مهرجان موازين وانعدام وحدة الصف -للنقاش-.

[فخر الدين المناظر]

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

مهرجان موازين الدولي في المملكة المغربية، اموال طائلة تصرف لاستقطاب أهل الغناء والرقص العالميين، خرج الشعب المغربي في خضم هذه الاحتجاجات، ليطالب بإلغاء هذا المهرجان، ومختلف الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية والبرلمان طالبت بإلغاءه لمخالفته الصارخة للإسلام من جهة، ولأن معدلات البطالة والعجز المالي مرتفعة جدا من جهة ثانية فأولى بميزانية المهرجان أن تستثمر في مكافحة البطالة والرقي بالمستوى المعيشي ..

لكنه الآن قائم رغم أنوف الكل، وفي اللحظة التي أسطر فيها هذه الكلمات، فكاظم الساهر وغيره يحييون السهرات فيه، تحت حراسة أمنية مشددة، في سياسة غريبة لتحدي إرادة الشعب والأحزاب والبرلمان ... في مدينة سميت تيمنا برباط الجهاد، وهي مدينة الرباط.
ما أثارني ليس سياسة التحدي، بل مشاهدة أناس من بني جلدتنا يحضرون لهذه الحفلات بالمئات، يخرقون ما كان أشبه بإجماع وطني في المهرجان، وكان الحري مقاطعته في رسالة قوية لما يسمى بمنظمة *مغرب الثقافات* التي ترعى المهرجانات، ولا أعلم ما هي الغاية الثقافية من حضور سهرة ماجنة تتخللها مشاهد رقص بلباس يظهر المفاتن!!!

مما يعيد طرح نقطة تسمى وحدة القيادة والالتزام بقراراتها، فأي تغيير سياسي حقيقي أو قرار مصيري لن يتحقق بتشردم الصف، أو باستعمال منطق أنا وما بعدي الطوفان، بل يستلزم وعيا ثم قيادة ثم التزاما. أما مهرجان موازين وأضرابه فلن يساهم إلا في زيادة اختلال الموازين.
حسبنا الله في كل من يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، حسبنا الله في كل قائم على هذا الصرح الفحشاني التسطيحي، اللهم اكفنا شرهم بما شئت .
ولا نقول ختاما إلا ما قاله ربنا عز وجل: { وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }