المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات "مسلم جديد"



elmorsy
05-19-2011, 04:30 AM
تحيه طيبه للأخوه الكرام..

فى البدايه اود الترحيب بالأخوة الكرام جميعا ...وأرجوا ان تكون خواطرى خفيفه عليكم .وليست ثقيله على قلوبكم ..وأرجوا ان لا تزعج آرائى البعض..فى النهايه هى مجرد خواطر شخصيه ..تعبر عن ما يدور فى عقل الإنسان الذى أمامكم..ما يدور فى عقله ..الجديد الذى طراء على أحواله ..أفكاره آرائه ..مشاكله ..إلخ !!!

ستكون هذه الخواطر اشبه برحله "غير ذاتيه غير موضوعيه :):..كما يسميها الدكتور المسيرى ..مع فارق التشبيه بالتأكيد!

لكن لن نعود إلى ما قبل معرفة الإسلام ..بل سأتكلم على المشاعر التى شعرت بها من حيث اسلمت وحتى يومنا هذا وكل يوم !

والمواقف الطريفه ..والمهمه ..وبعض الأفكار ..افعال جديده وآراء جديده !....والمشاعر..إلخ..

وستكون فى النهايه "خواطر غير ذاتيه غير موضوعيه!:):"
لا اعرف إن كانت هذه الأفكار قد تهم أحد او لن تهم أحد ..لكن فى النهايه هى خواطر ..لابد من البوح بها حتى لاتكون عبئاً على من يحملها
خالص تحياتى:emrose:

مجرّد إنسان
05-19-2011, 07:40 AM
بالتأكيد تهمّنا أخي الحبيب....وما هذه الوقفات إلا صورةٌ من صور التفاعل مع "لعبة الحياة" والتي نأمل فيها أن تكون بإذن الله من الفائزين

سليلة الغرباء
05-19-2011, 10:26 AM
الأحداث التي سترويها بإذن الله ستكون لك صدقة جارية خصوصا لمن سيقرأها من اللادينيين والملحدين لذا ركز على شعورك قبل الاسلام وبعده بارك الله فيك وأذكرك بما حكاه الاخ فامبر رحمه الله تعالى وما بقي بعده من خير للإقتداء به

في المتابعة جزاك الله خير

عَرَبِيّة
05-19-2011, 11:18 AM
متابعة لخواطرك بإذن الله ..

عياض
05-20-2011, 03:54 AM
يلا ادي اللي كان ناقص.....منافس جديد ليومياتي و كأن ما اجهزت به علي المنافسة لم يكن كافيا.....متابع و أمري لله :):

elmorsy
05-22-2011, 03:41 AM
جزاكم الله خيراً أخوانى الكرام..وأشكركم على لطفكم ..
استاذى عياض..يسعدنى ان أكون من المهزومين على يديك ..يكفى ان أكون فى قائمة من هزمتهم يا سيد عياض..:):
بعيداً عن الحرب البارده -إبتسامه -.
سأحاول سرد جزء بسيط عن النشأة والتربيه ..وكيف صنعت النشأة والبيئه ملحداً ومتشككاً ..وهذا اظن شىء مهم ذكره.. إذا عرف المرض ...وشخصت الحاله ..سهل علاجه وإيجاد المصل المضاد له
يتبع بإذن الله

elmorsy
05-22-2011, 05:06 AM
_____________
طفل برىء!
______________
فى بداية الثمانينيات ..وفى منتصف شهر يونيو..والجو شديد الحراره ..السيد "عبد المسيح " يقف أمام أمام غرفة العمليات فى المستشفى القطبى .. فى وسط القاهره ..وينتظر فيها حضور طفله الأخير..بعد أن تجاوز نهاية العقد الرابع من عمره ....وبعد دقائق نزل مولود جديد ..سألته الراهبه المسؤلة عن تسجيل المواليد ...ما اسم هذا الطفل الجميل ؟.. قال السيد عبد المسيح "عزيز " ..هو بالفعل عزيز ..أسمه عزيز..
هذا الطفل الصغير ..يرجع إلى عائلةً من "المُهجرين" ..كانت فى الأصل "ومازالت بعض فروع العائلة" تعيش فى "بورسعيد"..أحدى مدن القنال..وهى من العائلات المشهوره "حتى الآن " فى بورسعيد ...وخاصةً فى مجال التجاره ...تسمى "عائلة المُرسى"..وهو أسم الجد الأكبر لهذه العائله ..
هاجر الكثير من أفراد العائله ..إلى القاهره ..على إثر القصف والحرب الطاحنه التى كانت تحدث كل صباح فى مدن القنال..
وكان من ضمنهم السيد "عبد المسيح ...الذى سافر هو وزوجته وطفليه الصغيرين..بشرى 6 سنوات..ومجدى سنتين ....وأقام فى حى مصر الجديده ..والذى كان بدوره حياً قليل السكان رخيص الثمن فى تعريفة الإيجار "بالتأكيد ليس الآن!:)):"..
وعاشوا فى القاهره..ولم ينجبوا من الأطفال أحد آخر ..لمدة خمسة عشر عاماً....حتى جاء هذا الطفل الصغير الذى كان هو "آخر صبرهم!"..وآخر مولود للسيد عبد المسيح ..والسيده "جورجيت "
الأب متعلم..لكن ..يعمل فى التجاره كما هو حال الأسره منذ القِدم
الام تعليم متوسط .."دبلوم مهنى"...وتعمل ربة منزل
على أى حال نعود إلى طفلنا الصغير هذا ..الذى نشاء فى بيئةً متدينه بشكل كبير ..تتمسك بكل تعاليم المسيح ...وكل نهى أتى به بولس الرسول..فى تعاليمه....وتعلق فى المنزل الكثر من الحكم او قول مأثور عن الآباء او القساوسه العظام ..فتدخل من الباب الرئيسى لمنزل العائله وأنت على السلم تجد ..لوحةً صغير تحمل قول للبابا كيرلس تقول"كن مطمئناً جداً .. ولا تفكر في الأمر كثيراً
بل دع الأمر لمن بيده الأمر")..وهكذا تجد عندما تدخل شقة الأب ..صورة الرب "فى التفكير المسيحى "..وهو مصلوب
وكذلك فى غرفة الوالدين صورةً كبيره..يقف امامها الوالدين ..من اجل الصلاة .للرب...من اجل تفريج الهموم او العبادة الخالصه
الطفل ..يتعامل معاملةً مختلفه من الجميع"آخر العنقود!!"..من الأب والأم وخاصةً من الأخت الكبيره ..
ولكن كانوا يقولون عليه منذ دخوله للحضانه أنه "طفل سابق عمره "..كثير الأسئله بدرجةٍ مُقلقه....وأسئله فى الغالب محرجه ولا يكون لها إجابه
الأب رجُل واسع الأفق ..يتقبل أسئلة إبنه برحابةٍ شديده ..لكن بدون إجابه ..بابا "هو مين اللى خلق ربنا؟"... يرد الأب م بإبتسامه "حبيبى السؤال ده حرام وغلط..متفكرش فيه ..ولا إنت عايز الرب يكون زعلان منك" ..

و يزداد عمر الطفل حتى يصير فى بداية فترة المراهقه ....وتكثر الأسئله التى بدون إجابات.. ....بابا هو إحنا هنا عشان خاطر التفاحه اللى أكلها أبونا آدم وهو ده الذنب اللى عشانه كل الدنيا دى أتخلقت ! ؟!....
نعم نحن هنا من أجل تكفير خطيئةً أبونا آدم ..
ماذا فعلت أنا يا أبى حتى اكفر عنه ؟
جميعنا نتوارث خطيئةً فعلها ابونا ..السنا اولاده!
قلت نعم ..
الست والدك وأنت ورثت منى جميع الصفات..
قلت بلى يا ابى ..هذا صحيح ..
قال :كذلك هى الخطيئه ..نورثها من أبينا ..ولكن الله رحيم أرسل إبنه الوحيد من أجل فدائناً والخلاص ..
قلت كل هذا يا أبى من اجل هذا الذنب..كل هذا الكون من أجل ذلك..ونزول المسيح وصلبه من أجل ذلك!!
أخذ الشك يدب فى قلب صاحبنا ..فى البدايه هذه الشكوك كانت تنغص عليه حياته وجعله يبكى بكاء الأطفال..ويسجد أمام صورة الرب متوسلاً ان يرحمه من الشيطان الذى يريد غوايته ..ويشكو إلى ام الرب "العذراء"..باكياً..لماذا لا تنقذونى من هذه الأفكار!!؟
اليست هناك إجابات تريحون بها عقلى ؟!!
أم أنا احاول ان افهم شىء لا يمكن فهمه كما يقول أبى؟!
مع الوقت بداءت تستقر الشكوك ويصبح الخوف منها يقل ويقل ويقل حتى اصبح النقاش فيها علانيةً
مع الأخت الكبرى .."الاكثر حنان وحباً لهذا المراهق الصغير"..ولكن مع حبى لها لم تعطنى سوى حنان الأم والأخت
بداء الشاب يجاهر بأسئلته فى حصة الدين ..والتى يتم فيها فصل المسلمين عن المسيحين ..وكنا ننتقل إلى اى فصل فارغ او غرفة الأنشطه لحضور الحصة الدينيه ..ايضاً إجابات المدرس ..بأنها اسئله شيطانيه ..لا تدع الشيطان يغويك ..الرب يحبك ..
ويبداء بنيانه الفكرى يتجه نحو ..البحث عن الحقيقه بنفسه ..لا مجيب ..لا راحه نفسيه ..لا سعاده!
حياته صارت شقاء فى شقاء..وفى عمر الرابعة عشر ..شعر انه اصبح يحمل هم رجلاً فى عمر الأربعين او الخمسين
بداء يقراء ويقراء...وكلما قراء كلما زاد بعداً عن الرب ودينونته !...
وبعد مرور عدة أعوام توجه عشقه للفلسفه
التى كانت بالنسبة له "طوق النجاه"..فهى بالنسبة له محاولةً بائسه ..للوصول إلى إجابات مقنعه عن الأسئله التى يبحث عنها
فى الثامنة عشر..بداء يتعرف على كونط وكانت ..وهيجل ونيتشه ..ويدخر من "مصروفه الشهرى" اموالاً من اجل شراء بعض الكتب..
فتارةً..يشترى الحيوان للجاحظ ..وتارةً هكذا تكلم زرادشت..وما وراء الخير والشر ..عيون الحكمه ..الغريب ..موتى بلا قبور..الغثيان..الحب فى زمن الكوليرا...إلخ إلخ..وأصبح على أثر ذلك له فكره الخاص
يعتزل الجميع فى غرفته ويقراء ..فى الأجازة الصيفيه فى المعمورة كل عام تجده ..يجلس بكتابٍ وإلا فلا..
وبالتأكيد آخر ما قد يفكر فيه هو الدين الإسلامى ..لأنه بالنسبة له هو دين مشوه ..كل ما يعرفه عنه انه دين الشيطان ..الذى حاول إغواء السيد المسيح ..وأن محمد(ص) هو مجرد مُدعى ..كان جام إهتمامه هو ..النساء والأموال ..القرآن كتاب ملىء بالخرافات ..بالخزعبلات..هكذا زرع فى عقل هذا الطفل الصغير..بالتأكيد كان التفكير فى المسيحيه أهون عليه من التفكير فى الصورة السيئة التى وصلت له عن الإسلام ..وكان تنزلاً يستطيع التفكير فى قبول إجابات "المسيحيه " والتى فى الحقيقه "أسئله بدون إجابه " على أن يتقبل الإسلام "على صورته التى وصلت له ..
فكانت الفلسفه طوق النجاه..وبدأ حبه لها على يد أحد المدرسين الذين أتذكر ملامحهم حتى الآن وأتذكر أول يوم درست فيه الفلسفه حتى الآن..وكيف ان هذا المُعلم كان يلقى فى روعنا الشك "عن دون قصد"..او عن قصد ..ولكنه فى النهايه يقوم بنقد ما ألقاه فى عقولنا ..فنظل فى هذه الخانه من العقلانيه البسيطه بعيداً عن العدميه والسفوسطائيه ..وهكذا كان حيز التفكير والأبداع وحده فى الفلسفه ..فأحببتها وحاولت أن أجد فيها ما يريح عقلى ويساعدنى على الإستقرار النفسى ..
أريد ان أعرف لماذا انا هنا ؟.. لا أقبل ان اعبد إنساناً مثلى صلب وضرب من أجل أموراً تافهه جداً!!
يزعجنى قول نيتشه "لقد مات الإله"..لكنه كما يقول "فؤاد زكرياً"..فى تعقيبه على كتاب حكمة الغرب "لراسل".مدافعاً عن قول نيتشه.يقصد بها الرب فى المسيحيه الذى يرسل إبنه فدائاً وما إلى ذلك..
ولكنى أعود وأقول ...إن كان هذا هو الرب ..فسحقاً ...كلامك صحيح يا نيتشه .لقد مات الإله ..ولا عزاء لمعبودٍ يصلب ويضرب ويقتل ثم يزعمون أنه قام من الأموات!!..بئس ربٍ ضعيف لا يقدر على حماية نفسه ..بئس أبٍ ضعيف وربٍ ضعيف لا يقدر على الغفران سوى بأسخف الأساليب وقليل الحيلة مع عباده!
إذا كان المقصود هذا الرب الغير حقيقى ..فهو مات بالفعل ..مات بداخلى لم يعد له أى أثر فى قلبى وعقلى
وعلى هذا القرار اليقينى قفلت باب المسيحية ..وأوصدته ..بعد سنين من الحيرة والتفكير ..أودت بى إلى حيرةً أكثر من ذى قبل
ولكن .تفصيل هذه الحاله سيكون .فى وقت لاحق إن شاء الله ..سامحونى إن كان كلامى ثقيل بعض الشىء..ولا أنسى أن أطلب أن تسامحونى على الأخطاء اللغويه وركاكة الأسلوب..
بارك الله فيكم

إلى حب الله
05-22-2011, 08:54 AM
ما شاء الله أخي المرسي ...

كنت أتوقع أن يأخذ منك هذا الجزء من حياتك : قدرا ًأطول من الكتابة لتبيانه ...
ولكنك ما شاء الله :
طويت الكلمات طيا ً: لتـُخرج لنا في أسلوب ٍمختصر ٍمُعبر : أهم ما في هذه المرحلة
من حياتك كناقد للباطل ......

(يبدو أنه ليس كل الأدباء : ثرثارون مثلي ............ :o:) ..

متابع إن شاء الله لهذه الرحلة ....
فهذه إحدى هواياتي المفضلة : مطالعة قصص الباحثين عن الحق ......
والاستفادة منها في حياتي (وحريٌ بكل مسلم أن يفعل ذلك) ..

فلا تبخل علينا بها كلما سنح لك الوقت والظروف ........

أدعو الله لك ولأهلك بالحفظ ومزيد الثبات والإيمان واليقين .....

الوليــــد
05-22-2011, 05:29 PM
بسم الله ماشاء الله...ثبتك الله أخ مرسي
متابع بشغف...

ابوالوليد
05-22-2011, 09:45 PM
بارك الله فيك اخي المرسي
متابعين لك

elmorsy
05-23-2011, 06:27 AM
شاب حائر !
________
بعد موت الإله..صار صاحبنا منكراً لكل الآلهه ..منكراً لكل الأديان..وضع الجميع فى نفس البوطقه ..بوطقة الخرافه والعجز الفكرى
فكانت كل الأديان هى نموذجاً للعجز الفكرى ..وكل الآلهه هى نموذجاً مكرراً من إله العهد القديم..
وبدأ حينها مرحله ..هى اخطر مراحل حياة هذا الإنسان ..فلقد أصابه الغرور..وبداء فى عبادة "عقله "!..نعم أنه كان يعبد عقله ..فلا حق سوى ما فى عقله !..ولا صواب سوى ما يعتقده!..وإن بحثت عن ما هو يعتقده ..ستجده فى النهايه لا يؤمن بشىء سوى انه يؤمن أنه لا يؤمن!..
فى البدايه صرت اكثر نشاطاً وحيويه من ذى قبل..ولاحظ الجميع ذلك علىّ..قد هيئت نفسى حينها ان احيا حياةً واحده ..إن هى إلا حياةٌ واحده ..ولا بعث ولا نشور ..ولا دينونةً ولا ملكوت..ولا نار ولا كبريت....افعل ما تشاء ..من اجل ان تصل لما تشاء ..
وفكرى يقول اغتنم كل الفرص من أجل ان تحيا وتعييش حياتك القصيره ولا تضيع عمرك فى السخافات الدينيه
بدأت مرحلة البناء الفكرى المضاد للمسيحيه ..تتبلور فى أفعال صديقنا..من أنقطاع عن قداس الأحد..او إستهزاء متعمد على بعض الطقوس الوثنيه التى لا يرضاه عقل صاحبنا..
ومناقشات دارت بينه وبين أصدقاء مسيحيين..صاروا فيها بالتأكيد مهزومين ..وهذا "مع الأسف "..شىء جعل صاحبنا يزداد عبادةً لعقله وغروراً بنفسه ..جعله لا ينظر سوى لتحت قدمه..وكأنه هو الإله ..هو الكامل الذى لا شىء سواه ..هو العبقرى الذى نبغ عن الجميع والجميع مغفلين ..وليس فقط هذا محصوراً على المسيحيين فقط ..بل كل المتدينيين ..
وبعد ..مرور السنة الأولى من الجامعه ..ظل تفكيره يدور على نفس المنوال ..بل اصبح عنده شىء من بدايات جنون العظمه وحب الظهور..اريد ان أكون رئيساً لإتحاد الطلبه ..عضو فى احد الأحزاب اليساريه التى تدعم حقوق المرأة وتهاجم ما يسمى "بالرجعيه والظلاميه"..وقد أطلق علينا "اننا تنويرين "..
حتى صار صاحبنا من اشد الشباب نشاطاً وشهره فى الجامعه ..وهذا شىء ايضاً يدفعه للغرور اللامتناهى والتمادى فى عدم التفكير فى القرار الذى اخذه وأن يظل فى هذا العمى ويظن انه شيخ المبصرين ..وهو شيخ العميان فى الحقيقه..ولكن نفس الإنسان المريضه هى من تسول له ذلك..فظل على ذلك حتى اصيب بصدمةٍ غيرت من مسار تفكيره
بعد إن كان منكراً كلياً لوجود إلهاً للكون ..أدخلته هذه الحادثه فى حلقةٍ مفرغه من الشك..واللاأدريه..
عند مرور صاحبناً فى الواحدة ظهراً ..أمام كلية الهندسه بجامعة القاهره ..ويتجاوزها محاولاً تجاوز الطريق ..الذى ينقسم إلى إتجاهيين
يسار ويمين ...بعد تجاوزه للحارة الأولى ..وجد نفسه لا يستطيع الحركه ولا الكلام !...وينظر أمامه فى ثوانى تمر مرور البرق ..
ولكن ...حاول تفادى السياره لكن لا محيص ..أصابت السيارة جنبه الأيسر مما احدث له كسور مضاعفه كبيره فى الضلوع وكسر مضاعف فى القدم اليسرى واليد اليسرى ايضاً..وناهيك عن تمزق الأربطه والأرتجاج البسيط فى المخ الذى اسفر عن الأرتطام
على اى حال رب ضارةٍ نافعه..والله يعلم لو لم اعرف حدودى ومدى ضعفى كإنسان ..لكنت صرت إنساناً و لا اسواء..
المرض ..والعجز ..خاصةً عندما تطيل بك الجلسة فى السرير ..وتحتاج لمن يقوم بإدخالك لدورة المياه او تعض على الوساده من شدة الألم..تظهر لك مكانة الإنسان على حقيقتها..وصلت لى رسالةً مفادها ..لاشىء يحتاج التكبر والغرور الذى تظنه فى نفسك
فأنت الآن لا تملك اى شىء..ما اضعف الإنسان ..وما اسرعه نسيان لقدره الحقيقى ولحجمه الحقيقى دون زيادةٍ او تهويل...
قبل ان تحدث لى هذه الحادثه ..لم اكن احب الخلوة مع نفسى او التأمل ..سواء فى الحدائق التى امام المنزل او فى السماء او فى اى شىء ..التأمل كان يفتح على اسئلة كثيره ..والتفكير المجرد كان مقلق ..لأنه يجعلنى اشعر بالأرتيات فى ما انا عليه..ولست مستعداً للعودة للخلف...وليس معى دليل سوى هذا الشعور ..بأنى لا املك الحقيقه ..
ولكن الظروف الحاكمه جعلتنى اختلى بنفسى ما يقرب من ستة اشهر ..ما بين التجبير وما بين العكاكيز..وما بين العلاج الطبيعى
وفى هذه الظروف القاحله بداء منحنى آخر للقضيه ..جعلت صاحبنا يحول وجهته من الإلحاد الصريح..إلى ما هو اسواء منه :)):
إلى اللاأدريه ..إلى الشك واللايقين ..ويمكن الحديث عن ذلك فيما بعد بإذن الله..إذا كان فى العمر بقيه

خالص تحياتى

سليلة الغرباء
05-23-2011, 09:38 AM
سبحان الله ،، بارك الله فيك

كل تلك التفاصيل أجدت في سردها بداية بمولدك لطفولتك ومراحب شبابك والأمر البارز هو استخدام عقلك الذي وهبه الله لك نعمة وكان كل ما ساقك له الله نعمة في حياتك لتصل لدين الله الحق
فالحمد لله لقد وصلت ببحثك الصادق لم يخيبك الله سبحانه وتعالى
ملاحظتي أنك اجدت في سرد قصتك بأسلوب رائع ومختصر ومفيد جدا جعله الله في ميزان حسناتك

ملاحظتي الأهم أنني لم أكن أظن أنك مسيحي الأصل والديانة قبل الاسلام ذلك لأني لم اقرأ في مناقشاتك السابقة قول (( الرب )) المعروفة عند المسيحييين بل قرأت فقط كلمة (( الله )) وهذا ما صادفته والله أعلم
أسأل الله أن يثبتك ويثيبك على اسلامك ويعينك على نشر ما تبين لك من نور لأقرب الناس إليك فلا تحرم والديك وعائلتك واصدقائك من دعوتهم لما صرت إليه

محمد إسماعيل
05-23-2011, 06:06 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب المرسي و مبروك عليك دخولك الإسلام و ثبتك الله على الإيمان

نور الدين الدمشقي
05-23-2011, 07:10 PM
اسلوب يمتاز بالخفة والرشاقة اللغوية والايجاز الغير مخل...تبارك الله....تسجيل متابعة أيها الأخ الفاضل وفي انتظار المزيد.

shahid
05-24-2011, 03:11 PM
بارك الله فيك اخي الكريم
نتابع بشغف ، اسلوبك جميل وسلس والقصة شيقة .
وفقك الله

طالب العفو
05-25-2011, 03:12 PM
علمت منذ ساعة واحدة بخبر اسلام شخص عزيز علي
المرسي
اسال الله له ولنا الثبات علي الحق

elmorsy
07-03-2011, 06:30 PM
علمت منذ ساعة واحدة بخبر اسلام شخص عزيز علي
المرسي
اسال الله له ولنا الثبات علي الحق

جزاك الله خيراً استاذى الكريم "طالب العفو"..
آمين

تقبل هذه :emrose::emrose:

elmorsy
07-04-2011, 07:43 PM
("إقراء فى غير خضوع ، وفكر فى غير غرور، وأقتنع فى غير تعصب،وحين تكون لك كلمة واجه الدنيا بكلمتك..".).."خالد محمد خالد.


لا استطيع أن انسى هذه الفترة من حياتى ..يقولون أن النسيان مفيد للتجارب الصعبة ..وأنا ارى أن تذكرها والأستفادة منها هو الأكثر فائدة..كانت بضع سنون عِجافْ..لايقين فيها ولا أمل فى الوصول إليه..كنت لا أستقر على مذهب أو فكرة لمدة زمنية كبيره..ما يلبث الأمر حتى اقراء شىء آخر ..فأشك فيما قرأته..أتأمل وافحص الكون بعينى وقلبى ..فلا أصل إلى شىء سوى أنى رافض لما كنت أعتقده..لكنى لااعرف ماذا افعل؟!..عقلى ملىء بالقضايا المتداخلة التى لا تتفق مع بعضها البعض..فإذا حللت إشكالية ..ظهرت إشكاليةً أخرى تشكك فى النتيجة التى توصلت لها وهلما جرا!!..كنت كما يقول عن نفسه ..وكأنه يتكلم بلسان حالى ..ويصف حال نفسه ..دكتور ذكى نجيب محمود..يوصف حالته وحالة الكثيرين "ومن ضمنهم أنا" فى مقالة.."هجرة الروح(1)"..يقول:فكنت أتلون كأنى دودةً ضعيفة تتلون بلون الأرض التى تدب عليها وتسعى، فهى تصفر إن كانت تحبو فوق الرمال، وهى تخضر إن كانت تزحف فوق المروج،كنت أقراء للشكاك فأشك، ثم أقراء للمؤمنين فأؤمن، هذا كتاب متشائم أطالعه ، فأنا الناقم على حياتى ودنياى ، وذلك كتاب متفائل أطالعه ، فإذا أنا الهاش الباش المرح الطروب، !!)..
كذلك كان حالى ..وما أصعبه من حال..فإذ بك لا يسعفك ما تعرفه ولا ينقذك ما تقراءة..وإذ بك متقلب بتقلب صنوف والوان ما تقراء..ولا أستطيع تحديداً ان اقول متى أنتبهت إلى أنى اسير على خطى خاطئة..ولكنى أتذكر أن الأمر لم يأتى دفعةً واحده..بل على مراحل كثيرة..أعتقد أن نفسيتى داخلياً كانت منهزمه جداً..فلا بد أن من فترة " لاتوازن"..وضعف شديد عند تغير شخصية الإنسان من الغرور الكلى ..إلى معرفة حقيقة النفس ودواخلها ..وحتى تعرف نفسك فعليك أن تنزل إلى أعماقك ..وكان فى حياتى شىء واحد جميل ..كان يعزينى ويمدنى بالأمل..وساعدنى فى ان أكون معه أسرةً..وحياةً طيبة..ينقصها الإتزان العقلى لقائد الأسرة..الذى هو أنا..فالله لا يترك الإنسان هملاً ..بل عوضنى وانا حينها "الغير مؤمن به"..بمن يواسينى فى مراحل تفكيرى..ويدعمنى ويقف حائلاً دون الأنهيار والاندثار..والحمد لله..بدايةً كان الفكر الماركسى جذاب بدرجةً كبيره..فالشعارات التى كان يرددها الماركسيون كانت تجعلنى احب ماركس واعشقه..وأحب أنجلز ..تشى جيفارا..لينين إلخ إلخ..)مالبث أن شعرت بأنى أنظر إلى نفسى نظرةً براجماتيه بحته..فأن فطرتى ترفض أن يكون كل شىء فى حياتى ..هو الأنتاج ..الانتاج ..والأقتصاد وكفى..وأرفض ان تترجم كل أفكارى الفوقية والمتجاوزة..إلى دوافع "إقتصادية بحته"فها أنا اضحى بكل غالى ونفيس من أجل من أحُب..فهل لهذا أى تفسير؟؟..وهل سأكون سعيداً لو تركت البنية الفوقية والروحية لى ..ورددتها للعنصر الرئيسى الذى أومن بوجوده وهو رغباتى المادية والشهوانية..هكذا بالفطرة..أكيد هذا التفسير الذى أقوله الآن هو تفسيرى الحالى بعد معرفتى للمصطلحات..التى بها استطعت ان اعبر عن رفضى "الفطرى" للماركسية ..فأنا حينها لم أكن أعرف ما هى البنية الفوقية ولا التحتية..ولم أكن بهذا التعمق لأدرك تجاوز الإنسان ..وحلولية الماركسية ونظرتها القاصرة للإنسان..
فى المجمل كان هذا هو الحال مع معظم الآراء المادية حول الإنسان..كانت منفرة لطبيعتى الشخصية..فى التنظير الفلسفى تجدها فى منتهى الروعة لكنها ..فى الواقع مجرد أوهام تجريدية لا علاقة لها بالواقع ولا بالحقيقة..فى النهاية لم تريح بالى ولم تجيبنى عن أسئلتى..
أنا اريد أن اعرف غايتى الكلية والنهائية..لقد كانت لحظة مرضى، واصابتى اشبه باللحظة الفارقة التى يتوقف فيها الزمن بالنسبة لى ..وأعيد فيها سيرة حياتى أمامى ..لأجدها حياةً بدون أى مبرر..من أنا ؟؟؟؟؟... لاأجابة..الإجابة الإلحادية ..فى منتهى السخافة ..هى فى الحقيقة ليست إجابة..لأن الفلسفات المادية والوضعية تعتبر هذه الأسئلة المصيرية.."ترف فكرى " ولا معنى لها ..كذلك يراها اوجست كونت..وغيره ..لكن داخلياً..ومنطقياً انا فى امس الحاجة لإيجاد إجابات مقنعه عن أسئلتى التى رافقتنى منذ طفولتى ..والآن انا اشبه بمن تذهب بالصياد الذى تغرق حمولة اسماكه كلما أجتهد ..كلما اشتدت العاصفة وأغرقت المركب وأزاحت ما أجتهد به..ويظل يحاول فى خضم العاصفة..وكل التيارات تتجاذبه..لكنه لايستطيع ان يرسوا على فكرة مريحه له..

********
فى مرحلةٍ لاحقه ظننت أن العلم يستطيع الإجابة على اسئلتي..لكنى وجدته علماً خالى من الغاية والهدف..فكيف سيعطينى إجابة عن وجودى وكلية هدفى فى الحياة!!؟..إذا كان هو لا يتعلق سوى بالجزئيات فكيف يسعفنى بإجابةً لهدفى الكلي والوجودى..بالتأكيد الطامع فى ذلك ..كم يطمع بأن تكف إسرائيل عن الإستيطان..فهذا حلم مستحيل ..وهذا حلم مستحيل..هذا هو العلم لا يدخل نفسه فى الميتافيزيقا بأى حال من الأحوال..فالعلم محدود ..وهذه حقيقة لا يستبصرها الكثيرون..لكن..هذا ما حدث ..فلا العلم شفى غليلاً ولا يستطيع أن يريحك كإنسان فى هذا النطاق..إذ هو من الأساس لا علاقة له بهذا العالم..بل هو فى النهاية سلم ووقف أمام السؤال "لماذا؟"..عاجزاً..لكنه يستطيع بكل سهولة ..أن يجيبك على "كيف؟"..لكن "لماذا؟" هذا فى عرف العلم مستحيل.
على أى حال كانت تتجاذبنى التيارات الفكرية.فمرةً اؤمن بأن المرأة هى اصل الوجودى للإنسان!!..وأن من حقها ان تحظى بمكانةً طيبه..وهذا اشبه حالاً بتقديس الهندوس لأشيائهم ..فصرت أقدر المراءة لا لذاتها ..بل لفكرةً ميتافيزيقية خُيلت لى حينها من قراءة كتب قواد هذه الحركات..على كلٍ بعد فترة وجدت أن الفكرة التى أدافع عنها .لاعلاقة لها بأى شىء من العقلانية..فماذا بعد "تسوية المراءة بالرجل"..وكيف بى أنا المتناقض..شخصياً..لا اقبل ان يرمش رجلاً ناحية زوجتى ولا اقبل ان اراها "غير محتشمه"..هكذا هى طبيعة الرجل..وافضل شىء كان يساعدنى حينها..أن صوت الفطرة كان يجعلنى قادر على التمييز بين ما هو دخيل وخارج نطاق المعقولية وبين ما هو معقول...ماذا بعد أن "تسوى" المراءة بالرجل.؟؟.هل بعد ذلك سيكون لها اى قيمةً تذكر؟؟..عرفت ان المنظور الواحدى الصلب لهذه الحركات ..يهمل الأبعاد الأخرى للإنسان..فأنا شخصياً لو صارت المراءة مثلى ..لن يكون لها أى معنى بالنسبة لى فالقيمة فى الأختلاف..لا فى التسوية!!..ورأيت حال المراءة فى كتابات النقاد الغربيين لما بعد الحداثه..فعدلت عن تفكيرى ..وكففت الأنجرار وراء هذا السخف واللغط الغير معقول..ظلت هناك أتصالات بالأصدقاء ومن هم سقطوا فى هذه الافكار..لكن هى مجرد صداقات عاديه..لا علاقة لها بالفكر الذى يحمله اصحابها..
وأيضاً كان نقاد الحداثة وما بعدها..اشبه بمن يلقون بالرمال على الفكر الفلسفى الغربى ..فكأنهم يقولون.."الطريق ليس من هنا!!"..لا تذهب لليبرالية..فهى فعلت فى الإنسان كذا وكذا وكذا..نيتشة وعلمانيته الشاملة..فعلت كذا وكذا وكذا..والأشد غرابةً..أن الذى نفرنى من "الحلول المستوردة"..حلول الغربيين أنفسهم...فتجدنى اقراء حلول اليكسيس كاريل..فى الإنسان ذلك المجهول..فأضحك ضحكاً لا مثيل له على الدعوات الهيومانية!!..فمن مبهم إلى مبهم!!..ومن ضياع إلى ضياع..ومن أجابات سخيفة "المسيحية"..إلى إجابات غير عقلانية..وميتافيزيقية..لكن ميتافيزيقة بدون إله!!.....فأضحك ومرةً اخرى اجد حلول غريبة لماركوز..للتغلب على ضياع وتيه الإنسان فى الفلسفات الغربية..فمن كثرة سخريتى بحلولهم ..تعبت منها ..فكنت فقط أقتصر على رصدى لنقد النقاد ..لكن الحلول..كنت اشعر بمثاليتها الزائدة..او على النقيض كنت ارى حلولاً...دوجماتيه غريبة!!..ولكن كنت آخذ من كل بستان زهرة..وأترك الأشواك جانباً..

To be continue :):

:emrose::emrose:


______________
1-قصة عقل (ذكى نجيب محمود)-1988