المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهي عن مذاهب الواقفة



الجندى
10-17-2005, 02:09 AM
كتاب الشريعة لأبى بكر محمد بن الحسين الآجرى
فصل : ذكر النهى عن مذاهب الواقفة

قال محمد بن الحسين : وأما الذين قالوا : القرآن كلام الله عز وجل ، ووقفوا ، وقالوا : لا نقول غير مخلوق ، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن ، قالوا : هؤلاء الواقفة : مثل من قال : القرآن مخلوق وأشر ، لأنهم شكوا في دينهم ، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الله عز وجل : أنه غير مخلوق .
وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم .
حدثنا أبو مخلد قال : حدثنا أبو داود السجستاني قال : سمعت أحمد بن حنبل سئل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل : القرآن كلام الله تعالى ، ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت ؟ ولولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لايتكلمون ؟
قال محمد بن الحسين : معنى قول أحمد بن حنبل في هذا المعنى : يقول : لم يختلف أهل الإيمان أن القرآن كلام الله عز وجل . فلما جاء جهم فأحدث الكفر بقوله : إن القرآن مخلوق ، لم يسع العلماء إلا الرد عليه بأن القرآن كلام الله عز وجل ، غير مخلوق بلا شك ، ولا توقف فيه ، فمن لم يقل : غير مخلوق سمي واقفياً ، شاكاً في دينه .
وحدثنا أبو مخلد قال : حدثنا أبو داود قال : سمعت أحمد - وذكر رجلين كانا وقفا في القرآن ، ودعوا إليه ، فجعل يدعو عليهما - وقال لي : هؤلاء فتنة عظيمة ، وجعل يذكرهما بالمكروه .
قال أبو داود : رأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد ، ممن وقف فيما بلغني فقال له : أغرب ، لا أراك تجيء إلى بابي في كلام غليظ ، ولم يرد عليه السلام ، وقال له : ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ ، ودخل بيته ورد الباب .
وحدثنا أبو مخلد قال : حدثنا أبو داود قال : سمعت إسحاق بن راهويه ، يقول : من قال : لا أقول : القرآن غير مخلوق فهو جهمي .
قال أبو داود : وسمعت قتيبة بن سعيد ، وقيل له الواقفة ، فقال : هؤلاء الواقفة شر منهم ، يعني ممن قال : القران مخلوق .
قال أبو داود : سمعت عثمان بن أبي شيبة قال : هؤلاء الذين يقولون : القرآن كلام الله عز وجل ويسكتون : شر من هؤلاء . يعني ممن قال : القرآن مخلوق .
قال أبو داود : وسألت أحمد بن صالح عمن قال : القرآن كلام الله عز وجل ، ولا يقول : غير مخلوق ، ولا مخلوق ، فقال : هذا شاك ، والشاك كافر .
وحدثنا أبو مخلد ، قال : حدثنا أبو داود قال : سمعت أحمد بن إبراهيم يقول : سمعت محمد بن مقاتل العباداني - وكان من خيار المسلمين - يقول في الواقفة : هم عندي شر من الجهمية .
حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : حدثنا أبو طالب قال : سألت أبا عبد الله عمن أمسك ، فقال : لا أقول : ليس هو مخلوقا ، إذا لقيني بالطريق ، وسلم علي ، أسلم عليه ؟ قال : لا تسلم عليه ، ولا تكلمه ، كيف تعرفه الناس إذا سلمت عليه ؟ وكيف يعرف هو أنك منكر عليه ؟ فإذا لم تسلم عليه عرف الذل ، وعرف إنك أنكرت عليه ، وعرفه الناس .
وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال : سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول : القرآن كلام الله عز وجل ، وليس بمخلوق .
وقال ابن أبي بزة ، قال : من قال : القرآن مخلوق ، أو وقف ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، أو شيئاً من هذا ، فهو على غير دين الله عز وجل ، ودين رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يتوب .

مالك مناع
10-17-2005, 01:31 PM
نقل موفق .. وفوائد عزيزة .. جزاك الله خيراً


قال : سمعت أحمد بن حنبل سئل : هل لهم رخصة أن يقول الرجل : القرآن كلام الله تعالى ، ثم يسكت ؟ فقال : ولم يسكت ؟ ولولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لايتكلمون ؟

وهي قاعدة جليلة في التعامل مع خصومنا من أهل البدع والأهواء، فتأمل أيها اللبيب قول إمام أهل السنة يطرق أسماع المثبطين:

ولم يسكت ؟ ولولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لايتكلمون ؟

فهل سكت أهل البدع عن أهل السنة حتى نسكت عنهم؟!!

وهنا يطرق إمام أهل السنة أسماع المميعين حين قال:

رأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد ، ممن وقف فيما بلغني فقال له : أغرب ، لا أراك تجيء إلى بابي في كلام غليظ ، ولم يرد عليه السلام ، وقال له : ما أحوجك أن يصنع بك كما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ ، ودخل بيته ورد الباب .

وتأمل أيها الفطن منهج السلف في التعامل مع أهل البدع:

سألت أبا عبد الله عمن أمسك ، فقال : لا أقول : ليس هو مخلوقا ، إذا لقيني بالطريق ، وسلم علي ، أسلم عليه ؟ قال : لا تسلم عليه ، ولا تكلمه ، كيف تعرفه الناس إذا سلمت عليه ؟ وكيف يعرف هو أنك منكر عليه ؟ فإذا لم تسلم عليه عرف الذل ، وعرف إنك أنكرت عليه ، وعرفه الناس .

ومثله قول الفضيل بن عياض "من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام" .

وقال أيضاً: "من تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بالإسلام..!".

رحم الله السلف .. ما أشدهم على أهل البدع والأهواء .. وهذا من فطنتهم فلقد علموا يقيناً أن أهل الأهواء أشد خطراً على المسلمين من الكفار المعتدين!!

قال شيخ الاسلام ابن تيمية:: "فساد أهل البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء".

وهذا تجده منثوراً ومشهوراً في كتب السلف، فلقد كانوا رحمهم الله يعتبرون أهل البدع منافذ الكفار للصرح الاسلامي، فحيثما وجدت البدعة كانت هناك ثغرة يلج منها أعداء الدين وانظر إن شئت تاريخ ابن العلقمي الوزير الفاطمي الرافضي ومعاونته للصليبيين والتي لولاها لما قامت لهم قائمة في ذلك الوقت حيث نقل لنا التاريخ أنه كان يبعث لهم المدد بالطعام والشراب !! حين ينفد منهم ويهددوا بالموت والفناء!! ويبعث معهم خبراء الطرق والأدلة!!

وكان النصير الطوسي الشيعي وزيراً لهولاكو!!

وانظر تاريخ الحركة السنوسية الصوفية في ليبيا ومعاونتها للاستعمار الايطالي ..

وانظر كذلك تورط حزب أمل الشيعي في مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان!!

واقرأ ما يحزنك ويكدر خاطرك عن معاونة الشيعة الروافض لأمريكا في حربها على أفغانستان ..

ومن بعدها العراق ، ولا يغرنك جعجعتهم الفارغة في وجه أمريكا وتلقيبهم لها بالشيطان الأكبر، فما عرف التاريخ ولن يعرف أكثر خيانة للأمة الاسلامية منهم فأين هم من فتح الأمصار ونشر الاسلام!! فوالله ما نقل التاريخ عنهم أنهم فتحوا مصراً أو ردوا كيداً.

وللإستزادة اقرأ تأصيل مهم حول المسألة:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1620

وسأضيف إليه قريبا شيئاً يسيراً من خيانات أهل البدع للإسلام والمسلمين.

والله المستعان

مالك مناع
10-17-2005, 09:18 PM
وانظر تاريخ الحركة السنوسية الصوفية في ليبيا ومعاونتها للاستعمار الايطالي ..

الصواب الطريقة التيجانية في الجزائر .. ولعل الأمر اختلط علي، فلقد كتبت هذه المداخلة على عجل من الذاكرة ، وهو درس لي أن أحرص على توثيق ما أكتب، أسأل الله أن يغفر لي.

وجدير بالذكر أن الحركة السنوسية - وهي لا تخلو من التصوف- كانت تنحو المنحى الإصلاحي خاصة بعد تأثر شيخهم بالحركة السلفية أثناء سفره للحج.

فالسنوسية ـ مثلاً ـ تؤكد على تصحيح العقيدة وفق منهج أهل السنة، وكان أتباعها يتدارسون مقدمة بن أبي زيد القيرواني، بل إن السنوسي انتقد ممارسات الصوفية في عصره.

انظر: الحركة السنوسية في ليبيا، للدكتور علي الصلابي، 1/ 147 ـ 174.

الجندى
10-18-2005, 03:23 AM
لا حرمنا الله فوائدك أخى مالك جزاك الله خيراً

هادي
10-19-2005, 05:15 PM
قالوا ان لم يكن القرآن مخلوقاً فهو خالق،

وان كان قديماً فهو فهو من ذات الله، والله لا يتجزأ.

كيف نرد عليهم؟

د. هشام عزمي
10-20-2005, 11:44 PM
أخي هادي ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بالنسبة لمسألة خلق القرآن ، فقد تناولها عدد كبير من أئمة السلف و لبعضهم تصريحات مباشرة في كفر من يقول بخلق القرآن لأنهم أدركوا أن حقيقة مذهب القائلين بخلق القرآن يقتضي تعطيل الرسالة ، فإن الرسل إنما بعثوا ليبلغوا كلام الله ، بل حقيقة الإرسال هي تبليغ كلام الرب تعالى ، فإذا انتفت حقيقة الكلام عنه انتفت حقيقة الرسالة و النبوة ، و الله تبارك و تعالى يخلق بقوله و كلامه كما قال تعالى : { ‘نما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كم فيكون } . فإذا انتفت حقيقة الكلام عنه انتفى الخلق .

و قد عاب الله آلهة المشركين و أصنامهم بأنها لا تتكلم و لا تكلم عابديها و لا ترد عليهم ، و الجهمية وصفوا الله تبارك و تعالى بصفة هذه الآلهة و قالوا أنه لا يتكلم حقيقة إنما يخلق كلامًا ثم يرسله !!

و قد ضرب الله لكلامه و استمراره المثل بالبحر يمده من بعده سبعة أبحر ، و أشجار الأرض كلها أقلام ، فيفنى المداد و الأقدلام و لا تنفد كلمات الله سبحانه .. ثم هناك في القرآن تجده يتحدث عن كلام الله و تكليمه و خطابه و ندائه و قوله و أمره و نهيه و وصسته و عهده و إذنه و حكمه و إنبائه و إخباره و شهادته .. و هذا فضلاً عن أحاديث الشفاعة و الرؤية و الحساب و أحاديث تكليم الله لملائكته و أنبيائه و رسله و أهل الجنة و أحاديث تكليم الله لموسى و أحاديث تكلمه عند نزوله في الثلث الأخير من الليل و أحاديث تكلمه بالوحي و أحاديث تكليمه للشهداء و أحاديث تكليمه لكافة عباده يوم القيامة بلا ترجمان و لا واسطة و أحادبث تكليمه للشفعاء يوم القيامة حتى يأذن لهم في الشفاعة إلى غير ذلك .

فكيف بعد كل هذه النصوص لصريحة في الكتاب و السنة يقول الجهمية أن القرآن ليس كلام الله على الحقيقة ، بل هو خلقه ثم أنزله للنبي صلى الله عليه و سلم عن طريق الوحي ؟!

يقول الإمام احمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة و نور له قبره و جزاه عن الإسلام خير الجزاء : (( ثم إن الجهمي ادّعى أمرا آخر -وهو من المحال- فقال: أخبرونا عن القرآن أهو الله تعالى أو غير الله؟ فادعى في القرآن أمرا يوهم الناس؛ فإذا سُئل الجاهل عن القرآن: أهو الله أو غير الله ؟ فلا بد له من أن يكون بأحد القولين، فإن قال: هو الله؛ قال له الجهمي: كفرت، وإن قال: غير الله؛ قال: صدقت، فلم لا يكون غير الله مخلوقا ؟ فيقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهمي، وهذه المسألة من الجهمية هي من المغاليط.
فلا بد له من أن يقول بأحد القولين، فإن قال: هو الله، قال له الجهمي: كفرت، لماذا ؟ لأنك قلت بتعدد الخالق، الله والقرآن شيئان، قلت بتعدد الخالق، وإن قال: غير الله؛ قالوا: صدقت، وغير الله مخلوق؛ فلم لا يكون مخلوقا، هذه شبهة الجهمي، يقول لأهل السنة وغيرهم: هل القرآن هو الله أو غير الله ؟ لو قلت: هو الله قال: كفرت؛ لأنك قلت بتعدد الخالق، وإن قلت: هو غير الله؛ قال: مخلوق، غير الله مخلوق، كل شيء غير الله فهو مخلوق.
والجواب للجهمي إذا سأل: أخبرونا عن القرآن أهو الله أو غير الله ؟ قلنا: إن الله -جل ثناؤه- لم يقل في القرآن: إن القرآن هو أنا، ولم يقل: غيري، وقال: هو كلامي؛ فسميناه باسم سماه الله به، فقلنا: كلام الله، فمن سمى القرآن باسم سماه الله كان من المهتدين، ومن سماه باسم من عنده كان من الضالين. )) أحمد بن حنبل ، الرد على الزنادقة و الجهمية ص10 .

فالقرآن كلام الله تبارك و تعالى الذي تكلم به بمشيئته و قدرته ، و الله تعالى موصوف بالكلام و العلم و القدرة و السمع و البصر و غيرها من الصفات .. و الصفة قائمة بالموصوف ، فلا يقال هي الموصوف أو غيره لأن الغيرين هما ما جاز وجود أحدهما مع عدم الآخر أو ما جاز مفارقة أحدهما للآخر بزمان أو مكان أو وجود .. و الذي عليه سلف الأمة و أئمتها إذا قيل لهم : صفات الله هي الله أم غير الله ؟ لم يجيبوا بهذا أو ذاك ، فإنه إن قال أن الصفات غير الله أوهم أنها مباينة أو منفصلة عنه .

و اسم الرب تعالى إذا أطلق يتناول الذات المقدسة بما تستحقه من صفات الكمال ، فيمتنع وجود الذات عريّة عن صفات الكمال .. فاسم الله يتناول الذات الموصوفة بصفات الكمال ، و هذه الصفات ليست زائدة على هذا المسمى ، بل هي داخلة في المسمى ، و لكنها زائدة عن الذات المجردة التي يثبتها نفاة الصفات ، فأولئك لما زعموا أنه ذات مجردة قال هؤلاء بل الصفات زائدة على ما أثبتموه من الذات .

أما في نفس الأمر فليس هناك ذات مجردة تكون الصفات زائدة عليها ، بل الرب تعالى هو الذات المقدسة الموصوفة بصفات الكمال ، و صفاته داخلة في مسمى أسمائه سبحانه و تعالى .

هذا جواب سؤالك يا أخي في حدود علمي و معرفتي و الله أعلم .