المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ



الخليل
10-13-2005, 04:34 PM
نقف هنا وقفاتٍ مع بعض الآيات القرآنية تعرفنا بالله سبحانه وتعالى مع:
1- اعتماد تفسير "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" ناصر السعدي
2- مراعاة الإيجاز والاختصار

والله الموفق


الوقفة الأولى مع قول الله عز وجل في سورة الأنعام:
"إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)"


إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)

"إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى"
فالق الحب والنوى : الذي يشق الحب والنوى

"يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ "
يخرج النبات الحي من الحب والنوى، ومخرج الحب والنوى من النبات

"ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"
ذلكم هو الله الذي هذا شأنه (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ) فأنى تُصرفون، وتَصدون عن عبادته

أبو مريم
10-13-2005, 04:43 PM
تفسير الطبري [ جزء 5 - صفحة 275 ]
قال أبو جعفر : وإنما اخترنا التأويل الذي اخترنا في ذلك لأنه عقيب قوله : { إن الله فالق الحب والنوى } على أن قوله : { يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي } وإن كان خبرا من الله عن إخراجه من الحب السنبل ومن السنبل الحب فإنه داخل في عمومه ما روي عن إبن عباس في تأويل ذلك وكل ميت أخرجه الله من جسم حي وكل حي أخرجه الله من جسم ميت

الخليل
10-14-2005, 12:08 PM
الأخ العزيز الغالي أبو مريم بارك الله فيك ونفع بك، سرني مرورك وإفادتك

قول ابن جرير الطبري رحمه الله :
(وإن كان خبرا من الله عن إخراجه من الحب السنبل ومن السنبل الحب فإنه داخل في عمومه ما روي عن ابن عباس في تأويل ذلك وكل ميت أخرجه الله من جسم حي وكل حي أخرجه الله من جسم ميت)

إذا اعتبرنا "يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ " نعتا ل "فَالِقِ الْحَبِّ"، يكون إخراج الحي من الميت والميت من الحي خاصا في هذه الآية بالحب، وهو مقصود كلام ابن جرير بقوله (ٍوإن كان خبرا من الله عن إخراجه من الحب السنبل ومن السنبل الحب)

و يكون عاما شاملا لكل حي أخرج من ميت وكل ميت أخرج من حي ( كالمؤمن من الكافر والإنسان من النطفة والبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة ) باعتبار "يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ " خبرا ثانيا ل (إن)

وجزاكم الله خير الجزاء

الخليل
10-14-2005, 01:05 PM
قول الله عز وجل :
"فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)"

"فَالِقُ الإِصْبَاحِ"
يشق نور الصبح عن الظلام كما شق الحب والنوى، لتدب الحياة في الأحياء من جديد

"وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً"
وجعل الله الليل سكنا تسكن فيه الكائنات الحية، ثم يزيل الله ذلك بضياء الصبح،

"وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً"
وجعل الله تعالى الشمس والقمر حسبانا في سيرهما، وحسبانا للناس بهما تعرف الأزمنة والأوقات،

"ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"
ذَلِكَ التقدير في هذه المخلوقات من الحب والنوى والأحياء والأموات، والصبح والليل والشمس والقمر
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
الذي انقادت له هذه المخلوقات العظيمة، فجرت مذللة مسخرة بأمره، محكمة منتظمة بعلمه