَقَال قِيسُوا مَا بَيْنَهُمَا فَوُجِدَ إلي هَذِهِ أَقْرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ له ) .
فالله عز وجل يتوب على الإنسان حتى لو تكرر منه العصيان وتكررت التوبة وطلب الغفران ، تاب الله عليه نكاية تقابل كيد الشيطان ، فعند البخاري من حديث أبي هُرَيْرَةَ  أن قَال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم قَال : ( إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَال أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَال رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَال أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لي فَقَال رَبُّهُ أَعَلمَ عَبْدِي أَنَّ لهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَال رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَال أَعَلمَ عَبْدِي أَنَّ لهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَال أَصَابَ ذَنْبًا قَال : قَال رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَال أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لي فَقَال أَعَلمَ عَبْدِي أَنَّ لهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لعَبْدِي ثَلاثًا فَليَعْمَل مَا شَاءَ ) ، ومعني فليفعل ما شاء أي على هذا المنوال كلما أذنب عاد مسرعا للتوبة لا يبيت النية للعصيان .
الأمر الثاني الذي جعله الله للإنسان حماية من كيد الشيطان : أن الله كما وعد بقبول التوبة عند رجوع الإنسان عن العصيان ، فإنه أيضا سيبدل للتائبين عدد ما فات من السيئات بنفس أعداها حسنات ، دل على ذلك قوله تعالى :  وَالذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلكَ يَلقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ، إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِل عَمَلا صَالحًا فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا  .
الأمر الثالث : أنه سيعامل المؤمنين بفضله وسيعامل الكافرين بعدله ، والعدل أن يستوي العمل مع الجزاء والفضل أن يفوق الجزاء العمل ، فعند البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  أن رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم قَال : ( إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إلي سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لهُ بِمِثْلهَا ) وروي البخاري أيضا من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  أن رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم قَال :
( الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَل وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَليَقُل إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ تعالى مِنْ رِيحِ المِسْكِ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلي الصِّيَامُ لي وَأَنَا أَجزى بِهِ وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا ) ، وروي البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَل قَال : ( إِنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلمْ يَعْمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ لهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلهَا كَتَبَهَا اللهُ لهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إلي سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إلي أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلمْ يَعْمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ لهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلهَا كَتَبَهَا اللهُ لهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ) وعند البخاري أيضا من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم قَال : ( سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّهُ لا يُدْخِلُ أَحَدًا الجَنَّةَ عَمَلُهُ ، قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُول اللهِ ؟ قَال : وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ )
الأمر الرابع الذي جعله الله للإنسان حماية من كيد الشيطان: أن الله سيفرح بتوبة عبده فرحا شديدا ترغيبا للإنسان وتبكيتا للشيطان ، فإن المذنب مخطئ في جنب الله ، وعظم الذنب يقاس بعظمة من أخطأت في حقه ، فلو قبل الله توبة المذنب ، فإن مجرد القبول فقط ، كرم بالغ من الله عليه ، فما بالنا وهو يقبل توبة المذنب بعفو جديد وفرح شديد ، كما روي مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ  قَال قَال رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم : ( للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالتِهِ إِذَا وَجَدَهَا ) وفي مقابل توبة الإنسان وسجوده لرب العالمين ، يبكى الشيطان بكاء النادمين ، فعند مسلم أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  قَال : قَال رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم : ( إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ ، اعْتَزَل الشَّيْطَانُ يَبْكِي ، يَقُولُ : يَا وَيْلهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلي ، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلهُ الجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَليَ النَّارُ ) .
الأمر الخامس الذي جعله الله للإنسان حماية من كيد الشيطان : أن الله تكفل بإيقاف الشيطان وإخناسه ، عند استعاذة الإنسان من وسواسه ، فقال تعالى :  وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَليمُ  وكان يمكن أن يقال إذا نزغك الشيطان فقاومه بما استطعت من أسلحتك الفكرية ودلالاتك العقلية ، لكن فضل الله على الإنسان كان عظيما فقال :  قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلكِ النَّاسِ ، إِلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ ، الذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنْ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ  .
الأمر السادس : أن الله وعد الإنسان بألا يعذبه إلا إذا بعث له رسولا يذكره بالشيطان وعداوته للإنسان ، يقول تعالي : كُلمَا أُلقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلهُمْ خَزَنَتُهَا أَلمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلي قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلنَا مَا نَزَّل اللهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ وَقَالُوا لوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأصْحَابِ السَّعِير ِ ، وقال تعالى :  وَلوْ أَنَّا أَهْلكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلهِ لقَالُوا رَبَّنَا لوْلا أَرْسَلتَ إِليْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْل أَنْ نَذِل وَنخزى قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَي  وقال سبحانه :  رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لألا يَكُونَ للنَّاسِ على اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل وَكَانَ اللهُ عزيزا حَكِيمًا  ، وقال :  تَاللهِ لقَدْ أَرْسَلنَا إلي أُمَمٍ مِنْ قَبْلكَ فَمثل نَ لهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالهُمْ فَهُوَ وَليُّهُمْ اليَوْمَ وَلهُمْ عَذَابٌ أَليمٌ  ، وقال :  وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حتى نَبْعَثَ رَسُولا  ، ولو فرض أن إنسانا انقطعت به أسباب العلم بالشيطان وحقيقته ، ولم يعلم بشريعة الله في أرضه وأمانته ، ولم يسمع عن الإنسان ورسالته ، فإنه معذور عند الله بجهالته لاجتماع الأدلة على ذلك .
فلكون الإنسان هو الذي قبل الأمانة ورفضتها السماوات والأرض والجبال رفعه الله على غيره ، وجعل مكانته في الوجود أعلى ممن رفضها ، ثم سخر له كل من في الأرض ، وجعل الأرض أمانة بين يديه في هذا العالم ، فهو الوحيد بين هذه الكائنات الذي لم يرفض أمانة الله عند عرضها ، فاستحق بعدل الله الرفعة بعد قبوله لها ، وظهر هذا التكريم في الوصف الذي تميز به الإنسان عن غيره ، وهو استخلافه في الأرض وتهيئة العالم من حوله لهذه الغاية ، فالله استخلفه وخوله وفوضه أن يتصرف في الأرض على النحو الذي يشرعه صاحب الأمانة ويكلفه به ، من خلال الرسالة السماوية التي سيرسلها له تباعا ، وسيجعل الله كل ملك أو مال أو أرض أو أي نعمة يتملكها الإنسان أمانة بين يدية ، يستمتع بها ويتملكها على أمر الله وتوجيهه له فيها ، فهو مستخلف فيها فقط ، وهي أمانة مسئول عنها أمام ربه يوم القيامة ، فكل إنسان أمين حتى على نفسه وبدنه يتصرف فيه على مراد ربه ، فمالكه الحقيقي هو الله : دل على تكريمه قوله تعالى :  وَلقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلقْنَا تَفْضِيلا  ودل على استخلافه في الأرض آيات كثيرة وردت في القرآن منها قوله :  وَإِذْ قَال رَبُّكَ للمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَليفَةً  .
هذه بعض مقتطفات من الموضوع الذي يجب على السائل أن يدرك من خلاله حقيقة ابتلاء الإنسان وكيف ظهرت الحياة كدار للابتلاء والآخرة كدار للجزاء ، فإن أراد المزيد من معرفة هذه الحقائق ، فعليه أن يصبر عدة ساعات في قراءة الموضوع على هذا الرابط .

باحث عن النور
05-21-2011, 03:16 AM
التهديد بعذاب غير أبدي ليس له قيمة، سيقول الكافرون بكل سهولة: سنفعل ما نشاء في الدنيا لأننا لن نخلد في النار.

والله واصبحت تاتي بالجواب بنفسك جميل جدا والدليل على كلامك قول اليهود لن تمسنا النار الا ايام معدودات ورد الله عليهم

ااتخذو عند الله عهد فان اتخذوا فان الله سبحانه لن يخلف وعده

أمَة الرحمن
05-21-2011, 03:24 AM
التهديد بعذاب غير أبدي ليس له قيمة، سيقول الكافرون بكل سهولة: سنفعل ما نشاء في الدنيا لأننا لن نخلد في النار.

إجابة موفقة من زميلنا الفاضل.

راجي عفو الرحمن
05-21-2011, 04:29 AM
التهديد بعذاب غير أبدي ليس له قيمة، سيقول الكافرون بكل سهولة: سنفعل ما نشاء في الدنيا لأننا لن نخلد في النار.
هل تقصد أن الكافر لن يخلد فى النار وأن التهديد كان فقط ليخوف به الله الكافرين ؟!!
بل هدد الله بعذاب أبدى لأنه واقع .
وبخصوص السؤال أرى أن ما نقله الفاضل حمادة يكفى.

محمد احمد السلامى
05-22-2011, 12:20 AM
العذاب الابدى فى النار واقع ولكن الله يفعل مايريد فنحن نؤمن به ايمان تاما انه ابدى ولكن مشيئة الله فوق كل شىء ورحمته وسعت كل شىء