المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الإلحاد إلى التوحيد..(خطوة بخطوة)



مصطفى الأباصيري
05-29-2011, 06:23 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الأخوة الأعزاء:

- هذا الموضوع في طور البحث ويتطلب مشاركة الجميع في (عصف ذهني) للوصول للصيغة المنطقية والعقلانية المثلى.

(((* ملحوظة : كل ما هو تالى من نص هو إفتراضي ضمن السياق الحواري مع عقل ملحد.)))

- لنقل أنني لا أؤمن بإله_ملحد_لكن عقلاني وغير متعصب... فما الذي يمكن أن يدفعني للإعتقاد بوجود قوة قادرة(1) وراء البشر...فوق البشر... حكيمة هي التي بدأت ..وخلقت ؟


هناك شواهد عقلية مثل...ما تسمى جدلية العلة الأولى .. أي أن لكل حدث _أوشيئ_مسبب تسبب في وجوده .... وصولا لمسبب أولى... أو عدة مسببات.

فما هي خصائص ذلك المسبب الأولى ... بعد تبصر بعلم الفلك والذرة ,تجد التناسق والتناسب والنظام والتوازن(2)....وكذلك الوحدة الجوهرية لكل الأنظمة ,فتجد أن كل من الذرة والنظم الفلكية والخلية هي متماثلة كونها أنظمة دورانية مركزية (3)


- كما أنه_ومن التبصر في النظم سالفة الذكر_فلكل شيئ بداية.. وكل ما له بداية له نهاية(4)

وتلك القوة الخالقة_أو المسبب الأولي_ كذلك لا نبصرها كبشر أو نحس بها لنفس الأسباب.. وراء البشر...فوق البشر.. وبالمقارنة لقوى الطبيعة المعروفة(كإنفجار النجوم) , ندرك أن تجربة إدراك تلك القوة العليا_عيانا_تجربة لن تمر على خير,وذلك من أسباب الإحتجاب.

من خاصية (الوحدة الجوهرية) تعرف أنه مسبب أولي واحد...فلو كانوا عدة لاختلفة تصاميم الأنظمة.... ومن إنعدام العشوائية فى الكينونات_أي الخلق_ تتحقق خاصية العقل والحكمة ..... +ومن إقامة التوازن في الكون تدرك = خاصية العدل.

أذن هناك مسبب أولي وحيد يتمتع بخاصيتي الحكمة والعدل

- السؤال الآن لماذا؟ ... لماذا خلقنا؟ خاصية الحكمة تنفي العبثية (5)...أذن لم نخلق عبثا

-من بين كل المخلوقات الحية على الأرض الإنسان مفكر عاقل له إرادة ... لا تتلخص دوافعه في الغريزة فقط ... فهل كان هذا عبثا..سبق وأجيب بـ لا.

- أذن هناك عواقب للأفعال للإنسان الحر الإرادة .... بالإيجاب أو السلب ... لكن....

-لماذا لا يعاقب الخاطئ لفوره ويجازى المحسن...لحكمة طبعا...ألا وهي الإنعكاس الشرطي

(((* ولمن لا يعلم هي خاصية بيلوجية_حيوية_للكائنات الحية المتفاعلة مع البيئة بأن تتجنب الأذي_أو مجلبات الألم_ وتتوجه للنفع أو مجلبات المتعة .. وذلك بالتدريب أو التجريب مع الوقت.....((المكتشف : بافلوف)) )))

-أى أننا إذا عوقبنا من فورنا ورأينا المخطئ يتألم أو يموت .. سيتبرمج البشر تحت غريزة تجنب الموت أو الأذى ..وهو ما سيتعارض وينقص خاصية الإرادة الحرة..ومن العبث_أيضا_أن تخلق شيئا لتسحقه.
كما تنتفي حكمة الإنتقاء للصالح من الطالح من الناس....

-و إذا عوقب كل مخطئ لأول خطأ يرتكبه وكانت العقوبة الموت...فقد كان هذا كافي ليفني البشر بعد خلقهم بقليل...(الطبيعة البشرية و التاريخ خير شاهد)

-وعدم حدوث ذلك دليل على أن (المسبب الأولى) يعطي المخلوقات الإرادية فرصة للتراجع والتكفير...أي أن العقاب مرجئ.. وهذه تقع تحت خاصية ...الرحمة(6)

-ومن ما سبق يستنتج أن النهاية لكل شيئ هي نهاية الإرجاء_ضمن كل شيئ_ لتبدأ مرحلة العاقبة... وكما ذكرنا خاصية العدل , فالعاقبة تكون به....>>>((اليوم الآخر..والحساب))

-لكن هل من العدل أن يخمن الناس ما الصواب وما الخطأ ليعاقبوا عليه ... أذن يستوجب ذلك إعلامهم.. أو إنذارهم(7)))).

- من ما سبق نجد أن الـ(مسبب الأولى) : قوة قادرة وحيدة حكيمة عادلة رحيمة ....ولذلك تنذر بالحكمة أو بالقوة ..لتبرهن على وجودها ووجوب طاعتها...و تم الإصطلاح عليها_تاريخيا...و(أنثروبولوجيا) بـ (إله..أو..رب)

- وبما أن الإله هو الحكيم - العادل - القادر ..فمما هو منافى للحكمة والعدل أن تولد وتموت ولا يتم تعريفك من قبل الإله_بشكل أو آخر_ بشرعه .. ما يجلب الثواب والعقاب... فليس من العدل أن تعاقب على أمور لا تعلمها


---------------------------------------------------------------------------------------------------------

-وهنا ينوقف العقل الخام_الذي كان ملحد_ عند البحث وتقصي النذر والعلامات المؤكدة لذلك إنه الآن باحث عن الحقيقة...


هنا تأتي الرسل برسالات ربها_بالطبع فى العصر الحالى _(لا يرى إلا)_ الرسالات فقط_لتأكد على ما سبق من خصائص للـ(مسبب الأول) وتسميه ب(الله) وبأهم صفاته بـ(الرحمان)

- بذلك لا يمكن للعقل إلا أن يصدق بالرسالات(الكتب..فى زمننا الحالى) ولآنها من الحكيم العليم الواحد...فهي_من بعد عدم تناقضها قط مع الصفات المستنتجة_ لا تتناقض مع بعضها البعض_(بما يتنافى _إن حدث تناقض_إما مع الوحدانية أو الحكمة).

- أذن خصائص كتاب الله السليم غير المحرف:

1-لا يختلف مع الصفات الأساسية المستنتجة للإله الواحد

2-لا تناقد بعضها بعضا

3-ومقبول _بل ومنتظر_ أن تأتي بآيات ومعجزات

4-تأتي بالشرع حتى يتحقق عدل الله(عز وجل) بالإنذار قبل العقاب


- أما من بعد إيمانك فلتعلم أن الله _القادر_قادر على أن يظهر الحق على ما سواه, ولو كره الكافرون.


---------------------------------
((وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على اللذين لا يعقلون)) (يونس 100)