المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة حوار مع مسلم - كامل بإذن الله ..



إلى حب الله
06-16-2011, 10:56 PM
حـوار مع مـسـلـم
أو :
(ندوة للحوار)

(ندوة تخيلية : في إحدى المدن الأوروبية :
استمرت لما يقارب الخمس ساعات !...
من الساعة 00,7 إلى الساعة 00,12 مساءً)



كتبها الفقير لعفو ربه :
(أبو حب الله)
1 ذو الحجة 1429 هـ ..
29 نوفمبر 2008 م ..
(نسخة مُـنقحة مُهداة إلى منتدى التوحيد)





فهرس المواضيع :

1 )) الندوة .................................................. ........... - 3 -
2 )) الحديث عن الصدفة .............................................. - 6 -
3 )) بيان أن شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة ........................ - 8 -
4 )) أوامر الله : لا تستوجب معرفة الحكمة منها لنطيعها ................. - 10 -
5 )) لماذا خلق الله الإنسان ؟؟.......................................... - 13 -
6 )) تحريف اليهودية والنصرانية ........................................ - 17 -
7 )) عقاب مَن يؤذي أحدا ًمن الناس .................................... - 27 -
8 )) كيفية الاستقامة واستغلال الصحة والوقت ؟؟........................ - 34 -
9 )) الإعجاز العلمي وحديث الذبابة .................................... - 35 -
10)) المسلمون : هم وحدهم السائرون على الفطرة والشرع !!............ - 40 -
11)) التعريف بـ (الله) تعالى .. والحكمة من الابتلاء ...................... - 55 -
12)) وصف مختصر للرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم ................ - 65 -
13)) استراحة قصيرة .................................................. . - 81 -
14)) تفرق اليهود والنصارى والمسلمين ................................. - 83 -
15)) أمثلة للبشارات بالنبي (محمد) في العهدين القديم والجديد ......... - 87 -
16)) الرد على المطالبين بحقوق المرأة ................................. - 98 -
17)) حق الاعتراف بالمخنث ........................................... - 125-
18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ................... - 127-
19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة .......................... - 135-
20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ .......................... - 140 -
21)) الرحمة العامة لنبي الإسلام (محمد) ................................ - 145 -
22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ........................................ - 169 -
23)) حقيقة السحر والأرواح والأطباق الطائرة والكائنات الفضائية !!!..... - 178 -
24)) الحديث عن القرآن الكريم وشرح وقراءة أواخر سورة (الكهف) .... - 188 -
25)) الختام .................................................. ......... - 195 -




لدى كل واحد من البشر : مجموعة من المعتقدات والأفكار ..
والتي يظن دوما ًأنها الصواب .. وأن ما عند غيره : هو الخطأ ..
وأما العاقل وحده :
فهو الذي يضع (ولو احتمالا ًصغيرا ً) : أن يكون ما عنده خطأ ..
وما عند غيره : هو الصواب !!!..
ولهذا ... فإن الإنسان الباحث عن الحق :
هو وحده الذي يُحب أن يسمع من الآخرين : ويتحاور معهم ...
فإن ظهر صحة ما عنده : وأقنعهم به :
فهو الخير له : ولهم ...
وإن ثبت خطأ ما عنده .. وصواب ما معهم :
لم يجد غضاضة ًأبدا ًفي الاعتراف : والأخذ بما عندهم ...
ولذلك :
فهو يحب الحوار دوما ًمع الآخرين .. ويحترمه ...
----

يُــتبع بإذن الله ...

إلى حب الله
06-16-2011, 11:23 PM
1)) الندوة ...

تعالت أصوات الجماهير في القاعة .. والذين وصل عددهم لما يقارب الأربعة آلاف شخص :
ملأوا الطابقين الأرضي والعلوي منها !!!..
حيث هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذه الندوة في مدينتهم ...
والتي لم يشك أي منهم في انتشار خبرها في اليوم التالي حتما ًفي جميع صحف المدينة .. بل وفي الكثير من الصحف الأوروبية أيضا ً!!!...

وهنا .. دخل إلى المنصة رجلان .. الأول : يعرفه الناس جميعا ً.. فهو حاكم المدينة : المستر (فيليب جونز) .. وأما الآخر : فأيضا ًالكثير من الحاضرين يعرفه .. وخصوصا ًمنذ أحداث الأسبوعيين الأخيرين ... إنه الشيخ : (محمد إبراهيم) .. أو المستر : (كليرك جود) سابقا ً... أحد أشهر أطباء القلب في المدينة .. والذي أسلم منذ ثلاثة أعوام .. واتخذ لنفسه هذا الاسم ..

جلس الرجلان على المنصة الطويلة ذات الثلاثة مقاعد .. ثم ما لبث أن رفع الشيخ (محمد) هاتفه المحمول ليرد على مكالمة قصيرة ... والتي على أثرها : بدأ يَعُـد العدة لاستقبال الشخص الثالث على المنصة ..
فقام بتشغيل الميكروفون الموضوع أمامه وقال :

الإخوة والأخوات الأعزاء ... أرجو من حضراتكم التزام الهدوء والصمت إذا سمحتم .. فقد انتهى الشيخ (عبد الله) من ختم (الصلاة) ... وهو حاليا ًفي طريقه إلى المنصة .. فأرجو أن يرى منا جميعا ً: أسلوبا ًحضاريا ًيليق بمدينتنا وبلدتنا هذه ...

وبالفعل .. بدأت الأصوات داخل القاعة الضخمة بطابقيها : تخفت سريعاً إلى أن ساد الصمت فجأة ...
حيث شرعت مجموعة كبيرة من الحاضرين في إعداد أدوات التسجيل الخاصة بها ..
فبعضهم : أمسك بدفتر ٍوقلم ٍصغير ٍ.. والآخر : أخرج مُسجلا ًصغيرا ً.. والثالث : استعد للتسجيل بكاميرة تصوير فيديو صغيرة معه !!!!..
في حين قرر باقي الحاضرين : الاكتفاء بالمشاهدة والاستماع فقط بدون تسجيل ..

وهنا .. دلف إلى القاعة الشيخ المُسلم المُـنتظر .. الشيخ (عبد الله بن سعيد) ...
وهو داعية إسلامي مشهورٌ جدا ًفي بلاده ... وله مجهودات كثيرة خارج بلاده أيضا ً.. والتي كان من ثمرتها منذ ثلاث سنوات : إسلام الشيخ الجالس بجواره الآن .. الشيخ (محمد إبراهيم) نفسه !!!...
وعلى الفور :
قام الحاضرون بتحية الشيخ ... والذي جلس مبتسما ًلحين ينتهي مُقدم الندوة الشيخ (محمد) من مقدمته الصغيرة ..

لقد كانت القاعة في تلك الليلة : غاية في النظام .. وهي التي لم يعرفها أهل المدينة إلا :
كـ (قاعة حفلات ومسرحيات) فقط منذ إنشائها !!... وهذه هي المرة الأولى التي يشاهدونها على هذه الصورة !!... حيث من بين كل صفي مقاعد :
تم تحويل أحدهما إلى منضدة أمام الصف الآخر !!!.. مع وجود ميكروفونا ًمتحركا ًعلى كل منضدة لسهولة تواصل الحاضرين مع المُحاضر ..
وأما خلف المنصة الرئيسية : فقد تم تنصيب شاشتي عرض كبيرتين .. إحداهما : شاشة خاصة لعرض صورة المُحاضر فقط طوال الندوة .. والأخرى : لعرض صور الحاضرين من خلال عدسات مُخرج الندوة المنتشرة في أنحاء القاعة ..

ومن هنا : فلم يجد الحاضرون أية صعوبة في تعرف شكل وملامح الشيخ المسلم :
حتى مع بُعد مكانهم عنه ...

فهو شيخ : سمح الوجه (على عكس ما كان يتوقع معظم الحاضرين) .. بل ويبدو لمَن ينظر إليه :
أنه بشوشٌ مبتسمٌ على الدوام !!!.. كما أن ملامحه أيضا ً: كانت شرقية تماما ً..
يعتقد من يراه أنه : في أواخر الأربعينات من عمره ... له لحية كبيرة : يختفي جانباها مع جانبي وجهه خلف (الغترة) البيضاء التي يلبسها مع جلبابه الأبيض ..
الأمر الذي جعل منظره العام : يوحي بـ (البساطة) في وضوح !!!.. مما جعل الحاضرين يشعرون بالراحة التامة تجاهه منذ أول وهلة ..

أنهى الشيخ (محمد) مقدمته السريعة ... والتي ذكر فيها بعض المعلومات عن الشيخ (عبد الله) .. وكيف أنه أتى لهم بهذا الشيخ الذي : لا يكل ولا يمل من الحديث عن (الدين) وعن (الله) عز وجل وعن رسوله (محمد) !!!!..

ثم ترك الميكروفون للشيخ (عبد الله) ...
والذي أخرج شيئا ًيشبه السيجار من جيبه !!!.. ثم أخذ يمسح به فمه وأسنانه جيدا ً!!!...
وذلك قبل أن يقول بلغة إنجليزية سليمة :

في البداية : أحييكم بتحية الإسلام : السلام عليكم جميعا ً...
ثم أتوجه بالشكر لحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) : على حسن استقباله لي .. وعلى مجهوداته الكبيرة لتيسير وصولي إلى هنا بينكم الآن .. ولحجز هذه القاعة الكبيرة لهذه الندوة ..
ثم أشكر أخي العزيز : الشيخ الدكتور (محمد) على هذه الدعوة الكريمة .. والتي أرجو من الله تعالى أن يكتبها لي وله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ..

وأحمد الله تعالى الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ً... والذي من رحمته :
أن خلق الإنسان ولم يتركه !!!.. بل أرسل له رسله وأنبيائه : يُعلمونه أمور دينه .. ويُخبرونه بمرادات ربه منه .. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يعيش في هذه الدنيا !!!.. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يطيع ربه عز وجل في كل شيء : حتى ينجو من العذاب الأبدي الأليم : في الحياة .. وبعد الموت ...

فأشهد أن الله (وحده) : لا إله إلا هو .. وأنه (وحده) : المُستحق للعبادة والطاعة : لا أشرك به أحدا ً!!..

كما أشهد أن (محمدا ً) صلى الله عليه وسلم : خاتم أنبيائه .. وآخر رسله إلى البشر !!!.. وأنه :
(عبده) و(رسوله) ... وأنه : خلقا ًمِمن خلق !!!...
وأشهد أن (آدم) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) !!!.. ونفخ فيه من روحه :
فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً: خلقه الله تعالى (من غير أب ولا أم) .. وهو على كل شيء قدير !!!..
كما أشهد أن (عيسى) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) أيضا ً.. ونفخ فيه من روحه ...
ولذلك : فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً!!!.. وكلمته التي ألقاها إلى (مريم) .. فخلقه بها (من غير أب) .. وهو على كل شيء قدير !!!...

كانت الكلمات : تنساب من بين شفتي الشيخ :
قوية وسلسة وواضحة .. بل وتوحي بثبات عقيدة قائلها .. وإيمانه الراسخ بكل كلمةٍ فيها !!!..
مما جعلها : تنفذ إلى قلوب الجالسين سريعا ًفي غرابة !!.. والذين على الرغم من سماعهم لمثل هذا الكلام لأول مرة في حياتهم : إلا أن كل كلمة سمعوها منه : كانت تتردد بداخلهم تردد الصدى في الوادي !!!.. فشعروا وكأنهم : يعرفون هذه المعاني من قبل !!!.. أو كأن هذه المعاني أمامهم دوما ً: ولكن بينهم وبينها ضباب كثيف !!!..

وبالرغم من تصريح الشيخ المسلم بعقيدته في (عيسى) عليه السلام بدون تردد ولا مُداراة .. وإعلانه للجميع أنه عبد الله ورسوله .. إلا أن الأسلوب الذي استخدمه الشيخ : كان منطقيا ًمُقنعا ًذكيا ً: لا يترك لأحد الحاضرين الفرصة لأن يأخذ عليه شيء !....
وذلك لأنه ذكر لهم أولا ً: مَن هو أكثر إعجازا ًفي خلقه من (عيسى) عليه السلام .. ألا وهو (آدم) عليه السلام !!!... والذي خلقه الله بدون أب ولا أم !!!..

صفٌ واحدٌ فقط من الحاضرين هو الذي ماجت فيه قلوب أصحابه من هذه المقدمة القوية الصريحة .. إنه الصف الأول من القاعة .. والذي جلس فيه خليط ٌمن رجال الكنيسة الكبرى بوسط المدينة .. مع بعض رجال الدين .. مع قادة بعض المنظمات (النسائية) أيضا ً.. وأخيرا ً: قادة بعض الجمعيات الأخرى مثل جمعيات (حقوق الشواذ) وغيرهم !!!...

وهو الصف الذي يعرفه الشيخ (محمد) كثيرا ً.. والذي كان يرقب ردات فعل أصحابه على وجوههم أثناء كلام الشيخ ... وذلك لأنهم : هم السبب الرئيسي في إقامة هذه الندوة كما سنرى الآن !....

حيث ما أن انتهى الشيخ من مقدمته الصغيرة حتى واصل كلامه قائلا ً:

أما بعد ..
فقد دعاني الأخ الشيخ (محمد إبراهيم) لحضور هذه الندوة .. والتي قام بتنظيمها هنا في مدينتكم ... وبالرغم من وصول دعوته إليّ قبل أسبوعين .. إلا أنه لم يمكنني الحضور قبل الآن بسبب بعض المشاغل والارتباطات ..
وأما سبب الندوة الذي لا يخفى على معظمكم ..
فهو أنه منذ بداية هذا الشهر .. ومع كثرة المتحولين للإسلام في بلادكم : فقد قامت إحدى أشهر الصحف المحلية لديكم هنا بكتابة بعض المواضيع اليومية الكاذبة : لـ (التشنيع) على الإسلام !!!.. ولـ (تشويه) صورته !!!..
بالإضافة إلى وصف الصحيفة لـ (الإسلام) بأنه : من أكثر الأديان (تزمتا ً) و(نفورا ًمن الحوار) مع الآخرين !!!..
واستدل رئيس تحرير الصحيفة على هذه الاتهامات بـ : الإحجام الملحوظ لكثير من الدول الإسلامية عن المشاركة الرسمية في بعض (المؤتمرات العالمية) .. وذلك مثل : مؤتمرات المطالبة بحقوق (المرأة) و(الشواذ) و(المرتدين عن الدين) !!!!.... وأيضا ًالمؤتمرات التي تتعلق بحرية (التنصير) في بلاد الإسلام بلا قيود !!!..

وإزاء الكثير من الافتراءات والشبهات التي أثارتها الصحيفة .. قام أخي الدكتور (محمد) بالرد عليها ما استطاع لذلك سبيلا ً... ولكن الهجمة كانت أكبر منه بكثير .. وعلى الفور قام بمراسلتي .. وصارحني بنيته في إقامة مثل هذه الندوة هنا في مدينتكم ... وذلك : ليضع بين أيديكم شيخا ًمُسلما ً: لا يهرب ولا يفرّ من الحوار !!!...
لأننا معشر العلماء والدعاة إلى الله : نرى أن (الحوار مع الآخرين) : هو أفضل وسيلة لبلوغ دعوة الدين الصحيحة إلى الناس كافة ..

والحوار الذي أعنيه هنا .. هو الحوار الذي يتحقق فيه الآتي :

1)) الاحتفاظ بـ (الهوية الإسلامية) أثناء الحوار بدون (تمييع) ...
2)) وبدون (مداهنة للآخرين) أيضا ًفي عقائد الدين الإسلامي الواضحة ...
3)) وبدون أدنى (مساومة) على (ثوابت الدين) التي : (لا) و(لن) تتغير بإذن الله تعالى ...

ومن هنا ... فقد قام الأخ الدكتور (محمد) مع فريقه الصغير : بمجهود كبير لتنظيم مثل هذه الندوة .. حيث قاموا بالإعلان عن استقبال جميع الشخصيات من جميع المنظمات والحركات المعروفة هنا الليلة .. بل ومن رجال الدين أيضا ً: وذلك لإتاحة الفرصة للجميع للحوار .. ولمعرفة بالفعل :
حقيقة ما تم نشره في الأسابيع الماضية عن الإسلام :
هل كان حقا ًفعلا ً؟؟.. أم أنه قد امتلأ بالأكاذيب والافتراءات العديدة على الإسلام والمسلمين ؟؟...

كانت كلمات الشيخ قوية تمتليء بالتحدي .. والغريب أن بشاشة وجهه لم تفارقه لحظة في أثناء هذا الكلام !!!..
مما أعطى الجميع انطباعا ًبقوة منطقه .. وبأنه فعلا ًلم يأت لـ (الصراع) .. وإنما جاء لـ (الحوار) .. وللرغبة حقيقية في (بيان الحق) لهم ..

فواصل الشيخ كلامه قائلا ً:
ولعل معظم الحاضرين يتساءل الآن عن كيفية سير هذه الندوة ..
والذي اتفقت عليه مع أخي الدكتور (محمد) ومستر (فيليب) هو :
طالما أن الهدف من هذه الندوة هو (الحوار) : إذا ً... فلنجعلها جميعها للحوار !!!.. ولا نضيع وقتها الثمين في أي شيء آخر !!!..
حيث سنترك الفرصة سانحة لكل مَن يُريد بالقاعة : في أن يطرح عليّ سؤالا ًواحدا ً..
ولا تخافوا من الوقت .. فقد استأذنا المسؤلين هنا في زيادة وقت الندوة عن (الثلاث ساعات) إذا استلزم الأمر !!!..
كما أني سأحاول أن (أتوسع في إجابة كل سؤال على قدر الإمكان) : لأشمل بذلك بعض النواحي الأخرى المتعلقة به في ديننا الإسلام ...
وبهذه الصورة : سوف نستعرض معا ًإجابة العديد من الأسئلة إن شاء الله ...
والتي من خلالها : ستتعرفون أكثر على (الإسلام) .. وعلى نبي الرحمة (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
كما ستشاهدون بأنفسكم : كيف يُحاور المسلم الناس من حوله .. لتخرجوا أنتم بالحكم النهائي في هذه المسألة !..
وليبدأ أخي الدكتور (محمد) في اختيار أول السائلين الآن على بركة الله ...


2)) الحديث عن الصدفة ..

يُــتبع بإذن الله ...

إلى حب الله
06-16-2011, 11:33 PM
2)) الحديث عن الصدفة ..

بدأ عدد كبيرٌ من الحاضرين يرفع يده في القاعة ..
ولاحظ الشيخ (محمد) : أن أشخاص الصف الأول : لم يرفع أحدهم يده .. وكأنهم يريدون دراسة خصمهم أولا ً.. وسماعه وسماع منطقه !!..
ولهذا .. فقد قام الشيخ (محمد) باختيار أحد الناس من وسط القاعة تقريبا ً..

وعلى الفور : تناقلت الأيدي الميكروفون المتحرك الذي على المنضدة : حتى وصل للشخص المطلوب ..
والذي قامت على الفور الشاشة الكبيرة الثانية خلف المنصة بعرض صورته للحاضرين ..
حيث سكت لحظة والميكروفون في يده ثم قال :

بداية : اسمي (جيمز) .. ولا أخفي عليك أيها الشيخ المسلم : فقد جئت من مدينة بعيدة لحضور هذه الندوة .. فأنا مهتم كثيرا ًبدراسة الأديان العالمية .. ولكني لا أعرف الكثير عن الدين الإسلامي إلا ما يصل إلينا عنه هنا ..
والغريب : أني لم أكن أنوي في هذه الندوة طرح أي سؤال ٍمن أي نوع !!!..
وإنما رغبت في السماع والمشاهدة فقط !...
ولكن لفت نظري كثيرا ًاستخدامك لهذا الشيء الذي لا نعرفه في مسح وتنظيف فمك قبل الكلام .. والذي هو ليس سيجارا ًبالطبع !!.. فوددت أن أعرف ما هو ؟؟.. وما الذي دفعك لاستخدامه بهذه الصورة أمام الناس .. برغم من أنه قد يثير استنكار بعضهم ؟؟...
وصدقني : إنها لـ (صدفة) غريبة حقا ً: أن يكون أول سؤال في هذه الندوة هو من نصيب شخص :
لم يكن ينوي السؤال أصلا ً!!!..
وأرجو ألا أكون قد آذيتك بسؤالي عن هذا الشيء .. وشكرا ً...

وهنا : انتقلت أعين الحاضرين لوجه الشيخ (عبد الله) .. والذي سكت لحظة ثم قال :
شكرا ًمستر(جيمز) ..
وأشكر لك أسلوبك المهذب في طرح السؤال .. وأرجو من حضراتكم التركيز في إجابتي جيدا ً.. لأن مستر (جيمز) قد أثار نقطة ًهامة ًجدا ًفي سؤاله بدون قصدٍ منه .. ولكن : دعوني أولا ً(وقبل الإجابة) أوضح لك وللحاضرين شيئا ً ذكرته في كلامك .. ألا وهو : ذكرك للـ (صدفة) ..

حيث أقول لك :
الحق : أنه ما من إنسان ٍ(عاقل) في هذه الدنيا : ينبغي له أن يؤمن بهذه (الصدفة) !!!..
لأن كلمة (الصدفة) هذه التي ذكرت : هي الكلمة التي استبدل بها الملحدون اسم (الله) عز وجل من قاموس عقولهم المريضة !!!...

فادّعوا بذلك (عقلانية التفكير) !!!.. ولا يعلمون أنهم قد وقعوا في أكثر المناطق (تخلفا ًفي التفكير) بالنسبة للعقل البشري !!!.. والتي هي حتى : لا يقبلها عقل طفل صغير !!!..
والذي لو رأى مركبا ًخشبيا ًصغيرا ًيسير في الماء : ثم أخبره أحد الأشخاص بأن هذا المركب الصغير : قد اجتمعت ألواحه (صدفة) !!.. ثم تقطعت بالطول والعرض حسب الشكل المطلوب للمركب (صدفة) !!!.. ثم قامت الحبال والمسامير بتربيطها بكل دقة (صدفة) :
لنظر الطفل الصغير إليه متعجبا ًوقال له عن يقين : أأنت مجنون ؟!!!..

فضحكت القاعة على الطريقة التي لفظ بها الشيخ (عبد الله) هذه الكلمة ...

فاستكمل الشيخ حديثه قائلا ً:
فإذا كان هذا الطفل الصغير قد أصدر (حكما ًواعيا ً) في مسألة (مركب صغير) نسبوا بنائه للـ (صدفة) !!!.. فما بالنا بهذا (الكون العظيم) ؟؟!!.. والذي يسير كل ما فيه : وفق نظام بديع ودقيق : تعجز عن وصفه الألسن !!!.. وذلك من أكبر أجرامه ونجومه وكواكبه : وحتى أصغر ذراته وجزيئاته وألكتروناته !!!...
بل : وهناك أيضا ًملايين الملايين من العمليات التي تتم في أجسادنا الآن : ولا نعلم عنها شيئا ً!!..
أليس كذلك ؟؟..
هضمٌ وتفكير !!!.. وتنفسٌ وضخ دم وتنظيف !!!.. وميلاد خلايا جديدة وموت أخرى !!!.... إلخ ..
كل ذلك في تناسق ونظام بديع كامل : لا يقدر عليه إلا (خالق) (قادر) (حكيم) (خبير) (مُبدع) !!!...
فهل (الصدفة) التي يعتبرها الناس دوما ًعنوانا ًللـ (عشوائية) : هل هي كذلك ؟؟!!!..

بل ولو افترضنا جدلا ً(وهذا مستحيل بالطبع) أن (الصدفة) أنشأت لنا في إحدى (خبطاتها العشوائية) : كل هذا (الكمال) في الكون مرة واحدة !!!!.. فالسؤال الجدير بالتفكير فيه هو :
لماذا لم نرى (خبطات عشوائية) أخرى في الكون حتى الآن ؟!!.. لماذا توقفت هذه (الصدفة) عن الخلق عند هذه النقطة بالذات ؟؟!!.. هل (الصدفة) تعقل : حتى نقول عنها أنها : قد رضيت بنتيجة ما خلقته : فتوقفت عن العمل والخلق (والخبطات العشوائية الجديدة) فجأة !!!!...
بل : ولماذا توقفت (عجلة الصدفة) عن إنتاج مخلوقات أخرى جديدة معنا في هذا الكون ؟؟!!!..
لماذا لا نراها تعمل إلى الآن : كما نرى (الله) عز وجل يخلق لنا في كل يوم ملايين الملايين من المخلوقات !!!!...
وصدق الله العظيم القائل لكل إنسان ٍعاقل في كتابه (القرآن الكريم) :
" وفي الأرض : آياتٌ للموقنين !!!.. وفي أنفسكم : أفلا تبصرون " ؟!!..
الذاريات 20-21 .. بل : وما أكثر الآيات من حولنا في الكون وفي كوكبنا : ولكن :
ما أكثر الجاحدين !.. يقول الله تعالى في (القرآن الكريم) أيضا ًمُخاطبا ًكل البشر :
" إن في خلق السماوات والأرض .. واختلاف الليل والنهار .. والفلك (أي السُـفن) التي تجري في البحر بما ينفع الناس (وهي إشارة لقوانين المياه) .. وما أنزل الله من السماء من ماء : فأحيا به الأرض بعد موتها .. وبث فيها من كل دابة .. وتصريف الرياح .. والسحاب المُسخر بين السماء والأرض : لآياتٍ لقوم ٍ يعقلون " !!..
البقرة 164 ..

أي أن الإنسان السوي العقل والفطرة : يكفيه فقط النظر في الكون من حوله .. ومن فوقه .. ومن أسفل منه : ليرى بديع صنع الله تعالى في كل ذرة !!.. بما في ذلك : (التوازن الكامل الدقيق) بين كل عناصر الكون وكوكب الأرض من : ماء .. وهواء .. وزرع .. وجماد .. وحيوان !!!..
بل ولو نظر الإنسان في نفسه كما أخبر الله تعالى : لوجد مثل ذلك (الإبداع) و(الإعجاز) أيضا ً!...
فكل شيء في أجسادنا : له وظيفة محددة يقوم بها على أكمل وجه !!!!... فهل (الصدفة) :
هي التي تخطط وتدير كل هذا ؟.. وتوحيه لكل إنسان ٍعند ولادته : بلا تغيير ؟؟؟!!!...
وهل هي أيضا ًالتي تأمر المياه أن تتصرف كمياه !.. والجبال كجبال !.. والطيور كالطيور ؟!...
فسبحان الله عمّا يقول المُـلحدون عبيد الصدفة !!!!...

ومن هنا مستر (جيمز) : ترى معي أن كل شيء في هذا الكون : يسير وفق مشيئة الله تعالى .. حتى أن ما يراه أكثر الناس (صدفة) : هو في الحقيقة : من تدبير الله عز وجل !!.. حيث كل فعل في الحقيقة : له سبب عند الله تعالى : سواءٌ علمناه : أو لم نعلمه !!!..
وهذا شيء ملموس في حياة كل منا جميعا ً!...
ولعل الله تعالى شاء بكلامنا الآن : أن يسمعه أحد الحاضرين مثلا ً: فيتعظ !!!.. ويراجع نفسه وعقله :
للتفكير في هذه المسألة من جديد !..
مَن يدري ؟؟...

كان منطق الشيخ حكيما ًبالفعل .. ولاحظ الحاضرون أن الكلمات : تخرج منه بتلقائية وسرعة كبيرة .. مما ينفي عندهم أي شعور باصطناعها أو تأليفها !.. بل استطاعت هذه الكلمات أن تجد طريقا ًفي قلوبهم : ينتفي معه أي شك في صحتها بعد ذلك !!!!..

وهنا .. وبعد أن وفق الله تعالى الشيخ في بيان هذه النقطة الهامة ..
انتقل الشيخ للإجابة على سؤال الرجل الأساسي فقال :


3)) بيان أن شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة ..

يُــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-16-2011, 11:46 PM
3)) بيان أن شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة ..

ننتقل الآن لسؤالك الأساسي مستر (جيمز) ..
فهذا الشيء الصغير الذي رأيتني أستخدمه : اسمه (السواك) .. وهو عبارة عن عود صغير من شجر (الأراك) .. وقد أمرنا رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم بالإكثار من استخدامه : لتنظيف أسناننا وتطهير وتطييب أفواهنا !..
وذلك : منذ أكثر من 1400 عام !!!.. فهل تــُـصدق هذا ؟!!...
فديننا : هو دين (الفطرة) التي خلق الله تعالى الناس عليها !!!.. والتي من رحمة الله بنا : أن أرسل لنا من يُعلمنا سنن الفطرة من الرسل والأنبياء .. ومنهم : نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
والذي أمرنا باستخدام هذا (السواك) : لأن ديننا هو : دين (النظافة) أيضا ً!!!!..

ولعلي هنا أذكر لحضراتكم حديثا ًصحيحا ًلنبينا (محمد) صلى الله عليه وسلم .. والذي تتجرأ عليه بـ (الإساءة) في كل يوم : ألسنة وأقلام (الجُهال) في كل مكان !!!.. فيصفونه تارة بـ (التخلف) !!.. وتارة أخرى بـ (الهمجية) !!!.. فإليكم هذا الحديث الصحيح له .. حيث يقول فيه عن الله عز وجل :
" إن الله جميلٌ : يُحب الجمال " !!!.. رواه مسلم والترمذي ..

ودعوني الآن أطلب من حضراتكم طلبين ..
أولا ً: أرجو كل مَن لديه مشاكل صحية في أسنانه : أن يرفع يده ...
وهنا : قامت الشاشة الكبيرة خلف المنصة باستعراض شكل القاعة .. والذي ارتفعت فيها أيدي ما يزيد عن الثمانين في المائة من الحاضرين تقريبا ً!!!..
وهنا قال الشيخ :
أووه !!.. هذا عدد كبير بالفعل !.. مما يدل بالتأكيد على أهمية مثل هذا الأمر للناس !!!..
والآن : لننتقل للطلب الثاني : أرجو من كل مَن يغسل أسنانه (أكثر من) : (ثلاث مرات) في اليوم بالفرشة والمعجون : أن يرفع يده ...
وعلى الفور قامت الشاشة الكبيرة للمرة الثانية باستعراض شكل القاعة .. والذي لم ترتفع فيه إلا أيدي ما يقارب الخمسة عشر شخصا ًفقط !!!..
بل : وكان أغلبهم من الأطفال !!!...
وهنا قال الشيخ : أعتقد أن العدد لا يحتاج إلى تعليق !!!...

والآن : خذوا مني هذه المفاجأة إن كنتم لا تعرفونها ...
فقد نصحنا النبي الكريم باستخدام هذا السواك الصغير لتنظيف أسناننا وأفواهنا :
أولا ً: عند كل صلاة .. وهذا يعطينا على الأقل : خمس مرات في اليوم والليلة !!!..
ثانيا ً: عند الاستيقاظ وعند النوم : وهذا يجعل العدد سبعة !!!...
ثالثا ً: أنه مستحب أيضا ًفي أي وقت وأي حين !!.. وخصوصا ًقبل التحدث أو قراءة الأشياء المُباركة : مثل قراءة (القرآن الكريم) .. أو (إعطاء الدروس) وإلقاء (الخطب والندوات الدينية) مثلا ً!!!!...
وهذا يجعل العدد مفتوحا ً: غير محدود لِمَن يُريد !!!!....

والآن أسألكم : أي السُـنن هي أقرب لـ (فطرة الإنسان) في رأيكم ؟؟؟.. سنن (الحضارة الحديثة) ؟؟؟..
أم سنن الدين (الإسلامي) الفطري الحنيف ؟؟؟!!!..

وأما (السواك) نفسه : ففيه ميزتان كبيرتان عن (الفرشاة والمعجون) !!!..
أولاهما : ميزة صحية .. حيث ثبت أن فيه مواد طبيعية مفيدة جدا ًللقضاء على الجراثيم والميكروبات وحفظ اللثة !!...
وثانيهما : هو سهولة حمله كما رأيتم معي : واستخدامه في أي مكان وأي زمان !!!.. وبدون الحاجة أيضا ًلاستعمال الماء .. أو إزالة (رغوة المعجون) بعد الغسل : كما في استخدام الفرشاة والمعجون !!!...
أليس كذلك ؟؟؟...

وهنا : ظهر التبسم على وجوه الحاضرين .. وازداد إعجابهم بحُسن منطق الشيخ وسهولة عرضه للأمور !...
فما كان منه إلا أن واصل قائلا ً:
والحق أقول لكم : إن من العلامات الفارقة بين شرع الله تعالى وشرع البشر :
هو أن شرع الله تعالى : هو الوحيد الذي سيجده الإنسان : (موافقا ًلفطرته ومصلحته دوما ً) !!!..
وكيف لا .. وواضعه هو (خالق) الناس جميعا ًعز وجل !.. والذي قال عن نفسه في (القرآن الكريم) :
" ألا يعلمُ مَن خلق .. وهو اللطيف الخبير " ؟؟؟!!!.. المُـلك - 14 ..

ومن هنا : فنحن المسلمون : نثق في شرع الله تعالى : (ثقة عمياء) !!!!!..
بل إن إيماننا بصحة (شرع الله) : هو من جنس إيماننا (بالله عز وجل) نفسه !!!..

فإذا فهمتم عني هذا ... فستعرفون سببا ًهاما ًمن الأسباب التي تــُـقاطع من أجلها معظم الدول الإسلامية :
الكثير والكثير من مؤتمرات عالمكم الغير إسلامي !!!.. والتي بالنظر في معظمها :
نجد أنها : أبعد ما تكون عن (فطرة البشر) : والتي فطر الله الناس عليها !!!!..

فهذا مؤتمرٌ : ينادي بتسوية المرأة بالرجل في كل شيء !!!.. وذلك بالرغم من أن الله تعالى نفسه الذي خلقهما : لم يساو بينهما !!.. لا في خلقة كل منهما وقدراته !!!.. ولا في عواطفه وتفكيره وميوله !!!.. ولا حتى في وظيفته وواجباته المطلوبة منه في هذه الحياة !!!!..
وذاك مؤتمرٌ آخر : يُطالب بحقوق الشواذ !!!.. أولئك الشواذ الذين تقرأون في كتبكم كنصارى ويهود : أنه بسببهم : أهلك الله تعالى قريتا النبي الصالح (لوط) عليه السلام : (سدوم وعمورة) !!.. أليس كذلك ؟؟!!!..
ثم مؤتمرٌ ثالث : يُـنادي بشرعية (الإجهاض) : وقتل النفس التي نهى الله عن قتلها : إلا بالحق !!!..
ناهيكم عن التشجيع المباشر للزنا بهذه الشرعية المزعومة : بسهولة التخلص من الحمل !!..
ومؤتمرٌ رابع : يُـنادي بـ (حرية الزنا) صراحة ً!.. والذي حرمه الله عز وجل على عباده : على لسان جميع الرسل والأنبياء من قبل !!!..
ومؤتمرٌ خامس : يُـنادي بهدم (أصول تربية الأبناء) من جذورها !!!.. وذلك عن طريق : (تجريمه) لبعض الممارسات التي تستدعيها الحاجة في تربية بعض الأطفال من الأباء !!.. مثل (الضرب البسيط) مثلا ً!!.. أو حتى (علو الصوت) !!!..
إلى آخر ذلك من الأشياء التي لو فكرنا فيها بفطرةٍ سليمةٍ :
لوجدنا أن فيها بلا أدنى مُبالغة : (هلاك ٌللبشر جميعا ًوحياتهم الاجتماعية) : إذا هم طبقوها !!!!...

فكيف نترك نحن المسلمون شرع الله تعالى : لنأخذ ما تفتقت عنه : (عقول بعض البشر المريضة) ؟؟!!!...

وهنا .. اتجهت أبصار الحاضرين بتلقائية إلى الصف الأول في القاعة !!!.. والمليء برؤساء أمثال تلك الجمعيات (الحقوقية) في المدينة عندهم !!!.. والذين انصبت عليهم هذه العبارات الأخيرة من الشيخ صبا ً: بلا أدنى مُداهنة ولا مُداراةٍ لهم !!!!..
والذين حاولوا جاهدين : إبداء عدم التأثر بكلام الشيخ حتى هذه اللحظة !!!...
في حين واصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:

وهكذا مستر (جيمز) : فهذا (السواك) الصغير : أمرنا الله ورسوله باستخدامه ..
وكذلك : أمرانا بالكثير من الأمور الشخصية الحياتية البسيطة .. والتي لا يتخيل أحد : أن دينا ًما في هذا العالم :
قد يهتم بمثلها !!!.. ولكن الله تعالى : قد شملها في (الإسلام) : آخر رسائله إلى البشر !!!.. وذلك مثل آداب :
المأكل والمشرب والملبس !!!.. والنوم والاستيقاظ !!!.. والطهارة والنظافة والاغتسال !!!.. وحتى حلق الشعر أو تركه !!.. وقص الأظافر والختان !!!... إلى آخر تلك الأشياء :
والتي كما قلت لكم : يظن أغلب الناس أنها ليست من الدين في شيء !!!...
والتي لوددت أن أخبركم بها جميعا ًبالتفصيل : لتروا معي : عظمة ديننا الخاتم : (الإسلام) !!!...
ولكني أكتفي بهذا القدر : عسى أن نتعرض لهذه التفاصيل فيما بعد ...
وذلك : حتى لا نضيع الوقت الثمين لهذه الندوة ....
وليتفضل أخي الشيخ (محمد) مشكورا ًباختيار شخصا ًآخر ..
تفضل ....


4)) أوامر الله : لا تستوجب معرفة الحِكمة منها لنطيعها ..

يـُــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-16-2011, 11:57 PM
4)) أوامر الله : لا تستوجب معرفة الحِكمة منها لنطيعها ..

أدار الشيخ (محمد) بصره في الحاضرين .. ثم قال :
دعونا نختار شخصا ًآخرا ًمن الصفوف الأخيرة البعيدة هذه المرة ... ثم أشار لأحدهم بيده وقال :
أنت .. نعم .. الشخص في وسط الصف الأيمن الأخير ..
نعم .. تفضل ....

وهنا انتقل ميكروفون المنضدة للشخص المُختار .. والذي أمسكه بتمكن وقال :
مرحبا ًبالجميع .. اسمي (برايان) .. والحقيقة : أنه كان لدي العديد من الأسئلة .. ولكني قد أستبدلتها جميعا ًالآن بسؤال ٍواحدٍ فقط : وهو الذي قفز إلى ذهني أثناء إجابتك وتعليقك السابق أيها الشيخ !!!.. وهذا السؤال هو :
لماذا سيُعاقبنا الله (كما تسميه) : إذا لم نفعل بعض الأشياء التي أمر بها :
وذلك برغم أننا : لم نكن نعرف الحكمة منها مثلا ً؟؟؟!!...
وذلك مثل هذا (السواك) الصغير الذي ذكرته أنت الآن !!!.. فلماذا سيعاقبنا الله مثلا ًعلى عدم استخدامه :
ونحن لم نكن نعرفه أصلا ً!.. ناهيك عن فائدته كما تقول ؟؟؟.. أليس في هذا نوع من أنواع الظلم ؟؟...
وشكرا ً....

وهنا .. ضحك الشيخ (عبد الله) في هدوء وتعجب من السؤال !!!.. ثم قال :

مستر (برايان) .. يبدو أنه هناك (سوء فهم) لما قلته لكم منذ قليل !!!... فإن أوامر الدين : ليست كلها على سبيل (الوجوب) !!!... بل لقد قلت لكم في حديثي عن (السواك) : أن رسولنا الخاتم (محمد) : قد (نصحنا) باستخدامه .. ولم أقل أنه (أوجب) ذلك علينا وجوبا ً: يستحق العقاب لتاركه !!!..
ولسوف أشرح لك ...

لا شك أننا جميعا ً: ندرك (اختلاف) البشر اختلافا ًكثيرا ًفيما بينهم !!!... وذلك في كل ٍمن :
(القدرات) !.. و(الأفكار) !.. و(الطاقات) !...
ولذلك .. فإنه من الغير المعقول أن نجد عندهم جميعا ً: (نفس الاستجابات) لأوامر الدين المختلفة !!!... كما من الصعب أيضا ًأن نجد لديهم : (نفس القدرة) على إتيانها !!!..
ولذلك : فإن الله تعالى لم يُلزم الناس بأشياء معينة : إلا التي يتساوون كلهم في قدرتهم بالفعل على القيام بها !!!!..
وهذه الحقيقة : يؤكدها الله تعالى في كتابه (القرآن الكريم) دوما ًحيث يقول :
" لا يُكلف الله نفسا ً: إلا وسعها " !!!.. البقرة – 286 ..

ومن هذا المنطلق .. فقد جعل الله تعالى مجموعة متدرجة من الأوامر في الدين :

الأولى : وهي (الواجب فعله) : وهي التي سيعاقبنا الله تعالى إذا تركناها أو تهاونا فيها .. وذلك مثل : وجوب الإيمان بالله تعالى : وتوحيده وعدم الإشراك به (وذلك أصل الدين) .. ومثل : الصلاة والصيام وأداء الزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا ً.. وأيضا ً: وجوب الإيمان بوجود الملائكة والجنة والنار والأنبياء والرسل وكتبهم من قبل .. كما يجب أيضا ً: الرضا بقضاء الله تعالى وقدره .. ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ......
إلى آخر ذلك من الأوامر : الثابت (وجوب فعلها) : أو الإيمان بها على الجميع بلا استثناء ..

الثانية : وهي (الواجب تركه) : وهي التي سيعاقبنا الله تعالى إذا ما فعلناها .. وذلك مثل : نهي الله تعالى عن الشرك به .. وعن التحاكم لشرع غير شرعه .. ونهيه لنا عن : الزنا والسحر وعقوق الوالدين والسرقة والخيانة والكذب .. إلى آخر ذلك من المنهيات الثابت (وجوب تركها) على الجميع بلا استثناء ..

الثالثة : وهي (المستحبات) : وهي التي لو فعلها المسلم : حاز على الأجر والثواب لاتباعه أمر الله ورسوله فيها .. وإن لم يفعلها : فليس عليه شيء .. ومنها : هذا (السواك) الصغير الذي سألت عنه مستر (برايان) !...

الرابعة : وهي (المكروهات) : وهي الأمور التي كره الله ورسوله للمؤمن أن يفعلها (لمصلحته طبعا ً) .. ولم يضعا لها عقابا ًشرعيا ًمُحددا ًعلى (تركها) ... وذلك مثل : نهي النبي الخاتم (محمد) عن (الأكل متكئا ً) مثلا ً.. أو حتى (الشرب قائما ً) !!!.. وهي أمور : قد أثبت (العلم الحديث والطب) : ضررها بالفعل على صحة الإنسان !.. ولكننا كما قلنا : ليس هناك عقاب شرعي على تركها .. وإنما حكمها فقط أنها : (مكروه فعلها) !...

وأما الخامسة والأخيرة : فهي (المباحات) : وهي باقي أمور حياتنا التي لم يرد فيها شيء عن الله ورسوله ... ولذلك : فيستوي (فعلها) أو (تركها) على الفرد ... ولا يترتب عليها شيء ..

وهكذا : أردت فقط بهذه المعلومات أن أ ُصحح نظرتك مستر (برايان) لموضوع : (الثواب) و(العقاب) في دين الله تعالى !...

وأما حديثك عن معرفة (الحكمة) من أوامر الله تعالى : لكي نطيعها :
فالحق أقول لك :
إذا كنت آمنت فعلا ًبالله تعالى ربا ً: عليما ً.. وحكيما ً.. وخبيرا ًبكل شيء :
فسوف تثق في كل أوامره بالتأكيد !!!...
وذلك لأنك تعلم يقينا ًأنه : لن يأمر إلا بخير !.. كما أنه : لن يُخطيء أبدا ًمثلنا !..
بل وسوف تثق كذلك برسوله أيضا ً!.. والذي لا ينطق من عند نفسه !..
وبهذه الطاعة لله ورسوله : فسوف تجني وتستفيد بثمارها : حتى وأنت لا تشعر !!!..

فأول هذه الثمار : هو الفوز بثواب (الطاعة) نفسه !...
وثانيها : هو الاستمتاع بـ (فوائد) ما أمرك الله تعالى به : حتى وإن كنت لا تعرفه على وجه التحديد !!!..
ولأضرب لك مثالين على ذلك ...

فأما المثال الأول :
فهو لأب : له ولدان .. كلما أمر الأول بأمر : قام على الفور بتنفيذه : حتى ولو لم يعلم الحكمة منه ... وذلك لأنه :
يثق دوما ًبأبيه وبحكمته !..
وأما الولد الثاني : فهو مُرهق جدا ًلوالده !!!.. بل ويتسبب له دوما ًفي تعطيل الكثير من أعماله .. وذلك لأنه :
دائم السؤال عن العلة والسبب والحكمة !!!... وكأنه يشك في صواب تصرفات أبيه وعقله !!!!..
فبالله عليكم : أي الولدين يكون أحب إلى أبيه ؟؟؟!!!...
أعتقد أنكم تتفقون معي في أن (الولد الطائع دوما ًلأبيه) : هو الأحب والأقرب له !..
أليس كذلك ؟؟؟...
فهكذا الأمر أيضا ًبين الله وبين عباده .. ولله المثل الأعلى ..

وأما المثال الثاني :
فلنفترض أن هذا الأب : يأمر ولده الطائع دوما ًبـ (شرب اللبن) وعدم (شرب الخمر) مثلا ً!.. وأن الولد بالفعل :
يطيع أباه في ذلك : حتى بدون أن يعلم السبب أو الحكمة منه !..
وذلك فقط لأنه (وكما قلت لكم) : يثق في أبيه وحكمته !.. ويعرف أنه يحبه !.. ولن يأمره أبدا ًبما يضره !..
فهل ستستوي (صحة وعقل) مثل هذا الولد : بـ (صحة وعقل) أخيه الذي لا يطيع أباه :
فلا يشرب (اللبن) .. بل ويُدمن (الخمر) ؟؟!!!..
أعتقد أن الفرق بينهما سيكون دوما ًواضحا ً.. حتى ولو لم يعلم الولد الطائع تفاصيل ذلك الفرق وسببه العلمي !!!..
ولكنه على كل حال : يعرف حتما ًأن ما به من خير : هو من نتاج (طاعته لأبيه) !!!..

وهذا أيضا ً: هو نفس الفرق بين الذين يطيعون الله عز وجل .. والذين لا يطيعونه !!!... ولله المثل الأعلى ....
فالذين (يطيعون) الله تعالى : يستمتعون بـ (حكمة أوامره وشرعه) لهم : حتى وإن لم يعرفوا تفاصيل ذلك !...
وأما الذين (لا يطيعون) الله عز وجل : فيعانون من ابتعادهم عن (حكمة الله وأوامره وشرعه) :
وهم لا يشعرون !!...

ولهذا .. فإنه يكفينا فخرا ًفي ديننا الإسلام : أن (العلم الحديث) يكشف لنا في كل يوم :
عن الجديد والجديد من مزايا ومنافع : (التشريعات والسنن) الإسلامية المختلفة !!!..
بل : ومعظم الذين يكتشفون هذه المزايا والمنافع ويؤكدونها : هم من (غير المسلمين) أنفسهم !!!!...

ومن هنا : فأنا أدعوكم جميعا ًلقراءتها ومتابعتها من : (مواقع الإعجاز العلمي للإسلام) من على الإنترنت ..
والتي سوف يقوم الأخ الكريم الشيخ (محمد) ومجموعته الصغيرة : بإرفاق مجموعة من أشهر عناوينها على الإنترنت ... مع بعض الكتيبات الأخرى : والتي سيتم توزيعها عليكم في نهاية هذه الندوة إن شاء الله تعالى ...

((( وذلك مثل المواقع التالية بشتى اللغات المختلفة :
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسُـنة : http://quran-m.com/

والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسُـنة : http://www.eajaz.org )))

فأرجو أن تكون قد فهمت الآن مستر (بريان) : إجابة استفسارك وما سألت عنه !...
ولنأخذ سؤالا ًآخر ...


5)) لماذا خلق الله الإنسان ؟!..

يُــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 12:21 AM
5)) لماذا خلق الله الإنسان ؟!!..

أدار الشيخ (محمد) عينيه في القاعة هذه المرة وهو يقول :
لقد استضفنا سؤالين من (رجلين) حتى الآن .. فلنستضف هذه المرة سؤالا ًمن (امرأة) ...
هممممم .. لنختر هذه الشابة في طرف الصف الرابع هناك .. نعم .. تفضلي ..

وعلى الفور : تركزت الأضواء والكاميرات عليها .. وامتلأت الشاشة الكبيرة خلف المنصة بصورتها : وهي تتلقى ميكروفون المنضدة بهدوء ثم تقول :

الشيخ (محمد) .. الشيخ (عبد الله) .. مرحبا ًبكم .. أعرفكم بنفسي :
اسمي (ماري) .. آنسة ..
وقد قمت منذ سنوات قلائل بجعل جل اهتمامي هو : دراسة الفلسفات والديانات (الشرقية) !!.. حيث أني أرى في (روحانيتها) : علاجا ًناجحا ًللـ (مادية) الطاغية في عالمنا (الغربي) اليوم !!!..
والتي يقف الإنسان الغربي أمامها حائرا ً: لا يعرف معها (هدفا ً) لهذه الحياة !!!..
وذلك برغم كل ما تقدمه لنا (الحضارة الحديثة) من كل سبل الراحة !!!!...
مما أدى في نهاية الأمر لقيام كثير من الناس (وخاصة الشباب) : بالانتحار !!!...
وكان منهم (أخي) للأسف ...

وبالرغم من قراءتي في كثير من الديانات والفلسفات الشرقية .. إلا أن (الإسلام) : ما زال لدي مجهولا ًحتى هذه اللحظة !!!.. حيث هناك شيء ما : يصدني دوما ًعن القراءة أو البحث فيه !!!.. ولعل هذا الشيء هو :
(الصورة القبيحة) التي يزرعها (الإعلام) و(الكنيسة) فينا منذ الصغر في هذه البلاد !!!..
ولكني لاحظت في الأونة الأخيرة : اهتماما ًغير عاديا ًبدينكم من جهة الشباب والصغار على وجه الخصوص !!!.. بل وهناك أعدادا ًكثيرة تدخل فيه أسبوعيا ً: أكثر حتى من (الأرقام الرسمية) التي تنشرها بعض الصحف !!!..
أنا أعلم هذا جيدا ً....
فلا يكاد بيت ويخلو من إسلام : أحد أفراده !.. أو قريبا ًلهم !.. أو زميل عمل أو دراسة !.. أو حتى أحد جيرانهم !!..
ولذلك .. فقد رأيتها فرصة عظيمة لأن آتي إليكم الليلة : لأسألكم سؤالا ًواحدا ً:
حيث أن هذا السؤال : هو عندي كل شيء !!!..
وسؤالي هو :
لماذا خلق الله الإنسان : من وجهة نظر دينكم ؟؟.. وشكرا ً...

كان يبدو من صوت (ماري) : الانفعال الشديد في كل كلمة نطقت بها !!!.. فبدا الأمر وكأنما قد استحضرت ذكريات (أخيها) المنتحر وهي تتكلم !!!.. مما جعل الحاضرين ينظرون إليها نظرة عطف وشفقة .. بل وانتقلت إليهم :
نفس لهفتها في معرفة إجابة هذا السؤال !!!...

وهنا .. انتقلت العيون جميعا ًإلى الشيخ (عبد الله) الذي تنهد وقال :

بداية ً.. آسف كثيرا ًآنسة (ماري) لما حدث لـ (أخيك) ...
ولقد سألتِ سؤالا ً: حار فيه بالفعل : الكثير من (الفلاسفة) و(المفكرين) قديما ًوحديثا ً!!!...
بل وضلّ فيه : كل مَن ليس على فطرة الإسلام لله عز وجل !!!..
وخصوصا ًالذين لا يؤمنون بـ (الحياة بعد الموت) .. ولا بـ (الثواب) و(العقاب) على ما يفعلونه في هذه الدنيا !!!...
فأنتجوا لنا بذلك : أنواعا ًعديدة من الأفكار والفلسفات الفاسدة !!!..
والتي أدى معظمها لدعوة واحدة : ألا وهي : استمتاع الإنسان بهذه الحياة الدنيا : بقدر ما يستطيع !!!.. حيث تركته يطلق العنان لشهواته : حتى لو كانت (حراما ً) أو بها (إيذاءٌ للآخرين) !!!..
وحتى الأفكار والمذاهب (السوداوية) التي ترى أن الإنسان دوما ًهو : (كائن مظلوم) !!!.. وأنه :
(لا يدري ما يُفعل به في هذه الدنيا) !!.. ولا (لماذا أتى) !!.. ولا (إلى أين يسير) !!...
فقد أدت أيضا ًلنفس النتيجة !!!.. ألا وهي : دعوة الإنسان لتلبية جميع شهواته : قبل أن يقضي عليه الموت !!!..
ذلك العدو اللدود لهم : والذي : لا مفر منه !!!..

وكانت نتيجة كل هذه الأفكار والفلسفات من بعض العقول المريضة : أن البشرية لم تجني من ورائها إلا :
الخراب والدمار : لـ (الفرد) و(المجتمع) على حد سواء !!!..
وأعتقد آنسة (ماري) أن (أخاك) : قد كان ضحية أحد هذه الاتجاهات والأفكار الفاسدة في الحياة !!...
وخصوصا ً: مع وجود (الضعف الديني) السائد في مجتماعتكم للأسف ...

وهنا .. انتقلت عيون الحاضرين من الشاشة الخاصة بالشيخ (عبد الله) : إلى الشاشة الأخرى التي تصدرتها صورة (ماري) : وهي توميء برأسها في أسف بمعنى : (نعم) !!!..

وهنا .. واصل الشيخ كلامه (وقد نجح في وضع يده على أول مكان للألم) فقال :

وأقسم بالله : أنك لسوف تتعجبين إذا علمتي أن دين الله تعالى (الإسلام) :
هو الوحيد الذي يحمل في طياته : (إجابة) هذا السؤال : بأبسط صورة !!.. وبأقل عبارة !!!!..
حتى أن طفلا ًمسلما ًصغيرا ًيحفظ كلام الله تعالى (القرآن) : يستطيع أن يُجيبك بكل بساطة عن هذا السؤال الذي هلك فيه (الفلاسفة) و(المفكرين) من قبل !!.. بل : وكثير من (رجال الدين) أيضا ً!!!..

وهنا .. سرت حركة قلقة قصيرة بين أشخاص الصف الأول ... والذين كان معظمهم : من رجالات الدين النصراني بالمدينة !!!....
ولكن الشيخ لم يتوقف ولم يلتفت إليهم .. بل واصل كلامه قائلا ً:

هناك آية صغيرة في (القرآن الكريم) من كلام رب العالمين يقول فيها :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليعبدون " !!!!... الذاريات - 56 ..

هكذا وبكل بساطة : يُجيب رب العالمين على سؤالك آنسة (ماري) !!!!...
فلقد خلقنا الله تعالى لغرض واحد فقط .. وهذا الغرض هو : (وظيفتي) .. و(وظيفتك) !.. بل و(وظيفة) كل الحاضرين في هذه القاعة !!!... ألا وهو : (عبادة الله عز وجل) !!!...

و(العبادة) في مفهوم الإسلام : ليست هي (الشعائر والطقوس) التعبدية الظاهرة فقط : كالصلاة والصوم .... إلخ ..
لا ...
بل معنى (العبادة) هو : (طاعة) الله تعالى في كل ما أمرنا به .. و(الانتهاء) عن كل ما نهانا عنه !!... وذلك في جميع شئون حياتنا !!!....
فقيام (الحاكم) بواجباته من العدل وغيره كما أمره الله به : هو عبادة لله !!!..
وكذلك (القاضي) أيضا ً!!.. وكذلك (الجندي) في المعركة أو ساحات القتال !!!..
وقيام (الأب) بواجباته كما أمره الله بها نحو زوجته وأولاده : هو عبادة لله !!!..
وقيام (الزوجة) أيضا ًبواجباتها التي أمرها الله بها تجاه زوجها وأولادها : هي عبادة لله !!!..
والتزام (المرأة أو الشابة) بستر جسدها ومفاتنها كما أمرها الله به : هو عبادة لله !!!..
والتزام (التاجر) بالصدق والأمانة : وترك الغش والكذب كما أمره الله به : هو عبادة لله !!!..
وكذلك بر (الأبناء) للأباء والأمهات وكبار السن كما أمر الله به : هو عبادة لله !!!..

وهكذا أخت (ماري) في جميع شئون الحياة ...
فحياة المؤمن الذي يؤمن حقا ًبالله : هي عبارة عن (استشعار دائم) منه لـ (مراقبة) الله تعالى له !!!.. ومراعاة منه لـ (اطلاع) الله الدائم عليه !!!...
وذلك لأن الله تعالى : لا ينام ولا يتعب : ولو للحظة من اللحظات !!!!...
فهو الله في وقت العمل !!.. وهو الله في وقت النوم !!.. وهو الله في وقت الإجازة واللعب !!..

ومن هنا : فقد يتساءل الحاضرون :
وهل لله تعالى (أوامر ونواهي) في كل تفاصيل حياتنا كما ذكرت بهذه الصورة ؟؟!!..

والحق أقول لكم :
إن كل أمة في كل عصر من العصور الماضية : فقد أنزل الله تعالى لها شرعا ًلتعمل به ..!
وكان هذا الشرع :
يعتمد في أساسه على المبادئ العامة التي تحفظ على الناس : حياتهم .. وأموالهم .. وأعراضهم .. ودينهم ...
فكانت : غاية في البساطة والاختصار : بما يناسب بساطة الحياة وقلة تعقيداتها في هذه الأزمان الماضية ....
ولكن :
ولعلم الله تعالى المُسبق بما ستصير إليه البشرية كما هي عليه اليوم :
من تعقيد وتشابك في : المعاملات التجارية .. والأخلاق .. والأفكار .. والمذاهب .. وأنماط الحياة والعمل وغيره :
فقد أخبر سبحانه وتعالى بمقدم (النبي الخاتم) :
صاحب (الشريعة الكاملة) للبشر !!!.. والتي : ستكفيهم من وقت نزوله : وإلى قيام الساعة !!!!..
لقد أخبر الله تعالى بذلك .. وأمر جميع رسله وأنبيائه بالتبشير بهذا النبي أيضا ًصاحب (الشريعة الكاملة) !!!..
وذلك : ليستعد الناس في كل مكان وزمان لاستقبال رسالته الخاتمة !!...

والحق أقول لكم :
أن هذا الرسول الخاتم : قد جاء بالفعل وأنتم لا تعلمون !!!..
لقد أرسله الله تعالى بالحق والفصل والحكم في كل شيء من أمور الحياة !!!... بل وأخبرنا أيضا ًعما بعد الموت من الحساب والثواب والعقاب !!!!...
لقد أرسل الله تعالى معه (شرعا ًكاملا ً) متمثلٌ في :
1)) القرآن الكريم : وهو كلام الله تعالى بنفسه : وهو كتاب المسلمين المقدس ... وهو الذي لا يجوز تغيير ولو لحرف واحد منه !!!..
2)) السُـنة : وهي جميع الأقوال والأفعال والموافقات التي قام بها النبي الخاتم (محمد) في حياته ... وهي التي يجوز التغيير في بعض ألفاظها أو حروفها أثناء الوعظ والإرشاد ..

وفي هذين المصدرين العظيمين للشرع الإسلامي : يجد الإنسان تفاصيل كل شيء يحتاجه في هذه الحياة !!..
بدءا ًمن آداب قضاء حاجته وكيفية الطهارة منها !!!.. ومرورا ًبآداب حُسن معاشرة الزوج لزوجته وأولاده !!!..
وانتهاءً بتفاصيل العبادات المختلفة التي أخبرتكم بها الآن !!!.. لنجد أننا بذلك أمام دين ٍكامل ٍ: بجميع تفاصيل القواعد العامة للآداب والأخلاق والمعاملات بين الناس !!.. كما في الزواج والتجارة !!!.. ومثل آداب السير في الشارع أو في الطريق !!!.. وآداب الطعام والشراب واللباس !!!.. وآداب العالم والمتعلم !!!....
إلى آخر ذلك من جميع مناحي حياة الإنسان المختلفة !!!..

والسؤال : هل يعلم أحد الحاضرين الجالسين أمامي هنا الآن :
(دينا ً) أو (فلسفة ً) أو (مذهبا ً) ما من المذاهب : فيه تفاصيل مثل ما ذكرت لكم أو حتى بعضها ؟؟؟!!...

وهنا : نظر الحاضرون لبعضهم البعض يمينا ًويسارا ًوأماما ًووراءا ًوعلى الشاشات :
فكان الابتسام والتعجب والصمت هو الجواب !!!..

فواصل الشيخ قائلا ً:
لعل بعضكم يتعجب الآن ويتساءل :
وما الذي يجعل (الرب) يتدخل في كل هذه الأمور والتفاصيل الحياتية للإنسان : ويجعلها من الدين ؟؟!!..
والحق أقول لكم :
إن هذا الأمر في حد ذاته :
يدلنا على أن هذا الدين (الإسلام) : هو حقا ًمن عند الله تعالى : خالق هذا الإنسان !!!!..

ودعوني أوضح لكم ذلك المعنى بمثال :
عندما يوفق الله تعالى أحد العلماء مثلا ًلاختراع (آلة ٍما) لـ (هدف ٍما) ... فهل يصنعها ذلك العالم : ثم يتركها للناس وهو يقول لهم : لقد صنعتها : وعليكم أنتم الآن أن تستنبطوا الهدف منها وكيفية عملها ؟!!..

أم أنه (ولحرصه على اختراعه وآلته) : يُخبر الناس عن جميع تفاصيلها وطريقة عملها الصحيحة : ليصونونها ويحافظون عليها ؟!!!.. بل :
ويُعطيهم (شرحا ًكاملا ً) أيضا ًعن : الغرض منها بالضبط : وكيفية تحقيقه ؟!!..

أعتقد أن الإجابة المنطقية : معروفة لدينا جميعا ً....

والآن آنسة (ماري) .. لو افترضنا أنك استطعت صنع آلة (ميكانيكية) صغيرة : ثم وضعتيها بقاعة المدرسة : وتركتيها (من غير اهتمام) وخرجت :
هل ستلومين أصحابك ساعتها : عندما (يعبثون بها) : لمحاولة تشغيلها أو معرفة الهدف منها ؟؟!!..
بل هل ستستطيعين لومهم إذا ما تسبب (عبثهم الجاهل هذا) في : فساد هذه الآلة الصغيرة ؟؟!!..
أعتقد أن الإجابة هي : لا بالطبع !!....

إذا ً: فلماذا لم نقبل على أنفسنا فكرة : (صنع الشيء ثم تركه) :
ثم نقبلها على الله تعالى : (الحكيم) (الخبير) (خالق) هذا الكون العظيم ؟؟!!!..

هل يُعقل أن يخلق الله تعالى الإنسان :
ثم يتركه بدون أن يُخبره عن (سبب وجوده) ؟!.. أو حتى عن (كيفية عمله) في هذه الحياة ؟؟!!!...

والحق أقول لكي آنسة (ماري) :
إن العَالم ليبحث الآن عن (الإسلام) : بحث المريض الذي أوشك على الموت : عن (الدواء) !!!...
فهو الدين الوحيد الذي لديه : (إجابة على كل سؤال) !!!....
وهو الدين الوحيد الذي : لا مكان فيه للـ (غموض) أو (الأسرار الكهنوتية الخاصة) !!!... بل هو الدين الوحيد الذي يحث الإنسان دوما ًعلى : (السؤال وطلب العلم الديني والدنيوي) !!!..
بل ويدفعه دوما للاستزادة في معرفة : كل ما يستطيع عقلنا البشري الخوض فيه : بلا أدنى خوف أو ترهيب !!!....
وأما أن يشغل الإنسان نفسه وعقله بما هو عاجز أصلا ًعن إدراكه : فهو مرفوض تماما ًفي دين الله تعالى !!...
وذلك مثل أن يحاول أحد الناس مثلا ً: أن يدرك حقيقة (ذات الله تعالى) نفسه !!!..
فما أعجز مثل هذا الإنسان !!!....
حيث يبحث عن (ماهية ذات الله تعالى) : في الوقت الذي لم يستطع التوصل فيه لـ (ماهية) مخلوقات الله تعالى أو حقيقتها يقينا ً!!!... وذلك مثل (الروح) مثلا ً!!.. ومثل (النجوم والمجرات) !!.. بل وسائر المخلوقات بما فيها حتى (الذرات) و(الإلكترونات الصغيرة) !!!...
لأن أقصى ما يستطيعه البشر هو : معرفة هذه المخلوقات بوصفها : من خلال دراسة تأثيراتها وحركاتها !!...
ولكنه لا يعرف أبدا ً: (حقيقة تكوينها) أو (ما هيتها) !!!!..
فكيف سيعرف (حقيقة تكوين الله تعالى) الذي خلقها أو (ماهيته) ؟؟؟!!!..

وأيضا ً: ما أعجز هذا الإنسان : حينما ترك التفكير في زمن فعله والمطلوب منه عمله في حياته :
ليذهب ليتفكر فيما كان يفعله الله عز وجل قبل أن يخلقنا !!!..
ونسيَ أن الله تعالى خالق المكان : والذي نتج عن هذا المكان : الزمان : هو أصلا ًلا يحده زمان بمفهومنا !!..
بل : وإذا كان أحد الحاضرين هنا الآن (ولأنه لا يعرفني) فهو بالتأكيد يجهل تماما ً: ماذا كنت أفعل أنا بالأمس !
وعلى هذا : فإذا كان يجهل هذا بي : فما بالنا بالسؤال عن ماذا كان يفعل الله قبل أن يخلقنا ؟!!..
إنها حقا ً(سفسطة) : لم يأمرنا الله تعالى بها !!!..

ولهذا ..
فإن الله قد اختصر على الإنسان الطريق : وحتى لا نضيع أوقاتنا فيما لن نجد له إجابة ًأبدا ً!!.. فقال لنا عن نفسه في (القرآن الكريم) :
" ليس كمثله شيء " !!!... الشورى - 11 ..
أي أن :
أي صورة يتخيلها الإنسان عن الله تعالى : فليعلم مُقدما ًأنها : (ليست إلا خطأ) !!!..
ومن هنا : فلا يستطيع إنسان أن يصف الله تعالى : إلا بما أخبرنا به الله بنفسه عن نفسه !!....

ومن هنا يتبين لنا آنسة (ماري) : أن جميع هذه الأفكار والفلسفات والأديان التي جَعلت للإنسان في هذه الدنيا :
(هدفا ًآخرا ً) غير (طاعة الله تعالى وعبادته) : هي التي أودت بـ (أخيكي) وأمثاله إلى (الانتحار) !!!..

وهي التي كلما شرب منها أحد : لم يزدد إلا عطشا ً!!!.. ولم يزدد إلا شعورا ًبأن هناك شيئا ًناقصا ًفي حياته !!!..
أو بمعنى آخر : هي التي جعلته يشعر دوما ًبأنه : يستخدم نفسه الاستخدام الخطأ !!!...
تماما ً: كمن يستعمل (ملعقة طعام بلاستيكية صغيرة) : في (الحفر) في الصخر مثلا ً!!!..
أو كالذي يستعمل (مظلة المطر) : في حمل ونقل (الطين والحجارة الثقيلة) !!!...
فالنتيجة دوما ًواحدة آنسة (ماري) :
ألا وهي للأسف : دمار (الآلة) التي نستعملها في (غير مكانها) !!!!....

وعند هذه النقطة : تركزت عيون الحاضرين على (ماري) .. والتي بدأت تمسح بعض قطرات الدمع المتساقطة من خلف نظارتها الطبية ...
والتي بدأ يسمع الحاضرون صوتا ًخفيفا ًلبكائها أيضا ً.. فظنوا في هذه اللحظة :
أن هذه هي نهاية السؤال والإجابة ..
ولكنها فاجأت الجميع بسؤال ٍأخير ٍللشيخ : حاولت أن تلقيه باتزان ٍورزانة ٍفقالت :
ولكن شيخ (عبد الله) .. ما دمنا في (المسيحية) : نؤمن بـ (الله العظيم) مثلكم :
فلماذا لم نعرف مثل هذه الأشياء التي قلتها ؟؟!!!..
بل ولماذا انحرف أخي (إيزاك) أكثر وأكثر : كلما قرأ في ديننا أكثر وأكثر ؟؟!!..
ثم صمتت للحظات لتتمالك نفسها لكي لا تبكي ثم قالت :
عذرا ًلحساسية السؤال .. ولك مطلق الحرية في الإجابة أو السكوت إذا أردت !!...
وشكرا ً...


6)) تحريف اليهودية والنصرانية ..

يُــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 01:15 AM
6)) تحريف اليهودية والنصرانية ..

تعالت الكثير من الأصوات المختلطة في القاعة ما بين استفهام واستنكار وتعجب !!!.. وإن كانت جميعها كانت بصوت منخفض : حفظ للقاعة مظهرها العام بالهدوء والاستقرار !!!..
فقد أيقن الجميع (وخصوصا ًالشيخ محمد إبراهيم) : أن (ماري) قد استبقت بسؤالها هذا : مواجهة ًكانت ستأتي لا محالة بين الشيخ : وبين رجالات الدين في الصف الأول !!!!...
وخصوصا ًوأن الشيخ (عبد الله) كما لاحظ الجميع : لا يلين ولا يُداهن أو يُصانع في كلامه أحدا ً!!!..
بل إن كلامه حتى هذه اللحظة :
كان ينطق بـ الحق والصدق في كل حرفٍ من حروفه !!!...
وبالعقل والحكمة في طرح المعاني والحقائق !!!...
فتساءل الحاضرون في نفوسهم : بماذا سيجيب الآنسة (ماري) على هذا السؤال الشائك يا ترى ؟؟!!!..

وعلى الفور : تعلقت العيون بشفتي الشيخ (عبد الله) الذي ابتسم في هدوء قائلا ً:

يبدو أن سؤالك على قدر كبير من الأهمية والحرج للحاضرين أخت (ماري) !!!.. ولكني كما أخبرتكم في أول هذه الندوة : ما جئت إلا لأ ُجيب عن جميع استفساراتكم من وجهة النظر الإسلامية .. والتي قد لا يجتمع معظمكم بمثلها مرة أخرى في حياته !!!...

وعلى هذا ....
فإن التعجب الذي يبدو في سؤالك : هو تعجبٌ شرعيٌ : يجب على كل (نصراني) أو (يهودي) أن يسأله لنفسه !!!...
والتعجب هو :
كيف يتأتى مع النصرانية واليهودية : مثل هذا الكم الهائل من (الانحرافات الأخلاقية) بين معتنقيها ؟؟!!!!..

وأزيد التعجب وضوحا ًفأسأل :
هل (التعري) و(الزنا) و(الشذوذ) المنتشر بين (النصارى) .. والذي (وياللعجب) : تباركه (بعض الكنائس) كما رأيت بنفسي في بلادكم : هل هذا من دين (المسيح) عليه السلام وأمه القديسة (مريم) في شيء ؟؟!!...

ومن جهة (اليهود) أيضا ًأتساءل وأتعجب :
هل (المكر) العالمي .. و(ربا البنوك) العالمي .. وتأجيج (نيران الحروب) عالميا ً.. وإشاعة الفساد الأخلاقي كـ (الزنا والشذوذ والتعري) الذي يقوده (اليهود) في العالم عبر (الإعلام الإباحي) الذي يملكون معظمه : هل كل هذا وغيره : هل هو من (دين الله تعالى) في شيء ؟؟!!.. أو حتى من دين (موسى) و(الأنبياء) من بعده في شيء ؟؟!!..

أعتقد أن إجابة السؤالين : لا تحتاج إلى كثير من التفكير لكل ذو عقل وفطرة سليمة !!!..
بل عندي من النصوص من التوراة والإنجيل (العهدين القديم والجديد) :
ما يثبت فساد ما اليهود والنصارى عليه اليوم !!!!....
وذلك مثل استباحة الـ (ربا) مثلا ً!!!.. واستباحة (لحم الخنزير النجس القذر) !!!.. واستباحة (الخمر المُسكر) !!!.. واستباحة (الزنا) و(الشذوذ) و(العُري) .. إلى غير ذلك من (المنكرات) المنتشرة في بلادكم ومجتمعاتكم !!!..

فالله تعالى هو : (الـبَر الرحيم) : فلا يمكن أن يأمر بشر ٍقط !!!...
ولن أخوض في ذكر هذه النصوص لكم الآن (برغم يقيني باقتناعكم بما أقول) لأني سأؤخر ذكرها :
ربما لسؤال (أحد رجالات الدين) هنا بعد قليل !!!..

ولكني سأكتفي معكم الآن بإجابة سؤال آخر وهو :

لماذا لا تــُعطي النصرانية واليهودية اليوم لمعتنقيها : (هدفا ًأسمىً) في هذه الحياة ؟؟!!..
لماذا يكثر بينكم : الاضطراب .. والانحراف .. والانتحار .. والمشاكل النفسية المزمنة ؟؟!!..

وباختصار .. أجيبكم أنا على هذه الأسئلة فأقول :
إن السؤال الذي سألته الآنسة (ماري) منذ قليل : لماذا خلق الله الإنسان !!!...
قد عرف المسلمون إجابته بوضوح منذ بداية الإسلام وإلى اليوم .. فعرفوا معه : هدفهم في هذه الحياة !!!..
وعرفوا معه : كيف يسلكون فيها : حتى يصلون للجنة بعد الموت : ولرضا الله عز وجل ..
وأما الذي دل المسلمين على ذلك كله :
فهو حفظ الله تعالى لكتابهم (القرآن) : من كل محاولات التحريف التي شنها عليه أعداء الإسلام وإلى الآن !

وأما مع (التحريف الكبير) الذي وقع في كتبكم في (العقيدة) و(الشرع) :
فقد فقد معه عامة (اليهود) و(النصارى) هذه الميزة الكبيرة : (أي معرفة الحق .. وهدف الله تعالى من خلقهم) :
والتي أعتبرها أنا شخصيا ً: كالـ (بوصلة) التي ستوجه الإنسان في هذه الحياة الدنيا !!!!...

ومن هنا : فقد تسبب (التحريف المتواصل) في دينكم وكتبكم :
لظهور أهداف ٍأخرى (وهمية) للإنسان في هذه الحياة : ليست من دين الله تعالى في شيء !!!!..

وقبل أن أوضح لكم هذه (الأهداف المزيفة) في دينكم ...
فتعالوا أخبركم أولا ًعن حقيقة هذا (التحريف) في كتبكم وفي عقيدتكم !!!!..
وذلك لتنظروا معي وتحكموا بأنفسكم :
هل أنتم حقا ًمن أتباع (المسيح) عليه السلام ؟؟.. أم لا ؟؟!!!..

فقد ذكرت الأنسة (ماري) منذ قليل : أنه مع زيادة قراءة (أخيها) في الدين :
فلم يقل انحرافه أبدا ً!!!.. بل ازداد !!!... وكان هذا سر تعجبها .. والدافع من وراء سؤالها ...
وأفسر لها أنا ذلك فأقول :
لقد وقع لـ (أخيك) ذلك لأن دينكم : قد انتفت منه الرغبة في الفضائل والحث عليها : (عمليا ً) !!!..
بل ومع طغيان مفاهيم (السماحة) في دينكم على مفاهيم حتى (العدل) :
فقد غاب من دينكم أيضا ً: (الترهيب) من عاقبة ارتكاب الذنوب والجرائم والمعاصي !!!..
مع أن الله تعالى : (وهو العالِم بنفسية الإنسان الذي خلقه) :
يعلم أن الأصلح لهذا الإنسان : هو أن يتم وعظه بـ : (الترغيب) و(الترهيب) معا ً!!!.. وليس بـ (الترغيب) وحده فقط كما هو السائد في دينكم اليوم !!!!....
وهذا بالفعل : هو ما استخدمه الله تعالى في كتابه الخاتم (القرآن الكريم) مع المسلمين ...

ودعوني أشرح لكم الآن : كيف وقع مثل هذا الحذف والتحريف في دينكم :

فالبداية : كانت مع دخول (بولس) اليهودي في دينكم !!!..
حيث قام بـ (التبديل والتحريف) فيه بهدف : نشره بين أكثر الناس والأمم كما زعم !!!... حتى ولو أدى ذلك إلى تغيير (العقيدة الثابتة) لكل المؤمنين على مر العصور !!!.. ألا وهي : أن الله تعالى (واحد) : ولا شريك له !!!...
فها هو (العهد القديم) بين أيديكم :
مليء بالآيات الدالة على (وحدانية) الله تعالى !!!!..
فمن أين جاء إذا ً: إشراك (المسيح) عليه السلام مع (الله) عز وجل في الألوهية ؟؟!!..
أو حتى : من أين جاء (الثالوث) المزعوم في دينكم ؟؟!!!!..
وبالرغم من تأكد المسلمين من (الزيف والتحريف الكثير) في كتبكم : لأن الله تعالى أخبرنا بذلك ...
حتى وإن لم يقرأ معظم المسلمين كتبكم ...
إلا أنكم أنتم أيضا ًإذا تصفحتم كتبكم : لأمكنكم (وبكل بساطة) : أن تستخرجوا منها : العديد والعديد مثلا ًمن النصوص الدالة على : (توحيد الله تعالى) إن كان لكم عقل سليم !!!..

واقرأوا معي مثلا ًفي سفر أشعياء 44- 6 :
" أنا الأول .. وأنا الآخر .. ولا إله غيري " !!!!..
واقرأوا أيضا ًفي سفر ملاخي 2- 10 :
" أليس أب واحد لنا كلنا ؟!!.. أليس إله واحد خلقنا " !!!!..

وهنا .. أخذ عدد كبير من الحاضرين يتصفح (العهد القديم) الذي معه : ليتأكد من صحة ما يقوله الشيخ !!!...
على حين واصل الشيخ قائلا ًفي تعجب :

فأين كل الأنبياء السابقين لـ (عيسى) عليه السلام من عقيدتكم ؟؟!!.. هل ما كانوا يعرفون (ربهم) عز وجل من قبل ميلاد (عيسى) عليه السلام ؟؟!!!.. ولماذا لا نجد ولو إشارة واحدة لعقيدة (الثالوث) في جميع كتب (العهد القديم) التي بين أيديكم ؟؟!!!..
أم أن الله تعالى : قد حَرَمَ : (إبراهيم) و(موسى) وجميع الأنبياء : من معرفة هذه الحقائق عن نفسه (الثالوثية) : ليدخرها لكم أنتم على الخصوص من بعد (عيسى) عليه السلام ؟؟؟!!!!.. هل هذا كلام معقول ؟؟؟!!!!....

مرة أخرى شعر معظم الحاضرين بكلمات الشيخ المسلم : وكأنها تتردد بداخلهم تردد الصدى في الوديان !!!...
والعجيب أن كلامه دوما ً: كان منطقيا ًسليما ً: لا يترك لأي أحد ٍأي مأخذ ٍعليه !!!..

فأنصتوا بغرابة أكثر وأكثر إلى كلامه الذي يسمعونه لأول مرةٍ في حياتهم: وهو يواصل قائلا ً:

ألم تقرأوا حتى الأناجيل الأربعة التي بين أيديكم ؟؟!!..
ألم تقرأوا في إنجيل مرقس 12- 29 الكلام الآتي :
" فأجابه يسوع : أن أول كل الوصايا هي : اسمع يا اسرائيل : الرب إلهنا : رب واحد " !!!..

أو لم تقرأوا قول (عيسى) عليه السلام نفسه كما جاء في إنجيل متى 19- 17 :
" فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحا ً؟؟.. ليس أحد صالح إلا واحد : وهو الله " !!!..
والتي تكررت أيضا ًفي إنجيل مرقص 10- 18 .. ولوقا 18- 19 !!!!..

بل ولقد تعمدت أنا في مقدمة كلامي معكم : أن أذكر لكم أن (عيسى) عليه السلام ما هو إلا : عبد لله ورسوله !!!!..
فإن كنتم تعجبتم من ذلك : فأقول لكم : إن العجب فيكم أنتم !!!.. لأن الذي قلته : هو في الأناجيل التي بين أيديكم أيضا ً!!!..
واقرأوا معي من إنجيل يوحنا 8- 40 : 42 كلام (عيسى) عليه السلام الآتي :
" ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان :
قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله !!.. هذا لم يعمله إبراهيم !!.. أنتم تعملون أعمال أبيكم .. فقالوا له : إننا لم نولد من زنا !!.. لنا أب واحد وهو الله !!!.. فقال لهم يسوع : لو كان الله أباكم : لكنتم تحبونني .. لأني خرجت من قِبل الله وأتيت !!!.. لأني لم آت من نفسي .. بل ذاك أرسلني " !!!..

فهل تريدون وضوحا أكثر من ذلك ؟؟؟!!!!.. والآيات كثيرة جدا ًغير ذلك في أناجيلكم !!..
ولكنه التحريف الذي اخترع لكم (الثلاثة في واحد والواحد في ثلاثة) !.. و(الناسوت واللاهوت) !..

بل وحتى مصطلح (ابن الله) و(أبناء الله) :
هو ليس خاصا ًبـ (المسيح) عليه السلام كما يظن أكثركم !!!.. بل كل قاريء للعهدين القديم والجديد بتمعن :
يعرف أن هذه المصطلحات : كانت تــُطلق دوما ًعلى (عباد الله الصالحين) من الأنبياء وغيرهم !!!...

ولكن (بولس) اليهودي : كان بحق : أبرع مَن (تلاعب) بها على عقول العامة والبسطاء !!!.. فأوهم الناس بخصوصيتها لـ (عيسى) عليه السلام !!!.. وأنها بذلك : بمثابة تأكيد على (بنوة) (عيسى) عليه السلام لله عز وجل !!!..
وذلك طبعا ً: ليقترب أكثر وأكثر من (الوثنيين) في عقائدهم الباطلة في (الآلهة) و(أبناء الآلهة) !!!!..

وهذا ليس كلامي أنا .. بل هو الكلام الذي اعترف به (بولس) نفسه !!!..
والذي يقول في سفر كورنثوس الأول 9- 19 : 22 :
" استعبدت نفسي للجميع : كي أربح الأكثرين !!!.. صرت لليهودي كيهودي لكي أربح اليهودي !!!.. وللناموسيين كالناموسيين !!!.. ولغيرهم كأني بغير ناموس (أي بغير شرع) !!!.. صرت لكل شيء : لعلي أستخلص من كل حال ٍقوما ً" !!!!..

بل لقد بلغ به التلاعب في دينكم : حتى ولو بالكذب : أنه قد أباح ذلك الكذب في سبيل نشر أفكاره !!!..
حيث يقول في سفر رومية 3- 7 :
" فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده : فلماذا أ ُدان أنا بعد كخاطئ " ؟!!!..

وهكذا شرع (بولس) لرجال الدين عندكم (تحليل الكذب) عليكم : طالما كان في سبيل الإله المزعوم !!..
وهكذا : استطاع (بولس) اليهودي أن يُدخل في دينكم : ما ليس منه !!!.. وذلك فقط : ليكسب في صف دعوته : أمم (الوثنيين) المختلفة !!!.. فهدم بذلك من دينكم : أصل أصول الإيمان : ألا وهو : (التوحيد الخالص لله) !!!..
فأي دين تبقى لكم ؟؟!!!..

ولذلك ...
فإن الباحث المتبصر في دينكم : يعلم أن ما عليه أنتم الآن (وأعني كل الحاضرين هنا أمامي) : هو من صنع (بولس) اليهودي !!!.. وليس من صنع المسيح (عيسى) نفسه عليه السلام !!!!!..

وهنا .. شعر رجال الدين الجالسين في الصف الأول من القاعة بأن هناك : (طوفانا ً) قادما ًمن الحقائق المفجعة الذي سيلقيه هذا الشيخ المسلم على مسامع الحاضرين الآن !!!...

وبالفعل .. واصل الشيخ كلامه قائلا ً:
وما يؤكد لكم هذه الحقيقة : هو ما شعر به الكاتب النصراني : الدكتور (مايكل هارت) من (حيرة كبيرة) في كتابه : (المائة الأوائل) !!!... حيث قام بترتيب شخصياته المائة : بأيها أكثر أثرا ًفي حياة أكبر عدد من الناس ... وذلك عبر التاريخ الإنساني كله وإلى الآن .. فوضع نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم : في (المرتبة الأولى )!!!.. وذلك وفق المعايير العلمية العقلية البحتة :
والتي وضعها وشرحها الدكتور في أول كتابه .. فلترجعوا إليها إن شئتم ..
لأنه بهذه المعايير ستفهمون أيضا ً: لماذا اختار الكاتب : (إسحق نيوتن) العالم الفيزيائي الشهير : في (المرتبة الثانية) !!!..

وأما حيرته التي حدثتكم عنها .. فكانت حيرته الشديدة فيمن يضعه في (المرتبة الثالثة) !!!..
هل يضع (المسيح) عليه السلام ؟؟.. أم يضع (بولس) اليهودي ؟؟!!!...

وهنا .. سرت همهمة كبيرة في القاعة !!!.. وخليط من أصوات التعجب والاستنكار المكتومة .. مما أكد للشيخ على أن معظم الحاضرين بالفعل : يسمعون مثل هذه الحقائق : لأول مرة في حياتهم !!!...
فواصل الشيخ قائلا ً:
وكان الاختيار صعبا ًبحق !!!...
وذلك لأن الدكتور : يعرف جيدا ًأن الدين الذي يعتنقه مئات الملايين اليوم من (النصارى) في شتى أنحاء العالم :
هو في الحقيقة من صنع (بولس) اليهودي كما قلت لكم : وليس (عيسى) عليه السلام !!!!....
ولكنه : قد حسم أمره أخيرا ًبوضع (المسيح عيسى) عليه السلام في (المرتبة الثالثة) .. وذلك لأنه بدون وجود (عيسى) عليه السلام :
لم تكن لتوجد (النصرانية) أصلا ً.. ولم يكن ليُعرف (بولس) من بعده !!!!...

ثم وضع (بولس) اليهودي بعد ذلك في (المرتبة السادسة) !!!!!..

وأسألكم : هل رأيتم (تخبطا ً) مثل هذا من قبل ؟؟..
ولعل بعضكم يعترض فيقول :
أنت مخطيء أيها الشيخ المسلم !!.. لأن كل ما قاله (بولس) وباقي الرسل الاثنى عشر : هو أيضا ًمن الدين .. وهو أيضا ًمن كلام (عيسى) عليه السلام ووحي الله تعالى لهم .. حيث أن (الروح القدس) : هو الذي أبلغهم هذا الكلام ....

وهنا أقول لكم :
كم شخصا ًفي هذه القاعة أمامي الآن : يعرف على وجه التحديد :
(القصة التاريخية) لتجميع الأناجيل الأربعة التي بين أيديكم : (متى ولوقا ومرقس ويوحنا) وأعمال الرسل ؟؟؟..
ثم أضاف الشيخ بلهجة جادة :
وأنا أعفي رجال الصف الأول من رفع أيديهم : منعا ًللإحراج !!!....

وبالرغم من اللهجة الجدية التي نطق الشيخ بها عبارته الأخيرة : إلا أن معظم الحاضرين :
قد استشف ما فيها من تلميح الشيخ لإمكانية (جهل) بعض رجال الكنيسة أنفسهم بمثل هذه الحقائق التاريخية !!!..
فسمع الشيخ لذلك : بعض الضحكات المكتومة هنا وهناك !!!..

في حين ارتفعت أيدي ما يقارب (العشرين شخصا ًفقط) في جميع أنحاء القاعة المتفرقة !!!...
فقال الشيخ :
حسنا ً... كما توقعت :
فالعدد قليل جدا ًبالمقارنة بالحاضرين هنا ....
ولكن : لا بأس .. فلمن لا يعرف : أقول له الكلام التالي :

بالرغم من (التحريف) و(الزيف) اللذين أدخلهما (بولس) اليهودي في دين الله تعالى ورسالته التي أنزلها على (عيسى ) عليه السلام :
إلا أن باقي الحواريين : قد ظل متمسكا ًبـ (الحق) الذي أمرهم (عيسى) عليه السلام بإبلاغه للناس :
والذي منه أنه : (عبد الله ورسوله) : وأنه ليس (إله) أو (ابن إله) !!!...
وبأنه : ليس هو (النبي الخاتم المُنتظر لكل الأمم) كما في بشارات العهد القديم !!!!..
كما أخبرهم أن هذا الرسول الخاتم الذي ينتظرونه : سوف يأتي من أبناء نبي الله (إسماعيل) ابن (إبراهيم) عليهما السلام !!!.. أي من (العرب) وليس من (بني إسرائيل) كما كان يتوقع (اليهود) !!!..
بل وأبلغهم (صراحة) باسم هذا النبي الخاتم !!!.. وهو (أحمد) أو (محمد) !!!..

فكانت هذه : هي (البشارة الوحيدة الحقيقية) التي حملها (عيسى) عليه السلام للعالم !!!!..
فكتبها الحواريون بالفعل في أناجيلهم .. ونشروها في العديد من البلدان المجاورة مثل (مصر) و(الشام) ...

ولكن للأسف :
كل هذه الأناجيل والحقائق : تم حرقها ومهاجمتها والتخلص منها عقب مجمع (نيقية) عام (325) م !!!!...
حيث قامت الكنيسة الرومانية باختيار مذهب (بولس) اليهودي فقط لتعميمه على البلاد والعباد بـ (قوة السيف) !!!!.. حيث كان هذا المذهب كما أوضحت لكم منذ قليل :
هو (أكثر المذاهب) قربا ًلـ (الوثنية) التي كان (الرومان) عليها في ذلك الوقت !!!..

بل هو المذهب الوحيد الذي قدم للـ (وثنيين) : (أكبر تنازلات) في (العقيدة) و(الشرع) :
كما رأينا من كلام واعتراف (بولس) اليهودي نفسه !!!!..
فعلى سبيل المثال : فقد أحل لهم : (الخمر المُسكر) .. و(الخنزير النجس) : واللذين حرمهما الله تعالى أصلا ً!!!..
بل وحتى لم يوجب عليهم : (ختان الذكور) !!!.. وهو (العهد الأبدي) الذي أخذه الله تعالى بينه وبين (إبراهيم) عليه السلام وذريته الصالحة من بعده : كما جاء في العهد القديم (سفر التكوين 17- 10) !!!..
وأما أكبر تنازلاته وتحريفاته على الإطلاق :
فكانت استبداله لمفهوم : (الإله الواحد) بـ : (عائلة آلهة) !!!!..
حيث كان هذا هو نفس الشيء الذي كان شائعا ًعند كل (الأمم الوثنية) من قبل :
مثل (الفراعنة) و(الفرس) و(الهنود) .. بل وحتى الرومان أنفسهم : فكان هناك : (زيوس) وزوجته وأبنائه !!!!..

وبذلك : نرى صدق الله تعالى الذي أخبرنا في (القرآن الكريم) عن هذا التخبط في عقيدتكم .. وأنكم إنما نقلتموه نقلا ً عن (الأمم الوثنية) من قبلكم !!!.. حيث يقول عز وجل :
" وقالت اليهود : (عزير) بن الله !!!.. وقالت النصارى (المسيح) بن الله !!!.. ذلك قولهم بأفواههم : يُضاهؤون قول الذين كفروا من قبل " !!!!... التوبة - 30 ..

وأما المفاجأة .. فهي أن هناك أكثر من (رجل دين نصراني) : قد تحدث بالفعل عن هذا (التشابه الشديد) بين عقائدكم الحالية التي وضعها لكم (بولس) اليهودي : وبين عقائد (الأمم الوثنية) القديمة !!!..

وذلك مثل عالم اللاهوت : (توم هاربر) في كتابه : (المسيح الوثني) !!!..
ومثل أيضا ًالأكاديمي واللاهوتي الأمريكي الشهير : (بارت إرمان) في كتابه : (العقائد المسيحية المفقودة) !!!!.. والذي ذكر فيه أن القرن الأول الميلادي : كانت تسود فيه : (فوضى من العقائد المسيحية) !!!..
حيث كان هناك من النصارى من عبد آنذاك :
إلها ًواحدا ً!!!.. أو اثـنين !!!.. أو ثلاثة !!!.. بل حتى وصلوا لاثني عشر إلها ً!!!!..
واستمر ذلك حتى تم فرض عقيدة (التثـليث) بأمر الإمبراطور (قسطنطين) بعد مجمع (نيقية) المسكوني كما قلت لكم من قبل عام (325) م !!!.. وذلك حسب ما أكدته أيضا ًمجلة (ناشيونال جيوجرافيك) في عدد مايو 2006 م لمَن يريد التأكد !!!!!...

حيث أثبت كل هؤلاء وغيرهم الكثير والكثير من الباحثين المنصفين : أن عقيدة (الصلب والفداء) التي يظن عامة النصارى اليوم أنهم : هم وحدهم الذين (تفردوا) بها من دون الناس :
قد أثبتوا أنها ما هي إلا عقيدة : (منقولة بحذافيرها) من (الأمم الوثنية السابقة) !!!!...

وهنا .. كان التوتر والترقب قد وصلا لمنتهاه بداخل هذه القاعة الكبيرة !!!...
بل إن (ماري) نفسها : ما كانت تظن أن الشيخ (عبد الله) سيصل لهذه الدرجة من :
(دحض) الدين الذي طالما دانت به معظم سنوات عمرها من قبل !!!!...
فاشتركت مع الحاضرين في (الحملقة بذهول) في وجه الشيخ : الذي هدم لهم دينهم في دقائق معدودات !!!..
والذي لم يترك لهم أيضا ً: أدنى مجال للشك في كلامه !!!.. حيث لم يترك في كلامه شيئا ً:
إلا وقد قام بتوثيقه .. بل وذكر المراجع الصحيحة الرسمية له !!!!!..
وكل ذلك : عن طريق الاستعانة ببعض (الوريقات الصغير) التي يمسكها بيده في بساطة !!!..
أما رجال الدين في الصف الأول .. بل وبعض رجال الدين المنتشرين في القاعة أيضا ً:
فقد أصابهم الذهول التام من هذه الحقائق التي يسمعها معظمهم بالفعل : لأول مرة في حياتهم !!!..

ولكن الشيخ : لم يهدأ أو يتوقف !!!.. بل واصل في بساطته وهدوءه الشديدين قائلا ً:

وإني لأدعوكم جميعا ً: لقراءة أحد أقوى هذه الكتب في ذلك .. ألا وهو كتاب : (المُخلِصُون الستة عشر للعالم) !!!.. لكاتبه عالم الأديان الأمريكي : (كيرسي جرافس) !!!!..
حيث ذكر فيه : (ستة عشر) عقيدة عالمية : تعتمد جميعها على عقيدة (الصلب والفداء) المعروفة لديكم !!!..
والتي تظنون أنكم وحدكم : المتفردون بها !!.. فهل تصدقون هذا ؟؟.. أو : هل حتى تعلمون مثل هذه الحقائق ؟؟!!!..

وسوف أذكر لكم الآن : (مثالا ًواحدا ً) فقط مما ذكره الكاتب في هذا الكتاب القيم .. ألا وهو صلب :
(كرشنا) : الإله الهندي الوثني قبل (المسيح) عليه السلام بأكثر من ألف عام !!!..
وليس هذا فقط !!!..
بل وهناك : (تطابقا ًكاملا ً) أيضا ًبين تفاصيل حياة كل ٍمن هذا (الإله الوثني) : وبين (المسيح) نفسه عليه السلام : وذلك قبل الميلاد بأكثر من (ألف عام) !!!!.. وإليكم أوجه التشابه :

ولفت نظر الشيخ هذه المرة : إنهماك الكثير ممن في القاعة في (تدوين) كل ما يقول ..
فحمد الله تعالى على أنه يسوق لهم الحق : موثقا ًمن مصادره ..
وها هم الآن : ينظرون إلى شفتيه : لتلقي أوجه الشبه بين هذا الإله الهندي (كرشنا) : وبين (عيسى) الذي كان يظنه أكثر الحاضرين : إلههم طوال عمرهم !!!...

فقال لهم :
1)) التشابه في : (الميلاد المعجز) من (غير أب) عن طريق (عذراء) لكل منهما !!!..
2)) الملائكة والرعاة والحكماء يتغنون لـ (الأم والإبن) في القصتين !!!..
3)) إصدار الحاكم الطاغية : (أمرا ًرسميا ً) لقتل كل مولود يولد في القصتين !!!..
4)) هروب الأم ووليدها في القصتين !!!..
5)) الانعزال المبكر في الصحراء في القصتين !!!..
6)) التعميد المُقدس لـ (كِرشنا) في نهر (جانجز) : كما تم تعميد (المسيح) عليه السلام في نهر (الأردن) !!..
7)) دهان إحدى النساء لـ (كِرشنا) بالزيت : كما تم فعل ذلك مع (المسيح) أيضا ً!!!..
8)) تغيير (كرشنا) لهيئته في (ماديورا) وتأكيده لأصحابه أنه سواء كان حاضرا ًأو غائبا ً: فسوف يكون معهم !!!..
9)) كان لديه حواري مخلص يتبعه اسمه (أرجون) : كما كان للـ (المسيح) عليه السلام حواريون !!!!...

فإذا كان كل ذلك التشابه : مع عقيدة : (واحدة فقط) من بين (الستة عشر) عقيدة التي ذكرها الكاتب !!!..
فماذا تتخيلون إذا ًعن باقي هذه العقائد الفاسدة وتغلغلها في (عقائدكم المُحرفة) ؟؟!!!!...

ثم واصل الشيخ سيل الحقائق المفزع لهم قائلا ً:
بل وحتى الشكل المعروف للـ (صليب الروماني) لديكم : قد أرجعه بعض الباحثين للشكل المعروف لرمز (مفتاح الحياة) عند (الفراعنة القدماء في مصر) !!!.. حيث كان يتخذه النصارى الأولون المضطهدون الهاربون إلى مصر : شعارا ًلهم : لبعث الأمل في نفوسهم !!!.. ثم ما لبث أن تم تأويله وتحريفه إلى شكل (الصليب) المعروف لدى كل النصارى الآن في كل أنحاء العالم !!!!...

وهنا .. لم يستطع الشيخ (عبد الله) أن يمنع ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه : وهو يرى (الذهول) الذي ارتسم على ملامح وجوه الحاضرين !!!...
بل ولم يستطع (رجال الدين) في الصف الأول : أن يمنعوا (حمرة الغضب) التي كست وجوههم من كل هذه الحقائق (المفجعة) الساقطة عليهم وعلى الحاضرين كـ (القنابل) !!!!..

فداعب الشيخ الحاضرين قائلا ً:
هل اكتفيتم ؟؟؟.. أم تريدون سماع أدلة أخرى : (رسمية هذه المرة) عن (التحريف) في كتبكم ؟!..

فأشار معظم الحاضرين له أن : أرجوك أكمل .. أكمل !!!...

فتنهد الشيخ والابتسامة لم تزل على شفتيه قائلا ً:

في عام (1546) م .. وفي مجمع (ترانت) : تم فرض العهدين القديم والجديد وملحقاتهم على الأتباع قهرا ًقائلين :
" إن الله : هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس " !!!..

وأرفقوا مع هذا البيان أيضا ًبيانا ًآخرا ًوهو :
" فرض اللعنة على كل من يتجرأ ويسأل عن (مصداقية) أي شيء " !!!!!...

ثم مع تقدم العلوم والدراسات (التاريخية) و (اللغوية) .. والتي بسببها تدخل (النقد العلمي) في نصوص العهدين القديم والجديد وملحقاتهم :
اضطر (الفاتيكان) أن يتراجع عن عبارة : " الله هو المؤلف الوحيد للكتاب المقدس " ..
ليقول فى مجمع (الفاتيكان الأول) عام (1869) م :
" أن الله : قد ألهم الحواريين عن طريق الروح القدس " !!!!!..

ثم أخيرا ً.. وفى مجمع (الفاتيكان الثاني) المنتهى عام (1965) م .. وتحت وطأة (العديد من الحقائق) التي كشفت عنها أيدي (النقد العلمي والدراسات) :
كان الموعد المشهود للاعتراف (رسميا ً) من كنيستكم : بحقيقة ( التحريف) في كتبكم !!!!..
ولكن : تبقت أمامهم مشكلة واحدة كبرى .. ألا وهي :
كيفية إيجاد (الصيغة الأخف وطأة ً) : والتي سيتم بها إعلان ذلك لـ (ملايين) النصارى الذين يتابعون أخبار (المجمع) بشغف !!!..
لذا ..
فقد كتبوا : (خمس صيغ مختلفة) !!!.. ثم (اقترعوا) على الصيغة النهائية من بينها !!!..
والتي حازت على أغلبية : (2344) صوتا ًضد (6) أصوات معارضة !!..

وكانت الصيغة النهائية (الأخف وطأة ً) المُعلنة هي :

" أن هذه الكتب (أي العهدين القديم والجديد وملحقاتهم) : وإن كانت تتضمن (الناقص والباطل) .. فهى مع ذلك : تعد : شهادات لعلم تربية إلهى حقيقى " !!!!..

وأترك لكم التعليق ...!!
بل وأترك لكم أن تتساءلوا :
إذا كان هذا التصريح الذي اختاروه : هو (الأخف وطأة ً) على الأتباع وعلى النصارى : فماذا كانت تتضمن باقي التصريحات الأخرى من (حقائق مفجعة) !!!!..

بل السؤال الحقيقي الذي يجب أن تطرحوه على أنفسكم الآن هو :
ماذا يتبقى لكم بعد ذلك من دينكم : ولم يتم (أخذه) أو (اقتباسه) من الأمم (الوثنية) الماضية ؟!!..

وصدق الله العظيم القائل في كتابه (القرآن الكريم) :
" قل يا أهل الكتاب : لا تغلو في دينكم غير الحق !!!.. ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل !!!.. وأضلوا كثيرا ً!!!.. وضلوا عن سواء السبيل " !!!.. المائدة 77 ..

بل ويكفيكم (التناقضات الكثيرة جدا ً) في هذه الكتب التي بين أيديكم !!!..
والتي من أبرزها وأعجبها (وسوف أكتفي بمثال واحد فقط) هو :
لو أن (المسيح) عليه السلام كان يعرف بالفعل (قداسة مهمته) لتخليص هذا العالم .. بل وأنها بالفعل هي (الهدف الوحيد) الذي جاء من أجله كما تظنون .. فكيف بعد كل هذا : يُصلي ويتضرع ويطلب من الله تعالى أن :
(يُبعد عنه هذه الكأس) !!!..
بل ويخاف منها : وهو يعلم أن (اليهود) يريدون تسليمه للحاكم لـ (الصلب) !!!..

وذلك كما جاء في إنجيل متى 26- 39 :
" يا أبتاه : إن أمكن : فلتعبر عني هذه الكأس " !!!..

ثم إن كانت مهمة (تخليص العالم) هي مهمة (مقدسة وسامية) : وقد قام بها (المسيح) عليه السلام على أكمل وجه كما تظنون .. فلماذا إذا ًصرخ مناديا ًالله تعالى وهو على (الصليب) صارخا ً ومُعاتبا ً:
" إيلي إيلي : لما شبقتني " !!!!.. أي : " إلهي إلهي : لم تركتني " !!!!..
كما في إنجيل متى 27- 46 ...

(تناقضٌ في تناقض) !!!!..

هذا هو دينكم !!!!..
لأن هذا (التناقض) : هو النتاج الطبيعي دوما ًلـ : (التحريف) و(الكذب) !!!!..
(تناقض) في ذكر (نسب عيسى) عليه السلام في الأناجيل !!!.. و(تناقض) في ذكر الأحداث والتوقيتات التي صاحبت (الصلب) وما بعده !!!!...
ولعلي أ ُفصل جانبا ًمن كل ذلك فيما بعد ...

فصدق الله العظيم الذي قال لنا في (قرآنه الكريم) :
" أفلا يتدبرون القرآن ؟؟.. ولو كان من عند غير الله : لوجدوا فيه اختلافا ًكثيرا ً" !!..
النساء - 82 ..

فكيف بعد كل هذا تتوقعين آنسة (ماري) أن ينصلح حال (أخيك) كلما قرأ في دينكم ؟؟!!!..

بل وما الذي سيدفعه حقا ًلـ (التوبة) و(الهداية) الحقيقية من الإنحراف :
إذا كان (المسيح) عليه السلام : قد كفر عنه جميع خطاياه (مُقدما ً) كما تزعمون ؟؟!!!..
فهل هكذا تتوقعون أن ينصلح حال الناس ؟؟!!!..
أن نقول لهم : افعلوا ما شئتم من : قتل .. وزنا .. وسرقة .. وغش .. وخيانة .. وسُكر .. وإدمان :
لأن (المسيح) عليه السلام : قد كفر عنكم سيئاتكم (مُقدما ً) : قبل حتى أن تعملوها ؟؟؟!!!!..

هل عرفتي السبب الآن آنسة (ماري) في فشل دينكم عن (إصلاح) الناس برغم أن مصدره كان الله أيضا ًمثلنا ؟؟..
وهل علمتي الآن : الفرق بين ديننا ودينكم (المُحرف) !!!!..

وهنا ضجت القاعة بالعديد من الأصوات .. والتي لم يفهم الشيخ معناها أو المغزى منها بالضبط !!!..
فرأى أن ينتقل من هذه النقطة لنقطة أخيرة سريعة : يُنهي بها هذا السؤال الحرج فقال :

وأما عن (اليهودية) ....
فلن أطيل في الحديث عنها كما فعلت في الحديث عن (النصرانية) ....
وإنما أدعوكم فقط لقراءة ما جاء عنهم في سفر (إشعياء) من العهد القديم الذي تحملونه معكم !!!!..
والذي يبدأ بالكلام الآتي :

" اسمعي أيتها السماوات .. واصغي أيتها الأرض : لأن الرب يتكلم :
ربّيت بنين ونشأتهم .. أما هم : فعصوا عليّ !!!..
الثور يعرف : قانيه .. والحمار : مَعلف صاحبه .. أما إسرائيل : فلا يعرف !!..
شعبي : لا يفهم !!!..
ويل للأمة الخاطئة : الشعب الثقيل الإثم !!!.. نسل فاعلي الشر : أولاد مفسدين !!!..
تركوا الرب !!!.. استهانوا بقدوس إسرائيل !!!.. ارتدوا إلى الوراء !!!..
على م تضربون بعد ؟؟.. تزدادون زيغانا ً!!!..
كل الرأس مريض !!.. وكل القلب سقيم !!!..
من أسفل القدم إلى الرأس : ليس فيه صحة !!!.." ...

وأنا أقول لكم :
إذا كان هذا هو : (كلام الرب) عز وجل عنهم !!!!.. فماذا تتوقعون أن يكونوا !!!!..
ماذا تتوقعون من قوم ٍ: أهدروا كرامة الوحي !!!.. وحرفوا كلام ربهم !!!.. وأرهقوا أنبياءهم !!!..
بل : قد قتلوا كثيرا ًمنهم بالفعل أيضا ً!!!.. ثم مازالوا يعتقدون بعد كل هذا أنهم :
(ويا للعجب) : شعب الله المختار !!!!..

لقد أخبرنا الله تعالى عنهم في قرآننا بأنهم : (يعلمون الحق) : ولا يتبعونه !!!..
وأنهم يتجرأون على : (تحريف) كلام الله تعالى و(تزييفه) و(إخفائه) !!!..
ولذلك .. فهو يقول لنا في كتابه (القرآن الكريم) :
" أتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم : يسمعون كلام الله :
ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه : وهم يعلمون " ؟!!.. البقرة - 75 ..

فهل مع مثل هؤلاء القوم (العصاة) و(المتكبرين على الحق) : هل تتوقعون أن يأتي معهم (صلاح) أو (خير) ؟!!!..
لا أعتقد إلا مَن رحم ربي : وهم أقل القليل فيهم ....

وهكذا ..
أكون قد أجبت على أسئلتك واستفساراتك الخطيرة آنسة (ماري) ..
بل وأكون : قد توسعت في الإجابة أيضا ًلأعرض لكم : (رأي الإسلام الصريح) في (دينكم) و(دين اليهود) !!!..
بل وأعطيتكم من الحقائق : ما أتمنى أن تتابعوه أنتم فيما بعد : بـ (البحث) و(التمحيص) و(التأكد) : طلبا ًللحق ..
والحق وحده !!!!..

ولنأخذ سؤالا ًآخرا ًمن الحاضرين ....


7)) عقاب من يؤذي أحدا ًمن الناس ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 01:51 AM
7)) عقاب من يؤذي أحدا ًمن الناس ..

كان للكلمات التي قالها الشيخ : وقعا ًقويا ًومفاجئا ًللغالبية العظمى من الحاضرين في القاعة .. والذين راحوا يتساءلون عن (صحة) ما أخبرهم به لتوه من الحقائق المفجعة عن دينهم !!!....

وهنا .. مالت رؤوس العديد من أشخاص الصف الأول بالهمس لبعضهم البعض !!!...
حيث لم يتوقعوا أبدا ًأن يأت لهم الدكتور (محمد إبراهيم) : بمثل هذا الشيخ المسلم !!!.. والذي يبدو وكأنه :
(موسوعة أديان حية) أمامهم تتكلم !!!..

والذي قضى بالحقائق العديدة الموثقة التي ذكرها :
على أي أمل لديهم في الاستشهاد بأي شيءٍ بعد ذلك من دينهم في أسئلتهم له !!!..
فصار عليهم الآن :
أن يركزوا مجهوداتهم في (الطعن مباشرة) في (الإسلام) نفسه بدون هوادة ....
على أن بعضا ًمنهم : قد فضل الصمت التام بعد كل ما سمع !!.. والبعض الآخر : قد هزته كلمات الشيخ هزا ً!!!..
فانقلب إلى نفسه يُراجعها : أين الصواب بالفعل وأين الخطأ !!!..

ولاحظ الشيخ (محمد إبراهيم) : هذا الاضطراب البادي في القاعة .. فبادر بقطعه قائلا ً:

جزاك الله خيرا ًيا شيخ (عبد الله) .. وسوف نقوم بالفعل بتوزيع العديد من الكتيبات والوريقات الصغيرة بعد الندوة عن : أهم المراجع لاستقاء مثل هذه المعلومات والتأكد منها .. وخصوصا ًلدى العديد من (المفكرين الغربيين والنصارى) أنفسهم !!!.. والذين (أسلموا) بالفعل وكتبوا في مثل هذه المواضيع مثل البروفيسور (روجيه جارودي) والدكتور (موريس بوكاي) وغيرهم ... مع بعض المراجع (الكنسية الرسمية) الموثوق بها أيضا ًبهذا الشأن !!!...

وهنا .. التفت حاكم المدينة المستر (فيليب جونز) الجالس بجوارهما إلى الحاضرين قائلا ًفي مرح :
يبدو أن عند هذا الشيخ المسلم بالفعل : الكثير والكثير الذي سنعرفه الليلة !!!...
ثم التفت إلى الشيخ (محمد) وقال له بعد أن ضحك ضحكة قصيرة :
أعتقد أن حياة الكثيرين : سوف تتغير كثيرا ًمن بعد هذه الندوة الليلة شيخ (محمد) !!!...

ولأول مرة منذ بداية الندوة : قام بعض الأشخاص في الصف الأول برفع أيديهم !!!...
وفي كياسة وحكمة : قام الشيخ (محمد) بتجاهلهم بشكل غير ملحوظ ولا جارح .. فبدا وكأنه لم يرهم !!!.. حيث فضل الشيخ في هذا الوقت : أن لا تزداد (حدة الحوار عن الأديان) الآن !!!..

ولذلك .. فقد قرر أن تهدأ الأمور أولا ًباستقبال سؤالا ًآخرا ًمن أحد الحاضرين : قبل أن يختار أحد رجالات الصف الأول ...

وكي لا يفطنوا لتجاهله المتعمد لهم :
فقد قام الشيخ (محمد) باختيار أول من تقع عيناه عليه سريعا ً!!!...
فاختار شابا ً: من وسط القاعة تقريبا ً... ويا له من شاب !!!..

وذلك أنه عندما قام الشيخ (محمد) باختياره والإشارة إليه :
نقلت الكاميرات عبر الشاشة الكبيرة خلف المنصة صورة شاب : (غير متزن) !!!..
بل هو يكاد يميل أو يسقط جانبا ًوهو رافعٌ ليده !!!..
فتعجب الحاضرون (ومعهم الشيخ) من هذا الوضع الغريب !!!...

وعندما تركزت الأضواء والكاميرات على الشاب :
على الفور : اعتدل سريعا ً!!!.. وأمسك بالميكروفون الذي كان قريبا ًمنه وقال في ارتباك :

احممم ... اسمي (ستيف) ..
ثم ازداد اعتدالا ًواتزانا ًفي وقفته وهو يقول :
مرحبا ًبك أيها الشيخ المسلم في مدينتنا ...
ولكم أود أن أقول (رأيي الشخصي) فيك بصراحة : أنا ورفاقي الذين بجواري هنا !!!!..

فضحك الشيخ (عبد الله) في تعجب وقال : تفضل !!!...

فبدا على وجه الشاب الجدية أكثر وهو يقول :
رأينا فيك أيها الشيخ المسلم حتى الآن : هو أنك (مُعلم ٌرائعٌ) !!!..
وأنك أيضا ً: إنسان جدير بالاحترام والتصديق !!!..
ولذلك : فسوف أحدثك أنا أيضا ًبالصراحة والصدق !!!..

فقد حضرت أنا وخمسة من رفاقي إلى ندوة الليلة : لا لشيء إلا : لـ (التسلية) وحسب !!!...
ولا تستغرب أيها الشيخ : فهذا ما نفعله طوال الوقت : (التسلية) !!..

ولعلك تعجب إذا علمت أن هذه هي المرة الأولى لنا مذ كنا أطفالا ً:
والتي نستمع فيها بمثل هذا الاهتمام والتقدير : لأحد الناس !!.. كائنا ًمن كان !!!..
حيث أن عادتنا منذ وقتٍ طويل صارت : اللهو والكلام والتجريح بصوتٍ عال ٍ: على المُحاضر الذي أمامنا !!!..
أو حتى التعليق عليه بسخرية : ولو حتى بصوت ٍمنخفض ٍإذا خفنا منه ومن الناس !!!..

ولكن الأمر صدقني : قد اختلف معنا كثيرا ًالليلة !!!...
فمنذ بداية الندوة : ونحن نشعر بـ (التغيير) !!!.. حتى هذه القاعة الضخمة : نشعر وكأن بها (روحا ًغريبة) : جديدة علينا الليلة !!!.. حيث مع بدء دخولك إليها وحديثك معنا : ونحن نشعر بـ (اطمئنان) و(سكون) غريبين !!!..

وهنا .. قام بعض الحاضرين في القاعة بالتصفيق :
وكأنهم يتضامنون مع (ستيف) ويوافقونه فيما يشعر به ويتحدث عنه !!!!..

فضحك الشاب لهذا التجاوب الغير متوقع .. ثم واصل كلامه فقال :

والحق : لقد أثنينا عليك أنا ورفاقي كثيرا ًهنا ...
فإن لك أسلوبا ً: سهلا ًمنطقيا ًفي الكلام : نشعر معه وكأن معاني الكلام : تخرج من داخلنا نحن لا أنت !!!!...
بل وكأن المعاني : كانت حبيسة في مكان ما مجهول بداخلنا : ثم جئت أنت لتطلق سراحها الليلة !!!!....

فصفق عدد كبير من الحاضرين في القاعة مرة أخرى في سعادة :
على هذا الكلام الراقي المُعبّر من مِثل هذا الشاب الصغير !!!...

الأمر الذي شجعه على مواصلة حديثه في سعادة قائلا ً:
الحق أيضا ًأيها الشيخ :
أن لديك أسلوبا ًمميزا ًجدا ًفي الحوار !!!.. وليس كما وصفت لنا بعض الصحف في مدينتنا عن المسلمين !!!..
فأنت تتحدث أمام هذا الجمع الكبير من الحاضرين في وقتٍ واحد .. ومع هذا : فأعتقد أن كثيرا ًمن الحاضرين يشعرون مثلي : وكأنك تتكلم مع كل منا على حده !!.. أو بتعبير آخر : أنت ماهر جدا ًفي إعطاء (نفس الشعور) بالإهتمام تجاه كل فرد من الحاضرين !!!.. حتى أن نظراتك : تكاد تكون مُوجهة لكل فرد فينا : بالرغم من كثرتنا وتفرقنا في أنحاء القاعة !!!!...
وهذا شيء : مثير جدا ًللإعجاب والتقدير في نظري !!!...
ولعل ذلك ما جذبنا بشدة لـ : الإنصات لكل كلمة تقولها !!!....

بل ومع نهاية إجابتك السابقة على الآنسة (ماري) :
طلب مني رفاقي أن ألقي عليك سؤالا ً!!!.. أيّ سؤال ٍكما يفعل الحاضرون الآن !!!..
فهذه هي المرة الأولى في حياتنا : والتي نرغب فيها بالفعل في المشاركة في عمل ٍنافع !!!..
فداعب بعضنا بعضا ًفي ذلك الوقت .. وأخذنا نضحك ونتعجب : من أنه ليس لدينا سؤالا ًواحدا ً(ذا قيمةٍ) :
يمكننا أن نسألك عنه !!!.. فحياتنا من قبل كما قلت لك : لم تكن إلا تسلية !!..
وعندها قلت لهم أخيرا ً: أنني لو سألتك عن شيء : فسوف أسألك عن : (حكم شرب السجائر) في الدين !!!..
وأن هذا كل ما لديّ الآن : ولا شيء غيره في رأسي !!!..

فأخذنا نتضاحك .. حتى دفعني صديقي بمرح جهة الميكروفون وهو يقول لي : هيا .. هيا !!...
فكانت المفاجأة لنا جميعا ً: أن قام الشيخ (محمد) باختياري في هذه اللحظة !!!..
ولعل هذا يفسر لكم : سر (وضعي الغريب) الذي رأيتموني عليه وقت استلامي للميكروفون !!!...
فلقد كدت أسقط جانبا ًبالفعل : بسبب دفعة صاحبي لي !!!...

والحق أقول لك يا شيخ : أن إجابتك مع الآنسة (ماري) : قد أثرت فينا كثيرا ً...
بل وعلى المستوى الشخصي لي : فقد أجبتني (وأنت لا تدري) عن كثير من الأسئلة الدينية التي كانت تدور في رأسي منذ الصغر !!!!..
والتي أعتقد أن عدم إعطائي (جوابات شافية) لها مِمَن حولي في ذلك الوقت : كان سببا ً أساسيا ًبالفعل من أسباب انحرافي إلى الآن : كما ذكرت أنت بالضبط عن العديد من الشباب الضائع في كلامك !!!..

فهذا كل ما لدي أيها الشيخ الموقر ...
فإذا رأيت أن سؤالي : جدير فعلا ًبالإجابة : فذاك كرمٌ كبير منك .. ولطف ٌجمّ ..
وإذا لم تر سؤالي : ذا قيمة .. أو خارجا ًعن موضوع الندوة : فلنترك المجال إذا ًلاختيار سؤال آخر من أحد الحاضرين هنا في القاعة ...
وشكرا ًعلى استماعكم لي ...

والحق : أنه في هذه اللحظة : كانت أعين أكثر الحاضرين تنظر لهذا الشاب الصغير بكثير من الود والاحترام !!!... فقد رأوا من طريقة كلامه واختياره المهذب لألفاظه : أنه يتمتع بقدر كبير من الأدب بداخله .. وذلك عكس ما يعرفه عدد ٌمن أهل المدينة عنه !!.. أو عكس ما قد يبدو عليه منظره من الخارج !!!!...
وأكد ذلك الشعور : الشيخ (عبد الله بن سعيد) نفسه حينما قال :

الحق (ستيف) : أني أنا من يجب عليه شكرك على (أسلوبك اللطيف جدا ً) في الحديث معي وعني !!!...
والذي ينم عن أدب بالغ بداخلك : حتى ولو لم يبدو ذلك عليك من الخارج كما وصفت نفسك !!!...

والحقيقة : أنك أخجلتني كثيرا ًبإطرائك ومدحك لشخصي المتواضع ..
ولذلك .. فأنا أ ُحيطك علما ًأنت وكل الحاضرين بأني :
ما إلا (تلميذ صغير جدا ًجدا ًجدا ً) في مدرسة نبي الإسلام : (مُحمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
بل وإني لأتعجب فعلا ًمع مدحك الكبير لي بهذه الطريقة : كيف سيكون مدحك إذا ًلأخلاق نبي الله (محمد) صلى الله عليه وسلم : لو قرأت أو سمعت عنها شيئا ً!!!!..
والذي هو : (أفضل) من مشى على هذه الأرض على الإطلاق .. وسيد ولد (آدم) ولا فخر !!!..

وما الذي مدحتني لأجله :
كحسن كلامي .. وحسن توضيحي للمعاني .. وكمهارتي في توزيع اهتمامي على جميع الحاضرين :
ما هو إلا : (جزء ٌيسير ٌجدا ًجدا ً) مما تعلمته أنا من أخلاق هذا النبي العظيم !!!..
والذي كان إذا تحدث لأصحابه من حوله :
ظن كل واحد ٍمنهم أنما يُحادثه هو وحده !!!.. وأنما ينظر إليه هو وحده !!!..
فصلى اللهم عليه وسلم .. وبارك على آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
آميـــــــن ..

وأما بالنسبة لسؤالك (ستيف) :
فقد أخبرتكم منذ بداية الندوة : أنكم سوف تجدون في دين الله تعالى (الإسلام) : إجابة عن كل شيء !!!..
وذلك لأنه : هو (الدين الخاتم) الذي جعله الله تعالى : كافيا ًلـ (البشرية جميعا ً) في كل (تفاصيل حياتهم) حتى قيام الساعة كما شرحت لكم منذ قليل !!!...

والسؤال الذي سألته (ستيف) : هامٌ جدا ًبحق ..
وذلك لأنه : لا يتعلق فقط بحكم (التدخين) أو (السجائر) كما تظن !!.. بل يتعلق بموضوع أكبر وأخطر من ذلك بكثير ... ألا وهو موضوع : حكم (إيذاء) الإنسان لـ (نفسه) ولـ (مَن حوله) أيضا ً!!!..

فكما نعلم أنه : لا إنسان (كامل ٌ) في هذه الحياة الدنيا !!!!..
وإنما سيتحقق فينا هذا (الكمال) : عندما ندخل (جنة الله) بعد الموت والحساب بإذن الله تعالى ورحمته ..
وما دام ليس أحد فينا (كامل) في هذه الحياة :
فالناس حتما ً: سيتفاوتون في (المعاصي) و(الآثام) التي سيرتكبونها في حق (أنفسهم) وفي حق (الآخرين) !!!..

ومن هنا .. فإن أفضل الناس هو : من (يُجاهد نفسه دوما ً) : ليتخلص من أسوأ صفاته التي فيه !!!...
والذي إذا واجههه أحد الناس بخطئه : اتعظ وأقلع عنه ولم يتكبر !!!!...

وهذا ما أكده لنا رسولنا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم حينما قال :
" ما من عبد ٍ((مؤمن)) : إلا وله ذنب : يعتاده الفينة بعد الفينة !!!..
أو ذنبٌ : هو مقيم عليه : لا يفارقه حتى يفارق الدنيا !!!..
فإن ((المؤمن)) خـُـلق : مُفـَـتـنا ً!!.. توّابا ً!!.. نسيّا ً!!..
فإذا ذ ُكًر : تذكّر " !!!... صحيح الجامع الصغير للألباني (2/5735) ...

ولذلك .. فإن أسعد الناس : هو من حاول بقدر الإمكان أن تكون ذنوبه : بينه وبين ربه فقط !!!...
لأن الله تعالى : يمكن أن يغفرها له برحمته : وخصوصا ًإذا تاب منها في حياته !!!...

وأما أخطر الذنوب : فهو ما كان بينك وبين الناس !!!...
فالحق أقول لكم : لن ينتهي الموقف يوم القيامة والحساب إلا : بعد أن يفصل الله تعالى بين جميع الخلائق بعدله !!...
ولذلك .. فإن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم يُحذرنا جميعا ًفيقول :
" لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ..
حتى يُقاد للشاة الجلحاء (أي التي لا قرن لها) : من الشاة القرناء " !!!..
رواه مسلم والترمذي وصححه الألباني ...

يا اللــــــــــه !!..
فإذا كان عدل الله المطلق : سيصل يوم الحساب للفصل بين البهائم التي لم تــُـكلف بشرع ٍأصلا ً!!..
فكيف سيكون الحال بنا نحن البشر ؟!!!..

وسوف أزيدكم تفصيلا ًلذلك الأمر فأقول :
إن أي فعل أو قول فيه (إيذاء) للنفس أو للآخرين : (وذلك سواء بالتدخين أو غيره) :
فسوف يُـكلِف صاحبه كثيرا ًفي هذه الدنيا !!.. كما سيُكلِفه كثيرا ًأيضا ًأمام الله تعالى يوم الحساب !!!...

لأنك بذنوب مثل (التدخين والسجائر وغيرها) : قد (ضررت نفسك) أولا ً!.. و(ضررت الناس) ثانيا ً!...
وأما أخطر هذين الضررين يوم الحساب .. فهو الضرر الواقع على الناس من حولك !!!....
حيث أراد النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام : أن يصحح مفهوم (الإفلاس) عند معظم الناس !!!..
فسأل أصحابه يوما ًقائلا ً:
" ما تعدون المُفلس فيكم ؟؟.. قالوا : المُفلس فينا : مَن ليس له درهم ولا متاع " !!..

فهذا بالفعل : هو تعريف (المُفلس) عند معظم الناس .. والذين لا ينظرون إلا : لهذه الفترة القصيرة جدا ًمن عمرهم في هذه الدنيا الفانية !!!..
حيث (المُفلس) في نظرهم : هو الذي لا يملك : مالا ً.. ولا متاعا ًذا قيمة إذا باعه !!!..

ولكن النبي الحكيم (محمد) : يلفت أنظار أصحابه لمعنى (الإفلاس الحقيقي) فيقول لهم :
" إن المفلس من أمتي : مَن يأتي يوم القيامة بـ : صلاة !!.. وصيام !!.. وزكاة !!!..
ولكنه : قد شتم هذا !!.. وقذف هذا !!.. وأكل مال هذا !!.. وسفك دم هذا !!.. وضرب هذا !!!..
فيـُعطى هذا من حسناته !!!.. وهذا من حسناته !!!.. فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه :
أ ُخذ من خطاياهم : فطرحت عليه : ثم طـــُرح في النار " !!!..
حديث صحيح رواه مسلم وغيره ..

فهل استشعرتم معي جميعا ًالآن : خطورة إيذاء الناس في الدنيا بدون وجه حق ؟؟!!!..
فإذا أخذنا مسألة (التدخين) أو (السجائر) التي سأل عنها (ستيف) : مثالا ًعلى ذلك : فسوف نجد أنها للأسف الشديد :
تؤثر بـ (رائحتها الكريهة) وبـ (آثارها الصحية الضارة) على : كل ما يُحيط بالمُدخن من حوله !!!..
أصدقائه !!.. وزملائه في العمل !!!.. والجالسين بجواره في أي مكان !!!.. بل ويؤذي أيضا ً: أحب الناس إليه :
زوجته وأولاده !!!!..
بل وقد يصل إيذاؤه لأولاده الذين حتى : لم يولدوا بعد في بطن زوجته !!!..
فهل رأيتم ضررا ًعظيما ًمثل هذا الضرر ؟؟!!..

بل ويبقى ويستمر إيذاؤه لمن حوله : حتى بعد انتهائه من التدخين !!!..
وذلك عن طريق : (رائحة فمه) أو (ملابسه الكريهة) !!!.. واللذان يستمر تأثيرهما أيضا ًفي (الأماكن المغلقة) التي قام بالتدخين فيها : ثم دخلها أحد الأشخاص من بعده !!!.. مثل (الغرف الصغيرة) و(دورات المياه) و(المصاعد) !!..
وهكذا ....
فيكون السؤال الآن (وفي ضوء حديث (المفلس)) الذي سمعتموه منذ لحظات :
هل تظنون معي أن مثل هذا (المُدخن) : هل لديه من أعمال الخير :
ما يسد عنه كل هذه (الحقوق) لكل مَن (آذاه) : يوم القيامة ويوم الحساب ؟؟!!!...

وهنا .. لاحظ الشيخ : (انكماش) بعض الحاضرين في مقعده !!!.. وكأنهم : لم يتخيلوا من قبل أبدا ً: أن تكون عاقبة (تدخينهم) : بمثل هذا السوء في الدنيا وفي الآخرة !!!..
ولعلهم يسألون أنفسهم الآن : مثلما تساءل الشيخ تماما ً:
هل لديهم بالفعل : ما سيسدون به كل هذه (الحقوق) غدا ًأمام الله تعالى بعد الممات ؟؟!!..

وهنا واصل الشيخ كلامه قائلا ً:
هذا بالنسبة للضرر الأول .. وهو الضرر الناتج عن إيذاء الإنسان لمن حوله من الناس !!..
ولكن ..
ماذا عن الضرر الثاني ؟؟.. وهو إيذاء الإنسان لنفسه ؟؟..
هل سيحاسبه الله تعالى عليه ؟؟...

وفي هذه المناسبة : أنقل لكم (قاعدة عظيمة) للتحكم في أفعال الإنسان المختلفة .. وهي التي أخبرنا بها نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم حينما قال :
" لا ضرر .. ولا ضرار " !!!..
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/250) ...

أي أنه ليس من الدين : (ضرر النفس) .. أو حتى : (ضرر الغير) أيضا ًبدون وجه حق !!!...
أي أن الإنسان الذي (يدمن الخمر) مثلا ًأو (يشرب السجائر) أو حتى (يتعاطى المخدرات) :
ويظن أنه إنما (يؤذي نفسه فقط) .. وأنه لذلك : فلن يحاسبه الله تعالى :
فهو مُخطيء بالتأكيد !!!..
وذلك لأن الله تعالى : سوف يحاسبه أيضا ًعن نفسه وجسده : ماذا فعل فيهما في حياته ؟؟...
ودعوني أوضح لكم ذلك بمثالين بسيطين :

لو أن أحد الناس أعطاك : (لباسا ًفاخرا ً) لتحضر به إحدى المناسبات الهامة :
أليس من الواجب عليك أن (تحافظ) عليه : لكي تعيده إلى صاحبه (سليما ً) (نظيفا ً) (غير معيب) ؟؟..
فأجاب الشيخ بنفسه : بلى بالطبع !!!... ثم قال :
والآن ....
إذا أعطى صاحب العمل : (لباسا ًخاصا ً) لأحد العمال لديه : لـ (حمايته) و(وقايته) أثناء عمله .. ثم قام هذا العامل بـ (إتلاف) هذا (اللباس الخاص) في أغراض ٍ: (غير أغراض العمل) !!!!..
هل يجوز لصاحب العمل ساعتها أن (يعاقبه) ؟؟..
سكت الشيخ للحظة ثم أجاب مرة ثانية : أعتقد أن الإجابة هي : نعم بالطبع !!!..

والآن أسألكم جميعا ًفأقول :
إن الله تعالى الذي خلق لنا هذه (الأجساد) و(الأبدان) التي هي : غاية في الروعة والإبداع :
هو قد أعطاها لنا لـ (غرض واحد فقط) !!!.. ألا وهو : (اختبارنا) بها في هذه الدنيا :
هل سنطيعه ونعبده بها ؟؟.. أم لا ؟؟؟؟..
هل سنبذلها له وفي مرضاته : أم سنعصيه بها ونكفر ؟!!!...

فأليس من الحق بعد ذلك :
أن (يُحاسبنا) الله على (إفسادنا) لهذه (الأجساد والأبدان) فيما (لم يأمرنا به) بدون وجه حق ؟؟!!!..

وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة خلف المنصة : صورة الشاب (ستيف) وهو يبتسم ابتسامة الرضا عن هذا الشيخ الذي أبان لهم الله عز وجل على يديه : الحكم في هذه المسألة بوضوح شديد ومنطق راسخ :
لم يسمع بمثله من قبل !!!..
فانتقلت ابتسامة الإعجاب بمنطق الشيخ إلى جموع الحاضرين في ثوان : لتزيد من ثقتهم بكلام هذا الشيخ المسلم الذي (لم يروا) أو (يسمعوا) بمثل كلامه ومنطقه من قبل !!!..

وهنا ختم الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:
وتلك الحقائق التي ذكرتها لكم الآن .. قد لخصها لنا جميعا ًرسولنا الكريم (محمد) صلى الله عليه وسلم حينما قال :
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة : حتى يُسأل عن :
1)) عمره : فيما أفناه ؟؟.. وعن :
2)) علمه : فيم فعل ؟؟.. وعن :
3)) ماله : من أين اكتسبه ؟؟ وفيم أنفقه ؟؟.. وعن :
4)) جسمه : فيم أبلاه ؟؟ " !!!..
رواه الترمذي وصححه الألباني ...

والآن (ستيف) .. أرجو أن أكون قد أجبتك بما تريد !!...
وأدعو الله تعالى لك ولرفاقك بـ : (الهداية) لدينه الحق في الدنيا : والجنة في الآخرة بإذن الله ..

وهنا تكلم (ستيف) وقال :
الحق أيها الشيخ : أني تأكدت الآن أنك (أعظم مُعلم) و(أعظم واعظ) رأيته في حياتي حتى هذه اللحظة !!!..
بل وقد شوقتني بالفعل كثيرا ً: للقراءة عن نبي الإسلام (محمد) !!!... والذي تقول عنه أنه : أعظم منك بكثير !!!..
والحق أيضا ً:
أني أشعر الآن بـ (قوة) و(طاقة غريبة) على إرادة فعل الخير والاستقامة منذ الليلة !!!.. بل منذ هذه اللحظة !!!..
فكلامك : قد أثر كثيرا ًفي نفسي بالفعل !!!.. بل إذا شئت قل : لقد جعلتني أنظر باحتقار حقيقي : للحال الذي كنت عليه أنا وأصحابي من قبل : وعدم تفكيرنا في عاقبة أفعالنا في الدنيا : وبعد الممات !!!!..
فقد استحضرت أثناء حديثك لنا الآن : صورا ًكثيرة ًلضحايا عديدين :
قمت أنا ورفاقي من قبل بالسخرية منهم أو إيذائهم !!!..
فأدعو الله الرحيم أن يسامحنا على خطايانا .. وأن يهدينا إلى الصواب ..
بل وأكثر ما أتمناه هذه اللحظة .. هو ألا تنهي الحديث معنا إلا : بعد أن تنصحنا في عجالة :
عن كيف نستقيم ؟؟!!.. أي : ما هي خطوات ذلك ؟؟.. وعن كيف نستغل حياتنا القصيرة هذه بما يرضي الله عنا ؟؟..
وشكرا ً...


8)) كيفية الاستقامة واستغلال الصحة والوقت ..

يُــتبع بإذن الله ولكن : بعد فترة راحة ....

إلى حب الله
06-17-2011, 11:18 AM
8)) كيفية الاستقامة واستغلال الصحة والوقت ..

وهنا .. ابتسم الشيخ بدوره ابتسامة الرضا :
وهو يرى (ثمار حديثه الطيب) تظهر في ملامح وكلام هذا الشاب الصغير !!!.. فقال :

الحق (ستيف) : أن إرادة الصلاح والخير بالفعل : يجب أن تنبع من (داخل الإنسان) .. أي من (القلب) أولا ً.. وإلا :
فقد يمكن أن يقوم الإنسان ببعض أعمال الخير والصلاح : (الظاهرة) للناس : ثم هو لا يؤمن بها من داخله !!!..
بل : وقد لا يحبها أيضا ًفي الحقيقة !!!..
صدقني ...

ولهذا : فإن كنت صادقا ًحقا ًفي كلامك ونيتك : فلن يتركك الله تعالى !!!.. بل سيأخذ بيدك إلى (الحق) وإلى (الهداية) وإلى (الرشاد) ..
وذلك لأنه وعد كل من (يواصل جهاد نفسه لله) : بأن يساعده !!!... حيث قال الله عز وجل في كتابه القرآن :
" والذين جاهدوا فينا : لنهدينهم سُبلنا " .. العنكبوت - 69 ...

فما عليك (ستيف) إلا البحث بـ : (قلبك) : عن أكثر الناس أو الأشياء التي (تشعر معها بأنها تقربك إلى الله) !!!..
وعليك أيضا ً: أن تبحث عن وتتعلم : (الدين الحقيقي) الذي ارتضاه الله للبشر كافة !!!.. والذي لن تشعر أبدا ً بالسعادة أو الراحة : إلا وأنت تسير عليه .. وتطبقه في حياتك كلها كما قلت في حديثي مع الآنسة (ماري) !!!...
وعن نفسي : فأنا لا أعلم كتاب دين (لم يطله التحريف) منذ أنزله الله تعالى وإلى الآن :
إلا كتاب الإسلام : كلام الله عز وجل : (القرآن الكريم) !!!!..
ولذلك .. فأنا أدعوك وغيرك لـ (شراء نسخة من معانيه باللغة الإنجليزية) :
وقراءتها بتمعن .. وبقلبك وعقلك معا ً!!!...
فإذا شرح الله قلبك لما فيها :
فأرجو من الله تعالى أن تنضم إلى (قافلة المؤمنين) بقيادة : (محمد وعيسى وموسى وإبراهيم ونوح) ..
وغيرهم الكثير والكثير من أنبياء الله والصالحين : صلوات ربي وسلامه عليهم جميعا ً...

كما أن نصيحتي لك وللشباب مثلك : هي الالتفات لقول الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
" نعمتان : مغبون (أي مخدوع ومنقوص) فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " .. رواه البخاري ..

فصحتك أيها الإنسان ووقتك : نعمتان كبيرتان جدا ً.. ولكن للأسف : كثير منا لا يحسن استغلالهما !!!..
فنرى الكثيرين منا : يفرطون في (صحتهم) مثلا ً: زمن : ثم يطلبونها بعد ذلك وقت ضعفهم وكبرهم لعمل الخير والعبادة قبل الموت : فلا يجدونها !!!..
كما أن كثير منا أيضا ً: تضيع (أوقاتهم) هباءا ًعلى (ما لا يفيد) !!!.. ربما ساعات طويلة !!!.. أو حتى أيام وشهور وسنوات عديدة !!!..
ثم يكتشف هؤلاء وهؤلاء يوم القيامة : يوم الحساب ويوم الجزاء أنهم :
قد (انتقصوا) من أعمال الخير كثيرا ً: بسبب تفريطهم في هاتين العملتين الثمينتين :
(الصحة) !!!.. و(الوقت) !!!..
وآخر كلماتي لك ولكل الحاضرين جميعا ً.. هي :
احذروا أن تكونوا ممن قال عنهم رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يبغض كل :
1)) جعظري (أي كل فظ الخلق : متكبر عن قبول النصيحة والوعظ) ..
2)) جواظ (أي كل أكول شروب : يتبطر ويستكبر على الناس في مشيته وتصرفاته) ..
3)) صخاب بالأسواق (أي كل من : يرفع صوته وسط الناس بما يؤذيهم) ..
4)) جيفة بالليل (أي : لا يؤدي لله تعالى نصيبا ًمن نفسه بالعبادة والدعاء والذكر بالليل) ..
5)) حمار بالنهار (أي : يُهلك نفسه عن آخرها بالعمل نهارا ً: كالحمار تماما ً: بلا أي معنى ولا هدف) !!..
6)) عالمٌ بالدنيا (أي عالم بأمور الدنيا المختلفة يتباهى بذلك) ..
7)) جاهلٌ بالآخرة (أي أنه انشغل بعلمه بأمور الدنيا : عن طلب علم الآخرة التي هي أهم وأبقى) !!!..
صحيح الجامع الصغير للألباني (1/1878) ..

فهذه هي نصيحتي لك ولنا جميعا ً...
وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى ....
ولنأخذ سؤالا ًآخرا ً....


9)) الإعجاز العلمي وحديث الذبابة ..

يُـــتبع إن شاء الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 11:40 AM
9)) الإعجاز العلمي وحديث الذبابة ..

في هذه المرة : لم يستطع الشيخ (محمد) أن يتحاشى النظر إلى الجالسين في الصف الأول !!.. والذين أصروا على رفع أيديهم أيضا ًهذه المرة .. ولكن مع ملاحظة انخفاض عددهم إلى (النصف) تقريبا ًعن المرة السابقة !!!...
فأدرك أنهم : إما قد اقتنعوا بكلام الشيخ وقد أثر فيهم !!!...
وإما أنهم : قد شعروا بمدى قوته ورسوخه في العلم : فخافوا من مواجهته !!!...

وعلى الفور .. أشار إلى أحد الجالسين في الطرف الأيمن المواجه للمنصة ..
حيث استلم الميكروفون (قسيس ٌشاب) : يقترب من الأربعين من عمره .. يرتدي الثياب المعروفة للكنيسة .. ويبدو على وجهه أمارات الهدوء وضبط النفس .. وهذا ما دفع الشيخ (محمد) في الحقيقة لاختياره من بين الآخرين لاجتناب (الانفعال) الذي يبدو على وجوه معظمهم !!!..

وهنا قال القسيس الشاب :
اسمي (جوزيف) .. وأنا سعيد باستقبالك أيها الشيخ في مدينتنا .. ولي استفسار بسيط ..
حيث أشرت أنت في بداية حديثك في أول هذه الندوة عن : كيف أن (شرع الله) :
لا يمكن أن ينافي (فطرة الإنسان) أو يتعارض معها ...
وأن دينكم (الإسلام) : هو (الدين الوحيد) الذي تنطبق عليه هذه القاعدة !!...
وقد كنت أقرأ في بعض كتب الإسلام .. فواجهني حديث ٌلنبيكم (محمد) يقول فيه :

" إذا سقط الذباب في إناء أحد ٍما : فليغمسه !!!.. ثم ليواصل أكله من الإناء " !!!..

وهنا تعالت بعض أصوات (التقزز) من الحاضرين من هذا المعنى !!!.. وخصوصا ً: مع الطريقة التي ألقى بها هذا القسيس الشاب هذا (الحديث) على مسامع الحاضرين !!!.. حيث تعمد إظهار ملامح : (التقزز الشديد) أثناء روايته لـ (الحديث) !!!... والذي نقلت ملامحه الشاشة الكبيرة خلف المنصة لجموع الحاضرين ..

ثم واصل (جوزيف) قائلا ًبعد لحظة صمت قصيرة : وسؤالي إليك الآن أيها الشيخ المسلم :
أعتقد أن هذا الفعل (وأعني غمس الذباب في الإناء ثم الأكل منه) :
ينافي الفطرة السليمة والذوق المعروف للإنسان !!!.. ويمكنك سؤال الحاضرين هنا عن رأيهم في ذلك إذا أردت : كما فعلت في إجاباتك السابقة من الاستشهاد بآرائهم !!!..
وسؤالي هو :
كيف يمكن لك أن تشرح لنا : (كيفية التوفيق) بين هذا (الحديث) .. وبين (فطرة الإنسان) و(ذوقه) اللذين يناسبهما شرع الله في دينكم (الإسلام) !!!!...
وشكرا ًعلى الاستماع ...

وهنا .. بدا الاضطراب لأول مرة على وجه الشيخ (محمد) !!!.. حيث بدا عليه وكأنه (يندم) في قرارة نفسه على هذا الاختيار لهذا القسيس بالذات في هذه اللحظة !!!.. ولعله تساءل سرا ً:
إذا كان هذا السؤال : قد خرج من فم ذلك القسيس (الهاديء الوجه) !!.. فماذا يمكن أن يكون في جعبة الباقين ؟؟!!..

وهنا .. توجهت الأنظار كلها والتقت على وجه الشيخ (عبد الله) الذي تتصدر صورته الشاشة الثانية خلف المنصة .. وكأنهم يحاولون جميعا ً: استنباط (ردة فعله) على هذا الكلام الذي يسمعونه لأول مرة في حياتهم !!!...
والحق ... أن الكثير منهم كان ينظر للشيخ المسلم في (شفقة) !!!.. وقد اعتقدوا أن هذا الشيخ (الواثق) (القوي المنطق) في نظرهم إلى الآن : قد أسقطه سؤال هذا القسيس أخيرا ً!!!.. بل وتخيلوا للحظة : أنه سوف يعجز عن الجواب لأول مرة منذ بداية الندوة !!!!... فتأثر معظمهم لذلك ..
حيث أن الشيخ (عبد الله) قد حاز بالفعل : على إعجاب الكثير منهم منذ بداية حديثه إليهم ..
فماذا سيقول يا ترى ؟؟...

وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) إلى الشيخ (محمد) وهو يقول عبر الميكروفون بصوت هاديء مسموع :
يبدو أن القس (جوزيف) على اطلاع لا بأس به بأحاديث النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
وسوف أجيبه على تساؤله بكل سرور ...

وهنا .. انشرح قلب الشيخ (محمد) .. وانفرجت أسارير وجهه وهو ينظر لوجه الشيخ (عبد الله) .. والذي لم يبد عليه التأثر أو المفاجأة مطلقا ًمن كلام القسيس (جوزيف) !!!.. بل ولم تتأثر ولم تتغير نبرات صوته (ولو حتى قليلا ً) عما كان عليه من قبل !!!...
بل بدا وكأنه : كان ينتظر مثل هذا السؤال مسبقا ً.. وأنه على استعداد تام للإجابة عليه !!!..
مما أعطى الشيخ (محمد) : ثقة كبيرة فيما سيقوله الشيخ (عبد الله) على مسامع الحاضرين الآن ...

وبالفعل .. واصل الشيخ (عبد الله) حديثه قائلا ًفي ابتسام :
ولكن بداية ً: سوف أعيد إلقاء (الحديث) عليكم مرة أخرى !!!.. وذلك لأن النصف الهام جدا ًفيه :
لم يذكره القس (جوزيف) للأسف !!!.. ولعله : نسيانا ًأو سهوا ًمنه !!!.. فالحديث : صحيح بالفعل .. وهو في كتاب (صحيح البخاري) عندنا .. وأما النص الكامل له فيقول فيه النبي الخاتم (محمد) :

" إذا وقع الذباب في إناء أحدكم : فليغمسه كله : ثم ليطرحه .. فإن في أحد جناحيه شفاء :
وفي الآخر داء" !!!!.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...!

وسوف أقوم بتقسيم ردي على تساؤل القس (جوزيف) لأكثر من نقطة ... وأرجو أن تنتبهوا لكلامي جيدا ً...

أولا ً: إن الأمر بغمس الذباب في هذا الحديث : ليس على سبيل (الوجوب) الذي حدثت الأخ (برايان) عنه من قبل لو تذكرون .. ولكن معناه هو :
أن مَن وقع الذباب في إنائه : وكان (محتاجا ً) لتناول ما في هذا الإناء : فما عليه إلا أن يغمس الذباب في الإناء غمسة ثم يرميه .. ثم يواصل الأكل منه !!!.. حيث بهذه الطريقة : لن يضره ما في الذباب من أذى بإذن الله تعالى !!!.. فمَن أراد فعل ذلك : فليفعله وهو على (تمام الثقة) في كلام النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : والذي لا يخبرنا من عنده .. بل يخبرنا من عند الله عز وجل :
العالِم .. الخبير .. الحكيم !!!..

وأما من (تقزز) من هذا الموقف .. ولم يُرد أن يواصل الطعام :
فلا يوجد في كلام النبي (محمد) ما يمنعه من ذلك !!!..

هذا أولا ً... وأما ثانيا ً: فهو :
هل فعلا ً: غمس الذباب في الإناء : يُـنافي الفطرة ؟؟..
والجواب هو :
لا شك أن هذا ينافي فطرة الإنسان بالفعل .. بل وقد (يتقزز) و(يأنف) الكثيرون من مجرد التفكير في هذا الحل أو تخيله في مثل هذا الموقف !!!!..
ولكننا نسينا شيئا ًهاما ًجدا ً...
ألا وهو :
إلى مَن كان يوجه الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم مثل هذا الكلام ؟؟!!..

هل كان يوجهه لـ (أغنياء) الناس الذين يُلقون بـ (كميات الطعام المتبقية) في المزابل بعد أكلهم ؟؟!!..
أم لهؤلاء الذين (تمتليء بطونهم طعاما ً) : وما زالون يطلبون المزيد ؟؟!!..
أم لهؤلاء الذين (يُسرفون) في إعداد طعامهم بكميات ضخمة :
فتجد عندهم أكثر من طبق وصنف في الوجبة الواحدة ؟؟!!!....

والحق أقول لكم :
إن النبي الخاتم (محمد) : كان يُخاطب بمثل هذا الكلام : قوما ًمؤمنين !!!!...
قوما ًمؤمنين : قد زهد أكثرهم في هذه الدنيا التي نعيشها ومتاعها الزائل !!!..
فتجدون أن (الغني) منهم : قد أنفق معظم ماله لله !!!.. ورضي بالذي يكفيه من الطعام فقط !!!..
وأما (الفقير) فيهم : فقد صبر على قلة الطعام الذي يجده .. أو الذي يتصدق به الناس عليه !!!...

أو بمعنى آخر : أن معظم المؤمنين حول النبي : كانوا لا يملكون قوتا ًزائدا ًعن يومهم الذي يعيشونه الآن !!!!...
سواء كانوا أغنياءا ًأم فقراءا ً!!!..

فيكون السؤال الحقيقي : هو كالتالي :
ما هو الحل : إذا ما وقعت ذبابة في إناء الطعام (الوحيد) الذي يملكه أحدهم ؟؟.. هل يرمي به جانبا ً:
ليواجه الجوع القارص هو وأهله باقي اليوم .. أو باقي الليلة ؟؟!!!...
أم أن (الحاجة) في هذا الوقت : ستفوق حتما ًبعض مشاعر (الأنفة) أو (التقزز) التي قد يشعر به البعض ؟؟!!!..

فأرجو أن تكونوا قد فهمتم حديث النبي الخاتم (محمد) عن الذباب : فهما ًصحيحا ًالآن !!!..
فهو لم يأمر .. ولم يُلزم به : كل من يحدث معه مثل هذا الموقف !!!...
لا .. بل هو فقط قد بين لنا :
الطريقة الصحيحة التي يمكن بها مواصلة الطعام (من غير ضرر) لمن احتاج ذلك !!!!...

ومن هنا .. نأتي للنقطة الثالثة والمفاجئة لكم !!!..

وهي أننا (وكمسلمين) : معتادون على أن يأتي (العلم الحديث) دوما ً: بما يثبت لنا صحة كل حرف وكل خبر لدينا في القرآن أو السنة !!!.. أي من كلام (الله) عز وجل .. وكلام رسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!...
ولمن يريد التأكد : فكما أخبرتكم من قبل : ما عليكم إلا تتبع بعض العنواين على الإنترنت لـ (مواقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) !!!.. والتي ستوزع عليكم كما قلت لكم بإذن الله تعالى في نهاية هذه الندوة ..
وأما (الشيء المُدهش) الذي سأخبركم به الآن .. فهو :
إثبات (العلم الحديث) لصحة ما أخبرنا به النبي الخاتم (محمد) في حديث الذبابة !!!.. والذي لم تظهر معالم الإعجاز فيه : إلا بعد الكشف عن مجموعة من الحقائق العلمية : لم يتم التوصل إليها إلا في القرن الماضي فقط !!!..
والمدهش أيضا ً: أن الذي أثبتها : هم أناس كما قلت لكم من قبل : ليسوا مسلمين !!!.. بل ومن المؤكد أنهم مثلكم :
لم يسمعوا بحديث النبي الخاتم (محمد) عن (الذبابة) هذا من قبل في حياتهم !!!..

وهنا .. نظر الشيخ (عبد الله) إلى مجموعة الوريقات الصغيرة التي أمامه .. ثم قال مبتسما ً:
بهذه المكتبة الصغيرة : أقوم بتوثيق ردودي على ثلاث فئات من الناس :
1)) اليهود والنصارى وباقي الديانات في فئة !!!..
2)) وسائر المذاهب الأخرى مثل العلمانية والإلحاد وجمعيات الشذوذ والمرأة في فئة أخرى !!!..
3)) والثالثة : للرد على العديد من الشبهات التي يوجهها بعض الناس للإسلام : مثل حديث (الذبابة) هذا الذي أخبرنا به القس (جوزيف) !!!.. حيث معي في هذه الأوراق : توثيقا ًللعديد من الأبحاث العلمية التي تثبت لغير المسلمين : صدق ما جاء به النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم في (القرآن) و(السنة) : من حقائق وإعجاز !!!...

ولولا أني قد كتبت هذه الوريقات باختصار شديد جدا ً: يجعل من الصعب على غيري فهمها : لكنت قمت بتوزيع نسخا ًعديدة منها عليكم الآن !!!.. ولكنها : حصاد سنين طوال من البحث والمناقشة والحوار وتجميع الحقائق !!!...

ثم قام الشيخ بتقليب بعض الوريقات أمامه ... ثم قال :

همممم ... لقد بدأ الأمر منذ أكثر من خمسين عاما ًمضت !!.. وبالتحديد في عام 1949م .. حيث قام كلا ًمن : (كوماس) و(فارمر) من إنجلترا .. و(جريان) و(روث) و(اتلنجر) و(بلانتر) من سويسرا :
بعزل مادة (مضادة حيوية) تسمى : (انياتين) .. وذلك من (فطريات) تعيش في الذبابة !!!.. وأثبتوا بالتجارب أنها : تشفي من العديد من الجراثيم !!!..

وهنا .. صدر صوت جماعي من الحاضرين في القاعة : يُنبيء عن دهشتهم الكبيرة من هذه (الحقيقة الغريبة) التي يسمعونها لأول مرة في حياتهم !!!...

فأكمل الشيخ قائلا ً: وكان من الملاحظ أيضا ًلدى الأطباء في الحرب العالمية الأولى : أن الجنود ذوي الجروح العميقة : والذين تركهم زملاؤهم بالميدان لمدة ٍما إلى أن يتم نقلهم إلى المستشفى : قد شفيت جروحهم والتأمت بسرعة عجيبة !!!.. بل وفي مدة : أقل من تلك التي استلزمتها جروح من نقلوا إلى المستشفى مباشرة !!!!..
ومن هنا .. بدأ العلماء يلتفتون لهذه الظاهرة الغريبة .. حيث تساءلوا :
كيف لا تضر الذبابة نفسها : بما تحمله من كمّ الجراثيم الهائل على جناحيها وأرجلها ؟؟؟!!!..

ومن الذين أثاروا هذا الموضوع حديثا ً: هي مجموعة بحث طبي استرالية بقيادة مسز (جوان كلارك) !!!.. حيث صرحت بأنهم : قد تفردوا بـ (مكان جديد) : لاستخراج (المضادات الحيوية) منه !!!.. وأضافت أنه مكان جديد :
لا يخطر على بال أحد أن يكون مُفيدا ًفي يوم من الأيام !!!...

وبالطبع .. أنتم تعرفون الآن عن ماذا تتحدث مسز (جوان كلارك) !!!...

وهنا .. انكمش القس الشاب (جوزيف) في مقعده !!!.. وهو الذي لم يكن يخطر بباله قط (ولو احتمال صغير جدا ً) : أن يأتي هذا الشيخ المسلم القادم من وراء البحار بمثل هذا (الرد المفحم) !!!!...

وهنا .. أضاف الشيخ وهو ينظر للقس (جوزيف) نظرة (شفقة) و(تعاطف معه) على جهله :

وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة بالفعل في مؤتمر طبي في : (الجمعية الاسترالية لعلوم البكتريا) في مدينة (مالبورن) منذ فترة !!!.. كما قدمته مسز (جوان كلارك) أيضا ًفي جزءٍ من رسالة الدكتوراة (الرسمية) الخاصة بها !!!!...

وأما باقي التفاصيل : فيمكنكم الحصول عليها من (الإنترنت) .. أو من المراجع التي ستوزع عليكم إن شاء الله ...

وهنا .. أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ًوهو ينظر للشيخ (محمد) نظرة رضا وهو يقول :

وعندما تبحثون في هذا الأمر : سوف تذهلون من (كمّ الإعجاز الهائل) الذي يتم إثباته في كل يوم :
في كلام الله عز وجل المُعجز (القرآن الكريم) .. وفي كلام نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..

حيث ستفاجؤن بـ : (مئات الحقائق الإعجازية) التي تحدث عنها الله عز وجل في كتابه .. والتي أوحى بها أيضا ً لرسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : ليخبرنا بها منذ أكثر من (14 قرن ٍ) من الزمان !!!.. والتي :
لا يمكن أن تصدر إلا عن : (خالق هذا الكون) .. و(مدبره الوحيد) !!!..

حيث ستقرأون عن (مئات الحقائق) في علوم مثل :
النبات .. والأرض .. والسحاب .. والجبال .. والنجوم .. والشمس .. والقمر .. والإنسان .. والحيوان .. والنبات .. والذرات .. والفضاء .. والحشرات .. والماء .. والهواء .. والأرقام .. والتشريع .. والأعصاب .. والنفس !!!...

كما ستقرأون أيضا ًعن : (عشرات الأخبار) عن : الماضي .. والحاضر .. والمستقبل .. والتي يتم إثبات صحتها في كل يوم : بالضبط كما حكى عنها الله عز وجل ورسوله الخاتم (محمد) !!!...
بل وغير هذا الكثير والكثير الذي ستفاجؤن به !!!..

والسؤال الآن هو :

هل بعد أن تطلعوا على مثل هذه الحقائق (وهو الشيء الذي أتمنى جدا ًأن تفعلوه) :
هل سيتبقى لكم بعد ذلك من شك في أن المسلمين :
هم الوحيدون الذين يحملون شرع الله تعالى (الحق) الآن : من بين كل البشر ؟؟!!..
ثم صمت الشيخ : ليترك لهم لحظة من الوقت للتفكير في هذا الكلام !!!..

ولكن .. في هذه اللحظة بالذات ... وعند هذه النقطة :
لم يتمالك أحد القساوسة الشباب في الصف الأول نفسه !!!...
فوقف وصاح بصوت مسموع في الشيخ (عبد الله) قائلا ً(وهو يرفع بيده نسخة من (الإنجيل)) :

وماذا تقول في كل (الأحكام) و(الأخبار) و(الشرع) الذي في هذا (الكتاب المقدس) أيها المسلم ؟؟!!..

فساد في هذه اللحظة : (صمت ثقيل) في القاعة !!!.. بل وبدا على الجميع : الاندهاش الشديد من هذا القس !!!.. وظهرت على وجوه معظمهم : ملامح الاستنكار على مقاطعته للشيخ بهذه الطريقة وهذا الأسلوب !!!..

ولكن الشيخ (عبد الله) : فاجأ الجميع بهدوء وضبط نفس فريد من نوعه !!!.. بل بدا أيضا ًوكأنه :
(مُعتاد) على مثل هذه المواقف من قبل !!!!...
حيث قال وهو يبتسم :

أ ُحب أن أعرف اسمك أولا ًأيها القسيس الشاب !!!...
هذا إذا كنت ترغب في (الحوار) معي بهدوء كما اتفقنا في أول الندوة !!!..
وهنا .. هدأ القس الشاب قليلا ً.. ثم بدأت ملامح الخجل تنسحب على وجهه ونبرات صوته وهو يقول :
آسف بالطبع أيها الشيخ المسلم .. ولكن كلامك حقا ً: كان جريء ٌجدا ًبصورة غير محتملة !!!..
فاعذرني لمثل هذا التصرف !!!...
اسمي هو (لويس) ...
وسؤالي هو : لو كنتم أنتم المسلمين حقا ً: الوحيدون السائرون على شرع الله (الحق) :
فماذا عن (ملايين المسيحيين) في العالم : منذ أكثر من ألفي سنة تقريبا ً؟؟؟...
ماذا نقول عنهم ؟؟!!!!...
ثم ماذا نقول في كل أحكام الرب : الموجودة لدينا هنا (وأشار إلى الإنجيل في يده) ؟؟...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقال :
حسنا ًأيها القس الشاب ...
سوف أخبرك عن حقيقة المعنى الذي قصدته من كلامي .....

وهنا .. انكمش باقي القساوسة في مقاعدهم !!!.. حيث توقعوا سماع (وللمرة الثانية) :
مالا يتمنى أي رجل دين نصراني سماعه !!!!... وخصوصا ًعلى الملأ ووسط الناس !!!..
بل وخصوصا ً: من مثل هذا الشيخ الذي يوثق كل كلامه توثيقا ً: لا يترك لأحد الفرصة في التشكيك فيه !!!..
فنظروا جميعا ًلهذا القس الشاب : (نظرة نارية) :
توبيخا ًله على اندفاعه .. وعلى جرّه للشيخ للحديث في هذه النقطة الشائكة مرة أخرى !!!..
ثم التفتوا بأعينهم جميعا ًإلى الشيخ (عبد الله) : في انتظار سماع ما سيقوله !!!..


10)) المسلمون : هم وحدهم السائرون على الفطرة والشرع !!..

يُــــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 01:43 PM
10)) المسلمون : هم وحدهم السائرون على الفطرة والشرع !!..

ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
بداية ً: أعتقد أنكم قد لاحظتم عدم تسميتي لكم بـ : (المسيحيين) كما تطلقون على أنفسكم !!..
ولكني أدعوكم دوما ًبـ : (النصارى) !!!..
وذلك لأن هذا الاسم : هو الاسم الذي أطلقه الله تعالى عليكم في كتابه الحق : (القرآن الكريم) ...
وهو بالطبع : أصدق عندنا من أي اسم اتخذتموه لأنفسكم !!!..
وخصوصا ً.. وأن المسيح (عيسى) عليه السلام : لم يسميكم به !!!.. أو حتى يذكره بلسانه !!!..

وأما ما قصدته بكلامي بأننا (نحن كمسلمين) :
الوحيدون السائرون على (الفطرة الصحيحة) .. وعلى (الشرع الصحيح) الذي شرعه الله تعالى للإنسان هو :
أني قصدت أننا (وحدنا) الذين بحوزتنا الآن : كلام الله تعالى وأحكامه :
1)) (النهائية) !!!..
2)) (الغير مُحرفة) !!!..

وهنا .. بدا على أكثر الحاضرين الاهتمام من جديد .. فقد شعروا وكأن هذا الشيخ المسلم :
(صندوق كنز مفتوح لهم من المعلومات) : والذي بعثه الله تعالى إليهم في هذه الليلة !!!..

فابتسم لذلك المستر (فيليب جونز) حاكم المدينة : وهو يرى مثل هذا الاهتمام الشديد البادي على ملامح ووجوه الحاضرين جميعا ًأمامه ...

فابتسم الشيخ (عبد الله) لابتسامته .. ثم واصل كلامه قائلا ً:

فالشيء الذي يجب أن تعرفه أيها القس الشاب .. هو أن الشرع الذي بين أيديكم في كتبكم الآن :
هو للأسف :
1)) (غير نهائي) !!!..
2)) (مُحرف) !!!..

وأما لفظة : (غير نهائي) هنا : فأنا أعني بها :
أنه مازال في كتبكم أحكاما ًكثيرة للأسف : كانت خاصة بـ (اليهود) فقط في زمن من الأزمان مثلا ً!!!..
حيث كان الله تعالى : كثيرا ًما يُعاقبهم على ذنوبهم عن طريق : (تحريم بعض الحلال والطيبات عليهم) !!!..
فظلت هذه الأحكام في كتبكم : ولم تتغير حتى اليوم !!!..

كما أن بعض أنبياء الله تعالى أيضا ً: كان يُحرم على نفسه نوعا ًمُعينا ًمن الطعام :
تقربا ًمنه لله عز وجل .. فقمتم أنتم بتعميم هذا التحريم في كتبكم !!..
والسؤال الآن هو :
بأي حق يتم الآن : تعميم كل ذلك على البشرية جميعا ً:
فيحرمهم الله تعالى بذلك من (الحلال المُباح) لهم ؟!!..

وأما كل هذه الحقائق : فقد ذكر الله تعالى كثيرا ًمنها لنا في (القرآن الكريم) حيث قال مثلا ً:
" كل الطعام : كان حلا ًلبني إسرائيل إلا : ما حرّم إسرائيل (أي يعقوب عليه السلام) على نفسه : من قبل أن تـُنـَزل التوراة !!!.. قل : فأتوا بالتوراة : فاتلوها إن كنتم صادقين " !!!.. آل عمران - 93 ..

كما قال لنا أيضا ً:
" فبظلم ٍمن الذين هادوا (أي اليهود) : حرمنا عليهم طيبات ٍأ ُحلت لهم !!!..
وبصدهم : عن سبيل الله كثيرا ً!!.. وأخذهم الربا : وقد نهوا عنه !!.. وأخذهم أموال الناس : بالباطل !!..
وأعتدنا للكافرين منهم عذابا ًأليما ً" .. النساء – 160: 161..

ولذلك .. فلقد كانت من إحدى أهم علامات (النبي الخاتم) الذي سيرسله الله تعالى بـ (شرعه الكامل) للبشرية أنه :
سيُحل للناس جميعا ً: ما قد حرمه الله تعالى على بعض ٍمنهم من قبل !!!...
بل وحتى اليهود أنفسهم إذا أسلموا : فسوف توضع عن كاهلهم هذه المحرمات مثل غيرهم !!!..
وذلك : لكي ترجع رسالة الله الخاتمة للبشرية : على صورتها الأصلية التي توافق (الفطرة السليمة) .. والتي توافق (الشرع الصحيح الكامل) الذي فيه مصلحة الإنسان !!!....
ولذلك .. فيقول الله تعالى عن (البشارات السابقة) برسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :

" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي :
يجدونه مكتوبا ًعندهم في التوراة والإنجيل !!.. يأمرهم بالمعروف .. وينهاهم عن المنكر .. ويُحل لهم الطيبات .. ويُحرّم عليهم الخبائث .. ويضع عنهم إصرهم .. والأغلال التي كانت عليهم (مثل تحريم العمل عليهم في يوم السبت) .. فالذين آمنوا به .. وعزروه .. ونصروه واتبعوا النور الذي أ ُنزل معه :
أولئك هم المفلحون " .. الأعراف - 157 ..

فهذا أيها القس (لويس) هو معنى قولي : أن (الشرع والأحكام) التي في كتبكم :
((غير نهائية)) !!!...
إذ : لماذا تسير (البشرية) بأغلال وقيود : قد فرضها الله تعالى على أناس (عُصاة) مثلا ًمن قبل ؟؟!!!..

كانت كلمات الشيخ (كعادته منذ بدء الندوة) : تزلزل كيان الحاضرين أمامه جميعا ً!!!..
سواءٌ منهم من كان له دراية بالإنجيل .. أو مَن لم تكن له أدنى دراية به !!!..
فالمحصلة كانت دوما ً:
الاندهاش التام من كل هذه الحقائق التي يبرزها لهم هذا الشيخ المسلم عن دينهم !!!..

وهنا .. أدرك فقط القس الشاب (لويس) : سر (النظرة النارية) التي رمقه بها رجال الدين الذين بجواره في الصف الأول !!!..
حيث أدرك أنه : قد فتح بابا ًللحوار مع هذا الشيخ :
لن يمر بسهولة أبدا ًعلى معظم الحاضرين في هذه الليلة !!...

وهنا .. استدرك الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:
وأما قولي الثاني أن : (الشرع والأحكام والفطرة) في دينكم وكتبكم : ((مُحرفة)) :

فهذا ما قد قمت بإثباته لكم بالفعل منذ قليل : أثناء حواري مع الأنسة (ماري) !!!.. بل وقد وثقته لكم أيضا ًمن وثائق (الكنيسة) و(الفاتيكان) نفسه : كما ذكرت لكم من تصريحاتهم المُخجلة !!!!...
ولن أزيد عليه هنا إلا : أن أدعو كل مَن يؤمن فيكم بـ (عصمة) الكتاب الذي بين أيديكم والنصوص التي فيه :
إلى مُطالعة فقط : ما كتبه القديس الأشهر في دينكم : القديس (جيروم) : في رسالته إلى البابا (داماسوس) في أواخر القرن الرابع الميلادي !!!!..
وذلك عندما طلب منه البابا (داماسوس) : إعادة صياغة وترتيب نصوص العهدين القديم والجديد للخروج بـ :
(أوثق ترجمة) لجميع هذه النصوص التي بين أيديكم الآن !!!..
وهي التي تعرف اليوم باسم (ويل غيت) ...
وهي (المصدر الرسمي) لجميع تراجم (الإنجيل) الذي بين أيديكم الآن : بعهديه القديم والجديد !!!!..
فاقرأوا اعتراف القديس (جيروم) فيها بنفسه : لتعرفوا : كمّ التغيير .. والتحريف .. والتبديل : والذي وقع في هذه الكتب منذ ما يقرب من (11 قرن) قبل الميلاد !!!.. وحتى ما بعد (القرن الأول الميلادي) بقليل !!!..

والسؤال الآن هو :
هل مثل هذا الاعتراف من هذا القديس الأشهر (جيروم) : مقبول لديكم أم لا ؟؟!!!..

وهنا فغر معظم الحاضرين فاه في دهشة أمام هذه اللطمات المتوالية من هذا الشيخ !!!...
وتوتر العديد من رجال الدين المنتشرين في القاعة في جلستهم !!!..
وأحسوا وكأن : شعر رأسهم يقف !!!..
بل وأحسوا أيضا ً: ببرودة شديدة تجري في أطرافهم من سماع هذا الكلام !!!....

وهنا .. أضاف الشيخ في سرعة لكي لا يترك لأحدٍ مجالا ًللشك في كلامه :
ويمكنكم بالطبع مطالعة هذه النسخة من اعتراف القديس (جيروم) عن (تحريف الكتب التي بين أيديكم) :
وذلك في المكتبة العامة الفرنسية : (فرنسوا ميتران) تحت رقم :
ثم نظر في إحدى الورقات التي أمامه ثم قال :
تحت رقم : (c-244(1) t1 11.1-a) ...

وهنا .. تطلع مستر (فيليب جونز) إلى الشيخ (عبد الله) في غرابة واندهاش وهو يقول :

شيخ (عبد الله) !!!.. لقد نجحت بالفعل في مفاجأتنا كثيرا ًفي هذه الليلة !!!...
بل إني لأتساءل : كيف تجمعت لديك كل هذه المعلومات (الخطيرة) و(الموثقة) مع هذا العمر القصير ؟؟!!!!!..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) .. ثم بعد لحظة صمتٍ قال للمستر (فيليب) حاكم المدينة :
مستر (فيليب) ... دعني أسألك سؤالا ً:
ما هو أكثر شيء يأخذ منك ومن زوجتك : وقتا ًكبيرا ًللبحث عنه وانتقائه وشرائه ؟؟..

وهنا ابتسم مستر (فيليب) وقال :
ممممممم .. أعتقد أنه شراء : (حقيبة يد) لزوجتي !!!..
فهي عملية : جد ٌمرهقة !!!.. وتأخذ وقتا ًطويلا ًبالفعل !!!...
وهنا ..
ضحك معظم الحاضرين وقد أخرجتهم هذه الكلمات المرحة من هول ما سمعوه عن دينهم منذ لحظات !!!!..
حيث واصل الشيخ قائلا ً:
فهل يمكنني أن أسألك سؤالا ًآخرا ً: ولكنه أكثر خصوصية من السابق إذا سمحت ؟؟...
فضحك مستر (فيليب) وقال :
تفضل .. ولكن : تجنب أن تـــُسيء لزوجتي بشيء !!!.. وإلا كانت عاقبتنا أنا وأنت وخيمة الليلة !!!..
فضحك الشيخ (عبد الله) بصدق ثم قال :
لا لا .. لا تخف .. فسؤالي أبسط من ذلك بكثير .. وهو :
كم من الوقت تقريبا ًتقضيه أنت وزوجتك في : (البحث عن) و(انتقاء) و(شراء) مثل هذه (الحقيبة اليد) ؟؟..
فقال مستر (فيليب) مبتسما ً:
حسنا ً.. سأقول لك .. ولكن أرجو ألا يضحك أحد الحاضرين بالقاعة !!!....
فنحن تقريبا ًنقضي من (ساعتين) إلى (ساعتين ونصف) تقريبا ًفي هذه المهمة !!!...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً.. سنعتبرها (ساعتين) مستر (فيليب) ...
وذلك يعني أن (ساعتين) من الزمن : تنفقهما أنت وزوجتك للبحث عن : (حقيبة يد) واحدة !!!...

والسؤال الآن لي ولك ولزوجتك ولكل الحاضرين .. بل ولكل إنسان ٍعاش في هذه الحياة :
أليس من العيب علينا جميعا ً: أن يخرج الواحد فينا بعد كل (سنوات عمره الطويلة) :
وهو لم ينفق ولو : (ساعتين) فقط : في البحث عن (الدين الصحيح) الذي ارتضاه له ربه عز وجل ؟؟!!!..
ألا يُذكرنا هذا جميعا ً: بحديث النبي الخاتم (محمد) الذي قلته لـ (ستيف) منذ قليل عن أهمية (الصحة) و(الوقت) في حياتنا !!!!...
" نعمتان : مغبون ٌفيهما (أي منقوص ومخدوع فيهما) كثير من الناس : الصحة .. والفراغ " !!!..

حيث أن معظم الناس بالفعل : مُفرطون في هاتين النعمتين : ولا يعرفون قدرهما إلا بعد فوات الآوان للأسف !!!!...

وهنا ...
نكس مستر (فيليب) رأسه إلى الأرض للحظة .. ثم رفعها ثانية وقد اكتسى وجهه بحمرة خجل خفيفة وهو يقول :
صدقت حقيقة ًأيها الشيخ المسلم !!!.. صدقت !!!..

وهنا قال الشيخ (عبد الله) :
الحق أقول لكم : ملايين الأشخاص في هذا العالم :
يقضون معظم (أوقاتهم) : وينفقون أغلب (صحتهم) و(مجهوداتهم) : فيما لا يفيد !!!..
وتفريطهم في أمر (الدين) إلى هذه الدرجة : إنما يدل على (مقياس حقيقي) لقدر هذا (الدين) في قلوبهم !!!..

فلو أن أحد الأثرياء مثلا ً: أذن لبعض الناس أن يدخلوا بيته الضخم :
لوجدنا أن (النجار) فيهم : سينظر إلى النوافذ والأبواب !!.. وأن (الحداد) فيهم : سينظر إلى أعمال الحديد على السلم والنوافذ !!!.. وأن (المهندس) فيهم : سينظر إلى البناء والحوائط !!!...
فكل منهم : سينظر حتما ًإلى ما سيهمه فقط ...
أما مَن يعرف صاحب هذا البيت ويُحبه بالفعل :
فهو وحده الذي سيهتم فقط بالبحث عن (صاحب البيت) نفسه أولا ًوقبل أي شيء !!!.....
أليس كذلك ؟؟!!!..

ومن هنا ...
ترى مستر (فيليب) أن (المعلومات الموثقة) التي ذكرتها لكم :
لم تعد تخفى الآن على أي باحث في دينكم : كما كانوا يخفونها عليكم من قبل .. ومنذ قرون مضت !!!...
حيث صار العالم الآن : قرية صغيرة كما يقولون !!!...
فأي عذر لكم على (جهلكم) و(تفريطكم) في معرفة الحق في (دينكم) بعد ذلك ؟؟..
بل ومثل هذه الحقائق أيضا ًوأكثر منها : قد قامت بنشرها بالفعل وتوكيدها : عشرات المجلات والأبحاث والموسوعات العالمية المشهورة !!!.. بل وفي بلادكم الأوروبية هنا على وجه الخصوص !!!..

ولكن على ما يبدو للأسف مستر (فيليب) :
أن اهتماماتكم بشراء (حقائب اليد) ومتابعة (أخبار الموضات والنجوم والأفلام) :
أهم بكثير من البحث عن (النجاة الحقيقية) لكم بعد الموت !!!..

كان كلام الشيخ : يسري في أجساد معظم الحاضرين : بلا أي عوائق أو عقبات : فيزلزلهم من الداخل بشدة !!!..
حيث شعروا بالفعل وكأن كلامه :
هو (الفطرة السليمة) التي أودعها الله تعالى في قلب وعقل كل منهم : من قبل حتى أن يولدوا !!!!..

فأكمل الشيخ حديثه قائلا ً:
فـ حقيقة (التحريف) مثلا ًالذي أخبرتكم به في كتبكم :
قد ذكرته (الموسوعة البريطانية) نفسها !!!.. بل وقد حاولت الموسوعة حصر عدد الأخطاء في كتبكم بحوالي :
(150 ألف خطأ) !!!..
فهل تتخيلون معي :
فداحة مثل هذا (الكمّ الهائل) من (التحريف) و(التناقض) بين نصوص الكتب التي بين أيديكم ؟؟!!..
بل والعجيب أكثر : أن بعض العلماء المتخصصين لديكم : قد رفع هذا العدد مؤخرا ًإلى (الضعف) تقريبا ً!!!...

بل وفي (ندوة يسوع) الشهيرة : تم تقرير أن :
(82%) من الأقوال المنسوبة للمسيح (عيسى) عليه السلام في كتبكم :
لم يتفوه بها أصلا ً!!!..
وأن (86 %) من الأعمال المُسندة إليه أيضا ًفي كتبكم :
لم يقم بها أبدا ً!!!!!...
وأترك لكم التعليق والحكم بأنفسكم بعد كل هذه الحقائق !!!...
لتتأكدوا من صدق (الحيرة) التي وقع فيها الكاتب (مايكل هارت) والتي أخبرتكم عنها من قبل !!!...

وهنا .. سرت همهمة غير عادية في القاعة !!!... وسرى لغط كثير من معظم الحاضرين : لم يفهم الشيخ معناه !!!.. ذلك بالطبع إلى جانب العديد من التعليقات التي تترجم بوضوح :
(حجم الصدمة) لدى معظم الحاضرين في القاعة (في دينهم) !!!!..
والذين شعر معظمهم بأن : (إنجيله الذي في يده) : قد أصبح :
(من العار) عليه أن يحمله بعد الآن !!!.. وخصوصا ًبعد معرفة : (كل هذه الحقائق المفجعة عنه) !!!!...

وأما رجال الدين الذين يجلسون في الصف الأول :
فقد صاروا بالفعل : أتعسَ مَن في القاعة في هذه اللحظة بلا جدال !!!..
بل وصار أقصى ما يتمناه الواحد منهم في هذا الوقت :
هو أن يختفي فقط عن الأنظار تماما ً!!!.. أو حتى يذوب في الأرض :
وألا يتم عرض صورته على الشاشة الكبيرة خلف المنصة !!!!..

حيث لم يعد بإمكانهم بعد الآن : أن يُخفوا ملامح التوتر البالغ البادية على وجوههم أمام الناس !!!!..
وخصوصا ً: وقد أصر مخرج الندوة على أن يُسلط عليهم الكاميرات لتوضيح ردود فعلهم على الشاشة الكبيرة لجميع الحاضرين !!!!...

وهنا .. أعاد الشيخ (عبد الله) الهدوء للقاعة كلها عندما واصل كلامه قائلا ً:

وأما بالنسبة للـ (شرع والأحكام) الذين ذكرهم القس (لويس) .. والذين أنزلهم الله تعالى في كتبكم :
وبقت إلى اليوم بدون تحريف :
فأقول لكم وبكل فخر :
لن تجدوا على وجه الأرض الآن : مَن يحترمها أو يسير عليها : إلا نحن المسلمون !!!..
ثم تنهد وهو يتصفح بعض الوريقات التي أمامه قائلا ً:
وتعالوا أثبت ذلك لكم وللقس (لويس) : بالبرهان والدليل القاطع : لتحكموا بأنفسكم على مدى صدق كلامي !!!..

1))
فبالنسبة للتوحيد الخالص لله ..
فقد جاء في العهد القديم :
" أنا الأول .. وأنا الآخر .. ولا إله غيري " !!!.. سفر أشعياء 44- 6 ...

وبالطبع عندما قال الله ذلك في العهد القديم : لم يكن يُفكر أي مؤمن ساعتها بالثالوث الذي تم اختراعه من بعد (عيسى) عليه السلام !!.. إذ : كيف يُفكر أحدهم في الثالثوث : ولم يكن ظهر (عيسى) بعد ؟!!.. بل وحتى اختراع ألوهية ابن الإله : فتتحطم على صخرة أن الله : هو أب لكل المؤمنين كما ذ ُكر ذلك كثيرا ًأيضا ً:
" أليس أب واحد لنا كلنا ؟!!.. أليس إله واحد خلقنا " !!!.. سفر ملاخي 2- 10 ...

وأما في العهد الجديد الذي تتلونه في صلاتكم .. أفلم تقرأوا فيه الآتي :
" فأجابه يسوع : أن أول كل الوصايا هي : اسمع يا اسرائيل : الرب إلهنا : ربٌ واحد " !!.. مرقس 12- 29 ..

فماذا ستقولون في ذلك ؟؟؟...
بل واقرأوا أيضا ً:
" فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحا ً؟؟.. ليس أحد صالح إلا واحد : وهو الله " !!!..

أي أن (المسيح) نفسه يعترف أنه : ليس هو (الله) !!!.. متى 19- 17 .. ومرقص 10- 18 .. ولوقا 18- 19 ..
بل وإليكم هذا النص الآتي من إنجيل يوحنا : والدال على عبودية (عيسى) عليه السلام لله عز وجل !!!.. حيث يقول بوضوح تام وهو يخاطب اليهود (يوحنا 8- 40 : 42) :
" ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني .. وأنا إنسان : قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله .. هذا لم يعمله إبراهيم !!.. أنتم تعملون أعمال أبيكم .. فقالوا له : إننا لم نولد من زنا !!.. لنا أب واحد وهو الله .. فقال لهم يسوع : لو كان الله أباكم : لكنتم تحبونني : لأني خرجت من قِبل الله وأتيت !!.. لأني لم آت من نفسي !!.. بل ذاك أرسلني " !!!..

وهي إشارة واضحة جدا ًكما قلت لكم أن (المسيح) : ليس هو (الله) !!!.. بل يعترف فيها بنفسه أن :
الله تعالى : هو الذي (أرسله) !!!.. تماما ًكما أرسل العديد والعديد من الرسل من قبله !!!..
وأسألكم جميعا ً:
هل أنتم (موحدون) اليوم : كما هو مكتوبٌ في كتبكم ؟؟؟!!!..
وأ ُجيبكم أنا فأقول : لا بالطبع !!!.. بل أنتم تؤمنون بالـ : (ثالثوث) الذي شرعه لكم (بولس) اليهودي !!!..
والذي : دُست لكم نصوصه دسا ًفي كتبكم : بعد أكثر من (300 عام) بعد موت (عيسى) عليه السلام !!!...
وأما نحن المسلمون : فنؤمن (وبكل بساطة) أن الله تعالى : إله واحد : لا شريك له :
" هو الله الذي : لا إله إلا هو " الحشر - 23 ..

بل وكل طفل صغير لدينا : يتلو هذا التوحيد من كتاب ربه عز وجل فيقول :
" قل هو الله أحد .. الله الصمد .. لم يلد .. ولم يولد .. ولم يكن له : كفوا ًأحد " !!!.. سورة الصمد ..

أي أن الله تعالى ربنا : (أحد) : أي لا يتجزأ .. ولا ينفصل !!!..

بل ولو تخيلتم معي أن أحد الأشخاص : قد نشأ مثلا ًفي جزيرة بعيدة : وحيدا ًمنذ الصغر .. ثم توصل بعقله إلى :
وجود الله عز وجل ... وتوصل بعقله إلى أن الله تعالى : هو وحده : خالق هذا الكون بكل ما فيه ...
إلى هنا والقصة : مقبولة لنا عقلا ً: ومقبولة أن يتوصل فيها ذلك الإنسان بعقله الفطري إلى هذه الحقيقة ...
وأما الغير معقول بالمرة : هو أن نتخيل أو حتى نتوقع أن يتوصل ذلك الشخص بعقله : إلى أن الله تعالى :
هو (ثلاثة) في (واحد) !!.. أو (واحد) في (ثلاثة) !!!!...
غريب حقا ً!!!...
فالله تعالى : (واحد) في جميع أفعاله وصفاته !!!!.. بل : و(واحد) أيضا ًفي نظام خلقه لجميع مخلوقاته !!!!....
فيكون السؤال هو : ما الذي في الكون كله مِن حولنا : يُشير (من قريب أو من بعيد) : إلى أن الله تعالى :
(ثالوث) مقدس أو (ثلاثة أقانيم) كما في دينكم المُحرف !!!!...
ثم ابتسم الشيخ ابتسامة ًذات مغزى قائلا ً: أين عقولكم ؟؟؟!!!...

2))
وأما بالنسبة للأنبياء :
فالمسلمون : هم الوحيدون (وبكل فخر) : الذين يؤمنون ويقبلون ويحترمون : (جميع الأنبياء) الذين تم ذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن !!!.. بل وقد أخبرنا الله تعالى أيضا ًفي (القرآن الكريم) :
أن له أنبياءا ًورسلا ً: لم يذكرهم في كتبه التي بين أيدينا !!!.. حيث يقول عز وجل :
" ورُسلا ً: قد قصصناهم عليك من قبل .. ورُسلا ً: لم نقصصهم عليك " !!!.. النساء – 164 ...

وأما (أنتم) و(اليهود) :
فقد تقبلتم (للأسف) : ما في كتبكم من (افتراءات) و(أكاذيب) مشينة : على معظم الأنبياء العظماء !!!!..
فتارة : نراهم في كتبكم : (كذابون) !!!.. وفي الأخرى : نراهم : (يشربون الخمر حتى يفقدون وعيهم) !!!..
وفي الثالثة : (يزنون) !!!...... إلى آخر هذه (الصفات القبيحة) التي لا تتجرأون وتصفون بها حتى :
(رجل صالح) أو (رجل دين) عندكم !.. فكيف تقبلونها في كتبكم عن (أنبياء) الله تعالى : (خير البشر) ؟؟؟!!!!...

3))
وحتى الميلاد المعجز للـ (مسيح) عليه السلام :
فنحن الوحيدون (غيركم) : الذين نؤمن به !!!.. ولكن بالطبع : ليس بالصورة (الغريبة) و(الشاذة) التي تتخيلونها أنتم حدوثها بين (الله) تعالى وبين (مريم) العذراء عليها السلام !!!..
لأن الله تعالى الذي خلق (آدم) من غير (أب) ولا (أم) كما أخبرتكم .. وخلق من ضلعه (حواء) بغير (أم) :
فهو قادرٌ أيضا ًعلى أن يخلق (عيسى) عليه السلام من غير (أب) !!!..
بل .. ولو تدبرتم في قصة (إبراهيم) عليه السلام .. و(زكريا) عليه السلام :
لوجدتم أن الله تعالى : قد رزق كل منهما بنبي ٍولد : بعد أن طعن كل منهما في السن !!!..
بل وبالرغم حتى من أن زوجة كل منهما ًأيضا ً: كانت عاقرا ً!!!!..
فهل يعجز الله تعالى بعد كل ذلك : أن يخلق (عيسى) عليه السلام من (أمه) فقط !!!..
سبحان الله عما يصفون !!!!...

4))
بل .. ولن تجدوا أيضا ً: (مدحا ًحقيقيا ً) لـ (المسيح) وأمه (مريم) عليهما السلام :
إلا في كتاب المسلمين : (القرآن الكريم) !!!...
حيث أن (المرأة الوحيدة) التي ذكرها الله تعالى في القرآن بـ (اسمها) وهو يُـثني عليها :
هي (مريم) عليها السلام !!!!..
بل والعجيب أيضا ً: أن اسم (عيسى) عليه السلام : قد ورد في القرآن الكريم : (25 مرة) !!!... في حين لم يأتي اسم النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم نفسه : إلا : (4 مرات) فقط !!!..

5))
بل وحتى التحية التي يعرفها كل المسلمون في كل العالم .. ويقولونها يوميا ً: عشرات المرات :
وهي : (السلام عليكم) ...
والتي للأسف : لا أعتقد أن أحدا ًفيكم يقولها (حتى لأقرب الناس إليه) :
هي موجودة أيضا ًفي كتبكم !!!!...
ونظر الشيخ في وريقات أمامه وهو يواصل قائلا ً:
ففي العهد القديم : تقرأون في قصة (يوسف) عليه السلام :
" سلام لكم .. لا تخافوا .. إلهكم وإله أبيكم أعطاكم ..... " !!.. سفر التكوين 43-23 ..

بل وفي العهد الجديد لديكم أيضا ً: جاء على لسان (عيسى) عليه السلام :
" إذا يسوع لاقاهما وقال : سلام لكما " !!!... متى 28- 9 ..

فهل علمتم الآن : أن ما يفعله المسلمون اليوم (وحدهم) : هو (فطرة الله) تعالى : و(شرعه الحق) ؟؟!!..
بل واقرأوا أيضا ًإذا شئتم :
" وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم : سلام لكم " !!!.. لوقا 24- 36 ..
" فقال لهم يسوع أيضا : سلام لكم .. كما أرسلني الأب : أ ُرسلكم أنا " !!.. يوحنا 20-21 ..

6))
بل وهناك (أدبٌ إسلاميٌ) أيضا ً: يفعله كل المسلمين عند دخولهم لـ (مكان الصلاة الطاهر - المسجد) ..
ألا وهو : (خلع النعال) !!!... وذلك لأن (المساجد) : هي (بيوت الله تعالى) في الأرض !!!...
وأما في باقي الأماكن الأخرى : فيجوز للمسلم أن يصلي مرتديا ًنعله : بشرط أن لا يكون في نعله (نجاسة) ..
وأما الآن : فإليكم ما يثبت لكم : أن حتى هذا (الأدب البسيط) الغائب عنكم :
هو من شرع الله تعالى وفطرة المؤمنين !!!.. حيث جاء في قصة (موسى) عليه السلام في العهد القديم :
" فقال : لا تقترب إلى ههنا .. اخلع حذائك من رجليك !!.. لأن الموضع الذي أنت واقف عليه :
أرض مقدسة " !!!... سفر الخروج 3- 5 ..

وقد حكى الله تعالى لنا نحن المسلمين : نفس هذا الموقف في (القرآن الكريم) مع (موسى) أيضا ًحيث قال :
" إني أنا ربك .. فاخلع نعليك : إنك بالواد المُقدس طوى " !!!.. طه - 12 ..

بل وأيضا ًفي قصة فتى (موسى) : (يشوع بن نون) في العهد القديم لديكم :
" فقال رئيس جند الرب ليشوع : اخلع نعلك من رجلك .. لأن المكان الذي أنت واقف عليه :
هو مقدس " !!!!... سفر يشوع 5- 15 ..

وهنا أسألكم :
إذا كانت (كنائسكم) حقا ً: ((مقدسة)) : فهل تخلعون نعالكم فيها ؟؟!!!...
وأترك لكم ولـ (رجال دينكم) أيضا ًالإجابة عن هذا السؤال !!!....

7))
وحتى (الوضوء) الذي يفعله كل المسلمين : قبل كل صلاة :
فهم وحدهم : من يفعله (قبل الصلاة) لله عز وجل في هذا الزمن !!!!... بل هو عندنا : شرط من شروط الصلاة !!..
ولكنكم للأسف : لا تفعلون ذلك عند صلاتكم !!!...
وذلك بالرغم من ذكر هذا الشرع لكم : في العهد القديم في سفر الخروج 30- 21,20 :
" عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع : يغسلون بماء لئلا يموتوا !!!..
أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة ليوقدوا وقودا للرب : يغسلون أيديهم وأرجلهم لئلا يموتوا !!!..
ويكون لهم : فريضة أبدية له ولنسله في أجيالهم " !!!!....

فهل أنتم بالفعل : تحافظون على هذه (الفريضة الأبدية) التي أمركم الله تعالى بها ؟؟!!!..
أم أنكم : لا تدينون بدين (موسى) عليه السلام ؟؟!!!..
واقرأوا أيضا ً:
" ووضع (المرحضة) بين خيمة الاجتماع والمذبح .. وجعل فيها : ماء للاغتسال ..
ليغسل منها موسى وهارون وبنوه : أيديهم وأرجلهم " !!!.. سفر الخروج 40- 31,30 ..

بل وحتى (بولس) اليهودي نفسه (الذي حرف في دينكم) :
لم يستطع تلافي هذا الأمر عندما أراد دخول (الهيكل) !!!!..
حيث جاء في العهد الجديد لديكم :
" حينئذ : أخذ بولس الرجال في الغد : وتطهر معهم .. ودخل الهيكل " !!!...
أفعال الرسل 21- 26 ..

فهل بعد الآن : يستطيع أي ٌمنكم أن يسخر من المسلم : إذا توضأ قبل كل صلاة في دورات المياه عندكم ؟؟!..
ثم أضاف الشيخ في لهجة مرحة :
بل الحق أقول لكم : إن (قدم المسلم) التي يغسلها عندكم في الحوض : في اليوم الواحد :
خمس مرات قبل كل صلاة :
هي أنظف وأطهر عندي : من كثير من رؤوس بعض الناس التي : لا يغسلونها إلا مرتين فقط في اليوم :
صباحا ًومساءا ً!!!!..

وهنا .. ضحك معظم الحاضرين لهذه الدعابة من الشيخ !!!.. والذين لا يعرف إلا القليلون منهم فقط :
أنه كان يعني ما يقوله تماما ً!!!..
ولكن الشيخ : واصل كلامه بنفس هدوءه قائلا ًللقس (لويس) :

8))
بل ولم يقتصر (إبطال شرع الله) لديكم على (خلع النعال) أو (الوضوء للصلاة) فقط أيها القس (لويس) !!!... بل أنا على يقين تام بأنه لا يوجد من الحاضرين أمامي الآن من : (سجد) ولو سجدة واحدة : لله العظيم في حياته قط !!!..
وذلك على عكس المسلمين الذين : يسجدون لله تعالى : قريبا ًمن (34 سجدة) على الأقل في اليوم والليلة !!!..
والغريب أن هذه الصورة من الصلاة : قد وردت أيضا ًفي الكثير من المواضع في كتبكم !!!..
ففي العهد القديم : نقرأ في قصة (إبراهيم) عليه السلام :
" فسقط إبرام على وجهه (أي خر ساجدا ً) .. وتكلم الله معه قائلا ً" !!!... التكوين 17- 3 ..
بل وفعله (موسى) أيضا ًعليه السلام :
" فأسرع موسى : وخر إلى الأرض وسجد " !!!!... سفر الخروج 34- 8 ..

وأيضا ًفي سفر (يشوع) 5- 14 :
" فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد .. وقال له : بماذا يكلم سيدي عبده " !!!!..

بل وحتى في الإنجيل لديكم ...
نقرأ أن (عيسى) عليه السلام : (الإنسان) : يسجد ويتضرع لـ (الله) تعالى ربه :
" ثم تقدم قليلا ً.. وخر على وجهه (أي سجد) .. وكان يصلي قائلا ً.... " !!!.. إنجيل متى 26- 39 ..

فهل منكم من قام بتقليد نبيه وحبيبه : (عيسى) عليه السلام في هذا الفعل العظيم : (السجود) :
ولو حتى مرة واحدة في حياته !!!!...

وهنا .. لاحظ كل ٌمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) :
أن أحد القساوسة الكبار في السن (والجالسين أمامهم في الصف الأول) :
يحاول جاهدا ًإخفاء بعض الدموع التي بدأت تنسال على وجنتيه بمنديل صغير !!!!..
فاستبشر كل من الشيخين خيرا ًبإذن الله !!!!...
وهنا .. وجه الشيخ (عبد الله) كلامه للحاضرين قائلا ًفي مرح :

هل أكتفي بهذا القدر ؟؟.. أم تريدون المزيد ؟؟!!!...
وهنا .. تعالت بعض الصيحات القليلة من القاعة : لا .. كفى !!!...
في حين أصر (الكثير) من الحاضرين على أن : يستكمل الشيخ (عبد الله) كلامه !!!..
فقال لهم الشيخ :
حسنا ً... حسنا ً.. سوف آخذ برأي الأغلبية .. ولكن تذكروا فقط أنكم :
وللمرة الثانية : أنتم الذين أردتم هذا !!!.. وهو خيرٌ لكم إن شاء الله !!!!..
ثم واصل الشيخ كلامه قائلا ً:

9))
بل وحتى (الصور) و(التماثيل) التي : (تمتليء) بها كنائسكم بالآلاف :
فقد ورد نهي الله تعالى عنها في كتبكم التي بين أيديكم أيضا ً!!!!.. فهل تتخيلون هذا ؟؟!!!..
فأين أنتم منها ؟؟؟؟... بل وأين (رجال دينكم) من هذه الأوامر الإلهية الواضحة في هذا الشأن ؟؟!!!..
ألم يقرأ أحدكم في العهد القديم في حديث الله تعالى مع (موسى) عليه السلام في سفر الخروج 20- 2 : 4 :
" أنا الرب إلهك : الذي أخرجك من أرض مصر .. من بيت العبودية ...
لا يكن لك آلهة أخرى أمامي .. لا تصنع لك تمثالا ًولا صورة ما :
مما في السماء من فوق !!!.. وما في الأرض من تحت !!!.. وما في الماء من تحت الأرض " !!!!...

أما قرأ عليكم أحد القساوسة الكرام هنا في المدينة : مثل هذه الآيات لكم ؟؟؟...
وأرجو ألا يتحجج أحدكم بأن هذا : كان شرع اليهود من القديم !!.. وبأنه قد صار لكم الآن : شرعا ًجديدا ً!!!..
حيث سأقول لكم (وبكل بساطة) :
ألم تقرأوا عشرات المرات في الإنجيل الذي معكم على لسان (عيسى) عليه السلام قوله :
" لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء !!!.. ما جئت لأنقض : بل لأ ُكمل " !!!.. متى 5- 17 ...
ولا يعتذر أحد الحاضرين أيضا ًبأنه : لم يفهم مثل هذه النصوص !!!!..
فالحق أقول لكم :
إنه مذكور عندكم أنه : مَن لا يفهم الناموس والشرع : ملعون !!!!.. واقرأوا إن شئتم في إنجيل يوحنا 7- 49 :
" ولكن .. هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس : هو ملعون " !!!!...

فالحمد لله تعالى الذي جعلنا أمة (الإسلام) : لا نقتني (التماثيل) و(الصور) .. ولا نضعها في (مساجدنا) ..
ولا نعظمها ولا نعتقد في قدسيتها المزعومة مثلكم !!!!... اللهم إلا بعض الجاهلين منا بالشرع !..

وهنا .. أيقن رجال الدين المنتشرون في القاعة تماما ً: أن هذا الشيخ المسلم : لن يسكت حتى يهدم عليهم :
كل صغيرة أو كبيرة في دينهم !!!..
فسكن كل منهم في مقعده أخيرا ً!!.. وترك نفسه مُستسلما ًللاستماع لهذا الشيخ : كباقي الحاضرين في القاعة !!!!..

حيث واصل الشيخ قائلا ً:

10))
وحتى (الشجرة) التي تزينونها في أعيادكم أيها القس (لويس) .. وتعتقدون أنها قد تجلب لكم خيرا ًأو سعادة :
فقد ورد تحريمها أيضا ًفي الكتاب الذي تمسكه الآن بيدك !!!!..
حيث أن الأمم الوثنية منذ القِدم : هي فقط التي كانت تعتقد (وإلى اليوم) في تقديس مثل هذه الأشياء وتعظيمها من دون الله عز وجل !!!!... كما يعتقدون أنها تضر أو تنفع من دون الله !!!..
ولهذا .. فقد قال ربكم في العهد القديم :
" هكذا قال الرب : لا تتعلموا طريق الأمم !!.. ومن آيات السماوات : لا ترتعبوا .. لأن الأمم ترتعب منها !!..
لأن فرائض الأمم باطلة : لأنها شجرة يقطعونها من الوعر !!.. صنعة يدي نجار بالقدوم !!.. بالفضة والذهب يزينونها !!.. وبالمسامير والمطارق يشددونها فلا تتحرك !!.. هي كاللعين في مقثأة فلا تتكلم !!.. تحمل حملا ً لأنها لا تمشي !!.. لا تخافوها لأنها لا تضر !!.. ولا فيها أن تصنع خيرا ً" !!!!... سفر أرميا 10- 5,4,3,2 ..

وأما عندنا في الإسلام (والحمد لله) :
فالمسلمون : لا يزينون الأشجار ولا يعظمونها !!!.. ولا يعتقدون في نفعها أو ضرها من دون الله عز وجل !!!..
ومن يفعل ذلك من المسلمين على علم ٍ: فإسلامه : مردود عليه للأسف !!!..

11))
واصل الشيخ (عبد الله) في ثبات قائلا ً: ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط أيها القس (لويس) !!!!..
بل إن (شرع) الله عز وجل و(أحكامه) الواردة في الكتاب الذي تمسكه الآن في يدك :
يمكننا القول بلا أدنى شك : أنها أصبحت بفضل (بولس) اليهودي :
((لا تساوي حتى : حبرا ًعلى ورق)) !!!!!...

فأمر الله تعالى مثلا ًلكل المؤمنين من نسل (إبراهيم) عليه السلام بـ (وجوب) :
(الختان) على جميع (الذكور) : كعهد أبدي بين الله تعالى وبينهم حيث جاء في سفر التكوين 17- 9 : 11 :
" وقال الله لإبراهيم : وأما أنت : فتحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم .. هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك : يُختن منكم كل ذكر .. فتختنون في لحم غرلتكم : فيكون علامة عهد بيني وبينكم " !!!..

فهذا (العهد الأبدي) للأسف كما قلت لكم : قد أبطله (بولس) اليهودي بكل سهولة : أثناء مداهنته لـ (الأمم الوثنية) التي كانت (لا تختتن) في عصره !!!!...
واقرأوا إن شئتم : ما جاء عن (بولس) في رسالة غلاطية 6- 15 حيث قال :
" ليس الختان ينفع شيئا ً" !!!!...

فهكذا (وبكل بساطة) : تعلو كلمة (بولس) اليهودي : على كلمة (ربكم) !!!!!...
ربكم الذي قال أيضا ًفي سفر التكوين 17- 14 :
" وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته : فتقطع تلك النفس من شعبها : أنه قد نكث عهدي " !!!..

فهل عرفتم الآن :
أننا وكـ (مسلمين نقوم بختان الذكور) كما أمر الله :
نكون بذلك : الوحيدون السائرون على شرع الله تعالى وعهده من بين جميع الأمم البشرية إلى الآن !!!..

13))
وبالرغم من (الضرر الصحي) الثابت عن (عدم الختان) : إلا أن هذه : ليست آخر الجرائم التي ارتكبها (بولس) اليهودي في حق (ملايين النصارى) منكم وإلى اليوم !!!...
لأنه : كما حرمكم بـ (جهله) مما يُفيدكم :
فقد أحل لكم أيضا ًبـ (جهله) : ما يضركم أشد الضرر !!!!...
ولعل في هذا (بيانا ًواضحا ً) للفرق بين شرع الله تعالى ورسله :
وبين شرع البشر ذوي العقول المحدودة الجاهلة !!!!...

حيث أننا في الإسلام : مُحرمٌ علينا شرب : (الخمر المُسكِـر) !!!.. وأكل لحم : (الخنزير النجس) !!!...
وبالفعل : ومنذ أكثر من (14 قرن) من الزمان وإلى اليوم : فما زال حكمهما ثابت عندنا قولا ًوفعلا ً...
وأما أنتم :
فقد استبدلتم تحريم ربكم لهذه النجاسات : بمزيد الحب لـ (الخمر المسكر) و(الخنزير النجس) !!!..
بل : وتحتفون بهما أيضا ً: أيما احتفاء في حفلاتكم وأعيادكم ومآدبكم !!!!.. وفي إعلاناتكم ورسوماتكم !!!..
والحق أقول لكم :
إنه ما من إنسان (عاقل) : يرضى لنفسه أبدا ًأن يتناول مثل هذه الأشياء !!!..
لأن (العاقل وحده) : يغار على (تفكيره) .. ويحترم (عقله) : فلا يسكر !!!..
ولأن (العاقل وحده) أيضا ً: يعرف أن (الخنزير) :
هو من (أقذر) و(أنجس) الحيوانات في (معيشته) وفي (أكله) .. بل وفي (أخلاقه) أيضا ً: فلا يتناوله !!!..
فـ (الخنزير) مثلا ً: لا مكان في قلبه لـ (الغيرة على أنثاه) !!!.. ومن هنا : فإن (العاقل وحده) :
يخشى أن تنتقل (عدوى الإباحية والبَـلادة) إليه : إذا هو طعِم من (الخنزير) !!!!.. وهو ما أثبته العلم الحديث !..

بل ويكفيكم أيضا ً: الأضرار الصحية البالغة التي يعلن عنها الأطباء في العالم كل يوم :
بسبب تناول (الخمر) و(الخنزير) !!!.. ويا لشتان الفارق !!!!!..

فرسول الله حقا ً(محمد) : يُخبر الناس بأن في جناح (الذبابة) : داء ودواء :
فيـُثبت (العلم الحديث) بالفعل : ما قاله !!!... لأنه حقا ً: رسول من عند الله تعالى !!!...
وأما الذين يدّعون (الوحي) و(القداسة) في دينكم من أمثال (بولس) وغيره وهم كاذبون :
فيخبرونكم بأنه ليس في (الخمر) أو (الخنزير) شيءٌ يضر :
فيُـثبت (العلم الحديث) أنهما : أصل (معظم الأمراض) و(الفساد الأخلاقي) في مجتمعاتكم !!!..

فيا ليتكم حقا ًنظرتم في كتبكم أيها القس (لويس) : نظرة اعتبار وتفكر وطاعة لله مثلنا !!!..
الله تعالى الذي يقول لكم في العهد القديم في سفر الأعداد 6- 3 :
" فعن الخمر والمسكر : يفترز !!.. ولا يشرب خل الخمر .. ولا خل المسكر " !!!..

والذي قال لكم أيضا ً:
" مِن كل ما يخرج مِن جفنة الخمر : لا تأكل !!!.. وخمرا ًومسكرا ً: لا تشرب !!!.. وكل نجس : لا تأكل " !!!.. سفر الأحكام 13- 14 ..

بل وحتى في العهد الجديد عندكم : وفي البشارة لـ (زكريا) بميلاد (يحيى) عليهما السلام تقرأون :
" لأنه (أي يحيى عليه السلام) يكون عظيما ًأمام الرب .. وخمرا ًومسكرا ًلا يشرب " !!!... لوقا 1- 15 ..

وأسألكم قس (لويس) : لماذا تتناولون (الخمر المسكر) يا مَن تقولون أنكم : تؤمنون بالله وشرعه وأحكامه ؟؟!!..

بل وحتى (الخنزير النجس) : قد جاء النهي عنه كما قلت لك قس (لويس) في الكتاب الذي تمسكه بيدك الآن !!!..
ألم تقرأ من ضمن ما حرم الله تعالى على (موسى) و(هارون) من قبل في العهد القديم قوله :
" والخنزير : لأنه يشق ظلفا ًويقسمه ظلفين .. لكنه لا يجتر : فهو : نجسٌ لكم " !!!.. سفر اللاويين 11- 7 ..

وأسأل : هل هو : (نجس لهم) .. وليس (نجسا ًلكم) ؟؟!!!..
بل وقد نهى الله أيضا ًعن كل (نجس) بوجه عام في كتبكم فقال :
" لا تأكل رجسا ًما " !!!... سفر التثنية 14- 3 ..

بل ولن تجدوا (الخنزير) في كتبكم : إلا وهو مقرونا ًمع (النجاسات) و(القاذورات) مثله !!!.. واقرأوا إن شئتم :
" آكلين لحم : الخنزير .. والرجس .. والجرذ : يفنون معا ً" !!!.. سفر إشعياء 66- 17 ..

بل .. وحتى عندما أراد المسيح (عيسى) عليه السلام أن يُخرج (الشياطين النجسة) من جسد الإنسان : لم يوافق على خروجهم : إلا بعدما أخبروه بأنهم سيخرجون ثم يدخلون (أجساد الخنازير) !!!..
وذلك لأن (الخنازير) في نجاستها : هي الوحيدة التي تصلح لاحتواء مثل هذه (الشياطين النجسة) !!.. واقرأوا معي :
" فالشياطين طلبوا إليه قائلين : إن كنت تخرجنا : فأذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير .. فقال لهم : امضوا .. فخرجوا .. ومضوا إلى قطيع الخنازير " !!!.. متى 8- 32,31 ..

واقرأوا أيضا ًفي مرقص 5- 13 :
" فأذن لهم يسوع للوقت : فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير " !!!..

بل والغريب أيضا ً: أنه لم يرد قط أن (عيسى) عليه السلام : قد أكل من (لحم الخنزير النجس) !!!.. بل هو عندما يتحدث عن (الخنازير) : يتحدث عنهم بصفة (الذم) و(الدونية) دوما ً!!!.. وذلك مثل قوله :
" ولا تطرحوا دُرركم قدام الخنازير " !!!... متى 7- 6 ..

وهنا .. تنهد الشيخ (عبد الله) قائلا ًفي فخر :
فالحمد لله الذي أكرمنا بشريعته (الخاتمة الخالدة) : الحاملة لكل خير للبشر : بدون تحريف ولا عبث ولا تزييف !!..
فأنقذ عباده المؤمنين من تناول مثل هذه (القاذورات) !!!!...

وهنا .. سمع الجميع صوت إحدى النساء في الصف الثالث أمام المنصة وقد : (تقيأت) !!!!..
ثم قالت بعد ثوان بصوت مسموع للحاضرين :
عذرا ً!!!....

فعذرها جميع الحاضرين بالفعل : لأن كلام الشيخ المسلم : لم يحتج إلى أي تعليق !!!..
حيث كان (ذم الخمر والخنزير) : واضحا ًجليا ًبلا شك : في جميع النصوص التي تلاها عليهم من كتبهم !!!..
فاعتبروها هم : من (المتناقضات العديدة) التي (فضحها) لهم هذا الشيخ المسلم (في دينهم) الليلة !!!..
وأما (رجال الدين) و(رجال الكنيسة) : فقد التزموا الصمت التام !!!..

13))
فاستطرد الشيخ قائلا ً:
وحتى (الرهبانية) التي يقوم بها الكثير من الرجال والنساء (في دينكم) وفي (أديرتكم) و(كنائسكم) :
فهي كغيرها من الأمور : لم يكتبها الله تعالى أصلا ًعلى أحد !!!..
وذلك لأنها (وبكل بساطة) : تنافي أبسط قواعد (الفطرة الإنسانية) !!!.. وخصوصا ً: حاجة البشر إلى الزواج !!!...
ولهذا .. فإن الله تعالى يقول لنا في كتابه (القرآن الكريم) عن (الرهبانية) التي ابتدعها النصارى :
" ورهبانية : ابتدعوها !!!.. ما كتبناها عليهم : إلا ابتغاء رضوان الله !!!..
فما رعوها حق رعايتها !!!.. فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم .. وكثير ٌمنهم فاسقون " !!!.. الحديد - 27 ...

وكأن الله تعالى يخبرنا هنا : أن هذا الانقطاع عن الدنيا للعبادة (مع عدم الزواج) :
هو أمر : (ضد الفطرة) أصلا ً!!!.. وهو أمر : (لن يستطيعه الكثير من الناس) !!!...
ولهذا .. فإن الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم يؤكد دوما ًفيقول :
" إني لم أؤمر بالرهبانية !!!... إن من سنتي أن :
أ ُصلي وأنام !!... وأصوم وأطعم !!... وأنكح وأطلق !!... فمن رغب عن سنتي : فليس مني " !!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/394) ...

وهو نفس ما تجدونه في كتبكم : حيث لن تجدوا فيها أمرا ًواحدا ًبعدم الزواج !!..

وذلك لأنه كما أخبرتكم من قبل : الإسلام هو (الرسالة الخاتمة) : والتي ستناسب (كل البشر) : وذلك لأنها :
هي التي تعود بالمؤمنين كلهم إلى (الفطرة الصحيحة) التي فطر الله الناس عليها !!!...
ولعل جميع مَن في القاعة هنا : قد قرأ أو سمع أو شاهد للأسف : (مئات) قضايا (التحرش الجنسي) و(الزنا) بين العديد من رجال الدين و(الراهبات) في كنائسكم هنا في أوروبا !!!!... بل : وفي دولة الفاتيكان نفسها !!!...
بل : وفي أمريكا أيضا ًوجميع أنحاء العالم !!!...
ويا ليت الأمر اقتصر فقط على رجال الدين و(الراهبات) ... بل لقد امتد للأسف : ليطول العديد من (أطفال الكنائس والقداسات) لديكم !!.. وذلك عن طريق (الشذوذ الجنسي) الذي للأسف : لم يجد رجال الدين والراهبات غيره :
ليُـنفسوا به عن (فطرتهم) التي (كبتتها) : (الرهبانية) التي ابتدعتموها في دينكم !!!....
مما اضطر (البابا) نفسه لديكم : للاعتراف بهذه (الجرائم الفاضحة) والاعتذار عنها (رسميا ً) أخيرا ً: أمام العالم أجمع في أكثر من موقف .. وفي أكثر من خطاب وتصريح !!!...
أليس كذلك ؟؟!!!...

14))
وهنا .. نظر الشيخ (عبد الله) لملامح (الخزي والأسف) التي ارتسمت على الوجوه أمامه .. فواصل قائلا ً:
بل وحتى (الربا) الذي تستحلونه في تعاملاتكم اليوم في مجتمعاتكم (النصرانية) بكل سهولة ...
والذي لا يقوم (اقتصادكم العالمي) إلا عليه بسبب (اليهود) :
فقد ورد تحريمه أيضا ًفي كتبكم !!!!...
فهل منكم مَن توقف أمام ذلك مـُتفكرا ً؟؟؟!!!...
ألم تقرأوا في العهد القديم أبدا ًالكلام التالي :
" فضتك : لا تعطِه بالربا !!!.. وطعامك : لا تعط بالمُرابحة " !!!.. سفر اللاويين 25- 37 ..

بل : ألم تقرأوا أيضا ًما قاله ربكم عن صفات (المؤمن الصالح) عندما قال :
" فضته : لا يعطيها بالربا !!!.. ولا يأخذ الرشوة على البريء " !!!.. سفر المزامير 15- 5 ..

وتوقف الشيخ قليلا ً.. ثم تنهد بقوة وقال :
والحق أقول لكم :
إن المسلمين أيها القس (لويس) : هم الوحيدون الذين يسيرون على شرع الرب اليوم : من وسط كل هذا العالم !!!!..
ولو ظللت أ ُعدد لكم شرائع الرب في كتبكم : والتي لا يلتزم بها اليوم : إلا المسلمون :
لأخذت بذلك وقت الندوة كلها : بدون حتى أن نستعرضها جميعا ً!!!!..

15))
ولكني سأختم معكم بمفاجأة : لن تتخيلونها !!!...
وهذه المفاجأة هي :
أن المسلمين : هم الوحيدون الذين يُحاربون دولة (إسرائيل) الآن !!.. أليس كذلك ؟؟...
فسكتت القاعة للحظة ...
وكأنهم بسكوتهم يقولون : بلى !!!..
فليس أحد يُحارب دولة (إسرائيل) الآن و(يضطهدها) : إلا المسلمون بالفعل !.....

وهنا .. واصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:
حسنا ً... أظن أننا جميعا ً: متفقون على أن المسلمين : هم الوحيدون الذين يقفون في وجه (إسرائيل) بـ :
القوة .. والحرب .. والصراع .. والجهاد .....
والآن ... إليكم المفاجأة التالية :
حيث سأقرأ عليكم الآن : ما قاله نبيكم (عيسى) عليه السلام في كتبكم التي بين أيديكم .. فاسمعوا بتمعن وروية ...
ثم أضاف الشيخ بلهجة ساخرة :
وعذرا ًعلى ركاكة الترجمة في كتبكم .. ولكنها نتيجة حتمية للتحريف !!!.. ولكنها تكفينا على أي حال .. حيث يقول (عيسى) عليه السلام :
" فمتى نظرتم (رجسة الخراب) التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي : ليفهم القاريء !!!.. فحينئذ :
ليهرب الذين في اليهودية (أي القدس) إلى الجبال !!!.. والذي على السطح : فلا ينزل إلى البيت !!!.. ولا يدخل ليأخذ من بيته شيئا ً!!!.. والذي في الحقل : فلا يرجع إلى الوراء ليأخذ ثوبه !!!.. وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام " !!!.. مرقس 13- 17،16،15،14 ...

وأسأل الحاضرين :
هل تعرفون ما هي (رجسة الخراب) التي حذركم منها نبيكم في هذه الكلمات وما بعدها ؟..

وقبل أن تلتفتوا إلى (رجال دينكم) لتسألوهم ...
سوف أوفر أنا عليكم وعليهم عناء الإجابة !!!..
حيث سأجري معكم :
عملية حسابية صغيرة على نبوءة (دانيال) التي أخبركم (عيسى) عليه السلام عنها في الآيات السابقة ...
والتي تقول في سفر دانيال 8- 13 :
" فسمعت قدوسا ًواحدا ًيتكلم فقال : قدوس واحد لفلان المتكلم :
إلى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب (أي رجسة الخراب) لبذل القدس والجند مدوسين ؟؟...
فقال لي :
إلى ألفين وثلاث مائة صباح ومساء " !!!...

ولمن لا يعرف : فإن قيمة (اليوم) الواحد في (نبوءات العهد القديم) : يعني : (سنة كاملة) كما اتفق على ذلك (الآباء المفسرون) ....
وبالوضع في الاعتبار : أن التقويم الذي عاش فيه (دانيال) : هو التقويم الذي بدايته استيلاء (الاسكندر المقدوني) على أسيا عام (333 ق م) ...
فيكون بذلك وقت ظهور (رجسة الخراب) التي تنبأ بها (دانيال) عن الرب .. والتي حذركم منها (عيسى) عليه السلام هو :
(2300) وهي نبوءة دانيال – (333 ق م) وقت النبوءة = (1967م) !!!!!!....

أي بالضبط : العام الذي قامت فيه (رجسة الخراب) على الأرض : أي دولة (إسرائيل) !!!!!!...
والآن .. أ ُعيد عليكم السؤال الذي سألته لكم مرة أخرى .. ولكن بصيغته الصحيحة هذه المرة :

هل تعلمون أحدا ًاليوم : يُحارب ويضطهد (رجسة الخراب) في هذا العالم : إلا المسلمون ؟!!.
وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يدير رأسه في القاعة قائلا ً:
سأترك لكم الإجابة مع بعضكم البعض ...
لأني سأكتفي أخيرا ًبهذا القدر الطويل من الإجابة على تساؤل القس (لويس) ...
وذلك : لنأخذ سؤالا ًسريعا ًآخرا ً......


11)) التعريف بـ (الله) تعالى .. والحكمة من الابتلاء ..

يُـــتبع بإذن الله ..

أملي رضى الله
06-17-2011, 03:12 PM
11)) التعريف بـ (الله) تعالى .. والحكمة من الابتلاء ..
أكمل بارك الله فيك

إلى حب الله
06-17-2011, 05:02 PM
11)) التعريف بـ (الله) تعالى .. والحكمة من الابتلاء ..

في هذه المرة : لم يرفع أحد رجالات الصف الأول يده !!!....
فصدمة الحقائق التي تلقوها على يد هذا الشيخ المسلم منذ لحظات : ما زال تأثيرها باد ٍعلى وجوههم !!!....
وذلك باستثناء : (امرأة) واحدة في الصف الأول :
رفعت يدها للمرة الثالثة منذ بدء الندوة ....
ولكن كلا ًمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) : لم يلتفتا إليها ولو مرة ًواحدة !!!..
وذلك بالرغم من جلوسها على بعد سبعة أمتار فقط من على يمين المنصة !!!..
وأما سبب عدم التفاتهما إليها أو اختيارها :
فسوف نعرفه بعد قليل إن شاء الله ...

وأما الشيخ (محمد) : فقد لفت انتباهه أحد الأشخاص : يجلس على (مقعد متحرك) بجانب أحد الصفوف الأخيرة من القاعة !!.. حيث كان رفعه ليده : ملحوظا ًجدا ًمن على مقعده المتحرك !!!....
فاختاره الشيخ (محمد) لإلقاء السؤال ....
وعلى الفور : انتقل ميكروفون المنضدة إلى طرفها .. ثم قام أحد الجالسين بخلع رأس الميكروفون وإعطائه لهذا الشخص الجالس على المقعد المُـتحرك بجوار المنضدة ...

والذي أمسك برأس الميكروفون ثم قال :

في البداية : أ ُبدي إعجابي الشديد جدا ًبك شيخ (عبد الله) !....
وهذه حقيقة : لا أعتقد أن أحد الحاضرين هنا ينكرها بحال من الأحوال ...
ولن أتحدث عن تفصيل ذلك مثلما فعل (ستيف) منذ لحظات ....
ولكني : سأدخل في صلب الموضوع مباشرة ....

اسمي هو (ديفيد بنديكس) .. كنت (نصرانيا ًكاثوليكيا ً) بالولادة وحتى مرحلة الشباب .. ثم أصبحت (ملحدا ً) لِما يزيد على العشر سنوات .. أو إن شئت قل :
صرت إلى (الشيوعية) أقرب !!..
وذلك لأني وجدت في (كراهيتها للدين) :
منفسا ًعما كنت أشعر به من : الإحباط .. والغيظ .. والحنق بداخلي !!!..
حيث أن (إعاقتي) التي تراني عليها الآن :
هي منذ الطفولة للأسف ....

ولطالما انتظرت من هذا (الإله) أو (عيسى) أو أيا ًما يكن : أن يشفيني !!.. أو أن يصنع لي (معجزة ً) لأشفى ولأحيا حياة ًطبيعية ًكمعظم الأطفال أو الشباب من حولي !!!.. ولكن ذلك كله : لم يحدث منه شيءٌ للأسف !...
وكان هذا : هو سبب التغيير في (حياتي) وفي (تفكيري) وحتى هذه اللحظة !...
ثم ازداد (إلحادي) برؤية العديد من الآلام والحروب والمآسي التي يعيشها كل مكان في العالم شرقا ًوغربا ً!!!...
والتي يتعارض حدوثها (في رأيي الشخصي) مع فكرة وجود إله (حكيم) أو (رحيم) كما تدعي الأديان لهذا الكون !..

ولكن : ومنذ ثلاث سنوات فقط (ولا أ ُخفي عليك) : فقد اكتشفت أني أ ُعاني (فراغا ًروحيا ًكبيرا ًجدا ًبداخلي) !!!...
فراغا ً: كاد يؤدي بي في بعض اللحظات إلى (الانتحار) : تماما ًكما حكت الأنسة (ماري) عن أخيها للأسف !!!..
ومنذ ذلك الوقت : وأنا أ ُحاول تعويض هذا (الفراغ الروحي) : بحضور الندوات وجلسات الوعظ الدينية (الغير رسمية) !!!.. أو بمعنى آخر : التي تقام بعيدا ًعن (الكنيسة) !!!.. وذلك لأسباب : لن تزيد عما قلته أنت أيها الشيخ منذ قليل !!!..

وهذا بالفعل : كان سبب حضوري معكم الليلة ...

وأما أكثر ما أثار انتباهي وبعث عقلي على التفكير : فهو أول سؤال أجبت أنت عليه في أول هذه الندوة !!..
وذلك عندما قلت في حديثك عن (الصدفة) مع مستر (جيمز) :
" أنها لو كانت حقا ً: الخالق الحقيقي لهذا الكون .. بما فيه نحن البشر :
فلماذا توقفت عن العمل ؟؟!!.. هل أ ُعجبت بهذه النتيجة والكمال في الخلق :
فقررت التوقف " ؟؟!!...

حيث كان تساؤلا ًذكيا ًجدا ًفعلا ًمنك !.. بل وعميق المعنى جدا ًلكل مَن يُفكر : برغم بساطته الشديدة !!!...
حيث شعرت ساعتها أن : كل (الملحدين) في هذا العالم : لم يقوموا بالفعل إلا كما قلت أنت :
باستبدال كلمة (إله) : بكلمة (صدفة) !!!..
ثم خلعوا عليها بعد ذلك : جميع صفات الإله مثل : التفكير .. والحكمة .. والعقل .. والفهم .. واتخاذ القرارات !!!..

فعرفت ساعتها أن هذه الندوة :
على وشك أن تحمل لي (علاجا ًنهائيا ً) لما أعانيه من اضطراب في التفكير منذ سنوات !!....
وخصوصا ًعندما قلت أنت أيضا ًفي كلامك :
" ولعل الله تعالى شاء بكلامنا الآن : أن يسمعه أحد الحاضرين : فيتعظ !!.. ويُراجع نفسه وعقله للتفكير في هذه المسألة من جديد .. مَن يدري " ؟؟!!!...

حيث شعرت وكأنك لحظتها : كنت تعنيني أنا بالذات بهذا الخطاب وهذا الكلام !!!...

ثم فوجئت للأسف بعد ذلك : بتغير دفة الحديث لتخوض في الإجابة عن أسئلةٍ أخرى :
لم يتعلق شيءٌ منها بـ (إلحاد) الذي أعاني منه !!.. بل ويُعاني منه الملايين الآن في العالم إذا صحت الإحصائيات !..

ولهذا .. فقد قررت أن أرفع يدي وأسأل بنفسي هذا السؤال :

لماذا يمكن أن يخلقني الله تعالى بهذه (الإعاقة منذ صغري) : بلا ذنب مني ؟؟!!!...
بل : ولماذا يولد بعض الأطفال : وهم (فاقدي البصر) مثلا ًمنذ صغرهم ؟؟!!..
أليس مثل هذا الفعل : ينافي صفة (العدل) التي نعطيها دوما ًلـ (الإله) عندما نتحدث عنه ؟؟!!..

فهذا هو سؤالي باختصار أيها الشيخ المسلم .. وأرجو منك الإجابة عليه : إجابة شافية تريحني مما أنا فيه !..
وذلك بأن تتوسع في الحديث عن (الله) قليلا ًإذا تكرمت .. مِن وجهة نظر دينكم الإسلام :
لأنك بالفعل : قد سددت عليّ بالحقائق التي أبرزتها أكثر في هذه الندوة :
أي أمل ٍفي عودتي إلى المسيحية كـ (دين) مرة أخرى !!!..

وشكرا ً....

وهنا .. انتقلت العيون للشيخ (عبد الله) في انتظار تعليقه ورده على هذا السؤال الغريب ...
والذي برغم غرابته : إلا أنه يمس بالفعل : نقطة ًغامضة ًفي نفوس معظم الحاضرين !!.. بل وأيضا ً:
قلما يوجد من لم يسأله لنفسه : ولو مرة ًواحدة ًفي حياته !!...

وهنا قال الشيخ بهدوء وابتسام :
حسنا ًمستر (ديفيد) ....
سوف أ ُجيبك عن سؤالك عن (حكمة) الله عز وجل ....
ولكن أولا ً: يجب أن أ ُعرفكم بـ : (الله تعالى) نفسه : خالق هذا الكون وخالقنا !!!.. والمستحق الأوحد للعبادة !!...
فأرجو الانتباه جيدا ًللكلام التالي ..
والذي لن تجدوه بمثل هذا الوضوح أبدا ًفي أي ديانة وأي مذهب آخر : غير (الإسلام) !!!....

ثم تنهد الشيخ بعمق قبل أن يقول :

الحق : أنني أشعر بـ (التضاؤل الشديد) عند الحديث عن (الله) عز وجل !!!!..
والذي : مهما وصفه الواصفون أو : مدحه المادحون وأثنوا عليه :
فلن يعطوه ولو قدرا ًقليلا ًمن حقه !!!....

فالله تعالى لكل مَن لا يعرف ولا يستشعر : هو (الكمال المطلق) في كل شيء !!!..

فهو الكمال المطلق في : العلم .. والحكمة .. والرحمة .. والتقدير .. والود .. والقدرة .. والقوة .. والإحاطة .. والسمع .. والبصر .. والإدراك .. والجبروت .. والعظمة .. والكبرياء .... إلى آخر صفاته جل وعلا !!...

ولعل من أقوى الأدلة أيضا ًعلى (تحريف) و(نقص) كتب العهدين القديم والجديد التي بين أيديكم الآن :
ليس خلوها فقط من ذكر هذه الصفات الكثيرة بل : وعدم احتوائها حتى على : (اسم) ربكم !!!...
ألم يُلاحظ أحدكم ذلك من قبل ؟؟!!!...
إذ كيف يُعقل ألا يكون لخالق كل هذا الكون : (اسما ًعلما ًخاصا ً) نناديه به ؟؟!!..
كيف يُعقل هذا : وهو الذي خلق الأشياء كلها : وأعطى لكل منها (اسما ًعلما ًخاصا ً) به !!!..

والحق أقول لكم : إنه في حين أن (النصارى) في بلاد المسلمين : يُنادون الرب باسم (الله) كما يفعل المسلمون : إلا أنهم إذا ذكروا اسم (الله) هنا في بلادكم : بل وعند أي نصراني آخر في أي بلد أخرى لا تنطق العربية :
فسوف لا يعرف أبدا ًأن هذا هو (اسم) ربه الذي خلقه !!!..

ولكن الله تعالى في ديننا الإسلام الذي حفظه من التحريف :
قد عرّفنا بنفسه جيدا ًفي كتابه (القرآن الكريم) !.. وأيضا ً: عن طريق نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !..
لقد عرّفنا بـ (أسمائه) .. كما عرّفنا أيضا ًبـ (صفاته) ...
حيث عرفنا منه أن اسمه هو : (الله) !!!... نعم .. هذا هو اسم إلهكم أيها الحاضرون معنا الليلة هنا !!!..
كما عرفنا منه أيضا ً: أن له أسماءا ًأخرى : طلب منا أن ندعوه ونناديه بها .. وهي : (أسماء الله الحسنى) !!..
وهي أسماء : تدل على (جميل صفات) الله عز وجل : و(كماله) و(جلاله) ...

حيث فيها أسماء مثلا ً: تدل على العظمة والسيادة المطلقة .. وذلك مثل :
العلي .. العظيم .. العزيز .. الملك .. السيد .. الصمد .. المتكبر .. مالك الملك ..

وأسماء أخرى : تدل على مراقبته المطلقة لعباده .. وإحاطته التامة بهم .. وتدل على علمه بدعائهم له .. وتسجيله الكامل لكل ما يفعلونه من صغير أو كبير .. أو من خير أو شر : ليحاسبهم عليه يوم القيامة !!.. وذلك مثل :
الحسيب .. الرقيب .. الحفيظ .. المهيمن .. السميع .. البصير ...

وله أيضا ًأسماء تدل على : العطف والرحمة : (المطلقة العامة) : لـ (جميع مخلوقاته) بلا استثناء !!..
وعطف ورحمة أخرى : هي (خاصة) فقط بـ (عباده المؤمنين) : إكراما ًلهم !!.. وذلك مثل :
الرحمن .. الرحيم .. الودود .. الشكور .. البَر ..

وأسماء أخرى : تدل على قربه منا .. وتوبته على المخطئين .. ومغفرته للمذنبين .. وستره للعاصين .. وإمهاله لكل ضال وعدم سرعة مؤاخذته : رأفة ًبه !!.. وذلك مثل :
القريب .. المجيب .. التواب .. الغفار .. الغفور .. الرؤوف .. الستير .. الصبور .. الحليم ..

وأسماء أخرى : تدل على قوته وجبروته المطلق ! وقدرته التامة على الانتقام من الظالمين والمتجبرين والمتكبرين والمُعاندين له والكافرين به ! مثل :
القوي .. المتين .. الجبار .. القهار .. المنتقم ..

وأسماء أخرى : تدل على غناه المطلق عما سواه .. وسعة رزقه .. وتفضله على جميع مخلوقاته .. وذلك مثل :
الغني .. الرزاق .. الواسع .. الوهاب ..

وأسماء أخرى : تدل على (العدل المطلق) : و(عدم الظلم) .. وذلك مثل :
الحكم .. العدل .. الحق ..

وأسماء أخرى : تدل على : كمال صفات الله عز وجل .. وتمامها .. وسلامتها من أي عيب أو نقص .. مثل :
ذو الجلال والإكرام .. السلام .. القدوس .. الحميد .. المجيد ..

وأسماء أخرى : تدل على (الحكمة المطلقة) و(العلم المطلق) لله تعالى مثل :
الحكيم .. العليم .. الخبير ...

وأسماء أخرى : تدل على حياة الله عز وجل الدائمة : بلا بداية .. ولا نهاية !!.. وبلا سِنة ٍ.. وبلا نوم !!.. وأيضا ً: قيامه على شئون جميع مخلوقاته بما تحتاجه لحياتها .. وأيضا ً: ظهور آثاره لجميع المخلوقات : مع خفاءه هو عن الأنظار .. وذلك مثل :
الحي .. القيوم .. الأول .. الآخر .. الظاهر .. الباطن ...

وأخيرا ً: أسماء أخرى تدل على أنه وحده هو : المُطلع على كل (ظاهر) .. والمُطلع على كل (خاف ٍ) في هذا الكون وهذا الوجود .. مثل :
عالم الغيب والشهادة ...

وهذه الأسماء التي ذكرتها لكم الآن : ليست هي (كل) أسماء الله عز وجل .. ولكنها فقط : ما حضر في ذهني الآن !
ولعلكم استشعرتم منها معي الآن : مدى (عظمة) الله عز وجل و(كماله) في جميع صفاته !...
والتي : لن تجدوا أي دين أو مذهب من المذاهب : قد ذكرها من قريب أو بعيد بهذا التفصيل : مثل ما جاء في رسالة الله الخاتمة للبشرية : (الإسلام) !!!..

ولهذا ....
فنحن كمسلمين : عندما ندعو الله تعالى في موقف من المواقف المختلفة في حياتنا .. فإننا نقوم باختيار (أنسب) و(أقرب) أسماء الله تعالى ارتباطا ًبهذا الموقف : لندعوه بها !!!!...
فإذا كنا مثلا ًندعو الله تعالى أن (يغفر) لنا : فإنا نقول مثلا ً:
اللهم اغفر لنا : فأنت : (الغفور) (التواب) (الرحيم) !!...
وإذا كنت أنا (مظلوما ً) مثلا ً: وأردت أن أدعو بـ (النصر) و(الانتقام) ممن ظلمني .. فإني أقول مثلا ً:
اللهم انصرني على مَن ظلمني : إنك أنت : (الجبار) (القهار) مثلا ً.. وانتقم لي منه : إنك أنت : (العزيز) (المنتقم) ....
وهكذا ....
مما يجعل المؤمن دوما ً: في صلةٍ دائمةٍ مع ربه عز وجل .. بل ويدفعه أيضا ً:
لاستحضار العديد من صفات الله تعالى : في جميع أحواله ومواقفه المختلفة طوال حياته : فتزداد معرفته بربه !!..

والحق أقول لكم : أنه كما لأهل الدنيا : (محبوبات) من هذه الدنيا :
كالذين يحبون مثلا ً: المال !!.. أو النساء !!.. أو السلطة والقوة !!.... إلخ ..
فإن المؤمنين : (يُحبون ربهم) عز وجل : كما أعلن هو أنه يُحبهم !!!!...

إذ كيف لا نحب الله تعالى وهو :
خالقنا من العدم وواهب لنا الحياة !.. بل : وهو الذي صورنا في أحسن صورة !.. بل : وهو الذي (يصبر) علينا و(يحلم) علينا : مع أننا نعصاه دوما ً!.. فلم يُعجل لنا العقوبة : رأفة ًورحمة ًبنا !.. كما أنه أيضا ً: هو الذي يرزقنا كل ما نحُب !.. كما أنه : هو الذي يقبل منا الحسنات الصغيرة القليلة : فيضاعفها لنا أضعافا ًمضاعفة ًكثيرة !..
بل : وهو الذي أيضا ً: يمحو السيئات والذنوب إذا تبنا : مهما كانت كثرتها وفظاعتها !...

بل : وحتى صورة (الضعف) التي خلقنا الله تعالى عليها :
فقد خلقنا عليها فقط : لكي يجعلنا نستشعر دوما ً: الحاجة إليه !!!.. فنرتبط به (طوال حياتنا) ولا ننساه أبدا ً!!!!....
وإلا : لو كان خلق الإنسان (السوبر) (الخارق) : فكان أحرى بمثل هذا الإنسان أن ينسى ربه !!.. أليس كذلك ؟!..

كان الصمت التام يُخيم على جميع الحاضرين بلا استثناء : دلالة ًعلى انصاتهم لكلام الشيخ الذي يسمعونه بالفعل كلهم : لأول مرة ٍفي حياتهم : بمثل هذا الوضوح وبمثل هذه البساطة !!.. فلم يُرد الشيخ قطع هذا التركيز فواصل قائلا ً:

وكيف لا نستشعر نحن البشر هذا (الضعف) الدائم الذي خلقنا عليه ربنا ونحن أضعف من :
الزلازل !!.. والبراكين !!.. والحرائق !!.. وشتى الأمراض !!.. وسائر المصائب !!!...
وكيف لا نستشعر ضعفنا وحاجتنا هذه إليه : ولنا أعداء : يُطاردوننا من كل جانب مثل :
النفس الكسولة عن فعل الخيرات !!!.. والشهوة الغاشمة !!!.. ووسوسة شياطين الإنس والجن أيضا ً!!!..

فهذا هو (الله) خالقنا !!!....

وهو لم يفرض شيئا ًعلى أحد ...
فالعاصي : هو عاص ٍلأنه : عاص ٍ!!!..
والمؤمن : هو مؤمن لأنه : مؤمن !!!..
والكافر : هو كافر لأنه : كافر !!!...

وهذه الحياة : ما هي إلا إثبات لما يعرفه الله تعالى عنا : من قبل أن نفعله !!!.. ليس جبرا ًولكن : توقعا ًوتقديرا ً!..

بالضبط : كما يتوقع الأب فعلا ًمعينا ًمن ولده : ثم يفعل هذا الولد كما توقع منه الأب تماما ً!!!..
وذلك لأن الأب : كان (خبيرا ً) و(عليما ً) بابنه ... وبالظروف المُحيطة به !.. فكيف بالله (الخبير) (العليم) ؟!..
ولا يقول عاقل في هذه الحالة أن الابن : كان (مُـكرها ً) على ما فعل : فقط : لأن الأب توقع به !!!..

ولهذا .. فقد أخبرنا الله تعالى مرارا ًوتكرارا ًفي كتابه (القرآن الكريم) :
أنه : لا .. ولم .. ولن : يظلم أحدا ً!!....
إذ : كيف يُجبر الله أحد الناس على الكفر مثلا ً: ثم يُعاقبه في الجحيم بعد الموت على كفره !.. أليس هذا تناقضا ً: تنفيه أبسط الصفات الحسنى التي ذكرتها لكم عن ربكم ؟!!!.. أليس هذا تناقضا ًمع (الحكمة) و(العدل) ؟!..

كما أن الله أيضا ًفي قرآنه نفى عن نفسه : الكثير من (الزيف) و(الانتقاص) الذي ألصقه به الجهلاء والمشركون !..
والذي يُعارض كذلك : (الكمال المُطلق) في صفاته عز وجل التي ذكرناها ...
وذلك مثلما نفي الله تعالى عن نفسه في قرآنه : أن يكون له : والد !!.. أو .. ولد !!.. أو زوجة !!.. فقال :
" قل هو الله أحد .. الله الصمد .. لم يلد .. ولم يولد .. ولم يكن له : كفوا ًأحد " .. سورة الصمد ..

وذلك لأن (وجود) الله تعالى و(حياته) : ليس كـ (وجودنا) و(حياتنا) !!.. ومن هنا : فلا يُعقل أن نتخيل على الله من الأحوال والقوانين : ما يُشابه أحوالنا وقوانيننا !!.. فنحن الصنعة : وهو الصانع !!..
فكيف يتقنن الصانع بنفس قوانين صنعته ؟!!.. وهل ذلك إلا مثل السيارة التي تتعجب أن صانعها الإنسان : لا يشرب البنزين مثلا ً؟!!.. أو يمشي بالكهرباء ؟!!..
نعم : السيارة (تسير) : وصانعها (يسير) ولكن : (سيرها) ليس كـ (سيره) : وإن تشاركا في الاسم والوصف العام !
وهكذا حال صفات الله تعالى التي لا يتشابه فيها مع خلقه : برغم اجتماعهما في الاسم والوصف العام !!..
حيث يقول لنا في قرآنه الكريم عن نفسه :
" ليس كمثله شيء : وهو السميع البصير " !.. الشورى - 11 ..

وذلك : ليقطع الطريق على كل مَن يتخيل تخيلا ًعن الله تعالى مُشابها ًلمخلوقاته !!..

كما نفى أيضا ًقول اليهود والنصارى الضالين أن له (ابن) : فافتروا عليه ما لم يقله في التوراة والإنجيل :
" وقالت اليهود (عزير) بن الله !!.. وقالت النصارى (المسيح) بن الله !!.. ذلك قولهم بأفواههم : يُضاهؤون قول الذين كفروا من قبل " !!!!.. التوبة - 30 ..

كما نفى أيضا ً: إشراك الناس به : أحدا ًمن خلقه .. فقال :
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو : (المسيح بن مريم) " !!!.. المائدة - 72 ..

وقال أيضا ً:
" لقد كفر الذين قالوا إن الله : (ثالث ثلاثة) " !!!.. المائدة - 73 ..

بل وحتى نفى أن يكون له (وسائط) و(أولياء) يعبدها البشر : تقربا ًإليه من دونه : فقال أيضا ً:
" ألا لله الدين الخالص .. والذين اتخذوا من دونه أولياء : ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفى !!.. إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون : إن الله : لا يهدي مَن هو كاذبٌ كفار " !!.. الزمر – 3 ..

كما نفى أن يكون : (جاهلا ًبالمستقبل والغيب) كما هو مكتوب عندكم في أكثر من موضع في العهد القديم !!!.. حيث جاء في أكثر من موقف أن الله : (ندم) على فعل ٍمعين !!.. في حين معروف أن (الندم) : لا يأتي إلا بسبب : (الجهل – وسوء التقدير – وقلة العلم) ... وهذه كلها : صفات (انتقاص) لله عز وجل : عكس صفات كماله تماما ً التي أخبرتكم بها منذ قليل !!.. وكيف لا : وهو الذي لا يجري أي شيء في هذا الكون : إلا بـ (مشيئته) سبحانه وتعالى : وبـ (علمه) و(حكمته) و(قضائه) و(تقديره) !!!....
فنفى كل ذلك .. وقال عن نفسه جل وعلا :
" ألا يعلم مَن خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟؟!!.. الملك - 14 ..

وقال أيضا ًعن نفسه :
" عالم الغيب .. لا يعزب (أي يغيب) عنه : مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض !!!.. ولا أصغر من ذلك ولا أكبر : إلا في كتاب مبين " !!!.. سبأ - 3 ..

بل واسمعوا للآية التالية أيضا ً.. وتفكروا في كل كلمة فيها لتعلموا : مدى (عظمة) الله تعالى الذي يصفه بعض الجاهلين بـ (الخطأ) أو (الندم) في قراراته وأحكامه وقضائه : أو (جهل المستقبل والغيب) !!!.. حيث يقول عن نفسه عز وجل :
" وعنده مفاتح الغيب : لا يعلمها إلا هو !!!.. ويعلم ما في البر والبحر !!!.. وما تسقط من ورقةٍ :
إلا يعلمها !!!.. ولا حبةٍ في ظلمات الأرض : ولا رطب ٍولا يابس ٍإلا : في كتاب ٍمبين " !!!.. الأنعام - 59 ...

كما نفى الله تعالى عن نفسه كذلك : أن يكون له طبيعتين : إنسانية (أو الناسوت) ومكانها في الأرض !!..
وأخرى إلهية (أو اللاهوت) : ومكانها في السماء !!!.. فقال عن نفسه عز وجل أيضا ًفي القرآن :
" وهو الذي في السماء : إله !!.. وفي الأرض : إله !!.. وهو الحكيم العليم " !!!.. الزخرف - 84 ..

كما نفى عن نفسه أيضا ًأن يكون هناك آلهة أخرى معه : كما تصورت ذلك الكثير من الحضارات والأمم الوثنية القديمة : بل وحتى إلى الآن !!!.. فجعلوا للخير إله !!.. وللشر إله !!.. وللخصب والنماء والأرض إله !!.. وللبحار إله !!.. وللنور إله !!.. وللظلمة إله !!.. إلى آخر ذلك من الخرافات : والتي امتدت لدينكم النصراني للأسف : فجعلتم من (المسيح) ومن روح القدس المَلاك (جبريل) عليهما السلام : إلهين مع الله !!!..
فبين الله تعالى لنا أيضا ًزيف وخطأ كل هذا (المنطق الفاسد) : بالحجة والعقل والمنطق فقال عن نفسه :
" لو كان فيهما (أي في السماوات والأرض) آلهة ٌإلا الله : لفسدتا (أي بسبب تنازعهم لاختلاف أراء وطبيعة كل إله عن الآخر) !!!.. فسبحان الله رب العرش عما يصفون " !!!.. الأنبياء - 22 ..

وقال أيضا ً:
" ما اتخذ الله من ولد !!!.. وما كان معه من إله : إذا ً(أي لو كان ذلك فعلا ً) : لذهب كل إله بما خلق !!!.. ولعلا بعضهم على بعض !!!.. سبحان الله عما يصفون " !!!.. المؤمنون - 91 ..

في هذه اللحظات : كان الشيخ (عبد الله) يتحدث بصدق وحرارة وهو يتلو على الحاضرين : نفي الله تعالى لفكرة الإشراك به !!!.. حيث كانت الأدلة التي ساقها الله تعالى : قمة في الإقناع والعقلانية وبساطة المنطق بالفعل !!!..
فكان الشيخ وكأنه : يوجه هذه الآيات للحاضرين أنفسهم : والذين (يُـشركون بالله تعالى العظيم) !!!... بل :
وقد استشعر معظمهم ذلك بالفعل !!!.. وخصوصا ً: الكثير من (رجال الدين والكنيسة) المنتشرين في القاعة وعلى الأخص في الصف الأول منها أمام المنصة !!!..
فواصل الشيخ قائلا ً:

فهل رأيتم من قبل : (تنازعا ًإلهيا ً) على رياسة وسيادة هذا الكون ومخلوقاته : من أكثر من (إله) ؟؟!!..
لا والله !!!.. بل وصدق الله العظيم حينما قال أيضا ًفي قرآنه :
" قل لو كان معه آلهة كما يقولون : إذا ً: لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ً" !!!!.. الإسراء - 42 ..

ولهذا .. فقد نقل لنا رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قوله :
" كذبني ابن آدم : ولم يكن له ذلك !!!.. وشتمني : ولم يكن له ذلك !!!..
فأما تكذيبه إياي : فزعم أني لا أقدر أن أ ُعيده كما كان !!!..
وأما شتمه إياي : فقوله : لي ولد !!!.. فسبحاني أن أتخذ صاحبة ًأو ولدا ً" !!!!...
صحيح الجامع الصغير للألباني (2/4327) ..

بل والحق أقول لكم أيضا ً:
لقد بالغ (اليهود) في أكاذيبهم وانتقاصهم لله تعالى في كتبكم !!!!..
فكما وصفوه بـ (الخطأ) و(الندم) : فقد وصفوه أيضا ًبـ (البخل) و(الفقر) !!!.. بل وبـ (الضعف) أيضا ً!!!...

فرد الله تعالى كل ذلك عن نفسه في قرآنه فقال :
" وقالت اليهود : يد الله مغلولة !!!.. غـُـلت أيديهم .. ولـُعنوا بما قالوا !!..
بل يداه مبسوطتان : يُنفق كيف يشاء " !!!.. المائدة - 64 ..

بل وإلى الآن : يظن الكثير من الناس أن (إبليس) : هو (ند ٌ) لله تعالى في القوة !!!..
وذلك لأنه يفعل : كل ما هو شر : ثم : لا يناله أي أذى من الله تعالى !!!..
وذلك بالطبع : تصورٌ خاطيءٌ تمام الخطأ !!!.. بل وهو : عين (الإشراك) بالله عز وجل !!!!..
وهو ناتج لا شك من (الصورة الخاطئة) التي بثتها فيكم (الأكاذيب) التي تمتليء بها كتب العهد القديم لديكم عن الله عز وجل !!.. حيث صورته كتبكم ويا للمهانة وكأنه :
بشرا ًمن البشر !!!... يتعارك !!!.. ويتصارع !!!.. ويتلاحم !!!.. ويُعاشر !!!.. بل ويُـنجب أيضا ً!!!!...
وهذا ما تجدونه للأسف : مُصورا ًفي معظم كنائسكم !!!.. حيث جعلتم لله تعالى (تجسيدا ًبشريا ً) : يشبه صورة (زيوس) عند الرومان القدماء !!!.. تعالى الله عن ذلك علوا ًكبيرا ً!!!....
والحق .. أن الله تعالى قد حسم خطأ هذا التشبيه كما أخبرتكم منذ قليل في القرآن الكريم بقوله :
" ليس كمثله شيء " !!!.. الشورى - 11 ..

أي أنه : مهما بلغ بنا التفكير والتخيل في ذات الله تعالى وشكله :
فكل ما سوف نصل إليه : سيكون حتما ً: خطأ ًوباطلا ً!!.. لأنه (وبكل بساطة) : " ليس كمثله شيء " !!!..

وأما عن (إبليس) : فقد أخبرنا الله تعالى أنه : ليس له أي قدرة على (معاداة) الله !!!..
وكل ما هنالك فقط : أن الله عز وجل : لما اطلع على (خير المخلوقات) : فجعلهم لمهمة النبوة والرسالة : وعلى رأسهم (محمد) صلى الله عليه وسلم : فقد اطلع أيضا ًعلى (أشر وأخبث المخلوقات) : فجعلهم لمهمة إغواء الإنس والجن : وعلى رأسهم (إبليس) اللعين !!!!...
وكل ذلك يفعله الله تعالى فقط : لإظهار حقيقة ما يعرفه عنا بالفعل على أرض الواقع : ليُحاسبنا عليه !!!....

حيث ظن (إبليس) أنه : ليس وحده القادر على (المعصية والتكبر) على أوامر الله عز وجل !!!..
ولو أنه أ ُتيحت له الفرصة : لاستطاع أن يضم إليه الكثيرين ممَن هم مثله من الجن والإنس !!!...
وللأسف : فقد صدق ظنه بالفعل !!!...
والدليل :
هو كل الشرور والآثام التي يفعلها البشر في البشر !!!.. والتي نراها حولنا في كل يوم من الأيام !!!..
والتي استمع فيها (الأشرار) لوسوسة (إبليس) اللعين وأطاعوه !!!.. ولهذا يقول الله عز وجل :
" ولقد صدّق عليهم (إبليس) ظنه !!!.. فاتبعوه : إلا فريقا ًمن المؤمنين !!.. وما كان له عليهم من سلطان ٍإلا : لنعلمَ مَن يؤمن بالآخرة ممَن هو منها في شك !!.. وربك على كل شيءٍ حفيظ " !!!.. سبأ 20- 21 ...

وهذا : هو نفس ما سيؤكده (إبليس) نفسه في جهنم لكل مَن اتبعه وأطاعه في الدنيا !!!..
حيث يحكي لنا الله تعالى ما سيقوله هذا (اللعين) عندما سيجتمع مع الأشرار مثله في (العذاب) فيقول لهم :
" وقال الشيطان لما قــُضيَ الأمر : إن الله وعدكم وعد الحق .. ووعدتكم فأخلفتكم !!!.. وما كان ليَ عليكم من سلطان ٍإلا أن دعوتكم : فاستجبتم لي !!!.. فلا تلوموني .. ولوموا أنفسكم " !!!.. إبراهيم - 22 ..

فأدعو الله تعالى أن لا يجعل أحد الحاضرين هنا : ممن سيقفون مثل هذا (الموقف المُخزي) و(العذاب الأبدي) في جهنم مع (إبليس) اللعين ... كما أدعو الله تعالى أن : يفيق كل (كافر بالله) عز وجل !!!.. وكل مَن (أشرك به أحدا ً من خلقه) : قبل فوات الأوان !!.. وقبل الموت !!..

كانت كلمات الشيخ : مؤثرة ًبالفعل كعادته !!!.. بل ولهجة الصدق : تفيض منها ومن كل حرفٍ فيها !!!..
مما أصاب الحاضرين ببرودةٍ خفيفةٍ في أطرافهم !!!.. وبقشعريرة ٍخفيفةٍ في رؤوسهم !!!.. حيث تخيل كل منهم للحظة : أنه يُمكن أن يقف بالفعل مثل هذا الموقف (المُخزي) و(المؤلم) مع (إبليس) اللعين في جهنم :
إن هو ظل على ما هو عليه من (الكفر) و(الإشراك) بالله عز وجل !!..
وقد تنقل مخرج الندوة بذكاء في وجوه العديد من الحاضرين : لنقل هذه الإشارات وهذه الإنفعالات على الشاشة الكبيرة خلف المنصة !!....

وهنا .. استطرد الشيخ قائلا ًوهو ينظر في ساعته :
والحق أقول لكم : أنه لولا ضيق وقت هذه الندوة : لظللت أ ُحدثكم عن (الله) تعالى وصفاته وعظمته وحكمته :
دون أي توقف أو كلل أو ملل !!!..
وكيف لا .. وكل (مُحب) : يود لو يتحدث عن (حبيبه) وصفاته الحسنى : طوال عمره !!!!...
فكيف الحال مع (الحبيب الأعظم) لكل مؤمن ؟؟!!..
كيف الحال إذا كان مَن تحب : هو (الوحيد الكامل) في صفاته كلها ؟؟!!..
وصدق الله العظيم إذ يقول :
" ومن الناس : مَن يتخذ من دون الله أندادا ً: يُحبونهم كحب الله !!!..
والذين آمنوا : أشد حُبا ًلله " !!!.. البقرة - 165 ...

وعلى أي حال .. فأعتقد أني قد أوضحت لكم (ما يكفي الآن) عن (ربي وربكم) عز وجل !!.. وذلك سيُسهل عليكم كثيرا ً: فهم إجابتي الآتية على تساؤل مستر (ديفيد) ....

حيث سأجعلكم (تتوصلون) معي (بأنفسكم) : للإجابة (المنطقية الوحيدة) على تساؤل مستر (ديفيد) !!!!...
حيث سأسألكم بعض الأسئلة : وأريد منكم الإجابة البسيطة عليها : في ضوء (صفات الله) التي ذكرتها لكم .....
ثم اعتدل الشيخ في جلسته : ليبدأ أسئلته في حماس ٍومرح ٍقائلا ً:

1)) هل الله (العادل) : (سيظلم) طفلا ً: مولودا ًبالعمى ؟؟!!!..
فأجاب معظم الحاضرين في صوتٍ واحد : وقد وصلت إليهم حماسة الشيخ ومرحه : لا !..
فواصل قائلا ً:
2)) هل الله (الخالق .. الباريء .. المصور .. الخبير .. الحكيم) : لم يكن قادرا ًعلى خلق هذا الطفل كاملا ً؟؟!!..
فأجاب معظم الحاضرين أيضا ًفي صوت واحد وفي سعادة من طريقة الشيخ في الحوار معهم : لا !..
فواصل :
3)) هل الله (القادر) .. والذي أعطى لرسله (المعجزات الخارقات) : غير قادر على (شفاء) مثل هذا الطفل ؟؟!!!..
فأجاب الحاضرون : لا !!!!...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
إذا ً.. وفي ضوء إجاباتكم أنتم (بأنفسكم) : يمكننا أن نخرج بالآتي :
الله تعالى : (لن يظلم هذا الطفل) .. كما أنه خلقه هكذا : لـ (حكمة) .. كما أنه : (قادر على شفائه) في أي وقت أن أراد ذلك .... أليس كذلك ؟؟!!!..
فأجاب الحاضرون في مرح : نعم !!!!...

وهنا قال الشيخ :
وأما الآن : فسوف أجمع لكم تفسير كل هذا .. ولمستر (ديفيد) أيضا ًبالطبع ...
وذلك لتعلموا فقط أن الله تعالى : هو صاحب (الحكمة المطلقة) .. وأنه لا وجود عنده مكانا ًلكلماتٍ مثل :
(الخطأ) أو (النسيان) أو (الظلم) !!!....

فالله تعالى : قد جعل منك مستر (ديفيد) .. ومن هذا (المولود الأعمى) الذي ضربته مثلا ً.. وغيركما الكثير :
قد جعل الله منكم : (رسلا ً) إلى جميع الناس من حولكم !!!...
نعم ...
إن كل منكم : (رسولٌ) : يلفت الله تعالى نظر الناس به إلى : (نِعم الله تعالى الكثيرة عليهم) !!!..
والتي يغرقون فيها طوال وقتهم : ولم يفكروا في (شكر) الله تعالى عليها : ولو مرة ًواحدة ًفي حياتهم !!!..
بل ناهيك عمّن يعبد فيهم غير الله تعالى : بالرغم من أنه (لا خالق) و(لا مُنعم) لهم : إلا الله وحده عز وجل !!!...

فكان خلق الله تعالى وابتلاؤه لأمثالكم مستر (ديفيد) : هو (رحمة) من رحمات الله تعالى العديدة بالبشر !!!..
إذ أننا كبشر (وللأسف) :
لا نشعر أبدا ًبـ (النعمة) : إلا إذا فقدناها !!.. أو رأينا عكسها !!.. أو رأينا غيابها عند غيرنا !!!...
فكان هذا : هو بعض (الحكمة البليغة) التي من أجلها : جعلك الله تعالى مستر (ديفيد) بهذا النقص !!!..

وهذا هو الجزء الأول من إجابتي على سؤالك !!!.. وأما الجزء الثاني :
فهو أن الله تعالى بـ (عدله) :
لن يساوي أبدا ًبين مَن هم (مثلك) : وبين سائر الناس الذين ولدوا (أصحاء) !!!!...
بل جعل لكم أنتم : كبير الأجر والثواب !!.. وسهولة الحساب في الآخرة !!.. وذلك بشرط واحد فقط : ألا وهو :
أن تصبروا على قضاء الله تعالى فيكم !!!.. وأن ترضوا بالدور الذي اختاره لكم في الحياة ليبتليكم به !!...
فإذا صبرتم ورضيتم :
ففي الدنيا :
يفتح الله تعالى قلوبكم لـ (السعادة والخير والرضا) !!!.. ويشرح صدوركم بـ (جميل الإيمان به) !!.. وبـ (حلاوة التوكل عليه) !!.. ويُبارك لكم فيما بين أيديكم : حتى ولو كان قليلا ً!!!...
وأما في الآخرة :
فسوف يرى الناس من (عظيم ثوابكم) و(سهولة حسابكم وتجاوز الله تعالى عنكم في يوم الحساب العصيب) :
ما لو يودون معه أنهم : (كانوا أصحاب عاهات طوال حياتهم) !!!!.. يتمنون ذلك فقط : لينجوا بأنفسهم من (تعب) و(شدة) هذا اليوم العظيم !!!.. يوم (الحساب) !!!.. يوم (القيامة) !!!..

وهنا أقول لك مستر (ديفيد) : إن الذي جعلك وغيرك يستعظمون بعض قضاء الله في الدنيا : هو أنكم فصلتم بين الدنيا والآخرة !!.. وبين التعب هنا : والراحة هناك !!.. بل : ولو تفكرت مثلا ًفي هذا الطفل الذي وُلد أعمى :
فإن اختباره الذي اختاره الله تعالى له : هو أن يُصاب بالعمى : فما ضيره أن يأتيه ذلك العمى في الثلاثين من عمره أو في بداية حياته ؟!!.. فطوبى والله للصابرين على بلاء الله تعالى لهم : فإنما يؤتون أجرهم يوم القيامة : بغير حساب !!..
فما رأيك مستر (ديفيد) بمثل هذا (العرض) لك من الله عز وجل : هل يُمكن لأحدٍ من البشر أن يرفضه ؟؟!!!..

وهنا .. شهق بعض الحاضرين من الفرح : وهو يسمع مثل هذه البشارات من هذا الشيخ المسلم !!!..
ثم بدأ بعض الناس في التصفيق من أماكن متفرقة من القاعة !!!..
ثم ما لبث هذا التصفيق أن ازداد وعلا صوته !!!..
حيث شعر معظم الحاضرين بـ : (كمّ الرحمة) التي يدخرها الله تعالى لـ (أصحاب العاهات) في هذه الدنيا !!!!....
كما أسرع المخرج المحترف بالتركيز على وجه (ديفيد) : وقد دمعت عيناه وهو جالس على مقعده المتحرك !!!.. فكان مشهده على الشاشة الكبيرة : مؤثرا ًبالفعل على القاعة بأكملها !!!..

وهنا .. قطع الشيخ (عبد الله) هذه اللحظات المفعمة بالمشاعر وهو يقول :

أنا سعيدٌ جدا ًأنكم قد تفهمتم معنى كلامي جيدا ً!!.. بل ولأنكم تفهمتم أيضا ً:
دفاع (عبد صغير) مثلي : عن (الله عز وجل) الذي أ ُحبه !!!...
ولكني : سأ ُعيد عليكم مرة ًأخرى : (الشرط الوحيد) لـ (عرض) الله تعالى الذي يُقدمه لكل مبتلىً في هذه الدنيا :
ألا وهو :
1.. (الصبر) و(الرضا) بقضاء الله تعالى فيه ....
2.. مع وجوب أن يسبق ذلك بالطبع : (الإيمان الكامل) بالله تعالى : وعدم (الكفر) أو (الإشراك) به !!!!..
لأن (الإيمان) بالله تعالى : سيجعل المؤمن يرى أنه : (لا تعارض) بين (محبة) الله تعالى له : وبين (ابتلائه) !!!..
بل الأعجب من هذا .. أن يُخبرنا النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : بأن الابتلاء : علامة محبة من الله !
" إن عظم الجزاء : مع عظم البلاء !!!.. وإن الله إذا أحب قوما ً: ابتلاهم !!!..
فمَن رضي : فله الرضا .. ومَن سخط : فله السخط " !!!..
صحيح الجامع الصغير للألباني (1/2110) ...

وهنا .. تذكر الشيخ (عبد الله) شيئا ًأخيرا ًقبل أن يُنهي هذه الإجابة .. فالتفت لـ (ديفيد) قائلا ً:

شيء أخير مستر (ديفيد) .. وهو أن كل ما ذكرته لك الآن عن رحمة الله بنا :
يستشعره الكثير من الناس بالفعل !!!.. بل : ويستشعره أيضا ً: كل مُبتلىً (راض ٍبقضاء الله) تعالى فيه !!!..
ولكنه : لم يمنعك من التفكير فيه : إلا أنك قد مشيت في طريق (الإلحاد) بالفعل :
كـ (رد فعل ٍخاطيءٍ) لما شعرت به في داخلك : ولم تجد له تفسيرا ً!!!!... و(الإلحاد) كما تعرف :
لا يعترف بوجود (حياة بعد الموت) أصلا ً!!!.. ولا يؤمن حتى بـ (الثواب والعقاب) يوم الحساب !!!..
ومن هنا : فقد كانت نظرتك إلى ما فعله الله تعالى بك : (نظرة سوداوية) : قد اقتطعتها من حقيقتها !!!..
فنظرت لـ (نصفها المُر) في الدنيا : ولم تنظر لـ (عظيم ثوابها وثمارها) في الآخرة !!..
فانقلبت عينك التي تنظر بها في هذه الحياة : إلى عين (اليأس) و(التمرد) : على خالقك الحكيم !!!!..

وأما آخر كلامي معك فهو أنه :
ليس معنى كلامنا عن (الرضا بقضاء الله) تعالى و(حُـكمه فينا) : ألا ندعوه أن يشفينا وأن يُزل الضر عنا !!!..
بل على العكس تماما ً: فإن الله تعالى : (يُحب) من عباده : أن يدعوه دوما ًبكل ما يريدونه !!!!... بل وذلك : سرٌ من أسرار الضعف الذي خلقنا الله عليه : لندعوه ونتصل به دوما ًكما أخبرتكم منذ قليل !!!..
وذلك لأنه : ليس هناك شيء : لا يستطيعه الله عز وجل !!!!... لا الشفاء من هذا المرض : ولا غيره !!..
فهو الذي : شق البحر لـ (موسى) عليه السلام !!!.. وهو الذي : شفى المرضى وأحيى الموتى على يد (عيسى) عليه السلام !!!... وهو الذي : وهب كلا ًمن (إبراهيم) و(زكريا) عليهما السلام : الولد : وهما في أواخر العمر !!!..
بل وكانت زوجتيهما أيضا ًعاقرتين !!!..
فهل هناك (شك ٌ) بعد ذلك : في قدرة الله عز وجل الغير محدودة ؟؟؟!!!!....

فإذا كنت ترجو منه الشفاء :
فادعوه أن يشفيك !!!...
ثم : اترك له وحده : اختيار الأحسن لك في الدنيا والآخرة إن كنت تثق به !!!...
لأنه وحده : هو الذي يعلم : ونحن : لا نعلم !!.....

وأما عن طلبك النصيحة مني بعد أن فقدت الثقة تماما ًفي (الدين النصراني) :
فلن أزيدك شيئا ًعما قلته لـ (ستيف) من قبل !!!...
فراجعه منه إن شئت ... واعلم أنه :
لم يتبق (مذهب) ولا (دين ٌصحيح) في هذا العالم اليوم : إلا (الإسلام) وحده كما بينت لكم : فعليك به !!!...
اقرأ عنه .. وادرسه جيدا ً: لتعتنقه عن اقتناع بإذن الله !!!..

ولنأخذ سؤالا ًآخرا ًمن الحاضرين ....


12)) وصف مختصر للرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم ..

يُــــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-17-2011, 08:28 PM
12)) وصف مختصر للرسول (محمد) صلى الله عليه وسلم ..

كان الاختيار في هذه المرة صعبا ًبحق أمام الشيخ (محمد) ... إذ أن عدد الذين رفعوا أيديهم هذه المرة في القاعة : قد فاق كثيرا ًعددهم من قبل !!!...
فبدا الأمر وكأن كل منهم :
قد خاف أن ينتهي وقت الندوة : من قبل أن تتاح له الفرصة لإلقاء سؤاله على الشيخ المسلم !!!...

وهنا .. تدخل حاكم المدينة المستر (فيليب جونز) قائلا ً:
أود أن أ ُذكركم جميعا ًبأننا لن نعلن انتهاء هذه الندوة : إلا وقد سمع كل مَن في القاعة : إجابة ًعن تساؤلاته ...
وأعتقد أن الشيخ (عبد الله) : يتوسع في ردوده على أسئلتكم : لتحقيق هذا الغرض بالفعل ...
لذا ... فأرجو من الجميع الاطمئنان ....

وهنا ... تجاهل الشيخ (محمد) :
المرأة الوحيدة التي ترفع يدها في الصف الأول (مرة أخرى) وهو يتطلع إلى القاعة !!!...
حيث قام باختيار أحد الرجال من الجانب الأيمن للقاعة من أمامهم ...

وبالفعل : انتقلت الكاميرات إليه ... وانتقلت معها أعين الحاضرين لتنظر لصورة هذا السائل الجديد :
والتي تصدرت الشاشة الكبيرة خلف المنصة كالعادة ...

وكان السائل الجديد : رجلا ًفي أواخر الخمسينات من عمره ... وكانت تبدو عليه ملامح الهيبة والوقار ...
والذي بدأ كلامه قائلا ً:

في البداية : أعتذر بشدة للشيخ (محمد) والقائمين معه على تنظيم هذه الندوة !!!...
وسبب اعتذاري هو : أنني قد خالفت طلب الشيخ (محمد) بعدم حضور (المسلمين) أو (حديثي الدخول في الإسلام) لهذه الندوة !!.. وذلك لأنه : كان يرغب في تخصيص أكبر عدد ممكن من المقاعد : لحضور (غير المسلمين) :
لعل الله تعالى أن يفتح عليهم بالهداية كما فتح علينا !!!...

نعم إخواني ... لا تتعجبوا ...
فأنا (مسلم) منذ أقل من شهر واحد فقط !!!....
ولو علم الشيخ (محمد) ذلك : أعتقد أنه لم يكن ليختارني لهذا الموقف !!!...

وهنا .. رأى الجميع ملامح القلق التي بدت على وجه الشيخ (محمد) ... في حين ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
أهلا ًبك أخي في الإسلام في أي وقت وفي أي مكان ...
وأود لو أعرف اسمك حتى أناديك به ...

وهنا .. ابتسم الرجل لردة الفعل المريحة هذه من الشيخ (عبد الله) .. فواصل كلامه قائلا ً:
اسمي السابق الذي يعرفني به الكثيرون هنا كرجل أعمال هو : (مارك هاف لو) ...
وأما بعد إسلامي والحمد لله : فقد اخترت اسما ًإسلاميا ًيتطابق مع اسم أكثر الشخصيات الإسلامية التي أ ُشبهها !!.. فتسميت باسم : (سلمان) : نسبة ًللصحابي الجليل : (سلمان الفارسي) رضي الله عنه ...

وهنا قال له الشيخ (عبد الله) :
أهلا ًبك أخ (سلمان) ... والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ...
وهنا ابتسم (سلمان) قائلا ً:
لكم كنت أود أن أطرح سؤالي مياشرة عليك أيها الشيخ ... ولكني أرجو منك ... بل أرجو من كل الحاضرين أن يسمحوا لي بالحديث عن نفسي : لمدة 7 دقائق فقط !!!..
أرجوكم !!!...
7 دقائق فقط : ثم سأسأل سؤالي !!!...
وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول له :
حسنا ًأخ (سلمان) ... ولكن : أدعو الله تعالى ألا تكون كثير الكلام مثلي !!!... لأنه في ذلك الوقت :
لن تتسع الندوة أبدا ًلاثنين مثلنا معا ً!!!...
وهنا .. ابتسم الحاضرون وهم يترقبون بلهفة : ماذا سيقول رجل الأعمال الشهير هذا !!!!...

فبدأ مستر (سلمان) حديثه قائلا ً:
حسنا ً... أرجو أن تسامحوني إذا زادت الـ 7 دقائق إلى 10 أو 11 دقيقة !!!...
وهنا : انفجر الجميع بالضحك (حتى رجال الصف الأول) من الطريقة المرحة التي قال بها مستر (سلمان) هذه العبارة ...
ولكنه سرعان ما عاد مرة أخرى لطبيعته المتزنة الوقورة وهو يقول :

أولا ً: يجب أن تعرفوا أني كرجل أعمال ناجح : فأنا ممن يعرفون أهمية وقيمة (الوقت) جدا ً...
ولولا أني أعرف أهمية ما سأحكيه لكم الآن عن نفسي : ما كنت أضعت وقت الشيخ ووقتكم به !!!...
ثانيا ً: اعذروني على سرعة الكلام واختصاره في نقاط قصيرة : وذلك لحرصي على وقت الندوة الثمين ....

وأما بداية قصتي :
فهي أنه قد رزقني الله تعالى : (عقلا ًواعيا ً) ... و(ذكاءا ًوقادا ً) منذ الصغر ... هكذا باعتراف كل مَن حولي ..
حيث كنت لا أكتفي بأن أتلقي المعلومات وأسمع وأشاهد وأقرأ فقط ككل طفل :
بل كنت دوما ً: (أحكم) على كل ما أسمعه وأشاهده وأقرأه بأن أ ُمرره على عقلي الصغير آنذاك !!!!....
ومن أوائل الأشياء التي جذبت انتباهي للحكم عليها كان هو : (الدين) ....
وبرغم أن كلامي القادم : سوف يُغضب الكثير من رجال الدين هنا في القاعة :
إلا أني مضطر لإخبار الحاضرين به !!!.. لأن فيه تأكيدا ًلما قاله الشيخ (عبد الله) لكم من قبل ...

وهنا .. انتقل مخرج الندوة بكاميراته إلى وجوه رجال الدين في الصف الأول ... والذين سرعان ما تبدلت ابتساماتهم إلى : ملامح استياء وقلق من هذا الكلام !!!... فبدا وكأنهم يقولون بداخلهم :
أوووه ... ليس ثانية !!!.. كفانا مصائب وفضائح في هذه الليلة !!!...

في حين بدأ الحاضرون في الإنصات أكثر لكلام مستر (سلمان) الذي واصل قائلا ً:
في البداية : أحسست بغموض كبير يكتنف هذا (الدين المسيحي) الذي أدين به !!!... فمنذ الصغر :
وعشرات الملاحظات والتساؤلات التي تقفز في ذهني دوما ًبدون إجابة !!...
والتي كنت أعرضها دوما ًعلى رجال الدين في مدينتي :
ولكني لم أتلق منهم في مرة من المرات : إجابة مقنعة أو شافية : أو حتى يتقبلها عقلٌ واع ٍ!!!...
ناهيك عن (تجاهلهم لي) و(سخريتهم مني) لصغر سني وقتها !!!...
مما دفعني للأبد : لفقدان الثقة فيهم كرجال دين : يتحدثون عن (الرب) !!!.. بل وتيقنت وقتها بأن أحدهم بالفعل :
قد لا يكون يعرف من دينه : بأكثر مما أعرفه أنا !!!...
ومن هنا : سقطت أي (قداسة) للدين من نظري !!!...
وذلك بدءا ًمن (رجال الدين) و(البابا) نفسه : وانتهاءا ًبـ (الإنجيل) أو (الكتاب المقدس) !!!...
وبمجرد سقوط تلك (الهالة الخادعة) من (القداسة) التي يرسمونها حولهم وحول (الكتاب المقدس) الذي في أيدينا :
لسرعان ما توالت (عشرات) .. لا .. بل (مئات) الملاحظات والأخطاء والتناقضات التي اكتشفتها في ديننا !!!...
فقد صرت (أكثر جرأة) في النقد والتمحيص وفي استخراج الأخطاء والتناقضات :
من الكتاب الذي طالما وصفوه لنا بـ (المقدس) !!!...
فقمت بتجميع (مئات) التناقضات منه : وكأني أنتقم من رجال الدين الذين تجاهلوني وسخروا مني في الصغر !!!...
ولولا ضيق وقت الندوة كما تعلمون : لكنت عرضتها جميعها عليكم !!!...
ولكني : سأكتفي ببعض الأمثلة القليلة : والتي يمكن لأي منكم أن يستخرجها من هذا الكتاب (اللا مقدس) !!..
فقط : إذا حرر نفسه من فكرة (قداسته المزعومة) !!!...
فخذوا مثلا ً: (التناقضات) في النصوص والأسفار والأناجيل والرسائل التالية :
ولاحظوا أنها تناقضات : لا يمكن تأويلها بحال ٍمن الأحوال أو الجمع بينها أبدا ً: مهما حاولوا الدفاع عنها :
بعكس تناقضات الإسلام مثلا ًوالتي يزعمها البعض : ويُـفندها لنا علماء الإسلام !!.. واقرأوا معي :

1)) التكوين 1 : 3- 5 : " فى اليوم الأول : الله خلق النور ثم فصل النور عن الظلمة " ...
وفي نفس السفر 1 : 14- 19 : " تم ذلك فى اليوم الرابع " !!!!...

2)) التكوين 1 : 24- 27 : " خلق الله الحيوانات قبل الإنسان " ...
وفي نفس السفر 2 : 7 و19 : " خلق الله الإنسان قبل الحيوانات " !!!...

3)) التكوين 1 : 31 : " أ ُعجبَ الله بما خلق " ...
وفي نفس السفر 6 : 5- 6 : " لم يعجب الله بما خلق وحزن وتأسف " !!!..

4)) التكوين 2 : 17 : " كتب على آدم أن يموت يوم يأكل من شجرة المعرفة " ..
وفي نفس السفر 5 : 5 : " آدم عاش بعدما أكل من الشجرة : 930 سنة " !!!...

5)) التكوين 10 : 5 و20 و31 : " كل قبيلة لها لغتها ولسانها " ...
وفي نفس السفر 11 : 1 : " كانت الأرض كلها لسانا ًواحدا ًولغة واحدة " !!!..

6)) التكوين 16 : 15 و21 : 1- 3 : " إبراهيم له ولدان : إسماعيل وإسحاق " ...
العبرانيين 11 : 17 : " إبراهيم له ولد واحد وحيده إسحاق (وتم إستبعاد إسماعيل) " !!!...

7)) التكوين 17 : 1- 11 : " الرب يقول : عهد الختان : عهدا ًأبديا ً" ...
غلاطية 6 : 15 : " بولس يقول : ليس الختان ينفع شيئا ً(وبذلك ينفي كلمة الرب كما قال الشيخ) " !!!..

8)) الخروج 20 : 1- 17 : " الرب أعطى الوصايا العشر لموسى مباشرة : بلا وسيط " ...
غلاطية 3 : 19 : " أعطاها الرب : مُرتبة بملائكة : وفى يد وسيط " !!!...

9)) الملوك الثانى 2 : 11 : " صعد إيليا فى العاصفة إلى السماء " ...
يوحنا 3 : 13 : " لم يصعد أحد إلى السماء إلا ابن الإنسان (أي يسوع) " !!!...

10)) متى 1 : 6 – 7 : " نسب يسوع عن طريق : سليمان بن داوود " ...
لوقا 3 : 23 - 31 : " نسب يسوع عن طريق : ناثان بن داوود " !!!...
وأما الغريب : فهو : كيف يكون لـ (يسوع) نسب أصلا ً: وهو ليس له (أب) !!!!...

11)) متى 1 : 16 : " يعقوب النبي : والد يوسف " ...
لوقا 3 : 23 : " هالى : والد يوسف " !!!...

12)) متى 1 : 17 : " جميع الأجيال من داوود إلى المسيح : ثمانية وعشرون جيلا ً" ...
لوقا 3 : 23 - 28 : " عدد الأجيال من داوود إلى المسيح : أربع وثلاثون جيلا ً" !!!...

13)) متى 2 : 13 – 16 : " يوسف النجار : أخذ يسوع وأمه وهربوا إلى مصر " ...
لوقا 2 : 22 – 40 : " عقب ميلاد يسوع : يوسف ومريم ظلا فى أورشليم ... ثم عادوا إلى الناصرة !!!..
(أى أنهم لم يذهبوا إلى مصر بالمرة !!!.. بل ولم يرد حتى ذكر ذبح الأطفال بأمر هيرود) " !!!...

14)) متى 5 : 17 – 19 : " يسوع : لم يأت لينقض الناموس " ...
أفسوس 2 : 13 – 15 : " يسوع : قد أبطل الناموس بجسده " !!!...

15)) متى 10 : 2 ... ومرقس 3 : 16 – 19 ... ولوقا 6 : 13 – 16... وأعمال الرسل 1 : 13 :
" تختلف جميعها في أسماء وأعداد الحواريين " !!!!..

16)) متى 10 : 34 : " جاء يسوع ليُلقى : سيفا ًوليس سلاما ً" !!!...
لوقا 12 : 49 – 53 : " جاء يسوع ليُلقى : نارا ًوانقساما ً" !!!...
يوحنا 16 : 33 : " جاء يسوع ليُلقى : سلاما ً" !!!..

17)) متى 16 : 18ـ 19 : " يسوع يقول : أنت بطرس .. وعلى هذه الصخرة : ابنِ كنيستي .. وأبواب الجحيم : لن تقوى عليها .. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات " ..
متى 16 : 23 : " فالتفت يسوع وقال لبطرس : إذهب عنى يا شيطان !!!.. أنت معثرة لى !!!.. لأنك :
لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!!..
مرقس 8 : 33 : " فانتهر بطرس قائلا ً: إذهب عنى يا شيطان !!!.. لأنك لا تهتم بما لله .. لكن بما للناس " !!...
فكيف يمكن لكنيسة في دينكم أن تقوم على شخص : يعتبره (المسيح) : (شيطانا ً) و(معثرة) و(لا يهتم بما لله) ؟!!...

18)) مرقس 14 : 44- 46 : " علامة خيانة يهوذا ليسوع : أن يـُقبله " !!!...
لوقا 22 : 47- 48 : " يهوذا : دنا من يسوع ليقبله " ...
يوحنا 18 : 2- 9 : " يسوع : خرج وسلم نفسه (ولا ذكر لقبلة يهوذا الشهيرة) " !!!...

20)) متى 27 : 5 : " يهوذا : طرح الفضة (أي النقود) أرضا ً.. ثم انصرف " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا يقتنى حقلا ً: بأجرة خيانته " !!!...

21)) متى 27 : 5 : " يهوذا : خنق نفسه " ...
أعمال الرسل 1 : 18 : " يهوذا : يسقط على وجهه .. وانشق من الوسط : فانسكبت أحشاؤه كلها " !!!...

22)) متى 27 : 28 : " ألبسوا يسوع : رداءا ًقرمزيا (علامة على الإهانة) " ..
مرقس 15 : 17 : " ألبسوه : رداءا ًأرجوانيا ً(علامة على المَلَكية) " !!!..

23)) متى 27 : 32 : " سمعان القيروانى : قد سُخِـر لحمل صليب يسوع " ...
يوحنا 19 : 17 : " خرج يسوع : حاملا ًصليبه بنفسه " !!!...

24)) متى 27 : 46 – 50 : " كانت آخر كلمات يسوع : إيلى إيلى لما شبقتنى .. أي إلهى إلهى لماذا تركتنى " ..
لوقا 23 : 46 : " كانت آخر كلمات يسوع : يا أبتاه : فى يدك أستودع روحى" !!!..
يوحنا 19 : 30 : " كانت آخر كلماته : قد أ ُكمل !!.. ونكس رأسه وأسلم الروح " !!!..

وهنا .. سكت مستر (سلمان) لينظر لوجوه الحاضرين وردود أفعالهم ...
ولكنهم على ما يبدو : لم يعد (يُـفاجئهم) كثيرا ً: (الطعن في دينهم) أو (في كتبهم) بعد الآن !!!...
وخصوصا ً: بعد كل ما ألقاه الشيخ المسلم على أسماعهم منذ قليل الليلة !!!...
ولكن ما ألقاه مستر (سلمان) عليهم فقط : قد زادهم تأكيدا ًويقينا ًمن صدق الشيخ المسلم !!!..
وتذكر (سلمان) ضيق الوقت فاستطرد قائلا ًللحاضرين :

والآن ....
هل رأيتم مدى (التناقض) الذي بين أيدينا ولا نلتفت إليه أبدا ً ؟؟!!...
والذي يمكنكم (وبكل سهولة) : أن تجدوا مثل الذي قلته لكم : عشرات وعشرات !!...
ولذلك : فمنذ ذلك الوقت : وقد انحرفت عن الدين بالكلية كما حدث مع مستر (ديفيد بندكس) !!!... ولكني لم أعتنق (الشيوعية الدموية) مثله ... ولكني فقط : اكتفيت بأن هذا الكون (بما فيه نحن) :
قد أوجدتنا (الصدفة) فيه جميعا ً!!!...
وظللت على تلك (العقيدة) إلى وقت قريب ....
إلى أن تحدثت في يوم من الأيام مع طبيب جراح (مسلم) في إحدى المستشفيات ...
والذي بطريقته الغاية في الروعة : أعاد إليّ إيماني من جديد بالله تعالى : خالقي وخالق كل هذا الكون !!!..

حيث بدأ أولا ًيُحدثني عن : (تفاصيل تكوين العين) !!!... ووظيفة كل جزء فيها !!!... بل : واستعان على شرح ذلك لي برسم رسومات واسكتشات بسيطة توضيحية بيده : ما زلت أحتفظ بها تذكارا ًمنه إلى الآن !!!...
فعلمت منه ولأول مرة : مدى (التعقيد) بالفعل الذي تتكون منه (أعيننا الصغيرة) هذه !!!...
ثم سألني بعد أن انتهى من الشرح :
هل لاحظت وسط كل هذه الأجزاء التي أخبرتك بها : جزءا ًزائدا ً: (لا تحتاجه العين) ؟؟!!... فقلت : لا !!!..
فسألني مرة أخرى : هل لو أبدلنا جزءا ًمكان آخر ... أو حتى حدثت إحدى عمليات الإبصار : قبل الأخرى :
هل ستستطيع أعيننا الرؤية ؟؟؟!!!.. فقلت متعجبا ً: لا بالطبع !!!...
فقال لي :
إذا ً: فكما شرحت لك الآن : كيف خلق (الله) تعالى لنا : (أعيننا) بكل هذا (العلم) وكل هذه (الحكمة) :
فهل تستطيع أن تشرح لي أنت أيضا ً: كيف خلقت لنا هذه (الصدفة) : (أعيننا الصغيرة) هذه ؟؟!!!...

وهنا ... لم أعرف حقا ًبماذا أ ُجيبه !!!.. بماذا سأ ُدافع عن هذه (الصدفة) !!!.. والتي من أهم (سماتها) الأساسية :
هي (العشوائية) كما نعرف جميعا ً!!!... فكيف ينتج عنها مثل هذا التركيب : (الفائق الدقة) لـ (أعيننا) !!!....
وهنا .. ضحك الطبيب (المسلم) وقال لي :
(مارك) ... كنت أتخيل أنك أكثر ذكاءا ًمن هذا !!!.. هل تتخيل أن (الصدفة) التي بلا عقل ولا تمييز : ستنتظر (ملايين السنين والمحاولات) حتى تكوين (أول جزء) من العين يقوم بالإبصار : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على (الجزء الثاني) الذي يليه (هذا إن كانت تعرف أصلا ًأن هذا هو الجرء المفترض أن يليه !!) : ثم تنتظر (ملايين السنين والمحاولات الأخرى) لتحصل على :
(الجزء الرابع) .. ثم (الخامس) .. ثم (السادس) ... إلخ : وكأنها تعرف ما تريده بالضبط وتسعى إليه ؟؟!!!..
ثم : ما الذي جعلها تتوقف بعدما اكتمل تكوين العين : عن إضافة المزيد من (الصدف) إليها ؟!!!..
ثم (والأغرب والأغرب) : ماذا عن باقي أجزاء الجسد ؟!.. وكل ما حولنا ؟!.. وماذا عن علاقة العين بالمخ ؟!..
(مارك) مرة ًأخرى : كنت أحسبك أعقل من هذا !!!.. وانتهت مقابلتنا عند ذلك الحد ...

والحق أقول لكم : أن هذا اليوم : كان هو يوم عودتي إلى الله تعالى : ورجوع إيماني به مرة أخرى !!!..
وفي هذا اليوم أيضا ً: دعوت الله تعالى أن يهديني لـ (الدين الحق) ... وليس هذا (الدين) الذي أنتم عليه الآن !!!...
فاستجاب الله تعالى الرحيم لدعائي : وفي نفس اليوم !!!...
فكانت علامة بُشرى لي ساعتها ....
حيث دلني أحد الأصدقاء عن وجود إنجيل (خامس) : لا تعترف به (الكنيسة) مطلقا ً!!!...
وذلك : بالرغم من أنه يُعتبر من الناحية التاريخية :
أصح في الثبوت لنبي الله (عيسى) عليه السلام من (الأناجيل الأربعة) الأخرى التي بين أيديكم : وأقدم منها !!!...
بل وحتى كاتبه : ليس غامضا ًمجهولا ًمثل (كــُتاب الأناجيل الأربعة) !!!..
بل هو يُصرح لنا يقينا ًفي أول صفحات هذا الإنجيل بأنه : حواري ٌمن حواري (عيسى) عليه السلام !!!...
ليس هذا فقط .. بل وكان من أقرب الحواريين أيضا ًإليه !!!...
أتعرفون مَن هو ؟؟؟!!!...
إنه : (يوسف اللاوي) : أو (برنابا) : التلميذ المقرب لـ (عيسى) عليه السلام في الأناجيل !!!...

وعلى الفور : قمت في اليوم التالي بالبحث عن نسخة لهذا الإنجيل : (إنجيل برنابا) واقتنائها ...
وقد لفت نظري مُـقدمته (الجريئة جدا ً) ... والتي يُحذر فيها الحواري (برنابا) : من (بولس) اليهودي وما أحدثه في دين الله تعالى من (تحريفٍ) و(تزييفٍ) !!!...
فعرفت على الفور أنه : سيتكلم بالحق !!!... ذلك لأن صفة (التحريف والتزييف) بالفعل : هي أحق وصف يوصف به (ديننا) كما تأكدت بنفسي من قبل .. وأحق ما توصف به (كتبنا) و(أناجيلنا) الآن !!!!...
فأقبلت على هذا (الإنجيل) أقرأه في نهم ... لدرجة أني انتهيت منه في ثلاثة أيام فقط !!!....
وشعرت معه بمعنى (الصدق) !!!...
إذ أنني (ولأول مرة في حياتي) : أقرأ قصة نبي الله (عيسى) عليه السلام :
أولا ً: كاملة ! أي بدون النقصان الحادث في الأناجيل الأخرى : والتي يُخبرونا دوما ًبأنها يُكمل بعضها البعض !..
ثانيا ً: مُرتبة ترتيبا ًمتصلا ًمنطقيا ًفي : تدرج المواقف .. والحوادث .. وتصاعد الأمور من كل الجوانب !!!...
ثالثا ً: فيها الكثير من الحكم والأمثال الرائعة : والتي لم تذكرها الأناجيل الأخرى !!!...
رابعا ً: فيها السبب الحقيقي الذي دفع اليهود بالفعل : لمحاولة قتل (عيسى) عليه السلام !!!...

ولتعرفوا هذا السبب : فاعرفوا أولا ًأنه : نفس السبب الذي من أجله : (ترفض كنيسة البابا) هذا الإنجيل !!!!....
فهذا الإنجيل أيها السادة : يذكر فيه (عيسى) عليه السلام : اسم النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر من 14 مرة صراحة ًبلا أدنى لبس !!!.. هل تتخيلون هذا ؟؟!!!...
وذلك بالرغم من أن (أول نسخة) تم العثور عليها لهذا الإنجيل وفق ما جاء في (دائرة المعارف البريطانية) : كانت عام (492 م) !!!... أي قبل ميلاد النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بحوالي : (79) عام !!!!!!!!!!!!!.....

فكما رفض (اليهود) تلك البشارة من (عيسى) عليه السلام بأن الله تعالى : قد (عاقبهم) بأن جعل (النبي الخاتم) هو من نسل (العرب) : أبناء (إسماعيل) ابن (إبراهيم) عليهما السلام وليس منهم :
فقد رفضت (الكنيسة) الاعتراف بذلك أيضا ً: وخصوصا ًبعد كل (التحريف) الذي قامت به على مدار القرون :
بسبب تعاليم (بولس) اليهودي الخبيث !!!!...
فقام البابا (جيلاسيوس) ساعتها : بتحريم تداول هذا الإنجيل !!....

وليس الغريب في هذا الإنجيل هو ذكر اسم النبي الخاتم (محمد) فقط .... بل الغريب أيضا ًهو :
أنه يُطابق في مفاهيمه العامة : ما يعرفه المسلمون بالفعل من كلام الله عز وجل : (القرآن) !!!!....
حيث ينقل لنا الحواري (برنابا) : تأكيد (المسيح) عليه السلام في أكثر من مرة أنه : (عبد الله ورسوله) !!!...
بل ويروي لنا (برنابا) أيضا ً(وكما جاء في القرآن) : كيف أن الله تعالى : قد أنقذ نبيه (عيسى) عليه السلام من (الصلب) ومن (العذاب المهين) الذي ترويه لنا (الأناجيل) ظلما ًوزورا ً!!!!...
بل ويؤكد لنا : كيف أن الله تعالى : قد رفع (عيسى) عليه السلام إليه : كما يقول المسلمون بالضبط !!!!....

ولن أطيل عليكم .....فلقد تجاوزت الوقت المُحدد لي بالفعل على ما يبدو !!!!....
ولكن كل ما أدعوكم إليه بصدق : هو محاولة قراءة هذا الإنجيل الذي : قد يغير حياتكم إلى الأبد !!!...
والذي أيضا ً(ويا للعجب) : لا يعرف المسلمون أنفسهم عنه شيئا ً!!!... وذلك بالرغم من أنه :
يثبت صحة (كل ما هم عليه) الآن !!!!...

وكنت خلال فترة (إلحادي) السابقة : كنت أقرأ العديد من كتب الأديان الشرقية القديمة ... وقد لفت انتباهي أنها :
تتفق معظمها مع (بشارات العهد القديم) في الحديث عن (النبي المَلِك) أو (المُنتظر) أو (مُشتهى كل الأمم) !..
وتصفه بأوصاف عديدة ....
ولذلك ... فلم أتردد لحظة واحدة في الإيمان بأن هذا (النبي الخاتم) هو :
(محمد) صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام !!!... وذلك عندما قرأت اسمه : (صريحا ً) في إنجيل (برنابا) ...
وعندها فقط : بدأت ألاحظ : (انطباقا ًمدهشا ً) لنبوءات العهدين القديم والجديد :
على (محمد) النبي الخاتم : صلى الله عليه وسلم !!!...

(عشرات النبوءات) التي تتحدث عن حياة هذا النبي العظيم الخاتم وصفاته الخـُـلــُـقية والخـَـلقية : بكل دقة !!!..
والتي لن تتشككوا أبدا ًفي (صحتها) و(انطباقها) على هذا النبي الخاتم (محمد) :
إذا ما أنتم أتحتم لأنفسكم فقط : فرصة قراءة القليل عنه وعن حياته !!!...

وأما سؤالي لك الآن أيها الشيخ (عبد الله) فهو :
أنه برغم دخولي الإسلام ... وبرغم قراءتي بالفعل عن حياة النبي (محمد) بصورة عامة :
إلا أنني ما زلت في اشتياق كبير لأن : يُحدثني (أحد المسلمين) أنفسهم عن هذا النبي العظيم !!!...
عن شكله .. وصفاته .. وأخلاقه بالتحديد ...
وذلك لأن النبي (عيسى) عليه السلام عندما (بشـّر) به : قال عنه في إنجيل (برنابا) :
" والذي : لا أستحق أن أفك سيور حذائه " !!!!....

وهذه الشهادة الكبيرة من نبي ٍعظيم الأخلاق كـ (عيسى) عليه السلام : تعني الكثير والكثير بالفعل !!!...
وأقل ما تعنيه هو أن : هذا النبي الخاتم : يستحق منا جميعا ًالتعظيم : كل التعظيم !!!...
كما يستحق منا جميعا ًالمحبة : كل المحبة !!!...
كما يدل على أنه لديه من الصفات والأخلاق العظيمة : ما هو أكثر من مجرد وصفه بـ (الصادق الأمين) !!!....

وإني قد دعوت الله تعالى بعد إسلامي : أن يمُن عليّ بمعرفة (أوصاف) نبيه (محمد) : أكثر وأكثر : تماما ًكما منّ عليّ بتيسير الطريق للإيمان به ....
فلعل حضورك أيها الشيخ (عبد الله) هنا في مدينتنا الليلة ... واختيار الشيخ (محمد) لي الآن للسؤال :
هو استجابة ًلهذا الدعاء !!!...
وأرجو المعذرة على الإطالة ... وأكرر أسفي مرة أخرى لعصياني لطلب الشيخ (محمد) ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

جلس مستر (سلمان) .. وقد تركته العيون في احترام لتنتقل إلى الشيخ (عبد الله) الذي قال مبتسما ًكعادته :

الحق أقول لك أخي في الله (سلمان) : إنه لجميل أن تشعر أن الله تعالى معك ويجيب طلبك ودعاءك !!!... وهذا يدل بالفعل على : صدق إيمانك ويقينك إن شاء الله ....

ولقد قرأت أنا أيضا ًإنجيل (برنابا) من قبل : مرة واحدة في حياتي باللغة العربية في (مصر) ... وقد أعجبني جدا ً بالفعل .. وتأثرت به كثيرا ً... بل : وازداد به إيماني ويقيني ومحبتي لنبيّ (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أكثر وأكثر !!!... وأما عن تعجبك من عدم معرفة المسلمين لهذا الإنجيل و(الاحتجاج) بما فيه على صحة دينهم :
فأعتقد أن ذلك راجع لسببين في رأيي :
أولا ً: وهو أن (القرآن الكريم) : كلام الله تعالى (الغير محرف) : يغنيهم دوما ًعن قراءة أي كتاب آخر !!!...
وذلك لأن كل الذي به : هو (الصدق) و(الحق) : لأنه كلام الله تعالى بالفعل ...
ثانيا ً: هو (التحجيم الإعلامي الشديد) على هذا (الإنجيل) .. والذي ظهرت أول ترجمة عربية له عام (1906م) على يد المؤرخ النصراني المصري : (خليل سعادة) !!!... وهو وقت يُعتبر : متأخر ٌجدا ً: مُـقارنة ًبأهمية هذا (الإنجيل) !!!..

ولعل في هذا حكمة ... وهي أن تظل شبهة (كتابة المسلمين لهذا الإنجيل) : تظل (ضعيفة) و(باطلة) !!!!... إذ لو صح هذا الإدعاء :
لكان مثل هذا الإنجيل : مشهورا ًبين المسلمين .. بل وفي بلاد العرب خصوصا ً!!!...
أو حتى : كنا وجدنا (إشارة) له في كتب علماء الإسلام قديما ً.. أو حتى (احتجاجهم) به !!!..
ولكن شيئا ًمن هذا لم يحدث !!!...

ومن هنا .. فأعود سريعا ًلتساؤلك أخي في الله (سلمان) ....
والذي كنت أتمنى : لو خصصنا (ندوة كاملة) للإجابة عنه !!!...
أو كنت أتمنى على الأقل : أن تسألني إياه في بداية هذه الندوة !!!!...
ولكن : قدر الله وما شاء فعل ....

ولعله من المهم بمكان :
أن تعلموا أن ما سأخبركم به في الدقائق القادمة عن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
لا يعد (واحدا ًفي الألف) من باقي (صفاته الحميدة) !!!... ولا حتى (أخلاقه العالية الرفيعة) صلى الله عليه وسلم !!..
فهو (خير البشر) حقا ً: بلا أدنى (مبالغة) !!!...
بل هو النبي : الذي اختاره الله تعالى : لحمل (الرسالة الكاملة والخاتمة) للبشر جميعا ً....
بل هو النبي : الذي قال عنه الله العظيم خالق كل شيء :
" وإنك : لعلى خلق ٍعظيم " !!!... ن - 4 ...

ولما كانت رسالته : هي الرسالة الخاتمة والهادية للبشرية في كل مناحي الحياة :
فلم يُـعلم (تفاصيل حياة) أي إنسان في التاريخ البشري : مثلما عُـلمت تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم !!!...
وأنا أعني هنا ملايين (الآحاديث) التي نقلت إلينا : كل ما مر بهذا النبي (الخاتم العظيم) !!!!...
كل ما قاله !!!... كل ما فعله !!!... كل ما أحبه !!!.. كل ما كرهه !!!...
ألوف ألوف الآحاديث التي وصفت لنا أحواله وهو : أب !!.. وهو زوج !!.. وهو صاحب !!.. وهو مُعلم !!.. وهو قائد !!.. وهو مُحارب !!.. وهو سياسي !!.. وهو مُخطِط !!.. وهو عابد !!.. وهو زاهد !!.. وهو حاكم !!.. وهو قاضي !!.. وهو نائم !!.. وهو متيقظ !!.. وهو سعيد !!. وهو حزين !!.. وهو يضحك !!.. وهو يبكي !!.. وهو جالس !!.. وهو ماشي !!.. وهو يأكل !!.. وهو يشرب !!.. وهو يتكلم !!..وهو صامت !!........
كل شيء عنه صلى الله عليه وسلم !!!.. كل شيء !!!...

وبالرغم من أن هذه (الآحاديث) التي تناقلها الناس عنه صلى الله عليه وسلم : ليست في (قداسة) كلام الله عز وجل : (القرآن الكريم) ... بل وليست محفوظة من (تحريف) (وتزييف) الحاقدين والكفار واليهود مثل حفظ الله للقرآن :
إلا أن الله تعالى : قد وفق المسلمين الصالحين لوضع : العديد من الأسس والقواعد والشروط : لقبول مثل هذه (الحكايات) عن النبي الخاتم للبشر !!!... فخرجوا لنا بـ (أبواب جديدة من العلم) :
اختصت به (أمة الإسلام) نفسها دونا ًعن باقي الأمم !!!.. وذلك مثل :
(علم مصطلح الحديث) .. و(الجرح والتعديل) .. والعديد من كتب (التراجم) ...
فتمكنوا بذلك من التفريق بين : (ما صح) فعلا ًنسبته إلى لنبي : وما هو(ضعيف) أو (موضوع) !!!....
حيث لا يتم الثقة في أي (حكاية) أو (حديث) عن (النبي) : إلا إذا كان رواتها كلهم : (معروفون) و(موثوقون) و(متصلون) !!!..
بل وذوو أيضا ً: (سيرة وأخلاق حسنة) وقدرة على (الحفظ والضبط) !!!!....

ومن هنا .. نرى أن : (سنة النبي محمد) : وهي (المصدر الثاني) للدين الإسلامي لدينا بعد (القرآن الكريم) :
هي (أصح) و(أدق) حتى من (المصدر الأول) للدين لديكم !!!...
والذي إلى الآن : ما زال (جل كــُـتاب العهدين القديم والجديد الأصليين) : مجاهيل لديكم !!!!...

لن أطيل عليكم ...
بل سأبدأ بمجهود متواضع جدا ًمني في ذكر (بعض) أوصاف وأخلاق رسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم :مما يفتح به الله تعالى عليّ في هذه الدقائق ... مع اعتذاري عن ذكر مصدر كل خبر وتخريجه : لضيق وقت الندوة ...
وأعتقد أنه سوف يُوزع عليكم كتيب ٌعن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : في نهاية هذه الندوة إن شاء الله ....
ولهذا .. فلن أحدثكم عن (ظروف نشأته) و(المواقف) و(الأحداث) التي مرت به ...
ولكني سأكتفي فقط : بذكر (بعض) أخلاقه وصفاته كما قلت لكم ...

وأبدأ فأقول :
اسم النبي الخاتم (محمد) كاملا ًهو : (محمد : بن عبد الله : بن عبد المطلب) ...
ومعنى كلمة (محمد) : أي : المحمود كثيرا ًمن غيره ...
كما سماه الله تعالى أيضا ًفي القرآن الكريم باسم : (أحمد) .. وتعني : الكثير الحمد لله ...
وله عدة أسماء أخرى : سماه بها الله تعالى : عندما بشر به الأنبياء السابقين .. ولذلك .. فيقول الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه :
" إن لي أسماء : أنا (محمد) .. وأنا (أحمد) .. وأنا (الماحي) الذي يَمحو الله بي الكفر .. وأنا (الحاشر) الذي يُحشر الناس على قدمي .. وأنا (العاقب) (أي الذي ليس بعده نبي ولا رسول آخر) " ...

وقد وُ لد النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : يتيم (الأب) ...
ثم ما لبث في سن السادسة : أن ماتت (أمه) أيضا ً!!!... ثم كفله (جده) ... ثم ما لبث أن مات (جده) أيضا ً!!..
فكان وكأن الله تعالى : يأبى إلا أن يكون : هو وحده مؤدبه وراعيه !!!...
فبسبب يتمه هذا : نشأ رقيق القلب .. تفيض منه الرحمة : على كل من حوله !!!...
واشتهر بين قومه قبل الرسالة بـ الأخلاق الحسنة ... فصاروا ينادونه بـ :
(الصادق الأمين) منذ شبابه !!!...
وقد وضع الله تعالى فيه : جمالا ًفي مظهره وشكله : يناسب الجمال الذي في مخبره وقلبه !!..

وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : عن (عطاء بن يسار) قال : لقيت (عبد الله بن عمرو بن العاص) فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة .. قال : أجل والله : إنه لموصوف ببعض صفته في القرآن :
" يا أيها النبي : إنا أرسلناك : شاهدا ً(أي على الناس جميعا ً) ومبشرا ً(أي للمؤمنين) ونذيرا ً(أي للكافرين) .. وحرزا ًللأميين (أي سندا ًللأمة العربية التي لم يُبعث فيها رسولا ًقط) .. أنت عبدي ورسولي .. سميتك المتوكل .. ليس بفظ (أي فظ الأخلاق) .. ولا غليظ (أي القلب) .. ولا سخاب في الأسواق (وهو الذي يؤذي الناس بصوته) .. ولا يدفع بالسيئة السيئة .. ولكن : يعفو ويغفر !!!.. ولن يقبضه الله حتى : يقيم به الملة العوجاء !!!..
بأن يقولوا : لا إله إلا الله ... فيفتح بها : أعينا ًعميا ً!!!... وآذانا ًصما ً!!!... وقلوبا ًغلفا ً" !!!...

وبالرغم من ابتسامته دوما ًفي وجه أصحابه والناس من حوله : إلا أنه كان : (متواصل الأحزان) بسبب ما يعلمه من (المصير الأسود) و(العذاب الأبدي الأليم) الذي ينتظر (الكافرين) و(المشركين) بالله عز وجل !!!...

وكان أيضا ً(وبسبب الواجب العظيم الذي يحمله على عاتقه للبشرية) :
دائم الفكرة !!!.. ليست له راحة !!!.. طويل السكوت !!!.. لا يتكلم في غير حاجة !!!..
حيث كان شعاره : إن لم تتكلم في خير : فالصمت أفضل !!!..
وكان يتكلم بـ (جوامع الكلم) .. وكان كلامه : يمتليء (حكمة ً) و(نورا ً) .. وكان (فصلا ً) بلا تطويل ولا تقصير ...

ولم يكن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بالجافي ولا المُهين لغيره من الناس .. وكان يُعظِم نِعَم الله عليه : وإن صغرت : فكان لا يذم منها شيئا ًأبدا ً...
ولم يكن يغضب أبدا ً: لأمر من أمور الدنيا !!!.. بل ولم يغضب أبدا ًلنفسه !!!..
ولكنه إذا ا ُنتهك أمامه حد ٌمن حدود الله : لم يقم لغضبه شيء : حتى ينتصر لله !!!...

ولم يكن يلعن الناس لأسباب الدنيا : ولكن : كان يلعن منهم فقط : الكافرين بالله العاصين له !!!..
ولم يكن يعلو صوته بالصياح في الطرقات ولا في الأسواق كما أخبرتكم ..
ولم يكن يشتم أو يسب أحدا ً...
بل وحتى إذا كره طعاما ً: فلم يكن يعيبه .. بل كان يكتفي فقط بالإعراض عنه !!!..

ولم يكن يمنعه كونه (نبيٌ) يُوحى إليه من ربه : أن يُعلم أصحابه ويُعلمنا جميعا ً: أهمية (الشورى والتشاور) بين ولي الأمر والناس !!..

وبالرغم من أن الله تعالى قد جعل له نصيبا ًكبيرا ًمن (الغنائم) التي يفوز بها المسلمون في حروبهم :
إلا أنه كان : لا يحتفظ منها بشيءٍ في غالب أيامه !!!..
بل كان يعطيها دوما ًلـ : الفقراء وذوي الحاجات واليتامى وابن السبيل !!!....

فقد كان من (أزهد) الناس في (الدنيا) !!!... بل كان يمر على بيوت أهله : شهران متتابعان : ولا يوقد في أي ٍمنها (نيران الطهي) !!!.. حيث كان يقتات هو وأهله على : (التمر) و(الماء) و(اللبن) فقط !!!..
فهل تتخيلون ذلك ؟؟!!!...

وبالرغم من هذا (الزهد) في الدنيا : فقد كان يتحرى دوما ً: جمال ونظافة : (مظهره) و(ملبسه) !!... ولكنه كان ذلك النوع من الجمال (البسيط) : والذي يكون بلا تكلف ولا مبالغة .. وهو أفضل أنواع الجمال !!!..

بل وكان من (أحب الأشياء) إليه :
(العطور الجميلة) .. والتي تصنع جوا ًمن (السرور) و(الراحة) على صاحبها وعلى من حوله ....
وكان إذا أشار : لم يُشر بـ (طرف أصبعه) كما يفعل المتكبرون .. ولكن كان يشير بـ (كفه كلها) ..
وكان إذا تعجب : قلبها هكذا (وقلب الشيخ يده أمام الحاضرين) .. وكان إذا تحدث : اتصل بها هكذا .. ليضرب راحة يده اليمنى : ببطن إبهامه اليسرى هكذا ....
وكان : (لا يصافح النساء أبدا ً) : ليعطينا بذلك : (القدوة) في احترام (حُرمات الآخرين) .. وليعلمنا بذلك : كيف نسد الطرق على (الشيطان) الذي قد يحاول زرع التفكير في : (الشهوة) وفي (الحرام) في قلب كل منا عند مصافحة الرجال للنساء ....

وعلى العكس من ذلك : كان إذا صافح رجلا ً: لم يكن يترك يده : إلا أن يكون الآخر هو الذي يترك يده :
(تواضعا ًمنه) صلى الله عليه وسلم و(لين جانب) منه للناس ...

وكان أكثر ما يغضبه : هو أن يتحايل الناس على (شرع) الله تعالى !!!.. أو محاولتهم لـ :
(استثناء) بعض الناس من شرع الله عز وجل : أيا ًما كانت مكانة هؤلاء الناس ... وذلك مثلما حاول بعض أقرب الناس إليه : أن يُكلمه في عدم إقامة (حد السرقة : وهو قطع اليد اليمنى) على (امرأة مخزومية) : سرقت ...
فغضب أشد الغضب وقال :
والله : لو سرقت (فاطمة) بنت (محمد) : لقطع (محمد) يدها !!!..
وذلك لأن (مساواة) الناس جميعا ًأمام القضاء وأمام العقاب : هو الأساس الوحيد الذي يضمن إقامة واستمرار (العدل) !!!..

وكان لا (يتشاءم) أبدا ً.. لا من (رقم معين) مثلا ً.. أو (طائر معين) : كما يفعل معظم الناس للأسف ...
وذلك لأنه كان يعرف تمام المعرفة : أنه : (لا يضر) و(لا ينفع) : إلا الله عز وجل !!!!..
ولكنه على عكس ذلك : كان يحب دوما ً(التفاؤل) بالأشياء الحسنة والجميلة ...
بل كان في بعض الأوقات : يغير الأسماء (القبيحة) أو (المتشائمة) لبعض الناس والأشياء : إلى أسماء أخرى : تحمل على (التفاؤل) !!!..

وكان إذا أوى إلى منزله : جزأ دخوله إلى ثلاثة أجزاء : جزءا ًلله تعالى .. وجزءا ًلأهله .. وجزءا ًلنفسه ...
ثم جزأ الجزء الخاص به : بينه وبين الناس !!!...

وكان إذا غضب : احمر وجهه !!!.. وإذا فرح : غض طرفه !!!...
وكان معظم ضحكه : التبسم !!!.. فكانت أسنانه وكأنه يكشف عن مثل حبّ الغمام !!!..
وكان يحافظ على نظافة وطيب رائحة فمه وأسنانه دوما ً... وذلك عن طريق (السواك) الذي حدثتكم عنه من قبل ..
وكان ينصح دوما ًأمته والناس من حوله ...
وكان يُخبرهم دوما ً: بالذي ينبغي لهم فعله .. وبالذي يهديهم للخير .. فكان يقول مثلا ً:
" أحب الأعمال إلى الله عز وجل : سرور تدخله على مسلم :
كأن تكشف عنه كربة .. أو تقضي عنه دينا ً.. أو تطرد عنه جوعا ً...
ولأن أمشي مع أخ لي في حاجته أو مظلمته : أحب إليّ من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا ً!!!..
ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه : ملأ الله قلبه يوم القيامة : رضىً " ...

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يؤلِف الناس من حوله ولا ينفرهم !!!..
وكان يُكرم : كريم كل قوم : ويوليه عليهم ..

فهل علمتم أحدا ًبمثل هذه الأخلاق والأوصاف ؟؟!!!...

وكان كثير الصلاة بالليل .. وكان يبكي بين يدي الله في صلاته ..
ولكنه إذا صلى بالناس : كان يخفف من صلاته .. لأن فيهم : المرأة .. والطفل .. والعجوز .. وذي الحاجة !!!...

وكان رحيما ً: وكان يستخدم (اللين والرفق) دوما ًمع المخطيء : إذا رأى جدوى ذلك ...
ولعلي أذكر لكم هنا : حديثا ًرائعا ً: ينم على (حكمة) و(رحمة) هذا النبي العظيم ...
حيث جاءه في يوم من الأيام : (غلاما ً) (شابا ً) وهو جالس في وسط الناس فقال له :
" يا رسول الله : ائذن لي في الزنا !!!..
فصاح به الناس (أي من الغضب والاستنكار) !!!..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مه (كلمة كف وإسكات لهم) ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقروه (أي افسحوا له) .. ا ُدن (أي اقترب مني) ..
فدنا : حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتحبّه لأمّك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأمهاتهم !!!..
أتحبه لابنتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. فقال : وكذلك الناس : لا يحبونه لبناتهم !!!..
أتحبه لأختك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لأخواتهم !!!..
أتحبّه لعمتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لعماتهم !!!..
أتحبه لخالتك ؟؟!!.. قال : لا !!!.. قال : وكذلك الناس : لا يحبونه لخالاتهم !!!..
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدر الشاب وقال :
اللهم : كفر ذنبه .. وطهر قلبه .. وحصّن فرجه " !!!..
الطبراني في المعجم الكبير .. سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/370) ...

وكان رسول الله الخاتم (محمد) : يسأل عن أصحابه ويتفقدهم دوما ً ..
وكان يمدح ويُثني على (الحسن) ويقويه .. وكان يذم ويُقبح (القبيح) ويوهيه ...

وكان أيضا ً: لا يقوم ولا يجلس : إلا على ذكر الله !!!.. وكان إذا انتهى إلى قوم جلوس :
جلس حيث ينتهي به المجلس !!!.. وكان يأمر بذلك ...

وكان يُعطي كل جلسائه : نصيبا ًمن اهتمامه (كما لاحظ (ستيف) ذلك مني) .. حتى أن جليسه :
كان لا يظن أن هناك أحدا ً: أكرم على الرسول منه !!!..
وكان من جالسه أو فاوضه في حاجة : صابرهُ النبي (محمد) : حتى يكون الآخر هو المنصرف عنه !!!...
وكان مَن سأله حاجة : لم يرده أبدا ًإلا بها !!!.. فإن لم تكن عنده (بسبب زهده الشديد في الدنيا) :
فكان يرده بجميل القول .. أو بما يصبره !!!..
وكان يسع الناس كلهم ببساطته وخـُـلقه الكريم : فصاروا عنده جميعا ً: في الحق سواء ..

وعند هذه اللحظة : نظر الشيخ (عبد الله) لوجوه الحاضرين : فوجدها وقد امتلأت : رضا ًوسعادةً بهذه الأوصاف النبوية العالية : عن (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!.. والتي يسمعوها بالطبع : لأول مرة في حياتهم !!!....
فابتسم ثم واصل قائلا ً:

هذا هو النبي الخاتم (محمد) : نبي الإسلام !!!...
هذا هو النبي الخاتم الذي قال عنه الله عز وجل :
" وما أرسلناك إلا : رحمة للعالمين " !!!.. الأنبياء – 107 ..

فهذا هو النبي : الذي يطعن فيه (الجاهلون) : ثم ينصره الله تعالى بعد كل مرة يطعنون فيها عليه :
بأن يجعل الآلاف والآلاف : يسألون عنه في نهم : لمعرفة حقيقته : ثم يؤمنون به عن (حب ٍواحترام ٍواقتناع) !!!..

فهذا النبي الكريم (محمد) : كانت مجالسه : مجالس : علم .. وحلم .. وحياء .. وأمانة .. وصبر ...
وكانت لا ترتفع فيها الأصوات فوق صوته : تبجيلا ًواحتراما ًله !!!..
وكان لا يُعتدى فيها على حق ٍ: بكذب أو افتراء !!!..
بل كان جلساؤه في هذه المجالس : يتفاضلون ويتمايزون أمام النبي : بـ (التقوى) و(الطاعة) فقط ..
وكانوا متواضعين : يوقر صغيرهم الكبير .. ويرحم كبيرهم الصغير .. ويؤثرون على أنفسهم ذا الحاجة .. ويحفظون للغريب حقه ....

فهؤلاء : هم أصحاب هذا النبي .. وهذه : هي مدرسته التي : أنارت للدنيا :
طرق : الهداية .. والصلاح .. والطهر .. والعفاف !!!..

ثم التفت الشيخ للحاضرين جميعا ًوهو يقول بأسف :
فهل مثل هذا الإنسان العظيم : هل تتوقعون منه : ظلما ًلأحد ؟؟!!.. أو هل تصدقون حتى أنه كان :
(عدوانيا ً) أو (شهوانيا ًفاسدا ً) كما يصفه الجاهلون ؟؟!!!...
لا والله ....!

وأزيدكم فأقول :
كانت حياته صلى الله عليه وسلم : بسيطة بين أهله وأصحابه والناس ...
فكان يضحك : مما يضحكون منه .. وكان يتعجب : مما يتعجبون منه ..
بل وكان : يصبر على منطق وسؤال الجاهل والغريب .. حتى إن أصحابه : كانوا يستجلبون الغريب :
ليجعلوه يسأل رسول الله : عن كل ما يريدونه ويستحيون من سؤاله !!!..

وهنا .. لاحظ الحاضرون بعض (قطرات الدمع) التي انسالت على جبين الشيخ (عبد الله) بصدق ..
فمسحها بتلقائية شديدة : وكأنه معتاد على وجودها كلما تحدث عن هذا (النبي العظيم) !!!!..
فسكت للحظة ثم قال :

وكان لا يقبل هذا النبي العظيم : أن يُثني عليه أحد : إلا مَن كان يكافئه على معروف صنعه معه !!!...
وكان لا يفضل نفسه على سائر الأنبياء : تواضعا ًمنه ...
بل كان يقول دوما ً:
" الأنبياء : إخوة لعلات .. أمهاتهم : شتى .. ودينهم : واحد ...
وأنا أولى الناس بـ (عيسى بن مريم) .. لأنه : ليس بيني وبينه نبي " ...

وكان يقول أيضا ًلأصحابه (مع أنه سيد ولد آدم) : لا تفضلوني على نبي الله (يونس بن متى) !!!..
وكان يقول للناس دوما ًعندما (يهابونه) أو (يستعظمونه) لأنه نبي الله الخاتم :
إنما أنا : عبد الله ورسوله ..

وقد أرسل الله تعالى له (مَـلــَـكا ً) : ليخيره بين أن يكون : (نبيا ً: مَـلـِكا ً) وبين أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) :
فاختار أن يكون : (نبيا ًعبدا ً) !!!..
فكان لا يأكل أبدا ً(مُتكئا ً) كما أخبرتكم من قبل ..
ولكن كان يقول : " آكل : كما يأكل العبد .. وأجلس : كما يجلس العبد " !!!..

ولو شاء : لعاش كما قلت لكم : ملكا ًوسط (العرب) !!!...
هؤلاء (العرب) : الذين استطاع رجل واحد فقط : (محمد) صلى الله عليه وسلم :
أن يبدأ فيهم (دعوة) : جعلتهم أعظم (أمم الأرض) في أقل من خمسين عاما ًفقط من الزمان !!!!..

وهنا .. تنهد الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
ولكل ذلك ... ولكثير غيره لم يتسن لي ذكره للأسف لضيق الوقت :
فقد أمرنا الله تعالى في قرآنه الكريم : أن (نصلي) و(نسلم) على هذا النبي العظيم الخاتم ....
ولذلك .. فأنتم تسمعون المسلمون دوما ً: يقولون عند سماعهم لاسم النبي (محمد) عبارة :
" صلى الله عليه وسلم " ....

وبالرغم من اكتفائي بهذا القدر الضئيل جدا ًجدا ًعن (أخلاق) و(صفات) هذا النبي العظيم .. إلا أني أتوقع أن أعرض عليكم (المزيد) من أخلاقه وصفاته : في إجابتي على أسئلة أخرى قادمة بإذن الله ...

كما أعتقد أن ما قلته : سيكون كافيا ًجدا ًللأخ (سلمان) : ولرغبته في السماع عن النبي (محمد) ...
كما أدعو الله تعالى أن يجمعه مع الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) بالفعل في الجنة بإذن الله تعالى .. هذا (الصحابي الجليل) الذي ترك : الغنى .. والثروة .. والرياسة الدينية في بلاده (فارس) مع (المجوس) :
لينتقل إلى بلاد (الشام) بلاد (النصارى) : بحثا ًعن نبي (آخر الزمان) !!!.. بل وارتضى لنفسه أن ينتقل إلى (المدينة المنورة) : كـ (عبد) من (العبيد) : لما علم أن هذا النبي الخاتم : سوف يظهر بها !!!...
وكان له بالفعل ما تمنى .. بل وصار : من أكابر صحابة النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..

وهكذا ترون جميعا ًمعي : كيف يكون السعي الدؤوب : بحثا ًعن (الحق) !!!..
بل وبحثا ًعن : (النجاة من العذاب) !!!.. وعن : (الراحة الأبدية) بعد الموت بإذن الله تعالى !!!....

وأعتقد أننا الآن : يمكننا أن نأخذ سؤالا ًآخر ....
فلتتفضل أخي الكريم شيخ (محمد) ...

ولكن .. وفي هذه اللحظة : قال الشيخ (محمد) :
قبل أن أقوم بالاختيار شيخ (عبد الله) : أود أن أشارك أنا أيضا ًفي هذه النقطة الهامة جدا ً!!!...
أود أن أشارك : في الإشارة إلى : (عظيم قدر) هذا النبي الخاتم : (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
هذا النبي الذي : أحببته حبا ًشديدا ًأيضا ًمنذ أن عرفته وقرأت عنه !!!...
(ولاحظ الحاضرون مرة أخرى : دموعا ًتسيل على خديّ الشيخ (محمد) هذه المرة) !!!..
حيث أضاف قائلا ً:

ولكني للأسف : لن أستطيع وصفه أو الحديث عنه كالشيخ (عبد الله) ..
ولهذا فقد قررت أن أقرأ عليكم : بعض آراء (فلاسفة) و(مؤرخين) و(مفكرين) في هذا النبي العظيم !!!...
مع العلم بأنهم : قالوا ما قالوا من مدح النبي الخاتم (محمد) : ولم يدخل أحدٌ منهم في (الإسلام) على حد علمي !!!...
ولكنهم فقط :
قد قرأوا بـ (حيادية تامة) : حياة هذا النبي العظيم : من مصادرها (الحقة) لا (الحاقدة) !!!..
فوجدوا أنه بحق :
يستحق لقب : (أعظم بشر) خلقه الله تعالى !!!.. كما سيتضح لكم الآن من كلامهم !!!!...
فقالوا ذلك بصراحة وصمود :
حتى ولو اضطهدتهم (الكنيسة) !!!.. وحتى ولو اضطهدهم (النصارى) الذين حولهم في بلادهم !!!...

ثم رفع الشيخ (محمد) يده بـ (كتيب صغير) وهو يقول :
وسوف تجدون ما سأخبركم عنه الآن وأكثر منه :
بداخل هذا (الكتيب الصغير) .. والذي سيتم توزيعه عليكم أيضا ًفي نهاية الندوة إن شاء الله ...
والآن .. أترككم مع هذه (الأوسمة البشرية) من أناس غير مسلمين : رأوا (الحق) : فأخبروا به !!!!..
فأرجو الانتباه جيدا ً: لكل (كلمة) من (كلامهم) !!!..

1)) عالم : الفلك .. والرياضيات .. والمؤرخ الأمريكي : (مايكل هارت) يقول :
" إن اختياري (محمدا ً) ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ : قد يدهش القراء .. ولكنه بالفعل :
الرجل الوحيد في التاريخ كله : الذي نجح أعلى نجاح على المستويين : الديني .. والدنيوي !!!...
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء : بدءوا رسالات عظيمة .. ولكنهم : ماتوا دون إتمامها .. كـ (المسيح) مثلا ًفي المسيحية !!!.. أو شاركهم فيها غيرهم .. أو سبقهم إليها سواهم .. كـ (موسى) مثلا ًفي اليهودية !!!..
ولكن (محمدا ً) :
هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية !!!..
بل وتحددت أحكامها .. وآمنت شعوب بأسرها بها : في حياته " !!!...

2)) الفيلسوف الروسي الشهير : (تولستوي) يقول :
" يكفي (محمدا ً) فخرا ًأنه : خلص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة !!!..
بل وفتح على وجوههم : طريقَ الرقي والتقدم !!!.. وإن شريعةَ (محمدٍ) :
ستسودُ العالم : لانسجامها مع العقل والحكمة " !!!...

3)) الفيلسوف الإنجليزي الشهير : (برناردشو) يقول :
" إن العالم : أحوج ما يكون إلى رجل ٍفي تفكير (محمد) !!!.. هذا النبي الذي وضع دينه دائما ً:
موضع الاحترام والإجلال !!!...
فإنه بحق : أقوى دين على هضم جميع المدنيات !!!.. بل هو خالد : خلود الأبد !!!..
وإني لأرى كثيرا ًمن بني قومي : قد دخلوا هذا الدين على بينة !!!.. ولسوف يجد هذا الدين :
مجاله الفسيح هنا في هذه القارة (يعني أوروبا) !!!...
ولقد رسم رجال الدين في القرون الوسطى (نتيجة الجهل والتعصب) :
(صورة ًقاتمة ً) لدين (محمدٍ) !!!... فقد كانوا يعتبرونه : عدوا ًللمسيحية !!!..
لكنني اطلعت على أمر هذا الرجل .. فوجدته :
(أعجوبةً خارقةً) !!!... وتوصلت إلى أنه :
لم يكن عدوا ًللمسيحية ... بل يجب أن يُسمى :
(منقذ البشرية) !!!.. وفي رأيي .. أنه لو تولى أمر العالم اليوم :
لوفق في حل مشكلاتنا : بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها " !!!...

4)) الزعيم الهندي : (مهاتما غاندي) يقول :
" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع : قلوب ملايين البشر !!!..
لقد أصبحت مقتنعا ًكل الاقتناع أن (السيف) : لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته !!!..
بل كان ذلك من خلال : بساطة الرسول !!!.. مع دقته وصدقه في الوعود !!!.. وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه !!!.. وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته !!!... فهذه الصفات : هي التي مهدت الطريق .. وتخطت المصاعب .. وليس (السيف) !!!.. حتى أني بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول (محمد) : وجدت نفسي آسفا ً: لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة " !!!...

5)) الشاعر الفرنسي الشهير : (لامارتين) يتساءل مُستعجبا ً:
" أترون أن (محمدا ً) : كان صاحب خداع وتدليس .. وصاحب باطل وكذب ؟؟؟!!!!..
كلا .... بعدما (وعينا تاريخه) .. (ودرسنا حياته) " !!!...

ويقول أيضا ً:
" إن (محمدا ً) : فوق البشر !!!.. ودون الإله !!!...
فهو رسول : بحكم العقل !!!.. وإن اللغز الذي حله (محمد) في دعوته : فكشف فيها عن القيم الروحية .. ثم قدمها لأمته : دينا ًسماويا ً: سرعان ما اعتنقوه :
هو أعلى ما رسمه (الخالق) : لبني البشر " !!!!!!...


6)) المستشرق : (آرثر جيلمان) يقول :
" لقد اتفق المؤرخون على أن (محمدا ً) : كان معروفا ًبين قومه بـ : أخلاق جميلة !!!.. مثل صدق الحديث !!!.. والأمانة والكرم !!!.. وحسن الشمائل !!!.. والتواضع !!!.. وكان لا يشرب الأشربة المسكرة !!!.. ولا يحضر للأوثان : عيدا ًولا احتفالاً ً" !!!...

7)) الفيلسوف الألماني : (غوته) يقول :
" لقد بحثت في التاريخ عن (مَـثل أعلى للإنسان) : فوجدته في النبي (محمد) " !!!..

8)) الفيلسوف الإنكليزي : (هربرت سبنسر) يقول :
" لم يكن (محمد) إلا : مثالا ًلـ : الأمانة المجسمة !!!.. والصدق البريء " !!!..

9)) المستشرق البلجيكي القسيس : (هنري لامنس) يقول :
" جاء (محمد) بقلب :
خال ٍمن كل : كذب !!!.. ومن كل : ثقافة باطلة !!!.. ومن كل : فخفخة فارغة " !!!..

10)) المستشرق الفرنسي : (د. وايل) يقول :
" إن (محمدا ً) : يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمُصلح عظيم !!!.. بل ويستحق أن يطلق عليه : لقب (النبي) !!!... ولا يُصغى إلى : أقوال المغرضين !!!.. ولا : آراء المتعصبين !!!..
فإن (محمدا ً) : عظيم في دينه !!!.. وفي شخصيته !!!... وكل من تحامل على (محمد) :
فقد جهله !!!.. وغمطه حقه " !!!!...

وعند هذه اللحظة : رفع الشيخ (محمد) رأسه للحاضرين وهو يقول محاولا ًكتم نبرة البكاء في صوته :

كل ما أدعو عالمنا اليوم في (أوروبا) و(أمريكا) .. بل وفي كل بقاع العالم : هو أن يقرأوا فقط بحيادية تامة : سيرة هذا النبي العظيم !!!.. وأن يتركوا ويتخلوا عن : التعصب الديني الأعمى !!!.. والذي يحول بينهم وبين الشعور بهذا (النور الإنساني) الذي أرسله الله تعالى للبشر جميعا ً!!!...

ثم تنهد الشيخ (محمد) بقوة قائلا ً: وأما خير ما أختم به معكم : فهو الكاتب الإنجليزي الشجاع : (توماس كارليل) ..
وذلك من كتابه الشهير : (الأبطال) حيث قال فيه :
" لقد أصبح من (أكبر العار) على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر : أن يُصغي إلى من يظن أن دين الإسلام : كذب !!!.. وإلى من يظن أن (محمدا ً) : مخادع ومزوِّر !!!..
بل .. وقد آن لنا أن نحارب : ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة !!!.. فإن الرسالة التي أداها ذلك الرسول : ما زالت السراج المنير !!!..
فوا أسفاه !!!.. ما أسوأ مثل هذا الزعم !!!.. وما أضعف أهله : وأحقهم بالرثاء والمرحمة !!!..
ولعل العالم لم ير قط : رأيا ً: أكفر من هذا ولا ألأم !!!..
وهل رأيتم معشر الإخوان : أن رجلا ًكاذبا ً: يستطيع أن يوجد دينا ًوينشره ؟؟!!..
كذبٌ والله هو ما يذيعه أولئك الكفار !!!... حتى وإن زخرفوه : حتى خيلوه للناس حقا ً!!!..
بل وزور وباطل ما قالوا : حتى وإن زينوه للناس وأوهموهم صدقه !!!.. ومحنة والله ومصاب :
أن ينخدع الناس : شعوبا ًوأمما ً: بهذه الأباطيل " !!!..

وهنا ... لاحظ الحاضرون ارتباك الصف الأول جميعه بلا استثناء !!!... وهو الذي ضم : علية القوم من :
رجال الدين .. والمثقفين .. والمفكرين .. ورؤساء المذاهب والحركات التحررية !!!..
فبدا وكأن كلام (توماس كارليل) : كان موجها ًإلى مثل هؤلاء بعينهم !!!...
ولكن الشيخ (محمد) لم يتوقف !!!.. بل واصل بصوته المشحون بالعاطفة : سرد كلام (توماس كارليل) الذي قال :
" ولسنا نعد (محمدا ً) قط : رجلا ًكاذبا ًمتصنعا ً: يتذرع بالحيل والوسائل إلى هدف !!!.. أو حتى يطمع إلى :
درجة : ملك .. أو سلطان .. أو غير ذلك من الحقائر والصغائر !!!...
وما الرسالة التي أداها إلا : (حق ٌصراح) !!!... وما كلمته إلا : (صوت ٌصادق) صادر ٌمن العالم المجهول !!!...
كلا ... ما (محمدٌ) بالكاذب قط !!!.. ولا المُـلفِق !!!.. وإنما هو : قطعة من الحياة : قد تفطر عنها قلب الطبيعة : فإذا هي شهاب : قد أضاء العالم أجمع " !!!!....

وهنا .. تنفس الشيخ (محمد) بعمق .. وذلك بعد أن انتهى من سرد هذه الكلمات الرائعة على الحاضرين ..
والذين قد أثر فيهم الإنفعال البادي على ملامح وجهه ... وقطرات الدموع التي انحدرت على خديه وهو يقول :
والآن فقط : يمكننا أن نختار سائلا ًآخرا ً: حتى لا نضيع وقت هذه الندوة الثمين ...


13)) استراحة قصيرة ..

يُـــتبع بإذن الله ولكن : بعد استراحة لي أنا أيضا ً..!

إلى حب الله
06-18-2011, 01:35 PM
13)) استراحة قصيرة ..

وهنا قال مستر (فيليب جونز) حاكم المدينة :
الحق يا شيخ (محمد) : ما كنت أتخيل أن أستمتع بهذه الندوة : إلى هذه الدرجة !!!... فكل ما جاء فيها من معلومات : هي بحق مفيدة جدا ً.. بل : وجديدٌ أيضا ًعلى معظم الحاضرين هنا سماعها ...
وأهم ما فيها من وجهة نظري : هو أنها تتعلق بالفعل بحياتنا والهدف منها !!.. بل ومصيرنا بعد الموت أيضا ً!!!...

وكنت أفكر الآن : في أن نقسم الندوة على جزأين : الليلة .. وغدا ً.. وأن نكتفي بهذا القدر من الأسئلة الليلة :
لعدم إرهاق الحاضرين ... ولكني قررت بعد كلماتكم الأخيرة عن النبي (محمد) : أن نتابع هذه الندوة : مهما طال بنا الوقت !!!... وذلك لأنه صار هناك الكثير بالفعل الذي نود معرفته بشأن نبي الإسلام (محمد) المُفترى عليه !!!....
وأعتقد أن هذا أيضا ً: هو شعور معظم الحاضرين الآن ...
كما أني خائف جدا ً(وبالرغم من ولايتي لهذه المدينة) :
أننا إذا قمنا بتأجيل باقي الندوة لغد : أن لا يتم لنا ذلك أبدا ً!!.. وخصوصا ًبسبب الضغوطات الكثيرة التي أتوقع شخصيا ًأن تطاردنا غدا ً!!!!... فإن وجودك أيها الشيخ (عبد الله) بالفعل : صار (خطرا ًكبيرا ً) على كثير من الجهات هنا !!!!...
ولهذا ....
فأرى أن نأخذ جميعا ً: (استراحة قصيرة) لمدة ربع الساعة فقط : لنعود بعدها لمواصلة هذه الندوة الشيقة .. والتي ما زلت أظن أنها : (ستغير حياة الكثيرين الليلة) !!!...
ولكن تذكروا :
خمس عشرة دقيقة فقط : للراحة .. ولاستعادة النشاطين : الذهني والجسدي ...
لنستطع بعدها مواصلة واستكمال هذه الندوة الهامة : بعقل متيقظ ....

وهنا وبالفعل : بدأ الجميع في أخذ راحتهم .. كل منهم على حسب ما يحتاجه ..
فمنهم مَن اكتفى بالرجوع بظهره إلى الخلف !!!.. ومنهم من استرخى تماما ًفي جلسته !!!.. ومنهم الذي قام واقفا ًأو تمشى بضع خطوات لفرد قامته .. ولتليين عضلاته !!!...
في حين ذهب بعضهم لدورات المياه .. ولشرب الماء .... والبعض الآخر أخذ يتفقد وسائل التسجيل التي معه ..

على أن الشيخ (عبد الله) لم يتحرك من مقعده .. ولكنه فقط : أخذ يفرك عينيه يستعيد بذلك نشاط الرؤية عنده .. ثم أخذ يتفقد بعض الوريقات التي أمامه : وهو يتجاذب الحديث مع الشيخ (محمد) ....

ثم لفت نظرهما أن (كبير أساقفة) المدينة : نادى على الحاكم مستر (فيليب جونز) لينزل إليه ليحادثه بالأسفل ....
وبالفعل : نزل إليه مستر (فيليب) .. فحادثه (كبير الأساقفة) بلهجة عتاب فيها (بعض الشدة) بالطبع بعد كل ما قيل الليلة !!!.. كما التف حولهم أيضا ًبعض (رجال الدين) من الصف الأول : يشاركونهم الحديث ....
ولكن على ما يبدو أنهم : قد أغضبوا مستر (فيليب) بشيء من الكلام ...
لأنه ما لبث دقائق معهم : حتى تركهم منفعلا ًليعود مرة أخرى إلى مقعده !!!.....

وساعتها : لم يرغب الشيخان أن يتدخلا فيما لا يعنيهما بسؤاله عن سر انفعاله وغضبه ..
فتركا له الفرصة : ليهدأ وحده دون إزعاج منهما ......

وهنا قال الشيخ (محمد) للشيخ (عبد الله) في صوتٍ خفيض :

يبدو أن (كبير أساقفة) المدينة : ليس وحده الغاضب منا ....
بل أعتقد أن مسز : (دوري سبنسر) أيضا ً: سوف تنفجر فينا من الغضب والغيظ بعد قليل !!!..
وهنا سأله الشيخ (عبد الله) متعجبا ً:
ومن هي مسز (دوري) هذه ؟؟... ولماذا تغضب أو تغتاظ مني ؟؟!!..
فقال الشيخ (محمد) :
لن تغضب عليك أنت .. بل ستغضب عليّ أنا !!!.. وذلك لأني لم أخترها في أي ٍمن المرات السابقة :
برغم رفعها ليدها في كل مرة ٍمؤخرا ً!!!!....
وهنا سأله الشيخ (عبد الله) : ولماذا لم تخترها طالما تعرفها هكذا ؟؟!!..
فقال الشيخ (محمد) :
هل لاحظت شيخ (عبد الله) : المرأة الجالسة عن يمينك في طرف الصف الأول ؟؟..
فقال الشيخ (عبد الله) :
هل تقصد تلك المرأة التي ترتدي (جيبة قصيرة) فوق الركبة ؟؟..
فقال الشيخ (محمد) : نعم .. هي من أقصد ...
فقال الشيخ (عبد الله) :
إذا كانت هذه المرأة هي من تقصد : فهي تستحق بالفعل أن تتجاهلها كما تجاهلتها أنا من أول الندوة !!!... وذلك لأنها تعمدت أن تلبس مثل هذا اللبس : وتجلس به أمامنا في الصف الأول : بالرغم من طلبي منكم أن تلتزم كل النساء الحاضرات للندوة : بعدم (التبرج) و(العري) !!....
ولا أتخيل أبدا ًأنها لم تر هذا الطلب الخاص في (بطاقة الإعلان) عن الندوة !!!..
ولولا أني (ضيف) هنا عندكم الليلة :
ما كنت لأسمح بحدوث مثل هذا (التبرج) أمامي أبدا ً...
فلو كان الأمر بيدي : لجعلتها : إما أن تترك المكان !!!.. أو تستر جسدها وقدميها !!!.. وإما أن أترك أنا المكان !!!..
ولكن يكفيني أني منذ لاحظتها لأول مرة :
لم أعد أنظر لهذه البقعة من القاعة أبدا ًبسببها !!!....

ثم استطرد الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
ولكن .. مَن هي مسز (دوري) هذه ؟؟!!.. فيبدو أنك تعرفها جيدا ً...
وهنا ابتسم الشيخ (محمد) قائلا ً:
الكل هنا يعرفها يا شيخ !!!.. فهذه المرأة : هي رئيسة حزب : (الحرية للمرأة) ... وهي الممثلة الرسمية للمرأة في بلادنا : في العديد من المؤتمرات الدولية ...
وهي من أشد المهاجمين لأوضاع المرأة المسلمة في بلادنا كما تدّعي : بل : وفي بلادكم أيضا ً!!!....

وقد جمعني الله تعالى بها في إحدى اللقاءات العابرة مع بعض الأصدقاء في الماضي .. وهي للحق : امرأة من النوع المُجادل جدا ًجدا ً!!!..
ومشهور عنها أنها لا تعترف أبدا ًبالهزيمة : في أي حوار من الحوارات !!!...

ولقد لاحظت منذ بدء هذه الاستراحة : أنها تتشاور مع الرجلين الذين بجوارها بانفعال ٍملحوظ !!!..
وإن لم يخب ظني : فأعتقد أنها تأخذ رأيهم الآن في الصعود إليّ هنا على المنصة لتوبيخي !!!....
وهنا : ضحك الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
لا تخف يا أخي ... فقد وهبني الله تعالى : علما ًوعقلا ً: أدحض بهما أمثال هؤلاء الجُهال ...
فالحق دوما ً: واضحٌ أبلج !!!... والباطل دوما ً: مترددٌ لجلج !!!...

وقبل أن يكمل الشيخ (عبد الله) كلامه ...
سمع الجميع مستر (فيليب جونز) وهو يقول في الميكروفون (وقد رسم على وجهه ابتسامة خفيفة ليُخفي انفعاله) :
أعزائي الحاضرين .. أعتقد أن الربع ساعة قد انتهت الآن ....
فدعونا نواصل أحداث هذه الندوة : مع أسئلتكم وإجابات الشيخ (عبد الله) عليها ....
فلنلتزم جميعا ًبالصمت والإنصات ...
ولنترك الاختيار للشيخ (محمد) مرة أخرى ...
فليتفضل ....


14)) تفرق اليهود والنصارى والمسلمين ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-18-2011, 02:00 PM
14)) تفرق اليهود والنصارى والمسلمين ..

وهنا .. أحب الشيخ (عبد الله) أن يتلاعب بمشاعر مسز (دوري سبنسر) الرافعة يدها في الصف الأول !!!..
وذلك : جزاء جرأتها في (عدم احترام) طلبهم في إعلانات الندوة ..
فقال الشيخ (عبد الله) :

أعتقد أن علينا أن نختار في هذه المرة : إحدى السيدات شيخ (محمد) ...
وذلك : حتى لا يتهمنا أحد الناس بتهمةٍ : نحن بريئون منها !!!....
وسوف أختارها أنا في هذه المرة إذا سمحت ...

وفي هذه اللحظة : تعمد الشيخ (عبد الله) أن يختار امرأة قريبة جدا ًمن موضع مسز (دوري) :
بدون الالتفات إليها !!!...
وبالفعل .. قال وهو يشير بيده :
فلتتفضل الأخت التي في جانب الصف الثالث من هذه الناحية ..

وما هي إلا ثوان : حتى انتقل الميكروفون إلى سيدة : يبدو أنها قد تجاوزت الخمسين من عمرها بقليل ... حيث أخذت الميكروفون وقالت :

اسمي (ساشيتا كيرك فين) .. وبالطبع : أنا أ ُسجل لك أيها الشيخ المسلم : نجاحك الباهر في (زعزعة إيماننا بديننا) كمسيحيين منذ المولد !!!...
بل وأتوقع أيضا ً: أن العديد من الحاضرين هنا في القاعة الآن : يُـفكر جديا ًفي مسألة الدخول في دينكم الإسلام !!!..
ومن هنا : وبحكم درايتي بالكثير عن الإسلام .. فأرغب في سؤالك سؤالا ًواحدا ً: سوف يساعد كل مَن يفكر في دخول الإسلام على اختيار (مذهبا ً) من (المذاهب العديدة) لديكم !!!..
فسؤالي هو :
إذا رغبت مثلا ًفي دخول دينكم ... فإلى أي (مذاهبكم وفرقكم) المختلفة الكثيرة سأنتمي ؟؟!!..
هل سأكون من : أهل السنة !!.. أم من الشيعة !!.. أم من الصوفية !!.. أم من الإخوان !!.. أم من القرآنيين !!.. أم من الخوارج !!.. أم من المعتزلة !!.. إلى آخر ذلك من الفرق : والتي لا تخفى على عالم خبير مثلك بالطبع ..!
مع العلم بأن كل فرقة من هذه الفرق :
قد تنقسم أيضا ًللعديد والعديد من (الفرق الداخلية) فيما بينها !!!!...
فما هي نصيحتك لي وللحاضرين في هذا الشأن ؟؟..
وشكرا ً...

بالطبع : لم يخف على الشيخ (عبد الله) الهدف الخفي من وراء سؤال مسز (ساشيتا) !!!...
وهو : محاولة تشويه شكل الإسلام بإعطائه (نفس الصورة المهزوزة) التي أثبتها الشيخ في دينهم في هذه الندوة !!...

ولهذا ... فقد ابتسم الشيخ قائلا ً:

سؤالك بسيط جدا ًمسز (ساشيتا) !!!.. ولكن بالرغم من بساطته : فهو مهم جدا ًبالفعل :
لكل من يُفكر جديا ًفي اعتناق الإسلام ....

ولكن .. وقبل أن أبدأ في الإجابة عليه .. أود أولا ًأن أوضح (فارقا ًهاما ً) بين نوعين من الاختلاف في الدين :
نوع (مقبول) .. ونوع (مرفوض تماما ً) ...

فأما النوع المقبول من الخلاف :
فهو كاختلاف : شكل وترتيب وحجم (أوراق) : نوع معين من الشجر !!!.. حيث مع اختلاف شكل وترتيب وحجم هذه (الأوراق) من شجرة إلى أخرى : إلا أنهم ما زالوا في النهاية : يُمثلون (نوعا ًواحدا ً) من الشجر !!.. ألا وهي : (شجرة الإسلام) : والتي يعرفها كل من يراها : مهما اختلف شكل وترتيب وحجم (أوراقها) !!!..

وهذا الاختلاف يُمثله في الإسلام :
بعض الاختلافات : (الفقهية) في بعض الأمور والأحكام ..
فعندنا مثلا ً: نوع من (الزكاة) المفروضة مرة في العام : قبل العيد السنوي للمسلمين بعد انتهاء شهر الصوم ..
فأما النبي الخاتم (محمد) : فكان يُخرجها دوما ًمن (الطعام) : فيعطيها للمساكين في ذلك العيد : حتى لا يُضطروا للسؤال في أيام عيد المسلمين .. وحتى يُطهر بها نفوس المسلمين ..
وأما بعض (رجال الدين) بعد ذلك : وبعد انتشار الإسلام في (مدنيات) كثيرة : يختلف فيها نمط الحياة عن الذي كان يعيشه الناس في عهد رسول الله الخاتم (محمد) .. كما تختلف فيها أيضا ً: (معايير حاجات المساكين) في عيد المسلمين من بين حاجتهم (للطعام) أو لـ (اللباس الجديد) أو لـ (المال) نفسه :
فقد خرج (رجال الدين) هؤلاء برأي ٍآخر : (بجانب) ما كان يفعله رسول الله الخاتم (محمد) ...
ألا وهو : (إمكانية) إعطاء المساكين : قيمة (الطعام) من (المال) : لنترك لأحدهم (حرية اختيار) شراء ما (يحتاجه) بالفعل : فإذا احتاج (طعاما ً) : فسيشتري (طعاما ً).. وإذا احتاج (لباسا ًجديدا ً) : فسيشتريه ... وهكذا ..
فمثل هذا الخلاف في ديننا : هو مقبول : ولا غضاضة أبدا ًفيه ...

وأما الاختلاف الغير مقبول :
فهو الاختلاف في : (العقيدة) نفسها !!!..
أي الاختلاف في هذه المرة في (نوع الشجرة) نفسها (وليس في شكل وترتيب وحجم الأوراق فقط) !!!..
مما يعني أنه ستكون أمامنا (شجرة) : مختلفة تماما ًعن شجرة (الإسلام) التي نعرفها :
سواء في (الجذور) أو (الساق) أو (الفروع) أو (الثمار) !!!..

ومن هنا أقول لك مسز (ساشيتا) : أن ما قلتيه من وجود (مذاهب وفرق) كثيرة في الإسلام :
هو شيء نعرفه بالفعل !!!..
ولا يعني ذلك بالطبع أنه صوابا ً... لأن (الفرقة) دوما ًوالابتعاد عن (الحق) : هي من فعل (الشيطان) ...
لأن (طريق الحق) دوما ً: واحد ...
و(الشيطان) وحده : هو الذي يعمل على إبعاد وتشتيت الناس عن هذا (الطريق) : إلى (طرق أخرى كثيرة) تبعد عنه ....
وأما العجيب : فهو أن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : قد نبأنا من قبل عن هذه الفرقة فقال :

" افترقت اليهود على : إحدى وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وسبعين في النار !!..
وافترقت النصارى على : اثنتين وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وإحدى وسبعين في النار !!..
والذي نفسي بيده :
لتفترقن أمتي على : ثلاث وسبعين فرقة !!!... فواحدة في الجنة : وثنتين وسبعين في النار !!.
قيل يا رسول الله : من هم ؟؟.. قال : هم الجماعة " !!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (3/1492) ...

فالذي وقع في رسالة (محمد) صلى الله عليه وسلم : هو نفسه الذي وقع في رسالة كل ٍمن :
(موسى) و(عيسى) عليهما السلام !!!...

ولكن مع فارق مهم جدا ً... وهو أن (الفرقة الناجية) من (اليهود) و(النصارى) : لم يعد لها وجود الآن !!!...
حيث إن واحدا ًمن أهم شروطها هو :
الإيمان بـ (النبي الخاتم) عند ظهوره !!!.. ولذلك : فيكون كاذبا ًمن يدّعي اليوم من اليهود والنصارى أنه من الفرقة الناجية : وهو لم يدخل الإسلام بعد !!!.. أو لم يؤمن حتى بالنبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!....

وأما الفرقة الوحيدة الناجية في الإسلام : فقد وصفها وبينها لنا رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم ببعض الأوصاف التي لا تنطبق إلا عليها ...
ففي الحديث الذي ذكرته لكم الآن .. قال عنها أنها هي : " الجماعة " .. وفي رواية أخرى صححيحة لنفس الحديث قال : " هي ما أنا عليه وأصحابي " ...
أي أن هذه الفرقة : هي التي تتبع (الجماعة) التي كان عليها رسول الله (محمد) وصحابته من بعده ..
وهي الفرقة التي : لم تغير شيئا ًمن (الدين) عما كانوا عليه : لا بالإضافة .. ولا بالترك ...

ومن هنا يتبين لك مسز (ساشيتا) : أن مَن لديه أدنى دراية بـ (عقيدة وتاريخ الإسلام) بالفعل : يستطيع (وبكل سهولة) :
أن يعرف الفرقة الوحيدة الناجية فيه : وينضم إليها ...
ألا وهي فرقة : (أهل السنة والجماعة) ....

ومن هنا يتبين لك أن كل مَن دخل الإسلام بـ : نية (إفساده) وبث (أفكار الكفر والشرك) فيه :
فقد فضحه لنا رسولنا الكريم بوصفه للفرقة الناجية ...!
بل ويفضحه أيضا ً: نوع الشجرة التي أخرجها لنا : لأنها حتما ً: مختلفة تماما ًعن شجرة الإسلام المعروفة !!!...

فمن يقول مثلا ًأن الله تعالى : له (شريك في حكمه وقضائه) .. أو أنه : (يحل في بشر أو حيوان أو جماد) :
فإسلامه مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة الباطنية) كـ (الرافضة) و(الدروز) وغيرها .. وكبعض الطرق والفلسفات (الصوفية) الضالة أيضا ً..

ومَن دخل الإسلام مثلا ً: ثم يدّعي أنه (يؤمن بالقرآن وحده) : ولا يؤمن بـ (آحاديث النبي) : فإسلامه أيضا ً:
مردود عليه !!!.. لأن الله تعالى : قد قسم شرعه ودينه بين (القرآن) و(سنة) النبي (محمد) .. فمن كفر بأحدهما :
فقد عصى الله تعالى !!!.. ويمثل ذلك فرق ٌمثل : (الشيعة الروافض) .. و(القرآنيين) ومن شابههم ...

ومَن دخل الإسلام : ثم ادّعى أن القرآن الذي بين أيدينا : (ناقص أو محرف) .. أو أنه (ليس القرآن الحقيقي) :
فأيضا ًإسلامه : مردود عليه !!!... وذلك مثل فرق (الشيعة) المختلفة ...

ومَن يدّعي أيضا ً: ألوهية النبي (محمد) .. أو أحد أصحابه .. أو أي إنسان آخر .. أو حتى يصفهم بالأوصاف الإلهية مثل : (القدرة المطلقة) .. أو (العلم المطلق) أو (علم الغيب) .. أو (المغفرة للناس) .. أو (استجابة دعائهم) .... إلى آخر ذلك من الأفكار (الشركية) و(الوثنية) :
فإسلامه أيضا ً: مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة) و(الصوفية) وغيرهم ..

وحفاظا ًعلى وقت الندوة الثمين ..
فسوف أخبرك مسز (ساشيتا) بما يجب أن (يؤمن به) مَن يريد الالتحاق بـ (الفرقة الناجية) في الإسلام ...
فهو أولا ً:
يجب عليه الإيمان بأنه :
(صنعة) الله تعالى !!!.. فهو (عبدٌ) لله تعالى الذي خلقه !!!.. و(العبد) دوما ً: مأمور بـ (طاعة) سيده ...
ويؤمن بأن (الله) تعالى : (رب) و(إله) : (كامل) في جميع صفاته .. (مُنزه) عن أي نقيصة أو عيب :
كما وضحت لكم من قبل ...
فالله تعالى : لا ينام !!!.. ولا يغفل عن مخلوقاته قط !!!.. وهو وحده : الذي خلقنا !!!..
وهو وحده : الذي يرزقنا !!!.. وهو وحده : الذي يحيينا ويميتنا !!!.. وهو وحده : الذي يستجيب دعاءنا .. وقادر على حمايتنا ونصرنا !!!... وهو وحده: العالم بجميع أحوالنا : الظاهر منها والباطن !!!..

كما أنه لا يجوز لنا أبدا ً: أن نشبه الله تعالى بأحوالنا وصفاتنا ..
فكل ما سنتخيله عن الله عز وجل : فلنعلم أنه ليس كذلك !.. بالضبط : كما شرحت لكم من قبل !!!..

كما يؤمن بأن الله تعالى : قد فرض علينا عبادات : لا يصح الإسلام إلا بها !!!.. وهي :
النطق بشهادة أنه : لا إله إلا الله .. وأن : محمد رسول الله ..
وإقام الصلاة المفروضة : في اليوم خمس مرات في مواقيتها ...
وإخراج الزكاة السنوية من الغني للفقير : كما بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وصوم شهر (رمضان) في كل عام : أيضا ًبالتفصيل الذي بينه لنا رسول الله (محمد) ..
وحج بيت الله تعالى في (مكة) : لمن استطاع : ولو مرة واحدة في العمر ...

وبالطبع : فإن أفضل حال لتأدية هذه العبادات : هو أن يؤديها المسلم : وكأنه يرى الله تعالى أمامه !!!... فإن لم يك ُيرى الله : فهو يقينا ً: يعرف أن الله تعالى يراه !!!.. فليؤديها إذا ً: على أحسن ما يكون !!!..

ثم يؤمن بنبيه الخاتم (محمد) .. وأنه (وككل الأنبياء من قبله) : عبد لله .. ونبيه ورسوله : إلى الناس ... وأنه :
لا يملك لنفسه ولا لغيره : نفعا ًولا ضرا ً.. ولا يعلم شيئا ًمن الغيب : إلا ما شاء الله أن يطلعه عليه ...
ثم يؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله تعالى من قبل ... ويؤمن بجميع كتبهم التي أعطاها الله تعالى لهم (قبل التحريف بالطبع) ...

ثم يؤمن بأن لله تعالى : (ملائكة) ... وأن له : (جنة) و(نار) : قد خلقهما الله تعالى : ليجازي بهما (المؤمنين) و(الكافرين) من عباده : بعد الممات وبعد الحساب ...

كما يؤمن بأن لله تعالى : (قضاءً) و(قدرا ً) : بالغي الحكمة في تسيير حياة كل المخلوقات ..
فيجب أن نؤمن دوما ًبوجود الحكمة من (قضاء) الله تعالى و(قدره) في كل شيء ...
ونؤمن بأن أحكامه وشرعه وحلاله وحرامه في رسالته الخاتمة للبشر : هم (صالحين) لكل مكان ٍوزمان ٍمن بعد مكان وزمان النبي صلى الله عليه وسلم ..

فهذا : هو منهج (الفرقة الناجية) في الإسلام باختصار .. وهي الفرقة الوحيدة التي : تعظم كلام الله عز وجل (القرآن) .. وتعظم (السنة) الصحيحة :
وهي كلام رسول الله (محمد) وأفعاله وموافقاته التي صحت نسبتها إليه ...

وبذلك : أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك مسز (ساشيتا) ...
وعذرا ًلعدم التطويل بقدر استطاعتي : حفاظا ًعلى وقت الندوة ....

وليختر لنا الآن الشيخ (محمد) : سائلا ًآخر ... فليتفضل ...


15)) أمثلة للبشارات بالنبي (محمد) في العهدين القديم والجديد ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-18-2011, 03:11 PM
15)) أمثلة للبشارات بالنبي (محمد) في العهدين القديم والجديد ..

وهنا قال الشيخ (محمد) :
الحقيقة شيخ (عبد الله) : أني قد استفدت كثيرا ًمن حديثك في هذه الندوة الليلة أنا أيضا ً...
ففيها الكثير من الأسئلة : التي لم يتسن لي معرفة إجابتها أو فرصة طرحها عليك من قبل !!!..
فجزاك الله عني وعن الحاضرين : خيرا ًإن شاء الله ...
ثم رفع الشيخ (محمد) بصره لصفوف الدور العلوي من القاعة وهو يقول :
أعتقد أنه من العدل أن نأخذ سؤالا ًأو سؤالين من الدور العلوي من القاعة .. أليس كذلك ؟؟..
فضحك الحاضرون .....

ثم اختار الشيخ (محمد) أحد الحاضرين من منتصف الصف الأول من الدور العلوي ...
فتوجهت الكاميرات لتتركز على رجل ٍفي أواخر الأربعينات من عمره .. بدين ٌبعض الشيء .. وقد استقبل ميكروفون المنضدة وهو يقول بابتسامة صافية :

مرحبا ًللجميع ...
ومرحبا ًبالشيخ المسلم في مدينتنا ...
والحقيقة : أني سعيد جدا ًبهذا اللقاء الذي أهداه الله تعالى لنا الليلة !!!...
فقد عرفت فيه من المعلومات الثمينة جدا ً: ما سيغير مجرى حياتي بالفعل ما بقي لي من العمر !!!..
ولكي لا أطيل عليكم ... فقد لفت انتباهي قول المستر (سلمان) :
بأنه يعرف : (بشارات كثيرة) عن النبي (محمد) في العهدين القديم والجديد !!!...
ولن أكذب عليكم إذا أخبرتكم بأني : لم أقرأ العهدين القديم والجديد كاملين في حياتي : إلا (مرة واحدة فقط) !!!..
ولم أستطع بعدها (وإلى الآن) تكرار ذلك مرة أخرى ...
ولكني أتذكر تماما ًبأني : لم أقرأ اسم (محمد) قط فيهما !!!...
فكنت أرغب في أن تذكر لي شيخ (عبد الله) : بعض هذه (البشارات) ...
وشكرا ً....

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) على هذا الأسلوب المهذب جدا ًفي الكلام ... ثم قال وهو يقلب إحدى مجموعات الورق التي أمامه على المنضدة :

قبل أن أجيب سؤالك .. كنت أود أن أعرف اسمك أولا ً!!!...
وهنا .. التفتت العيون مرة أخرى لذلك الشخص السائل ...
والذي مال إلى الميكروفون وهو يقول بابتسام وخجل :

آسف ... لقد نسيت كعادتي ... اسمي هو (هاري مايلز) ....

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) مرة أخرى وهو يقول :

حسنا ًمستر (هاري) .. سوف أحاول أن أنتقي لك من (البشارات) : أوضحها وأقواها : اختصارا ًللوقت !!!.. مع العلم بأن هناك : غيرها الكثير والكثير : والذي سوف تجدونه في الكتيبات التي ستوزع عليكم بعد الندوة بإذن الله تعالى ..

ولكن قبل أن أذكرها لك :
فأرغب في لفت انتباهكم جميعا ًللـ (سكوت المتعمد) لرجال الدين عندكم ومفسري العهدين القديم والجديد :
على العديد من (النصوص) التي تحدثت عن (أماكن بأسماءها) في منطقة (الحجاز) ..
والتي هي الآن في (المملكة العربية السعودية) .. وخصوصا ً: النصوص التي ذكرت : ظهور (النبي المنتظر) هناك (وتسمونه عندكم بـ : الملك) : في بلاد (مكة) و(المدينة) !!!!...

وهو ما يوافق بالفعل ما أخبرنا به الله عز وجل من (بشارة) جميع الرسل بـ (النبي الخاتم) !!..
حيث قد وصفه الله تعالى لهم : بالاسم !!!.. وبالشكل والخِلقة !!!.. وبالأخلاق !!!.. بل وحتى بأسماء الأماكن التي سيظهر فيها : كما ذكرت لكم في قصة الصحابي (سلمان الفارسي) !!!..
بل وأيضا ً: بأهم الأحداث التي سيمر بها !!!..
وبذلك ترون معي : أنه من الصعب جدا ًأن نتخيل (جهل) رجال الدين عندكم بصفات هذا النبي .. والذين قال عنهم الله عز وجل :
" يعرفونه (أي النبي الخاتم محمد) : كما يعرفون أبناءهم !!!.. وإن فريقا ًمنهم : ليكتمون الحق وهم يعلمون " .. البقرة – 146 !!!..

فأين ذهب كل ذلك في كتبكم ؟؟!!...

بل العجيب أنهم يُخبرونكم أيضا ًبتنبؤ الكتب المقدسة عندكم بـ : الكثير من أحداث العالم الجسام : إلى لحظة نزول المسيح (عيسى) عليه السلام في آخر الزمان !!!...
ثم لا نجدهم مع ذلك : لم يشيروا بقريب أو بعيد إلى ظهور الدين (الإسلام) !!!.. أو حتى ظهور نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
أوليس من الغريب حقا ًأن لا نجد لهذا النبي ولا لدينه : ذكرا ًفي نبوءاتكم !!!...

وهو الذي سيتساوى عدد المؤمنين بدينه في عام 2015م : مع نفس عدد النصارى في العالم كله !!!...
ثم سيزيد عليهم بعد ذلك : وفق آخر الدراسات والإحصائيات العالمية الرسمية !!!.. هذا إن لم يك قد تعدوا هذا العدد بالفعل !!..


هذا ما رغبت في الإشارة إليه أولا ً... وأما الآن : فإليكم بعض النصوص والبشارات بالنبي (محمد) الذي أخرجه الله تعالى من (العرب) : فنشأ في مدينة (مكة) : ثم هاجر إلى (المدينة) ....
حيث سأقوم بالتعليق القصير عليها أثناء قراءتها عليكم : فأرجو منكم الإنصات باهتمام ....

1))
أولا ً: نحن نعرف أن (إبراهيم) عليه السلام كان له ولدين :
(إسماعيل) عليه السلام : وجاء منه (العرب) ..
و(إسحق) عليه السلام : وجاء منه (بنو إسرائيل) ..
ولذلك : فيمكن أن نطلق على (العرب) و(بني إسرائيل) وصف : أبناء عمومه ..
فكل منهم : أبناء لأخي الثاني ...
ومن (بني إسرائيل) : جاء (موسى) عليه السلام ..
والآن .. وبعد هذه المقدمة التعريفية الصغيرة :
اقرأ عليكم النص التالي من سفر التثنية 18- 18 ..
حيث (يبشر) الله تعالى نبيه (موسى) عليه السلام بخروج (النبي الخاتم) فيقول له :
" أ ُقيم لهم (أي لبني إسرائيل) نبيا ً:
1.. من وسط إخوتهم (أي من بني إسماعيل .. ولو كان من بني إسرائيل لقال : نبيا ًمنكم) ..
2.. مثلك (ومحمد يتشابه مع موسى في الميلاد .. وفي الحياة .. وفي الممات .. وفي الحكم بالشرع مع كل منهما) ..
3.. وأجعل كلامي في فمه (حيث لم يكن النبي محمد يعرف القراءة .. وإنما نطق بالوحي مباشرة بالتلقي) ..
4.. فيكلمهم بكل ما أوصيه به (وقد أخبر النبي محمد بالفعل : بكل ما أوصاه وأوحاه إليه ربه) " !!..

2))
وأما أنا عن نفسي : فمتأكد ٌتمام التأكد : من أن رجال الدين عندكم على مر العصور :
قد حذفوا وغيروا اسم النبي (محمد) الذي كان صريحا ًفي كتبكم !!!.. وما ذلك عليهم بجديد !!!..
وذلك لأن كتبكم التي بين أيديكم الآن : ما هي إلا : (تراجم) لأقدم (تراجم) لأصول كتبكم !!...
ونحن نعرف جميعا ً: مدى قدرة (المترجم) على : (الحذف) أو (الإضافة) أو (التغيير) :
بما يراه موافقا ًلفهمه وهواه !!!..
وهكذا ترون معي : أنه في الوقت الذي لم يتغير فيه كتاب المسلمين : طوال 1429 سنة :
فإن (إصدارات) و(طبعات) كتبكم : تتغير كل بضعة من السنين !!!..
وتستطيعون ملاحظة هذا التغيير بوضوح : في النصوص التي تتعلق بـ (نبوءة الإسلام) و(نبي الإسلام الخاتم) : (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
وأما دليلي على ذلك لمَن يشك في كلامي :
فهو أني سأسوق لكم آيتين من العهد القديم : وأرجو منكم أن تتتبعوا : (ترجماتهما المختلفة) في كتبكم !!!..
وذلك لأن هاتين الآيتين على وجه الخصوص : يتوافقان تماما ًمع ما جاء في الإسلام عن النبي (محمد) !!!..
فأما الآية الأولى :
فهي تؤكد ما جاء في البشارة السابقة لـ (موسى) عليه السلام .. وذلك عندما حكى الله تعالى عن هذا (النبي الخاتم) فقال :
" وأجعل كلامي في فمه " ...

حيث جاء في سفر إشعياء 29 – 12 :
" أو يُدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة .. فيُقال له : اقرأ .. فيقول : لا أعرف الكتابة " !!!..

ولعلكم تلاحظون معي : أن سياق الكلام كان يستوجب أن يقول :
" لا أعرف القراءة " .. وليست : " الكتابة " !!!.. والتي ما زالت موجودة بالفعل في بعض الترجمات ..
ولكن كالعادة : يرفض كثير من المترجمين وكـُتاب العهد القديم : أن يكتبوها " القراءة " .. وذلك لأنهم يعرفون أن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
قد حدث معه ذلك الموقف : بالضبط كما بشر به الله تعالى في كتبكم !!!...
حيث جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه :
أن رسول الله الخاتم (محمد) : قد جاءه الوحي لأول مرة وهو في غار (حراء) ..
فجاءه الملاك (جبريل) روح القدس عليه السلام فقال له :
" اقرأ .. فقال له محمد : ما أنا بقارئ " !!!!...

3))
وأما الآية الثانية التي إذا تبعتموها في التراجم المختلفة لكتبكم :
لعرفتم مدى (التحريف) الذي يرتكبه المترجمون والكتبة لديكم : بلا أي (مخافة) من الله :
فمن المعروف أن النبي الخاتم (محمد) : قد ظهر في مدينة (مكة) في أرض (الحجاز) قديما ً.. وإلى الآن :
وما زال ذلك اسمها : (مكة) أو (بكة) .. حيث (بكة) : هي أرض الحرم من (مكة) ..
وهي التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم : من مشارق الأرض ومغاربها !!!...
وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم باسم : " بكة " فقال :
" إن أول بيت وضع للناس : للذي بـ (بكة) مباركا ًوهدىً للعالمين " .. آل عمران – 96 ..

فماذا فعل المترجمون عندكم باسم " بكة " في ترجمتهم للعهد القديم ؟؟؟...

إن النص الأصلي في سفر المزامير 84- 6 .. والذي يتحدث عن مكان ظهور (النبي المُنتظر) : كان يُقرأ هكذا :
" عابرين في وادي بكة .. يُصيرونه ينبوعا ً" !!!...

أي أنها كانت تكتب باللغة الإنجليزية هكذا :
" through the valley of Ba'ca make it a well " !!!..

وللوضوح الشديد لاسم مدينة النبي الخاتم (محمد) في هذا النص : بما لا يترك مجالا ًللشك في أنه هو (المنتظر) :
فقد قاموا باستبدال كلمة : (بكة) أو (وادي بكة) بـ :
(وادي البكاء) !!!.. أو (وادي البلسان) !!!..

فطمسوا بذلك : (نبوءة قوية جدا ً) من كتبكم !!!.. حيث أنه لا يعرف الآن (إلا رجال الدين المتخصصين) أن شجر : (البلسان) : هو شجر : (لا يظهر إلا بمكة) !!!.. وأن له مادة صمغية : تشبه بالفعل (دموع الإنسان في البكاء) !!!..
وذلك وفق ما جاء في :
(قاموس الكتاب المقدس – صـ 507 – وانظروا أيضا ً: دائرة المعارف الكتابية (مادة بكا)) ..

فاستبدل المترجمون بذلك : (الكلمة والاسم الصريح) : بـ (معناه المُشتِت) كعادتهم دوما ًفي التحريف !!!..
وهذا هو ما أردت إثباته لكم ...

4))
فإذا فهمتم قصدي من المثالين السابقين :
فستعرفون الآن : مدى صدق المسلمين عندما يخبرونكم بأن اسم النبي الخاتم (محمد) :
كان مذكورا ً: (صريحا ً) في كتبكم !!!..
ولكن رجال دينكم والمترجمون : إما أنهم (حذفوه) !!.. وإما أنهم (استبدلوه) بمعناه كما فعلوا مع اسم بلدته (بكة) !!..

ففي سفر نشيد الأنشاد 5 – 16 :
سنجد النص باللغة العربية هكذا :
" ريقه : أعذب ما يكون .. وهو شهي كله .. هذا حبيبي .. هذا رفيقي يا بنات أورشليم " !!!...

وترجمة النص بالإنجليزية : يحمل تقريبا ًنفس المعنى ....

وأما الذي لا يعرفه إلا المُطلعون على النص باللغة (العبرية) : أنه قد تم استبدال اسم (محمد) من النص : وتم وضع معناه !!!... ألا وهو (المطلوب أو المُشتهى) !!!...
ويمكنكم التأكد من هذا باقتباس النص المذكور من أي موقع للعهد القديم بالعبرية على النت مثل :
http://www.hebrewoldtestament.com/index2.htm
أو :
http://mechon-mamre.org/p/pt/pt3005.htm

ثم وبالذهاب به لأي موقع ترجمة عالمي موثوق به : ليرى المفاجأة الغريبة جدا ًبنفسه !!..

وهنا .. رفع الشيخ (عبد الله) ورقة صغيرة في حجم نصف الكف : وفيها النص باللغة (العبرية) !!!.. وقد تم تظليل اسم (محمد) فيه بـ (اللون الأحمر) !!!... ثم قال :
أرجو من المخرج أن يقوم بالتركيز على هذه الورقة : وعرضها بحجم ٍكبير ٍعلى الشاشة ...
وبالفعل : ظهر النص (العبري) لجميع الحاضرين كالتالي :

חכו ממתקים וכלו
מחמדים זה דודי
וזה רעי בנות
ירושלם׃

حيث بوضع الكلمة التالية في أي موقع ترجمة من اللغة العبرية إلى الإنجليزية كما أخبرتكم مثل :
http://www.freetranslation.com
أو :
http://mymemory.translated.net

تجدون :
מחמד .........>> Muhammad !!..

ثم واصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً: كما نجد مثالا ًآخرا ًعلى ذلك (الخداع) : باستبدال اسم النبي (محمد) بمعناه أيضا ًفي النص (العبري) في سفر حجي 2- 6 : 9 والذي يقول :
" لا تخافوا .. لأنه هكذا قال رب الجنود : هي مرة بعد قليل .. فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة .. وأزلزل كل الأمم .. ويأتي محماد (وفي كتابة أخرى : حمدت) :
فأملأ هذا البيت مجدا ً.. قال رب الجنود .... مجد هذا البيت الأخير :
يكون أعظم من مجد الأول .. قال رب الجنود .. وفي هذا المكان : أعطي السلام : يقول رب الجنود " !!!..

فقام المترجمون كالعادة : بتغيير الاسم واستبداله .. وترجمته إلى معناه : تماما ًكما رأينا في المثال السابق !!!.. وذلك بالرغم من أنه معروف أن (الأسماء) في اللغة : (لا يتم ترجمتها) !!!..
فاستبدلوا (محماد أو حمدت) وهي اسم (محمد) بـ (العبرية) بـ : (مشتهى كل الأمم) !!!...
بالرغم من أنهم يعرفون تمام المعرفة أن (محماد) : هو الترجمة (العبرية) لاسم النبي (محمد) أو (أحمد) !!!..
لأن اسم (أحمد) أيضا ً: هو من أسماء النبي الخاتم (محمد) التي بشر الله تعالى بها الأنبياء والأمم من قبل ..

ومع كل هذا التحريف : تبقى معاني النبوءة أيضا ً:
لا تنطبق إلا على النبي الخاتم (محمد) !!!.. حيث أنه بالفعل : هو المُنتظر من كل الأمم : حيث أن رسالته : جاءت للناس جميعا ً(وليس كالمسيح (عيسى) عليه السلام الذي أخبر أكثر من مرة بانحصار رسالته في : بني إسرائيل فقط) !!!...
كما أن البيت الذي سيُحييه هذا النبي الخاتم من جديد : هو بالفعل : (أعظم) من بيت النبيين الأول :
أي أعظم من (بيت المقدس) !!!.. بل وفيه بالفعل : (السلام) الذي لا نجده في (بيت اليهود) :
ذلك (السلام) الذي لم يتحقق للأسف : لا في وقت (عيسى) عليه السلام .. ولا حتى بعده (وإلى الآن) !!!!...

5))
ومن المعروف أن (بيت الله) تعالى الذي في (بكة) في بلاد (العرب) : ظل خاليا ًمن النبوة : من وقت (إبراهيم) و(إسماعيل) عليهما السلام : وإلى أن جاء النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
ولعلكم بهذا الآن : ستفهمون المغزى من وصف مدينة النبي الخاتم (بكة) بأنها كانت : (عاقرا ً) !!!...
حيث جاء في سفر أشعيا 54 – 1 : 4 :
" ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد (أي لم يخرج منها نبي بعد) .. أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض .. لأن بني المستوحشة : أكثر من بني ذات البعل .. قال الرب ...
أوسعي مكان خيمتك .. ولتبسط شقق مساكنك .. لا تمسكي .. أطيلي أطنابك .. وشددي أوتادك .. لأنك تمتدين إلى اليمين والى اليسار .. ويرث نسلك أمما ً.. ويعمر مدنا ًخربة .. لا تخافي لأنك لا تخزين .. ولا تخجلي لأنك لا تستحين .. فإنك تنسين خزي صباك .. وعار ترملك : لا تذكرينه بعد " !!!..

فكل قاريء لتاريخ (العرب والحجاز وبكة) : سيعرف انطباق هذه الأوصاف عليها تماما ً!!!.. وخصوصا ًمع ظهور رسالة النبي الخاتم (محمد) بها : واتساع رسالته حتى شملت الأمم بالفعل : يمينا ً ويسارا ً.. بل وشملت أيضا ًكما جاء في البشارة : الكثير من (المدن) و(الأمم) !!!..

6))
وبرغم أن النبؤات عن النبي الخاتم (محمد) : كثيرة جدا ًفي الورق الذي أمامي .. إلا أني أفضل أن أ ُركز لكم على النبؤات التي ذكرت : (مكان ظهور هذا النبي) !!!... حيث أنه بذلك :
سيكون من الصعب كثيرا ًعلى (رجال الكنيسة) : نفيها أو تزويرها !!!...
فأمامي الآن مثلا ً: نبوءة تتحدث عن ظهور الوحي عند : جبل (فاران) !!!.. وهو نفس المكان الذي نشأ فيه وترعرع نبي الله : (إسماعيل) عليه السلام في (بكة) !!!...
حيث جاء في سفر التكوين 21 – 20 : 21 :
" كان الله مع الغلام (أي اسماعيل عليه السلام) : فكبر .. وسكن في البرية .. وكان ينمو رامي قوس .. وسكن في برية فاران .. وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " ..

حيث من المعروف أن (جبال فاران) أو (برية فاران) : هي في مدينة (بكة) :
أي نفس المدينة التي ظهر فيها النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!...

وأما النبوءة التي تتحدث عن ظهور (الوحي الخاتم) في (بكة) التي بها جبل (فاران) .. فنجدها في :
سفر التثنية 33 – 1 : 3 .. وذلك عند بشارة الله تعالى لـ (موسى) عليه السلام قبل موته فقال :
" هذه البَركة (أي البشارة) التي بارك بها موسى .. رجل الله في بني إسرائيل قبل موته .. فقال :
جاء الرب (أي وحي الرب) من سيناء ..
(وسيناء : هي مكان نزول التوراة على موسى عليه السلام )
وأشرق لهم من سعير ..
(وسعير : هي جبال في القدس .. والمقصود بها وحي الله لعيسى عليه السلام) ..
وتلألأ من جبل فاران (والمقصود بها النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم) ..
وأتى من ربوات القدس ..
(وربوات في العهد القديم : تعني الأعداد الكبيرة : من كلمة : ربا : أي يزيد ويكثر .. والقدس تعني : المقدسة .. وذلك الوصف : كناية عن الأصحاب الكثيرين لذلك النبي الخاتم) ..
وعن يمينه نار شريعة (أي ذلك الوحي الذي من جبل فاران : سيحكم بشرع الله بقوة) .. فأحب الشعب (أي وبرغم تلك القوة : لا يخلو دينه من محبة الناس له) ..
جميع قديسيه في يدك (وهم أصحاب ذلك النبي الخاتم : كانوا طوع أمره) ..
وهم جالسون عند قدمك : يتقبلون من أقوالك ..
(حيث كانوا يحترمون نبيهم ويبجلونه ويستمعون لتعاليمه) " ..

فيكون السؤال الآن لـ (رجال الكنيسة) و(علماء الكتاب المقدس) : هذه نبوءة كاملة : تتحدث عن (وحي الله) الذي سيلاتي من (جبل فاران) .. فما هو هذا الوحي : إذا لم يكن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟؟!!!..
وخصوصا ًأنه لم يظهر غيره في هذه المنطقة من قبل ولا من بعد : وهو يدعي النبوة ...
فلماذا إذا ً: (العناد) !!!.. و(التغطية) !!!.. و(التهرب من الحقائق وإخفائها) ؟؟؟!!!!...

بل العجيب أن ذلك المعنى : يتكرر في أكثر من موقع في العهد القديم !!!.. فنجده أيضا ًفي :
نبوءة حبقوق 3 – 2 : 3 : عندما علم أن (النبي الخاتم) : سوف يأتي من (العرب) من بلاد ونسل (إسماعيل) عليه السلام : وليس من (بني إسرائيل) من نسل (إسحق) عليه السلام !!!.. فجزع لذلك وقال :
" يا رب : قد سمعت خبرك : فجزعت : الله جاء من تيمان .. والقدوس من جبل فاران (وهي المدينة التي ولد بها النبي محمد وجاءه الوحي فيها) " !!!...

فما معنى ذكر (جبل فاران) في هذه النبؤات : إذا لم يكن لها أي علاقة فعلا ًبنبي الإسلام (محمد) ؟؟!!..
والذي كان (ميلاده) .. وكان (نزول الوحي عليه) بالفعل : في (جبل فاران) في (بكة) ؟؟؟!!!..

لماذا لم يُعطينا (خبراء) و(مفسرو العهد القديم) لديكم : أي تفسيرات لهذه النبوءات التي تتحدث عن هذا (النبي) الذي سيظهر في (الصحراء) ومن (بكة) تحديدا ً؟؟؟!!!...

7))
والسؤال الذي يتوجب على هؤلاء (الخبراء) و(المفسرين) إجابته هو :
مَن هو المعني بنبوءات النبي (أشعياء) العديدة في سفره .. والتي تخبر بخروج (النبي المُنتظر) من (الصحراء) !!!...
فإلى كل مَن يدعي بأن (النبي الخاتم) : كان هو (عيسى) عليه السلام : أسأله : هل خرج (عيسى) من (الصحراء) ؟
ففي سفر أشعياء 30 – 4 يقول :
" صوت صارخ : أعدوا في الصحراء طريقا ًللرب " !!!...

8))
كما أن نبوءات النبي (أشعياء) : قد تحدثت بكل دقة عن : (نجاح) هذا (النبي الخاتم) :
وعن (ظهوره) و(نصرته) على الأمم !!!.. وأسأل مرة أخرى : هل تحققت مثل هذه (النبوءات) ومثل هذا (النجاح المطلق) لأي نبي : سوى النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم وأتباعه ؟؟؟!!!...
أعتقد أننا سنجد إجابة ذلك فيما قاله الكاتب الأمريكي (مايكل هارت) : والذي سقته لكم والشيخ (محمد) من قبل !!!..

وليس هو فحسب ... بل وكل (منصف) اعترف بأن (تاريخ البشرية) : لم يعرف (إنسانا ًناجحا ًدينيا ًودنيويا ً) بمثل نجاح النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم (وقد ذكرت ذلك الموسوعة البريطانية في حديثها عنه) !!!...

بل وتتحدث نبوءات النبي (أشعياء) أيضا ً(وبكل دقة) : عن الأحداث التي مرّ بها النبي (محمد) منذ بداية دعوته في (بكة) : ثم اضطهاد أهلها له لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والتماثيل !!!.. ثم هجرته إلى (تيماء) (أي المدينة) .. ثم نصر الله تعالى أخيرا ًله !!!...
وإليكم هذه النبوءات : مع تعليقي السريع عليها :
ففي سفر أشعياء 21 – 13 : 16 :
" وحى من جهة بلاد العرب (ولا أعرف نبيا ًمن العرب إلا محمد كما قلت لكم) !!!..
في الوعر في بلاد العرب :
تبيتين يا قوافل الددانيين (وهو اسم لقوافل العرب : كما جاء في سفر التكوين 25) ..
هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء (وتيماء : هي المدينة التي هاجر إليها النبي محمد من اضطهاد أهل بكة له) .. فإنهم من أمام السيف قد هربوا .. من أمام السيف المسلول .. فإنه هكذا قال لي السيد الرب : في مدة سنة كسنة الأجير : يفنى كل مجد قيدار !!!.. لأن الرب تكلم " !!!...

فإذا علمنا أن (قيدار) : هو أحد جدود العرب من أبناء (إسماعيل) عليه السلام (كما جاء في العهد القديم) .. وهو يُمثل في هذه النبوءة : أهل (بكة) الذين اضطهدوا النبي (محمد) !!!.. وأن الله تعالى بعد هجرة النبي (محمد) : قد نصره بالفعل على أهل (بكة) : بعد عام كعام الأجير !!!!... فهل يتبقى لدينا شك بعد كل ذلك :
في أن هذه النبوءة : تتحدث (بكل دقة) عن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟؟!!...

9))
وإذا أردتم تفصيلا ًأكثر من ذلك .. فأرجو أن تفتحوا كتبكم وتقرأوا معي النبوءة الطويلة الآتية .. وهي في سفر أشعياء أيضا ً42 – 1 : 17 وتقول :
" هو ذا عبدي الذي أعضده .. مُختاري الذي ابتهجت به نفسي .. وضعت روحي ليسوس الأمم بالعدل (ولم يدّع ِ أي نبي من قبل : أنه جاء للأمم كافة : إلا النبي الخاتم محمد) ..
لا يصيح ولا يصرخ ولا يرفع صوته في الطريق (وهي نفس صفات النبي محمد التي أخبرتكم بها منذ قليل) .. لا يكسر قصبة مرضوضة .. وفتيلة مدخنة لا يطفئ (والجملتان كناية عن رفقه ورحمته وصبره وحلمه على الناس) .. إنما بأمانة يُجري عدلا ً..
لا يكل ولا تثبط له همة : حتى يرسخ العدل في الأرض (وبالفعل لم يعرف النبي الخاتم محمد طعم الراحة منذ أوحى إليه الله بالرسالة : حتى تمكنت رسالته في الأرض) .. وتنتظر الجزائر شريعته (حيث أن كل العالم القديم كان ينتظر الشرع الخاتم من الله للبشر) .. أنا الرب : دعوتك لأجل البر .. وأخذت بيدك وحفظتك (وبالفعل حفظ الله تعالى نبيه محمد من كل أعدائه من المشركين واليهود وغيرهم) .. وجعلتك عهدا ًللشعب .. ونورا ًللأمم : لتفتح عيون المكفوفين (أي ليروا الحق) .. وتطلق سراح المأسورين في السجن (أي سجن الكفر والشرك بالله) ... لتهتف الصحراء ومدنها وديار قيدار المأهولة (وفي ذلك إشارة لانتشار الإسلام في ديار قيدار : وهي مكة .. وفي جميع البلاد فيما حولها .. وأما الهتاف المذكور : فهو إشارة لعلو آذان الصلاة في كل هذه الأماكن) ..
ليتغن بفرح أهل سالع (وهي من بلاد الحجاز أيضا ً) .. وليهتفوا من قمم الجبال وليمجدوا الرب ويذيعوا حمده في الجزائر (وهذه الثلاث جمل : كناية عن موسم الحج السنوي للمسلمين : حيث يرتفع هتافهم وتمجيدهم وتحميدهم للرب في كل مكان بالآذان للصلاة وبالتهليل في الحج) ..
يبرز الرب كجبار .. يستثير حميته كما يستثيرها المحارب .. ويطلق صرخة حرب ..
(فالنبي الوحيد الذي : حارب ونصره الله تعالى نصرا ًكاملا ً: هو النبي محمد) .. وأقود العمى في سبيل لم يعرفوها من قبل (وهي سبل الإيمان بالله تعالى وحده وعدم إشراك به أي شيء من مخلوقاته) ..
وأهديهم في مسالك يجهلونها .. وأحيل الظلام أمامهم إلى نور .. والأماكن الوعرة إلى أرض ممهدة .. هذه الأمور أضعها .. ولن أتخلى عنهم .. أما المتوكلون على الأصنام .. القائلون للأوثان : أنت آلهتنا : فإنهم يُدبرون مُجللين بالخزي " !!!!...

فهل رأيتم بالله عليكم : وصفا ً: (أدق) ولا (أوضح) من ذلك للنبي الخاتم (محمد) : وما مر به من أحداث ؟؟!!..
إن كل مَن له أدنى دراية بحياة النبي (محمد) :
سيعرف حتما ً: انطباق مثل هذه النبوءات عليه تماما ً..!
وأن كل مَن سيدعي غير ذلك :
فهو (مكابر) و(كاذب) و(مخادع) !!!...

10))
ومثل هذه الأوصاف كما قلت لكم : تتكرر كثيرا ًفي سفر (أشعياء) .. ولن يعرف معناها حقا ً: إلا مَن له أدنى اطلاع على سيرة النبي الخاتم (محمد) وحياته كما قلت لكم ...
بل وسيكتشف مَن له أدنى دراية بعبادات المسلمين : أنها أيضا ً: قد تم وصفها بكل دقة في هذه النبوءات !!!...
فإذا أخذنا فريضة (الحج) مثلا ً:
نجد أن الله تعالى : قد فرضها على كل مسلم أو مسلم قدر عليها : ولو مرة واحدة على الأقل في العمر ...
وفيها : يجب على المسلم أو المسلمة : أن يرحل إلى بيت الله تعالى في (بكة) : ليقوم ببعض الطقوس المعينة في أيام معينة .. مثل الطواف حول البيت .. والسعي بين الجبلين اللذين سعت بينهما (هاجر) أم (إسماعيل) عليه السلام .. وذبح الكباش والجـِمال: إحياءا ًلذكرى فداء الله تعالى لـ (إسماعيل) عليه السلام في نفس هذا المكان : عندما أمر الله عز وجل أبيه (إبراهيم) بذبحه اختبارا ًله !!!...
وفي أيام الحج هذه : يقوم المسلمون بترديد التلبية والتكبير والتسبيح بصوت مرتفع ..
كما يرتدي الرجال فيها : اللبس الأبيض : فيبدو منظرهم كالحمام الطائر في وداعته !!!..

وكل هذا : يفعله المسلمون في كل عام .. وتستطيعون متابعته على القنوات الفضائية والإخبارية إذا شئتم ....
كما أن الله تعالى : قد أكرم (بكة) بأنه يأتيها من كل ثمار الأرض : كل شيء !!!..
وأما الآن :
فإليكم (الوصف الدقيق) لهذه العبادة في نبوءة النبي إشعياء 60 – 1 : 9 .. حيث يتحدث الله تعالى إلى مدينة النبي (الخاتم المُنتظر) فيقول لها مُبشرا ً(ولن أعلق على الكلام التالي لوضوحه الشديد بعدما قلته لكم) :
" قومي استنيري .. لأنه قد جاء نورك .. ومجد الرب أشرق عليك .. لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض .. والظلام الدامس الأمم .. أمّا عليك : فيشرق الرب : ومجده عليك يُري .. فتسير الأمم في نورك .. والملوك في ضياء إشراقك .. أرفعي عينيك حواليك وانظري :
قد اجتمعوا كلهم .. جاءوا إليك .. يأتي بنوك من بعيد .. وتـُحمل بناتك علي الأيدى .. حينئذ : تنظرين وتنيرين .. ويخفق قلبك ويتسع .. لأنه تتحول إليك : ثروة البحر .. ويأتي إليك : غني الأمم .. تغطيك كثرة الجـِمال : بكران مديان وعيفة : كلها تأتي من شبا : تحمل ذهبا ًولبانا ً.. وتبشر بتسابيح الرب .. كل غنم قيدار : تجتمع إليك .. كباش نبايوت تخدمك .. تصعد مقبولة علي مذبحي .. وأزين بين جـِمالي .. من هؤلاء : الطائرون كسحاب وكالحمام إلي بيوتها .. إن الجزائر تنتظرني .. وسفن ترشيش في الأول : لتأتي ببنيك من بعيد (حيث يُعتقد أن ترشيش هي ترتيسوس في جنوب أسبانيا) .. وفضتهم وذهبهم معهم : لاسم الرب إلهك .. وقدوس إسرائيل :
لأنه قد مجدك " !!!!!......

وأيضا ً.. لا أعرف بماذا سيتهرب خبراء العهد القديم ومفسريه عندكم من مثل هذه النبوءة .. والتي تصف بكل دقة : مشاعر المسلمين في موسم الحج السنوي في (بكة) : بلد قيدار !!!..
والتي يأتيها في كل عام في موسم الحج : المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها !!!..
ومعهم بالفعل : جميع (خيرات) بلاد الأرض المختلفة :
من : البر .. والبحر .. والملابس .. والطعام .. والثمرات .. والفضة .. والذهب !!!...

11))
وإنه لعجيب حقا ًأن تقرأوا العديد من النبوءات التي :
تتحدث عن هذا (النبي الخاتم) المُنتظر : فتصفه بأنه : (مَلِك) !!!..
بل ويتكرر دوما ًوصفه بصفات : (النصر) و(الهيمنة) على أمم الأرض !!!..
حتى أن (أعظم ملوك بني إسرائيل) أنفسهم من الأنبياء : كـ (داود) و(سليمان) عليهما السلام :
يُبشران بهذا (النبي الخاتم) : يهذه الأوصاف العظيمة !!!...
والتي لم تتحقق على يد أحد من بعدهم : إلا للنبي (محمد) صلى الله عليه وسلم بشهادة التاريخ !!!..
ففي المزمور 45 – 1 : 9 من مزامير داود : يتكلم عن (أعظم نبي) سوف يأتي .. وقد أعلمه الله بصفات هذا النبي بالوحي فقال (مع بعض الاختصار) :
" فاض قلبي بكلام صالح .. أتكلم بإنشائى للمَلِك (والمَلِك : صفة للنبي الخاتم) ..
أنت أبرع جمالاً ًمن بني البشر (وكان النبي محمد فعلا ًأجمل الناس) .. انسكبت النعمة على شفتيك (إشارة إلى وحي الله المباشر له) .. لذلك : باركك الله إلى الأبد .. (حيث إلى الآن وإلى يوم القيامة : يُصلي المسلمون عليه ويباركونه كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم) .. تقلد سيفك أيها الجبار .. بجلالك اقتحم .. (وهذه هي الصفات التي لم يجدها اليهود في عيسى عليه السلام عندما ظنوا أنه النبي الخاتم المنتظر) .. اركب من أجل الحق والدعة .. فتريك يمينك مخاوف .. وشعوب تحتك يسقطون .. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور (والله هنا : هي من المترجمين العرب : إذ ليس لها وجود في النصوص الأجنبية) .. أحببت البر وأبغضت الإثم .. من أجل ذلك : مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك (أي اصطفاك الله لمنزلة ختم النبوة وأفضلها) .. بنات الملوك بين محظياتك (حيث تزوج النبي محمد بالفعل من بنات ملوك اليهود وعظماء العرب) " !!!...

12))
وقريب من الكلام السابق أيضا ً: يصف نبي الله (سليمان) ذلك النبي الخاتم فيقول في المزمور 72 – 3 : 17 مع بعض الاختصار أيضا ً:
" تحمل الجبال سلاما ًللشعب .. يقضى لمساكين الشعب .. يسحق الظالم .. يشرق في أيامه الصديق (وهي إشارة واضحة لأبي بكر الصديق : أقرب أصحاب النبي إليه .. وخليفته من بعده) .. وكثرة السلام .. يملك من البحر إلى البحر .. ومن النهر إلى أقاصي الأرض (وفعلا ًتم ذلك في عصر النبي وخلفائه من بعده) ..
أمامه تجثو أهل البرية .. ملوك يقدمون هدية له (مثل ملك الروم في مصر : المقوقس) ... ويُصلى لأجله دائما ً(وهي صلاة المسلمين عليه ومباركته كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم) : اليوم كله نباركه " !!!!!!!!....

فكما أخبرتكم : يستحيل أن تنطبق مثل هذه الصفات على أحد الأنبياء (أو حتى على من يدّعي النبوة من الناس) :
إلا على النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!!...

13))
ولكي لا يطول المقام بنا .. فأرى أن أختم معكم هذه البشارات الكثيرة الدقيقة عن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
ببشارة : قد ذكرت علامة (جسدية) له !!!...
ألا وهي : وجود (خاتم النبوة) بين كتفيه !!!...
وهي العلامة التي كانت سببا ًبالفعل في تأكد الكثير من اليهود والنصارى : من صحة نبوة (محمد) صلى الله عليه وسلم : وختمه لرسالات جميع الأنبياء من قبل : كما بشرهم الله تعالى بذلك !!!...
ومن هؤلاء الذين كانوا يعرفون هذه العلامة : الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) الذي ذكرته لكم عند حديثي مع الأخ المسلم (سلمان) منذ قليل ...

حيث جاء في قصة إسلامه كما أخبرتكم : كيف أنه بحث عن الحق : منذ كان في بلاد فارس (عبدة النار) !!!..
ثم سفره وملازمته لعلماء النصارى الصادقين : والذين أخبروه عن صفات (النبي الخاتم) .. وأخبروه بأنه سيظهر في (مكة) أو (المدينة) .. كما أخبروه أيضا ًبصفاته : (الخـُـلقية) و(الخـَـلقية) :
فأقام هذا الصحابي الجليل في (المدينة) : ولكن كـ (عبد) للأسف : انتظارا ًمنه لظهور هذا (النبي الخاتم) ...
إلى أن هاجر النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم فعلا ًإلى المدينة ...
فيقول (سلمان) عند ذلك :
" .... ثم أتيته .. فوجدته في البقيع : قد تبع جنازة وحوله أصحابه .. وعليه شملتان : مؤتزرا ًبواحدة .. مرتديا ً الأخرى .. فسلمت عليه .. ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره .. فعرف أني أريد ذلك .. فألقى بُردته عن كاهله .. فإذا العلامة بين كتفيه : (خاتم النبوة) : كما وصف لي صاحبي .... " !!!..
حديث صحيح رواه أحمد والطبراني وابن سعد عن ابن عباس ...

كما ذكر ذلك أيضا ًالصحابي : (عبد الله بن سرجس) في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي ...
والذي قال فيه :
" فرأيت موضع (الخاتم) على نغض كتفه (أي أعلى كتفه أو طرف عظم الكتف) :
مثل الجمع (أي في حجم الكف) حوله خيلان : كأنها الثآليل " !!!..

وأما دليل ذلك من كتبكم :
ففي العهد القديم .. وفي واحدة من النبوءات العديدة عن النبي الخاتم (محمد) في سفر أشعياء أيضا ً..
نقرأ في الإصحاح 9 – 6 قوله :
" لأنه يولد لنا ولد .. ويُعطى لنا ابن : يحمل الرياسة على كتفه " !!!...

كما يُخبر بذلك أيضا ًنبي الله (يحيى) (والذي تسمونه عندكم : يوحنا المعمدان) ..
وذلك عندما يقول في إنجيل يوحنا 6 – 27 :
" لا تسعوا وراء الطعام الفاني .. بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية .. والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان (أي النبي الخاتم الذي سيأتي بعد) .. لأن هذا (أي النبي الخاتم) : قد وضع الله ختمه عليه " !!!...

واستكمالا ًلسلسلة التحريف والتشويش على بشارات ووصف النبي الخاتم (محمد) في كتبكم :
فقد قال (الخبراء) و(المفسرون) عندكم : أن هذه (العلامة) وهذا (الخاتم) للنبي المُنتظر :
هما من باب (الكناية) و(التشبيه) فقط !!!.. أي أن المقصود بهما : هو (معنويا ً) وليس (ماديا ً) !!!...

وبرغم تصديق الكثيرين منكم للأسف لهذا الغش والخداع .. إلا أن : (مخطوطات البحر الميت) التي تم اكتشافها حديثا ًعام 1947م : تثبت أن هناك علامات على جسد (النبي المنتظر) : تشبه حبات العدس !!!... وذلك في المخطوطة التي برقم : (Messq 40 - 1 : 2) !!!!!...

بل وكذلك أيضا ًجاء في إحدى كتب اليهود القديمة : (وهي الكتب المُركبة : Seper Assap) :
أن هذه العلامات الجسدية : بعضها مثل حبات العدس .. أو مثل بذور الخيار !!!...
وهو ما يماثل تماما ًما أخبرنا به الصحابي الجليل : (عبد الله بن سرجس) الذي نقلته لكم الآن !!!!..

ثم دار الشيخ (عبد الله) ببصره في الحاضرين وهو يقول مبتسما ً:

ولولا ضيق الوقت .. لشرحت لكم أيضا ً: كيف تم استبدال اسم النبي (أحمد) في الأناجيل عندكم : بمعناه !!!.. والذي هو : (كثير الحمد) !!!... ثم لإتمام عملية التمويه : ولإبعاد أي شبه عن اسم النبي (محمد) أو (أحمد) : فقد استبدلوا (كثير الحمد) أيضا ً(وهي كلمة (الباراقليط)) : بكلمات أخرى مثل : (المُعزي) أو (المُدافع) أو (روح الحق) !!!!.... إلى آخر هذه الألفاظ التي استجدت في أناجيلكم : ولم يقولها (عيسى) عليه السلام أبدا ً!!!...

والحق أقول لكم : أنه كما أخبركم (عيسى) عليه السلام بخروج (أنبياء كذبة) كثيرون من بعده :
فقط أخبركم أيضا ًأنكم : (من ثمارهم : تعرفونهم) !!!!...

فوالله : لـ (نظرة عادلة) واحدة لـ (آثار الإسلام والمسلمين) على العالم (بعيدا ًعن التعصب) :
لكافية لمعرفة : صدق نبوة النبي الخاتم (محمد) من عدمه !!!!....
وأن (ثمار) رسالته : هي (أفضل ثمار) عرفتها البشرية على الإطلاق : في كل شيء !!!...

وأترك لكم البحث والتحري في ذلك الأمر ..
ولنأخذ سؤالا ًآخرا ً.......


16)) الرد على المطالبين بحقوق المرأة ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-19-2011, 11:34 PM
16)) الرد على المطالبين بحقوق المرأة ..

وفي هذه اللحظة :
وأثناء ما كان يدير الشيخ (محمد) عينيه في القاعة بحثا ًعن سائل ٍجديد ٍ:
لم تملك مسز (دوري سبنسر) الجالسة في الصف الأول نفسها هذه المرة من الغضب !!!...
فقفزت واقفة من مقعدها وهي تصرخ في الشيخين بصوت مرتفع قائلة :

إما أنكما : أعميان !!.. وإما أنني : المرأة الخفية !!!!...
إذا سمحتم : هل أستطيع معرفة سبب عدم اختياري للسؤال منذ أكثر من ساعتين ؟؟!!..

كان مشهد المرأة في غضبها وعصبيتها : كمشهد النمرة التي تستعد لافتراس ضحيتها !!!..
حيث قام المخرج على الفور بالتركيز عليها وعرضها في الشاشة الكبيرة خلف القاعة ..

وهنا .. التفت الشيخ (محمد) إلى الشيخ (عبد الله) وهو يقول له بصوت مسموع :
هل ستجيب أنت عليها ؟؟.. أم أجيب أنا عليها ؟؟..

وهنا قال الشيخ (عبد الله) بصوت مسموع أيضا ً: وهو يُشيح ببصره عنها بعيدا ًإلى الجهة المقابلة من القاعة :

بل أخبرها أنت بأن الشيخ المسلم :
لا يتحدث أبدا ًإلى (امرأة شبه عارية) : ترتدي مثلما ترتدي هي !!!.. لأن (النور) الذي جعله الله تعالى في (قلبه وبصره) : سينطفيء إذا شاهد مثل هذه المشاهد (الغير محترمة) !!!...

في هذه اللحظة : وصلت مسز (دوري سبنسر) لأقصى درجات الغضب .. فاحمر وجهها وهي تصرخ قائلة :

هل هذا اللبس : غير محترم ؟؟!!.. أتقول أن هذا اللبس : غير محترم ؟؟!!...

وهنا : توقع كل مَن يعرف مسز (دوري) من الحاضرين : أن هناك مشاجرة سوف تحدث الآن حتما ًبينها وبين الشيخ المسلم !!!... فمثل هذه المرأة : لم تعهد من قبل أبدا ًمثل هذه المعاملة !!!.. بل ولم تسمح من قبل أبدا ًلرجل ٍفي أي حوار ٍأو نقاش :
أن ينال منها بهذه الصورة !!!...
والغريب أن الشيخ المسلم أيضا ً: وكما بدا للحاضرين أن لديه بعض المواقف والمباديء هو الآخر :
والتي لن يقبل فيها المساومة أبدا ًأو التنازل !!!..
إذا ً: فالصدام بينهما : آتٍ لا محالة !!!.....

وفي هذه اللحظة : تدخل حاكم المدينة مستر (فيليب) قائلا ًبحزم وبلهجة قوية :

مسز (دوري) : لقد سارت هذه الندوة على أفضل ما يكون : لمدة تزيد على الثلاث ساعات كاملة !!!... ولن أسمح لأي أحد كائنا ًمَن كان : أن يفسد ذلك الآن !!!...

فأنت التي دفعتي الشيخ المسلم لتجاهلك !!!.. وذلك لأنك : أنت التي تجاهلتيه أولا ً!!!.. حيث لم تستجيبي لطلبهم : التزام النساء لـ (الستر) في حضور هذه الندوة : والذي أبرزوه بشكل واضح في كل إعلاناتهم المنشورة !!!..
فتعمدتي الحضور للندوة بهذه (الجيبة القصيرة) .. وهذا (الجاكت المفتوح) !!!...

فهل أخطأ الشيخ المسلم إذا ً: عندما وصف هذا اللبس بأنه (غير محترم) ؟؟!!...
هل رأيتي (القديسة مريم) : أو إحدى (الراهبات) : يلبسن مثل هذا اللباس من قبل ؟؟؟!!!!..

وهنا .. هدأت مسز (دوري) قليلا ً.. وقد بدأ الشعور بـ (الحرج) يتسلل إليها من هذا الموقف ..
إلا أنها بالرغم من ذلك : قالت في جرأة غريبة :
حسنا ًمستر (فيليب) .. فبالرغم من أن زوجتك مسز (نيس) : تلبس أحيانا ًمثل هذا اللبس (الغير محترم) :
إلا أني : لا أريد أن أعرقل مسيرة هذه الندوة أو إفسادها كما قلت !!!...
بل أنا في الحقيقة : في أمسّ الحاجة لأن (أتحاور) مع هذا الشيخ المسلم حول قضايا المرأة :
لأفضح للناس الموقف الحقيقي لـ (إسلامهم) من المرأة !!!...

ثم استدركت قائلة بجدية :
فما هو الحل الآن : وهذا الشيخ المسلم ينظر للجهة المقابلة من القاعة هكذا !!!.. والآخر ينظر إلى الأرض ؟؟!!!.. هل منظري مقزز إلى هذه الدرجة !!!...

وبرغم إساءة مسز (دوري) لزوجة مستر (فيليب) في كلامها : إلا أنه آثر ألا يسترسل معها في هذه النقطة ... لأنه يعرف جيدا ً: مدى عنادها وحدة ألفاظها التي قد تظهر في الكلام !!!..

وهنا .. تدخل الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حفاظا ًعلى وقت الندوة ... فهناك حلين لهذه المشكلة .. الأول : هو أن تأخذ هذه المرأة : هذه (الغترة) التي أرتديها : فتغطي بها صدرها وقدميها !!!...
وهنا بالفعل : خلع الشيخ (عبد الله) (غترته) : مادا ًبها يده تجاه المرأة !!!...
وأما الثاني : فهو أن تستبدل هذه المرأة : مكانها مع أحد الأشخاص الآخرين من وسط القاعة : حتى لا أرى بذلك :
(قدميها العاريتين) !!!.. مع طلبي لها أيضا ًبـ (إغلاق الجاكت المفتوح) الذي ترتديه !!!...

لم يستطع مستر (فيليب) إخفاء ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه : وهو يتحاشى النظر لوجه مسز (دوري) ...

في حين مرت ثوان معدودات على القاعة : مرت كالدقائق والجميع ينظرون في صمت إلى كل من :
الشيخ (عبد الله) ومسز (دوري) ....

إلى أن قطعت مسز (دوري) هذا الصمت فقالت في غيظ :
حسنا ً... سوف أجلس في الصف الثاني هذا ... وسوف أغلق الجاكت كما يرغب هذا الشيخ المسلم ... ولكن بشرط :

فقال مستر (فيليب) : وما هو ؟؟!!..
فقالت : أن لا أكتفي بالاستماع فقط مثلما فعل السابقين ... ولكن : يكون الحوار بيني وبين الشيخ :
مفتوحا ً: إلى أن أ ُقرر أنا الانتهاء !!!... موافقون ؟؟..

وهنا : قال الشيخ (عبد الله) وهو يلبس (غترته) من جديد :
لا بأس ..

وعلى الفور : قامت إحدى النساء من الصف الثاني .. ومن خلف مقعد مسز (دوري) مباشرة (وكأنها صديقتها) : فاستبدلتا مكانهيما معا ً...

وكان أول ما قالته مسز (دوري) في غضب عندما استقر الميكروفون في يدها هو :
والآن : ألا تعتبر هذا الموقف أيها الشيخ : تعدِ على (حريتي) كامرأة في لبس ما أشاء ؟؟!!..

فأجاب الشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
وهل حريتك (اللا محدودة) في نظرك : تعني (عدم احترام حرية الآخرين) ؟؟!!..
ألا تعتبرين محاولتك لـ (فرض) رؤيتي لك على ما أكره : تعدِ أيضا ًعلى (حريتي) كمؤمن في رؤية ما أشاء ؟؟!!..

ألم تقرأي أو تسمعي في حياتك (ولو مرة واحدة) قول المسيح (عيسى) عليه السلام في إنجيل متى عندكم :
" قد سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تزن ..
وأما أنا : فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها : فقد زنى بها في قلبه !!!..
فإن كانت عينك اليمنى تعثرك : فاقلعها والقها عنك !!!.. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك : ولا يُـلقى جسدك كله في جهنم " !!!!!.. متى 5 – 27 : 29 ...

فـ (الزنا) إن كنتي لا تعلمين طبيعة البشر : بدايته هو (النظر) إلى المرأة العارية أو وهي كاشفة بعض جسدها أو وهي في (زينتها) !!!... فعندها : تبدأ (فطرة) الرجال في العمل .. فـ (يشتهيها) الرجل في قلبه !!!.. أو وعلى حد قول المسيح (عيسى) عليه السلام :
" يزني بها في قلبه " !!!..
فإذا سنحت له الظروف : الخلو بهذه المرأة التي اشتهاها في قلبه : فسيزني بها حتما ً!!!..
وخصوصا ًممَن ليس لديه وازع من دين ٍولا ضمير !!..

وقد رحمنا الله تعالى في جميع شرعه لجميع أنبيائه : بأن أمر جميع المؤمنين به بأن : (يغضوا من أبصارهم) عن (العُري) و(الزينة) من النساء !!!..
تماما ًكما أمر النساء أيضا ً: بـ (العفة) و(الستر) و(الحجاب) !!!..

ومن هنا : يتبين لكِ أن (الشيطان وحده) : هو الذي يرغب في (تعرية) الإنسان !!!.. بل و(يُزين) له ذلك دوما ً: ليدفعه دفعا ًإلى الوقوع في (الحرام) !!!!!....
لأن (العُري) و(التكشف) : هما من (أسرع الطرق) المؤدية إلى (زنا الرجل بالمرأة) !!!...
ولأن انتشار (العُري) في أي مجتمع : يشغل رجاله وشبابه دوما ًبـ (الأفكار الجنسية) !!!.. ويستثيرهم في (جميع الأوقات) وفي (جميع الأماكن) !!.. حتى أن (كنائسكم) نفسها : لم تسلم من دخول النساء إليها وهن (متبرجات) !!!.. وذلك عكس ما جاء في كتبكم تماما ًمن التزام المرأة لـ (الحجاب) و(تغطية الرأس) في أماكن وأوقات الصلاة !!!...

فهل فهمتي الآن : سر موقفي منكِ ومن تكشفك : كمسلم وكمؤمن بالله ؟؟!!..
مع العلم بعدم استعدادي طبعا ًلأن : (أخلع إحدى عيني) هنا في بلادكم !!!....

وهنا .. اعتدل معظم الحاضرين في مقاعدهم .. وقد تأكدوا بأنهم على وشك سماع (مناقشة فريدة) من نوعها بين هذا الشيخ المسلم (المُتمكن ذي المنطق القوي دائما ً) : وبين رئيسة لجان حقوق المرأة :
(العنيدة جدا ً) في بلادهم : مسز (دوري سبنسر) ....

حيث نقلوا أنظارهم جميعا ًإلى وجه مسز (دوري) ... والتي نقلت الشاشة الكبيرة ابتسامتها وهي تقول :

يبدو أن انفعالي : قد جعلني أ ُخطيء في اختيار (بداية الحوار) معك أيها الشيخ !!!.. حيث أنني أدركت منذ بداية هذه الندوة : مدى قوتك في الاستشهاد بـ (نصوص الإنجيل المقدس) :
ومهارتك الكبيرة في توظيف معانيها لخدمة ما ترمي إليه ...

ولذلك ... فسوف أقوم بتصحيح هذه البداية ... حيث أريد منك : دفاعا ًعن (بعض التهم) التي يتهم بها النساء ُ: دينكم الإسلام ....!
وكما اشترطت عليكم : سوف يكون الحوار : مفتوحا ًبيني وبينك ...
مستعد ؟؟!!..

وهنا ابتسم الشيخ في بساطته المعهودة قائلا ً:
أنا على أتم الاستعداد دوما ًللدفاع عن (ديني) وعن (شرع ربي الحكيم) عز وجل !!!... تفضلي ...

فقالت مسز (دوري) :
بداية : اسمي هو مسز (دوري سبنسر) .. وذلك لكي لا تدعوني بلفظة (امرأة) !!!...
وأما أول التهم فهي :
أن دينكم : ينتقص دوما ًمن كيان المرأة !!!... فرسولكم مثلا ً: يصفها بأنها : (ناقصة عقل ودين) !!!.. ولا يجعل لها حقا ًمثل الرجل في تولي : (القضاء) ولا (الرئاسة) ولا ممارسة (أي عمل تشاؤه) !!!... كما أن ربكم أيضا ً:
قد جعل لها (نصف نصيب الرجل في الميراث) !!!... وجعل شهادتها في القضاء : (نصف شهادة الرجل) !!!... وغير ذلك من أشكال التمييز الأخرى الكثيرة في (دينكم العنصري) !!!!...

وهنا : أدارت مسز (دوري) رأسها في القاعة بحركة استعراضية شامتة : وهي تكاد أن تتذوق طعم النصر مبكرا ً.. حيث كانت تعتقد أنها : قد واجهت الشيخ المسلم أخيرا ً: بما لن يستطيع الخروج منه أبدا ً!!!.. فقالت في شماتة :
فهل لديك إجابة أيها الشيخ المسلم : على كل هذه التهم ؟؟..

وهنا .. انتقلت أعين الحاضرين إلى الوجه الهاديء المُبتسم للشيخ (عبد الله) .. والذي تتصدر صورته الشاشة الكبيرة الأخرى دوما ً... والذي علموا من هدوئه وابتسامته : خطأ مسز (دوري) حتما ًفي تذوقها لطعم الانتصار مبكرا ًبهذه الصورة !!!!...
وعلموا أنه لديه (كعادته) : ردا ًمُفحما ًعلى هذه التهم ...
فمعظم الحاضرين قد صاروا بالفعل : يثقون بقدرات هذا الشيخ المسلم : لدرجة كبيرة جدا ً!!!!...

وهنا .. نطق الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ًمسز (دوري) ...
فإنه عندي بالفعل : إجابات على كل هذه التهم !!!...

وهنا .. بدأت ملامح الانفعال والقلق : تحل محل ملامح النصر على وجه مسز (دوري) !!!... فبدا عليها الإنصات والتركيز : للكلام الآتي من الشيخ المسلم ...
والذي واصل قائلا ً:
ولكن قبل أن أجيب عليكِ .. أريدك أن تجيبيني على بعض الأسئلة البسيطة في هذا (الحوار المفتوح) بيني وبينك كما تسمينه ...
على أن تكون إجاباتك : مختصرة جدا ًبـ (نعم ٍ) أو (لا) .. فهل أنت مستعدة ؟؟..

فقالت مسز (دوري) وهي تحاول إظهار ملامح الثقة في وجهها وصوتها :
تفضل ...

فقال الشيخ (عبد الله) :
هل لديك أولاد ؟..
>> مسز (دوري) : نعم ..!
الشيخ : كم عددهم ؟..
>> مسز (دوري) : اثنان .. ولد وبنت ..
الشيخ : كم عمرهما ؟..
>> مسز (دوري) : (جون) ست سنوات .. و(سيسيليا) سنتان ونصف ...
الشيخ : هل كنت تحملين (سيسيليا) أحيانا ً: في حين كنتي تتركين (جون) ليمشي بجوارك ؟..
>> مسز (دوري) : بالطبع .. حدث ذلك كثيرا ً!!!...
الشيخ : لماذا كنت تحملينها : في حين تتركين الصبي يمشي ؟!!..
>> مسز (دوري) : سؤال غريب !!.. لأنها صغيرة بالطبع .. وهو كبير ..
الشيخ : هل يمكنني أن أصف هذا الفعل بـ : (العنصرية) أو (عدم المساواة) بين أبنائك ؟!!!.. أم أقول الصواب أنك :
كنت تفعلين ذلك : مُراعاة منك لظروف وسن كل منهما ؟!!...
مع العلم أن الوضع يُمكن عكسه أيضا ً لو كان (جون) هو الأصغر !!..
فأنا لم أعني من سؤالي غير : وصف حال كل ٍمنهما فقط ...

وهنا ...
ضحكت مسز (دوري) في توتر .. وقد غمرها (شعورٌ أكيدٌ) بأن هذا الشيخ المسلم : سيستدرجها بطريقته تلك إلى (استغلال إجاباتها) بصورة ٍما في دفاعه عن نفسه ودينه ...
ولكنه للأسف : لا يترك لها بهذه الأسئلة البسيطة المتتالية : أي فرصة للتفكير !!!...

فقالت وهي تبتسم من المأزق الذي وضعها فيه الشيخ :
)) بالطبع سأقول : أني كنت أفعل ذلك : مُراعاة لظروف وسن كل منهما !!!...
الشيخ : هل كان تفريقك بينهما : مُقتصرا ًفقط على حمل (سيسيليا) وترك (جون) يمشي ؟؟.. أم كانت هناك مظاهر أخرى لهذه التفرقة : مثل تفريقك في (نوع الملابس والألعاب) التي يحظى بها كل منهما مثلا ً؟!!..
>> مسز (دوري) : بالطبع كانت هناك فروقات في الملابس والألعاب : تناسب كل منهما ...!

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً(مسز دوري) .. إذا كنتِ أنتِ (وأنتِ إنسان) : تفرقين بين (ابنك) و(ابنتك) : بما يناسب كل منهما ..
وبالرغم من ذلك : ترفضين أن نسمي هذا الفعل : (عنصرية) أو (عدم مساواة) بينهما ..
بل ونحن أيضا ً: متأكدون من أنك (تحبينهما بنفس الدرجة) : أليس كذلك ؟؟...

ضحكت مسز (دوري) .. وقد بدأت تشعر بالإعجاب تجاه (ذكاء) هذا الشيخ المسلم و(سرعة تفكيره) وهي تقول :
نعم أيها الشيخ .. نعم .. أوافقك على ما تقول ...

وهنا قال الشيخ (عبد الله) بنفس هدوئه وابتسامته :
إذا ً:
أفنكون مخطئين إذا قلنا أن الله تعالى (وبرغم حبه لكل من الرجل والمرأة بنفس الدرجة) :
إلا أنه يُشرع لكل منهما : ما يناسبه من الأحكام في كل مناحي الحياة ؟؟!!!..
هل لديك اعتراض مسز (دوري) على ذلك ؟؟!!!...

وهنا .. صمتت مسز (دوري) للحظة قصيرة .. ثم استدركت قائلة في حماس :
كلامك ومنطقك قويين بالفعل أيها الشيخ المسلم .. ولكن : وبالرغم من اقتناعي به : إلا إنني أتساءل : لماذا نفترض أن الرجل والمرأة : مختلفين أصلا ً: ثم نقول بعد ذلك أن الله : سيفرق بينهما في الأحكام ؟؟!!!..

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
أنا لا (أفترض) أن الرجل والمرأة (مختلفين) .. بل أقول أنهما (فعلا ً) : (مختلفين) !!!!...
فهل تنكرين مثلا ًمسز (دوري) أن الرجل : من طبيعته أنه (لا يلد) ؟؟!!!..
أو هل تنكرين أن المرأة : تأتيها بعض الأعراض والتغيرات العضوية (شهريا ً) : بما لا يأت للرجل أبدا ً؟؟!!!..
هل تنكرين أن (شعر النساء) في الطبيعي : أطول من (شعر الرجال) ؟؟!!..
وأن (جسم النساء) في الطبيعي : أضعف وأجمل وأكثر إثارة من (جسم الرجال) ؟؟!!..
إلى غير ذلك من الاختلافات في (الميول والمواهب) : والتي يعرفها الناس جميعا ًولا ينكرها إلا مُخادع ٌلنفسه ؟؟!!..

هل تستطيعين إلباس ابنك فستانا ًمسز (دوري) ؟!!..
هل تنفين أن النساء : أكثر قدرة على البكاء واستحضاره من الرجال ؟!!..
هل تنكرين أيا ًمن هذه الاختلافات مسز (دوري) ؟؟؟!!!!..

اقتربت صورة الشاشة من مسز (دوري) وهي تضحك في عفوية : وقد بدأ الهدوء واللين يظهران في نبرات صوتها تدريجيا ًوهي تقول :
لا أيها الشيخ المسلم .. لن أخدع نفسي أو أخدعكم لأنفي كل ما قلت !!!...

وهنا .. استمر الشيخ قائلا ًبنفس لهجته الهادئة الواثقة :
والآن :
إليكم هذه (الحقائق الإسلامية) عن المرأة والرجل .. وعندما أقول (إسلامية) : فأنا أعني أنها حقائق : أبعد ما تكون عن (الزيف) أو (التصنع) أو (الكذب) !!!!... وذلك ببساطة لأنها :
من الله تعالى : خالق كل شيء !!!... وخالق الرجل والمرأة !!..

فالمرأة :
قد خلقها الله تعالى لمهمة ثمينة جدا ًفي هذه الحياة .. ألا وهي : مهمة (حضانة الزوج والأبناء) .. وبما أن الله تعالى يخلق كل شيء : (على الصورة التي تناسب مهمته في الحياة) :
فقد زاد الله تعالى للمرأة في : (عاطفتها) : على حساب (عقلها) !!!.. وذلك : لكي تستطيع بحق أن تحتضن الزوج : فتنسيه متاعب الحياة ومشقات العمل !!!...
ولكي تتحمل أيضا ً(بالعاطفة : لا بالعقل والحسابات المادية) :
متاعب تربية الأبناء ... والتي يعرفها كل أب وأم ...!!
فالحاضرون هنا يعلمون أن المرأة (الأم) : هي وحدها القادرة مثلا ًعلى (تغيير ملابس الطفل الرضيع) بعد قضاء حاجته !!!.. وهي فقط التي لديها الصبر على (تغسيله) و(تنظيفه) !!!...
بل وهي وحدها : التي تستطيع (تحمل بكاء طفلها) حتى يسكت !!!... في حين أن الأب : لا يستطيع تحمل هذا البكاء (ولو لدقائق معدودات) : برغم من محبته لأبنائه أيضا ً!!!!...
وما قلته عن البكاء : يُقال حتى عن صراخ الأطفال وعلو صوتهم !!!..
ففي حين يمكن للمرأة أن تتحمله : نجد الرجل أضعف منها في ذلك بمراحل كثيرة !!..
أليس كذلك ؟؟!!...

بدا الاقتناع على ملامح الحاضرين في القاعة وهم يستمعون لهذا الكلام ... في حين رجعت مسز (دوري) للخلف في مقعدها .. وقد بدا عليها الاسترخاء التام : وهي تستمع لمثل هذا الكلام (القوي المنطق) ... حيث رجحت بداخلها أنها ربما تعيش (أول خسارة) لها في حوار من الحوارات : أمام هذا الشيخ المسلم التي : لم تر أو تسمع بمثله من قبل !!..

ولما رأى الشيخ (عبد الله) هذا الرضا البادي على وجوه الحاضرين .. استمر قائلا ً:

فهل لو لم يزيد الله تعالى للمرأة في (عاطفتها) على حساب (عقلها) :
هل كانت (زوجاتنا) و(أمهاتنا) سيصبرن علينا أبدا ً؟؟!!.. هل كنا سنرى منهن هذا الاهتمام البالغ الذي كثيرا ًما يطغى على راحتهن أنفسهن ؟؟!!!...

بل والغريب أيضا ًأن العلم الحديث : يثبت لنا أن هناك اختلافات عديدة في (مخ) كل من الرجل والمرأة !!!.. أي ليست الاختلافات : (جسدية) فقط !!!!...
وبدون التعرض للتفاصيل العلمية لهذه الاختلافات : يكفي أن أذكر لكم شيئا ًعن المرأة : لا تظهر أهميته بوضوح إلا بعد أن تصير (أما ً) !!!.. ألا وهو :
(القدرة الذهنية العجيبة) للمرأة : على ممارسة (أكثر من شيء) في وقت واحد : وبنفس الكفاءة !!!!...
حيث تستطيع المرأة مثلا ً: أن تهز بيدها طفلها الرضيع في سريره بانتظام :
في نفس الوقت الذي تطعم فيه الآخر بيدها الأخرى بكل تمكن !!!..
في حين (يصعب) ذلك على الرجل تماما ًإن لم يكن مستحيل !!!...
وأما فائدة هذه الميزة : فلا تظهر بوضوح كما أخبرتكم : إلا عندما تراقبون عمل (الأم) في منزلها !!!.. حيث كثيرا ًما تقوم بـ (أكثر من عمل) في (وقت واحد) : مثل إعداد الطعام .. وغسل الثياب .. وإطعام الأطفال .. والقراءة .. والتنظيف .. وتنويم الأطفال !!!!...

وهنا .. نقلت الشاشة صورة مسز (دوري) وهي تضحك ضحكة قصيرة : وكأنها استحضرت بالفعل : بعض المواقف العديدة التي مرت بها في حياتها : وتثبت صحة كلام الشيخ !!!...

وهنا .. واصل الحاضرون استماع هذا الكلام الشيق من الشيخ .. والذي قال :

وأما الرجل :
فقد أعده الله تعالى : (جسديا ً) و(ذهنيا ً) و(عصبيا ً) : لـ (العمل) و(القيادة) في هذه الحياة !!!..
وبما قد يتطلبه كل ذلك من اتخاذ قرارات صعبة أو مصيرية وفورية وحاسمة !!..
وهي المشقات والأعمال والمهام : التي (رحم) الله تعالى منها المرأة !!!...
ولهذا :
فالرجل : في حاجة دوما ًلأن يجد : (الراحة) و(السكون) عند المرأة ..
سواء كانت هذه المرأة هي : (أمه) أو (زوجته) ..
ومن هنا : نعرف أهمية (التزام) كل من الرجل والمرأة : بدوره الذي أمره الله تعالى به ..
والذي ألزمهما به على شكل : (أحكام وأوامر ونواهي دينية) : تحفظ على كل منهما : استقراره وراحته !!!..
بل وتحفظ لـ (الأسرة) و(المجتمع) : استقرارهما أيضا ً...
ولكن :
إذا نجح (الشيطان) في تغيير هذه الأحكام : ونجح في دفع الناس لـ (الشك فيها) و(التنصل منها) :
فلن نعرف إلا (البؤس والشقاء) الذي يعيشه الكثير من الرجال والنساء اليوم !!!... والذي جعل مجتمعات (الحيوان) التي تطيع الله وتلتزم بفطرتها والأدوار التي خصصها الله تعالى لها في الحياة : أسعد حالا ًمن مجتمعاتنا !!!!...

وهنا .. سكت الشيخ للحظات وهو يتأمل وقع ما قاله على وجوه الحاضرين .. ثم انتقل ببصره إلى مسز (دوري) :
فشاهد استكانتها أخيرا ً!!!.. ولاحظ هدوءها التام أمام هذا الكلام والمنطق المقنع !!!..
فحمد الله تعالى في نفسه .. ثم واصل قائلا ً:

فإذا فهمتي مسز (دوري) هذا الكلام وفهمه الحاضرون :
فسأستطيع الآن أن أجيبك بكل سهولة عن : كل (تهمة) من (اتهاماتك) لديننا بـ (العنصرية) و(اضطهاد المرأة) ...

1))
فأما قولك أن رسولنا الخاتم (محمد) قد قال عن المرأة أنها : (ناقصة عقل ودين) ..
فأ ُخبرك أن هذا : (صحيح) !!!.. ولكن دعيني أسألك سؤالا ًسريعا ً: مثل الأسئلة الماضية :
مستعدة ؟؟...
فابتسمت مسز (دوري) .. ولاحظ الحاضرون (زوال) مظاهر ومشاعر عدائها للشيخ وهي تقول : مستعدة ...
فسألها الشيخ :
عندما أصف ابنتك (سيسليا) مثلا ًبأنها : (صغيرة) و(قاصرة التفكير) .. ولا يُمكن تركها لـ (الاعتماد على نفسها) : فهل نعتبر ذلك : (سبا ًوانتقاصا ً) لها ؟؟!!.. أم أن الصواب نعتبر ذلك : (تقريرا ًووصفا ًدقيقا ً) لها :
وأنه سوف يفيدنا جدا ًجدا ًفي معرفة : قدراتها جيدا ً: لنتعامل معها وفق ذلك ؟؟!!..
فلا نحملها مثلا ًأكثر من طاقتها !!.. ولا نطالبها أيضا ًبما لا يتوافق معها ؟!!..

فابتسمت مسز (دوري) وقد فهمت هي والحاضرون بالطبع : مغزى الشيخ (عبد الله) من الكلام .. فقالت :
لا بالطبع .. لن أعتبر ذلك إهانة أو انتقاصا ًلها !!!....

وهنا ابتسم الشيخ وقال :
إذا ً.. فالنبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : لم يقصد أبدا ًأن : (يُهن) المرأة أو (ينتقصها) بهذا الكلام عنها وبهذا الوصف لها !!!.. بل كل ما فعله : هو أنه قد قام بوصفها : (وصفا ًدقيقا ً) : يساعدنا على (فهمها) و(التعامل معها) بما يناسبها !!!...

ومن ثمرات ذلك مثلا ً: أنكم تجدون نسبة : (ضرب الزوجات) أو(العنف المنزلي) في بلادنا بلاد المسلمين : لا قيمة لها أبدا ًبالمقارنة بالأعداد الضخمة لـ (الإحصائيات المفزعة) في بلادكم !!!..
وذلك بالرغم من : كل ما تفعلونه من (قوانين) و(تشريعات لصالح المرأة) .. سواء هنا أو حتى في (أمريكا) !!..

وأما سبب ندرة ذلك عند المسلمين فهو : معرفة الرجال بالفعل : للعديد من (الحقائق الإسلامية) عن النساء !!!..
والتي قدمها لنا (الله) و(رسوله محمد) : بلا أي تزييف أو كذب أو مداراة !!!!...
فالرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : عندما يقول أن المرأة (ناقصة عقل) : فهو يلفت نظر الرجال دوما ًلـ (الصفح) عن النساء : في كثير من المواقف الحياتية اليومية !!!.. بل وكأنه يُذكرنا دوما ًبفائدة (نقص العقل) هذا : والذي يوفر لنا نحن معشر الرجال : (الزيادة في العاطفة) التي نحتاجها من المرأة دوما ً!!!!...

تماما ً: كما نصف أرض (سطح) المبنى بأنها : (مائلة) .. فهل هذا (الميل) : عيبٌ فيها ؟؟!!.. أم أن (العاقل) سوف يعرف أنه لهذا (الميل) : (فائدة عظيمة) في (تصريف مياه الأمطار) إذا نزلت ؟؟؟...
فهل فهمتم الآن : أنه لن يُسيء الظن بكلام النبي (محمد) : إلا (جاهل) به و(برحمته بالنساء) !!!..

وعندما يقول أيضا ًعن المرأة بأنها : (ناقصة دين) : فهو بذلك يبين لنا : خطأ كل من يريد تحميل المرأة من مهام الدعوة والدين : ما لا يتناسب معها أبدا ً!!!... ولذلك : فإن الكثير من (أوامر) و(مشاق الدين) في الإسلام : تقع على الرجل فقط : ولا تقع على المرأة !!!..
مثل (فرض الجهاد في سبيل الله) .. و(وجوب الصلاة في المسجد) .. و(وجوب تبليغ ونشر الدين) وذلك في مجامع الناس المختلفة :
بما يتوجبه ذلك من (السفر الكثير الطويل) أحيانا ّو(المُخاطرة بالنفس) وترك (الأسرة والعائلة والأزواج والأولاد) !!!...
ولهذا السبب :
لم يجعل الله تعالى : (النبوة) و(الرسالة) : في النساء !!!.. ولكن : جعلها في (الرجال) فقط !!!..
وذلك لأن الله تعالى : قد جعل مهمة المرأة الأساسية : هي (في بيتها) ... ولو افترضنا أنه ألزمها بأمور الدين كالرجل تماما ً: فسوف يكون في ذلك : (ظلما ً) و(تحميلا ً) لها بما لا تطيق : فضلا ًعن (دمار) أسرتها !!!..
وحاشى الله عز وجل أن يفعل ذلك بعباده ...! حيث يقول لنا دوما ًفي قرآنه الكريم :
" لا يكلف الله نفسا ً: إلا وسعها " .. البقرة – 286 ..

بل هو الحكيم الخبير كما قلت لكم من قبل .. بل هو : (الكمال المطلق) في الحكمة والخبرة ..
ولذلك .. فهو يقول عن نفسه في القرآن الكريم :
" ألا يعلم مَن خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟؟!!.. الملك – 14 ...

ومن هنا .. نستطيع أن ندرك جميعا ًأن تفرقة الله تعالى في بعض الأحكام بين (الرجل) و(المرأة) : هو رحمة بكل منهما بما يناسبه .. بالضبط كرحمة مسز (دوري) بكل من (سيسيليا) و(جون) : بمعاملة كل منهما بما يناسبه !!!...

فإذا فهمنا هذا المنطق : فسنستطيع فهم بكل سهولة أسباب وتفاصيل هذا الاختلاف الذي ألقته علينا مسز (دوري) ...

2))
فعندما يتولى الرجل (القضاء) مثلا ً: في حين لا يُسمح بذلك للمرأة ذلك في الإسلام :
ففي ذلك : مراعاة لقدرات كل منهما ... حيث أن الرجل : أكثر اتزانا ًوعقلانية من المرأة في إدراك (معطيات) و(ظروف القضية) ... كما أن أحكامه التي سيطلقها : لن تتأثر بأية مؤثرات (عاطفية) أخرى جانبية كالمرأة مثلا ً... والتي يمكن أن تؤثر (عاطفتها) للأسف على حكمها ..
فهي قد تتأثر مثلا ًببعض (الدموع الكاذبة) من (الجاني) !!!...
أو تتأثر بالطرف الأضعف : على حساب الطرف الأقوى : حتى ولو كان هو المخطيء !..

كما أن خبرتها بجوانب الحياة المختلفة :
أقل بكثير من الرجل : وذلك بحكم (مساحة دائرة حركة واحتكاك) كل منهما في الحياة !!!...
والتي هي عند الرجل : أوسع بكثير من مثيلتها عند المرأة غالبا ً!!!..

فإذا أضفنا إلى كل ذلك : (التأثير النفسي والذهني) لبعض (التغيرات الفسيولوجية) التي تصيب المرأة شهريا ً: فسنعرف عندها : مدى صدق الإسلام مع الطبيعة البشرية : وذلك عندما لم يجعل (القضاء) : واحدا ًمن المجالات التي يمكن للمرأة المشاركة فيها !!!!...
فإذا ختمنا كل ذلك بأن (غياب) المرأة عن بيتها لـ (القضاء) : سوف يكون له التأثير السيء على ذلك البيت :
فسوف تكتمل لنا الرؤية : أكثر وأكثر عن (حكمة) الإسلام في : (شرعه) و(توجيهاته) !!!...

وهنا : نظر الشيخ (عبد الله) مرة ًأخرى في وجوه الحاضرين ليلمس مدى اقتناعهم بما يقول ... فوجد مظاهر القبول بادية على ملامحهم والحمد لله ... فواصل قائلا ً:

3))
فإذا استوعبنا هذه الأسباب التي ألقيتها عليكم الآن : فسوف تجدون أنها أيضا ً: نفس الأسباب التي تمنع المرأة في الإسلام من تولي (رئاسة البلاد) !!!... والتي تحتاج لـ (تفرغ ٍكبير ٍ) : لن نجده أبدا ًعند المرأة السوية !!!...
والتي أعدها الله تعالى : لوظائف أخرى (في المنزل) : تختلف تماما ًعن وظائف (خارج المنزل) كالرجل !!!...

ومن المناسب هنا أيضا ً: ذكر سمة من أهم سمات المرأة : والتي نعرفها عنها جميعا ً.. بل وحتى المرأة المُنصفة : لا تستطيع إنكار هذه السمة في نفسها : ألا وهي : (طغيان العاطفة) كثيرا ًعلى (قرارات) المرأة : لدرجة أنك يمكن أن تسمع لها : بضعة قرارات مختلفة : في الموقف الواحد : في فترة عشر دقائق فقط !!!!...
أليس كذلك ؟؟؟!!...
ألم تلاحظوا مثل هذه الحقيقة في مواقف عديدة من حياتكم ؟؟.. ولا سيما في وقت (شراء المرأة لملابسها) مثلا ًأو (ملابس زوجها وأولادها) ؟؟!!.. وذلك على عكس الرجل الذي يكون دوما ً: أكثر (حزما ً) و(تحديدا ً) في مثل هذه الأمور !!!.. ولعل ذلك : هو أحد أقوى أسباب الخلاف دوما ًبين الزوج والزوجة عندما يذهبون لشراء شيء ما !!!..

فضحك معظم الحاضرين (بما فيهم النساء) من ذكر الشيخ لهذه السمة الأساسية بالفعل في المرأة ...
والتي لفت نظرهم جميعا ًإليها بقوة بالفعل ...

فواصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:
فهل تتخيلون معي الآن : ماذا يمكن أن يحدث في مُقدرات الأمم : إذا ما تولت رئاستها النساء بالفعل : لا صوريا ًكما يحدث في بعض الدول ؟؟!!.. هل يمكن أن تتخيلوا معي : حجم (الاضطراب) في شئون هذه البلاد : والذي يمكن أن يُسببه : (التردد) المعروف في (قرارات) المرأة ؟؟؟!!... مثل : أفعل ؟؟.. لا أفعل !!.. أفعل ؟؟.. لا أفعل !!.... وهكذا ....

وهذا بالطبع : عكس الرجل كما قلت لكم .. والذي وهبه الله تعالى من (صفات القيادة) : ما يناسب وظيفته في هذه الحياة !!!.. حيث بإمكانه مثلا ً: (ضبط قراراته) : حتى في حالات الغضب والانفعال أكثر بكثير من المرأة !!!... رغم تفاوت كل ٍمن الرجل والمرأة في ذلك : حيث لا تنسون أني أبني كلامي كله على الغالب وليس القليل أو النادر أو الشاذ من الجنسين ...

وهذا أحد الأسباب أيضا ًالتي نفهم بها : لماذا لم يجعل الله تعالى (قرار الطلاق) في الإسلام : بيد المرأة !!!.. وإلا لكنا رأينا في ذلك :
(عجيب القرارات) مثل : طلاق .. لا !!.. رجوع .. لا لا !!.. طلاق .. لا !!.. رجوع .. لا لا !!.. وهكذا !!!...

وهنا : انفجر العديد من الحاضرين في الضحك : بسبب الطريقة الفكاهية التي قال بها الشيخ عباراته الأخيرة ....

فقطع ذلك الشيخ قائلا ً:
ولا يغرنكم أو يخدعنكم في هذه المسألة : وجود الكثير من : (الأميرات) و(الملكات) في تاريخكم وفي بلادكم ..
لأن الذي يعرفه بعضكم (ولا يعرفه الكثير منكم) : أن رئاسة النساء للبلاد في هذه الحالة : يكون معظمها كما قلت لكم : رئاسة (صورية) !!!.. أي : لا فعل لها في الحقيقة !!!.. وإنما الذي يصدر الأوامر في الحقيقة ويتفقد البلاد :
يكون هو رئيس وزرائها : أو كبير الوزراء .. أو حتى زوجها !!!...

كما أن من طبيعة المرأة كما أخبرتكم منذ قليل : أنها ماهرة في التعامل مع الجزئيات المختلفة في (نفس الوقت) بكفاءة تامة ...!
وهو ما لا نجده في الرجل : بل : وقد يكون عيبا ًفينا نحن الرجال في بعض المواقف الحياتية بالفعل !
والتي نفتقد فيها (قوة الملاحظة) و(سرعة الاستجابة) كثيرا ًعن النساء !!..
ولكن تلك الطبيعة في المرأة : وعلى قدر مناسبتها لوظيفتها كأم وزوجة ومُربية وحاضنة :
إلا أنها لا تتناسب مع المهارات المطلوبة في (القيادات العامة) ..! والتي يكون الأنسب لها دوما ًهم الرجال .. وذلك لأن من طبيعة الرجل : أنه يقوم بالتركيز على (الشيء الكلي الواحد) :
وهو بذلك : أفضل من المرأة في الوصول لأفضل النتائج لقيادة الشيء الواحد .. وذلك من غير أن (يتشتت) تفكيره في تفاصيل أخرى جانبية مثلما يفعل (عقل) المرأة !!!....

4))
ثم تنهد الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
ثم نأتي الآن إلى اتهام مسز(دوري) لله تعالى : في أنه جعل (شهادة المرأة) أمام القضاء : نصف شهادة الرجل ... وهي بذلك : تشير إلى الآية التي يقول فيها الله عز وجل :
" واستشهدوا شهيدين من رجالكم .. فإن لم يكونا رجلين : فرجل ٌوامرأتان ممن ترضون من الشهداء : أن تضل إحداهما : فتذكر إحداهما الأخرى " !!!... البقرة – 282 ...

وكما قلت لكم من قبل : أن الله تعالى عندما يُفرق في تشريع أو حكم بين الرجل والمرأة : لا يعني ذلك أنه ينتقص منها !!!.. ولكن : يُبين لنا ويصف لنا : (التصرف الأمثل) معها في ذلك الأمر أو تلك المسألة !!!....
بالضبط كأن تقول مسز (دوري) مثلا ًلإحدى صديقاتها : لا تصدقي ما ستقوله لك ابنتي (سيسيليا) : وذلك لأنها صغيرة : وقد تختلط الأمور في رأسها !!!.. ولكن : إذا وافق كلامها : كلام أخيها الأكبر (جون) : فصدقيه !!!..
وهكذا الأمر أيضا ًبالنسبة لـ (جون) : لا تصدقيه إلا إذا وافق كلامه : كلام الأكبر منه ... وهكذا ..

فلا نستطيع في هذه الحالة : القول بأن مسز (دوري) : تنتقص ابنتها أو ابنها !!!.. ولكن الصواب هو أن نقول : أن مسز (دوري) : تعرف جيدا ًكيف تتعامل مع (عقلية ابنتها الصغيرة أو ابنها) .. والتي : قد تختلط لديهما بالفعل : (الأحداث الحقيقية) في ذهنيهما : بـ (الخيال المعروف عند الأطفال في ذلك السن) !!!...
أو بالعاطفة والرغبة في شيءٍ ما بعينه : والتي قد تسيطر على التفكير لديهما : فيخلطان بين ما لم يقع بعد : وما قد وقع !!..

فإذا فهمنا ذلك :
فسوف نفهم بعض الأسباب التي من أجلها :
جعل الله تعالى في شرعه : شهادة المرأة : تعدل نصف شهادة الرجل !!!...
فمن تلك الأسباب مثلا ً: أن عاطفة المرأة (الزائدة عن الرجل) : قد تدفعها في بعض الأحيان لـ (خلط) الأمور لصالح ما تميل إلى تصديقه بقلبها !!!... وفي هذه الحالة : فإن الله تعالى : جعل معها امرأة أخرى :
تذكرها فقط بالحقيقة : وليس بما (تميل إليه) أو بما تميل إلى (تصديقه) !!!...

كما أن العلم الحديث الآن أيضا ً: بدأ يدرس مثلا ً: علاقة (الحمل والولادة) بـ (تناقص ذاكرة المرأة) !!!... وعلى سبيل المثال : اسمعوا معي النتائج التالية :

ففي دراسة حديثة قام بها علماء في (سيدني - أستراليا) : تم تقديم بحث من جامعة (نيوساوث ويلز – بسيدني) .. وتم نشر نتائجه على شبكة CNN وشبكة BBC الإخبارية بعنوان الدراسة : Pregnancy does cause memory loss, (أي الحمل : يجعل الذاكرة أقل !!!) .. حيث أثبتت الدراسة أن الحمل : يتسبب بضعف ذاكرة النساء !!!.. وأن هذه الحالة : تستمر لفترة ما بعد الولادة أحيانا ً.. حيث يتسبب الحمل في : تناقص طفيف في عدد خلايا الذاكرة لدماغ الأم الحامل !!!...
وقالت (جوليا هنري) (وهي إحدى العاملات على البحث) لشبكة CNN :
" ما وجدناه هو أن : المجهود الذهني المرتبط بتذكر تفاصيل جديدة أو أداء مهام متعددة المراحل : يصاب باضطراب " !!!.. وأضافت أيضا ً:
" قد تعجز المرأة الحامل مثلا ًعن تذكر رقم جديد !!!... لكنها ستستعيد بسهولة الأرقام القديمة التي كانت تطلبها على الدوام " !!!!...

وهنا .. تفقد الشيخ (عبد الله) ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجوه الحاضرين (وبخاصة مسز (دوري)) .. والتي ابتسمت وهي تقول للشيخ :

لا تنظر إليّ ..! فلن تجد سوى نفس ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجه القس (جوزيف) عندما أخبرته بحقائق (الذبابة) !!!!...

فضحك الشيخ .. وضحك الحاضرون ...
في حين أدرك مستر (فيليب) في هذه اللحظة : أنه يرى (ولأول مرة) : مسز (دوري) وهي تلين في الكلام مع أحد الرجال الذين يخالفونها في الرأي !!!...
فعرف ساعتها : إلى أي مدى يمتلك هذا الشيخ المسلم : (قدرة على المحاورة والإقناع) بحق !!!...

5))
وهنا .. واصل الشيخ كلامه قائلا ً:
أما بالنسبة لـ (مجال العمل النسائي) في الإسلام : فقد وضع له الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : شروطا ًعديدة ...
فإذا سمعتوها : فاحكموا أنتم بأنفسكم على (موقف الإسلام) من هذه التهمة !!!...

فالمرأة مأمورة في ديننا أولا ً: (بلزوم بيتها) !!!.. وذلك لأنها بخروجها لـ (مزاحمة الرجل) في مختلف الأعمال : فسوف تترك بذلك أعمالا ًأخرى في بيتها : (لن يستطيع القيام بها أحدٌ مثلها أبدا ً) !!!... أليس كذلك ؟؟...
ولعلكم لاحظتم في مجتمعاتكم وبلادكم بالفعل : مدى (الاضطراب) الحادث في عائلاتكم :
بسبب (خروج المرأة للعمل) !!!..
فالأطفال الصغار : فقدوا (حاضنتهم الحقيقية) : في أهم سنوات عمرهم الأولى !!!.. حيث فقدوا معها :
(الحنان) الذي لا يمكن أن يُعطيه لهم أحدٌ بصدق ٍ: إلا (الأم) !!!!...
فإذا كبروا بضع سنين : لم يجدوا أيضا ً: من يهتم بهم الاهتمام الكافي في المنزل !!!.. بل صار كل واحد في المنزل للأسف : يمتلك مفتاحا ً!!!... لأنه صار لكل واحد منهم : (مواعيده الخاصة) و(حياته المنفصلة) عن الآخرين :
فلا نراهم يجتمعون إلا في المناسبات !!!..
وأما في سن المراهقة : فالأم التي من المفترض أن تكون بجوار أبنائها في هذا السن الحرج (وخصوصا ًالفتيات) : صارت أيضا ً: أبعد ما تكون عنهم وعن اهتماماتهم ومشاكلهم !!!!...

ناهيكم بالطبع عن (حق الزوج) المهضوم في (الراحة والسكن) إلى زوجته وفي بيته والاستمتاع بوقته معها متى شاء !!!.. لأنه عندما يرجع متعبا ًمرهقا ًإلى البيت : يجد زوجته أيضا ً: (في نفس الحالة إن لم يكن أكثر) !!!..
بل وربما كانت أيضا ً: تعود للبيت في وقت ٍمتأخر عنه !!!!...
ولذلك :
فالنساء العاقلات والحكيمات في مجتمعاتكم : لا يملكن إلا (الإعجاب الشديد بالشرع الإسلامي) : والذي أرشد المرأة إلى أن (بقائها في المنزل) : أفضل (لها) و(لزوجها) و(لأبنائها) من الخروج منه !!!..

ولا ننفي بالطبع وجود حالات : تستدعي خروج المرأة للعمل ... مثل حاجة المجتمع المسلم مثلا ً: لـ (طبيبة) أو (مُعلمة للفتيات) .. أو حت (مُعلمة دين للنساء) !!!...
كما يمكن أن (تضطر) المرأة أيضا ًللخروج ولغير ذلك من الأعمال بسبب : (فقرها الشديد) !!!.. أو عدم وجود مَن ينفق عليها أو على أولادها !!...
ولكن الخطأ كل الخطأ : هو أن نفتح (جميع) مجالات العمل أمام (كل) النساء : فتنهار بذلك الأسرة والمجتمع !!!...

وبذلك : يجب أن ننظر باحترام شديد : للأسس والقواعد الإسلامية التي تتعلق بهذه المسألة ...
فالإسلام مثلا ً: قد ألزم الرجل بـ (الإنفاق) على المرأة .. وقضاء حاجاتها المختلفة .. فإذا غاب عنها هذا الرجل (سواء كان زوجا ًأو أبا ًأو ابنا ًأو أخا ً) : فلها الحق ساعتها في الخروج والعمل .. ولكن بشروط أيضا ً:
مثل اختيار (نوع العمل) نفسه .. وذلك بألا يكون فيه مثلا ً:
(ابتذال) للمرأة !!!.. أو (كشف لجسدها) !!!.. أو (اختلاطها بالرجال) وحدها : مما يُعرضها وشرفها للخطر !!!..
كما أن على المرأة التي ستخرج للعمل : أن تلتزم بـ (حجابها) الذي بينه لنا الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) .. وذلك حتى لا تصبح المرأة : (مصدرا ًدائما ًلاستثارة الرجال) في كل مكان ٍتتواجد فيه (للأسف مثل بلادكم ومجتمعاتكم) !!!..

لأن (تبرج) المرأة و(عُريها) : يجعلها دوما ً: (أداة جذب لأنظار واهتمام) الشباب والرجال !!!!..
وهذا فيه من الضرر الدائم (عليها) و(عليهم) : ما لا يخفى أبدا ًعلى كل (عاقل) !!!..
وبالطبع : إحصائيات (جرائم التعدي على النساء) في بلادكم و(اغتصابهن) :
تثبت لكم صحة هذه (الحقائق الإسلامية) !!!...
والتي للأسف بدأت بعض بلاد المسلمين : تقلدكم في تلك الأخطاء الجسيمة : وفي ترك شرع الله الحكيم !!!..
وهي المجتمعات التي انتشرت فيها : (العلمانية) و(الليبرالية) بجميع صورها للأسف !!!..

وهنا .. توقف الشيخ لحظة .. ثم عاد فقال :

فهل رأيتم الآن : إلى أي مدى يهتم الله تعالى بـ (تفاصيل حياة المؤمنين به) كما أخبرتكم من قبل ؟!!..
بل هل رأيتم : كيف يجعل من (المرأة المسلمة) في شرعه :
(جوهرة ثمينة) : لا مكان لها : (أءمن) من (منزل أهلها) أو (منزل زوجها) لحمايتها من كل سوء !!!!...
أما تعلمون أنه كلما : (غلا الشيء) وصار (ثمينا ً) : فإنه يزداد (اهتمام صاحبه به) و(خوفه عليه) !!!.. بل ويبحث له دوما ًعن : (أءمن الأماكن) ليحتفظ به فيها !

وأما المرأة عندكم : فبجانب تدميركم لـ (عائلتها) بسبب إخراجكم لها من بيتها (بغير قيد ولا ضابط) : إلا أنكم أيضا ً: لم تهتموا بها خارج هذا البيت !!!.. بل صرتم تعاملونها من كثرة خروجها : كما تعاملون الرجال !!!.. أي :
بلا أدنى اهتمام بـ (عواطفها) أو حتى بـ (طبيعتها الرقيقة) كامرأة !!!!..

واسمعوا لهذا الكلام التالي والصادق والقيم جدا ًجدا ً... والذي تخبركم به : امرأة : يعترف الجميع بذكائها !!!.. ألا وهي المؤلفة الشهيرة : (أجاثا كريستي) !!!... حيث تقول (وأرجو تدبر كل كلمة من كلماتها) :
" إن المرأة الحديثة : مغفلة !!!..
لأن مركز المرأة في المجتمع : يزداد سوءا ًيوما ًبعد يوم !!!..
فنحن النساء : نتصرف تصرفا ًأحمقا ً.. وذلك لأننا بذلنا الجهد الكبير طوال السنين الماضية : للحصول على حق العمل .. والمساواة في العمل مع الرجل !!!.. وأما الرجال (وهم ليسوا أغبياء) : فقد شجعونا على ذلك مُعلنين أنه : لا مانع مطلقا ًمن أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج !!!..
إنه من المؤسف أن نجد نحن النساء (الجنس اللطيف الضعيف) :
أننا قد أصبحنا اليوم نتساوى في الجهد والعرق : والذي كان من نصيب الرجل وحده !!!..
لقد كانت المرأة في الماضي : تعمل في الحقل وفي المنزل : من أجل إرضاء الزوج .. ونجحت المرأة بعد ذلك في إقناع الرجل أن : مكانها في المنزل وضعفها الجسماني : لا يسمحان لها بالجهد والنضال !!!..
كما أقنعت الرجل أنها : في حاجة دائمة لعطفه وحنانه .. طالبة منه : تدليلها وإرضائها دائما ً..
وفي عهد الملكة فكتوريا : كانت المرأة في أسعد حالتها .. وما يقال عكس ذلك : كذب !!!.. كانت المرأة في هذا العهد : تحترم الرجل ورجولته ومسئوليته تجاه منزله العائلي !!!.. كانت الحياة :
سعيدة عندما كان الرجل سيد البيت والمسئول الأول عن رفاهية الأسرة !!!.. أما اليوم :
فالمرأة تطالب بحريتها .. فحصلت بالفعل عليها .. ولكنها : أصبحت مضطرة إلى العمل المضني والتنافس مع الرجل في كل الميادين !!!.. وبذلك :
فقدت سعادتها المنزلية .. وفقدت أنوثتها التي كانت تسحر الرجل في الماضي " !!!!...

فهل رأيتم كلاما ً: أصدق من هذا الكلام كما أخبرتكم ؟؟!!...
إنه كلام صادر بالفعل من (امرأة عاقلة) : لم تخدع نفسها أو تخدع بنات جنسها بـ (الأكاذيب) !!!..
(امرأة عاقلة) : عرفت الحقيقة المؤسفة عن (حال المرأة) من وراء (الشعارات الزائفة) و(القوانين الظالمة) !!!..

ولذلك .. فكثير من العاقلات في بلادكم قد (اعترفن) بـ : (علو قدر) المرأة و(علو منزلتها) في بلاد الإسلام !!.. ومن هؤلاء الكثير مثلا ً:
الكاتبة الإنجليزية : مس (آني رود) .. والتي تخبركم بكل صراحة فتقول (وأرجو أيضا ًتدبر كل كلمة من كلماتها) :
" لأن تشتغل بناتنا في البيوت : خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل !!!..
حيث تصبح البنت : ملوثة بالعديد من الأدران : التي تذهب برونق حياتها إلى الأبد !!!..
ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين :
فيها الحشمة .. والعفاف .. والطهارة .. وتتنعم المرأة فيها بأرغد عيش !!!..
تعمل : كما تعمل بنات البيوت !!!.. ولا تمس الأعراض بسوء !!!.. نعم .. إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها : مثالا ًللرذائل بكثرة مخالطة الرجال !!!..
فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية : من القيام بأعمال البيت .. وترك أعمال الرجال للرجال ؟؟؟!!.. ففي ذلك : سلامة لشرفها " !!!!!!!!!!!!..

ووالله : لقد صدقت مس (آني) في وصف هذه (الحقائق المُرة) في بلادكم !!!...
وآخر ما أختم به هذه النقطة معكم : هو (الخبر الغريب) التالي : والذي نشرته جريدة (ذا جارديان) البريطانية منذ فترة ليست ببعيدة فقالت :
" البريطانيون : يتبرعون لمساعدة الحمير : أكثر من مساعدة النساء اللاتي يُساء معاملتهن " !!!!!...

حيث أن اهتمام البريطانيين بـ (12 ألف حمار) في دار رعاية الحمير بـ (ديفون - جنوب غرب انجلترا) : زاد عن اهتمامهم بـ (7.5 مليون امرأة بريطانية) : يُعانين من (العنف) و(الاغتصاب) و(الإكراه على العمل في الزنا) : (وهو ما يُسمى بالرقيق الأبيض) !!!!...

فهذا مثال بسيط فقط : وبإحصائية واحدة فقط : تتحدث (بصراحة) عن حقيقة (وضع المرأة) في مجتمعاتكم !!!..
ولمَن لا يفهم علاقة ذلك (الوضع المتدهور للمرأة) بـ : (التساهل) في خروج المرأة للعمل : بداع ٍوبدون داع :
فإليه المثال البسيط جدا ًالتالي : وهو من بلادي : بلاد الإسلام للأسف !!..

فعندما كانت المرأة المسلمة عندنا : تلتزم بـ (البقاء في بيتها) كما أمرها الشرع الحكيم :
كانت ساعتها : تحظى في ذلك الوقت بـ : (اهتمام) و(تقدير) و(احترام) الجميع لها ...
والذين لو شاهدوا مثلا ًفي أحد الأيام : أنها خرجت لتركب (الأوتوبيس) المزدحم : لعلموا (يقينا ً) : أن ذلك نتيجة (ضرورة وحاجة فعلية) : هي التي : (أخرجتها من بيتها) !!!..
فكان الجميع لذلك : يفسحون لها الطريق .. بل ويتسابقون لأن يقف كل واحد ٍلها : (لتجلس هي مكانه) !!!!...
وإذا استطاعوا تيسير حاجتها لها بشتى الطرق : لفعلوا ...

وأما الآن :
وبسبب اتباع الكثير من (مجتمعاتنا) لكم للأسف : فقد صارت المرأة : (تزاحم) الرجل في كل مكان !!!!..
في الشارع .. والمدرسة .. والجامعة .. والعمل ...
بل وحتى زاحمته في (الأوتوبيس المزدحم) أصلا ً!!!!..
فهل تتوقعون لمثل هذا الرجل : أن يُـفسح للمرأة مكانه في (الأوتوبيس) لتجلس فيه : كما كان يفعل لها من قبل ؟؟!!..
أو هل تتوقعون له أن يُقدم لها حاجتها عن حاجته ؟؟..
هل تتوقعون أن يعود الحال كما كان قبل سنوات مضت ؟؟!!.. أم أن المرأة للأسف : قد (أرخصت) من نفسها و(استنقصت) من قدرها : بـ (استسهالها) مزاحمة الرجال في المجتمع : (بغير ضرورة) ؟؟!!..

وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) لمسز (دوري) وهو يقول :
أرجو أن يكون الله تعالى قد وفقني في الإجابة على المجموعة الأولى من اتهاماتك مسز (دوري) ؟؟..
فهل أنا مُحق ؟؟!!..

وهنا .. انتقلت العيون لتلتقي على صورة مسز (دوري) : والتي ركز عليها مخرج الندوة في الشاشة الكبيرة خلف المنصة وهي تبتسم قائلة :

همممم .. الحق : أن هذه هي (المرة الأولى) في حياتي التي أعرف فيها أنه :
من السهل جدا ًأن تتغير وجهات نظر الشخص وأفكاره : في لحظات معدودات !!!!....

ثم رفعت يدها بورقة صغيرة أمام الكاميرا وهي تقول للشيخ :
وأما باقي الأسئلة التي كنت أنوي إلقائها عليك : فقد كنت سألقيها عليك من باب : (التهم) الموجهه إلى الإسلام !!!.. وأما الآن :
فسوف ألقيها عليك لأعرف فقط : رأي الإسلام (الحكيم) فيها !!!!...
فقد صرت أكثر شوقا ًبالفعل لمعرفة رأي الإسلام في هذه القضايا الشائكة .. وهذه (التهم) التي تثار في وجهه !!!..
فأنت أيها الشيخ المسلم : لا تدري : كم مسألة كنت أحتار دوما ًعند مجرد التفكير فيها :
ثم ها أنت تفسرها وتشرحها أمامي الآن : بأسلوب بسيط ومنطقي جدا ً:
لا أعتقد أن هناك ما هو أفضل ولا أوضح منه قط !!!..

وهنا .. ضحك الشيخ (عبد الله) وقال :
لا أحمد سوى الله تعالى على هذا التوفيق الليلة .. ولا أنسى بالطبع : فضل (جون) و(سيسيليا) في تبسيط هذه المسائل المعقدة لكم وشرحها !!!.. فأرجو أن تشكريهما : نيابة عني !!!...

وهنا .. ضحك الحاضرين في القاعة (بما فيهم مسز دوري) ... والتي قالت في سرعة :
ولكن .. وقبل أن أطرح عليك باقي (الاستفسارات) :
فقد نسيت أن تفسر لي : لماذا جعل الله نصيب المرأة في (الميراث) : هو نصف نصيب الرجل ؟؟.. هل لهذا علاقة بعقلها أو عاطفتها أيضا ً؟؟!!!.. أرجو الإفادة ....

وهنا .. رجع الشيخ (عبد الله) بظهره إلى الخلف وهو يقول :

6))
آه .. نسيت هذه النقطة .. آسف ...!
بالنسبة للميراث : فتفسير ذلك عندي : هو أسهل بكثير من التفسيرات السابقة !!!...
حيث أن نسبة (النصف) هذه التي ذكرتيها مسز (دوري) بين الرجل والمرأة : ليست إلا (حالة واحدة فقط) في الميراث في الإسلام !!!... أو بمعنى آخر :
هي (الحالة الوحيدة) التي اختارها أعداء الإسلام : لإبرازها للناس على أنها :
(الحالة السائدة) دوما ًلميراث المرأة في الإسلام !!!..
فقد تعمدوا (كعادتهم) : عدم ذكر (باقي الحالات) التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل في الميراث أو تزيد عنه !!!.. والتي (ويا للغرابة) : مذكورة في (نفس الآيات) التي استقطعوا هذا الجزء منها !!!...
أو مشتقة منها كما بين الرسول الخاتم (محمد) وعلماء الأمة !!..
وقد نصّ الله تعالى على أساسيات (أحكام المواريث) تلك في القرآن : في ثلاث آيات فقط !!!.. وجميعها في سورة واحدة : تحمل اسم : سورة (النساء) !!!... وذلك لأن بها أحكاما ًكثيرة : تتعلق بأحكام النساء في الإسلام : واللاتي رفع الله تعالى من شأنهن ..!
فبعد أن كان الناس : (يتوارثون نساء الميت) : بالضبط كما (يتوارثون أثاث بيته وممتلكاته) :
فقد أعز الله تعالى النساء بأن جعل لهن : (حياتهن الخاصة ورأيهن الخاص) .. بل وجعل لهن نصيبا ًمن الميراث : لا يجوز لأحد ٍأن يجور أو يستحوذ عليه !!!...

فإذا قلنا مثلا ًأن هناك (4) حالات : ترث فيها المرأة (نصف الرجل) :
فأ ُحب أن أذكر لكم مسز (دوري) أن هناك في المقابل : (8) حالات أخرى : ترث فيها المرأة : (مثل الرجل تماما ً) !!!..
كما لو مات ميت ٌمثلا ًعن : أب وأم وابن !!..
بل والأعجب : أنه هناك (10) حالات أو تزيد : ترث المرأة فيها (أكثر من الرجل) !!!..
كما لو ماتت مثلا ًعن : زوج وأب وأم وابنتان !!!..
بل والأعجب والأعجب (وكل ذلك يجهله أو يخفيه أصحاب العقول المريضة والتشويه على الإسلام) :
أن هناك حالات : ترث المرأة فيها : ولا يرث نظيرها من الرجال !!!..كما لو ماتت مثلا ًعن زوج وأبو أم وبنت وابن ابن !!..

فهل بعد ذلك تكريم للمرأة ورد كيانها لها كإنسان يملك ويتصرف ؟؟!!!...
وسوف أذكر لكم الآن : نص الآية التي أخذ منها أعداء الإسلام (جزءا ً) : و(تركوا باقيها) !!!..
حيث يقول الله تعالى في سورة النساء – 11 :
" يوصيكم الله في أولادكم (أي إذا مات الرجل وترك أبناءا ًذكورا ًوإناثا ً) : للذكر مثل حظ الأنثيين .. فإن كن نساءا ًفوق اثنتين (أي أبنائه كلهن إناث) : فلهن ثلثا ما ترك (والثلث الباقي يقتسم فيه باقي الورثة) .. وإن كانت واحدة : فلها النصف .. ولأبويه : لكل واحد منهما السدس مما ترك : إن كان له ولد .. (وهنا حالة مساواة بين الأب والأم : ولكن لا يذكرها أعداء الإسلام) .. فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه :
فلأمه الثلث .. فإن كان له إخوة : فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين .. آباؤكم وأبناؤكم : لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ً.. فريضة من الله : إن الله كان عليما ً حكيما ً" ..!!

فكما رأيتي مسز (دوري) : حيث في (آية واحدة) من آيات المواريث في القرآن : استمعنا معا ًلـ (أكثر من حكم) للرجل وللمرأة : أبناءا ًكانوا أو أباءا ًأو إخوانا ً!!!... ولكن مَن يطعنون في الإسلام للأسف (وكما قلنا) :
قد احترفوا دوما ًاختيار فقط : ما يؤيد (اتهاماتهم الباطلة) !!!...

وأما الحكمة في أن الله تعالى جعل نصيب (الابن) : ضعف نصيب (البنت) :
فهو أن الله تعالى : قد جعل المرأة في الإسلام كما قلت لكم : (عزيزة الشأن) .. (كريمة القدر) .. ولذلك : فقد جعلها دوما ًفي : (كفالة أحد الرجال) :
هو الذي يرعاها ويقوم على شؤونها ويُنفق عليها !!!..

إما في كفالة أبيها أو أخيها : قبل الزواج !!!...
وإما في كفالة زوجها أو حتى ابنها : بعد الزواج !!!...
فعلى هؤلاء جميعا ًأن يُنفقوا عليها بما أمرهم الله به ..
كما أنها عند الزواج : لا يُكلفها الله تعالى بأي شيءٍ مطلقا ًأو حتى بأي نفقة !!!.. وذلك عكس الرجل تماما ً!!!.. والذي كلفه الله تعالى بدفع : (مهر) للزوجة !!!.. وتوفير (بيت الزوجية) أيضا ًلها .. وغير ذلك !!!..
والآن :
ومع كل هذه (الامتيازات) للمرأة .. والتي جعلتها : (غير مُـلزمة بأي نفقات) في حياتها : لا قبل الزواج .. ولا في الزواج .. ولا بعده !!!.. مما يحفظ عليها (مالها) دوما ًمعها : بلا أي نقصان إذا أرادت !!!..
أفلا يكون من (العدل) بعد كل ذلك : أن يجعل الله تعالى لـ (الأبناء وللرجال) الذين تقع على عاتقهم كل هذه النفقات : (ضعف) ما تأخذه هي من الميراث ؟؟!..

وهنا ردت مسز (دوري) على الشيخ قائلة :
بالطبع !.. وخصوصا ًمع شرح (رائع) كالشرح الذي قلته : فلم تترك لنا خيارا ًفي أي إجابة ٍأخرى !!!...

وهنا .. مال مستر (فيليب) على أذن الشيخ (محمد) وهو يقول بصوت منخفض :
سبحان الرب القدوس : إن هذا الشيخ الذي أحضرته لنا : مؤيدٌ من قِـبل الرب بالفعل شيخ (محمد) !!!.. فلم أر مسز (دوري) أبدا ً: تثني على رجل ٍقط منذ عرفتها !!!..

وهنا .. أكملت مسز (دوري) حديثها قائلة :
والحق شيخ (عبد الله) : أني قد سمعت بالفعل : عدة أخبار من قبل : تؤكد أن (الفاتيكان) نفسه : قد قام بطلب المعونة من (جامعة الأزهر – مصر) أكثر من مرة بخصوص بعض حالات المواريث !!!..
ولم أعرف ساعتها : لماذا هذا الطلب الغريب !!!.. لدرجة أني (استنكرت) الخبر نفسه ولم أصدقه !.. وذلك بالطبع : بسبب كثرة (الأكاذيب) التي ينشرونها عن دينكم !!!...
وأما الآن :
فلم أتخيل أن كتاب (القرآن الكريم) لديكم : فيه مثل هذه (التفاصيل الدقيقة) في معاملات الناس !!!..

ثم صمتت مسز (دوري) لحظة وهي تنظر في الورقة التي بيدها ثم قالت :
والآن : أعرض عليك مسألة : (الحجاب) أو (لباس المرأة) في الإسلام : فأريد أن أعرف بالضبط : (حدوده والحكمة منه) .. كما أريد أن أعرف على وجه الخصوص : لماذا تبالغون في بعض البلدان الإسلامية : فتأمرون المرأة حتى بـ :
(تغطية وجهها) أيضا ً؟؟!!..
فلتتفضل بالإجابة ....

إلى حب الله
06-19-2011, 11:43 PM
7))
وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
أولا ً: أريد أن أوضح لكِ مسز (دوري) : مفهوما ًهاما ًجدا ًلدى الرجال : لا تشعر بأهميته المرأة (للأسف) مثلما يهتم به الرجل !!!...
ألا وهو مفهوم : تأثير (التكشف) في النساء : على (سلوك وأفكار) الرجال !!!....

ولتقريب هذا المفهوم إليك : اسمحي لي أن نعود إلى أسلوب السؤال والجواب السابق ..
حيث سأسألك (سؤالا ًجريئا ً) الآن : ولكنه هام جدا ًبالفعل .. فأرجو منك الإجابة عنه بصدق وبلا حرج :
فأجابت مسز (دوري) باستغراب : تفضل ....

فقال الشيخ (عبد الله) :
هل هناك بعض (المناطق) أو (الشوارع) في بلدتك : والتي (تعرض) النساء فيها أنفسهن لـ (الزنا) مع الرجال ؟؟..
وهنا : احمر وجه مسز (دوري) من (الحياء) فطريا ًوهي تقول في تعجب (حيث فاجأها مثل هذا السؤال بالفعل من مثل هذا الشيخ) :

>> لم أتوقع هذا السؤال حقا ً!!.. وخصوصا ًمنك أيها الشيخ المسلم !!!.. ولكن لا بأس ...
نعم .. هناك (شارع مشهور) في بلدتي للأسف : يتم فيه مثل هذا الأمر ..!
الشيخ : حسنا ً: هل تتوقعي أن (ترتدي) هؤلاء النسوة : (نفس الملابس العادية) التي ترتديها أي امرأة في أي مكان آخر في بلدتك ؟؟؟..
>> فأجابت مسز (دوري) : لا بالطبع !!!... بل يرتدين ملابس : (مُغرية إلى حد كبير) لهذا الغرض !!!..
الشيخ : إذا ً: أنت تتفقين معي في أن (لبس المرأة لهذه الملابس) : هو بمثابة رسالة (بغير كلام) إلى الرجال !!!.. أليس كذلك ؟؟...
>> فأجابت مسز (دوري) : نعم !!!....
الشيخ : إذا ً: يمكننا أن نقول أن (الملابس المُغرية) التي ترتديها المرأة : تحمل دعوة للرجال لممارسة (الجنس) معها : حتى ولو لم تطلب ذلك بالكلام !!!... هل تتفقين معي في هذا أيضا ً؟؟!!..
>> فأجابت مسز (دوري) وقد بدأت تفهم ما يرمي إليه الشيخ : همممم ... نعم ...!
الشيخ : والآن .. وبرغم وجود أطفال في القاعة (وأنا آسف جدا ًلأن يسمعوا مثل هذا الكلام) ولكنهم سيستفيدون كثيرا ًمنه في حياتهم ... فأنا أسألك مسز (دوري) :
هل تستطيعي أن تحددي لنا : (الحد الفاصل) في ملابس المرأة : والذي إذا تجاوزته : نستطيع أن نصف ملابسها ساعتها بأنها : (مُغرية) !!!.. وأنها تحمل : (دعوة صامتة) للرجال : لممارسة (الزنا) معها ؟؟؟!!..

وهنا .. لاحظ الجميع : (إحمرارا ًشديدا ً) من الحياء في وجه مسز (دوري) بأكمله !!!...
حيث فوجئت (هي وكل مَن بالقاعة) بهذا السؤال الغريب للمرة الثانية من هذا الشيخ المسلم !!!..
والذي أردف قائلا ً:

هل تستطيعين تحديد ذلك مسز (دوري) كـ (امرأة) من (النساء) ؟؟... أم أنه سيكون من (العقل) و(الصواب) أن يُحدده لنا مثلا ً: (رجل ٌ) من (الرجال) ؟؟؟!!!....

فقالت مسز (دوري) وقد بدأت تشعر بـ (الخجل الشديد) من الملابس (المكشوفة) التي ترتديها :
أعتقد أنه من الصواب والعقل بالفعل : أن يُحدد ذلك (الرجال) أنفسهم !!!.. فهم وحدهم الذين (سيشعرون) بهذه الرسالة من وراء هذه الملابس (المُغرية) !!!....

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يرى مسز (دوري) تضم طرفي الجاكت على صدرها ورقبتها .. فقال :

حسنا ًمسز (دوري) ... فسوف أذكر لكِ الآن :
ستة صفات لـ (ملابس المرأة) الـ (غير محتشمة) .. والتي إذا لبستها المرأة لغير (زوجها) أو (أهلها) و(خاصة خارج بيتها) :
لكانت بمثابة : (رسائل سيئة المعنى) لأي رجل !!!!.... وثقي تماما ًفي كلامي هذا كرجل !!!...

بل : وأرجو ألا تتهمينني بـ (الكذب) أو حتى (المبالغة) في إحداها !!!.. لأن ما سأذكره لكم الآن : يتساوى في درجة الانفعال به : (كل الرجال) بلا استثناء !!!!.. وذلك لأنه : من (الغريزة) و(الفطرة) التي وضعها الله تعالى في الرجل !!!....
وأما الصفات الستة فهي :
أولا ً: اللبس العاري .... وذلك في أي جزء من الجسد : مثل (الذراعين .. الصدر .. القدمين .. الظهر) :
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين في لهجة مرحة وخاصة الشباب : نععععم) !!!..

فابتسم الشيخ لهذا التجاوب الذي يُثبت لـ (النساء) بالفعل : صدق ما يقول .. فواصل قائلا ً:
ثانيا ً: اللبس الضيق ... والذي برغم تغطيته لأعضاء جسم المرأة : إلا أنه (يُبرز) تلك الأعضاء المثيرة و(يُجسمها) !!..
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين مرة أخرى وخاصة الشباب : نععععم) !!!..

ثالثا ً: اللبس الشفاف ... والذي برغم تغطيته لجسم المرأة : إلا أنه (يُظهر ما تحته بوضوح) :
بل : وبصورة أكثر إغراءً : وتحفيذا ًللرغبة على كشف المستور !!..
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب للمرة الثالثة : نععععم) !!!..

رابعا ً: اللبس ذو القماش الناعم الخفيف ... والذي يُظهر ويُركز دوما ً: أعضاء جسم المرأة عند حركتها :
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب : نععععم) !!!..

خامسا ً: تعطر المرأة في (جسدها) وفي (لبسها) بالروائح (المُغرية والمثيرة) الفواحة :
حيث إن ذلك من شأنه أن : يجذب نظر الرجال والتفاتهم إليها : كلما تحركت أو مرت بهم أو جلست معهم !!..
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب : نععععم) !!!..

سادسا ً: لبس الأشياء التي تصنع صوتا ًمع الحركة والاهتزاز !!..
مثل (الخلاخيل) أو حتى (الكعب العالي) !!.. واللذان يلفتان مثلا ًالنظر والانتباه إليها بصوتيهما !!!..
فإذا أضفنا إلى ذلك أيضا ً: لبس (الملابس الشاذة أو الفريدة) التي تصير بها المرأة : (مُميزة) و(ملفتة للنظر) من بين باقي النساء :
لاكتملت لدينا الآن كل وسائل جذب المرأة لنظر الرجال إليها بصورة غير مباشرة !!..
فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب للمرة الأخيرة : نععععم) !!!..

فقال الشيخ في ثقة :
والآن : هل علمتي مسز (دوري) : لماذا ينتشر (الزنا) بين رجالكم ونسائكم وشبابكم وشاباتكم ؟؟؟.. ولماذا تنتشر أيضا ً: (الخيانة الزوجية) عندكم ؟؟؟!!.. وكذلك أيضا ًحوادث (الاغتصاب) العديدة في بلادكم ومجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
والتي قد تصل لحد الاعتداء والقتل !!!..

فكل ذلك للأسف : هو بسبب (ملايين الرسائل سيئة المعنى) : والتي ترسلها النساء للرجال يوميا ًفي مجتمعاتكم : في كل مكان يجتمعان فيه : سواء (علمت) ذلك : أم (لم تفكر فيه أصلا ً) !!!!..
حيث في جهلها بذلك هي أشبه بمَن يلبس تي شيرت مكتوب عليه : (اقتلني بكل سعادة) !!..
سواء كان يعرف معناها أم لا !!..

ومن هنا مسز (دوري) : يمكننا تلخيص مواصفات (اللباس المحترم) و(الحجاب الساتر) الذي أمر به الله تعالى المرأة بالآتي :
1)) أن يستر جميع جسدها : بما في ذلك شعرها ....
2)) أن لا يكون ضيقا ً...
3)) ألا يكون شفافا ً...
4)) ألا يكون قماشه ناعما ًخفيفا ًكالحرير وغيره : إلا إذا لبست تحته لباسا ًآخرا ً...
5)) ألا تتعطر المرأة في جسدها ولا في لباسها بالعطور (المُغرية) (الفواحة) ...
6)) ألا تلبس كل ما من شأنه لفت الانتباه والنظر إليها مثل (الكعب العالي) أو الملابس (الفريدة المُميزة) ...

فهذه هي الصفات التي لو التزمت بها المرأة في دين الإسلام :
حفظت نفسها : وحفظت الرجال من فتنتها : ومن التفكير الآثم في الزنا بها : لكل صاحب قلب ٍمريض !!..

وهكذا أخيرا ًمسز (دوري) : تستطيعين وبكل سهولة : أن تراجعي نفسك في آرائك تجاه لبس المرأة في بلاد الإسلام !!!.. لأنك سوف تعرفين ساعتها : أن ذلك (اللباس المحترم) و(الحجاب) الإسلامي عندنا :
هو من أعظم الوسائل التي (حفظ) الله تعالى بها : (كرامة المرأة) وسط الرجال .. ووسط المجتمع !!!..
لأنها لو (تخلت عنه) .. وارتدت أمثال ملابسكم (المكشوفة) : (وهو ما بدأ ينتشر للأسف في عدد ٍمن نساء البلاد الإسلامية) : فسوف تجعل من نفسها بذلك :
عرضة لكل (فكر سيء) : بما يتناسب مع هذا (اللباس السيء) !!!!...

لأن الذي يرتدي لبس (الطبيب) مثلا ًوهو ليس طبيب : فلا يلومن الناس إن عاملوه كطبيب !!!..
وكذلك إذا لبس أحدنا لبس (الشرطة) مثلا ً: فلا يلومن الناس إن عاملوه كشرطي أيضا ً!!!..

فهل فهمتي الآن مسز (دوري) : الحكمة من وراء أمر الله تعالى المرأة في الإسلام بالتزام (الحجاب) ؟؟..

وهنا .. ضحك مستر (فيليب) قائلا ً:
جميل جدا ًأيها الشيخ ما فعلته الليلة في مدينتي !!!.. لقد (استعديت) أولا ً:
(الملحدين) !!!.. ثم (الشيوعيين) !!!.. ثم (رجال الدين المسيحي) !!!.. ثم استعديت (اليهود) !!!.. والآن : أضفت إلى قائمتك أيضا ً: أصحاب شركات ومؤسسات (الموضة والملابس) في بلادنا !!!!...
صدقني : سيكون من العجيب حقا ً: وصولك إلى بلادك (سالما ً) بعد هذه الندوة !!!...

وهنا .. ضحك الحاضرون في القاعة (بما فيهم مسز دوري) على هذا التعليق المرح من مستر (فيليب) ... في حين قال الشيخ مُبتسما ً:
هكذا هو الحق دوما ًمستر (فيليب) !!!.... هكذا هو دوما ً: (يستعدي) كل قوى الباطل من حوله !!!.. ثم أضاف ممازحا ًبدوره :
وجيد أنك بنظرتك الثاقبة قررت أن تكون الندوة كلها الليلة : بلا تقسيم !!..

ثم التفت الشيخ إلى مسز (دوري) قائلا ً:
وأما الآن مسز (دوري) : وإذا كنت استوعبتي كلامي السابق جيدا ً:
فسوف تدركين أن : (أفضل) و(أعلى) درجات الحفاظ على المرأة من الرجال .. و(أعلى علامات) علو قدرها ومنزلتها في أي مجتمع هي أن :
(تغطي المرأة وجهها) !!!!...
لأنها بذلك : تعلن عن إغلاقها الطريق تماما ً: على كل الرجال للطمع حتى في محادثتها بغير ضرورة !!!..

وذلك لأن بعض النساء : (وبالرغم من التزامهن بالحجاب الذي شرحته لكم) : إلا أنهن للأسف : يستغلون (جمال وجوههن) في توصيل : نفس (الرسائل السيئة المعنى) للرجال !!!..
وإلا : فما الهدف من وراء (تزينهن في وجوههن) خارج المنزل لـ (غير أزواجهن) !!!..
ومن هنا أيضا ً:
يمكنك أن تلاحظي أنه كلما : (زاد قدر المرأة) عند أبيها أو زوجها أو أهلها : زاد حفظهم لها بـ (الحجاب) من أدنى ضر ٍمن عبث العابثين !!!...
بل ولا أكذب إن أخبرتك أن (مستورات الوجه) دوما ًعلى مر التاريخ من النساء :
هم من أعلى النساء قدرا ًعند أهليهن أو شعوبهن أو أممهن !!!..
ولو تفكرتي قليلا ًفي ذلك : لاستطعتي أن تتذكري أيضا ً: العديد من المشاهد التي تؤيد لك كلامي !!..
وذلك كـ (الأفلام السينمائية التاريخية) والتي تشاهدين فيها مثلا ً: (أميرات) و(نبيلات) أوروبا أو العرب أو الصين ...!
والسؤال : ألم تلاحظي في عددٍ منهن أنهن كن : (يُغطين وجوههن) !!!.. وأن ذلك كان علامة على : (علو شأن) الواحدة منهن !!!...

بل والعجيب أيضا ً.. أنه (وإلى وقت قريب جدا ً) : كانت (الراهبات) عندكم هنا في (أوروبا) يغطين وجوههن !!!..
حيث صرح بذلك منذ عامين تقريبا ً: الأسقف الهولندي (موسكينيس) في مدينة (بريدا) !.. وإليكم ما قاله حرفيا ًوأرجو الإنصات جيدا ً:
" إن قرار حظر (النقاب) في هولندا : لا ضرورة له على الإطلاق !!..
وأن وزيرة الهجرة (ريتا فيردونك) : قد بالغت في التخويف من خطورة تأثير (النقاب) على المجتمع الهولندي !!.. وعلى التعايش والاندماج " !!..

وقال أيضا ً :
" إن ارتداء المسلمات لـ (النقاب) : لا يختلف عن ارتداء (الراهبات) في (العقود الماضية بهولندا) لـ (أغطية رأس ووجه) !!!!.. بحيث لم تكن تبدو إلا العينان بصعوبة بالغة " !! ..

ثم أضاف أيضا ً:
" أنه كانت (الراهبات) من (الروم الكاثوليك) يسرن في الشوارع بالآلاف : ولم يصدر قرار في هولندا بحظر هذا الزي !!.. ثم قامت (الراهبات) من تلقاء أنفسهن بالتخلي عن (غطاء الوجه) !!!.. وأعتقد أن (المسلمات) سيفعلن ذلك من أنفسهن مستقبلا ً.. ولا يوجد أي ضرورة لحظره على هذا النحو " !!!...

وأقول أنا لكم :
بالطبع : فإن الأسقف الهولندي (موسكينيس) : لا يعرف أن (غطاء الوجه) في الإسلام : هو (ليس عادة) !!!.. وإنما هو من (مأمورات الحجاب) في دين الله عز وجل !!!.. بل هو من : (أعلى درجات الحجاب) كما قلت لكم !!!... ولذلك : فإنه لا يلتزم به عادة إلا (النساء الفضليات) في الإسلام اللاتي يبحثن عن الحجاب الكامل !!!.. وذلك مثل : (زوجات وبنات النبي محمد نفسه) !!.. و(زوجات وبنات الصحابة) !!!.. بل وكل (مسلمة) أتت بعد ذلك وإلى اليوم :
اتبعت هؤلاء (النساء الصالحات) في التزام تغطية الوجه ....!

ولكي تتأكدي أكثر مسز (دوري) من أن (الحجاب) أو (النقاب) أو (البرقع) : ليسوا (اختراعا ًإسلاميا ً) !!!.. وإنما عرفهم الناس قديما ً: حتى في زمن (العبرانيين) في زمن (إبراهيم) عليه السلام !!!..
فإليكي بعض النصوص من العهدين القديم والجديد لديكم :
والتي تؤكد لكِ : مدى التزام النساء في (زمن الأنبياء) بتغطية وجوههن من (الرجال الغرباء) عنهن :

1))
ففي سفر التكوين 24 – 64 : 65 : جاء عن (رفقة) : أنها رفعت عينيها فرأت (إسحاق) عليه السلام قادما ًمن بعيد ..
" فنزلت عن الجمل وقالت للعبد : من هذا الرجل الماشي في الحقل للقاءنا ؟..
فقال العبد : هو سيدي .. فأخذت البرقع وتغطت " !!!..

وذلك لأن نبي الله (إسحق) في ذلك الوقت كان : غريبا ًعنها !!!..

2))
وفي سفر التكوين 38 - 14 أيضًا جاء أن (ثامار) :
" مضت وقعدت في بيت أبيها .. ولما طال الزمان : خلعت عنها ثياب ترملها : وتغطت ببرقع وتلففت " !!!..

3))
وفي النشيد الخامس من أناشيد النبي (سليمان) عليه السلام : تقول المرأة :
" أخبرني يا مَن تحبه نفسي :
أين ترعى عند الظهيرة ؟.. ولماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك ؟ " !!!..

4))
وفي الإصحاح الثالث من سفر النبي (أشعياء) أيضا ً:
" إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن ... والمباهاة برنين خلاخيلهن : بأن ينزع عنهن زينة : الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب " !!..

5))
وأما في العهد الجديد ... فقد أشرت لك مسز (دوري) في بداية ردي عليك : لقول المسيح (عيسى) عليه السلام :
" قد سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تزن ..
وأما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها : فقد زنى بها في قلبه !!!..
فإن كانت عينك اليمنى تعثرك : فاقلعها والقها عنك !!!.. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك : ولا يُـلقى جسدك كله في جهنم " !!!!!.. متى 5 – 27 : 29 ...

فإذا كان هذا : هو حرص (المسيح) عليه السلام : في تجنب وجود (أي شهوة) بين النساء والرجال الغرباء عنهن .. فهل تتوقعون أن تأتي تعاليمه أو تعاليم أتباعه : بما يخالف ذلك ؟؟!!..
والحق أقول لكم : إن المسلمين بحق : هم الوحيدون السائرون على الفطرة كما أخبرتكم من قبل !!!.. حيث أنهم وإلى الآن : يتمسكون بـ (فرض حجاب تغطية المرأة لرأسها وشعرها) أمام الرجال : وخصوصا ًفي الصلاة : خمس مرات في اليوم والليلة !!!..
لأن المرأة في الإسلام : تعلم أن صلاتها باطلة : إذا ما كانت مكشوفة الرأس !!!... حتى ولو كانت وحدها !!!...
لأن تغطيتها لجسدها وشعرها هنا : هو من باب (احترام وتوقير) الله تعالى في الصلاة !!!..
وهذا بالضبط : هو نفس الحُـكم المذكور في كتبكم ولا يعرفه أكثركم اليوم !!!...
والعجيب : أن قائله هو : (بولس) نفسه الذي أفسد عليكم دينكم !!!.. ولكنه حتى في ذلك العصر القديم :
لم يستطع (إنكار) هذا الخلق العظيم : والذي كانت تتحلى به (المرأة المؤمنة) في ذلك الوقت من اليهود !!!..
والذي كان السبيل الوحيد لوقاية المجتمع من شرور الزنا !!.. فلا عجب ألم يجد مناصا ًمن ذكره في رسالته كورنثوس الأولى :
" 11-5 وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ : ورأسها غير مُغطى : فتشين رأسها !!.. لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه " !!!...
(وأرجو هنا أن تسألوا قساوستكم : لماذا لا يأمرون النساء بتغطية رؤوسهن : عند الصلاة على الأقل !.. أو حتى في الكنائس ؟!) ...

" 11- 6 : إذ المرأة إن كانت لا تتغطى : فليُـقص شعرها !!!... وإن كان قبيحا ًبالمرأة أن تقص أو تحلق : فلتتغط " !!!...
(وهذا نص ٌآخرٌ : أهديه لدولة مثل (فرنسا) خصوصا ً: والتي تتعمد : منع المسلمات من تغطية رؤوسهن !!!) ...

" 11- 10 : لهذا : ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة " !!!..
(وذلك لأنه كما أخبرنا رسولنا (محمد) : فإن ملائكة الصلوات والوحي : لا تحضر أبدا ًفي وجود امرأة : شعرها مكشوف !!.. فما بالكم إذا ًبـ : صلواتكم في كنائسكم !!!.. والتي تكشف فيها النساء : أكثر من ذلك للأسف !!!) ..

" 11- 13 : احكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مُغطاة " ؟!!!!..

وأما أنا :
فأترك (لكم) ولـ (رجال دينكم) الإجابة على هذا السؤال !!!...

وهنا .. لاحظ الحاضرون : انصراف (رجلين) من (رجال الدين) من الصف الأول !!!...
ولم يستطع أحد أن يستشف من ملامحهما : سبب انصرافهما !!!.. أهو (الغضب) ؟؟!!.. أم (الخجل) من هذه الحقائق المريرة التي أوضحها الشيخ (عبد الله) من كتبهم تباعا ً؟؟!!..
لم يستطع أحد استشفاف ذلك : وذلك لأنهما كانا (ينظران إلى الأرض) : إلى أن خرجا من القاعة في صمت !!!...

وهنا قالت مسز (دوري) بدورها :
الحق أيها الشيخ المسلم : أنك بقدر ما أفدتني الليلة بمعرفة العديد من (الحقائق الدينية) التي لم أسمع بها أبدا ًمن قبل : بقدر ما جعلت خروجي هنا من هذه القاعة الليلة بملابسي تلك : (شيئا ًمُحرجا ًجدا ًلي) بعد كل هذا الكلام !!!.. بل حتى إني لأخجل الآن : من مجرد وقوفي في مكاني بهذه الملابس أمام أنظار الرجال الحاضرين !!!..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) لتعليقها الصادق هذا قائلا ً:
الله أكبر .. والحمد لله وحده ...! فما قلتيه الآن مسز (دوري) : يؤكد لي : استيقاظ خـُلق (الحياء الأنسوي) عندك !!.. ذلك الخـُلق (الفطري) في المرأة : والذي قضت عليه حضارتكم (العلمانية) للأسف تماما ً!!!!...
وأرجو ألا تحزني كثيرا ًمن موقفك هذا .. لأنه عندما يدخل الإنسان في دين الإسلام : فإن الله تعالى : يغفر له كل ما سبق من ذنوبه : مهما كانت !!!.. بل ومن (كرم) الله تعالى (اللا محدود) أيضا ً: أنه يُبدل له مكان كل هذه الذنوب : حسنات !!!... وكأنه يعوضه عن سنين حياته التي ذهبت من قبل : بلا فائدة : بعيدة ًعن الحق !!!..

وهنا .. تدخل الشيخ (محمد) قائلا ً:
لا تقلقي مسز (دوري) .. فزوجتي معها (معطفا ًطويلا ً) هنا في القاعة .. وسوف تعطيه لكِ ...
فلا تقلقي بهذا الشأن ....

وهنا .. نظرت مسز (دوري) للورقة التي في يدها للحظة .. ثم قامت بطيها وهي تقول :
والآن شيخ (عبد الله) : أوجه لك آخر استفسار لدي بشأن وضع المرأة في الإسلام .. ألا وهو :
الاستفسار عن مسألة : (تعدد الزوجات) للرجل الواحد في دينكم ...!
هل هو بالفعل بالقتامة التي بلغتنا هنا في الغرب ؟.. أم أن هذا أيضا ًفيه من المبالغات ما فيه ؟!!..
فأرجو أن توضح لي وللحاضرين : ما (حكمة) الله في ذلك التشريع في الإسلام ؟؟..
وشكرا ً...

8))
وهنا تنهد الشيخ وقال :
بداية : أشكر لك هذا الأدب في وصفك لله تعالى بـ (الحكيم) .. لأن ذلك بالفعل : هو (أول خطوة صحيحة) للتفكير في شرع الله تعالى وفهمه !!!!...
لأنه إذا اعترفنا بأن (صانع الشيء) : هو بالفعل : (أعلم الناس) بما يُصلحه ويحافظ عليه :
فسوف يسهل علينا كثيرا ًبعد ذلك التيقن من (فائدة) شرع الله تعالى الذي (خلقنا) ؟؟؟!!!..
حيث نؤمن ساعتها بأن الله بالفعل : (أعلم بصالحنا) من أي أحدٍ كائنا ًمَن كان !!..

ومن هنا أيضا ً: وقبل أن أ ُحدثكم عن (الحكمة) من (تعدد الزوجات) في الإسلام :
فأود أن تعرفوا أيضا ًأن تعدد الزوجات : ليس (اختراعا ًإسلاميا ً) هو الآخر !!!...
بل تمتليء نصوص العهد القديم لديكم : بعشرات حالات (تعدد الزوجات) !!!... وذلك في (الأنبياء) و(الرسل) وسائر ملوك الأرض والبشر !!!...
ففي الأنبياء : تجدون (تعدد الزوجات) قد تراوح مثلا ًبين (زوجتين) : وحتى (700 زوجة) غير (السراري) !!!!.. فهل تصدقون ذلك ؟؟؟!!...
فإذا كنتم لا تصدقون :
فاقرأوا معي ما جاء عن نبي الله (سليمان) عليه السلام في العهد القديم لديكم .. وفي سفر الملوك 11 – 3 :
" وكانت له : سبع مائة من النساء السيدات .. وثلاث مائة من السراري " !!!..

وبغض النظر عن صحة ذلك الخبر والعدد الضخم في (كتبكم المُحرفة) : فنحن نخرج منه بأن التعدد في الزوجات : كان معروفا ًمنذ القديم جدا ً!!!... بل ولم يكن محدودا ًبعدد معين !!!..
والآن :
ماذا جاء في شرع الله الخاتم للبشرية ؟؟!!..
والذي علم (بسبب كمال حكمته وتقديره) : أن الرجال : لن يستطيعوا في العصور المتقدمة أن يعدلوا ويستقيموا على مثل هذا (العدد المفتوح) من الزوجات ؟؟!!..

لقد حدد الله تعالى : أقصى عدد زوجات للرجل الواحد بـ (أربع زوجاتٍ) فقط !!!.. مهما كان ذلك الرجل !!!...
وبذلك يكون الإسلام : قد حدد التعدد : من (الإباحة المطلقة) في الأمم السابقة : إلى (أربعة فقط) في البشرية الحديثة وإلى اليوم ...!

كما أنه عز وجل قد ربط ذلك التعدد بـ (شرطين) : سيحاسب الله عليهما : كل رجل قام بالتعدد في يوم القيامة ..! وأما ذلكما الشرطان فهما :
1)) أن يستطيع (النفقة) على كل زوجاته (سواء كن اثنين أو ثلاث أو أربع) ..
2)) وأن (يعدل) بينهن في كل شيء يقدر عليه ...

وقد جعل الله تعالى (الرقيب) على الزوج في كل ذلك : ينبع من داخله نفسه !!!.. من دينه وضميره !!!..
وهذا هو بالفعل : (أقوى ضمان) يقدمه الدين الحق للبشرية !!!!....

وأما سبب إباحة الله تعالى للتعدد في الزوجات والحكمة منه ... فيمكن تلخيصه في النقاط التالية :

1))
القلة الغالبة لعدد الرجال عن النساء !.. إما بسبب الحروب كما نعلم .. وإما بسبب أن ذلك هو من سمات البشر :
(أي أن تكون نسبة مواليد الإناث أحيانا ً: أكبر من الذكور) !!!..

وإليكم دليل ذلك من بعض الإحصائيات السريعة من عالمنا المُعاصر :
فبسبب الحرب مثلا ًالتي دارت بين (العراق) و(إيران) منذ الثلاثين عاما ًتقريبا ً:
فقد اختل التوازن العددي بين الرجال والنساء بصورة مفزعة !!!.. حيث تراوحت النسبة بين :
(رجل لكل 5 نساء) !!!!.. إلى : (رجل لكل 7 نساء) في مناطق أخرى !!!!..
بل ويمكن أن تقفز هذه النسبة إلى أرقام (دراماتيكية) : وذلك كما حدث بعد مجازر (الصرب والكروات) في (البوسنة والهرسك) المسلمتين !!!.. حيث تشير الإحصائيات إلى وصول النسبة إلى : (رجل لكل 27 امرأة) !!!!!...

فهل تتخيلون معي : (حجم مأساة النساء) في مثل هذه البلدان ؟؟!!!...
وللعلم :
فقد اضطرت أيضا ًدولة ٌأوروبية ٌمثل (ألمانيا) لقبول (تعدد الزوجات) على أرضها : وذلك بعد أن تناقص عدد الرجال لديها بشدة مع نهاية الحرب العالمية الثانية .. إلى أن وصل إلى : (رجل لكل 4 نساء) !!!.. بل وهناك بعض (الحركات النسائية) الآن في (أوروبا) هنا و(أمريكا) :
تدعو بشدة لتعميم وتطبيق (تعدد الزوجات) بين مواطنيها !!!!..
ولا شك أن هؤلاء النسوة :
ترفض الواحدة منهن بشدة : أن تعيش حياتها كـ (عشيقة) طوال عمرها : بلا أية حقوق مع مَن تحب !!!..
كما أنها أيضا ً: لا ترغب في إنجاب (طفل) : (يتنصل من مسئوليته والده) !!!.. فتشقى به طوال عمرها بدون أب : أو تلقيه إلى حياة (اليتم) و(التشرد) : فيشقى هو طوال عمره !!!..

وللعلم أيضا ً:
ففي دولة كبيرة مثل (الولايات المتحدة الأمريكية) : فيزيد عدد النساء عن الرجال بـ :
(8 ملايين) امرأة !!!..
ولذلك : ففي (أمريكا) وحدها : يولد (طفل غير شرعي) :
من بين كل (6 أطفال) سنويا ً في مدينة مثل (نيويورك) !!!!!... فهل تخيلتم (ضخامة العدد) !!!.. وفداحة الجـُرم المتراكب !!..
هذا بالطبع : غير مُضافا ًإليه : عدد الأطفال الذين تم (إجهاضهم) !!!!..
فإذا كان هذا العدد الضخم : هو في مدينة أمريكية واحدة فقط مثل (نيويورك) !!!..
فهل تخيلتم الآن : كم (مليونا ً) من الأطفال (الغير شرعيين) في (أمريكا) وحدها !!!!!..

أما فى (بريطانيا) .. فتبلغ الزيادة : (5 ملايين) امرأة عن الرجال !!!!..
وأما فى (ألمانيا) .. فتبلغ نسبة النساء إلى الرجال : الـ (3 أضعاف) الآن !!!!..
وهذه كلها أمثلة فقط ..

2))
وأما عن السبب الثاني لـ (تعدد الزوجات) في الإسلام : فهو : (رحمة الله تعالى) بالنساء اللاتي لم يتزوجن ....!
حيث أنهن (وبالرغم من وقوع بعضهن في الزنى كعشيقات) : إلا أن (الدراسات النفسية) :
تثبت أن حرمان المرأة من (العواطف) :
أشد خطورة من حرمانها (الجنسي) !!!.. أي أن متعة الإشباع الجنسي (بدون عواطف) (أي بدون زوج واستقرار) : ليس لها أي تأثير فعلي في (إسعاد المرأة) في الحقيقة !!!!..
فإذا كان هذا هو من باب : (الدراسات النفسية) ...
فإن باب (الدراسات الطبية) تؤكد لنا للأسف أيضا ًأن :
عدم الزواج أو تأخيره : يُعرض المرأة لـ : (أمراض الثدي) : أكثر من المتزوجة !!!...
بل وقائمة الأمراض والأعراض العضوية الناتجة عن عدم الزواج مقارنة ًبمثيلاتها عند المتزوجات : طويلة جدا ًجدا ً.. وإليكم بعضها :

(سرطان الرحم) .. و(الأورام الليفية) .. و(الصداع النصفي) .. و(ارتفاع ضغط الدم) .. و(التهابات المفاصل) .. و(قرحة المعدة والأثنى عشر) .. و(القولون العصبي) و(اضطرابات الدورة الشهرية) .. و(سقوط الشعر) ..
وأخيرا ً(وكمرض نفسي قد يكون له معكوس عضوي) :
(الانحراف الخلقي) بالطبع !!!..
حيث تضطر الكثير منهن بالفعل : للارتباط برجل من غير زواج :
سواء كان هذا الرجل : متزوجا ً.. أو غير متزوج !!!..

ففي إحدى المؤتمرات في (ألمانيا) .. وتحديدا ًفي الثلث الأخير من القرن الماضي .. وعندما تم طرح حُكم :
(تعدد الزوجات) في الإسلام للدراسة وإبداء الرأي :
فلما سمعت إحدى الحاضرات الألمانيات : هجوم بني جنسها ودينها على هذا الشرع الحكيم ..
فماذا فعلت ؟؟؟...
لقد قامت وقالت :
" إني على استعداد تام : لأن أكون الزوجة (الرابعة) لرجل .. لا .. بل (الرابعة والثلاثين) لرجل : وذلك مقابل شيئ واحد فقط : وهو أن أجد (الأمان) و(الاطمئنان) حين أدخل لمنزلي وحدي ليلا ً" !!!..

فهل علمتم الآن : مَن (الأكثر رحمة) في هذا العالم بالمرأة :
أهو : الله ؟؟.. أم (المنظمات النسائية) ؟؟؟!!!!..

وهل شعرتم بعد هذه الاحصائيات (ومن بلادكم نفسها) :
أن (السعادة المزيفة) لهؤلاء النسوة الزائد عددهن عن الرجال : في أن تعيش إحداهن كـ (عشيقة) : لا تساوي شيئا ًأبدا ًإذا ما قارناه بـ (السعادة) التي سيحصلن عليها : إذا ما رضيت إحداهن أن تكون زوجة (ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة) !!!...

3))
فإذا كان السببان الأوليان : هما خاصان بفائدة التعدد (للمرأة نفسها) .. فإن السببين القادمين : خاصين بالرجل !!!...
حيث أنه قد يقع أحيانا ً: مرضٌ للزوجة : يمنع زوجها مثلا ًمن (جماعها) !!!..
أو قد تقع بعض الأسباب الأخرى : والتي تماثل إلى حد كبير : هذا السبب !!!.. وذلك مثل : الفترات التي تتعرض فيها الزوجة لسبب طبيعي : يمنع من جماع الزوج لها : فترة معينة كما هو معروف في كل شهر !!!... والتي قد تتراوح ما بين (أسبوع ٍ) واحدٍ إلى (10 أيام) في بعض النساء !!!..
بل وهناك أيضا ً: فترة الـ (40) يوما ًتقريبا ًبعد الولادة : والتي لا يصح لزوجها جماعها فيها !!!!...
فكان علينا إدراك أنه هناك من الرجال : مَن لا يستطيع الصبر على نفسه في كل هذه الفترات !!!...
فهل في هذه الحالة : (يطلقها) الرجل أو (يتركها بلا رعاية) ؟؟!!!.. أم نحكم على الرجل بـ (الحرمان) باقي عمره من (حق استمتاعه الفطري) ؟؟!!.. أم نرضى له أخيرا ًبأن (يزني) هذا المسكين بـ : عشيقة .. وثلاث .. ومائة !!!...

أم يكون الصواب هو : ألا نعاند !!!.. بل نقر ونعترف أن الحل (السهل البسيط الحلال) هو : (الزواج بأخرى) ؟!!..

فإذا أضفنا إلى ذلك : ما يحدث كثيرا ًمن (انشغال) المرأة عن زوجها وحاجته للجماع :
بتربيتها وعنايتها بالأطفال والبيت !!!..
ففي هذه الحالة : نؤمن أن (أكثر من زوجة) : هو الحل المناسب فعلا ًلهذه النقاط بالنسبة لهذا الزوج !!!....

كما يُضاف إلى ذلك أيضا ًمن الزوجات : مَن تكون غير قادرة أبدا ًعلى (الإنجاب) مثلا ً!!!..
وكل ذلك كما قلت لكم : يجعل من (تعدد الزوجات) بالنسبة للزوج : (حلا ًمثاليا ً) لكل هذه المشاكل !!!!...
بل و(حلا ًمثاليا ً) للزوجة الأولى أيضا ً!!!..

4))
وأما الأسباب الأخيرة الأخرى .. فهي أن الله تعالى (وبرغم أنه أباح للرجل (تطليق) زوجته) : كحل نهائي لمشاكلهما معا ً.. إلا أنه : جعل ذلك في (أضيق الحدود) .. بل ويقول للزوج الذي قد (كره زوجته) من كثرة مشاكلهما معا ً:
" وعاشروهن بالمعروف .. فإن كرهتموهن :
فعسى أن تكرهوا شيئا ً: ويجعل الله فيه : خيرا ًكثيرا ً" !!!!.. النساء – 19 ..

فهل رأيتم (دينا ً) من قبل : يُحافظ على (حياة المرأة) و(أسرتها) من التفكك والإنهيار :
إلى هذا الحد ؟؟!!!...
ومن هنا .. فيمكن للزوج أن يستبقي زوجته (برغم مشاكلهما معا ً) :
على أن يتزوج بأخرى : يجد معها : ما يفتقده في زوجته الأولى !!!..
وذلك بدون أن ينتقص من حقوق الأولى شيئا ً(وهو شرط التعدد كما قلنا من قبل) .. بل وبدون أيضا ًأن :
(يهدم بيته) بيده مع زوجته الأولى (وخصوصا ًفي حال وجود أبناء) !!!!...

فهل رأيتم شرعا ً(حكيما ًرحيما ً) : مثل شرع الله تعالى الذي خلق الإنسان ويعلم مصلحته في كل شيء ؟؟!!!...

وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) لمسز (دوري) وهو يسألها قائلا ً:
فهل شرع الله تعالى للرجال والنساء في التعدد (حتى ولو تعارض في ظاهره مع غيرة الزوجة من الزوجة الأخرى) : هل مازلت تعتبرينه :
(تزمتا ً) و(جهلا ً) و(تعصبا ً) و(تعديا ً) على حرياتهن ؟؟؟..
أم أنه بذلك : يحمي كلا ًمن (الرجال والنساء) من المساويء والمصائر المظلمة التي يجهلونها ؟؟!!..
أو من الأذى والانانية في النظر لمصلحة النفس : وإهمال النظر لباقي المجتمع ؟!!..

هل عندما تعترض عليك ابنتك الصغيرة (سيسيليا) مسز (دوري) في شيء من الأشياء (رغم أنك لا تريدين إلا مصلحتها) :
(كأن تضع يدها في الكهرباء مثلا ً) :
هل نقول لك في هذه الحالة أنك : (يجب) أن تسمعي كلامها ؟؟؟!!!..
أم أنك لو سمعتي كلامها في هذه الحالة : تكونين قد عرضتيها وربما غيرها للخطر ؟؟؟!!!..

وهنا صمتت مسز (دوري) .. وهي تنظر بـ (امتنان حقيقي) لهذا الشيخ المسلم الذي : (فتح أعينها) على الكثير من الحقائق الخفية في حياتها وحياة كل امرأة !!!!...

فواصل الشيخ قائلا ً:
ووالله : إنه لو آمن أحدنا بحق : بأن الله تعالى : (حكيم) .. بل بأنه هو الوحيد صاحب (الحكمة الكاملة) :
لما تخيل أحدنا أبدا ً: أن الله تعالى سيظلمه !!!..
ولأعطيكي مسز (دوري) مثالا ًآخرا ًرائعا ًعلى ذلك ...

فالله تعالى مثلا ً: يعلم أن الأبناء : سيشاهدون دوما ً(أبيهم) وهو : (يعمل) و(يكد) من أجلهم .. في حين أنهم :
لم يشاهدوا ويعاصروا أبدا ً: تعب (أمهم) معهم في : (حملهم) .. وفي (ولادتهم) .. وفي (رعايتهم في صغرهم) ..
فكان من حكمته وعدله :
أن جعل في الإسلام : (حق الأم) : يفوق (حق الأب) بـ (ثلاثة أضعاف) كما أخبر بذلك النبي الخاتم (محمد) !!!!.. ففي الحديث الصحيح في البخاري ومسلم :
أن رجلا ًجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :
" يا رسول الله .. مَن أحق الناس بحسن صحابتي ؟؟.. قال : أمك !!!...
قال : ثم مَن ؟؟.. قال : أمك !!!..
قال : ثم مَن ؟؟.. قال : أبوك " !!!..

فهل رأيتي مثل هذا العرفان للمرأة الأم مسز (دوري) من قبل ؟!!..
هل مثل هذا الإله يمكن أن يوصف بالظلم قط ؟!.. أو بنسيان حق أحدٍ من خلقه ؟!!..
بل أن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : ولعلمه بمدى حب وميل الآباء لـ (الأولاد الذكور) مثلا ًفي أغلب الأوقات عن (الإناث) : فقد قال عن حق (البنات) و(الأخوات) في الآحاديث الصحيحة :
" مَن عال ابنتين .. أو ثلاث بنات .. أو أختين .. أو ثلاث أخوات .. حتى :
يمُـتـن .. أو يبن (أي يتزوجن) .. أو يبلغن .. أو يموت عنهن :
كنت أنا وهو : كهاتين (أي متجاوران في الجنة) : وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى " !!!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/269)

وأشار الشيخ (عبد الله) بأصبعيه السبابة والوسطى وهو يقول للحاضرين :
فهل يعلم أي من الحاضرين أمامي هنا في هذه القاعة :
أي دين من الأديان .. أو مذهب من المذاهب : فيه مثل هذه (الرحمة والاهتمام بالمرأة) :
(أما ً) !!!.. و(بنتا ً) !!!.. و(أختا ً) !!!.. بهذه الطريقة ؟؟؟!!!..
هل علمتم الآن : لماذا نسبة (النساء) اللاتي يدخلن في الإسلام : أكبر دوما ًمن نسبة الرجال في (بلادكم ومجتمعاتكم الغربية) ؟؟!!!...

فسكت الشيخ للحظة .. ليترك للحاضرين فرصة للتفكير في هذه الحقائق المتتالية .. ثم قال :
ولعل سائل يسألني فيقول : ولماذا لا يعطي الله تعالى أيضا ًللمرأة : حق (تعدد الأزواج) مثل الرجل ؟؟!!..
فأقول له :
لمّا اقتضت حكمة الله تعالى : تقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة في هذه الحياة :
فقد جعل (فطرة) و(طبيعة) كل من الرجل والمرأة كما قلنا : تناسب الدور الخاص به ...
فالرجل مثلا ً: من طبيعته أنه يحب (التعدد) في الزوجات : ويميل إليه نفسيا ًوجنسيا ً!!!... كما أنه بحكم سعيه وعمله وحركته في الحياة : يمكنه من الإنفاق عليهن جميعا ً!!!...
وأما المرأة : فمن طبيعتها عاطفيا ًوجسديا ً: الاكتفاء بزوج واحد فقط : يبثها عاطفته ويحميها وينفق عليها !!!...

كما أن هناك عائق هام جدا ًأيضا ً: يمنع المرأة من (تعدد الأزواج) .. ألا وهو :
(اختلاط الأنساب) !!!.. إذ بمعاشرة المرأة لأكثر من زوج : فسوف ينتج عنه حتما ًأطفال : (مجهولي الأب) !!!..
إذ لن تعرف الأم : (الوالد الحقيقي) لكل ابن من أبنائها !!!...
مما سينتج عنه : تهاون (كل أزواجها) في رعاية الأبناء جميعا ً!!!!...
ناهيكم بالطبع عن أن الرجل السوي الفطرة كما قلنا كرجل : (لا يقبل أبدا ًمشاركة رجل آخر له في زوجته) !!!..
بل قد يجره ذلك مع الوقت إلى التفكير جديا ًفي (قتل) الذين يشاركونه المتعة في زوجته !!!!..
ذلك لأن اشتراك أكثر من ذكر في أنثى واحدة : هو فعلٌ مستقبح جدا ً: حتى في عالم الحيوانات !!!..
والذي لن تجدوه إلا عند حيوان (منزوع الغيرة) مثلا ًمثل : (الخنزير) القذر !!!..

مما يضيف لنا : (سببا ًجديدا ً) من أسباب تحريم الله تعالى لأكل (الخنزير) !!!.. لأنه بالإضافة إلى (قذارته) :
فإن جسده يحمل هرمونات : (عدم الغيرة) بالتأكيد !!!.. مما قد يفسر لنا بوضوح : الكثير من (الإنحرافات الجنسية) في بلادكم !!!.. وذلك كـ (جماع الصديق) لـ (زوجة صديقه) أمامه !!.. أو حتى (رقصه معها) أمام (زوجها) للأسف !!!..

سكت الشيخ (عبد الله) للحظة : وقد بدت عليه أولى أمارات التعب من كثرة الكلام المتواصل ثم قال :
وسوف أختم معك مسز (دوري) هذه الفقرة الطويلة جدا ًمن هذه (الندوة) :
بأن أطلب منك طلبا ًواحدا ًفقط : سيوضح لكي بحق : (لمصلحة مَن تعملين وأنت لا تدري) !!!..
هل لصالح (المرأة) فعلا ً؟؟!!.. أم لصالح (قوى أخرى دينية وسياسية) : تخدعك أنت وزميلاتك منذ زمن ٍبعيد !!!!..

حيث أريدك فقط أن : (تعقدي بضعة مقارنات) بين عمل : (منظمات المرأة) في بلادكم مثلا ً: ثم في بلاد المسلمين ... فستكتشفين ساعتها : (أعاجيب وتناقضات) : لا تفسير لها أبدا ً: إلا ما قلته لك !!!.. وسأعطيكي بعض الأمثلة :

>> ففي الوقت الذي تثير فيه جمعياتكم : (الشبهات العديدة) حول بعض النصوص في الإسلام عن المرأة :
فهم يتعمدون : (إخفاء) الكثير من النصوص الإسلامية الواضحة في (حق المرأة) لدينا وتكريمها :
بنتا ً.. وأختا ً.. وزوجة ً.. وأما ً: كما ذكرت لكم منذ قليل !!!!.. فبماذا تـُسمين ذلك الفعل ؟؟!!!..

>> وفي الوقت الذي تحاربون فيه مثلا ً: (تعدد الزوجات) في بلادنا :
تنادي به الآن : الكثير من (الجمعيات النسائية) في بلادكم !!!..

>> وفي الوقت الذي تنادون فيه بـ (شيوع الزنا) بين النساء والرجال في بلادنا و(تسهيله) والقضاء على (تجريمه) :
فأنتم تنادون بمحاربته الآن في بلادكم : بعد أن ذاقت مجتمعاتكم ثمراته الخبيثة : (إجتماعيا ً) و(صحيا ً) !!!!..

>> وفي الوقت الذي تهاجمون فيه : (تبكير زواج المرأة) وتدّعون (أضراره) في بلادنا :
تنادون بـ (الزواج المبكر للمرأة) وبيان (فائدته) في بلادكم !!!..
بل ونجد الفتاة تتحمل وتلد عندكم في سن الرابعة عشرة أو أقل : وربما اعتبرتم ذلك حرية !!!..

>> وفي الوقت الذي تنادون فيه بـ (اختلاط المرأة مع الرجل) في الدراسة في بلادنا :
فهناك العديد من الدراسات والجمعيات الآن : تنادي (بالفصل الجنسي وفوائده) في الدراسة في بلادكم !!!..

>> وفي الوقت الذي تعملون فيه جاهدين لـ (نزع المرأة من بيتها) في بلادنا تحت ستار ذريعة (العمل) :
تتمنى المرأة في بلادكم : لو أنها تبقى في المنزل (بدون عمل) : ليصرف عليها أبوها أو زوجها !!!..
بل : وبعض البلاد هنا تـُخصص وتعرض مقابلا ًماديا ًلأي ٍمن الزوجين : يجلس في البيت لرعاية الأولاد !!..

>> وفي الوقت الذي تحارب فيه (المؤتمرات والمنظمات النسائية) عندكم : لبحث تحقيق (حرية المرأة المسلمة والعربية) في بلادنا .. وادعاءاتكم أنكم تريدون (حصولها على حقوقها) :
لا نجد من كل هذه (المؤتمرات والمنظمات النسائية) : مَن كان له أدنى مجهود ٍيُذكر تجاه مثلا ً:
الحقوق المهدرة لـ (المرأة العربية والمسلمة) في (فلسطين) أو في (العراق) !!... وباقي مآسيهن هناك : والتي باتت لا تخفى على أحد !!!..

إلى آخر ذلك من (المقارنات والتناقضات) مسز (دوري) .. والتي إن تفكرتي فيها بتمعن :
فستعرفين بحق : مَن هو (عدو المرأة الحقيقي) في هذا العالم !!!!...

ثم توجه الشيخ (عبد الله) بكلامه إلى الحاضرين قائلا ً:
وآسف جدا ًللتطويل في حواري مع مسز (دوري) .. ولكن أرجو من الله تعالى : أن تكون كل امرأة (داخل هذه القاعة) : قد استوعبت ما جاء في حديثي معها من نقاط هامة !!!!.....

وليختر لنا الآن الشيخ (محمد) : سائلا ًآخرا ً...
فليتفضل ...


17)) حق الاعتراف بالمخنث ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-20-2011, 06:28 PM
17)) حق الاعتراف بالمخنث ..

أدار الشيخ (محمد) رأسه في القاعة ... ثم قال مبتسما ً:
أعتقد أننا لو اخترنا (امرأة) الآن للسؤال : لكان أنسب وأكثر فائدة بعد حوار مسز (دوري) الشيق ....
ولنأخذ الآنسة التي في وسط القاعة هناك .... نعم ... تفضلي ..

وهنا .. التفتت الأنظار وعدسات الكاميرات إلى آنسة : في منتصف العشرينات تقريبا ًمن عمرها .. يبدو على ملامحها الاتزان والثقافة ...
والتي قالت بعد أن وصل إليها ميكروفون المنضدة :

شكرا ًشيخ (محمد) على اختياري ... وشكرا ًللشيخ (عبد الله) الذي أرسله الله لنا الليلة !!!..
والحقيقة .. أنه كان هناك سؤالا ًفي رأسي منذ بداية الندوة .. ولكن مع الإجابات الرائعة للشيخ (عبد الله) على مسز (دوري) :
قفز لذهني سؤالٌ جديدٌ ... وهذا السؤال هو :
هل هناك في دين الإسلام العظيم .. وفي شرع الله الكامل الحكيم .. وفي شرع النبي الخاتم (محمد) :
أي أحكام خاصة بالـ (مُخنثين) ؟؟؟!!!....
أعرف أنه قد يبدو سؤالي (غريبا ً) بعض الشيء !!!.. ولكنه الفضول الذي دفعني إليه ....
وبالمناسبة :
اسمي هو (جوليا سيربرانو) ..
وأنا في طريقي لاعتناق الإسلام عن قريب جدا ًإن شاء الله .... وذلك بسبب كثرة ما قرأت وسمعت عنه ... وخصوصا ًمنك أيها الشيخ (عبد الله) الليلة ....

ومع انتهاء الآنسة (جوليا) من طرح سؤالها ... انتقلت عيون الحاضرين من الشاشة الكبيرة الأولى : إلى الشاشة الأخرى الثانية خلف القاعة .. والتي ملأتها صورة الشيخ (عبد الله) وهو يبتسم قائلا ً:

في البداية : أدعو الله تعالى لك آنسة (جوليا) بأن يتم عليك (نعمته) بدخول الإسلام .. وأدعوه أن يعينك على الاستقامة على الدين بعد ذلك ....
أما عن سؤالك .. فكما قلت لكم من قبل :
إن الله تعالى ورسوله : لم يدعا في هذا الدين مسألة (تهم البشر) : إلا وقد وضعا لنا :
أصولها .. وأسس التعامل معها .. والحكم عليها ....

ولكني أود أولا ً: أن أوضح لكم (بعض المفاهيم والأحكام الإسلامية) الخاصة بـ (المخنثين) ..

1))
حيث يقول لنا نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
" لعن الله : المخنثين من الرجال .. و: المترجلات من النساء .. وقال : أخرجوهم من بيوتكم " !!!..
حديث صحيح رواه البخاري وغيره ...

والذي يقصده رسول الله الخاتم (محمد) هنا :
هو ليس (المخنثين) خــَـلقا ً... لأن أولئك : (لا ذنب لهم في خلقتهم) والتي ابتلاهم الله تعالى بالولادة عليها .. ولكنه يقصد : الذين (يتعمدون) خـُـلقيا ًمشابهة النساء من الرجال !!!.. أو حتى مشابهة الرجال من النساء !!!.. وذلك سواء كان هذا التقليد في طريقة الكلام .. أو المشية .. أو الشعر .. أو الملابس .. أو الحركات .. أو الزينة !!!.......
لأن كل ذلك : ينمّ عن فساد وزيغ نفسي : (يجب تقويمه) : قبل أن يُـفسد باقي رجال ونساء المجتمع الحقيقيين !!!!...
ولأن مَن يتشبه أيضا ًمن الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال : فكأنه يعمل على :
(تغيير خلق الله) تعالى : والذي خلق الناس عليه !!!....

2))
وأما (المخنث) الحقيقي : والذي يكون غالبا ًأنثى :
ولكن تحورت أعضائها ظاهريا ًفي صورة الذكورة لزيادة هرمون الغدة الكظرية : فله عدة أحكام في الإسلام :
مع استبعاد بالطبع عمليات (تحويل الجنس) التي لم تعرف إلا مؤخرا ً: وسوف أ ُشير إليها في آخر كلامي ..
ولكني أتحدث هنا الآن عن المخنث الذي تعرفه المجتمعات من القديم وحتى اليوم .. فأحكامه في الإسلام هي :
أولا ً: له أن يرث من المتوفي : بأقرب ما يكون إلى الذكورة أو إلى الأنوثة !!!...
ثانيا ً: يُسمح له بالجلوس والدخول على النساء :
إلا إذا ظهر منه : ما يدل على فكره وشهوته (الرجولية) !!!... سواء كان ذلك منه بالأقوال أو الأفعال !!!...
ففي هذه الحالة : يُمنع من : الدخول على النساء .. أو الانفراد بهن .. أو مخالطتهن : نهائيا ً!!!...
ففي الحديث الصحيح عن زوجة النبي (أم سلمة) : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها : وفي البيت (مخنث) .. فسمع النبي الخاتم (محمد) : هذا (المخنث) يقول لـ (عبد الله بن أبي أمية) أخي (أم سلمة) :
" يا عبد الله .. إن فتح الله لكم غدا ًالطائف : فإني أدلك على ابنة غيلان .. فإنها : تقبل بأربع !!.. وتدبر بثمان !!.. (أي يصف جسدها من الأمام والخلف) ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخلن هؤلاء عليكم " .. حديث صحيح متفق عليه ....

ويقصد النبي بهؤلاء هنا : أي المخنثين الذين تظهر من أقوالهم أو أفعالهم بعض الأفكار الرجولية كما قلنا ..

3))
وأما ما يجب على (المخنث) فعله :
فأولا ً: يجب أن يعرف أن ما به فهو : (ابتلاء ) من الله تعالى للبشر .. تماما ًكما يخلق الله تعالى : (الأعمى) و(الأصمّ) منذ الصغر !!!.. وقد حدثتكم عن (الحكمة) من ذلك من قبل في حواري مع مستر (ديفيد) ...
فعلى (المخنث) أن يعلم جيدا ً: أنه إذا (صبر) و(احتسب) : فله (عظيم الأجر) عند الله تعالى ...

وأما ثانيا ً: فهو عليه أن يجتهد للالتزام بتصرفات وحركات (الجنس الظاهر عليه) : (ذكرا ًكان أو أنثى) !!!.. وأن يحاول الابتعاد عن تصرفات وحركات : (الجنس الأقل ظهورا ًلديه) بقدر الإمكان !!!...

وأما ثالثا ً: فهو أن له أن يُجري (عملية جراحية) لتحويله إلى (رجل تام) أو (أنثى تامة) : إذا أمكن له ذلك ..
حيث استطاع الطب الحديث منذ أكثر من ثلاثين عاما ًتقريبا ً: أن يقوم بإظهار (الأعضاء والصفات الكامنة) في (المخنث) : لتحويله إلى الجنس الأكثر ظهورا ًلديه !!!..
مع الإشارة بالطبع إلى : (عدم جواز) مثل هذه العمليات التحويلية : لـ (الناس العاديين) : (رجالا ً أو نساءا ً) !!!.. لأنها كما قلت لكم من قبل : ستكون من باب (تغيير خلقة الله تعالى) بدون ضرورة ..

وبهذا قضى الفقه الإسلامي الحديث بأن :
1..
عمليات تحويل ذكر تام إلى أنثى .. أو أنثى تامة إلى ذكر : حرام : لأنها تغيير ٌلخلق الله بلا ضرورة ..!
ولكنها من باب العبث أو الترف النفسي أو الاعتراض على خلق الله عز وجل والتمرد على خلقته ..!!
2..
عمليات تحويل الخنثى الأنثى الكاذبة إلى أنثى تامة : تجوز للحاجة وللضرورة ولا شيء فيها ..
ونعني هنا ما عرفه الأطباء غالبا ًمن : ولادة أنثى : ولكن : قد تحورت أعضائها التناسلية : إلى ما يشبه أعضاء الذكر ..!
3..
عمليات تحويل الخنثى الحقيقي (أي الذي يحمل جسده أجهزة الذكورة والأنوثة معا ً- وهو حالة نادرة وتكون الأعضاء لديه هامدة) :
فتجوز أيضا ًلتحويل هذا النوع لجنس ٍمعين : يغلب عليه أو يميل إليه أو يُرشحه له المختصون أو الأطباء ..

ومن كل ذلك يتضح لك آنسة (جولي) : أن الشرع الإسلامي : لا يرفض (المخنثين) في مجتمعه ولا يُضيق عليهم :
إلا إذا ظهرت منهم (خطورة) كما رأينا !!!...
بل هو يشجعهم على مواجهة ما هم فيه .. ويمد لهم يد المساعدة بقدر الإمكان .. ولا يحرمهم حقوقهم في الميراث ونحوه ..

والآن .. هل هذه الإجابة : جاءت كافية للرد على تساؤلاتك في هذا الموضوع ؟؟..

وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة خلف المنصة : ابتسامة الآنسة (جولي) وهي تقول :
نعم أيها الشيخ ... شكرا ًعلى هذا التوضيح والتفصيل الرائع ..

وهنا التفت الشيخ (عبد الله) للشيخ (محمد) وهو يقول :
حسنا ً.... فلنأخذ سؤالا ًآخرا ً...


18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ..

يُــتبع بإذن الله ..

غريب24
06-21-2011, 12:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

شكراً لك أخي أبو حب الله، بإنتظار بقية الموضوع بإذن الله.

إلى حب الله
06-21-2011, 02:25 PM
18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ..

لاحظ في هذه المرة الشيخ (محمد) : انخفاضا ًملحوظا ًلعدد الذين يرفعون أيديهم من الحاضرين ..
فقال للشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
يبدو أننا قد اقتربنا على نهاية الندوة أخيرا ًشيخ (عبد الله) ....

ثم رفع الشيخ (محمد) رأسه للدور العلوي من القاعة وقال :
أعتقد أنه يجب علينا أخذ سؤالا ًأو اثنين من أعلى القاعة .... فليتفضل ذلك الأستاذ هناك ..
لا .. لا ليس أنت .. أسف .. الأستاذ الذي بخلفك .. نعم .. تفضل ..

وهنا .. انتقلت الكاميرا للشخص المطلوب ..
والذي بدا كبير السن حقا ًمع اقتراب الكاميرا من وجهه .. حيث بدا وكأنه : قد تعدى الستين بقليل ...

وهنا .. أمسك ذلك الشخص ميكروفون المنضدة : برزانة من اعتاد على التحدث في الميكروفون وهو يقول بهدوء :

أهلا ًبك شيخ (عبد الله) في مدينتنا الليلة .. وبرغم اختلافي في كثير من الآراء مع كل الأديان عموما ً... إلا أني :
لا أستطيع إخفاء إعجابي بقدرتك الكبيرة على (الحوار) .. وعلى استحضار (الأمثلة) وسهولة الشرح !!!...

أنا مستر : (ليستر لاوسون) .. بروفيسور الفلسفة والمنطق بجامعة المدينة ...
ولي باع طويل في دراسة الأديان عموما ً.. ودراسة دينكم الإسلام خصوصا ً...
ولا أنكر احتواء دينكم على الكثير مما يبعث على الاحترام والإعجاب بالفعل ...
ولكنه يشترك مع غيره من الأديان الأخرى في (واعذرني في وجهة نظري) :
(إعاقته لمسيرة البشرية نحو التقدم والرفاهية) !!!!..
حيث يحث أتباعه دوما ًعلى تذكر (الموت) !!!.. ويجعل من هذا العمل لما بعد (الموت) : شماعة يُعلق عليها (المتدينون) أسباب تخلف مجتمعاتكم حضاريا ً!!!....
وليس أدل على ذلك : من حال أمتكم الإسلامية الآن ...
حيث أن معظمها يُعاني بالفعل من : الفقر .. والجهل .. والتخلف !!!..
ولا أقول كلها : وذلك لأن هناك القلة القليلة منكم بالفعل : والتي تخلت عن التمسك بنصوص (القرآن) و(السنة) : لتفسح المجال لـ (الفكر المُبدع) الغير محدود : في كل المجالات !!!...
فبدأت تلحق بالفعل : بركب التقدم والحضارة ...

فهل تستطيع أيها الشيخ المسلم : أن توضح لنا : (سر تمسككم) بكتابكم (القرآن) و(السنة) بهذه الصورة الغريبة : حتى مع وضوح الفارق الحضاري والتكنولوجي : بيننا وبينكم !!!.. والذي أوقعكم فيه :
تمسككم بمثل هذه الكتب ؟؟!!..

فإذا استطعت أن تجيبني على هذا السؤال بـ (أسلوب مُـقنع) :
فتأكد أنك سوف تغير الكثير من (مفاهيمي ومعتقداتي) عن دينكم خصوصا ً!!!.. وعن الأديان عموما ً!!!...
والكلمة لك الآن .... تفضل ..

كان يبدو بالفعل على بروفيسور (ليستر) : (الأسلوب الأكاديمي) في كلامه وحركاته ..
مما جعل الحاضرين : يتأكدون من تمثيله للجانب (العلماني) البحت في هذه الندوة !!!.. فدفعهم ذلك لمزيد الاهتمام والإنصات : للكلام الذي سيرد به الشيخ (عبد الله) عليه ...
والذي أخذ بالفعل نفسا ًعميقا ًثم قال :

بداية ً: أشكر لك أسلوبك المهذب في الإطراء عليّ بروفيسور (ليستر) ...
وكونك من الدارسين للفلسفة والمنطق .. فذلك سيسهل عليك بالطبع : فهم كلامي القادم .. بل وفهم أيضا ً:
(ما وراء الكلام) إذا صح التعبير !!!...

وأما بداية الرد ...
فهي تنحصر في بيان هام ٍجدا ًلك وللحاضرين .. وهو أن :
المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًو(القرآن) بين أيديهم !!!!!!!...

بل ما أشرت أنت إليه الآن من مظاهر (تخلف) و(فقر) و(جهل) :
هو من نتاج : (تخليهم بالفعل) عن : (كتاب ربهم) !!.. و(سنة نبيهم) !!.. وتركهم الاحتكام إليهما :
بالرغم من احتواءهما على كل شئون الحياة : كما أوضحت لكم في هذه الندوة أكثر من مرة !!!..
ولكي تتأكد من (صحة كلامي) بروفيسور (ليستر) .. ومن أنني لا (أخدعك) أو الحاضرين :
فأرجو أن تقرأوا بتمعن : (التاريخ الإسلامي الصحيح) : منذ القرون الأولى لظهوره لهذا العالم !!!!..
والذي أسمعتكم منذ قليل :
(البشارات العديدة) التي تحدث فيها الله تعالى عن : (نصرة هذا الدين) و(انتشاره) و(ظهوره) على جميع الدول والأديان المحيطة به !!!.. وهو الذي حدث بالفعل : منذ ظهور الإسلام !!!!....

وأما الذي يبالغ (العلمانيون) في إخفائه في بلادكم ويعاونهم في ذلك : بعض (الأتباع) أيضا ًفي بلادنا :
فهو أنه : وبالإضافة إلى نور (الإسلام) .. ونور (التوحيد) الذي نشره المسلمون في أمم الأرض :

فقد شهد العالم أيضا ًعلى أيدي المسلمين :
(أعظم نهضة) و(أعظم قفزة علمية) في تاريخ البشرية إن صح التعبير !!!!..
ليس ذلك فحسب .. بل وقد قام المسلمون أيضا ًبـ (تنقيح) عشرات الآراء والفلسفات التي توارثتها (أوروبا) والعالم عن علماء وفلاسفة (الرومان) و(الإغريق) القدماء !!!!..
فاستفادوا بما فيها من (الصواب) : وزادوا عليه !!!..
وتجنبوا ما فيها من (الضلال والخطأ) : فبينوا وجه الزيغ الذي فيه .. وحذروا الناس منه !!!..
بل ويكفي المسلمين فخرا ً: أنهم هم : المؤسسون الحقيقيون للمناهج العلمية (الاستقرائية) و(التجريبية) :
والتي تعتبر بحق : هي سبب كل الفتح (العلمي) الذي تلى ذلك من العصور : وحتى وقتنا الحاضر !!!!...

ولكي لا أطيل عليكم ..
فسوف أعرض عليكم فقط :
ما ذكرته إحدى (المؤسسات العلمية البريطانية) منذ وقت قريب :
في معرضها العلمي التاريخي للتذكير بـ : (مآثر المسلمين العلمية) التي غيرت وجه العالم (وذلك حسب عنوان صحيفة الإندبندنت) .. حيث لخص الكاتب : (بول فاليلي) تلك الإنجازات العظيمة في :
(عشرين إنجازا ًومُخترِعا ًمُسلما ً) :
والذين لولاهم : لما كان (العالم المُعاصر) على ما هو عليه الآن من (التقدم والحضارة والازدهار) التي ذكرها بروفيسور (ليستر) !!!!..

وبالرغم من أن ما اختاره الكاتب (بول فالليلي) : لا يُعد شيئا ًبجانب : مآثر وأفضال المسلمين (العلمية) بالفعل على (العالم الحديث) ...
إلا أنها : فرصة جيدة لتلمسوا بها : مدى الجميل الذي (في أعناقكم) لعلماء المسلمين :
عندما كانوا (مُتمسكين) بالفعل بدينهم .. وبالعمل حقا ًبما في كتبهم (القرآن) و(السنة) !!!!...
وليس مجرد اقتنائهما كما هي عليه الآن : معظم البلاد الإسلامية للأسف !!!...

فأصحاب الإنجازات التي سأخبركم عنها الآن : قد عاشوا وماتوا بالفعل منذ (قرون عديدة) :
تزيد عند بعضهم على (الألف عام) مضت !!!!!...

فإليكم هذه الإنجازات والمآثر باختصار (والتي ستلاحظون أنها : اشتملت على جميع مناحي الحياة) :

1))
فهل تعلمون أن المسلمين : هم أول من اكتشف (القهوة) وجعلها مشروباً عالميا ً؟!!..
وذلك عندما اكتشفها راعي عربي اسمه (خالد) : يرعى أغنامه في منطقة بـ (جنوب إثيوبيا) !!!..
ثم مع نهاية (القرن الخامس عشر) : وصلت القهوة إلى (مكة) و(تركيا) !!!.. ومن ثم إلى (البندقية) في (إيطاليا) !!.. وفي منتصف (القرن السابع عشر) : وصلت إلى (إنجلترا) بواسطة شخص تركي !!!.. حيث فتح أول محل لبيع القهوة في (شارع لامبارد بلندن) !!!.. ومن ثم : أصبح اسم (القهوة) الإسلامية :
بالتركية : (كهفي) !!.. وبالإيطالية : (كافا) !!.. وبالإنجليزية : (كافي) !!...

2))
وهل تعلمون أن (ابن الهيثم) عالم الرياضيات والفلك والفيزياء : هو مخترع (الكاميرا) : والتي تعتبر بحق : عماد كل الحياة الإعلامية الحديثة !!!..
وقد تم اشتقاق اسم (كاميرا) من كلمة (قمرة) العربية !!!.. والتي تعني :
الغرفة المظلمة أو الخاصة !!!..

3))
هل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من استخدم (البارود) للأغراض العسكرية بإضافة (البوتاسيوم) له !!!.. وأنهم هم أول من صنع (صاروخا ً) : ينفجر في سفن الأعداء عند إصابتها ؟!!!...
هذا في (الحرب) ... وأما في (السلم) : فهم أول من (صمم الحدائق) للتمتع بجمال الطبيعة والاسترخاء !!!..
بينما كان الغربيون يستخدمونها فقط : لزراعة الأعشاب والخضار للطبخ !!.. بل والمسلمون أيضا ً:
هم أول من زرع (الزنبق) و(الفل) الذي يزين أجمل الحدائق الأوروبية الآن !!..

4))
وهل تعلمون أن الفلكي والشاعر والمهندس (عباس بن فرناس) : قد سبق (الأخوين رايت) بألف عام تقريبا ًفي صناعة والتفكير في (آلة للطيران) ؟!!..

5))
وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً:
هم أول مَن طور (الصابون) الذي نستخدمه اليوم و(الشامبو) !!!.. وهم الذين أضافوا له الزيوت النباتية وهيدروكسيد الصوديوم والعطورات كعطر الزعتر .. بينما كانت تفوح من أجساد الصليبيين الذين غزوا الأرض العربية : روائح كريهة للغاية حسبما يقول مسلمو ذلك الوقت ؟!!.. وقد جلب (الشامبو) إلى (إنجلترا) لأول مرة شخص مسلم !!!.. وقد عـُين فيما بعد في بلاط الملكين (جورج) و(ويليام الرابع) لشؤون النظافة والشامبو !!!...

6))
وهل تعلمون أن (جابر بن حيان) : هو مخترع (الكيمياء الحديثة) !!!.. بل وإليه يعود الفضل في صناعة (كل أجهزة التقطير والفلترة والتبخير والتطهير والأكسدة) المستخدمة في معاملنا اليوم ؟؟!!!!...

7))
وهل تعلمون أيضا ًأن الفضل يعود إلى المهندس (الجزاري) في تصميم أهم الاختراعات الميكانيكية في تاريخ الإنسانية !!.. فهو الذي صمم أول (صمامات) عرفها الإنسان !!!.. كما أنه مخترع (الساعات الميكانيكية) أيضا ً!!... بل وهو يعد أبو (علم الآليات) و(التسيير الذاتي) : والذي تقوم عليه الصناعات الحديثة الآن كلها تقريبا ً!!!... وللتذكير أيضا ً: فهو أول من اخترع (القفل الرقمي) الذي نراه الآن مستخدماً في الحقائب والخزائن !!!..

8))
وهل تعلمون أن أول من صنع (المواد العازلة) هم المسلمون !!!.. وهم الذين ابتكروا (الألبسة المحشوة بمواد عازلة) التي كان ومازال يرتديها العسكريون الآن !!!..

9))
وهل تعلمون أن المهندسين المسلمين هم أول من صمم (الأقواس الهندسية المعمارية) والتي أخذها عنهم الغرب فيما بعد في علم هندسة البناء !!!.. وأنه لولا العلوم الهندسية المعمارية الإسلامية : لما شاهدنا الكثير من القلاع والقصور المنيفة والأبراج الهائلة في عالمكم الغربي اليوم !!!...

10))
وهل تعلمون أيضا ًأن كل الأدوات المستخدمة في (الجراحة والتشريح) اليوم : هي نفسها التي اخترعها العالم المسلم (الزهراوي) في القرن العاشر ؟!!!... وأن (المائتي أداة) التي يستعملها الأطباء والجراحون اليوم : هي كلها من تصميم (الزهراوي) ؟!!.. بل هل تعلمون أيضا ًأنه أول من اكتشف (الخيوط) المستخدمة في العمليات الجراحية : والتي تذوب في الجسم بعد العملية بفترة ؟!!!..

11))
بل وهل تعلمون أن الطبيب العالم (ابن النفيس) : هو الذي اكتشف (الدورة الدموية) في القرن الثالث عشر : وذلك قبل العالم (هارفي) بثلاثمائة سنة ؟!!!...

12))
وأيضا ًهل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من اخترع : (المخدرات الطبية - البنج) الذي يعطى للمرضى قبل العمليات !!!!... وأنهم أول من مزج (الأفيون بالكحول) للغرض نفسه ؟!!!...

وفي هذه اللحظة : توقف الشيخ (عبد الله) قليلا ًليرى تأثير هذه الحقائق الكثيرة المتتالية على وجوه الحاضرين ... والذين لم يتوقعوا وجود مثل هذه (العظمة) عند المسلمين بالفعل !!!.. وذلك من كثرة ما انطبع في أذهانهم بسبب (الإعلام اليهودي العالمي المُضل) !!!!...
والذي كثيرا ًما كان يصور لهم العرب والمسلمين في (الأفلام) و(البرامج) : في صورة (الهمج) (الشهوانيين) (المتخلفين) : والذين يتعطشون دوما ًللدماء والنساء !!!!...

فابتسم الشيخ (عبد الله) وواصل قائلا ً:

13))
وهل تعلمون أيضا ًأن المسلمين هم أول من اخترع (الطاحونة الهوائية) لطحن الذرة والري ؟!!. والتي لم تنتقل فكرتها إلى (أوروبا) : إلا بعد خمسمائة عام ؟!!!..

14))
وهل تعلمون أيضا ًأن أول مَن اكتشف (التلقيح) و(التطعيم الطبي) : هم المسلمون !!!.. وليس كما هو مشهور أنه العالم (باستير) الفرنسي !!!.. حيث أخذت فكرته من (المسلمين) إلى (أوروبا) : زوجة السفير البريطاني في (استنبول – تركيا) عام 1724م !!!!..

15))
بل وهل تعلمون أنه حتى (قلم الحبر) الذي يستعمله الآن : كل العالم المتحضر : هل تعلمون أن الفضل في اختراعه يعود إلى أحد السلاطين (المصريين) !!!.. والذي طلب تصنيع (قلم حبر) : لا يتسبب في :
(توسيخ) الأيدي والملابس !!!.. فجاء اختراع (أقلام الحبر الناشف) !!!..

16))
بل وهل تعلمون أن (الأرقام) التي تستخدمونها الأن : هي من وضع العلماء المسلمين ؟؟!!.. حيث أن واضعي (نظام الترقيم) هما العالمان : (الخوارزمي) و(الكندي) ؟!!..
بل وهل تعلمون أن (الخوارزمي) هو واضع (علم الجبر) أيضا ً!!!.. وأن الذي نقل (العلم الحسابي العربي) إلى (أوروبا) : هو العالم الإيطالي (فيبوناتشي) بعد أكثر من ثلاثمائة عام على اكتشافه (عربيا ً) !!!... وأنه للأسف الشديد : ينتشر في الغرب على أن (فيبوناتشي) : (مكتشفه) لا (ناقله) !!!...
بل وللعلم أيضا ً: فإن عالما ًمسلما ً: هو مكتشف (اللوغاريتمات) !!!.. بل وأن أصل علم (المختصرات) : عربي إسلامي بحت !!!....

17))
بل وهل تعلمون أن (علي بن نافي) الملقب بـ (زرياب) : هو الذي وضع (أسس التغذية الحديثة) ؟؟!!!.. بل وهو أيضا ًالذي طور للعالم : (كؤوس الكريستال) التي عمل على اختراعها في البداية العالم الأندلسي المسلم (عباس بن فرناس) !!!..

18))
وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً: هم مَن وضع (علم النسيج والحياكة ) والسجاد تحديدا ً: بينما كانت (أرض المنازل) عندكم هنا في (أوروبا) : من التراب والسطوح البدائية ؟!!!..
ثم انتشرت بعد ذلك السجاجيد فيما بعد : بصورتها الحديثة في كل العالم !!!..

19))
بل وهل تعلمون أن كلمة (شيك) الإنجليزية : أصلها عربي !!!...
وأنها مأخوذة عن كلمة (صك) : أي التعهد بدفع ثمن البضائع عند تسلمها .. وذلك تجنبا ًلتداول العملة في المناطق الخطرة ؟!!!.. لدرجة أنه في القرن التاسع : كان رجال الأعمال المسلمون : يأخذون (الكاش) مقابل (شيكاتهم) في (الصين) : والمسحوبة على حساباتهم في (بغداد – العراق) !!!!.. أي بعبارة أخرى : فالمسلمون هم أول منَ وضع : (أسس الاقتصاد المالي الحديث) أيضا ًللعالم !!!!...

20))
وأخيرا ً:
هل تعلمون أن (ابن حزم) الأندلسي : قد اكتشف أن الأرض : (كوكب يدور) !!!.. وذلك قبل العالم الغربي (جاليليو) بخمسمائة عام تقريبا ً!!!...
وأن الفلكيين العرب : كانوا يحسبون حركة الأفلاك بدقة متناهية !!!...
بل وقد قدّم العالم الإسلامي (الإدريسي) للملك (روجر) في (صقلية الإيطالية) :
نموذجا ًمُجسما ًلـ (الكرة الأرضية) : مرسومٌ عليه : أقاليم وبلدان العالم في القرن الثاني عشر؟!!!...

وكل هذه العشرين إنجازا ً: وكما قلت لكم :
فما هي إلا أقل القليل : بجانب ما خدم به المسلمون بالفعل (البشرية) و(العلم الحديث) !!!..
والذي (وكما لاحظتم) من خلال النقاط العشرين السابقة :
قد تم نسبتها للأسف إلى : مَن نقلوها منا إليكم !!!.. وذلك بعد التجاهل والتعتيم على الأصل !!.. وبعد تجاهل فضل أصحابها الحقيقيين !!!...

فهذا بروفيسور (ليستر) : هو حال المسلمين وقت أن تمسكوا بدينهم الصحيح !!!...
حيث تحولوا في أقل من قرن ٍمن الزمان :
من أمة (همجية) (جاهلة) : لا وزن لها في العالم :
إلى أمة : (سادت) العالم في كل الميادين !!!..
فهل ترى أو تعرف سببا ًلهذا التحول برفيسور :
غير (كتاب ربها) و(سنة نبيها) اللذان تم إلصاق تهمتي (الجهل) و(التخلف) بهما زورا ً؟؟؟؟!!!..

وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة صورة بروفيسور (ليستر) وهو يهز رأسه في تعجب قائلا ً(وبنفس لهجته الهادئة) :
الحق أيها الشيخ المسلم : أنه يبدو أن الكتب التي استقيت منها معلوماتي عن دينكم :
لم تكن (محايدة) أبدا ً!!!.. ولا حتى (نزيهة) !!!..
وأعترف أن هذا خطأ ٌمني : وأني قد وقعت فيه للأسف بالرغم من علمي لهذا (العداء) الذي يكنه بعض مؤلفي الكتب للإسلام !!!!...
ولكني لم أتخيل للحظة واحدة : أن يصل (طمس الحقائق) و(تزييفها) و(تشويهها) أو (إخفاءها بالكلية) :
إلى هذه الدرجة من الكذب والخداع !!!..

ومن هنا :
فأنا أعلن اعتذاري لك .. ولدينك العظيم : أمام كل الحاضرين !!!...
وأعدك أني سأتحرى من الآن : جميع الحقائق بنفسي في المرات القادمة : من المصادر الموثوقة المحايدة :
ثم سأقوم بنشرها على الملأ : مهما كانت الصعوبات والعقبات !!!...

ولكن ائذن لي أيها الشيخ المسلم في استفسار منطقي أخير :
إذا كان دينكم يحمل بالفعل : كل هذا الكمال في أمور (الدنيا) و(الدين) : فلماذا تخلفتم عن ركب الحضارة الآن ؟؟.. لماذا لم تستمروا بنفس هذا المستوى من الإنجازات العظيمة التي ذكرت لنا جانبا ًمنها ؟؟!!.. وشكرا ً.........

وهنا .. فوجيء الجميع بالرد السريع من جانب الشيخ (عبد الله) : والذي بدا وكأنه كان متوقعا ًلهذا السؤال !!!.. حيث قال على الفور :
أنت بنفسك بروفيسور (ليستر) : يمكنك الإجابة عن هذا السؤال بصفتك خبيرا ًفي علوم (الفلسفة والمنطق) التي تحرص وتعمل على نشرها في بلادنا : لإنقاذنا من (الجهل) و(التأخر) على حد قولك !!!...
حيث سأعقد لك مقارنة بسيطة جدا ًبين :
ما أعطيناه لكم نحن المسلمون .. وبين :
ما أعطيتموه لنا كعالم غربي : لم ينهض من رقاده العميق ومن (عصوره المظلمة) : إلا (بفضلنا عليه) كما رأيت الآن !!!!..

فأما الذي أعطيناه لكم فهو :
(التوحيد الخالص في العبادة لله) .. و(نبذ الخرافات) .. و(النقد والتنقيح لفلسفاتكم القديمة) ... ونقلها من الحكم على الأشياء بالأساليب (العقلية أو الظنية البحتة) إلى الحكم على الأشياء بأساليب (التجربة والاستقراء) : وهما أساس نهضة كل (العلوم الحديثة) كما تعرف ...
كما أعطيناكم أيضا ً: (الأدب) و(النظافة) و(مكارم الأخلاق) وأخلاق (الفروسية) .. و(الطب) و(الهندسة) و(الرياضيات) و(الفلك) و(الجغرافيا) و(البصريات) .... وإلى آخر ذلك مما ذكرته لكم منذ قليل ...

فماذا أعطيتمونا أنتم مقابل كل هذا ؟؟...
لقد (استعمرتم بلادنا) :
لتنشروا فيها (الكفر) و(الشرك) و(الخرافة) و(القتل) و(التدمير) و(إهلاك الثروات ونهبها) وإهلاك (العلم والعلماء) !!!..

فكانت حروبنا لكم : لنشر (الدين .. والعلم .. والخير .. والعدل) !!!..
وكانت حروبكم لنا : لنشر (الكفر .. والشرك .. والجهل .. والدمار .. والتخلف .. والفقر) !!!!...

وما زال هذا هو ديدنكم معنا حتى الآن للأسف !!!!...
حيث ما لبثتم أن أعدتم إلينا : (فلسفاتكم القديمة الفاسدة المغلوطة) : ولكن : في زي مُبهر ٍجديد !!!.. فخدعتم بها الكثيرين للأسف والجُهال !!.. واستطعتم بمساعدة الاستعمار وبمساعدة الخونة من بلادنا : أن تنشروا هذه الفلسفات والأفكار بيننا !!.. وخدعتم المسلمين حتى استبدلوا (كتاب الله) و(سنة رسوله) : بهذه الأفكار والفلسفات القديمة المغلوطة !!!..
بل وزدتم عليها أيضا ً:
جميع الفلسفات الحديثة الفاسدة كـ : (العلمانية) و(الإلحاد) !!!..
والتي صورتم للناس أنهما : قمة هرم التفكير الإنساني : ولا غيرها !!!..
واتخذتم من (نبذكم لدينكم) (المُحرف أصلا ً) : مثالا ًيُحتذى : دفعتم جهال المسلمين لتقليده على عمى ًللأسف !!!..
حيث استطعتم أن تنسوهم فعلا ً: الفارق الشاسع بين (دينكم المحرف الناقص) : وبين (ديننا الخاتم الكامل) :
والذي لم يترك الله تعالى في حياتنا شيئا ً: إلا وذكره فيه قرآنا ًوسنة !!!!...

وأغريتم أيضا ًالكثير من رجال بلادنا الإسلامية : للسفر إلى بلادكم في شكل بعثات : فدسستم في عقولهم الفلسفات (الإلحادية) و(العلمانية) و(الوجودية) وغيرها !!!....
فزاد الوضع في بلادنا للأسف : سوءا ًعلى سوء !!!...
ولكننا ولله الحمد : قد جعل الله تعالى قوتنا : في أصل ديننا ...!
ولذلك : فديننا : سيبقى قويا ًمتماسكا ًبفضل الله : حتى ولو كان الذي يحمله هو : بضعة رجال فقط !!!..

فهل رأيت الآن بروفيسور (ليستر) : الفرق الشاسع بين (ما أعطيناكم) : وبين (ما أعطيتمونا) !!!..

وسبحان الله :
لعل من (حكمة) الله تعالى في (ضعف) المسلمين الآن على الصعيد العالمي :
هو أن في ذلك : ردٌ من الله تعالى على من يتهم الإسلام دوما ًأنه : قد انتشر بالسيف !!!..
أو حتى بالرشوة وشراء الذمم والإغراء بالمال !!..
إذ أنه : وبالرغم من (ضعفنا) و(تخلفنا) الآن على حد قولك بروفيسور (ليستر) :
إلا أن الإسلام وكما أخبرتكم : هو (أكثر) و(أسرع) الأديان انتشارا ًالآن : في جميع أنحاء العالم !!!..

وقبل أن أنهي حديثي معك ...
أود أن أخبرك أن (الدين) و(الدنيا) : كلاهما مطلوبٌ في الإسلام !!!...
ولكن إذا تعارض ذلك مع ذاك : فإننا نقدم (الدين) على (الدنيا) !!!.. ونقدم العمل لما بعد (الموت) : على العمل لهذه (الحياة) الفانية !!!...
وذلك لأن كل مسلم : يعلم أن الحياة الدنيا مهما طالت به : فلا تعتبر شيئا ًقياسا ًبالحياة الأخرى الأبدية !!!..
والتي سيعيشها كواحد من اثنين : لا ثالث لهما :
إما في (نعيم أبدي) !!... وإما في (عذاب أبدي) !!!!...

وأنه لن تنفع أحد ٌ: مكانته في الدنيا (مهما عظمت) : ذلك إذا مات (كافرا ً) مثلا ًأو (مشركا ً) أو (عاصيا ً) لله تعالى !!!..
فـ (العالِم) الفذ الذي قدم للبشرية الكثير برغم كفره بالله :
(الرجل المؤمن العادي) : سيكون أسعد منه حالا ًفي الآخرة !!!..
وذلك بالضبط كالفرق بين (تكريم) (الجندي الصغير) : الأمين على أسرار بلده ...
وبين (تعذيب) (الضابط الكبير) : الذي خان بلده !!!..

فالعبرة هي فقط : بـ (المقياس) الذي حدده الله تعالى !!!... لأنه هو الذي خلقنا .. وهو الذي سيحاسبنا !!!..

وأما (المجتمع) الذي يعيش (بلا دين) كما كنت مخدوعا ًأنت في أمنياتك بروفيسور (ليستر) :
فهو مجتمع ٌ: (بلا أخلاق) !!!.. وعندما تختفي الأخلاق : يأكل الناس بعضهم بعضا ً!!!.. ويأكل القوي الضعيف !!!..
وقد لخص كل تلك الحقائق : أحد كبار قضاة القرن السابع عشر في (أوروبا) ....
وهو القاضي : (ماثيو هالوس) عندما قال :
" إن القول بأن الدين خدعة :
هو بمثابة إبطال لجميع المسؤليات التي تقع على عاتقنا لاستقرار النظام الاجتماعي " !!!..

فالمجتمع : يستطيع العيش بـ (دين ٍ) بغير (علم) ... حتى ولو واجه بعض المتاعب !!!..
ولكنه أبدا ً: لن يستطيع العيش بـ (علم ٍ) بغير (دين) !!.. وذلك لأن (الدين) هو الذي سيحفظ له : أمنه واستقراره !!..
فمجتمع ٌبدون (دين ٍ) : هو بدون (ضمير ٍ) يحكمه !!!....

فأرجو أن أكون بهذه الخاتمة : أكون قد أوضحت لك الكثير من المعاني التي يقصر وقت الندوة عن توضيحها لك بروفيسور (ليستر) ...
ولكني كما أخبرتك من قبل :
أثق بقدرتك على (فهم الكلام) ... وفهم أيضا ً: (ما وراء الكلام) بحكم دراستك وعملك !!!....

وفي هذه اللحظة : تنهد الشيخ (عبد الله) ثم قال :
ولنأخذ الآن سؤالا ًآخرا ً.. وليكن من امرأة هذه المرة ....
فليتفضل الشيخ (محمد) بالاختيار ...
ويا حبذا من الحاضرين في أقصى القاعة من هذه الجهة ...
حيث لم نختر منهم أحدا ًمن قبل ..
تفضل .........


19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة ..

يُــتبع بإذن الله ..

اللهم أعز الإسلام
06-21-2011, 06:08 PM
::

أكمل يا رعاك الله ..
" اللهم لك الحمد أن أكرمتني بهدايتك لي لدينك "
::

إلى حب الله
06-22-2011, 03:17 PM
19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة ..

وهنا ....
وقبل أن يقوم الشيخ (محمد) باختيار أحد الحاضرين للسؤال ...
فوجيء بحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) وهو يقول له :

أعتقد أنه من حقي أيضا ًأن أسأل في هذه الندوة شيخ (عبد الله) !!.. أليس كذلك ؟؟!!..

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقد انحنى للأمام قليلا ًلينظر لمستر (فيليب) قائلا ً:
بالطبع من حقك ذلك مستر (فيليب) !!!... تفضل ...

وهنا .. نظر مستر (فيليب) لـ (أحد القساوسة الكبار) في الصف الأول برهة ًثم قال :
برغم ما قد يعتقده البعض من (ابتعادي عن أمور الدين) في حياتي .. وذلك باعتباري رجل سياسي :
و(ذو مسئوليات عديدة) كحاكم مدينة : إلا أنهم أخطأوا في ذلك خطأ كبيرا ً!!!!...

ثم التفت مستر (فيليب) للحاضرين وهو يواصل قائلا ً:
فالذي لا يعرفه الكثيرون هنا : هو أنه كانت لي (تربية دينية) في الكنيسة : قضيتها لمدة تزيد عن سبع سنوات !!!...
وللأسف .. كنت في هذه السنوات منذ الصغر : كنت أنظر لجميع (الأنبياء والرسل) في قصص العهد القديم على أنهم : (من أكمل البشر) أخلاقا ً!!!..... وذلك مما كان يُروى لي عنهم !!!..
إلى أن كبرت قليلا ً.. وبدأت أقرأ وأ ُطالع بنفسي : العديد من نصوص العهد القديم ...
فصدمتني ساعتها : الكثير والكثير من النصوص التي أظهرت لي :
أنه حتى هؤلاء (الأنبياء والرسل) : كانوا يقارفون ما يُعرف بـ : (أكابر الذنوب) !!.. حيث جاء في العهد القديم أنهم كانوا : (يزنون) !!.. و(يشربون الخمر) لدرجة الإغماء !!!.. بل وحتى كانوا (يكذبون) و(يخدعون) و(يغشون) !!!!..
مما أثر في .. نفسيتي .. وشخصيتي .. ورؤيتي للدين كثيرا ًفي ذلك الوقت !!!...
لدرجة أني ظللت أسأل عن (أصح تفسير) و(أفضل تأويل) لمثل هذه النصوص لمدة عامين كاملين :
قبل أن أترك دراستي الكنسية لهذا السبب !!!....
وفي كل مرة كنت أتوجه فيها بالسؤال لـ (رئيس الأساقفة) في ذلك الوقت :
كان لا يزيد عن قوله أن الله تعالى :
له (حكمة عظيمة) من أن يُخطيء (الرسل والأنبياء) مثلنا !!!.. بل ومثل (شِرار الناس) أحيانا ً!!!..
ومن تلك الحكم :
أن يضربوا لنا بـ (المثل العملي) أنه : مهما بلغت ذنوب الإنسان : فذلك لا يعني أبدا ً(خلو قلبه من الخير) !!!..
كما يعني أيضا ًأن كل إنسان : يُفتح له باب التوبة .. ويغفر الله له مهما فعل !!..

والحق .. أني لم أسترح كثيرا ًلهذا الرأي في ذلك الوقت ...
إذ أن ذلك : يمكن تقبله في أي أحد ٍغير (الأنبياء والرسل) .. أما هم : فصعب جدا ًأن أتخيل وقوعهم في نفس الذي ينهون الناس عنه !!!!...
ثم نسيت الأمر بأكمله فترة طويلة من الزمن ..
حيث لم أكن أتذكره : إلا كلما اقترفت ذنبا ً!!!... حيث كنت أتذكر ساعتها كلام (رئيس الأساقفة) وأقول في نفسي : لا تهول من الأمر !!!... فإذا كان نبي الله (داود) : قد (زنى) !!!.. ونبي الله (يعقوب) : قد (غش) !!!..
فهل سيعاقبك الله على هذا الذنب الصغير الذي فعلته ؟؟!!!...

ومنذ انتهاء وقت استراحة الندوة : وقد قفزت هذه المسألة فجاة وهذا التساؤل : في ذهني من جديد !!!...
وها أنا أستغل الفرصة الآن قبل فواتها : لأسألك نفس السؤال :
هل هناك حكمة من وقوع مثل هذه (المعاصي الكبار) التي ارتكبها (الأنبياء والرسل) ؟؟..
أم أن الأمر كله : (تحريف) من بين (التحريف) الكثير الذي أخبرتنا عنه في كتبنا ؟؟؟...
وشكرا ً......

وفي هذه اللحظة .. وبرغم اللهجة الصادقة التي سأل بها مستر (فيليب) سؤاله : إلا أن الشيخ (عبد الله) شعر من داخله بأن لهذا السؤال : (علاقة) بشكل أو بآخر : بما حدث من جدال ونقاش حاد أثناء الاستراحة بين مستر (فيليب) و(القساوسة) !!!!..
ولكنه على أي حال : من حقه بالفعل معرفة إجابة هذا السؤال الهام ...
فابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:

سؤالك بالفعل : من الأهمية بمكان مستر (فيليب) !!!... بل ويمكننا القول بأنه من ضمن الأشياء التي تميز بها كتاب (الإسلام - القرآن) عن كتب (اليهود) و(النصارى) المحرفة : ألا وهو أنه : الوحيد الذي (رفع من شأن) كل (الأنبياء والرسل) من قبل !!!...
فبالرغم من أن عدد (الأنبياء والرسل) المذكورين في (القرآن) هو (24) : إلا أن الله تعالى أخبر نبيه الخاتم عن باقي (الأنبياء والرسل) من قبل فقال له :
" ولقد أرسلنا رسلا ًمن قبلك : منهم من قصصنا عليك .. ومنهم من لم نقصص عليك " !!!.. غافر – 78 ...

وطلب الله تعالى من المسلمين : أن يؤمنوا بكل هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً!!!.. وبألا نفرق بين أحد منهم ... فقال الله عز وجل في قرآنه لنا :
" قولوا آمنا بالله .. وما أ ُنزل إلينا .. وما أ ُنزل إليكم .. وما أ ُنزل إلى : إبراهيم .. وإسماعيل .. وإسحق .. ويعقوب .. والأسباط .. وما أوتي : موسى .. وعيسى .. وما أوتي النبيون من ربهم : لا نفرق بين أحد ٍمنهم .. ونحن له (أي لله تعالى) : مسلمون " .. البقرة – 136 ..

وهكذا ترون أن المسلم : يؤمن بأن كل (الأنبياء والرسل) : أعلى منزلة من الناس جميعا ً!!!.. ويؤمن بأنهم أيضا ً: خير البشر على الإطلاق !!!.....
وذلك لأن الله تعالى : هو الذي (اختارهم) و(اصطفاهم) من بين الناس .. وذلك لحمل (رسالته) وتبليغها .. وتحمل المشاق من أجلها ... وما كان لله تعالى بـ (كمال حكمته) و(كمال خبرته) : أن يُخطيء أبدا ًفي ذاك الاصطفاء والاختيار !!!!..
حيث يخبرنا الله تعالى في قرآنه في أكثر من موقع فيقول :
" إن الله اصطفى : آدم .. ونوحا ً.. وآل إبراهيم .. وآل عمران : على العالمين .. ذرية : بعضها من بعض : والله سميع عليم " .. آل عمران – 33 : 34 ..

ويقول أيضا ً:
" إن الله يصطفي من الملائكة رسلا ً.. ومن الناس : إن الله سميع بصير " .. الحج – 75 ..

وبالرغم من إيماننا بخيرية هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً: إلا أن الله تعالى أخبرنا أيضا ً: بتفضيله لبعضهم على بعض .. وذلك وفق مقدار (المشقة) التي تعرض لها كل منهم مع قومه : لتبليغ رسالته أو تطبيقها فيما بينهم .... فيقول الله تعالى في قرآنه :
" تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض !!.. منهم من كلم الله .. ورفع بعضهم درجات " .. البقرة – 253 ..

ومن هنا :
يتبين لنا أن مَن يطعن في هؤلاء (الرسل والأنبياء) : فهو في الحقيقة :
يطعن في (اختيار) الله تعالى لهم !!.. بل ويصفه بـ (الجهل) و(سوء الاختيار) !!!.. وكلها صفات و(انتقاصات) : مرفوضة تماما ًفي جانب (الله) الذي عرضت عليكم من قبل : بعض اللمحات عن (كماله المطلق) في كل شيء !!!..
وأما الإنسان الذي يُبرر ما جاء في كتبكم عن (جرائم) لهؤلاء (الأنبياء والرسل) : بأنها لـ (العبرة) !!!..
وانها إثبات منهمم للناس جميعا ًأن البشر : يُخطيء ويتوب :
فهذا التبرير :
(لا أساس له من الصحة) في حق من (اختارهم) الله تعالى من بين جميع البشر : ليحملوا رسالته !!!...
وسوف أضرب لك مثالا ًبسيطا ًعلى ذلك ...

إذا افترضنا مثلا ًمستر (فيليب) : أنك (ضابط) على عدد كبير من (الجنود) الواقفين في ساحة التدريب في انتظام أمامك .. ثم طلبك الجنرال لبعض الوقت ... فأردت أن تترك (أحد الجنود) في مكانك لحين رجوعك .. على أن يعمل هذا (الجندي) على : استمرار نفس الوضع الملتزم الثابت .. واستمرار نفس النظام والسكون لباقي الجنود ...
فمَن ستختار ؟؟؟...
هل ستختار (جنديا ً) : يُـثرثر ويُـدخن ويتحرك كثيرا ًبغير داع ؟؟؟؟!!!!.....
أم ستختار : (أفضل الجنود) عندك .. وأكثرهم أدبا ًوالتزاما بالأوامر ؟؟؟!!!...

ألا ترى معي أن (الجندي الغير ملتزم) الأول : سيُـشجع باقي الجنود على (عدم الالتزام) مثله ؟؟!!..
وأما (الجندي الملتزم الثاني) :
فسيُـبرهن لهم على أن (الإلتزام) : هو شيء في مقدورهم فعله : مثله تماما ً!!!.. وأنه بـ (التزامه) :
سيدفع الجميع بالفعل : لعدم المخالفة بقدر الإمكان !!!....

أليس هذا المنطق مستر (فيليب) : هو الأقرب للصواب ؟؟!!..

فما بالنا إذا علمنا أنك كـ (ضابط) : قد (توعدت) كل مَن يخالف النظام : بعقاب أليم !!!...
ألا يكون من (العبث) ساعتها : أن تضع أمامهم هذا (الجندي الغير ملتزم) للإشراف عليهم نيابة عنك ؟؟!!!..
ألا يكون ذلك من باب (العبث) بهم فعلا ًوأنت تعلم ما سيجرهم ذلك إليه !!!... بل وقد يدل أيضا ًللأسف على (إرادة السوء) بهم وليس (الخير) ؟؟!!!..

وهنا .. سكت الشيخ للحظة وهو يتأمل وجوه الحاضرين ثم قال :
وعلى هذا .. فإنه كان من العجيب :
أنكم قد صدقتم ما قام بتأليفه (المحرفون) و(العابثون) في كتبكم : عن (جرائم أنبيائكم المشينة) !!!..
والتي لو تفكرتم فيها قليلا ًببعض المنطق : لوجدتم أن (الرجل الصالح) في أي مجتمع : لا يفعلها !!!.. فما بالنا بمَن (اختارهم الله) من وسط كل البشر لحمل رسالته وتبليغ دينه للناس ؟؟!!!...

بل .. وما الذي تتوقعون فعله من الناس مثلا ً: إذا ما قرأوا عن نبيين من أنبياءهم وهما : (نوح) و(لوط) عليهما السلام :
أنهما قد : (شربا الخمر حتى الثمالة) ؟؟؟!!!...
لدرجة أن (نوح) عليه السلام : تنكشف (عورته) وهو لا يدري !!!.. و(لوط) عليه السلام : (تزني) به ابنتاه وهو لا يدري أيضا ً!!!!...

فلا عجب إذا ً: من الإحصائيات الرهيبة عن (مدمني الخمر) في بلادكم !!!... بل والإحصائيات المخيفة أيضا ًعن (زنا المحارم) في مجتمعاتكم !!!!...

ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس عند قراءتهم لـ : غش (يعقوب) لأبيه (إسحق) عليهما السلام !!!.. وذلك عندما (خدع) (يعقوب) أباه و(كذب) عليه : فقط : لينال (عهد النبوة) منه بدلا ًمن (أخيه) المظلوم ؟؟؟!!!...

فهل تتوقعون بعد كل هذه (الجرائم للأنبياء المشينة) في كتبكم : هل تتوقعون أن تسود (الأمانة) في مجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس : عندما يقرأون (الفعل الخسيس) الذي فعله (داود) عليه السلام مع (قائد جنوده) الذي وهب نفسه للجهاد والحرب في سبيل الله !!!... وذلك بدءا ًمن :
(زنا) (داود) بامرأة ذلك القائد أثناء غيابه !!!..
وانتهاءً بالتخلص من هذا القائد المؤمن : لكي لا يكتشف (حمل) زوجته من الملك (داود) النبي ؟؟!!...
إنها حقا ً: من (أخبث الأكاذيب) التي ألصقوها بـ (أنبياء الله الكرام ورسله) في كتبكم المحرفة !!!!...

(عشرات المواقف) للأسف : والتي جعلوا فيها (خير البشر) : أبطالا ًفي (الزنا) و(السرقة) و(الغش) و(الخداع) !!..

بل : وحتى نبي الله (سليمان) عليه السلام والموصوف في كتبكم بالحكمة : والذي كان يأتيه الناس من البلاد البعيدة ليستمعوا إلى حكمته : تصفه كتبكم بأن نساؤه : قد أملن رأسه عن التوحيد في أواخر أيامه !!!!..
فهل يُصدق عاقل ٌبأن نبي الله يكون مشركا ً!!.. ومتى ؟.. في أواخر أيامه التي يزهد الإنسان فيها عادة في الدنيا أصلا ًوملذاتها !!.. ويراجع فيها الكافر كفره مع اقتراب موته !!!...
والله شيء عجيب حقا ًمستر (فيليب) !!!..

ناهيكم بالطبع عن عشرات المواقف الأخرى : والتي تمتليء بالألفاظ (الجنسية الفاضحة) :
والتي لا يستطيع أي عاقل إيجاد (ولو سببا ًمعقولا ًواحدا ً) : يدعو الله (الحكيم) لأن يذكرها في كتاب ٍ:
يُـفترض أنه (مُقدس) و(ديني) كما تزعمون !!!!...

عشرات حوادث (الزنا) في العهد القديم !!!.. وليست أي درجة من (الزنا) للأسف : بل أكثرها (اشمئزازا ً) لكل إنسان !!!.. ألا وهو : (زنا المحارم) كما أخبرتكم !!!!.. وللأسف : أبطال هذه الجرائم هم : الأنبياء .. وبناتهم .. وأولادهم !!!..
البنات : بأبيهم !!!..
والأباء : بزوجات الأبناء !!!..
والأخ : بأخته !!!..
والابن : بزوجات أبيه !!!..

ووالله : لو عرضتم أي (قصة) أو (كتابا ً) : فيه (ولو عُشر) ما في العهد القديم من جرائم وألفاظ مشينة :
على مدير إحدى (المَدرسات المحترمة) في بلادكم : ليقوم بتدريسه للطلبة عنده :
لرفضه كل الرفض بدون تفكير !!!..
إذ أن نتيجة دراسة مثل هذا الفساد أو حتى قراءته وسماعه : معلومة لأي (عاقل) يحترم عقله : ألا وهي :
تأثر الطلاب بما سيقرأونه : حتى ينطبع على أخلاقهم !!!.. فتتشربه سلوكياتهم !!!.. فينتشر الفساد بسببهم !!!...

فلا عجب أن مثل هذه المواضع والفقرات من كتبكم : لا يقرأها عليكم قساوستكم في الكنائس !..
والتي لو لم يصل أحدكم إلى اكتشافها بنفسه : فلن يعرف من رجال دينكم شيئا ًعنها أبدا ً!..

فهذا مستر (فيليب) : هو جوابي على سؤالك باختصار ....
وهو أني على تمام اليقين (كما أراك أمامي الآن) : أن كل هذه القصص (المُشينة) :
هي من باب : (الكذب) و(العبث) و(التحريف) في كتبكم !!!!....

وأما في ديننا الإسلام :
فكما أننا نعترف أن كل البشر : يُخطئون ... إلا أننا نعرف أن الأخطاء : تختلف باختلاف منزلة كل منا ...
فأخطاء الأنبياء مثلا ً:
إذا فعلناها نحن : لكانت في حقنا فضيلة !!!!...
لأن أخطائهم : ليست (عصيانا ًلله) تعالى كما رأيت معي في كتبكم (المُحرفة) !!!....
بل هي أخطاء (إن صح التعبير) : لله تعالى !!!..
فمنها مثلا ً: ما حكاه رسولنا الخاتم (محمد) عن (إبراهيم) عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق عليه :
أن (إبراهيم) عليه السلام لم يكذب في حياته إلا (ثلاث كذبات) ...
الأولى : عندما أراد أن يُـحطم أصنام قومه .. فانتظر حتى كان يوم خروجهم من القرية أو البلد للصيد أو الاحتفال : فكذب عليهم وقال : " إني سقيم " .. أي مريض .. وذلك كي يتركوه وحيدا ًفي القرية ..

الثانية : أنه عندما تم له ما أراد وخطط .. وانفرد بالأصنام من دون أن يراه أحد من قومه :
فقام بتحطيمهم جميعا ًبفأسه : إلا أكبرهم .. حيث قام بتعليق الفأس في رقبته !!!.. وعندما رجعوا وشاهدوا ما حدث بأصنامهم .. وسألوه من فعل هذا ؟؟.. قال لهم (استهزاءا ًبهم وبآلهتهم) : " فعله كبيرهم هذا " !!!..

الثالثة : هي قوله على زوجته (سارة) أنها : (أخته) !!.. وذلك عندما طمع فيها أحد جبابرة ملوك (مصر) .. إذ لو علم أنه زوجها : لقتله ليفوز بها .. فقال إنها (أخته) : أي أخته في الإسلام والدين !!!.. ثم دعا الله تعالى أن ينجيها من ذلك الملك الجبار : فأنجاها الله تعالى منه بالفعل .. فأعطاهما الملك بعد ذلك (هاجر) لتخدمها ....

والسؤال الآن :
هل نعتبر مثل هذه (الكذبات الثلاثة) : كذبا ًحقيقيا ً: يُعذب الله تعالى صاحبه ؟؟!!...
إذا كانت إجابتكم بـ : لا : فتكونوا علمتم بالفعل : أنواع (أخطاء الأنبياء) التي حدثتكم عنها !!!...
والتي لن تعدو تلك الأخطاء أن تكون :

>> إما كذبا ً(نافعا ً) : كما رأيتم الآن من (إبراهيم) عليه السلام لله !..
>> وإما سؤال الله تعالى عن ما لا يجوز : مثل سؤال (نوح) عليه السلام لله عن عدم إنقاذ ابنه الكافر مع باقي أهله !..
>> وإما تصرف في شيء : من قبل أن يأذن له به الله : كترك (يونس) عليه السلام لقومه : قبل أن يأذن له الله !..
وكاتخاذ النبي الخاتم (محمد) للأسرى في بداية جهاده للكافرين : من قبل أن يأذن الله له !..
>> وإما عتاب من الله : حفاظا ًعلى النبي : كعتاب الله للنبي الخاتم (محمد) على : كثرة تأسفه على الكافرين من قومه !..
>> وإما خطأ غير مقصود : كما وكز (موسى) عليه السلام أحد المصريين : فقتله بغير قصد !..

فهذه هي بعض الأمثلة : لـ (أخطاء الأنبياء) الحقة مستر (فيليب) !!!...
والتي لو فعلها أحدنا : لوصفناه بأنه (رجل صالح) في مجتمعه ودينه !!!!...
أو على الأقل : لم نصفه بأنه (رجل سيء) !!!..

ولذلك : فهي أخطاء : مغفورة لهم بإذن الله تعالى !!!...
لأن الله تعالى : قد (عصمهم) بالفعل من الوقوع في (أكابر الذنوب) لفرط صلاحهم وقوة وصدق إيمانهم مثل : (الشرك بالله) و(الزنا) و(القتل) و(عقوق الوالدين) و(السحر) و(الهرب من القتال) و(أكل الربا) و(افتراء الأكاذيب والبهتان على الناس وخصوصا ًعلى النساء) و(السرقة) و(الخيانة) و(الغش) .......... إلى آخر ذلك مما لا يليق أبدا ًبمقام خير البشر من (الأنبياء والمرسلين) !!!..

ثم سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يلتفت لمستر (فيليب) قائلا ً:
أرجو أن أكون قد أجبتك بذلك على استفسارك مستر (فيليب) ....
حيث أن سؤالك بالفعل : يبين للناس : أن أحق الناس بالاتباع وأخذهم قدوة هم :
(أنبياء ورسل) الله عز وجل : لأنهم ببساطة : هم (خير البشر) !!!....

فالله تعالى : لم يرسل لنا (ملائكة) : ليعلموننا : أمور ديننا .. والحلال والحرام .. والصواب والخطأ ...
وإلا لكان المُخطئون تحججوا دوما ًوقالوا :
لو لم يكن هؤلاء (ملائكة) : لكانوا أخطأوا مثلنا : فقتلوا مثلنا !!.. وزنوا مثلنا !!.. وسرقوا مثلنا !!!!.....
ولكن الله تعالى : تعمد أن يجعل الرسل إلينا : هم (بشر مثلنا) ....
لنعلم دوما ًأن ما يطلبه الله تعالى منا : (ليس مستحيلا ً) !!!!... فها هم (الأنبياء والرسل) وهم بشر مثلنا : يفعلونه أيضا ً!!!...
ولذلك :
فإن الله تعالى بعد أن ذكر لنا في قرآنه كلا ًمن : إبراهيم .. وإسحق .. ويعقوب .. ونوح .. وداود .. وسليمان .. وأيوب .. ويوسف .. وموسى .. وهارون .. وزكريا .. ويحيى .. وعيسى .. وإلياس .. وإسماعيل .. واليسع .. ويونس .. ولوط : قال لنا ولنبيه الخاتم (محمد) :
" أولئك الذين هدى الله : فبهداهم اقتده " !!!... الأنعام – 90 ...

وبما أن نبينا الخاتم (محمد) : قد اجتمعت فيه فضائل هؤلاء الأنبياء جميعا ً... فقد أمر الله تعالى كل مؤمن بحق :
أن يتخذ من النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : قدوة له !!!... فقال :
" لقد كان لكم في رسول الله (أي محمد) : أسوة حسنة : لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .. وذكر الله كثيرا ً" ... الأحزاب – 21 ..

وهذه الآية بالفعل :
هي خير ما أهديه إلى كل من أراد (إصلاح نفسه) في هذه الحياة : ليفوز برضا الله تعالى في الدنيا .. وبنعيمه وجنته في الآخرة بإذن الله ...

والآن ..
فليختر لنا الشيخ (محمد) سائلة أخرى ...
فليتفضل ....


20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-23-2011, 02:47 PM
20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ ..

وبالفعل ...
قام الشيخ (محمد) باختيار إحدى الحاضرات من أقصى القاعة ....
والتي ملأت صورتها الشاشة الكبيرة خلف المنصة ...
فأظهرت للحاضرين صورة : امرأة في أواخر الخمسينات من عمرها تقريبا ً....
فأمسكت بالميكروفون وقالت :

أهلا ًومرحبا ًبالجميع ...
وأهلا ًومرحبا ًبالشيخ الفاضل (عبد الله) ....
اسمي هو (برناديت) .. (برناديت إيزاك) ....
ولا أخفي عليك أيها الشيخ المسلم : أن هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها فعلا ً: بأن المكان يمتليء بـ (السكينة والاطمئنان) !!!.. بل وأكاد أقسم أيضا ًبأن هناك (الكثير من الملائكة) معنا الآن في هذه القاعة : ولكننا لا نراها !!!.. وذلك لأني أعلم منذ صغري أن وجود (المَـلك) بجوار أي إنسان :
يُسبب له الشعور بـ (السكينة) و(الراحة) و(الأمان) !!!..

كما أن هناك شيء آخر : أود قوله قبل طرح سؤالي ..
وهو أنه من كثرة قولك أيها الشيخ المسلم عن النبي الخاتم (محمد) : عبارة : (صلى الله عليه وسلم) :
فقد صرت أنا أيضا ًأقول مثلك في كل مرة أسمعه منك : (صلى الله عليه وسلم) !!!...
وهذه هي أول مرة في حياتي : أحترم فيها (نبي) إلى هذه الدرجة !!!....

سكتت مسز (برناديت) قليلا ًثم قالت :
وأما سؤالي لك شيخ (عبد الله) ... فتستطيع تسميته (إن صح التعبير) : (سؤالا ًبالإنابة) !!!!...
حيث أن هناك أمرٌ أهتم به كثيرا ً... بل ولا أكذب إذا قلت لك : أنه كان السبب الرئيسي لحضوري ندوة الليلة ..
وهذا الأمر يتعلق بموضوع : (الشواذ جنسيا ً) !!!... سواء كانوا من الرجال أو النساء ...
حيث أن أمثال هؤلاء الناس : قد صار اهتمام (الإعلام) بهم : ملحوظا ًجدا ًفي الآونة الأخيرة في بلادنا !!!..

فقد أنشأوا لهم بالفعل (الجمعيات الرسمية) التي : (تطالب بحقوقهم) !!!.. بل وصارت لهم أيضا ً: بعض (القنوات الفضائية) التي تدعو للانضمام إليهم وتشجيعهم وحمايتهم !!.. بل وصارت لهم :
(مهرجانات) و(احتفالات سنوية) !!!..... إلى آخر ذلك من الأشياء : والتي لم تكن موجودة من قبل بهذه الصورة المكثفة !!!...
وكنت أتوقع إلى الآن : أن يقوم مدير (جمعية حقوق الشواذ) في المدينة : مستر (داكيت) أو أحد زملائه برفع يده للمناقشة والحوار معك في هذا الموضوع !!!...
ولكنهم للأسف ....
ومنذ السؤال الرابع أو الخامس لك : لم يرفعوا أيديهم من ساعتها وإلى الآن !!!....

وأعتقد أن السبب : صار يعرفه الجميع !!!.. والذي يتمثل في : (قوة ردودك) و(دقة إجاباتك) على هذه المواضيع الشائكة : من وجهة نظر دينية منطقية بحتة !!!... وذلك بدون أية : (خوف) أو (مداهنة) أو (مجاملة) لأحد !!!..

ولكن المؤسف : أنه بتراجعهم عن السؤال والمحاورة : سيفوتون بذلك (فرصة كبيرة) على الحاضرين وعلى كل مَن يُسجل أحداث هذه الندوة : لمعرفة رأيك ورأي (الإسلام) الحكيم في هذه المسألة !!!..

لذلك ...
فقد دعوت الله تعالى من قلبي : أن يتم اختياري : لألقي أنا السؤال نيابة عن (جمعية حقوق الشواذ) في بلادنا !!!..

والأسئلة التي كنت أتوقع أن يسألوها لك هي :
ما رأي الإسلام في مثل هذه الجمعيات ؟؟.. بل وما رأي الإسلام أصلا ًفي مسألة (الشذوذ الجنسي) ؟؟.. ولماذا لا نعتبر (الشذوذ) : هو من (الحرية المطلقة) التي يملكها الإنسان لنفسه على الأقل ؟؟!!!..
ولو حتى برضا الطرفين كما يقولون !!!..
وخصوصا ًوقد بدأت (بعض الدراسات الطبية) في الغرب الآن :
تحاول إثبات أن هناك (جينات) في هؤلاء الأشخاص : هي التي (تدفعهم دفعا ً) لهذا السلوك !!!...

فأرجو الإفادة منك أيها الشيخ المسلم في هذا الموضوع ....
وشكرا ً...

وهنا ...
فوجيء الشيخ بمجموعة كبيرة من الحاضرين : وقد بدأوا بالتصفيق لهذه المرأة الشجاعة !!!.. والتي أحرجت بكلامها فعلا ً: رجال (جمعية حقوق الشواذ) في المدينة !!!....

فتنهد الشيخ (عبد الله) .. وشرب قليلا ًمن كوب الماء الذي أمامه ... ثم ابتسم قائلا ً:

بداية : أشكر لك مسز (برناديت) هذه الشجاعة على طلب المعرفة ....
كما يبدو من كمّ التصفيق الذي حصلتي عليه الآن :
مدى أهمية هذا الموضوع بالفعل لدى معظم الحاضرين بالقاعة .. بل وفي بلادكم الأوروبية بوجه عام ...

وقبل أن أجيبك على أسئلتك القيمة ... فأود أن أقوم بالتعليق على ما أخبرتينا به في بداية حديثك .. ألا وهو شعورك بـ (السكينة والطمأنينة) يملآن المكان !!!.. بل وتأكيدك أيضا ًوكأن هناك الكثير من (الملائكة) معنا هنا الآن ...
فتعليقي لك على هذا الأمر : سيكون مدهشا ًبحق لكل الحاضرين عند سماعه !!!...
وهو أن ما قلتيه أنت بدون قصد :
شبيه ٌبالضبط مع ما أخبر به النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : عند ما وصف (اجتماع الناس) لتدارس الدين الحق .. ولذكر الله في أحد المساجد فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره :
" وما اجتمع قوم ٌفي بيت من بيوت الله : يتلون كتاب الله .. ويتدارسونه بينهم : إلا نزلت عليهم السكينة !!.. وغشيتهم الرحمة !!.. وحفتهم الملائكة !!.. وذكرهم الله فيمَن عنده " !!!...

والآن : ألا تشعرون معي بالتطابق المذهل بين ما قالته مسز (برناديت) : وبين ما قاله لنا رسولنا الخاتم (محمد) عن ما يحدث إذا اجتمع الناس للحديث عن الدين الحق وعن الله ؟؟!!!...
والآن :
ما بالك لو أخبرتك مسز (برناديت) بأن ما شعرتي به هنا من السكينة والأمان ومجاورة (الملائكة) : سوف تشعرين بـ (أضعاف أضعافه) إذا ما حضرتي لأحد (مساجد) المسلمين دوما ًفي أي بلد من البلدان ؟؟!!..

حيث في الوقت الذي يتم فيه : (بيع) أو (هدم) العديد من (الكنائس) و(الكاتدرائيات) في بلادكم وفي (أمريكا) لكونها صارت مهجورة : فإن عدد (المساجد) للمسلمين : هي في تزايد دوما ًفي جميع أنحاء العالم : وحتى في بلادكم (الأوروبية) وفي (أمريكا) أيضا ً!!!!...
فكل مساجد المسلمين والحمد لله : (عامرة دوما ًبالمصلين) !!!...
ليس يوما ًواحدا ًفقط في الأسبوع مثلكم : ولكن في اليوم الواحد : (خمس مرات) !!!!...
فهل تتخيلين معي مسز (برناديت) : حجم (السكينة) و(الطمأنينة) التي تمتليء بها (مساجد المسلمين) : لأنه لا يتم فيها إلا فقط : (الصلاة) و(الذكر) لله تعالى !!!!..
حيث : لا (تماثيل) !!!.. ولا (صور) !!!.. ولا (اختلاط رجال بالنساء) !!!.. ولا (تبرج وعري للنساء) !!!...

ومن هنا : فأنا أدعوكِ مسز (برناديت) لزيارة أحد المساجد في مدينتكم هذه .. ويا حبذا أن يكون في ظهر يوم (الجمعة) : وذلك لحضور واستماع (الخطبة الأسبوعية) الرئيسية للمسلمين ....
وأعدك أنك إذا فعلتي ذلك ولو مرة واحدة فقط :
فسوف يقودك قلبك النقي هذا : للذهاب دوما ًإلى هناك !!!!...

وأما بالنسبة لاستفسارك عن موضوع (الشواذ جنسيا ً) : فأحمد الله أنك سألتي عن مثل هذا الموضوع !!!..
لأنني أنا أيضا ً: خفت أن ينتهي وقت الندوة : ولا نتعرض لهذا الموضوع الهام جدا ً....
والذي تعمل بعض الجمعيات في بلادكم للأسف كما قلتي : لنشره .. وتنظيمه وتزيينه في بلادنا بلاد الإسلام !!!..
ومن هنا :
فسؤالك : هو غاية في الأهمية لكل العاقلين في (بلادنا) وفي (بلادكم) ...

وسوف أبدأ بالإجابة عنه : من النقطة الأخيرة في سؤالك ...
ألا وهي : الأخبار التي يحاولون بها (خداع الناس) بأن (الشذوذ الجنسي) : لا دخل لصاحبه فيه !!!..
وأنه إنما يفعله : بفرض خلقته التي خلقه الله عليها !!!!...
وأما العجيب في الأمر :
فهو أن نسمع مثل هذا الكلام من (نصارى) و(يهود) : يعلمون تماما ً:
(مدى غضب الله) عز وجل من هذا الأمر !!!!...
بل ويعلمون تماما ًأيضا ً: إلى أي مدى وصل (عذاب الله تعالى) لأهل مدينتي (سدوم) و(عمورة) في قصة نبي الله (لوط) عليه السلام في العهد القديم لديكم !!!!...
بل إن (تصريحاتهم الخادعة) هذه : تجعلنا نسألهم سؤالا ًواحدا ًمباشرا ً:
هل نتخيل أن يُعاقِب الله (الحكيم) : أحد الأشخاص : على (جريمة) :
الله تعالى هو الذي (ركبها في شخصيته وفي جسده) ؟؟؟!!!!...
هل نتخيل أن يعاقب الله (الحكيم) شخصا ًعلى شيء : هو ليس في مقدور هذا الشخص أصلا ًإزالته ؟؟!!!...

ألا تتفقون معي أن هذا (العبث) : لا يليق بالله تعالى (العادل) !!!..

فهل نتخيل يوما ًأن الله تعالى يُعاقب الإنسان (الطويل) مثلا ً:
لأنه ليس باستطاعته أن يكون (متوسط الطول) أو (قصيرا ً) ؟؟؟!!!!...
وهل (طول) أو (قصر) الإنسان أصلا ً: هما بمقدور أي إنسان ؟!!..
إذا فهمتي هذه النقطة مسز (برناديت) :
فستعرفين أن مثل هذه التصريحات (حتى ولو ادّعوا كذبا ًإثباتها) : فهي لن تغير شيئا ًفي حكم :
(تجريم) و(معاقبة) الشواذ في ديننا الإسلام !!!... بل وفي دينكم أيضا ًإذا عقلتم !!!!....
لأن الله تعالى عند المؤمن به :
هو أصدق من (العلم القاصر) أو (العلم المكذوب) عند هؤلاء المدافعين عن (الشذوذ الجنسي) بالأباطيل وخداع الناس !!!.....

والذين لو صدقناهم في مثل هذه (الأكاذيب) :
لن يكون من الغريب بعد ذلك : أن يُبرروا لنا : (السرقة) !!.. و(القتل) !!.. و(الاغتصاب) !!!.. بأن يدّعوا أن كل ذلك : هو بسبب (الجينات) في أجساد هؤلاء المجرمين !!!.. أليس كذلك ؟؟؟..

وهنا .. كانت مئات العيون تتجه ناحية موقع مدير (جمعية حقوق الشواذ) مستر (داكيت) في الصف الأول !!!.. وكأنهم يحاولون استشفاف ردة فعله على مثل هذا الكلام !!!....
ولكن : أعادهم الشيخ (عبد الله) للانتباه إليه من جديد وهو يواصل قائلا ً:

وأما السر وراء هذا (التجريم) ووراء (العقاب الصارم) في الإسلام للـ شاذين جنسيا ً(والذي قد يصل لحد (القتل) إذا تم ضبط فاعله مُـتلبسا ًبه ووصل أمره للقاضي المسلم) :
فيكمن وراء (المخاطر) التي يجرها هذا الفعل المستقذر على البشر: (أفرادا ً) و(مجتمعات) !!!.....

والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
1))
أن هذا الفعل : يعمل على (عكس الفطرة) التي فطر الله تعالى الناس عليها !!!... بالضبط كمن يستخدم مثلا ًجهاز (الكمبيوتر المحمول) لديه : كـ (وسادة) في منزله يجلس عليه !!!!... ألا يعد ذلك :
خروجا ًعن الاستخدام الأصلي لهذا الجهاز القيم ؟؟!!!...

2))
من الفروق القوية لمعرفة (الصواب) من (الخطأ) : هو أن (الصواب) : لا مشكلة أبدا ًإذا فعله كل الناس !!!...
وأما (الخطأ) : فلو فعله وقام به كل الناس : لوقعت كارثة !!!..
فلو افترضنا مثلا ً: أن كل الناس قد صارت عندهم (أمانة) : فهذا لا مشكلة أبدا ًفيه !!!...
ولكن ... لو افترضنا أن كل الناس صار عندهم (حب السرقة) : فهذه كارثة حقيقية : تهددنا جميعا ً!!!...
وهكذا أيضا ً(الشذوذ) ....
ألا ترون أنه : حتى (الحيوانات العجماء) : ليس فيها هذا (الفعل البغيض) !!!!...
والذي لو فعله البشر وانتشر بينهم جميعا ً.. فاكتفى الرجال بالرجال .. واكتفت النساء بالنساء :
لكان ذلك : إيذانا ًبـ (فناء الجنس البشري) إلى الأبد !!!!...

3))
وبالرغم من أن مجرد مخالفة (فطرة الله) و(شرعه) و(أوامره) : هو شيء يستحق العقاب :
سواء عرفنا الحكمة منه أم لم نعرف بعقولنا القاصرة كما أخبرتكم من قبل :
إلا أن (الشذوذ) : له مخاطر أخرى كثيرة : لا يمكن لأحد أن يدّعي عدم وجودها !!!!...
فبالنسبة للأشخاص الشاذين أنفسهم :
فهناك العديد من (الأمراض الفتاكة) التي تصيبهم بسبب فعلهم الرديء هذا !!!...
وذلك مثل الأمراض (البكتيرية) الفتاكة التي تصيبهم نتيجة (الاحتكاك الغير نظيف) بين أكثر من جسد !!!..
ولعل من أشهرها وأقواها : أحد أنواع البكتريا الآكلة للحوم البشر !!!..
ومثل أيضا ًالأمراض (السرطانية) الأخرى : والتي تصيب (الأماكن الحساسة) في أجسامهم !!!... وذلك لأنهم يجامعون بعضهم البعض : في (أقذر مكان) في جسد الإنسان !!!... بل في المكان الوحيد الذي تخرج منه : (النجاسة) !!!!...
كما أن معظمهم أيضا ً: لا يستطيع مع مرور الوقت : التحكم في عضلات هذه المنطقة : فترى (النجاسات والقاذورات) : تخرج من جسده وهو لا يستطيع منعها !!!!...
ناهيكم بالطبع عن (الانحراف النفسي) الذي يصيب هذه الفئة من الناس !!!.. والتي خرجت عن (الفطرة السليمة) التي وضعها الله تعالى للإنسان ....
فلا تراهم بالفعل إلا : من أضعف الناس شخصية !!!... ومن أكثر الناس انكسارا ًوانعزالا ًعن الأسوياء !!!!..
ولربما أخذ حالهم في اتجاه غلبة النزعة (السادية) عليهم وتعذيب النفس أو الآخرين للأسف !!..

4))
وأما الذين يبررون هذه الأفعال باسم (الحرية المطلقة) للإنسان في نفسه .. فبجانب أن الإنسان : ليس (حرا ًفي جسده) كما شرحت لـ (ستيف) عندما تحدثت معه عن (خطر السجائر) ...
وبجانب أن الإنسان : ليس (حرا ً) أيضا ًعلى الإطلاق كما يدّعي (أعداء الدين) في حقيقة دعوتهم من :
(الشيوعيين) و(العلمانيين) و(الليبراليين) و(الوجوديين) وغيرهم ..
فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا : (عبدٌ لله تعالى) : يأتمر بأمره .. وينتهي بنهيه ..

وأما (العاقل) وحده : فيعرف أن هناك أيضا ً: أضرارا ًجسيمة على المجتمع من وراء هذه (الحرية المطلقة) المزعومة !!!... والتي هي في الحقيقة :
لا تعدو كونها حرية : (لأصحابها فقط) !!!.. حتى ولو تسببت في (إيذاء الآخرين) !!!!...
بالضبط : كمن يلهو ويلعب بـ (سيارته) : وسط المدينة ووسط الناس :
فيقتل هذا !!!.. ويُصيب هذا !!!.. ويُدمر ويُحطم !!!... وكل ذلك تحت دعوى : (حريته الخاصة) !!!.. وهي الروح التي يزرعونها الآن في الأطفال والشباب في ألعاب الفيديو والكمبيوتر والأفلام !!..
فهل يوافق أي (عاقل) على مثل هذا المنطق ؟؟!!!...
لا أظن ...
وهكذا أيضا ً(الشذوذ الجنسي) ...
فبالرغم من دعوى أصحابه أنهم يمارسونه بالتراضي و(فيما بينهم فقط) :
إلا أن الوقائع والإحصائيات في جميع بقاع العالم : تثبت لنا : صدق ما حذر منه (الدين) الناس !!!...
حيث أن هؤلاء (الشواذ) : هم أكثر مَن يقومون بارتكاب أفظع جرائم (الاغتصاب) !!!..
بل وهم الفاعل الوحيد غالبا ًلجرائم (الاعتداء على الأطفال) !!!..
ناهيكم بالطبع عما تجر إليه هذه الجرائم من شناعة : (القتل) و(التعذيب) !!!!...
فهل يقبل أي مجتمع عاقل : بمثل هذه المهازل والمآسي الإنسانية ؟؟!!!...
هل يقبل أي (عاقل) : مثل هذه المهازل : حتى ولو تحت ادعاءات (الحرية) المزعومة !!!..
وحتى ولو رفع أصحابها الشعارات التي لا يحققونها في الواقع مثل " أنت حر : طالما لم تضر " !!..
هل نصدق ما (يقولون) ؟!!.. أم نصدق (أفعالهم) و(جرائمهم) ؟!!..

هل تقبلين مسز (برناديت) أن يقع أحد أبنائك الصغار : (فريسة) في يوم من الأيام لهؤلاء القوم !!!..

وهنا .. بدت أمارات (الامتعاض) الشديد على وجه مسز (برناديت) الذي يملأ الشاشة الكبيرة خلف المنصة .. حيث أن مجرد تخيل أو التفكير في هذه الجريمة بالفعل : يبعث على الاشمئزاز والأسى ....
فكانت هذه الأمارات على وجهها : هي خير إجابة على سؤال الشيخ (عبد الله) ...
والذي أردف قائلا ً:

ومن هنا .. ندرك (حكمة ًهامة ً) في أحكام الله تعالى للبشر ...
حيث أن الذي لا يعرفه معظم الناس هنا :
هو أن هناك أمورا ً: وإن بدت (غير ضارة) على الغير أو المجتمع (في أولها) :
إلا أن نتيجتها الضارة : (حتمية) و(محسومة) بلا شك لكل ذي عقل وحكمة !!!....
لأنها بمثابة (النتائج الأكيدة) : لبعض (المقدمات المعروفة) !!!...
بالضبط كمَن يقفز في الهواء من فوق الجبل : ثم يقول لك : أنه لن يسقط على الأرض !!!...
فهل من (عاقل) سيُصدق مثل هذا المجنون ؟؟!!..
أليس من الحكمة منعه : وخصوصا ًإذا كان في أسفل الجبل : أطفالا ًصغارا ً.. أو بعض الأشياء الثمينة :
والتي سوف يقع عليها هذا المجنون أو المخدوع فيكسرها ؟؟؟!!!...
فإذا فهمتم هذا المعنى الأخير مسز (برناديت) :
لعلمتم سبب (تجريم) الإسلام لهؤلاء (الشواذ) : و(عقابه لهم بكل صرامة) !!!...
والذين لم يكفيهم المصائب والأمراض التي أصابوا بها أنفسهم : ولكنهم حتما ً: سيضرون باقي أفراد المجتمع : برغم ادّعاءاتهم الكاذبة !!!.....

وهكذا رأيتِ معي مسز (برناديت) : أن (الحرية) التي يدّعيها معظم الناس الآن :
هي الحرية للأسف : (من وجهة نظرهم وشهواتهم ورغباتهم هم فقط) !!!...
حتى ولو أدت هذه (الحرية) كما قلت لك ِ: إلى (إيذاء) مئات وآلاف وملايين الناس من حولهم !!!....

وهنا : خطط مخرج الندوة الذكي : أن تأتي نهاية هذه الفقرة من حديث الشيخ : مع صورة من بعيد : لموقع رجال (جمعية حقوق الشواذ) !!!.. والذين نظروا جميعا ًللأرض !!!.. أو للفراغ في (أركان القاعة الخالية من البشر) !!!...

مما عدّه الحاضرون : انتصارا ًجديدا ًلهذا الشيخ المسلم : على أحد مظاهر (التنكر للدين) في بلادهم !!!..

وهنا :
ضحك حاكم المدينة مستر (فيليب) وهو يقول :
الحق شيخ (عبد الله) : إن نقدك للـ (حرية المطلقة) في هذه النقطة :
يجب أن يتم تسجيله : ثم (تعميمه) و(نشره) على جميع الصحف والمجلات الدورية والجمعيات !!!..

فضحك الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) ومعظم الحاضرين على هذا التعليق المرح من مستر (فيليب) ...
في حين قال الشيخ (عبد الله) :

والآن ...
فلنتلقى سائلا ًآخرا ًشيخ (محمد) ....
فلتتفضل بالاختيار ....


21)) الرحمة العامة لنبي الإسلام (محمد) ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-23-2011, 11:40 PM
21)) الرحمة العامة لنبي الإسلام (محمد) ..

في الوقت الذي استعد فيه الشيخ (محمد) لاختيار أحد الرجال ...
لاحظ ولأول مرة (وقد يكون السبب في ذلك هو انخفاض عدد السائلين) : وجود عدد من الفتيات في القاعة :
في سن الرابعة عشر تقريبا ً: يرتدين لبسا ًكنسيا ًموحدا ً: يرفعن أيديهن !!!..

وهنا قال الشيخ (محمد) :
كنت أود أن أختار أحد الرجال في هذه المرة ..
ولكن يبدو أن هناك (وفدا ً) من مدرسة (الراهبات الكاثوليك) بوسط المدينة معنا هنا الليلة !!!..
وسوف أختار واحدة منكن فقط ....
ثم أشار الشيخ لإحدى هؤلاء الفتيات وهو يقول :
فلتتفضلي أنستي الصغيرة هناك ...

لا .. التي على يمينك ... نعم .. تفضلي ...

وهنا .. انتقلت العيون لهذه الفتاة في وسط القاعة ... والتي لاحظ الحاضرون لأول مرة أيضا ًوجود مَن يماثلها في نفس اللبس الموحد بينهم في القاعة !!!..
فأخذت الفتاة الميكروفون من زميلتها من نفس المدرسة بجوارها وقالت :

باسم الرب أبدأ ...
اسمي (جوليان) ... من مدرسة (الراهبات الكاثوليك) بوسط المدينة ....
الحقيقة شيخ (محمد) :
أنك لن تضطر بالفعل لاختيار فتاة أخرى من نفس المدرسة !!!.. وذلك لأننا جميعا ً: نحمل نفس المجموعة من الأسئلة التي نود طرحها على الشيخ (عبد الله) ....!
فبمجرد أن اخترت واحدة منا : فلن ترفع إحدانا يدها بعد الآن ....!
ولكن قبل أن أبدأ ...
فأود أن أتكلم كلمة صغيرة ....
وهي للأسف : كلمة من عندي أنا !!!... أي أنها : ليست من الكلام المكتوب لدي في الورقة هنا !!!...
هذه الكلمة هي :
أنه منذ صغري : وأنا على يقين بأن الله تعالى : هو الذي يرسم لنا حياتنا كلها : وفق مشيئته وقدرته ...
كل المواقف .. كل الظروف .. كل الكلام : كل ذلك : هو ليس من قبيل (الصدفة) كما تفضلت أيها الشيخ (عبد الله) وشرحت في أول الندوة ....
ولذلك : فأنا ممتنة جدا ًللرب الذي كتب لي : حضور هذه الندوة الليلة !!!....
فهي بالفعل : ستكون من أكبر النقاط الفاصلة في حياتي .. بل لعلها : أكبرها على الإطلاق حقا ً!!!!...

كان الحاضرون ينظرون لهذه الفتاة الصغيرة : نظرة احترام وتقدير ... حيث بدى من طريقة كلامها أنها فتاة :
ذات شخصية قوية !!!.. بل وواثقة أيضا ًمن نفسها إلى حد بعيد !!!... حيث كانت متمكنة جدا ًفي اختيار كلماتها والنطق بها ....

فواصلت الفتاة قائلة :
وأما بالنسبة للأسئلة التي أحملها في يدي ...
فبالرغم من أنه كان من المفترض أن ألقيها عليك وأجلس ....
إلا أني (وبعد كل ما سمعته منك منذ بداية الندوة وحتى الآن) :
على يقين من أنك سوف تجيب عليها جميعها بـ (الحق والصدق) !!!... ولذلك ...
فسوف أستأذنك في استخدام : نفس طريقة مسز (دوري) السابقة في الحوار !!!....
حيث أطلب منك أن ألقي عليك أسئلتي : الواحد تلو الآخر :
ليس كأسئلة ... ولكن : كاستفسارات عن النبي (محمد) : أرجو منك إجابتها ....
فهل تسمح لي ؟؟........

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
تفضلي ....

وهنا ابتسمت (جوليان) وقالت :
1))
لماذا نجد في (عقوبات) الإسلام : (شدة وغلظة) : يصفها البعض بأنها (لا إنسانية) !!!.. وذلك مثل :
(قطع يد السارق) !!!.. و(جلد الزاني) أو (رجمه بالحجارة حتى الموت) ؟؟؟!!..
فأرجو توضيح مدى صحة ذلك .. ولو صح : فما هو تفسيرك لهذا أيها الشيخ المسلم ؟؟!!..
وشكرا ً..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً.. طالما طلبتي استخدام هذه الطريقة في الحوار : فدعيني أسألك سؤالا ًأولا ًآنسة (جوليان) ..
فأجابت (جوليان) : تفضل ...

فقال الشيخ :
حسنا ً.. إذا افترضنا (لا قدر الله) : أنه قام أحد المجرمين بـ (اغتصاب) أمك ثم (تمزيقها) و(قتلها) هي وإحدى أخواتك مثلا ً:
ثم تم الحكم على هذا المجرم بـ : (قطع رقبته) أمام الناس جميعا ً: ليكون (عِـبرة) لغيره : فلا تتكرر مثل هذه الجريمة الشنيعة مرة أخرى :
فهل ستعتبرين في ذلك القتل بهذه الصورة : (تجني) على هذا المجرم أو (وحشية) ؟؟!!!..

>> فأجابت (جوليان) وملامح الاشمئزاز والتأثر على وجهها من تخيل مثل هذه الجريمة لـ (أمها) بالفعل :
لا بالطبع ... ولا أعتقد أن (عاقلا ً) سيحكم بغير هذا الحكم !!!..

وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً.. إذا ً: أنت تتفقين معي أن الطريقة التي استخدمناها في عقاب ذلك المجرم كانت :
أولا ً: (عادلة) .. وثانيا ً: (رادعة) لغيره ؟؟.. أليس كذلك ؟؟!!!..
>> فردت (جوليان) : نعم ...
فسألها الشيخ المسلم :
والآن .. لو عرضت عليكي أكثر من (عقاب) : (عادل) .. و(رادع) لغيره : فهل ترفضين ذلك أم تقبليه ؟؟!!..
>> وهنا ردت (جوليان) باستغراب :
إذا كان العقاب فعلا ً: (عادلا ً) .. و(رادعا ً) لغيره : فأعتقد أيضا ًأنه : لا (عاقل) سيرفضه !!!..

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
حسنا ً... فإذا كان (الله) تعالى (وهو الأعلم بالناس) : قد قرر هذه (العقوبات) بالفعل في (الإسلام) !!!..
ووجدنا بالفعل طوال أكثر من (1429 عاما ً) : أنها كانت : (عادلة) و(رادعة) :
فهل من العقل : أن يتركها المسلمون لغيرها ؟؟!!!..

>> فأجابت (جوليان) : لا أعتقد أن هذا من الصواب ...!

فقال الشيخ (عبد الله) : حسنا ً.. والآن .. وقبل أن أشرح لك ببساطة نظام (العقاب) في الإسلام :
أقرأ عليكي وعلى الحاضرين جميعا ً: الاعترافات التالية .. والتي اعترف فيها مستر (موريس باتان) :
(أحد قضاة النقض في المحكمة الفرنسية) بـ (الفشل الذريع) لـ (القوانين الحديثة) !!!.. تلك القوانين التي تـُعد (فرنسا) فيها : (قبلة) العالم الحديث في أخذ (التشريع) عنها !!!... فقد قال في افتتاح مؤتمر (الوقاية من الإجرام) والذي انعقد في (باريس – 1959م) :

" أنا لست إلا قاضيا ًفي جهاز العدالة .. ولم يخطر على بالي في أي وقت من الأوقات : الاهتمام بأسس الوقاية من الإجرام .. لأن وظيفتي : لم تكن هناك .. بل على العكس : فقد كانت ولا تزال في (العقاب) لا في (الحماية) !!!.. كرست حياتي تبعا ًلمهنتي القضائية الطويلة في : محاربة المنحرفين حربا ًسجالا ً: لا هوادة فيها !!!.. سلاحي الوحيد الذي وضعه القانون تحت تصرفي :
هو سلاح العقاب التقليدي ... أوزع الأحكام القاسية والشديدة أحيانا ًعلى جيوش المجرمين والمتمردين ضد المجتمع ... ساعيا ًما أمكن إلى (التوفيق) بين : (نوعية العقاب) : وبين (نوع الجريمة) ... وكنت أسأل نفسي دوما ًكما كان الكثيرون من زملائي يتساءلون أيضا ً: عما إذا كان هذا السلاح قد أصبح في يدنا الآن : (لا وزن له ولا تأثير) !!!.. بل وقد شعرت (ولا أزال أشعر) بكثير من الألم والمرارة : واللذين كان يشعر بهما (أبطال الأساطير) !!!.. والذين كانوا كلما قطعوا رأسا ًمن رؤوس (المسخ) : كانت تنبت محله رؤوس ورؤوس !!!.. وقد تعاقبت السنوات وأنا ألاحظ بدهشة أن عدد المجرمين لا يزال مستقرا ًإن لم يكن يتزايد !!!.. وأنه كلما كنا نرسل الكبار منهم إلى (السجن) أو إلى (المنفى) أو إلى (المقصلة) : كان غيرهم يخلفهم في نفس الطريق : بأعداد ٍأكثر منهم " !!!...

والآن .. وبعد أن سمعنا جميعا ً: (اعترافا ًصريحا ً) من أحد (القضاة الفرنسيين) أنفسهم : يخبرنا فيه عن (فشل) أشهر (القوانين البشرية) في ملاحقة الجريمة أو الحد منها :
أفلا نتيقن بأن الحل (العادل) و(الرادع) :
يجب أن يكون من وضع وتشريع : (رب البشر) : العالم بهم .. وبخبايا نفوسهم : أكثر من أي أحد ؟؟!!..

لقد أنفقت (هيئة الأمم المتحدة) : الأموال الطائلة !!!.. وتكبدت : المجهودات الكبيرة !!!.. وكل ذلك لتنظيم المؤتمرات الدولية حول : (علم الإجرام) !!!.. وذلك منذ عام (1951م) ....
ولكن كل هذه المؤتمرات الدولية للأسف (وحتى الآن) : لم تستطع الحد من الجريمة : فضلا ًعن الحد من (انتشارها) !!!...
وذلك في إعلان صارخ منها عن : (الفشل التام للغرب العلماني) في هذا الأمر !!!..

في حين أننا نجد الله تعالى في الإسلام : لم يفصل أبدا ً(العقاب) : عن روح (الدين) نفسه !!!..
فالمجرم إذا أفلت من (العقاب) على جريمته في مجتمعاتكم الغربية : ففي ذهنه وذهنكم فعلا ً:
أنه قد هرب بفعلته من (العقاب) !!!....
ولكننا نجد الأمر : يختلف تماما ًفي الإسلام :
حيث قد زرع الله تعالى في قلوب وعقول المسلمين : (عقيدة : الحساب يوم القيامة) !!!..
أي أن الذي أفلت من العقاب في الدنيا : يعرف يقينا ًأنه : لن يفلت أبدا ًمن العقاب في الآخرة :
وذلك حينما يقف أمام الله تعالى : والذي يعلم عنه كل شيء !!!!...

ولهذا : فنجد مثلا ًامرأة ً(غامدية ً) : هي التي جاءت وأصرت على أن تعترف بأنها (زنت) : أمام النبي الخاتم (محمد) !!!.. مع علمها الكامل بأنه سيتم : (رجمها بالحجارة حتى الموت) لأنها : (زنت) وهي متزوجة !!..
وذلك بالرغم من أن : باب (التوبة) : مفتوح لكل من ارتكب ذنبا ً: وستره الله عليه : ولم يفضحه الله به !!!...
ولكن كانت رغبتها في التخلص تماما ًمن (عقاب) هذا الذنب في الدنيا : أكبر من رغبتها في السكوت عنه : ومواجهة (العقاب) في الآخرة !!!..
وكذلك أيضا ً: فعل رجل ٌيُسمى (ماعز) !!!!.. حيث جاء بنفسه واعترف للنبي : أنه قد زنى !!!.. فتم أيضا ً: (رجمه حتى الموت بالحجارة) !!!..

فهل رأيتم أو سمعتم : عن مثل هذه (الأخلاق السامية) في تاريخكم .. أو في بلادكم .. أو مجتمعاتكم المتحضرة ؟!..

لقد جعل الله تعالى (العقاب) في الإسلام : جزءا ًلا يتجزأ من (الدين) نفسه ..!
ليس هذا فقط .. بل وقد عظم شأن (العقاب) في النفوس : فمنع الناس حتى أن تأخذهم : (رأفة أو شفقة) بمَن ينزل به أشد العقاب !!!!...

ففي جريمة (الزنا) مثلا ً: لا يتم عقاب (الزاني) إلا في حالتين : إما اعتراف (الزاني) نفسه !!!.. أو بشهادة (أربعة شهود) !!!.. والآن .. هل تتخيلون معي أن جريمة (زنا) : يفعلها أصحابها بلا مبالاة : لدرجة أن يراها : (أربعة شهود) ؟؟!!!.. لا شك أن أصحاب هذه الجريمة : هم من عتاة (الزنا) و(الإجرام) في المجتمع !!!.. بل ولا شك أيضا ًأن (مستوى الاستهتار) عندهم بالمجتمع و(محارمه وقيمه) : قد بلغت القمة !!!..
ولذلك :
فقد وضع الله تعالى : أساسا ًقويا ًلحماية المجتمع من هذه الفعلة القبيحة .. فقال في قرآنه :
" الزانية والزاني : فاجلدوا كل واحد منهما : مائة جلدة ... ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله : إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر !!!.. وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " !!!.. النور – 2 ..

فعندما ينهى الله تعالى المؤمنين عن (الرأفة والشفقة) على الجاني المُعاقب : فهو بذلك : يبني (حاجزا ًنفسيا ً) بين الناس وبين مرتكبي (الجرائم الكبيرة) في المجتمع !!!....
وعندما يأمر الله تعالى أن يشهد (عذاب) و(عقاب) هؤلاء المجرمين : طائفة من الناس :
فهو بذلك يعمل على : (نشر الخوف) من هذا (العقاب الأليم) بين أفراد المجتمع .. مما يجعل ذوي النفوس الضعيفة : يفكرون ألف مرة ومرة : قبل الجرأة على فعل هذه الجرائم !!!!...

فالله تعالى الذي يعاقب (فردا ًواحدا ً) : سواء بـ (الجلد) أو (قطع اليد) أو (الرجم حتى الموت) أو (قطع الرقبة) : فهو بذلك : يحافظ على سلامة المجتمع بأسره من : (الانهيار والفوضى الإجرامية) التي اشتكى منها القاضي الفرنسي : (موريس باتان) !!!..

وقد سمعنا الآنسة (جوليان) مثلا ً: قد أكدت أن (قطع رقبة) المجرم الذي اغتصب (أمها) ثم قتلها هي وإحدى أخواتها :
أكدت أن هذا (العقاب) : لا شيء فيه إطلاقا ً.. بل وأكدت أن هذا أيضا ً: ما يجب أن يقول به كل (عاقل) ...!
هي تقول ذلك :
في حين أنها لا تعرف أن هناك بعض الناس : (أدعياء الرحمة الإنسانية) : سيصفون (قطع رأس) هذا المجرم بأنه : (وحشية) !!!.. بل وقد يطالبون بأنه من الأفضل : (سجنه) لا (قتله) !!!!...
وأنا متأكد مائة بالمائة أن هذه الجريمة لو كانت وقعت لـ (أم) أحد هؤلاء الناس وإحدى أخواته :
لكان رأيه : هو من رأي الآنسة (جوليان) حتما ً!!!..

قال الشيخ (عبد الله) عبارته الأخيرة هذه بطريقة : جعلت الحاضرين يضحكون : فواصل قائلا ً:
إذا ًنستنتج من هذا : أن البشر : يختلفون دوما ًفي (وقع الجرائم على قلوبهم) : وذلك بحسب قربهم أو بعدهم من هذه الجرائم !!!.. ومن هنا : نعرف أهمية أن يقوم بتحديد (العقاب) : مَن هو (محايد) بين كل البشر بلا استثناء !!!...
وذلك لن يتحقق إلا في جانب الله تعالى فقط : والذي لن يُحابي أحدا ً: على حساب أحد !!!...

وإذا تأملنا نظام (العقاب) في الإسلام : نجد أنه قد حقق (أربعة أهداف) : لم يستطع أن يحققها أي (تشريع بشري) آخر على مر الزمان وحتى اليوم !!!.. وهذه الأهداف الأربع هي :

1)) أن ينجح (العقاب) في تحقيق (الغرض) الذي وُضع من أجله ..
2)) أن يكون ذلك : في (أسرع وقت) ممكن ..
3)) أن يكون ذلك : بـ (أقل التكاليف المادية) الممكنة ..
4)) ألا تكون السلبيات الناتجة عن هذا (العقاب) : أكبر من إيجابياته !!!...

فالإسلام مثلا ً: لم يجعل (السجن) : في تشريعاته الأساسية !!!!..
ولا يخفى عليكم : كيف أن (السجن) : يدخله المجرم (صغيرا ً) : فيخرج منه غالبا ً(مجرما ًمحترفا ً) !!!..
ويدخله المجرم (المحترف) : فيخرج منه غالبا ً(أكثر احترافا ًوإجراما ً) : بل وربما قد أعد خططا ًللمستقبل أيضا ً!!!..
ناهيكم بالطبع عن : (تكلفة السجون) من : (البناء) و(الطعام) و(الأمن) وسائر المرافق الأخرى !!!..
والتي قد تتعدى (المليارات سنويا ً) : في بعض الدول الكبيرة !!!..
فإذا أضفنا لكل ذلك :
التأثير البالغ الذي يقع على (أسرة المسجون) ومَن يعولهم من زوجة لها حق المعاشرة وأبناء :
لمسنا إلى أي مدى تتربع حدود الله تعالى وعقابه في تشريعاته : على القمة !!..

حيث بنظرة سريعة إلى الإسلام :
فنجده قد شرع نظام : (القصاص) .. والذي يتم فيه (القصاص) من الجاني : بنفس ما فعل في المجني عليه !!!..
وذلك بالطبع في الأشياء التي يمكن القصاص فيها : كالقطع والبتر والجروح والقتل ... إلى آخر ذلك ...
وأما الذي (يصعب القصاص منه بدقة) : فيجوز (دفع الدية) : محله !!!...
كما يمكن أيضا ًأن يقبل المجني عليه أو أهله : (الدية) : بدلا ًمن (القصاص) إذا أرادوا ذلك ...
ولأهمية سرعة هذا (القصاص) في استقرار المجتمعات .. وتحقيق (العدل) فيها : وحفظ الدماء من الانتقام والثأر إذا تأخر الحق عن أهله :
فإن الله تعالى يشبهه بـ (الحياة) !!!.. بالرغم من أنه قد يؤدي إلى قتل (القاتل) !!!.. ولكنه في المقابل : (حياة) للمجتمع ككل فيقول :
" ولكم في القصاص حياة : يا أولي الألباب (أي يا أصحاب العقول النيرة) " !!!.. البقرة – 179 ..

فهذا أفضل لكل عاقل من هاوية (الثأر) الذي قد يستمر في بعض العائلات لأجيال وأجيال !!.

سكت الشيخ (عبد الله) مع انتهاء كلماته الأخيرة ...
وهو على يقين ٍتام من وجوه الحاضرين أن مراده قد وصلهم جميعا ًواقتنعوا به والحمد لله ..
فابتسمت (جوليان) للحظة .. ثم نظرت للورقة قارئة ًوقائلة :

إجابة رائعة ومقنعة كما توقعت شيخ (عبد الله) .. وأعتقد أني سمعت أو قرأت (لا أذكر) : عن وجود مثل هذه العقوبات بالفعل أيضا ًفي العهد القديم وتوراة نبي الله (موسى) .. وأما السؤال الثاني فهو :

2))
هل ورد عن النبي الخاتم (محمد) أنه أمر بضرب الأطفال منذ سن العاشرة ؟؟!!!...
وبوجه عام : كيف كان تعامله مع الأطفال ؟؟....
وأيضا ً: هل ورد في القرآن : الأمر بضرب الأزواج للزوجات ؟؟!!..
أرجو التوضيح مشكورا ً...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ًفي بساطة مَن اعتاد مثل هذه الأسئلة :
أما بالنسبة لضرب الأطفال الذي ذكرتيه ... فلما كان الطفل : لا يعلم في العادة : ما هو النافع والضار له من الأشياء من حوله : فيجوز للأب والأم (أو القائم على تربية الطفل) :
أن يحمله على فعل النافع وتجنب الضار : بمختلف الطرق والوسائل ...
والتي قد يكون منها : (الضرب) لو لزم الأمر !!!....
فلا أعتقد أن هناك (أبا ً) أو (أما ً) عاقلين : يمكن أن يشاهدان ابنهما الصغير مثلا ً: وهو يعبث في (مخارج الكهرباء) بالمنزل : ولا ينهراه على ذلك : حتى ولو كان بـ (الضرب) !!!!...
فالأطفال : يتفاوتون في استجابتهم لأوامر الآباء أو المربين !!.. فمنهم مَن يستجيب بمجرد سماع الأمر أو النهي !!.. ومنهم مَن لا يستجب إلا بالتوبيخ !!...
ويتفاوت هذا التوبيخ بدوره من مجرد التوبيخ بـ (نظرة العين) !!.. ومرورا ًبالتوبيخ بـ (الكلام) !!.. وانتهاءا ًبالتوبيخ بـ (الضرب) الذي ذكرتيه !!....
ولكن :
أرجو ألا يذهب ذهنكم بعيدا ًبالنسبة لمسألة (الضرب) عموما ًفي الإسلام ....
لأن المقصود هنا هو : (التوبيخ) فقط : وليس (الانتقام) مثلا ًأو (التعذيب) !!!!....
ولذلك : فأرجو عند سماعكم لكلمة (الضرب) في الإسلام : أرجو أن تفهمونها بـ (معناها الإسلامي) !!!...
فالضرب في الإسلام : هو بشروط معينة .. وتلك الشروط هي :
>> ألا يكون ضربا ًعلى الوجه .. أولا ً: لخطورته .. ثانيا ً: لإهداره لكرامة الإنسان وعزته !!!..
>> وألا يكون الضرب : مما يكسر عظما ً!!!.. أو يترك أثرا ً!!!...
وإنما هو كما أخبرتكم : بقدر الحاجة الصغيرة فقط : كالتوبيخ والتعذير وغيره ...

كما أن الضرب في التربية الصادقة : فلا يُلجأ إليه إلا وهو عين الرحمة بالطفل !!!!...
تماما ًمثلما يضرب الأب ابنه : لكي يأخذ (الدواء المر) !!!...
فهو أولا ً: يفعل ذلك رحمة به ...
وثانيا ً: سيكون الضرب فقط : بالمقدار الذي سيحتاجه في هذا الموقف !!!....
فإذا فهمنا هذه النقطة ...
فسوف أخبركم بحديث النبي الخاتم (محمد) الذي قاله عن ضرب الأطفال .. حيث يقول :
" علموا أولادكم الصلاة : إذا بلغوا سبعا ً.. واضربوهم عليها : إذا بلغوا عشرا ً.. وفرقوا بينهم في المضاجع " ... صحيح الجامع الصغير (2/4026) ..

فلأن (الصلاة) في الإسلام : هي من أهم (الصلات) بين المسلم وربه ...
فلذلك : فينبغي على الوالدين في الإسلام : أن يحملا أطفالهما على أدائها بشتى الطرق .. حتى ولو كان من بينها الضرب إذا لزم الأمر ... تماما ًكما أخبرتكم عن مثال (الدواء) السابق ...

وأما بالنسبة للآية التي جاءت في القرآن الكريم : وتحدثت عن ضرب الزوج للزوجة : فكما أخبرت مسز (دوري) من قبل : أنه من عادة (الحاقدين على الإسلام) .. والذين يريدون (تشويه) وجه (الإسلام) أمام العالم :
أنهم يقومون بـ (اقتطاع) بعض الكلمات من الآية !!!... حيث اقتطعوا (جزءا ًصغيرا ً) من (الآية الكبيرة) كعادتهم : ليساعدهم في توجيه : (تهمة) أخرى و(شبهة) مكذوبة في وجه الإسلام ...

وأما الآية التي جاءت في القرآن عن (الضرب) : فهي (ويا للعجب) : من أفضل الآيات على الإطلاق التي وضعت (الحلول الناجحة) لعلاج أي مشكلة بين الزوج وزوجته !!!....
حيث أن الله تعالى (وبحكم نقصان عقل المرأة وغلبة عاطفتها على تفكيرها) : يعرف أنها طوال فترة زواجها : سوف (تعصي أوامر) زوجها أو (تتمرد عليه) في مراتٍ عديدة !!!...
ولذلك :
فقد وضع للعَالم كله (وليس للمسلمين فقط) : التدرج الأمثل لتصرف الأزواج في هذه الحالة ...
حيث يقول الله تعالى لهم :
" واللاتي تخافون نشوزهن (أي تمردهن وعصيانهن المُتعمد لأوامركم) :
1)) فعظوهن (أي أن أول الاختيارات هو : حوار العقل والوعظ والنصيحة أولا ً) !!!...
2)) واهجروهن في المضاجع (حيث إن لم ينفع حوار العقل : فحوار تأديب الغريزة والعاطفة الأنثوية) !!!...
3)) واضربوهن (وهو الحل الأخير : ويكون كما قلت لكم : في غير الوجه ولا يترك أثرا ًأو يكسر عظما ً) !!!..
فإن أطعنكم (أي : فإن استجبن لكم وتأثرن بالنصيحة أو بالهجر أو بالضرب غير المبرح) :
فلا تبغوا عليهن سبيلا ً(أي فلا تتعدوا عليهن بعد أن حصل المطلوب واستجبن لكم وأطاعوكم) ...
إن الله : كان عليا ًكبيرا ً(أي يعلو على كل ظالم بالعقاب .. فخافوه) " !!!.. النساء – 34 ..

فهل رأيتم : (حكمة ً) و(عدلا ً) مثل هذا التشريع الإلهي ؟؟؟!!..
ففي الوقت الذي بلغت فيه إحصائيات وأرقام بلاغات (اعتداء الأزواج على الزوجات بالضرب المُبرح) في بلادكم ومجتمعاتكم الغربية : (أرقاما ًخيالية) : بلغت في بعض البلاد : أكثر من عشرة اعتداءات في الساعة الواحدة !!!!...
نجد أن الله تعالى : يهتم بهذا الأمر في القرآن وفي التشريع الإسلامي : ليحفظ به البيوت والكرامة الإنسانية !!!..
فيقرر لنا أن أول الإجراءات هو :
حوار العقل والنصيحة والكلمة الطيبة !!!!... يليه عقاب الغريزة والعاطفة !!..
ثم يجعل (الضرب) : هو الخيار الأخير !!!.. وبالضوابط أيضا ًالتي ذكرتها لكم !!!!...

ولا يسعني هنا إلا أن أذكر لكم حديثين عن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في مسألة (ضرب) الزوجات : لتعلموا مدى اهتمام النبي الخاتم (محمد) بحفظ كرامة المرأة وإنسانيتها : حتى في هذه المواقف الشائكة .. فيقول في الحديث المتفق عليه :
" يعمد أحدكم : فيجلد امرأته جلد العبد (أي الضرب المهين المبرح) : فلعله يُضاجعها في آخر يومه !!(أي يتعجب النبي محمد : كيف لمثل هذا الزوج بعد هذا الضرب المهين : أن يجامع زوجته بعد ذلك) " ؟؟!!...

وقد جاءه في يوم ٍمن الأيام رجلٌ : يسأل عن (حق الزوجة) على زوجها ... فأخبره الرسول الخاتم (محمد) بأن :
(أقل حقوق الزوجة) على زوجها : أن يلتزم معها بالآتي :
" أن يُطعمها إذا طعم .. ويكسوها إذا اكتسى .. ولا يضرب الوجه .. ولا يُــقبح (أي لا يعيبها في شيء في جسدها أو وجهها) .. ولا يهجر إلا في البيت " !!!...
صحيح الجامع الصغير (1/3149) ...

فأعتقد أنه بعد هذا التوضيح : لم يعد لشبهة (الضرب) في (الدين الإسلامي) أي وزن أو قيمة !!!..
وأن مَن يوجه مثل هذه (التهم) إلى الإسلام بعد ذلك : هو كما قلت لكم :
إما (جاهل) بالإسلام !!!.. وإما (حاقد) على الإسلام : (يُـظهر) الأكاذيب .. و(يُخفي) الحقائق !!!..

3))
صمت الشيخ (عبد الله) قليلا ً ثم قال :
وأما عن سؤالك (جوليان) عن كيفية تعامل النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ...
فأقول لك : لقد كان رحيما ًدوما ًبهم ...
وكان يختار دوما ً: الأفضل لهم ..! وكان يخبر الناس دوما ًويُعلمهم : كيفية التعامل الأمثل مع الأطفال !!!..
فلو لاحظتم مثلا ًفي نهاية حديثه عن الأطفال والصلاة الذي ذكرته لكم منذ لحظات :
فقد أمر النبي الآباء بأن : (يُفرقوا) بين أبنائهم في المضاجع عند النوم : إذا بلغوا سن العاشرة !!!....
وذلك بالطبع : لأن الغالب في تلك المرحلة العمرية :
هو بدء (بلوغ) الفتى أو الفتاة !!!... وبداية انتباه كل منهم لـ : الفروق (الجنسية) التي بينه وبين الجنس الآخر ..!
فإذا لم يتم التفريق بينهم عند النوم (ولو بأن يلتحف كل منهم بلحافه الخاص به إذا جمعهما سرير واحد) :
فقد يؤدي ذلك إلى حدوث : ما لا يُحمد عقباه من مشاكل وانحرافات : نعرفها جميعا ً!!!....

بل وقد اهتم الله تعالى بالأطفال في القرآن الكريم : فأعطاهم نصيبا ًوافرا ًمن (التشريع) أيضا ً:
لن تجدوا مثله أبدا ًفي أي دين ٍمن الأديان !!!!!....

فقد حرم الله عز وجل مثلا ًقتل (الجنين) قبل أن يولد : لأي سبب كان من خشية فقر أو مداراة زنا ًونحوه : لأنه بمجرد دبّ الروح فيه : فقد صار إنسانا ًوله حقوق !!.. إلا إذا تعارضت حياته بالطبع مع حياة أمه !!..
كما أمر برضاع الطفل : (الرضاعة الطبيعية) .. فإن لم يكن من (أمه) :
فمن امرأة ٍأخرى ولو بالأجر : تقوم بهذه المهمة !!!..
كما بين لنا أن أقصى مدة للرضاعة هي : (عامان) لمَن يريد أن يُـتم الرضاعة .. وهي بالفعل : نفس المدة التي حددها لنا الطب الحديث !!!...
كما أمر الآباء أن يُعلموا أبناءهم : (الاستئذان) منذ الصغر !!!.. وذلك في (الثلاثة أوقات) التي قد يكون الأب والأم فيها : في (أوضاع أو ملابس خاصة) : لا يجب أن يطلع عليها الطفل الصغير !!!...
وتلك الثلاثة أوقات هي :
وقت الراحة ظهرا ً... وعشاءا ًقبل النوم .. وقبل صلاة الفجر عند المسلمين (وهو بداية وقت شروق الشمس) ...
فإذا وصل الأطفال لسن (البلوغ) : صار لزاما ًوحقا ًعليهم : الاستئذان على الوالدين في كل الأوقات (وليس ثلاثة فقط) : وكما يفعل الكبار تماما ً... وكل تلك الأحكام من الله تعالى : هي بالطبع لـ : صون الأطفال منذ الصغر من أن تقع أعينهم على العورات ....!
فهل عندكم مثل هذه (الأحكام) و(التعاليم) في أي من كتبكم الدينية أو قوانينكم البشرية ؟؟؟..

وهنا : سكت الشيخ للحظة ثم واصل قائلا ً:
وأما هدي النبي الخاتم في معاملة الأطفال : فبقدر ما كانت تتسم معاملته باللين والرحمة : بقدر ما كان يُحب أن يزرع فيهم أيضا ًمنذ الصغر : الشعور بالمسئولية !!!....
ولو بطريقة بسيطة لطيفة : مثل أن يعطيهم مثلا ً: (كنية) منذ الصغر : وذلك مثل الكبار تماما ً!!!....
ففي الحديث الصحيح المتفق عليه عن (أنس) رضي الله عنه : أنه قال :
" إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليُخالطنا (أي يزورنا ويندمج معنا بدون تكلف) .. حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير !!.. ما فعل النغير ؟؟!!.. كان له نغير (طائر صغير) يلعب به فمات " !!!..

فهذا الحديث : قد علمنا فيه الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : بجانب رحمته بالأطفال ومداعبتهم : أننا نعطيهم أيضا ً(كنية) مثل الكبار تماما ً: لتعويدهم منذ الصغر على الاعتماد على النفس !!!...

وكان يعرف قيمة اللهو البريء واللعب للأطفال الصغار .. وأنه من أساسيات وطبيعة هذا السن !!!.. وأذكر لكم هنا حديثا ًرائعا ً: يرويه لنا نفس راوي الحديث السابق .. وهو (أنس) رضي الله عنه : والذي وهبته أمه منذ صغره لخدمة النبي (محمد) في بيته وقضاء حوائجه .. فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره :
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحسن الناس خــُـلقا ً.. فأرسلني يوما ًلحاجة .. فقلت : والله لا أذهب (ويبدو أنه كان يريد اللعب في ذلك الوقت) .. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق .. فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي !!.. فنظرت إليه وهو يضحك !!.. فقال :
يا أ ُنيس (اسم تصغير لأنس) ذهبت حيث أمرتك ؟؟.. قلت : نعم !!.. أنا أذهب يا رسول الله !!!..
قال أنس : والله : لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين .. ما علمته قال لشىء صنعته : لم فعلت كذا وكذا !!!.. ولا لشىء تركته : هلا فعلت كذا وكذا " !!!...

فهل كان أحدنا سيُقابل هذا الموقف من هذا الطفل : بما قابله به رسول الله ؟!!!..
فهل رأيتم مثل هذه الرحمة من الرسول بالأطفال ؟؟!!.. وتقبله لمسألة لعبهم ولهوهم بكل صفاء ؟!!..
فقد جاء في الحديث الصحيح أيضا ًأن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أتى على غلمان ٍيلعبون : فسلم عليهم " !!!.. رواه أبو داود وحسنه الألباني ..

وهناك الكثير والكثير من المواقف غير هذا ... ولولا خوف التطويل عليكم : لذكرتها لكم جميعا ً.....!

فسكت الشيخ من جديد ... فأمسكت (جوليان) بالميكروفون مرة أخرى وقالت :
إنه من العجيب فعلا ًأيها الشيخ (عبد الله) أن يذكر دينكم : كل هذه التفاصيل الحياتية الكثيرة والدقيقة عن النبي (محمد) !!!... وقد لمست من حديثك بالفعل : رحمته الكبيرة بالأطفال ....

ولكن يتبقى لي استفسارين قبل أن نترك الحديث عن الطفولة ... والاستفسارين للأسف : شائكين إلى حد ٍكبير : حيث يتعلقان بـ (الفتيات الصغار) .....

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ًلها : تفضلي ....
فقالت :

الاستفسار الأول منهما : هو عن التفسير الديني لزواج النبي (محمد) من زوجته الصغيرة (عائشة) .. والتي لم تكن قد بلغت في ذلك الوقت سوى : (السادسة) أو (السابعة) من العمر !!!!...
وأما الاستفسار الثاني : فهو عن عادة (ختان الفتيات) : هل أمر بها النبي (محمد) فعلا ًأم لا ؟؟!!...
وهل التعدي بقطع (جزء هام) من جسد الإنسان : هل هو صواب أم خطأ ؟؟!!..
وخصوصا ًوأنه لو لم يكن له فائدة : فلماذا خلقه الله إذا ً؟؟!!..
وشكرا ً....

وهنا : انتقلت عيون الحاضرين بسرعة إلى الشيخ (عبد الله) لسماع الرد على هذين الاستفسارين الشائكين حقا ً... وتساءلوا بداخلهم : ماذا سيكون الرد عليهما ؟؟!!...

إلى حب الله
06-25-2011, 04:30 PM
4))
فتنهد الشيخ ... وأخذ شربة ماء صغيرة من الكوب الذي أمامه .. ثم ابتسم قائلا ً:
في البداية : أنا سعيد جدا ًلأنك أثرت مثل هذه النقاط في هذه الندوة ...
وذلك لحاجة هذه النقاط بالفعل إلى التوضيح .. ولإزالة (الشبهات) و(الأكاذيب) التي يتم إلصاقها بالإسلام من ورائها عن جهل أو عن عمد !!!.....
فأما بالنسبة لزواج النبي الخاتم (محمد) من (عائشة) رضي الله عنها وهي صغيرة :
فهو خبر صحيح .. وثابت في جميع كتب السيرة والحديث ...
ولكن :
يجب أن تعرفوا معه : بعض الملاحظات الهامة ... وذلك مثل :

1)) بعض زيجات النبي (محمد) : كانت بوحي ٍمباشر من الله تعالى .. وزواجه بـ (عائشة) رضي الله عنها : كان من هذا النوع ... حيث جاء في كتب الحديث عن (عائشة) نفسها أنها قالت :
" أن جبريل : جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال :
هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " !!.. رواه الترمذي وصححه الألباني ...

2)) ولعل هذه الأهمية من الله تعالى بهذه الزوجة الصالحة (عائشة) : جاءت لسببين ..
الأول : إكراما ًلأبيها (أبي بكر الصديق) : وهو أعظم شخصية في الإسلام من بعد النبي (محمد) .. وهو أيضا ًأكثر الناس تصديقا ًله .. بل : وأوفى أصدقائه من قبل ومن بعد الرسالة !!!.. وهو أول مَن آمن به من الرجال ..
الثاني : وهو علم الله تعالى بمدى ذكاء (عائشة) و(نباهتها) وقدرتها على (الحفظ) !!!.. فقد استطاعت منذ صغرها أن تسجل لنا : العديد والعديد من آحاديث ومواقف النبي (محمد) .. وخصوصا ًكـ (زوج ٍمع زوجاته) بداخل بيته .... ولا شك أن في ذلك : أعظم الفائدة لهذا الدين ...

3)) ولعله من المفيد أيضا ًأن أذكر لكم هنا : أن النبي (محمد) : قد تزوج (عائشة) بالفعل : وهي في نهاية عامها (السادس) تقريبا ًفي (مكة) .. ولكنه لم يعاشرها بالطبع معاشرة الأزواج : إلا بعد أن هاجر إلى (المدينة) .. وبلغت (عائشة) ساعتها : مبلغ النساء .. وهي بنت (تسع سنين) ...
وبالطبع : أنتم تعرفون مدى الفارق بين نشأة (المدينة) .. وبين النشآت الأخرى مثل :
(البدو) أو (الريف) أو المناطق الصحراوية والغابات أيضا ًمثل (الجزيرة العربية) و(قارة أفريقيا) !!!.. حيث في (البدو) أو (الريف) : نجد كلا ًمن الذكور والإناث عادة : (أكثر قوة) .. و(أكثر صحة) .. و(أسرع نموا ًوبلوغا ً) من أمثالهم الذين يعيشون في (المدن) و(الحضر) .....!
بل وكان أحد الصحابة وهو ابن السادسة عشر : كنا نراه أميرا ًعلى جيش ٍكبير ٍمن المسلمين !!..
وكنا نرى لهم زوجاتٍ وأبناءٍ في مثل هذا السن وأصغر منه أيضا ً!!!..
وهذا بعكس (البيئات المُدللة) لأبنائنا في عصرنا الحاضر : والتي تستمر معهم لأعوام ٍوأعوام !!..

ومن هنا :
تستطيعوا أن تشاركونني في الرأي : بأن زواج النبي (محمد) بـ (عائشة) رضي الله عنها :
لم يكن (اعتداءً) جنسيا ً!!!... ولم يكن (تجنيا ً) عاطفيا ًعليها أبدا ً: وكما يتصور معظم الناس في زمننا الحاضر !!!...
بل كان (أمرا ًطبيعيا ً) جدا ًفي ذلك الوقت .. وفي تلك البيئة !!!....
والدليل على ذلك : أنه لم ينتقد ولم يعترض أحد العرب (حتى من أعداء النبي أنفسهم) : على هذا الزواج !!!..

4)) وأما آخر النقاط الهامة في هذه المسألة ... فهي الإشارة لمنزلة (عائشة) رضي الله عنها نفسها عند النبي .. ومنزلة النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم عند (عائشة) زوجته .....
ففي الحديث الصحيح :
أن الصحابي الجليل (عمرو بن العاص) رضي الله عنه سأل النبي قائلا ً:
" يا رسول الله .. أي الناس أحب إليك ؟؟.. قال : عائشة .. قلت : ومن الرجال ؟؟.. قال أبوها " !!!..
رواه الترمذي وصححه الألباني ...

فقد كانت هي (أصغر) زوجات النبي .. كما كانت أيضا ً: هي الوحيدة (البكر) من بين جميع أزواجه رضي الله عنهن جميعا ً....
ولعل الحكمة في أمر الله تعالى له بـ (تعجيل) الزواج بها وهي صغيرة : أن يكون ذلك إشارة من الله تعالى لنا :
أنه لا مانع أبدا ًفي الأنثى أو المرأة : من (الزواج في الصغر) ...
والذي يُماثله الآن في مدنياتنا ومجتمعاتنا : من سن الثانية عشر والرابعة عشر !!..
وهو بالفعل ما كان في دول ٍمثل مصر والمكسيك والفلبين وغيرها : حتى أطلت حقوق الإنسان المزعومة برأسها !!..
والتي ترعى الشذوذ والزنا وتقننه تحت شعاراتها البراقة وطعنها في الدين !!..
حيث نجد أن (الزواج المبكر) للمرأة :
(أعف لها) من الوقوع في الحرام .. أو مصادقة الشباب والرجال : وإقامة علاقاتٍ آثمة ٍمعهم .. ولاسيما وسط سُعار الشهوات الرهيب الذي ينفثه الإعلام العالمي في كل يوم !!..
كما أن ذلك السن أيضا ً: هو أفضل الأوقات لبدء (حمل المرأة وولادتها) من الناحية الصحية !!!.. حيث أثبت الطب الحديث أنه كلما كان ذلك مبكرا ً: كلما كان ذلك أفضل !!!..
وهذا ما تنصح به النساء الآن معظم دولكم الغربية والأمريكية : بل وحتى إسرائيل نفسها !!!..
وهكذا كان الوضع بالفعل في بلادنا بلاد الإسلام إلى وقتٍ قريب : حيث قلما كنا نجد فتاة تخطت (الرابعة عشر) أو (السادسة عشر) :
إلا وهي متزوجة !!!... بل وفي زمن جداتي رحمهن الله : كن يتزوجن في (الثانية عشر) !!..
حيث كانت تتربى إحداهن من صغرها على مسؤليات المرأة كمرأة : فكن خير زوجات !!.. وكن خير أمهات ومربيات !!..
وكن يحتفظن لأجيالنا من بعدهن : بأجمل ذكريات مثل هذا الزواج المبكر !!!..
فهل نتعجب أن (يتزحزح هذا المقدار الزمني) إلى سن التاسعة منذ أكثر من 1429 عام مضت وفي بيئة صحراوية ؟!!..

وأما عن السيدة (عائشة) نفسها ... فقد كانت دوما ً: تثني على النبي (محمد) في معاملته لها ...
وهذه الاعترافات منها :
استمرت إلى ما بعد موت النبي (محمد) .. وتولي أبيها (أبي بكر الصديق) : خلافة المسلمين ..!
(أي أنها كانت في حرية تامة بعد موت النبي محمد : في التعبير عن رأيها بصراحة أثناء ولاية أبيها للمسلمين) ..
ومع ذلك : نراها تنقل لنا ولكل العالم بكل حب ٍوعرفان ٍوإكبار :
مجموعة رائعة من الآداب (الراقية) و(العالية) في تعامل الزوج مع زوجته !!!.. والتي فعلها معها زوجها النبي الخاتم (محمد) ..!

فتذكر لنا مثلا ً: كيف كان يتبسط معها في ذلك السن الصغير : فيتركها لتلعب مع صويحباتها !!!..
أو يتركها تشاهد فتيان الحبشة وهم يلعبون بالرماح بمهارة : حتى تكون هي التي تمل !!..
وهي أشياء والله : لا يفعلها أكثر الأزواج مع زوجاتهم !!.. فكيف وهذا النبي الرحيم يتواضع لزوجته الصغيرة السن لهذه الدرجة ؟!!..
بل وقد ذكرت لنا أيضا ً:
كيف كان يتعامل معها بكل رقة : حتى في أحرج أوقات المرأة وأكثرها اضطرابا ًكل شهر !!!..
ففي الحديث الصحيح تخبرنا فتقول :
" كنت أشرب وأنا حائض .. وأناوله النبي صلى الله عليه وسلم : فيضع فاه (أي فمه) : على موضع في (أي فمي) فيشرب !!.. وأتعرق العِرق (أي العظم المكسو باللحم) وأنا حائض .. وأناوله النبي صلى الله عليه وسلم : فيضع فاه على موضع في " !!!.. رواه مسلم والنسائي ..

وهكذا العديد والعديد من الآحاديث : والتي تبين لنا مقدار الحب بين النبي (محمد) .. وبين وزوجته الصغيرة (عائشة) رضي الله عنها ....

5))
وأما بالنسبة لتساؤلك عن أمر النبي بـ (ختان الفتيات) ...
فسوف أبدأ الإجابة : من النقطة الأخيرة في سؤالك ...
ألا وهي قولك : أن هذا (الجزء الصغير الهام) الذي يتم قطعه من جسد الأنثى في (الختان) :
لو لم يكن له فائدة : فلماذا خلقه الله تعالى ؟؟!!!...
وهنا أقول لك :
هل لديك (أظافر) في أصابعك : تقومين بتقصيرها كل فترة ؟؟...
>> فأجابت (جوليان) : نعم ...!
فقال لها الشيخ :
وهل تنكرين أن لدينا جميعا ً: (شعرا ً) في مختلف مناطق أجسادنا : نقوم بحلاقته وتقصيره من وقتٍ لآخر ؟؟..
>> فأجابت (جوليان) أيضا ً: وقد بدأت في فهم المعنى الذي يرمي إليه الشيخ : نعم !!!...

وهنا قال لها الشيخ (عبد الله) :
إذا ً: أنا أوجه لك نفس التساؤل الذي طرحتيه أنت منذ قليل :
لماذا نقوم بتقصير (أظفارنا) .. وبحلق (الشعر) من مناطق أجسادنا المختلفة : وذلك مثل (شعر الرأس) .. ومثل (شعر ما تحت الإبط) ؟؟..
بل وأقول لك : أليس لو لم يكن له حكمة : لم يكن الله قد خلقه لنا (وعلى حد تعبيرك) ؟؟!!..

وهنا .. سكتت (جوليان) للحظة .. ثم ابتسمت قائلة :
الحقيقة : سؤال غريب بالفعل !!!.. بل ولم أفكر في مثله من قبل !!!...
ولكن على أية حال :
أعتقد أن جزءا ًمن الإجابة الصحيحة هو : أن (الأظافر) و(الشعر) : بالرغم من فوائدهم في الجسم : إلا أن زيادتهم عن حد معين : قد تقلب هذه الفوائد : أضرارا ً...
فهل إجابتي صحيحة ؟؟...

وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
بل إجابتك صحيحة تماما ًآنسة (جوليان) !!!...
ولكن السؤال الآن هو :
لماذا لم يخلق الله تعالى (أظفارنا) و(شعورنا) :
بالطول المناسب الذي لا نحتاج معه لتقصيرها كل فترة من الوقت ؟؟.. هل كان الله تعالى (ذو القدرة المطلقة) : عاجز ٌعن مثل هذا الأمر ؟؟!!..

وهنا : سكتت (جوليان) قليلا ًثم قالت :
مممم ... الحقيقة : لا أعرف الإجابة عن مثل هذا السؤال !!!...

وهنا قال الشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
الحقيقة : أن ذلك الأمر له سببين من وجهة نظري ...
سبب ٌ: (ديني) !!!.. ثم سبب ٌ(صحي) مُـترتب ٌعليه !!!...
فأما السبب (الديني) :
فهو أن الله تعالى : يتعبد الإنسان دوما ًبالعديد من (الأوامر) في حياته : والتي يكون من بينها دوما ً: بعض الأوامر التي قد لا يعرف لها الإنسان سببا ًفي حد علمه !!!....
رغم أنها تكون دوما ًفي صالحه !!!..
وهو نفس ما قلته لكم من قبل أيضا ً... وأعيده عليكم للمرة الثالثة فأقول :
إن من أعلى درجات (العبودية) و(الطاعة) لله تعالى طالما آمنا به :
هو أن نطيع أوامره في كل شيء : حتى ولو لم نعرف الحكمة منها الآن !!!.. فلربما أتى مَن بعدنا : فعرف لها حكما ً كثيرة كما شرحنا من قبل ...
وساعتها يكون الخاسر : هو كل من خسر (طاعة) الله أولا ً... ثم خسر (الاستفادة) من هذه الأوامر التي كانت في مصلحته وهو لا يعلم ثانيا ً...

وأما السبب الثاني .. وهو (السبب الصحي) : فكما قلت لكم : هو مترتب على السبب الأول ..
إذ لو أننا آمنا واعترفنا بأن الله تعالى الخالق لكل هذا الكون : وعنده (الكمال) المطلق و(الخبرة) و(العلم) : لأيقنا أن له (حكمة ما) في نمو (الأظافر) و(الشعر) بهذه الصورة ...

وسوف أخبركم بـ (جانبٍ واحد ٍ) فقط : من هذه الحكمة ...
وهو أن (الأظافر) و(الشعر) الذين نحلقهم أو نقصهم من أجسادنا :
لو كان لهم طولا ًثابتا ًلا يتغير : لصاروا للأسف مع الوقت : (مزرعة مثالية) لـ (تكاثر البكتريا والميكروبات) في أجسادنا وعلى جلودنا !!!!...
وذلك : إما لأنهم في أطراف الجسد (كالأظافر) و(شعر الرأس) مثلا ً: وهي تتسخ دوما ً!!!..
وإما لوجودهم في ثنايا الجسم وتحت الثياب (كشعر الإبطين والعانة) : فيكونون أكثر عرضة للـ (عرق) الذي يحمل في العادة : (مخلفات) الجسم الداخلية والخارجية أيضا ً!!!....
حتى أن شعر (الشارب) نفسه :
يتعرض مع الوقت ومع اختلاطه بالكثير من المشروبات والأطعمة : للتلوث الكبير !!!...
فيكون من الحكمة أيضا ً: قصه أو تقصيره أو حلقه : من الوقت للآخر ....!

ولذلك ....
فإن الإنسان (المؤمن) : يثق دوما ًفي أوامر الله تعالى وشرعه : حتى ولو لم يعرف الحكمة منها وقتها ..

فالله تعالى مثلا ًالذي جعل من فطرة الإنسان أن : (يقص شعر الشارب) و(ينتف شعر الإبط) و(يحلق شعر العانة) : هو الذي أمره أيضا ًبترك وإعفاء (اللحية) عند الرجال !!!!..
والتي بجانب أنها من (الزينة) التي خلقها الله تعالى في الرجل :
إلا أن العلم الحديث : قد أثبت لها أيضا ًالكثير من الفوائد !!!..
فهي تقي الرجال من الكثير من الفيروسات والأمراض : والتي تتعرض لهم أكثر من غيرهم بحكم عمل الرجل وكده في الحياة !!!.. فـ (اللحية) وطبقة الجلد التي من تحتها : هي خط الدفاع الأول لوجه الرجل : والذي يكون في العادة مكشوفا ًدائما ًإذا ما حلق (لحيته) !!!....
كما أنها : تدفيء الوجه في الشتاء !!!.. وترطبه وتلطفه بنظام التبخير في الصيف !!!..

ثم ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو ينظر للحاضرين في القاعة قائلا ً:
ولا تظنوا أني ابتعدت كثيرا ًعن إجابة سؤال الآنسة (جوليان) ....
بل كل ما ذكرته لكم الآن : يؤكد لكم : أهمية (الإلتزام) بما أمرنا به الشرع والدين من أمور (الفطرة الإنسانية) !!!..
وأن الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) : لم يعتبرا تلك الأمور : (تافهة) أو (بسيطة) !!!..
بل تجدون الكثير من النصوص في الإسلام للحث عليها ...

ففي الحديث الصحيح الذي روته (عائشة) رضي الله عنها .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" عشر ٌمن الفطرة : قص الشارب .. وإعفاء اللحية .. والسواك .. واستنشاق الماء .. وقص الأظفار . وغسل البراجم (والبراجم : هي ما بين الأصابع من ظهر الكف) .. ونتف الإبط .. وحلق العانة .. وانتقاص الماء (أي الاستنجاء والطهارة من قضاء الحاجة) " .. وقال بعض رواة الحديث : ونسيت العاشرة : إلا أن تكون :
" المضمضة " ... رواه مسلم ..

والآن ... نأتي لموضوع (ختان الفتيات) .. والأصح آنسة (جوليان) أن نسميه : (ختان الإناث) .. وذلك لأنه مُستحب لكل (الإناث) : وليس للـ (فتيات) فقط !!!..
ولكنهم يسمونه كذلك : لأن وقت فعله غالبا ً: يكون في وقت الطفولة للفتاة ...

ولكني وقبل أن أفسر تلك (الفطرة) الربانية من الله تعالى للأنثى : فيجب أن نعرف أن هذا (الختان) سواء للذكر أو الأنثى : هو من الفطرة التي أمرنا الله ورسوله الخاتم (محمد) بها ..
حيث يقول الرسول (محمد) في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما :
" خمس من الفطرة : الاستحداد (أي حلق شعر العانة) .. والختان (وهو للذكر وجوبا ًوللأنثى استحبابا ًعلى الأرجح) .. وقص الشارب .. ونتف الإبط .. وتقليم الأظفار " !!!...

وبجانب أن (الختان) للذكور : هو عهد الله تعالى الأبدي الذي أخذه على نبيه (إبراهيم) وذريته كما ذكرنا من قبل ...
إلا أنه (وككل أوامر الله تعالى) : له فوائد كثيرة ..
منها مثلا ً: أن قطع ذلك الجزء الصغير من (عضو الذكر) : يقي الذكور من التلوث في تلك المنطقة نتيجة (البول) و(العرق) !!!.. وبالتالي : يحميهم من العديد من الأمراض التناسلية الكثيرة !!!..
كما أنه أيضا ً(ولا حياء في العلم) : يزيد من استمتاع الرجل في الجماع : عن غيره الأغلف الذي لم يختتن !!!...

وأما بالنسبة للمرأة ....
فـ (الختان) : ليس بواجب في حقها مثل الرجال على الأرجح : ولكنه مستحب لمَن أراد .. أو عند الحاجة ..
وأقول لمَن أراد أو عند الحاجة : لأنه عالميا ًيتم تقسيم ختان الإناث إلى أربعة درجات .. الأولى والثانية : وهما (ختان السنة) : وهما اللذان يُفيدان ولا يضران ويُسميان طبيا ًبـ (sunna circumcision) وكما عرفه الطبيب (جوردن jordon ) بمجلة الولادة البريطانية عدد فبراير 1994م الجزء 101 صفحة 95 !!.. وهو أشبه ما يكون بالعمليات التجميلية في عصرنا الحاضر : حيث يتم فيه وفق ما جاء في سنة النبي الخاتم (محمد) : قص جزءٍ صغير ٍفقط من ذلك العضو الأنثوي .. وأما الدرجتين الثالثة والرابعة : فهما اللتان يتم فيهما استئصال ذلك العضو الأنثوي بأكمله (وكما يحدث في بعض القبائل الأفريقية للأسف) : وهذه هي الجريمة الشنعاء التي يتبرأ منها الإسلام ورسول الإسلام !!!..
وعليه :
لا يجوز لبلدٍ مسلم أن يمنع ختان الإناث السني أو يُجرمه !!..
وأما إذا أردنا أن نتعرض لذكر بعض الأضرار للتي لا تختتن : فهي تتفاوت في تأثيرها على المرأة : بحسب حجم هذا الجزء من (عضو المرأة) ... والذي كلما كان كبيرا ًإلى حد ٍما : زادت معه (شهوة) المرأة أو الفتاة عن الحد المقبول : والذي يمكن أن يدفعها فيما بعد لارتكاب الفاحشة : أكثر من غيرها ...!
فيكون بذلك : قص هذا الجزء الصغير من (عضو المرأة) : سببا ًفي (تهذيب شهوتها) إلى حد ٍكبير ..
كما أنه يكون سببا ًأيضا ًفي استمتاع زوجها بها في الجماع ...
لأنه لا يغلب عليها اهتمامها بهذا الجزء : مقابل متعة زوجها بها !!..
وهو ما حدا بعددٍ من النساء هنا في أوروبا بل وفي أمريكا نفسها لإجراء مثل هذا الختان (اختياريا ً) :
لتسعد بالتوافق مع زوجها وتوقيته أثناء الجماع !!..
وذلك الأمر للأسف : لن أستطيع شرحه بأكثر من ذلك : لوجود الكثير من الأطفال والمراهقين في القاعة !!!..

وهنا .. ضحك معظم الحاضرين من موقف الشيخ مع هذا الكلام !!!..
وتقبلوا بالفعل : هذا العذر المقبول منه ..

فواصل قائلا ً:
والآن : وبعد أن استعرضت معكم هذه المسألة من عدة جوانب ...
فسوف أذكر لكم ما قاله النبي الخاتم (محمد) فيها ....
حيث رأى في أحد الأيام : إحدى النساء اللاتي كن يقمن بعملية (الختان) في المدينة ... فنصحها كعادته مع كل الناس قائلا ً:
" إذا خفضت (أي ختنت الفتيات) : فأشمي (أي خذي جزءا ًصغيرا ًمن هذا العضو) .. ولا تنهكي (أي ولا تستأصليه بالكلية : فتحرمي المرأة من حقها في الشهوة والاستمتاع) : فإنه (أي إذا فعلتي ذلك) : أسرى للوجه (أي يُدخل الراحة والسرور على وجه المرأة قبل وبعد الزواج) .. وأحظى للزوج (أي أكثر موافقة لشهوة الزوج عند الجماع) " !!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة (2/722) ...

وهكذا ترون معي في هذا الحديث :
أن النبي الخاتم (محمد) : لم يترك برحمته أمر (الختان) هذا : بدون ضوابط !!!.. وذلك لأنه يعلم جيدا ً:
أهمية هذا العضو الذي يتم قص (جزء منه) في حياة المرأة الزوجية ...
ولذلك :
فيجب على المرأة التي تقوم بعمل (الختان) : أن تكون خبيرة بذلك الأمر .. كما لا يكون (ختان الأنثى) في سن صغيرة جدا ًمثل (ختان الذكر) !!!.. لأنه لن يظهر في هذه السن الصغيرة : مقدار الجزء الذي يجب قطعه من هذا العضو !!!... وأفضل سن له : هو وقت البلوغ تقريبا ًأو قبل ذلك بقليل ...

ولعل الله تعالى يُظهر لنا في الأيام القادمة :
بعض الفوائد الهامة الأخرى في (ختان الإناث) : والتي لا نعرفها نحن الآن ....

وهكذا آنسة (جوليان) : أرجو أن أكون قد شرحت وأجبت لك على استفسارك ...

وهنا .. بدت على وجه (جوليان) حمرة الخجل بسبب الحديث عن هذه المواضيع الجنسية إلى حد ما ..
والتي حاولت أن تتغلب عليها سريعا ًبالمبادرة بقراءة السؤال التالي الذي معها ...
حيث قالت للشيخ (عبد الله) :
حسنا ًشيخ (عبد الله) ... والآن ننتقل لسؤال آخر ... وهو يتعلق بوضع (العبيد) في دينكم ..
ومكتوب هنا أمامي : أكثر من (تهمة) للإسلام بخصوص هذا الشأن .. وخاصة بالنسبة لـ (مَـلكة اليمين) ومعاملة سيدها لها !!!... فهل يمكنك أن تحدثنا أيضا ًعن هذا الموضوع بإيجاز مشكورا ً؟؟..

6))
وهنا : التفتت العيون للشيخ (عبد الله) .. حيث أن معظمهم بالفعل : لم يكن يعرف شيئا ًعن هذه الاتهامات الخاصة بـ (ملكة اليمين) في الإسلام !!!.. فكل ما فهموه هو أن (جوليان) تقصد : العبيد من النساء ....
وقرأ الشيخ (عبد الله) في عيون الحاضرين : كل هذه التساؤلات ....
فقال ولم تفارق الابتسامة وجهه :

أما بالنسبة لهذه المسألة (جوليان) ... فالحق أقول لكم : سوف تذهلون من الحقائق التي سأذكرها لكم الآن !!!.. والتي ستتيقنون بها : أن الله تعالى هو بالفعل : المشرع الوحيد : الرحيم والحكيم للبشر !!!.. وستتيقنون أيضا ًبأن دين الإسلام ورسالة نبيه الخاتم (محمد) :
هي الرحمة التي أعطاها الله تعالى للبشرية جميعا ً.... حتى للعبيد !!!...

ثم نظر الشيخ في ساعته وهو يقول :
أوووه .. الساعة تشير باقترابنا من (الخمس ساعات) تقريبا ًمن وقت هذه الندوة !!!!...
ثم التفت إلى الحاضرين قائلا ً:
سأحاول أن أختصر معكم الحقائق التالية : في عدة نقاط مركزة ....

1))
لا شك أن أمر (الحروب) في عالم الإنسان : واقع ٌلا محالة !!!.. سواء الحرب التي يشنها (الظالم والمتجبر) واعتدائه على غيره من البشر .. أو تلك الحرب التي يقودها (المؤمن المدافع) عن دين الله تعالى وعن أرضه ...
ولذلك : فالإسلام : ليس أول مَن أتى بنظام (الحروب) .. وليس أول مَن أتى بنظام (استعباد) المنتصر للمهزوم ....

2))
وبالرغم من أن (العفو) : هو من أعظم الصفات التي يدلنا الله تعالى عليها ...
وهو الذي فعله رسول الله الخاتم (محمد) بالفعل بعد (فتحه لمكة) .. حيث عفى عن معظم من فيها ...!
إلا أننا لا نتخيل دوما ً: أن يعفو المنتصر عن المهزوم !!.. أو حتى أن يتركه حرا ً!!!.. لأنه إذا فعل ذلك : فهو يُعطى بذلك فرصة للمهزوم : لمعاودة حربه من جديد !!!!...
ولذلك : فقد انتشر في دنيا البشر والحروب منذ القدم : نظام (العبيد) ....
وحتى ولو لم يتبقى من المهزوم إلا النساء والأطفال .. فاستعبادهن أيضا ً: يقي المنتصر من كر ّهؤلاء النسوة بأولادهن عليه في المستقبل !!!.. وذلك عندما يشب هؤلاء الأطفال ويكبرون ...
كما أن فيه أيضا ً: حفظ ٌلهؤلاء النسوة من الضياع بعد موت : رجالهن وأزواجهن وعائلاتهن !!!...
وحفظ ٌلهن أيضا ًمن ابتذال أعراضهن طلبا ًللمال والعيش ..

3))
وأما الغريب الملفت للنظر : فهو أن الإسلام : هو الدين الوحيد الذي (التزم) بقوانين وشرع الله تعالى الرحيمة بهؤلاء (العبيد) !!!... وذلك في الوقت الذي كانت جميع أمم الأرض من النصارى والرومان والفرس والصينيين وغيرهم : ينظرون للعبيد وكأنهم : حيوانات أو أقل !!!..
فكانوا لا يرون فيهم إلا (العمل حتى الموت) !!!.. أو (المتعة أيضا ًولو بالموت) !!!..
فلا مانع من تحميل العبد فوق طاقته في العمل : حتى ولو كلفه ذلك صحته وحياته !!!..
بل ولا مانع أبدا ًمن السخرية به !!!.. وظلمه في المأكل والمشرب والملبس !!!..
بل وفي (روما) (وكما تعرفون) : كانوا يتمتعون بمشاهدة (العبيد) وهم يقتلون بعضهم البعض من أجل أن ينجو آخرهم !!!!..
أو يتمتعون حتى بإلقاءهم أمام (الأسود الجائعة) !!!...

وأما النساء : فلم يكن لهن ولا لأعراضهن أي حرمة إذا ما وقعت في الأسر أو العبودية للأسف !!!...
فكانوا يجبرونها على الجماع (حتى ولو مع أكثر من شخص) !!!..
لدرجة أنها لو أنها حملت جنينا ًفي بطنها : لم تكن لتعرف أبدا ً: مَن هو أبوه !!!...

وأما الإسلام :
فكما قلت لكم : ستندهشون من عظمة القوانين التي وضعها لطبقة (العبيد) و(ملكة اليمين) في الإسلام !!!..
والتي : لا أكذب إذا أقسمت لكم : أن العالم اليوم : لا يطبق ولو جزءا ًفي المائة منها !!!!..
واسمعوا الآتي :

4))
لقد شرع الله تعالى أكثر من سبب : تؤدي جميعها لعتق (العبيد) وتحريرهم في الإسلام !!!..
فجعل الله تعالى مثلا ً(عتق رقبة العبد) : هو (الكفارة الأولى) لأكثر من ذنب !!!..

فجعله كفارة ثابتة لمَن :
>> (يقتل مؤمنا ًخطأ ً) !!!.. أو حتى (قتل مُعاهدا ًخطأ ً) !!!..
>> وجعله الاختيار الأول في كفارة الظهار (أي امتناع الزوج عن معاشرة زوجته وتشبيهه لها بأمه) !!..
>> بل وجعله أيضا ً: الخيار الثاني في كفارة (الحنث في اليمين أو القسَم) !!!..
>> كما جعله النبي الخاتم (محمد) : الاختيار الأول في كفارة (الجماع المتعمد أثناء صوم رمضان) !!..

>> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) : أن من مَلك (قريبا ًله) : فيتم عتقه بسبب ذلك مُباشرة !!!..

>> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) أيضا ً: أن عتق رقبة المملوك : هو الكفارة الوحيدة لسيده إذا آذاه بـ :
قطع عضو من أعضائه أو تحريقه أو تعذيبه : أو حتى ضربه !!!!..
واسمعوا معي لهذا الحديث الصحيح التالي :
فعن (أبي مسعود الأنصاري) قال :
" كنت أضرب غلاما ًلي (أي عبدا ًله) فسمعت من خلفي صوتا ًيقول : اعلم أبا مسعود .. اعلم أبا مسعود : لله أقدر عليك : منك عليه !!!.. فالتفت ... فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم !!!.. فقلت : يارسول الله ... هو حرٌ لوجه الله تعالى !!!.. فقال له : أما إنك لو لم تفعل : للفعتك النار " !!!..
حديث صحيح رواه مسلم وغيره ..

>> بل وأكثر من هذا أيضا ً.. وهو أن رسول الله الخاتم (محمد) : أخبر أنه إذا اشترك أكثر من سيد في ملكية (عبد) واحد : فإنه إذا قرر أحدهم عتق هذا العبد .. واستعد بالفعل لشراء نصيب الباقين فيه لعتقه :
فعليهم جميعا وجوبا ًالاستجابة له !!!...

فهل رأيتم مثل كل هذه التشريعات والتعاليم والقواعد : لتحرير (العبيد) في دين من الديانات أو مذهب من المذاهب أو أمة من الأمم ؟؟!!!...

بل ولن تجد البشرية في تشريعاتها : مثل هذه الحكمة الربانية في تحرير (العبيد) بهذه الصورة ..
حيث أن من مزايا هذه الطريقة الإسلامية في تحرير (العبيد) :
أنها لم تأتي مثلا ًبـ (حكم ٍعام ٍمفاجيء) لتحرير (العبيد) : يُلزم الأسياد جميعا ًبه مرة واحدة !.. وذلك لما فيه من خطر ٍجسيم على المجتمع .. حيث أن المجتمع فجأة : سيجد بين أفراده : المئات (وربما الآلاف) من الرجال والنساء والأطفال : والذين : لا عمل لهم !!!.. ولا بيت لهم !!!.. وفي نفس الوقت : لهم حاجاتهم الضرورية من الطعام والشراب والكساء !!!...
فإذا فهمتم ذلك :
فستعرفون مقدار الحكمة البالغة في هذه التشريعات الإسلامية لتحرير العبيد .. والتي عملت على تحريرهم :
(جزءا ًجزءا ً) ... و(أفرادا ً) غالبا ًوليس (جماعات) !!!!...

>> ومما يدل على هذه الحكمة أيضا ً: هو تشريع الله تعالى لنظام (المُكاتبة) .. وهي أن يشتري (العبد) رجلا ًكان أم أنثى : نفسه من سيده : لقاء مبلغ يُحدده من المال أو (جُعل ٍ) معين ٍ: يتفقان عليه !!!....

وذلك لن يتأتى بالطبع : إلا أن يُخفف السيد عن (عبده) من بعض الأعمال والأوقات : ليُمكن لهذا (العبد) أن يعمل عملا ًجانبيا ًفي المجتمع : يجني من ورائه المال !!!..

وبذلك : يضمن المجتمع أنه عندما ينال ذلك (العبد) حريته : أنه قد صار فردا ً: قادرا ًعلى العمل والكسب بنفسه ...
>> بل : وجعل الله تعالى مصرفا ًمن مصارف زكاة مال المسلمين : أن يُساعدوا هؤلاء (العبيد) الذين كاتبوا أسيادهم على (مبلغ ٍ) أو (جُعل ٍ) معين !!!!.....
فهل رأيتم حكمة ًمثل هذه ؟؟!!.. بل هل رأيتم رحمة ًمثل هذه بالعبيد من قبل ؟؟!!!..

5))
وأما بالنسبة للنساء اللاتي وقعن في الأسر أو في العبودية ....
فقد حرّم الله تعالى أن تنتهك إنسانيتهن بالاعتداء عليهن بالقوة أو بالاغتصاب !!!...
ولكنه أيضا ً: شرع لسيدها أن يُجامعها برضاها .. وذلك في لمحة لطيفة من الله تعالى : للاهتمام بمشاعرها وأنوثتها !!!.. بل وبحاجتها للجماع : مثلها مثل الرجل تماما ً.....
وأيضا ً: لإعفافها أن تطلب ذلك خارج بيت سيدها : فتشيع بذلك الفاحشة في المجتمع !!!...

ولكن الشرع الحكيم لله تعالى : لم يترك حتى هذه الأمور بدون ضوابط كالعادة ...!
فمن الضوابط الحكيمة في هذا الأمر مثلا ً:
أن المرأة التي يستمتع بها سيدها بالجماع : لا يستمتع بها غيره أو يجامعها !!!....
وذلك : كي لا تختلط الأنساب في المجتمع ... !
كما أن المرأة التي تقع في العبودية وهي حامل :
فلا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن تلد وتضع حملها !!!...
وأيضا ًالمتزوجة منهن التي وقعت في العبودية : لا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن يستبرأ رحمها : بأن ينتظر شهرين متتابعين : لكي يتأكد تماما ًمن عدم وجود حمل سابق عندها ...
حيث كان رسول الله الخاتم (محمد) في إحدى الغزوات (وهي غزوة حنين) .. فقال لمن معه :
" لا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يسقي ماءه زرع غيره !!!...
(أي لا يجامع امرأة ًحاملا ً: إذا صارت من عبيده) ...
ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها " !!!..
صحيح الجامع الصغير (2/6507) ..

وكما جاء أيضا ًفي الحديث عن (عمر) رضي الله عنه موقوفا ً:
" أيما أمة (أي مملوكة) ولدت من سيدها : فهي حرة بعد موته .. إلا أن يعتقها قبل موته " !!!..
ضعيف الجامع الصغير (2218) ..

6))
كما أنه يمكن للسيد أن يتزوج (مملوكته) .. بأن يكون (مهرها) هو (عتقها) !!!...
وقد فعل النبي الخاتم (محمد) ذلك الأمر بالفعل : مع اثنين من زوجاته : كانتا من سبي اليهود تحت يده ..
كما أن (العبيد) في الإسلام : لهم (نصف الحدود والعقاب) في الكثير من الأشياء ...
فـ (الحرة) الغير متزوجة إذا ضـُبطت وقد (زنت) مثلا ً: فجزائها أن يتم جلدها : (مائة جلدة) ..
وأما (الأمة) الغير متزوجة إذا (زنت) : فعقابها يكون (النصف) فقط !!!..
وفي ذلك من الله تعالى :
(رحمة) و(مراعاة) لضعف وغلبة حال (العبيد) وسط المجتمع !!!....

7))
وأما إذا أردت آنسة (جوليان) أن تلمسي معي : مدى رحمة النبي الخاتم (محمد) بـ (العبيد) :
والتي ورثها عنه : أصحابه والمسلمون من بعده ...
فاستمعي معي للحديثين التاليين ... حيث يقول في أولهما نبي الله (محمد) :
" للمملوك : طعامه وكسوته .. ولا يُكلف من العمل : ما لا يطيق " !!!.. رواه مسلم .. وفي زيادة حسنة في السنن : " ولا تعذبوا عباد الله : خلقا ًأمثالكم " !!!..

وأما عن (التطبيق العملي) لهذه الرحمة من النبي الخاتم (محمد) ..
فقد دخل بعض الناس على صاحب ٍمن أصحاب رسول الله (محمد) (وهو أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه ... فوجدوه يرتدي (بُردا ً) (وهو نوع من الرداء القيم) .. وعلى غلامه (أي عبده) : مثله !!!!..
فقالوا له متعجبين :
يا (أبا ذر) !!.. لو أخذت بُرد غلامك إلى بُردك : فكانت حُلة .. ثم كسوته ثوبا ًغيره !!!..
فقال لهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم .. فمن كان أخوه تحت يديه : فليطعمه مما يأكل .. وليكسه مما يلبس .. ولا يكلفه ما يغلبه (أي ما لا يستطيعه) .. فإن كلفه ما يغلبه : فليُعينه " ..
صححه الألباني في سنن أبي داود .. وله شاهد في البخاري ومسلم ...

بل وفي التاريخ الإسلامي عموما ً: العديد من الشخصيات الشهيرة جدا ً.. والتي كانت في الأصل : (عبيدا ً) !!.. أو كانت من (المماليك) و(الموالي) الذين حررهم أسيادهم وبقوا معهم لخدمتهم !!!...
ومن أشهرهم مثلا ً: مؤذن الصلاة لرسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم .. وهو : (بلال) الحبشي ....
وذلك لأن دين الله تعالى الإسلام : قد سبق بشرعه : محاربة (العنصرية المقيتة) بين البشر !!!...
والتي دفعت أناسا ًمثل (السود) في (أمريكا) مثلا ً(ومن شدة ما لاقوه من هذه العنصرية المقيتة) :
تجدونهم وقد صنعوا تماثيلا ًعديدة في كنائسهم لـ (عيسى) عليه السلام : بالبشرة السوداء !!!!..

ولكن الله تعالى يخبر الناس جميعا ًفي قرآنه فيقول :
" يا أيها الناس : إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .. وجعلناكم : شعوبا ًوقبائل : لتعارفوا !!!.. إن أكرمكم عند الله : أتقاكم " !!!.. الحجرات – 13 ..

كما يقول الرسول الخاتم (محمد) في جموع الناس التي اجتمعت به في (الحج) :
" يا أيها الناس .. إن ربكم واحد .. وإن أباكم واحد .. ألا لا فضل لعربي على عجمي .. ولا لعجمي على عربي .. ولا لأحمر على أسود .. ولا لأسود على أحمر : إلا بالتقوى (ثم تلا قول الله) : إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ...
سلسلة الآحاديث الصحيحة (6/2700) ...

8))
كما أن لـ (العبد) الحق في طلب الزواج بعد إذن سيده !!!.. وليس لسيده أن يمنعه إذا كان (العبد) فعلا ً:
قادرا ًعلى مشقات وأعباء الزواج ...
كما أن المرأة التي في العبودية : يؤخذ رأيها أيضا ًفي الزواج منها : إذا ما تقدم لها أحد الرجال ...
فإذا تزوجت (عبدا ً) أو (حرا ً) : فليس لسيدها من ساعتها أن يُجامعها أو ينظر لعورتها !!!....
وعلى زوجها في هذه الحال : أن يساعدها في (مكاتبة) نفسها من سيدها !!!....
كما أنها لو نالت حريتها : ولم يزل زوجها (عبدا ً) : فلها أن تختار بين البقاء معه : أو الانفصال عنه !!!..
وفي ذلك : مراعاة كبيرة من الله تعالى لها ولحالها ولظروفها المعيشية !!!...

فهل سمعتي أو قرأتي آنسة (جوليان) عن مثل هذه التعاليم (الراقية) و(الرحيمة) في معاملة (العبيد) في أي مكان على وجه الأرض ؟؟!!..

وهنا ابتسمت (جوليان) وهي تقول : ولا حتى في (منظمات حقوق الإنسان) !!!!..
فضحك معظم الحاضرين : وهم يستمعون بالفعل لكل هذه الحقائق عن الإسلام :
لأول مرة في حياتهم !!!..
بل وتساءلوا في داخلهم : لماذا لا يُبرز الإعلام عندهم في الغرب : مثل هذه (الحقائق الإسلامية) الرائعة : في الوقت الذي لا يهتم فيه فقط إلا : بإثارة التهم والشبهات حول الإسلام ؟؟!!..

وهنا : قطع عليهم تفكيرهم صوت (جوليان) وهي تقول :
وأما السؤال الأخير أيها الشيخ (عبد الله) .. فهو تساؤل عن حق (الحيوانات) في دينكم !!!.. حيث أن هناك بعض (جمعيات حقوق الحيوان) في بلادنا : تثير من وقت لآخر :
استنكار ما تسميه بـ (الممارسات الوحشية) التي ترتكبونها في حق الحيوانات في كل عام :
في موسم (الحج) عندكم !!!...
حيث أنكم تقومون بذبحها (حية) : ثم ترك الدماء تنزف منها حتى الموت .!!!...
فما هو ردك الحكيم على مثل هذه الاتهامات ....
وشكرا ً.. وعذرا ًللإطالة ...

وهنا .. انتقلت أنظار الحاضرين إلى وجه الشيخ (عبد الله) .. والذي بدأت تظهر بعض علامات الإرهاق عليه بالرغم من تبسمه الدائم ..
فشرب شربة ًصغيرة ًمن كوب الماء الذي أمامه وهو يسأل الحاضرين في مرح :

ما هو الرقم القياسي لـ (أطول فترة كلام بدون توقف) في بلادكم ؟؟...
فضحك الحاضرون لدعابة الشيخ .. والتي أعادت لهم بعض النشاط والانتباه ....
فأصغوا إليه السمع وهو يقول :

الحق أقول لك آنسة (جوليان) :
إن الله تعالى لم يترك لنا في هذا الدين الخاتم للبشرية شيئا ً:
إلا ووضحه وبينه كما أخبرتكم من قبل !!!.....

وسوف ألقي على أسماعكم الآن : بعض الآحاديث والأخبار الدالة على اهتمام الإسلام بالحيوانات .. لا !!!..
بل بالحشرات أيضا ًوالنباتات !!!!.. فهل تصدقون هذا ؟؟!!!..

وسوف أذكرها لكم في شكل نقاط سريعة ومركزة أيضا ً: كما فعلنا من قبل : حفظا ًللوقت ...

1))
فقد كرم الله تعالى بعض الحشرات والحيوانات والنباتات في القرآن الكريم .. فبين لنا جميعا ًفوائدها الجمة .. وذلك مثل : النخل .. والعنب .. والتين .. والزيتون .. والرمان في النباتات !!!...
ومثل : النحل .. والنمل .. والعنكبوت في الحشرات !!!...
ومثل : البقر .. والغنم .. والإبل .. والكلاب في الحيوانات !!!...

بل ومن الغريب أنكم ستجدون أيضا ً: (سورا ًكاملة ً) في القرآن الكريم باسم حيوان أو حشرة أو نبات !!!..
فهناك مثلا ًسور : (الفيل) و(النمل) و(النحل) و(العنكبوت) و(التين والزيتون) !!!..

2))
وأما عن حقوق هذه المخلوقات : فاستمعوا للآحاديث التالية :
ففي صحيح البخاري أن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم قال :
" نزل نبيٌ من الأنبياء تحت شجرة .. فلدغته نملة !!!.. فأخرج متاعه من تحتها : ثم أمر ببيتها :
فأ ُحرق بالنار !!!.. فأوحى الله إليه : فهلا نملة واحدة " ؟!!!!..

فإذا كان هذا النبي : قد استحل لنفسه أن يعاقب النمل بـ (الحرق بالنار) :
فإن النبي الخاتم (محمد) الذي ادخره الله تعالى لختم رسالاته إلى البشر : فقد جعله الله تعالى كما قال عنه في القرآن : " رحمة للعالمين (أي لجميع العوالم) " !!!.. الأنبياء – 107 ..

واستمعوا إلى الحديث العجيب التالي .. لتلمسوا عن قرب بالفعل :
مدى (رحمة) هذا النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بالطير والحشرات ...

فعن (عبد الرحمن) .. عن أبيه (عبد الله) قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر .. فانطلق لحاجته .. فرأينا حمرة (وهي طائر صغير كالعصفور : أحمر اللون) : معها فرخان .. فأخذنا فرخيها !!!.. فجاءت الحمرة .. فجعلت تفرش (أي ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض) ... فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
من فجع هذه بولدها ؟!!.. ردوا ولدها إليها ...!!
ورأى قرية نمل قد حرقناها !!!... فقال : من حرق هذه ؟!!.. قلنا : نحن !!.. قال :
إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار : إلا رب النار " !!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/25) ...

فهل علمتم الآن : مَن هو النبي (محمد) الذي يصفونه بـ (الوحشية) و(القسوة) ؟؟!!!..

لقد مر على النبي صلى الله عليه وسلم بدابة : قد وُسم (أي تم حرقه في مقدمة وجهه كعلامة له من الضياع) : يدخن منخراه (أي من أثر الحرق عليهما) !!!.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لعن الله مَن فعل هذا !!!... لا يمسن أحد الوجه .. ولا يضربنه " !!!..
رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني (175/131) ...

فهل ذكر أصحاب (جمعيات حقوق الحيوان) عندكم : مثل هذه الحقوق ؟؟!!!..
هل واجهوا بها يوما ً: رعاة البقر في أوروبا وأمريكا بهذه التعاليم ؟؟!!!...
أم أنهم (متفرغون فقط) للعالم الإسلامي !!!...

بل واسمعوا أيضا ًللحديث الصحيح التالي في البخاري ومسلم ..
حيث مر أحد أصحاب النبي يوما ً(وهو ابن عمر رضي الله عنه) بفتيان ٍمن قريش :
وقد نصّبوا طيرا ًأو دجاجة ً: يترامونها (أي يصوبون عليها بنبالهم) !!!...
وقد جعلوا لصاحب الطير جُعلا ً: عن كل خاطئة من نبالهم !!!!...
فلما رأوا (ابن عمر) قادما ً: تفرقوا !!!..... فقال (ابن عمر) وهو ينظر للطير المسكين :
" مَن فعل هذا ؟؟!!.. لعن الله مَن فعل هذا ... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لعن مَن اتخد شيئا ًفيه الروح : غرضا ً(أي للهو والمتعة فقط) " !!!..

فهل رأيتم مثل هذه التعاليم (وتطبيقها عمليا ًوواقعيا ً) : في دين من الأديان ؟؟..
أم ما نراه فقط للأسف هو : قوانين نظرية وقرارات : لا يلتزم بها أكثر الناس في الواقع !!!..

ومن الغريب أيضا ً: أن رسول الله الخاتم (محمد) : قد أخبر الناس أن تعذيب الحيوان (ولو هرة وهي القطة) :
يمكن أن يكون سببا ًفي دخولهم (جهنم) أو (النار) والعذاب فيها !!!...
فهل تصدقون هذا ؟!!!..
ففي الحديث الصحيح أيضا ًفي البخاري وغيره : أن رسول الله الخاتم (محمد) قال :
" دخلت امرأة النار في هرة !!!.. ربطتها : فلم تطعمها !!.. ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " !!!..
وفي رواية أخرى لنفس الحديث :
" عُـذبت امرأة في هرة !!!.. سجنتها حتى ماتت !!!.. لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها !!!.. ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " !!!..

وكما كانت القسوة على هذه القطة : سببا ًفي العذاب في النار :
فقد كانت الرحمة بكلب : سببا ًفي دخول الجنة !!..
وهذا ما علمه للمسلمين رسول الله الخاتم (محمد) وحثنا عليه إذ يقول :
" بينما رجل يمشي بطريق : فاشتد عليه العطش .. فوجد بئرا ًفنزل فيها .. فشرب ثم خرج .. فإذا كلبٌ يلهث : يأكل الثرى من العطش !!.. فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش : مثل الذي كان بلغني !!.. فنزل البئر .. وملأ خفه ماء ً: فأمسكه بفيه (أي بفمه) حتى رقي (أي إلى حافة البئر وخرج منها) فسقي الكلب .. فشكر الله له (أي الكلب شكر الرجل إلى الله) فغفر له (أي فغفر الله للرجل : وفي روايات أخرى ان الرجل لم يكن عمل خيرا ًقط في حياته إلا هذا الفعل) .. فقالوا : يا رسول الله .. وإنّ لنا في البهائم لأجرا ً(أي إذا فعلنا معهم خير) ؟!!.. فقال :
في كل ذات كبد رطبة أجر " !!..
صحيح سنن أبي داود للألباني (2550) ...

ولذلك : فقد أخذ المسلمون عن النبي الخاتم (محمد) هذه التعاليم الراقية ..
وقاموا باتباعه والاقتداء به فيها ....
فقد مر يوما ً ببعير : قد لحق ظهره ببطنه (كناية عن شدة الجوع والضعف والهزال) .. فقال :
" اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة (أي التي لا تستطيع التحدث إليكم والشكوى) !!!.. فاركبوها صالحة .. وكلوها صالحة " !!!..
صحيح سنن أبي داود للألباني (2548) ...

بل وقد روت زوجته (عائشة) رضي الله عنها أنه كان :
" يُـصغي (أي يُميل) للهرة الإناء : فتشرب .. ثم يتوضأ بفضلها (أي بما تبقى من الماء) " !!!..
صحيح الجامع الصغير (2/4958) ...

3))
ومن ثمرات هذه التعاليم كما قلت لكم :
أن أولياء الأمر والحكام المسلمين : قد صاروا يعرفون أن لهذه الحيوانات : حقا ًيجب المحافظة عليه !!!..
وصاروا يعرفون أن الله تعالى : سيسألهم عنه !!!!!!...
فقد حكى الإمام (مالك) : أن (عمر بن الخطاب) الخليفة الثاني للمؤمنين رضي الله عنه :
مر بحمار عليه لبن (بكسر الباء وهو : الطوب الغير محروق) ...
فوضع عنه طوبتين !!!.. فأتت سيدته (أي صاحبة الحمار) لـ (عمر) فقالت :
" يا عمر !!.. مالك ولحماري ؟!!.. ألك عليه سلطان ؟!!.. فقال : فما يُـقعدني في هذا الموضوع إذا ً " !!!..
أي أن مسئولية البهائم أيضا ً: تقع في نطاق مسئوليات ولي الأمر والحاكم !!!!..

ولذلك كان (عمر) رضي الله عنه يقول أيضا ً:
" لو أن بغلة ًبالعراق تعثرت .. لسؤل عمر عنها : لماذا لم تمهد لها الطريق " !!!..
فهل تعرفون مثل هذه الرحمة في تاريخكم وفي سياستكم على مدى تاريخكم الطويل ؟؟!!!...

وقد رأي (عمر) أيضا ً: رجلا ًوقد حمّـل بعيره مالا يطيق ..
فضربه وقال له : " لِمَ تحمّـل بعيرك مالا يطيق " ؟؟!!!..

ولذلك قال (الماوردي) أحد علماء الدين الإسلامي رحمه الله :
" إذا كان من أرباب (أي أصحاب) المواشي : مَن يستعملها في مالا تطيق :
أنكره المحتسب عليه .. ومنعه منه " !!!.. (والمحتسب هو : المُعين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع الإسلامي) ...

بل وإذا تتبعتم مثل هذه الأخبار في الإسلام : لوجدتم أخبارا ًعجيبة ً!!!..
مثل ما اتفق عليه بعض العلماء في التاريخ الإسلامي وأسموه بـ :
(وقف الهررة) !!!!!!!..
حيث قرروا أن يُـقيموا (وقفا ً) خاصا ًبالهررة (أي القطط) !!!!..
وفيه كانوا يُعدون طعاما ًللقطط : لتأكل منه ثم تنصرف في الصباح والمساء !!!!..
فهل علمتم الآن : أن مآثر المسلمين التي سبقوا بها العالم : تتعدى المآثر (العلمية) إلى (حقوق الحيوان) أيضا ً!!!..

4))
وأما الآن : وبعد أن استعرضت معكم : (بعض جوانب الرحمة في الإسلام بالحيوان) ...
يأت الدور أخيرا ًللرد على من (يهاجمون) ذبح الحيوان في الإسلام ...
حيث أسوق لكم الحقيقة التالية :
والتي لا أتوقع أن يرضى عنها (النباتيين) أو (الحيوانيين) !!!!..
وتلك الحقيقة هي : أن الله تعالى قد : (سخر) كل ما في الأرض من جماد وحيوان ونبات وماء : لخدمة الإنسان وراحته وغذائه وسائر استعمالاته الأخرى !!!!..
وذلك : كي يشعر الإنسان الغافل : بأن هناك من خلقه .. وسخر له كل شيء من حوله ..
فيتنبه بذلك إلى وجود (غاية) حتما ًمن وراء كل هذا !!!...
فلا يجد إلا أن يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئا ً!!!!...
وقد كرر الله تعالى هذا المعنى كثيرا ًفي القرآن الكريم .. فيقول مثلا ً:
" وسخر لكم : ما في السماوات وما في الأرض : جميعا ًمنه .. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " !!!..
الجاثية – 13 ...

وأما بالنسبة لأكل الإنسان : فلم يمنع الله تعالى الإنسان من الأكل من كل ما في الأرض : إلا من بعض الأشياء القليلة جدا ًالتي حرمها عليه (مثل أكل الدم والخمر وما يُذبح للأصنام وأكل ذوات المخالب من الطيور والأنياب من الحيوانات) ....

وأما بالنسبة للحيوان :
فقد شرع الله تعالى للمؤمن ذبح أنواع معينة منه : (الضأن) و(المعز) و(الإبل) و(البقر) .... وبشرط ألا يجدها مقتولة فيأكلها ...
ولكن :
أوجب على المؤمن أن (يذبحها) أولا ً...
وفي ذلك فوائد كثيرة : (دينية) و(صحية) كعادة جميع شرع الله تعالى (الحكيم) كما رأيتم معي ...
فمن الفوائد الدينية :
أن الذبح : هو سُـنة (إبراهيم) عليه السلام عندما افتدى ابنه البكر (إسماعيل) عليه السلام ....
فعندما يُـقدِم المؤمن على ذبح الحيوان الذي يستفيد منه في حياته : لوجه الله : فهو بذلك : يثبت تقديم حق ربه ودينه على الدنيا ومنافعها الزائلة ....

وأما الفوائد الصحية للذبح :
فهي أن دماء أي حيوان : تحتوي مثل دم الإنسان على بعض (المواد الضارة) التي يحملها الدم بداخل أجسادنا .. وذلك مثل (حمض البوليك) .. والتي نطردها من حين لحين في عمليات الإخراج المختلفة ....

فإذا نظرنا لطريقة (الذبح الإسلامية) التي شرعها الله تعالى للحيوان :
نرى أنها : غاية الحكمة والفائدة : للحيوان .. وللإنسان معا ً!!!!...
فالله تعالى لا يأمر ولا يشرع : إلا الخير ....
فأما بالنسبة للحيوان :
فبذبح الحيوان بقطع : الوريد الوداجي .. والشريان السباتي .. والقصبة .. والمريء :
فبذلك أولا ً: نضمن موتا ًسريعا ً للحيوان !!!.. وثانيا ًنضمن أيضا ً: انتهاءا ًسريعا ًلشعوره بالألم : نتيجة قطع الدم عن المخ !!!...
كما أنه بقطع تلك المنطقة من رقبة الحيوان : فبذلك يتم : تصفية أسرع لجميع دمائه !!!.. وهي التي بها (المواد الضارة) التي أخبرتكم عنها (مثل حمض البوليك) وغيره ....

كما أننا إذا علمنا أن هناك (تعاليم) و(إرشادات) للنبي الخاتم (محمد) أيضا ًبخصوص الذبح :
فنعلم أن (رحمة) شرع الله تعالى : تنال الحيوان أيضا ً: حتى آخر لحظات حياته !!!!...
فرسولنا الرحيم الخاتم (محمد) يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
" إن الله تبارك وتعالى : كتب الإحسان على كل شيء .. فإذا قتلتم (أي العدو في المعارك والحروب) : فأحسنوا القتـلة !!!.. وإذا ذبحتم : فأحسنوا الذبح !!!.. وليُحد أحدكم شفرته (التي سيذبح بها) .. وليُرح ذبيحته " !!!..

فمن هذا الحديث : يتبين لنا أن الحيوان المذبوح في الإسلام :
له أيضا ًبعض الحقوق قبل وأثناء الذبح !!!..
فيجب ألا يرى أمامه : حيوانا ًآخرا ًيُذبح !!!..
ويجب أن يُريحه الذابح ويُطمئنه قبل الذبح !!!..
كما يجب إطعامه وشرابه قبل الذبح أيضا ً!!!...
كما يجب التأكد من أن الشفرة أو السكين التي سيذبح بها : تكون (حادة) لكي تسرع من عملية الذبح بلا تعذيب !!!... والاهتمام أيضا ًبألا يراها الحيوان قبل الذبح .. ولا حتى الدماء !!!...
وفي هذه القواعد الإسلامية عند الذبح : فوائد عظيمة كما قلت لكم ...

ففي إراحة الحيوان عند ذبحه وتهدئته :
فائدة عظيمة لعدم انتشار بعض الهرمونات الإنفعالية في الدم .. كهرمون (الإدرانيلين) مثلا ً: والذي يُفرز في حال الخوف أو الإنفعال الشديد !!!...
وهذه المواد لو تم إفرازها في الحيوان : فإنها تؤثر على (طعم) و(مذاق) و(قوام) اللحم فيه ...

ولهذا .. فإن أغلى أنواع اللحم عندكم (وفي أمريكا خصوصا ً) : هو اللحم (الكوشير) : والذي يتم ذبح الحيوانات فيه على الطريقة اليهودية الصحيحة : (شيشيتا) ....
والتي : تماثل تقريبا ً(الذبح الإسلامي) !!!.. وذلك بالطبع : لأن الآمر بها : هو نفس المصدر :
أي الله عز وجل !!!...
ولذلك : فإن الله تعالى الذي خلق لنا الحيوان .. وأعطاه روحا ًمثلنا :
لا يقبل أن يُـذبح هذا الحيوان إلا بـ (اسم الله) !!!.. لأنه هو الذي خلقه : وليس غيره !!!...
وهذا هو أكبر شروط أكل الذبائح عندنا نحن المسلمين .. ألا وهو : (التسمية بالله) عليه قبل ذبحه ..

والآن .. قولي لي آنسة (جوليان) : الناس في شرق الأرض وغربها : لا غِنى لهم عن أكل لحوم الحيوانات .. بل هي بالفعل : من أشهى الطعام عند جميع أمم الأرض بلا استثناء ....
ولكن :
هل الطريقة التي أخبرتك بها (وهي شرع الله الحكيم) في الذبح : هي الأفضل ؟؟..
أم أن الطرق التي اخترعتها بعض العقول المريضة للبشر : هي الأفضل ؟؟!!!..

هل ذبح الحيوان بالطريقة الإسلامية التي ثبتت أنها : أكثر صحة .. وأفضل قوام للحم : أفضل ؟؟..
>> أم (صعق الحيوانات بالكهرباء) أفضل ؟؟!!!..
>> أم (تخديرها وضربها بالمطارق حتى الموت) أفضل ؟؟!!!..
>> أم (تخديرها وتخريب المخ والمخيخ والنخاع المستطيل بأداة حادة) أفضل ؟؟!!!...
والغريب أن معظم تلك الطرق : قد لا تؤدي إلى قتل الحيوان !!!.. بل قد تؤدي فقط إلى تخديره : ومن ثم : فهو يشعر بكل هذه المعاناة قبل قتله !!!!.. فهل تخيلتم هذا الوضع المؤسف ؟؟!!..

ألا تستحق كل هذه الطرق (الوحشية) بالفعل : أن تهاجمها (جمعيات حقوق الحيوان) : بدلا ًمن إثارتهم الشبهات حول شرع الله تعالى الحكيم لذبح الحيوان في الإسلام ؟؟؟!!!...

بل وهذا الإعلام عندكم بين الحين والحين : يفضح لكم بعض (الممارسات الأخرى) التي تتم بصورة (غير شرعية) لقتل الحيوانات والطيور !!!!...

ويكفيكم فقط لمشاهدتها والاطلاع عليها : أن تبحثوا في الإنترنت ...
فسوف تجدونها : بالقراءة .. وبالصوت .. وبالصورة أيضا ًلمن يريد !!!...

وبعدها : ستعلمون بالفعل :
مدى رحمة الله عز وجل بالحيوان ... وكيف أن الله تعالى : لا يحكم إلا بالخير ...
وصدق الله العظيم إذ يقول :
" ألا يعلمُ من خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟؟؟!!!.. الملك - 14 ..

وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ًوهو يقول :
والآن آنسة (جوليان) ... هل علمتي مدى (الأكاذيب) التي يروجها الغرب والجهال عن الإسلام وعن النبي الخاتم (محمد) ؟؟؟!!!..

فأجابت (جوليان) : نعم .... للأسف ....
فواصل الشيخ قائلا ً:
وهل علمتي إلى أي مدى كان نبي الله الخاتم (محمد) :
رحيما ًبـ (الأطفال) و(الفتيات) و(النساء) و(العبيد) .. وحتى (الحيوان) كما رأينا !!!...

ثم استدرك الشيخ قائلا ًلـ (جوليان) :
والآن .. هل لديك أية استفسارات أخرى آنسة (جوليان) ؟؟...

فقالت (جوليان) مبتسمة : شكرا ًأيها الشيخ (عبد الله) ... شكرا ً...
ومعذرة مرة أخرى على إطالة الوقت في هذه الأسئلة ....

وهنا ابتسم الشيخ (محمد) وقال للشيخ (عبد الله) :
أما أنا شيخ (عبد الله) :
فأشكر الآنسة (جوليان) كثيرا ًعلى هذه الأسئلة .. والتي بسببها : عرفنا جميعا ًالإجابة عن العديد من (الشبهات) بالفعل التي تثار عن الإسلام .. وعن شرع الإسلام .. وعن نبي الإسلام !!!..

والآن ...
دعونا نختر سؤالا ًآخرا ً.....


22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ..

يُــــتبع بإذن الله ..

اللهم أعز الإسلام
06-26-2011, 08:55 AM
::

أحاديث ومحاورات ممتعه فعلا مع نبينا نبي الرحمه ..
كل الشكر لك أخي أبو حب الله فحتى أنا المسلمه تعرفت على أمور كثيره جدا كنت أجهلها ..
خصوصاً الحكمة من تشريع العبادات ..
با أنتظارك ..

::

إلى حب الله
06-26-2011, 07:04 PM
الأخ الكريم أملي رضى الله ..
والأخت الكريمة اللهم أعز الإسلام :
شرفني مروركما كثيرا ً.. جعلني الله تعالى عند حسن ظنكما بي دوما ً..
وعذرا ًلتأخر الكتابة أحيانا ً.. فذلك بسبب (التلوين) حقيقة ًوليس (الكتابة) !!..
لصعوبة التلوين والتنسيق في هذا المنتدى الطيب للأسف ..
ولكن كل ذلك يهون في سبيل تقديم هذا العمل مني في صورته الشبه النهائية
هنا كإهداء لهذا المنتدى : لاعتزازي الكبير به ..
والله الموفق ..

إلى حب الله
06-26-2011, 10:17 PM
22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ..

في هذه المرة : لاحظ الشيخ (محمد) والشيخ (عبد الله) ومستر (فيليب) : إنخفاضا ًكبيرا ًجدا ًفي عدد الذين يرفعون أيديهم في القاعة !!!!..
بل ولن نكون كاذبين إذا قدّرنا عدد مَن يرفع يده في القاعة بأنهم : صاروا أقل من خمسة عشر شخصا ً!!!..

وهنا : ابتسم الشيخ (محمد) قائلا ً:
يبدو أن أسئلتك آنسة (جوليان) بالفعل :
كانت تمثل كثيرا ًمن التساؤلات التي كانت في رؤوس باقي الحاضرين !!!...

والآن :
دعونا نختر الأستاذ الجالس في الصف الخامس أمامي هنا ....
فليتفضل ....

وهنا : تناول ميكروفون المنضدة : رجل ٌفي أواخر الخمسينات من عمره .. تبدو عليه علامات الوقار بالرغم من قلة اهتمامه الملحوظة بمظهره .....
فمال إلى الأمام قائلا ً:

مرحبا ًشيخ (عبد الله) ... مرحبا ًشيخ (محمد) ...
اسمي هو (كارليتون موليز) ....
وأنا صحفي ومفكر في الجريدة الرسمية هنا بالمدينة ...
وأثناء الشهر الماضي .. وأثناء الأزمة السابقة المتمثلة في هجوم الكثير من الكتاب والصحفيين على الإسلام ونبي الإسلام :
التزمت الصمت التام !!!... مما أثار حفيظة الكثير من قرائي وأصدقائي !!!..
وأما سبب صمتي :
فسوف أعلنه لأول مرة هنا أمامكم الآن .. وأمام جميع الحاضرين هنا في القاعة ...
ثم صمت مستر (كارليتون) للحظة ثم قال :
فأنا في طريقي لأن أ ُشهر إسلامي قريبا ً!!!!...

وهنا : سمع الشيخ (عبد الله) بعض اللغط الغير مفهوم في القاعة ..
مع بعض شهقات المفاجأة من بعض الحاضرين ....

فواصل مستر (كارليتون) قائلا ً:
وبالطبع لم يكن هذا القرار فجائيا ً... بل هو نتيجة بحث وتروي ومطالعة : لكثير من الكتب عن الإسلام وعن نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم ....
والحق الذي أ ُعلنه للجميع بدوري هو : أن هذا الدين بالفعل : هو الرسالة الوحيدة من الله للإنسان :
والتي لم يطلها (التحريف) !!!...

كما أني أستغل هذا الموقف : لأشكرك شيخ (محمد) :
أن أحضرت لنا مثل هذا الشيخ (العبقري) في نظري : الشيخ (عبد الله) المحترم !!!....
والذي لمست من كلامه بالفعل :
أن المؤمن الذي يدعو إلى الله على علم : هو وحده الذي عنده جواب لكل سؤال !!!..
بل وهو وحده الذي يستطيع أن يتعامل مع (قلوب الناس) ويعالجها : بطريقة تثبت لنا أن (الأطباء النفسيين) :
هم بحاجة ماسة لكي يتعلموا الكثير عن (الإيمان بالله) وعن (الإسلام) !!!!...

وهنا : صفق بعض الحاضرين لهذا الكلام القيم من مستر (كارليتون) .. والذين شعروا بانفعال الرجل الصادق في كل حروف كلماته ....

فواصل مستر (كارليتون) كلامه قائلا ً:
ولكي لا أ ُطيل عليكم ...
فعندما لم يتبق للسؤال سوى ما يقارب العشرين شخصا ًفي القاعة : وكما لاحظت من خلال صورتهم على الشاشة :
فقد تساءلت بداخلي : ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون تساؤل هؤلاء الأشخاص حوله ؟؟؟..
فقد لاحظت أن الله : قد بارك كثيرا ًفي هذه الندوة .. بل وفي وقتها أيضا ً: فشملت بالفعل تقريبا ً:
الرد على كل (الشبهات) التي يثيرها الجاهلون ضد الإسلام ...

ثم فجأة .. وجدت النقطة التي لم يتم السؤال عنها بعد .... والتي أرجو أن تكون بإجابتك عليها أيها الشيخ (عبد الله) : تكون قد انتهيت من هذه الندوة : (المرهقة لك بالتأكيد) !!!...

ولذلك .. فسوف أتوجه بسؤالي لك عن :
حقيقة وضع (الفتوحات الإسلامية) في الدين .. وفي شرع الله ...
هل هي بالفعل كما يصفها الجاهلون : بأنها كانت من أجل (فرض) الإسلام على سائر الأمم ؟؟..
أم أن لها تفسيرا ًآخرا ًمن تفسيراتك (الحكيمة) لشرع الإسلام ؟؟؟...
كما أرجو أن توضح لنا سريعا ً: لماذا يتم قتل (المرتد) عن الإسلام في دينكم : طالما تقولون أنكم لا تفرضونه على أحد ؟؟!!! أرجو الإفادة ....
وشكرا ً....

وهنا قال الشيخ (محمد) مبتسما ً:
الحق مستر (كارليتون) : أن اختياري للشيخ العزيز (عبد الله) : هو توفيق ٌمن عند الله تعالى وحده ...
فأنا نفسي : قد استفدت كثيرا ًمنه هذه الليلة ...
بل وأتمنى من الله تعالى : أن يُعينني على نشر كل ما قاله الشيخ في هذه الندوة : وتكراره في غيرها من الندوات التي سأقوم بها قريبا ًفي جميع أنحاء العالم إن شاء الله ....

والآن : نترك الإجابة للشيخ (عبد الله) على هذا السؤال ... فليتفضل :

وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ً.. ثم نظر في ساعته وهو يقول مبتسما ً:
من السنن الإسلامية التي حثنا عليها النبي الخاتم (محمد) : هي عدم السهر ليلا ًبغير ضرورة ..
وذلك لكي يستطيع المسلم أداء صلاة (الفجر) بسهولة !!!....
والساعة الآن : الثانية عشرة تقريبا ً!!!...
ولكن : أدعو الله تعالى أن يكون في تأخيرنا وسهرنا هذا الليلة : خيرا ًكثيرا ًلي ولكم بإذن الله ...

وأما بالنسبة لمدحك لي مستر (كارليتون) : فأنا أشكرك كثيرا ًعلى حسن ظنك بي ..
كما أدعو الله تعالى أن يهديك إلى الصواب دوما ً.. وأن يبارك لك في كل ما تكتبه ... ومَن يدري :
ربما سمعنا أو قرأنا عنك قريبا ًأنك قد أصبحت : مفكرا ًإسلاميا ً!!!..
مَن يدري !!!..

وأما بالنسبة لسؤالك عن (حقيقة الفتوحات الإسلامية) ...
فسوف أجيبك عليه في أربعة نقاط مختصرة لضيق الوقت :

الأولى : وهي حق الله تعالى في نشر دينه الصحيح في الأرض ..
والثانية : هي أن المسلم : يفتح الأرض لنشر وتمكين دعوة الإسلام : ولكن لا يجبر غيره عليها ..
والثالثة : هي أن أذكر لكم مثالا ًواحدا ًمن آحاديث النبي وتعاليمه للمسلمين في الحروب ..
والرابعة : هي أن أذكر لكم : آراء المنصفين من بلادكم عن (الفتوحات الإسلامية) ...

>> فأما النقطة الأولى :
بداية : أعتقد أن سؤالك مستر (كارليتون) : لا ينصب على جهاد المسلمين للدفاع عن أرضهم :
فهذا حقٌ : مكفول ٌلكل البشر في الدفاع عن أراضيهم : وتوافق عليه كل المحافل الرسمية في العالم ..
ولكن سؤالك وكما فهمت : ينصب على النوع الآخر من الجهاد لدى المسلمين وهو :
الجهاد خارج بلاد الإسلام : لنشر دعوة عبادة الله عز وجل في الأرض ..
وهي التي تختلط لدى الكثيرين بمفاهيم (التعدي) و(الاحتلال) و(الجبر على اعتناق الأديان) وغيرها من مظاهر الظلم الأممي الذي نعرفه ..
وعليه أقول لك مستر (كارليتون) :

لا خلاف بين العقلاء أبدا ًكما قلنا في أنه يجب : مُحاربة المعتدي : لإعادة الحق إلى أصحابه ..
فإذا فهمنا هذا .. وعلمنا أن الله تعالى الذي (خلق هذه الأرض وكل ما عليها) : أنه :
هو الوحيد المستحق للعبادة ...
فسوف نفهم بذلك أن (المعتدي الحقيقي) هو :
كل مَن يعبد غير الله تعالى : (على أرض الله) !!!.. أو حتى يشرك بالله تعالى شيئا ً: (على أرض الله) !!!..
ولهذا :
فقد فرض الله تعالى (الجهاد) و(فتح الأرض) : على كل المؤمنين به !!!....
واقرأوا مثل ذلك الكثير والكثير في العهد القديم عندكم : في أوامر الله لـ (موسى) ولـ (داود) عليهما السلام وغيرهما ....
فكذلك أيضا ً: كان أمر الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) وأمته :
بأن يفتحوا الأرض جميعا ًأمام دين الله تعالى الحق ... بحيث تنتشر الدعوة إلى الدين الإسلامي في أرض الله تعالى :
ليَعلم به جميع البشر : ثم يختارون بعد ذلك بكل حرية بين الكفر والإيمان ....!

وبالطبع : لو شاء الله تعالى أن ينتصر (بنفسه) من الكافرين والمشركين به : لفعل ذلك بكل سهولة ...!
ولكن شاءت حكمته أن : يبتلي المؤمن والكافر بهذه الحرب الدائمة بين الخير والشر على الأرض !!!..
فالمؤمن : له أجره !!!.. والكافر : عليه عقابه !!!...
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
" ولو يشاء الله : لانتصر منهم !!!.. ولكن : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!!.. محمد – 4 ..
أقول ذلك فقط :
حتى لا يظنن ظان ٌأن الله تعالى عاجزٌ عن استرداد الدعوة إلى دينه في جميع أرضه : وحاشاه !!..

>> وأما النقطة الثانية :
فهي كما قلت لكم : أنه بعد نشر المسلمين للدين الخاتم في كل الأرض : فعلى الناس حينها أن يختاروا لأنفسهم (بكل حرية) : إما الإيمان .. وإما الكفر !!!...
لأن الإيمان بالله تعالى : لا يأتي أبدا ًبـ (القهر) و(الجبر) !!!... وذلك لأن الإيمان : هو عمل ٌ(قلبي) ...
ولذلك يقول الله تعالى في القرآن :
" لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغي .. فمَن يكفر بالطاغوت (أي كل ما يُعبد من دون الله أو معه) .. ويؤمن بالله : فقد استمسك بالعروة الوثقى : لا انفصام لها " .. البقرة – 256 ..

كما يقول أيضا ًعز وجل :
" وقل : الحق من ربكم .. فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر !!.. إنا أعتدنا للظالمين نارا ً: أحاط بهم سرادقها .. وإن يستغيثوا : يُغاثوا بماءٍ كالمهل : يشوي الوجوه !!!.. بئس الشراب : وساءت مرتفقا ً " !!!.. الكهف – 29 ...

فهذه الآيات ومثلها الكثير في القرآن وفي حديث النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
تنفي شبهة (جبر) الناس على الدخول في الإسلام !!!!...
وإنما : قد خيرهم الله تعالى بعد أن أوصل إليهم الدعوة بدينه الحق الخاتم : بين البقاء في الكفر : مع دفع الجزية :
وبين الدخول في الإسلام .. وخصوصا ًبعد أن خلص جميع هذه البلاد والأمم من (سطوة) و(سيطرة) سادتها (الجبابرة) على الناس .. واستعباد هؤلاء الناس باسم الدين كـ :
اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية وعباد الأصنام والكواكب وغيرهم ....
ذلك الاستعباد الذي وصل قديما ًلذبح الأبرياء من الفتيات والأطفال والبشر : (قربانا ً) لتلك الآلهة المزعومة !!..
وهي الجرائم التي ما زالت تـُـفعل في زمننا الحاضر أيضا ًللأسف : في بعض المناطق من الصين وغيرها !!..

فهل عرفت البشرية في تاريخها : مثل هذا الخير العميم من قبل ؟؟!!..
هل علمتم مَن أنقذ (الملايين) من ظلم وطغيان البشر : مثل المسلمين ؟!!.. بل :
هل علمتم مَن أنقذ (ملايين) الناس من عذاب (جهنم) إلى نعيم (الجنة) : مثل المسلمين ؟؟!!..

فالحمد لله الذي حقق وعده وبشاراته لجميع أنبيائه من قبل : في نشر أمة الإسلام لهذا الدين الحق العظيم في جميع الأرض !!.... وهي البشارات التي قد عرضت عليكم جانبا ًمنها منذ قليل من العهد القديم ...
ولذلك .. فإن رسول الله الخاتم (محمد) يحذركم جميعا ًفيقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
" والذي نفس محمد بيده (وهي صيغة للقسم بالله تعالى : فهو وحده الذي أنفسنا بيده) : لا يسمع بي أحد ٌمن هذه الأمة : يهودي ولا نصراني .. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أ ُرسلت به : إلا كان من أصحاب النار " !!!..

ولذلك .. ولإغاظة الله تعالى لليهود والنصارى : والذين لم يؤمنوا بهذا الدين الحق الظاهر الواضح وضوح النور .. بل ولم يؤمنوا بنبيه الخاتم (محمد) : والمكتوب أوصافه في كتبهم : فقد فرض الله تعالى عليهم أن يدفعوا (جزية ً) : تبكيتا ًلهم .. وإذلالا ًلهم : بسبب كفرهم بهذا النبي الخاتم ورسالته ... فيقول الله تعالى :
" قاتلوا (أي أيها المسلمون المجاهدون الفاتحون للأرض) الذين :
1)) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..
2)) ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ..
3)) ولا يدينون دين الحق :
من الذين أوتوا الكتاب (أي اليهود والنصارى) :
حتى يُعطوا الجزية عن يد ٍ: وهم صاغرون " !!!.. التوبة – 29 ..

ولكن .. وبالرغم من غضب الله تعالى عليهم .. إلا أنه قد وضع في هذه (الجزية) أيضا ً:
رحمة لهم !!.. حيث أنه لم يجعلها : كبيرة !!!... بل هي في الحقيقة : أقل بكثير جدا ًجدا ًإذا ما قورنت بما يدفعه المسلم نفسه في زكاته السنوية !!!...
كما أن من يدفعها من اليهود والنصارى : كان يضمن بها : حماية المسلمين له من أي عدوان خارجي !!!..
لذا : فكانت تسقط تلقائيا ًمن عليهم : إذا عجز المسلمون عن حمايتهم أو خرجوا من أرضهم !!..
بل : وقد كان الحكام المسلمون أيضا ً: يُسقطون هذه (الجزية) عن الفقراء من (اليهود) و(النصارى) !!!...
بل وكان يتم إعطاء هؤلاء الفقراء من (بيت مال المسلمين) أيضا ً!!!!..

فتلاحظون بذلك أن هذه (الجزية) : الهدف الرئيسي منها كما قلت لكم هو فقط : رمزية (إذلال) الكافرين بالله تعالى وبرسوله الحق !!!....
ولا يمكن القول إطلاقا ًبأنها كانت : نوعا ًمن أنواع الضغط عليهم ليدخلوا في الإسلام !!!....
وذلك لصغر قيمتها الشديد ...
فقد كانت ثابتة القيمة (5 أو 15 أو 25 مثلا ًعلى حسب حال الذي ستؤخذ منه) .. فلو افترضنا أن هناك نصرانيا ًغنيا ًيملك ما قيمته من عملته : مليون .. فهو لن يدفع أكثر من 25 من هذه المليون كل عام : في هذه الجزية !!.. أما لو قارنا هذا مع مسلم ٍغني ٍيملك أيضا ًما قيمته من عملته مليونا ً: فهو مُطالبٌ في الإسلام بدفع زكاةٍ كل عام ٍبسبب غناه : وهي تساوي : 2.5 % من ماله !!!.. أي كلما زاد ماله : زادت قيمة هذه الـ 2.5 % !!.. وبمعنى آخر : في حين سيدفع النصراني الغني : 25 من عملته : عن المليون أو أكثر : سيدفع المسلم الغني : 25.000 من ذات العملة !!!.. بل : وستزيد بزيادة ماله أيضا ً!!!.. فهل تصدقون هذا ؟!!!..
ولذلك : فقد بقي الكثير من اليهود والنصارى في بلاد الإسلام : على دينهم !!!.. وهذا ما سوف تسمعونه بعد قليل بشهادة المنصفين من غير المسلمين أنفسهم !...

بل ولعل من أقوى الأدلة على أنه لا دخل للقوة في دخول الناس في الإسلام :
هو أن الإسلام نفسه : ظل مُضطهدا ًفي (مكة) منذ بدايته .. ولمدة ثلاثة عشر عاما ً: ولم يحارب المسلمون في هذه المدة الطويلة : ولو حربا ًواحدة !!!.. ولو حتى للدفاع عن أنفسهم لضعفهم !!!..
ولكنه وبالرغم من ذلك كله :
قد استطاع أن يضم إليه الكثير من الناس : من (مكة) .. وحتى من خارجها !!!!..

كما أن هناك مناطق شاسعة من العالم : قد دخلت بأكملها في دين الإسلام بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة !!!..
سواء كان ذلك في (أسيا) أو في (أفريقيا) أو حتى في (أوروبا) !!!..
فبلد كامل كـ(إندونيسيا) مثلا ً: قد دخلها الإسلام بسبب رؤيتهم فقط لـ : (أخلاق التجار المسلمين) !!!..

ولعل من أقوى الأدلة على ذلك أيضا ً: هو ما يحدث الآن في جميع أنحاء العالم !!!..
حيث أن الإسلام وبالإحصائيات الرسمية : هو الديانة الأولى (الأكثر والأسرع انتشارا ً) على وجه الأرض !!!..
في حين أنكم تجدون المسلمين : مظلومون ومحتلون في مشارق الأرض ومغاربها !!!.. فكيف ينتشر الإسلام إذا ً الآن برأيكم ؟؟؟!!!..
هل بالقوة أو بالسيف أو بالحرب كما فعلت الكنيسة في (أوروبا) وفي (محاكم التفتيش) في (الأندلس) ؟؟!!!..
لا أعتقد أن عاقلا ًصادقا ًسيقول هذا أبدا ًبالنظر لحال المسلمين اليوم وقوتهم العسكرية !!....
أليس كذلك ؟؟؟!!...

وأما بالنسبة لمسألة حكم الإسلام بقتل (المرتد) عنه مستر (كارليتون) :
فهذا فيه بعض الحِكم الكبيرة : والتي لن أستطيع الخوض فيها الآن .. ولكن يكفيني فقط أن أذكر لكم :
سببا ًواحدا ً.. وحكمة واحدة : تدعو لقتل هذا (المرتد) بعد رفضه (الاستتابة) بالفعل ...
وهذا السبب وهذه الحكمة هي :
ألا يتلاعب أعداء الإسلام بالمسلمين وغيرهم عن طريق : اعتناقهم للإسلام لفترة من الزمن : ثم ارتدادهم عنه :
وذلك لـ (تشكيك الناس في الدين وتنفيرهم منه) !!!!...
وهي خدعة قديمة لليهود : قد فضحها الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) عندما نقل له مخططاتهم الدنيئة فقال :
" وقالت طائفة ٌمن أهل الكتاب : آمنوا بالذي أ ُنزل على الذين آمنوا وجه النهار (أي أول النهار) ..
واكفروا آخره : لعلهم يرجعون (أي لعل هذا الفعل يُذبذب الناس عن الدخول في الإسلام فيرجعون عنه) " !!!... آل عمران – 72 ...

ولهذا : فعلى غير المسلم أن يتدبر ويدرس الإسلام جيدا ً: وذلك قبل أن يعتنقه .. لأنه بمجرد اعتناقه :
سوف تجري عليه أحكام الإسلام !!!.. ومنها حكم (الردة) إذا لم يتب ....
سكت الشيخ (عبد الله) للحظة .. ثم شرب شربة صغيرة من الماء وهو يقول :

>> وأما النقطة الثالثة :
فسوف أعرض لكم فيها : حديثا ًواحدا ًللنبي الخاتم (محمد) : يدل على رحمة الله تعالى بعباده :
حتى في أوقات (الحرب) !!!!... ويوضح لنا أيضا ً: جانبا ًهاما ًمن جوانب (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : لم يأت ذكره في حديثي مع الآنسة (جوليان) ....
ألا وهو : (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : في الحرب !!!..
ففي الحديث الصحيح : أنه كان إذا أمّر أميرا ً(أي عين قائدا ً) على جيش ٍأو سرية :
" أوصاه في خاصته بتقوى الله (أي أن يخاف الله في نفسه) .. ومَن معه من المسلمين خيرا ً" !!..
ثم كان يقول لهم :
" اغزوا باسم الله .. وفي سبيل الله .. وقاتلوا من كفر بالله ..
اغزوا ولا تغدروا .. ولا تغلوا (أي تسرقوا ما لا يحل لكم) .. ولا تمثلوا (والمُـثلة هي : تشويه المقتول أثناء قتله أو بعد القتل) .. ولاتقتلوا وليدا ً" !!!.. رواه مسلم في صحيحه ..

فهل سمعتم بـ (قائدٍ رحيم ٍ) ينصح مثل هذه النصائح العملية مثل هذا النبي الخاتم (محمد) ؟؟!!!..
حيث أن ما قاله في هذا الحديث :
هو الشرع الذي عمل به أصحابه والمسلمون من بعده بالفعل في فتوحاتهم جميعها ....
والتي طبقوا فيها (عمليا ً) : أسمى معاني (أخلاق الفروسية) التي لم يعرفها العالم أبدا ً: كما عرفها وذاقها على أيدي المسلمين !!!...

>> وهنا : يأتي موعدنا مع النقطة الرابعة والأخيرة ..
والتي سأعرض عليكم فيها :
الكثير من شهادة المنصفين (الغير المسلمين) أنفسهم : لصالح (الفتوحات الإسلامية) !!!..
فاسمعوا معي : الحقائق التي يُخفيها عنكم الإعلام (الكاره للإسلام) في بلادكم !!!...

يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة – 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون : يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!..
فلقد كانوا : أحرارا ًفي ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!!..

ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى : قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ : (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم ..
وكان المسيحيون : أحرارا ً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون : يأتون أفواجا ً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (يقصد في بلاد الإسلام) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي على حكم الكنيسة بروما) .. والذين كانوا يلقون صورا ًمن الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن :
أحرارا ًآمنين : تحت حكم المسلمين " !!!!!..

واسمعوا أيضا ً ما يقوله (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام – 99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام !!!.. أو حتى عن أي اضطهاد منظم : قصد به المسلمون استئصال الدين المسيحي " !!!!!...

فهذه الشهادات المنصفة من هؤلاء المؤرخين والدارسين حقا ًللحضارة الإسلامية وتاريخها :
تعكس لكم بصدق : حقيقة هذا الدين الإسلامي العظيم : والذي لم ولن يُرغم أحدا ًعلى الدخول فيه !!!..

وقد جاء عن (روبرتسن) في كتابه الشهير : (تاريخ شارلكن) قوله :
" إن المسلمين وحدهم : هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. وبين (روح التسامح) نحو :
أتباع الأديان الأخرى !!!.. وأنهم مع امتشاقهم السيوف نشرا ًلدينهم :
فقد تركوا (كل مَن لم يرغب في هذا الدين) : أحرارا ًفي التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..

وقريبا ًمن معنى هذا الكلام أيضا ً: هو قول الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين : (التسامح) !!!.. والذي هو :
آية الإحسان بين الأمم ... واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...

وأما الغريب : فهو ما نقله (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام – 159) من شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام (657هـ) بقوله :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم : يعاملوننا كما تعرفون !!!..
إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..

فهل رأيتم عظمة مثل هذه العظمة الإسلامية في التعامل مع (الآخر) ؟؟!!..
هل رأيتم دينا ً: يصلح فيه أن يعيش الجميع في (حرية معتقد) : مثل دين الإسلام العظيم ؟؟!!.

واسمعوا لقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) وهو يتحدث عن الفتح الإسلامي لـ (الأندلس) فيقول :
" لقد أحسنت (أسبانيا) : استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. حيث أسلمت لهم القرى بأكملها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. حيث ما كانت تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها القرية الأبواب !!!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم (أي فتوحات المسلمين في الأندلس) : غزوات (تمدين وحضارة) !!!.. ولم تكن غزوات (فتح ٍوقهر) !!!.. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة (أي الإسلامية) زمنا ًعن فضيلة : (حرية الاعتقاد) !!!.. وهي الدعامة التي تقوم عليها :
كل عظمة حقيقية للشعوب !!!... حيث كانوا يقبلون في المدن التي ملكوها :
كنائس النصارى .. وبيع اليهود (جمع بيعة وهي من أماكن عبادة اليهود) .. ولم يخاف المسجد من معابد الأديان الأخرى التي سبقته : بل عرف لها حقها !!!... واستقر إلى جانبها : غير حاسد لها !!!.. ولا راغب في السيادة عليها " !!!...

ووالله : إن مثل هذه الشهادات (المنصفة) من غير المسلمين أنفسهم :
لتكفي لدحض الشبهات التي يروجها الجهال والمغرضين حول أن الإسلام : (قد انتشر بالسيف) !!!!...
حيث لم يجدوا غير هذه الحُجة الواهية المكذوبة : ليبرروا بها للعالم : سرعة انتشار الإسلام المذهلة في بلادهم !!!..

واسمعوا لما يقوله المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) مرة أخرى في كتابه (الدعوة إلى الإسلام - 51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون : العرب المسيحيين :
بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح : في القرون المتعاقبة !!!.. ونستطيع أن نحكم بحق : أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام (أي في بلاد العرب) : قد اعتنقته عن :
(اختيار ٍوإرادة حرة) !!!...
وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين :
لخير شاهد على هذا التسامح " !!!!..

وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب – 364) :
" العرب : (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) : الدخول في الإسلام !!!.. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين عانوا من قبل الإسلام : (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم المسلمون جميعا ً: ممارسة شعائر دينهم دون أي عائق يمنعهم !!!!...
بل وترك المسلمون لهم : بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم :
دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!..
أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

وبالفعل : لا أستطيع إلا أن أكرر تساؤل هذه المستشرقة الصادقة :
" أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

بل إننا في عصرنا الحاضر (عصر حقوق الإنسان القوي .. ومنظمات حقوق الإنسان الضعيف المكذوبة) :
نشاهد ونسمع في كل يوم : انتهاكات الغرب المستمرة لبلاد المسلمين بكل وحشية !!!!...
من تعذيب وتشريد وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال !!!!...
وما الذي يحدث في (فلسطين) و(العراق) وما قبل ذلك وما سيأتي منكم ببعيد !!!..
فيا ليت الغرب عامل بلادنا : كما عامل المسلمون بلادكم حين فتحها !!!!....
ويا ليته لم يحاول فرض (النصرانية المُحرفة المشركة بالله) :
على المسلمين بالقوة وبالغش وبالخداع وباستغلال الحاجات والفقر كما يفعل الآن في بلادنا !!!!...

واستمعوا للتصريح المنصف التالي أيضا ً..
والذي أدلى به المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) حيث قال :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام !!!..
حيث أنهم رأوا فيه من اليسر والبساطة : ما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..

وأقول : سبحان الله !!!.. وهل يدخل آلاف الناس في الإسلام الآن (في بلادكم وسائر دول العالم) :
إلا لنفس هذه الأسباب ؟؟!!!...

يقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب – 127) :
" إن القوة : لم تكن عاملا ًفي انتشار القرآن !!!.. فقد ترك العرب : الناس (المغلوبين) :
أحرارا ًفي أديانهم !!!!.. فإذا حدث أن اعتنقت بعض الشعوب النصرانية الإسلام ..
واتخذت اللغة العربية لغة لها :
فإنما ذلك بسبب ما كان يتصف به العرب الغالبون من (العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله من قبل !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!!..

فسبحان الله !!!.. ألا ترون معي (اتفاق هؤلاء المؤرخين المتخصصين جميعا ً) على عظمة هذا الدين !!!..
واتفاقهم أيضا ًعلى أنه : لم ينتشر أبدا ًبالقوة !!!.. بل بمخالطة شعوب الأرض له ولتعاليمه الإلهية السامية !!!..

حيث يقول (غوستاف لوبون) أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون (أي الذين يهاجمون الإسلام عن جهل ٍوسطحيةٍ وأخبار ٍمكذوبه سابقة) : هو أن (حِلم) العرب الفاتحين .. و(تسامحهم) :
كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم !!.. وفي سهولة : (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم وبلغتهم !!!!..
والحق : أن الأمم لم تعرف : (فاتحين) (رحماء) و(متسامحين) : مثل العرب !!!.. ولا دينا ًسمحا ً:
مثل دينهم " !!!!....

ويُلخص كل هذه الحقائق الباهرة أيضا ً: المؤرخ (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) بقوله :
" وبسبب منهج (التسامح الديني) الذي كان ينتهجه المسلمون الأولون :
اعتنق الدين الجديدَ : (معظم) المسيحيين !!!.. و(جميع) الزرادشتيين والوثنيين :
إلا عدد ٌقليل ٌمنهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي : على قلوب (مئات الشعوب) في البلدان الممتدة من : (الصين وأندنوسيا) شرقا ً: إلى (مراكش والأندلس) غربا ً!!!!..
فاستحوذ الإسلام على خيالهم !!!.. وسيطر على أخلاقهم !!!.. وصاغ لهم حياتهم !!!.. وبعث فيهم آمالا ً: تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها " !!!!..

فهل تدبرتم معي هذه المعاني العظيمة في كلمات هؤلاء المنصفين من بني جلدتك ومن بلادكم ؟؟!!..
وأقسم بالله العظيم : أنكم ستجدون (تطابقا ً) مذهلا ًبين هذه الأقوال المنصفة : وبين وصف الله تعالى للنبي الخاتم (محمد) وأمته في العهدين القديم والجديد : وفي بشارات الله تعالى بانتشار هذا الدين في كل الأرض : ودخول الناس فيه أفواجا ً!!!!...

يقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : وهو يقارن جيوش الإسلام : بجيوش الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى وفي عصور الحملات الصليبية الغاشمة على بلاد الإسلام والقدس : والتي كان يقف من ورائها البابا والمجمعات الكنسية بالاكاذيب والتحريضات الدموية الباطلة : حيث يقول ذلك المؤرخ الصادق :
" لكنا : لم نعلم أبدا ً للإسلام :
1)) مُجمعا ًدينيا ًمتسلطا ً!!!!...
2)) ولا : رُسلا ًوراء الجيوش !!!..
3)) ولا : رهبانية بعد الفتح !!!..
فلم يُكره الإسلام أحدا ًعلى اعتناقه بـ (السيف) ولا حتى بـ (اللسان) !!!.. بل دخل القلوب عن :
(شوق ٍ) و(اختيار) !!!.. وكان ذلك : بسب ما جاء في القرآن من الحث على :
(حُسن التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...

سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يُقلب الأوراق التي كان يقرأ منها أمامه .. ثم قال :

والشهادات المنصفة لهذا الدين : هي كثيرة جدا ًقديما ًوحديثا ًوالحمد لله مستر (كارليتون) !!...
ولكني سأختم معكم الآن بخبر قصير :
يدلكم على مدى ملائمة الشرع الإسلامي لكل شيء في حياة البشر جميعا ًعلى اختلافهم !!!..
وذلك لأنه كما أخبرتكم : هو شرع الله الكامل : والذي لم يتحرف أو يتغير !!!!...

ففي هذا الخبر القصير : يتحدث الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) عن :
" رغبة أهل الذمة (وهم غير المسلمين في بلاد الإسلام) في : (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون : (مواريثهم) : حسب ما قرره الإسلام " !!!!..

فالحمد لله الذي جعلنا من أهل الإيمان به !!...
والحمد لله الذي جعلنا مسلمين !!!...

والآن ...
هل هذه الإجابة تكفي لهذه النقطة مستر (كارليتون) ؟؟!!!..

فانتقلت العيون لمستر (كارليتون) وهو يجيب :
الحق شيخ (عبد الله) :
أنني برغم سماعي وقراءتي من قبل للعديد من الآراء لدحض هذه الشبهات عن (الفتوحات الإسلامية) : إلا أنني وللمرة الأولى صراحة ً: أسمعها بكل هذا الوضوح والتفصيل والدفاع الرائعين :
والذين يسدون فم كل مَن يتحدث بهذه الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام مرة ًأخرى !!!...

بل : أوأخبركم بشيءٍ ؟..
لقد غيرت رأيي في قرار تأخير إسلامي الذي حدثتكم عنه !!...
وذلك لأنه : لا أحد يعلم متى يموت !!.... ولذلك :
فيسعدني أن أكون (أول مَن يعلن إسلامه من الحاضرين) في هذه القاعة الليلة !!.. والذين بالمناسبة : أتوقع أن يكون عددهم كثيرا ًبالفعل بعد انتهاء هذه الندوة الممتعة المؤثرة !!!!...
وها أنا ذا أشهد أمامكم جميعا ً: بأنه :

لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!

وهنا : تهلل وجه كل ٍمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) بالفرح العميم ... وأخذا يُكرران في سعادة غامرة : الله أكبر ... الله أكبر ....
اللهم تقبل ... اللهم تقبل !!!...

وتمنوا لو كان مستر (كارليتون) قريبا ًمنهما الآن : لكانا توجها إليه واحتضناه وهنآه بهذا الفوز العظيم !!!..

وأما معظم الحاضرين في القاعة : فقد شعروا بشعور ٍغريب ٍ: لم يشعروا به من قبل !!!..
ولن يشعر به : إلا مَن حضر إنسانا ًفسمعه وشاهده : وهو يدخل في دين الله عز وجل بالشهادتين !!..
بل وقد اقشعرت أبدانهم مع نطق مستر (كارليتون) لشهادة الإسلام بلغتهم !!!.. وتساءل كل ٌمنهم في نفسه :
هل حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة (والتي لم يعد لإنكارها أي معنى) :
وخصوصا ًبعد كل هذا الكلام الذي استمعوه في هذه الندوة ؟؟!!.. أم لا ؟!!..
هل حان الوقت للاعتراف كما اعترف مستر (كارليتون) بأنه حقا ً:

لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!

فأحس معظم الحاضرين ساعتها باضطراب ٍكبير .. وتردد ٍوحيرة : عصفت بتفكيرهم لثوان ٍقليلة ...
حيث قطعها عليهم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :

والآن ... وحتى لا نضيع وقت هذه الندوة المباركة بإذن الله تعالى ...
أدعو أخي الشيخ (محمد) لأن يختار لنا سائلا ًجديدا ً....
فليتفضل ....


23)) حقيقة السحر والأرواح والأطباق الطائرة والكائنات الفضائية !!!..

يُـــتبع بإذن الله ..

HAMID
06-27-2011, 05:33 AM
بصرااااااااااحة جداااااااا جداااااااا رائع اشكرك من اعماق قلبي ولكن متى كانت هذه المحاضرة ؟
وهل يوجد منها مقطع فيديو ارجو الاجابة؟؟ وارجو منك الاستمرار ^_^

إلى حب الله
06-27-2011, 09:03 AM
هي قصة تخيلية أخي الحبيب hamid وكما كتبت أنا في أولها ..
وأما الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) أبطال هذه الندوة : فتجد أمثالهم في الدعاة الحق إلى الله عز وجل :
بالحكمة والعلم والموعظة الحسنة ..
وأما كل فرد ٍقام بسؤال ٍفي تلك الندوة أيضا ً: فهو إسقاط ٌلنوعياتٍ عديدة ٍمن البشر نعرفهم في حياتنا ..
وجزاك الله خيرا ًعلى التعليق الطيب ..
والله المستعان ..

اللهم أعز الإسلام
06-27-2011, 07:15 PM
^
:|
والله على بالي مناظرة حصلت بالفعل وذهبت ابحث عن الشيخ عبدالله بن سعيد لأرى المزيد من مناظرته :(
إبداع منقطع النظير في الكتابه جعلني أعيش الجو فعلاً ..
ماشاء الله تبارك الله فيما تملكون من إبداع ومهارهـ ..

أكمل بارك الله فيك .. ونأسف على تكرر ردودي ..
::

إلى حب الله
06-28-2011, 11:21 PM
23)) حقيقة السحر والأرواح والأطباق الطائرة والكائنات الفضائية !!!..

في هذه المرة : لم يرفع أحد الحاضرين في القاعة يده !!!!...
لا في الدور الأرضي .. ولا حتى في الدور العلوي من القاعة !!!...

فتهلل وجه الشيخ (محمد) وهو يقول :
يبدو أننا قد وصلنا لنهاية الندوة أخيرا ً!!!!...

فضحك الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
ولمَ لا تقول أنهم قد تعبوا وتأخروا : ولا يريدون التطويل أكثر من ذلك ؟!!!...

فضحك معظم الحاضرين في القاعة وهم يقولون : لا .. لا ..

وضحك مستر (فيليب) حاكم المدينة ثم قال :
ولم لا تقول أيها الشيخ (عبد الله) أنهم قد أشفقوا عليك ؟؟!!..
فلقد عددت لك في خمس ساعات : عشرين سؤالا ًومحاورة !!!..
وقد أجبت عليهم جميعا ً: بتوسع ٍ.. بل وبجدارة أيضا ً!!!....

فابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
لا .. لا .. فإني والحمد لله : عندي قدرة ورغبة كبيرة على المواصلة ....
فقط اسألوني : وأنا سأجيب !!!...
فأنا أحتسب كل هذا الوقت والمجهود معكم : في سبيل الله تعالى ...
صدقوني ....
ثم إني أحب أن أنهي هذه الندوة بعدد (واحد وعشرين) سؤالا ًبدلا ًمن (عشرين) فقط !!!..
وذلك : لأن النبي الخاتم (محمد) : أخبرنا أن الله تعالى :
كما هو (واحد) و(وتر) لا شريك له : فهو يحب لذلك الأعداد (الفردية) و(الوترية) !!!....
ولذلك : فأنا أتمنى أن آخذ سؤالا ًآخرا ًليكون العدد (واحد وعشرين) بدلا ًمن (عشرين) فقط !!!..

وهنا ابتسم الشيخ (محمد) وهو يسأل الحاضرين قائلا ً:
هل هناك أي سؤال يود صاحبه الاستفسار عنه .. أو توجيهه للشيخ (عبد الله) قبل أن ننهي هذه الندوة الآن ؟؟!!..

فشاهد الحاضرون على الشاشة الكبيرة خلف المنصة : كاميرا المخرج وهي تجوب القاعة بحثا ًعن أي سائل !!!..

فلما لم يجدوا أحدا ً: فوجيء الجميع بمستر (فيليب) حاكم المدينة وهو يقول :

حسنا ًشيخ (عبد الله) ...
إليك سؤالا ًأخيرا ًمني أنا أيضا ًهذه المرة !!!...
حيث أني أ ُفكر الآن أن الله تعالى : لم يجعلني حاكما ًلهذه المدينة : إلا فقط من أجل أن أقابلك الليلة وتجيب على أسألتي التي حيرتني طويلا ً!!!....

فهل ستسمع مني هذا السؤال الأخير (علما ًبأنه غريب بعض الشيء) ؟؟؟...

وهنا ضحك الشيخ (عبد الله) قائلا ً: تفضل مستر (فيليب) ولا تتحرج ...
فديننا والحمد لله (وكما رأيت أنت والحاضرين) : فيه إجابة بإذن الله تعالى على كل شيء !!!...

فابتسم مستر (فيليب) وهو يقول :
ومن أجل أن دينكم : (فيه إجابة على كل شيء) : فهذا هو ما شجعني لطرح التساؤلات الغريبة التالية (والتي قد لا يكون لها علاقة بالأمور الدينية) !!!... ولكنه مجرد فضول مني ... كما أنه استغلال مني أيضا ً لوجود رجل مثلك بعلمه الواسع الغزير بيننا الليلة !!!...

وأما استفساراتي شيخ (عبد الله) باختصار : فهي كالتالي :

ما حقيقة (الأرواح) و(الأشباح) التي يمكن أن تظهر في صورة شخص معين بعد موته ؟؟!!...
وهل عندك في دينك : شيئا ًخاصا ًبها يوضحها لنا ؟؟؟!!..
وخصوصا ًوأن هناك بعض الأشخاص الذين يؤكدون أنهم : بإمكانهم الاتصال بها وتحضيرها !!!... كما أن بإمكانهم أيضا ًأن يأمروها ببعض الأفعال لتفعلها (سواء في الخير أو في الشر) !!!..

كما أود لو تستطيع أيضا ًأن تقول لي رأيك في موضوع (الأطباق الطائرة) و(الكائنات الفضائية) :
هل تصدق بوجودها فعلا ًأم لا ؟.. وتأكد أني سأكون لك بعدها من الشاكرين !!!!!!....

وهنا .. ابتسم وتعجب معظم الحاضرين من هذه الأسئلة !!!.. والتي بالفعل :
لم يخطر ببال أحد أبدا ًأن يتم طرحها في مثل هذه الندوة !!!...

ولكن الشيخ (عبد الله) : شرب شربة صغيرة من كوب الماء الذي أمامه قبل أن يقول :
حسنا ًمستر (فيليب) ....
سوف أحاول أن أجيب على هذه التساؤلات جميعا ً....
ولكن : أرجو من جميع الحاضرين التركيز معي ... لأن الحقائق التي سأشير إليها الآن :
أنتم تعرفون بعضها : ولكن بأسماء مختلفة أو مغلوطة ...
فأرجو الانتباه ...

1))
يجب أن تعرفوا أولا ًأن المخلوقات في كل هذا الكون : هي طائعة لله تعالى : ولا يمكنها عصيانه أبدا ًبحال ٍمن الأحوال ...
أما المخلوقين الاثنين الوحيدين الذين سمح الله تعالى لهما بحرية الطاعة أو المعصية :
فهما (الجن) و(الإنس) ...
وذلك لاختبار الله تعالى لهما في هذه الحياة الدنيا : هل سيطيعانه ويؤمنان به ؟؟..
أم سيعصيانه ويكفران به ؟؟...

2))
وأما (الإنسان) : فقد خلقه الله تعالى من (التراب والماء - وهما الطين) ... وأما (الجن) :
فقد خلقه الله تعالى من (النار ومن دخان النار) ...
وكان من حكمة الله تعالى أن خلق (الإنسان) : ضعيفا ًفي قدراته وجسده ..
وجعل للـ (جن) : القدرة على التدخل في حياة (الإنسان) : إلا إذا التجأ هذا الإنسان إلى الله عز وجل ..
وذلك لأن طبيعة خلق (الجن) من (النار ودخانها) :
يُعطيانه قوة ًوتميزا ًعن (الإنسان) !!!.. فهو يستطيع مثلا ًأن يرانا : ولا نراه !!!..
كما أنه يستطيع اختراق الجدر والحوائط !!!..
كما أنه أسرع انتقالا ًبين الأماكن من (الإنسان) بكثير !!!...
كما أن الله تعالى : أعطاه القدرة على اتخاذ الكثير من الأشكال الحية : مثل التشكل في صورة (البشر) مثلا ًأو (الحيوانات) !!!!....

3))
فكل ما ذكرته لكم الآن : يوضح لكم تفوق قدرات (الجن) على (الإنسان) في العديد من النواحي ..
وذلك : لكي يدرك (الإنسان) أنه ضعيفٌ جدا ًفي هذا العالم :

فهو ضعيفٌ أمام (الكوارث الطبيعية) كـ (الزلازل) و(البراكين) و(العواصف) و(الحرائق) !!!..
وضعيفٌ أمام (نفسه) : التي تسعى بطبيعتها الضعيفة إلى (الشهوات) !!!...
وضعيفٌ أمام (هواه) : والذي يتمرد بطبيعته على قيود الشرع والدين !!!..
وأخيرا ً:
فهو ضعيفٌ أمام (إبليس) وأعوانه من (الشياطين) : والذين يوسوسون له ليلا ًونهارا ًلارتكاب المعاصي والوقوع فيها !!!!...

وكل هذا يجعل (الإنسان) العاقل يُدرك أنه : لا مخرج له .. ولا ملجأ له من كل هذه الأشياء :
إلا بالله تعالى وحده : فهو الوحيد القادر عليها جميعا ً.....

ومن هنا : فإن (الجن) : كـ (الإنس) تماما ً...
هم مُمتحنون بقوتهم وقدراتهم : مثلما نحن مُمتحنون أيضا ًبضعفنا ومحدودية قدراتنا !!!..
وهم أممٌ أمثالنا (وإن كانوا أطول أعمارا ًمنا) .. ولهم حياتهم تماما ًمثلنا !!.. ويتزوجون ويلدون !!..
وفيهم أيضا ًالمؤمن والكافر !!!.. وفيهم اليهودي والنصراني والمسلم والبوذي والهندوسي ..... إلخ ...

وأما المسلمون منهم : فقد ذكرهم الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن .. بل : وهناك سورة بأكملها في القرآن الكريم باسم (سورة الجن) !!!..
حيث يحكي فيها الله تعالى : كيف أنهم استمعوا في يوم من الأيام لقراءة النبي الخاتم (محمد) للقرآن : فآمنوا به ...
وأما (الجن) الكافر : فالله تعالى يطلق عليه اسم (الشياطين) ...
فـ (الشيطان) : هو كل مَن يعمل على إبعاد الناس عن طريق الله عز وجل ...
فـ (إبليس) اللعين : هو اسم أول وأخطر (شيطان) .. بل هو : (زعيم الشياطين) ...
والكفار من (الجن) و(الإنس) والذين يبُعدون الناس عن الإيمان .. وعن اتباع الرسل :
هم أيضا ً(شياطين) !!!..
حيث يقول الله تعالى عنهم في القرآن الكريم :
" وكذلك : جعلنا لكل نبي : عدوا ً: شياطين الإنس والجن !!!.. يُوحي بعضهم إلى بعض : زخرف القول غرورا ً!!!.. ولو شاء ربك : ما فعلوه !!!.. فذرهم وما يفترون " .. الأنعام – 112 ..

أي أن الله تعالى : يؤخر عقاب هؤلاء (الشياطين) : لأنهم هم الذين يختبر الله تعالى بهم : إيمان المؤمنين به ... وكفر الكافرين به ....

4))
فإذا فهمنا كل هذه المقدمة البسيطة : سنستطيع أن نعرف حقيقة (السحر) ...
فـ (السحر) نوعان : (سحر خداع) : وهو مثل (الساحر) الذي يخدع الناس في السيرك بواسطة :
أفكاره .. وخداعه للبصر .. وخفة يده ...
و(سحر حقيقي) : وهو استعانة (الساحر) بـ (شياطين الجن) على بعض الأفعال ...
فهو مثلا ً: يستطيع أن يسحر أعين الزوج : فيرى وحده وجه زوجته قبيحا ً(حيث يصنع الجني على وجهها وجها ًمخيفا ًأو قردٍ أو حمار ٍمثلا ً) حتى أنه لينفر من الاقتراب منها !!..
كما أنه يستطيع مثلا ًبواسطة (شياطين الجن) هذه : أن يضر إنسان أو حيوان في جسده !!!..

ولذلك : فإن (ذكر الله تعالى) : هو الوحيد القادر على دفع أذى هؤلاء (السحرة) و(الشياطين) عن (الإنسان) !!!.. فكلما زاد إيمان المؤمن .. وزاد (تعلقه) بالله ربه .. وزاد (ذكره لله) في كل أوقاته :
وخصوصا ًفي صباح كل يوم ومسائه : فلن يستطيع أولئك الأشرار جميعا ًأن يمسوه بأذى بإذن الله ..

ولهذا : فقد ترك لنا رسول الله الخاتم (محمد) : الكثير والكثير من الرقى والأذكار الإسلامية : والتي تمنع وتحمي المسلم من كل هذه الشرور ...

5))
فأما (الساحر) : فجزاؤه في الإسلام هو : (القتل) !!!..
وذلك لأن (الساحر) : لا يكون (ساحرا ً) إلا بعد أن يكفر ويزدري ويستهزيء بكل الأديان السماوية !!!..
وأن يفعل لإثبات ذلك أفعالا ً: غاية في الوحشية أو القتل أو الكفر أو القذارة : وغاية في إهانة اسم الله عز وجل للأسف :
مثل أن يقتل مثلا ً(طفلا ًصغيرا ًبريئا ً) لا ذنب له بعد تعذيبه !!.. ومثل ذبح (الحيوانات النجسة) وشرب دمائها !!..
ومثل عدم الاستحمام والطهارة !!.. بل : وعدم النوم إلا في أماكن النجاسات والقاذورات !!..
ومثل الكثير من الأعمال المشينة التي يمتهن بها الكتب التي فيها (ذكر الله) مثل القرآن مثلا ًوالكتاب المقدس !!..
وهي تلك الأفعال التي يُعلن بها ولائه وطاعته وعبادته لـ (إبليس) اللعين !!!... وذلك فقط : لكي يُسخر له (إبليس) تحت أمره :
مجموعة من (شياطين الجن) : القادرة على إيذاء الناس !!!...

ولذلك : فهو بالإضافة لكونه (كافر) بكل الأديان :
فهو أيضا ً: يؤذي الناس من حوله للأسف ... وينشر الفساد في الأرض !!!!...
ولهذا : فكان (القتل) : هو العقاب الرادع له ولأمثاله في الإسلام ...

6))
والآن : نأتي لأول إجابة عن تساؤلاتك مستر (فيليب) ...
فكما نعلم جميعا ً: أن (التخفي) : هو من أنجح الوسائل الجالبة للنصر في أي حرب ...
ولما كان (الشيطان) : عدو لنا كما قال الله تعالى عنه في القرآن :
" إن الشيطان لكم عدو : فاتخذوه عدوا ً" !!!.. فاطر – 6 ...

فكان من أولى اهتماماته بالطبع : هو صرف (الإنسان) عن ملاحظة هذه العداوة !!!...

فبالنسبة لـ (السحر) مثلا ً: فالشيطان منذ القديم وحتى اليوم : يُزينه للناس من ضعاف الإيمان !!!...
ولعلكم تلاحظون في الأفلام السينمائية الأوروبية والأمريكية في هذه السنوات :
كيف يزينون (السحر) للناس !!!.. بل ويرغبونهم فيه بكافة السبل (وخاصة للأطفال والشباب) !!!!...
حتى صارت من أشهر سلاسل الأفلام السينمائية اليوم عالميا ً: بل وحتى أفلام الكارتون والإنمي :
هي الأفلام التي تمجد (السحر) وتحسنه في عيون الناس والأطفال :
بل : وتـُزين لهم تعلمه !!!..
وهم في كل ذلك بالطبع : يخفون حقيقته الشيطانية الكفرية التي أخبرتكم بها الآن !!!...

وأما بالنسبة لحقيقة (شياطين الجن) وعداوتهم لنا : فقد عمل (إبليس) وأعوانه من (الجن والإنس) :
على استبدال مفهوم (الجن) و(الشيطان) في بلادكم ومجتمعاتكم : بمفاهيم أخرى : تضل الناس عن تذكر عدوهم الأول في هه الحياة !!!..
وذلك مثل (الأرواح) و(الأشباح) التي تظهر في صورة الناس بعد موتهم !!!!...
حيث الحقيقة هي :
أنه بموت (الإنسان) : فهو ينتقل إلى مرحلة وحياة : (برزخية) : لها قوانينها المختلفة تماما ًعن حياتنا تلك !!!... وفي هذه الحياة البرزخية : تنفصل (الروح) عن (الجسد) : فأما (الجسد) : فهو ما نراه من بقايا الإنسان بعد موته ...
وأما (الروح) : فإما أن تقضي هذه (الحياة البرزخية) في نعيم .. وإما في عذاب للأسف نتيجة كفرها أو عصيانها !!!..
وذلك بالطبع على حسب إيمانها بالله تعالى ورسله .. وخصوصا ًآخر رسل الله تعالى :
(محمد) صلى الله عليه وسلم ....!

وهكذا تبقى أرواح كل الأموات : في (نعيم) أو (عذاب) : إلى أن يأذن الله تعالى بقيامة (يوم الحساب) !!!..
فساعتها : تجتمع كل روح مع جسدها الجديد مرة أخرى :
لتستقبل بعد الحساب :
إما حياة أبدية في النعيم (ولكن هذه المرة بالروح والجسد جميعا ً) ...
وإما للأسف : حياة أبدية في النار وفي العذاب (وهي أيضا ًبالروح والجسد جميعا ً) ...

ومن هنا : يتبين لكم أن (إبليس) اللعين : والذي لا يريد أن يدخل النار وحده :
قد خدع الكثير من الناس بالفعل بخدعة (الأرواح) وتحضيرها !!!!...
لأنه مثلا ً: عندما يتشكل شيطان في شكل ميت (طاغية وكافر) .. أو يُقلد صوته بعد موته : ثم يخبر الناس أنه في (نعيم) بعد الموت : فإن ذلك بالطبع : سيصرف الناس عن قضية الإيمان بأكملها !!!...
بل وسيهدم تماما ًلديهم عقيدة (الثواب والعقاب) الإيمانية !!!..
بل : وقد يُخبر الناس بأنه ليست هناك أصلا ًجنة ولا نار !!.. ولا ثواب ولا عقاب !!!..
وإنما الحياة كانت (تجربة روحية) كبيرة للتعلم والترقي بالأخلاق ... إلى آخر كل هذه الخرافات التي أساسها إبعاد الناس عن التفكير في الدين والأوامر والنواهي والثواب والعقاب للأسف !!!..

كما أنهم يصورون للناس أيضا ً: أنه يمكن لهم (التوبة) و(الندم) بعد الموت !!!!...
وأن ذلك سـ (يُقبل) منهم كعمل خير ٍينفعهم !!!..
رغم أنه بانتهاء حياة الإنسان في الدنيا : انتهت مدة امتحانه بما جاءه من رسالات ربه !!!..
والشياطين تفعل ذلك بالطبع :
ليُـجرئوا الناس على المعاصي والذنوب والتمادي في الآثام : إذ (لا خسارة تنتظرهم بعد الموت) !!!.. بل :
وليُضيعوا على الناس فرصتهم الوحيدة للتوبة في الدنيا : وهي التي لا يقبلها الله تعالى إلا في حياتنا !!!.. إذ أنه بعد موت (الإنسان) ومعاينته لأمور الغيب التي لم يكن يؤمن بها من قبل تكبرا ً:
فلا يكون لإيمانه في هذا الوقت : أي قيمة !!!!....

فهل علمتم الآن : الهدف الرئيسي من وراء (جمعيات تحضير الأرواح) المنتشرة في بلادكم ؟؟؟!!!..
فهي إما جمعيات للنصب على البسطاء والعامة والجُهال : بإغرائهم بالتواصل مع أحبابهم الميتين !!..
وإما أنها جمعيات تعمل متعمدة ًعلى زعزعة بقية الإيمان في الصدور عندكم وتشويه العقائد الدينية !!..

والغريب أنه بالرغم من أنهم قد أنشأوا لأنفسهم (جامعات) و(مؤسسات بحث علمية) :
ليوهموا الناس بأنهم على شيء :
إلا أنهم (وإلى الآن) : لم يستطيعوا إثبات أكاذيبهم هذه !!!...

وليس أدل على ذلك مما أعلنت عنه مجلة (سينتيفيك أمريكان) عن جائزة مالية ضخمة :
لمَن يستطيع (علميا ً) إثبات : (صدق الظواهر الروحية) التي يدعونها !!!!...
ولكن هذه الجائزة : ما زالت تنتظر من يفوز بها إلى اليوم!!!!....
ومثلها أيضا ًالجائزة التي وضعها الساحر الأمريكي (دنجر) لنفس الغرض !!!!...

7))
ومن هنا : يتبين لك مستر (فيليب) : أن هذه (الأرواح) و(الأشباح) التي يحاولون وضعها في صورة (علمية) بما يسمونه علم : (ما وراء الطبيعة – أو الـ : ميتافيزيقا) :
ما هي إلا خداع (الجن) و(الشياطين) !!!..
والذين لا ينتشرون إلا في المجتمعات والبلاد التي ليس فيها (ذكر الله تعالى الحق) مثل بلادكم !!!..

لأنه لو أن أحدا ًمنكم يعرف كما عندنا في الإسلام أن (الجن) أو (الشيطان) : عندما يتقمص صورة (بشر) أو (حيوان) :
أنه في هذه الحالة : يمكن (قتله) : لما كنتم تخافون كل هذا الخوف من تلاعبهم بكم !!!..
وهذا ما يجعل ظهور الجن والشياطين لمَن يخاف منهم : ظهورا ًسريعا ًخاطفا ً:
لأنهم يخافون أن (يقتلهم أحدكم) : أكثر مما تخافون أنتم منهم أيضا ًولكنكم لا تعلمون !!..
ومن المفيد هنا أن أذكر لكم أيضا ً: أنه قد يأذن الله تعالى لروح ميت : بالظهور لأحد معارفها في المنام ..
وذلك لحكمة ما يريدها الله تعالى ....
كأن يُبشره مثلا ًبأنه وجد نعيما ًنتيجة لإيمانه بالله ورسوله !!!...
أو ليُحذره مثلا ًمن شيء معين !!!...
أو ليطلب منه مثلا ً: أداء (ديْن ٍعليه) لم يقضه ويتعذب بسببه بعد موته !!!...
وهذه كلها أشياء : عرفها البشر وتحاكوا عنها قديما ًوحديثا ً..

ولكن الذي لا خلاف فيه في الإسلام : هو أن ظهور (روح الميت) في المنام : لا دخل لأحد فيه أبدا ً!!!...
بل هو بيد الله وحده : هو فقط الذي يأذن به ويتحكم فيه ....

وأما (الشيطان) : فيمكنه فقط أن يظهر لكم في صور كثيرة : ليخدعكم ويضلكم بها عن سبيل الله !!!.. ولو كنتم مؤمنين حقا ً: لما استطاع ذلك !!!!...

8))
وقبل أن أنتقل إلى نقطة (الأطباق الطائرة) و(الكائنات الفضائية) مستر (فيليب) :
أود أن أخبرك بحقيقة أخرى تتعلق بما يراه النائم ....

حيث إن ما يراه النائم : هو ثلاث حالات :

الأولى : رؤيا حق : ستتحقق بإذن الله ... وهذه من عند الله تعالى ...
والثانية : أحلام وكوابيس غريبة ومتقطعة : ولا معنى لها !!!..
وهذه من تلاعب (الشياطين) بالناس الذين لا يذكرون الله تعالى (وخصوصا ًعدم ذكر الله قبل النوم) ...
والثالثة : هي أن يحلم الواحد فينا : بأكثر ما كان يشغله في نهاره وفي يومه ....

وأما الذين يدعون أنهم يعرفون (الغيب) أو (المستقبل) : فهؤلاء جميعا ً: (محتالون) أو (سحرة كذابون) !!!...
فأما (المحتالون) منهم : فهم يستخدمون ذكائهم : لتوقع بعض الأحداث المعينة ... فـيُصيبون تارة : ويخطئون في الكثير من المرات !!!...
وأما (السحرة) منهم : فهم يستعينون بـ (الجن) الذي (يتجسس) لهم على أخبار السماء :
فيأخذون منه (المعلومة الواحدة الصغيرة) :
ثم يبنون عليها بذكائهم وتوقعاتهم : مائة كذبة وكذبة ليزينونها للناس ويقنعونهم بها !!!...
وللأسف الشديد : فالإعلام : لا ينشر إلا ما أخبروا به وحدث فعلا ً...!
ولكنكم لو دققتم قليلا ً: لوجدتم أن ما أخطأوا في توقعه : أضعاف أضعاف ما أصابوا فيه !!!..
ولكن للأسف : هذه هي طبيعة الإنسان الضعيفة منذ القدم !!!.. حيث يميل دوما ًلتصديق من يدعي أنه سيخبره بـ (الغيب) أو (المستقبل) !!!.. ونسوا أنه :
لا يعلم الغيب إلا الله وحده !!!...

بل ولو تفكرتم قليلا ًفي حال هؤلاء (العرافين) الذين يدّعون (معرفة الغيب) :
لوجدتم أنهم : يمرضون .. وتحدث لهم العديد من المصائب والحوادث : مما يدل لكل عاقل :
أنهم لو كانوا يعلمون فعلا ً(الغيب) و(المستقبل) : ما كان يحدث لهم هذا !!!...
أليس كذلك ؟؟!!!...

نظر الشيخ (عبد الله) لجموع الحاضرين أمامه .. والذين تبدو عليهم علامات السرور بسماعهم هذه الحقائق المثيرة فعلا ً(ولأول مرة) عن أدعياء (تحضير الأرواح) و(الدجالين) و(السحرة) و(العرافين) :
والذين صار لهم بالفعل في بلادهم : مدارس وهيئات ومؤسسات .. بل وجامعات أيضا ً!!!...

فواصل الشيخ (عبد الله) كلمه قائلا ً:

9))
فإذا فهمتم ما شرحته لكم الآن من (خداع) و(ألاعيب) : (إبليس) و(شياطين الجن) لصرف الناس عن حقيقتهم وعن حقيقة الإيمان بالله ...
ستعرفون أن موضوع (الأطباق الطائرة) و(الكائنات الفضائية) :
ما هو إلا : (خداع في خداع) !!!.. و(كذب في كذب) !!!...

وهنا : رأى الشيخ (عبد الله) ملامح الصدمة على وجوه معظم الحاضرين !!!... والذين كانوا (يؤمنون) بأنه يجب لمثل هذه الأشياء أن يكون لها وجود على أرض الواقع :
على الأقل بسبب العديد من المشاهدات الخاصة بها ....

ولكن الشيخ (عبد الله) واصل في ثبات قوله :

وأما سبب رأيي بـ (زيف) كل ذلك : فهو النقاط التالية :

1...
وكما أخبرتكم : أنه لا أصدق من الله تعالى قولا ًولا حديثا ً... لأنه هو الذي خلق هذا الكون بأكمله .. وهو أعلم بما فيه ... وهو كما أخبرنا : لم يخلق كائنات عاقلة لها حرية التصرف والاعتقاد :
إلا (الجن) و(الإنس) ... فهو يقول في قرآنه :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليعبدون " .. الذاريات – 56 ...

ومن هنا يتبين لنا :
أن وجود (مخلوقات فضائية) عاقلة في الفضاء : تأتي لزيارتنا .. أو حتى لـ (دراستنا) وكما يحلو لكتاب (الخيال العلمي) تصويره لكم :
فهذا غير مقبول لدي من الناحية الدينية ....
لأن الله تعالى : أصدق عندي من الناس ... مهما قالوا ... ومهما تخيلوا بعقولهم القاصرة !!!...

2...
وهناك سبب قوي آخر : يدفعني لعدم تصديق ذلك ... ألا وهو :
أنه برغم إخبار النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم عن الكثير من الأحداث الهامة في مستقبلنا ...
إلا أنه : لم يخبر أبدا ًعن مثل هذا الحدث : والذي أرى بالطبع وتوافقونني أنه قد يكون :
(من أهم أحداث البشرية على الإطلاق إذا ما وقع) أليس كذلك ؟!!!..
وهذا ما لا أستطيع أن أتخيل معه عدم ذكر النبي الخاتم (محمد) له ...

3...
ومن العوامل القوية التي ساعدت على تصديق الناس لهذه الأشياء أيضا ًللأسف : هو استعظام الناس لحجم الكون الواسع الذي نعيش فيه !!!.. والذي لا نسبة لحجمنا فيه : إلا كحبة رمل واحدة بالقياس بكوكب الأرض بكامله مثلا ً!!!...
ولكنهم : نسوا أن الله تعالى : واللا نهائي في قدرته وحكمته وعلمه :
قصد بهذا الخلق العظيم لهذا الكون : أن يعطينا فقط : مثالا ًعلى قدرته اللا متناهية ..
وأن يعطينا مثالا ًأيضا ًعلى : ضعفنا اللا متناهي أمامه !!!!...
وأن البشر : إذا كفروا به جميعا ً: (فلن يضروه في شيء) !!!..
وأنهم أيضا ً: إذا آمنوا به جميعا ً: (فلن ينفعوه في شيء) !!!..
وذلك : لأن الله تعالى قد ملأ كل هذا الكون الواسع وكل هذه السماوات :
بأعداد لا نتخيلها من (الملائكة) العابدة له على الدوام : والتي لا يعلم أعدادها وأحجامها إلا هو سبحانه !!!...
وفي هذا المعنى : يقول رسولنا الخاتم (محمد) : وقد أراه الله تعالى بعضا ًمن هذه الحقائق :
" إني أرى ما لا ترون !!!.. وأسمع ما لا تسمعون !!!.. أطت السماء (وهو الصوت الناتج عن الحمل الثقيل) : وحُق لها أن تئط !!!.. ما فيها موضع أربع أصابع : إلا و مَـلك : واضع جبهته لله تعالى ساجدا ً!!!.. والله : لو تعلمون ما أعلم : لضحكتم قليلا ً!!!... ولبكيتم كثيرا ً" !!!..
صحيح الجامع الصغير (1/2449) ...

4...
ومن الملاحظ أنه (وإلى الآن) :
وبالرغم من مرور أكثر من أربعين عاما ًعلى أهم المشاهدات العالمية لهذه الظواهر الغريبة ..
والتي يدعي أصحابها أنهم شاهدوا (أطباقا ًطائرة) أو (كائنات فضائية) :
إلا أنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك بصورة (قاطعة) !!!..
مما يذكرنا بجائزة مجلة (سينتيفيك أمريكان) التي ذكرتها لكم منذ قليل !!!!...
بل وحتى أشهر مَن ادعوا اتصال الكائنات الفضائية المزعومة بهم :
وأشهر مَن ادعوا تصويرهم لـ (الأطباق الطائرة) : ثبت مؤخرا ًكذبهم جميعا ًلو تعرفون !!!..

بما فيهم صور (بيلي ماير) الشهيرة عن الأطباق الطائرة منذ 1975م : والتي انفضح زيفها عمليا ًفي 2001م و 2004م !!..
وبما فيها صور (ستيفن درابيشير) عن الأطباق الطائرة منذ 1954م : والتي تم فضح خدعتها أيضا ًفي 2004م !!..

بل وحتى فيلم (تشريح الغريب) الذي انتشر انتشارا ًرهيبا ًعلى النت : وأذاعته بعض القنوات العالمية : والذي تزيد مدته عن الـ 17 دقيقة : والذي قيل عنه كذبا ًأنه تم تصويره في عام 1947م :
فقد اعترف أخيرا ًخبير المؤثرات الخاصة بـ (هوليود) : (جون همفريز) صاحب مؤثرات فيلم (تشارلي ومصنع الشيكولاتة) : بأنه هو الذي قام بنحت وتصميم جسد هذا الغريب في مدينة (كادن) شمال (كندا) في 1995م !!!.. وأنه قد استخدم في مؤثرات الدم : أحشاء دجاج وأمخاخ خراف ميتة !!.. تماما ً: وكما يفعلون في أفلام الخيال العلمي وأفلام الرعب وتقطيع الأجساد وغيرها !!!..
حيث تمتلك (هوليود) استوديوهات كاملة ومتخصصة لمثل هذه النوعية القذرة من أفلام الرعب والقتل والتعذيب والتقطيع البشري والغرباء : والتي تبث بها (روح العدوانية والدموية) في الأطفال والشباب والرجال والنساء : وتؤهلهم بعد ذلك للقتل والتدمير أو حتى : الدخول في جماعات عبادة الشيطان وتنفيذ أوامره التي أخبرتكم عنها بقلب ٍبارد : حتى يفوزوا برضائه عنهم !!..

وهنا : بدت الدهشة الحقيقية وقد غطت على كل وجوه الحاضرين تقريبا ً!!!..
حيث تأكد للشيخ (عبد الله) أنه لم تصلهم مثل هذه الحقائق بعد كما توقع !!.. فواصل قائلا ً:

5...
وأما الغريب في الأمر ... والذي يدفعنا حقا ًللتأكد بأن كثيرا ًمن هذه الظواهر : لم تعتمد في بدايتها إلا على بعض حوادث (التجارب الحربية) لبعض الدول :
فهو أن : معدل رؤية هذه الظواهر : ينخفض كثيرا ًمع تقدم الزمن .. وأيضا ًمع تقدم وسائل الرصد وتصوير الأقمار الصناعية الحديثة في معظم دول العالم !!!!...
والتي تساعد أي شخص ٍالآن : من اكتشاف (زيف) أو (حقيقة) هذه الظواهر !!!...
حيث سيكفي فقط عند الإعلان عن ظهور (طبق طائر) حقيقي مثلا ًفي سماء أحد الدول : أن نقوم بتفريغ صور (الأقمار الصناعية) الخاصة بهذه المنطقة أو هذه الدولة !!!!...
وهو الإجراء الذي لم يعد صعبا ًالآن !!!.. بل وهناك العديد من المواقع (المجانية) حاليا ً: والمخصصة لمثل هذا الأمر على (الإنترنت) اليوم !!!!...

بل ولا أكذب عليكم إذا قلت لكم أيضا ً: أن أجهزة (الموبايلات ذات التصوير الفيديو) : قد صارت هي الأخرى : عائقا ًكبيرا ًأمام تكرار كل هذه (الخدع) و(الأكاذيب) التي طالما خدعوكم بها من قبل !!!!...

6...
وأما الجدير بالذكر : فهو أنه (ومع تقدم برامج الجرافيك والخدع السينمائية) : فقد صار سهلا ًعلى أي مستخدم محترف لهذه البرامج : أن يقوم بعمل مثل هذه الخدع !!!!...
و(الإنترنت) الآن : مليء بمثل هذه المشاهد المصطنعة !!!.. والتي يعترف أصحابها بأنفسهم : أنهم هم الذين عملوها بواسطة (برامج الجرافيك والثري دي والأنيميشن الحديثة) !!!..

7...
وأما آخر ما أختم به هذه النقطة مستر (فيليب) : فهو أن أوضح لكم : كيف انتشرت هذه الأفكار ولماذا في بلادكم ؟!!..
بل وفي بلادنا بلاد الإسلام نحن أيضا ًمؤخرا ًللأسف !!..
فقد عمل على ذلك : نوعان من الناس :

النوع الأول : وهم كتاب (الخيال العلمي) بخيالهم وخيال الناس الجامح !!!..
والذين لا وزن لديهم بما سينتج عنه من (عقائد مسمومة) نتيجة كتاباتهم البعيدة عن الدين للأسف !!..

والنوع الثاني : وهم (شياطين الإنس والجن) : والذين وجدوا في مثل هذه القصص وهذه الخرافات :
وسيلة ًقوية ًلـ (زعزعة إيمان) الناس بربهم !!!..

حيث أنتجوا مثلا ًعندكم هنا في (أوروبا) و(أمريكا) : العديد من النظريات والمذاهب : والتي تصب جميعها في صالح : الكفر بالله تعالى وإنكار وجوده !!!!...

حتى صار (دين) بعض الناس الآن (ومنهم مشاهير في الفن والتمثيل) :
أن الذي خلقنا (أو صنعنا وفقا ًلنظريتهم) كبشر : هم كائنات فضائية متقدمة : وهي التي وضعتنا هنا على الأرض : وهي التي ستأتي لتأخذنا مرة أخرى في وقت من الأوقات !!!..

وهكذا ترى مستر (فيليب) : انضمام نوع (كفر جديد) لقائمة (الكفر) التي يعاني منها البشر !!!!...
فهل علمتم الآن :
في صالح مَن يتم النفخ في هذه النظريات وتوكيدها عن طريق عشرات الأفلام والمسلسلات والمؤلفات الخيالية في بلادكم ومجتمعاتكم الغربية ؟؟!!!...

إنه في صالح تلك الفئة القليلة من (اليهود) للأسف .. والتي تتحكم في (الإعلام العالمي) :
وتوجهه دوما ًلـ (إفساد) : (الدين) و(العقائد) و(الأخلاق) !!!!...

ثم تنهد الشيخ (عبد الله) بعمق .. ثم مال قليلا ًإلى الأمام وهو يسأل مستر (فيليب) قائلا ً:

فهل هذه الإجابات : ترضيك مستر (فيليب) : وتفسر لك تساؤلاتك التي سألت ؟؟؟!!!...

وهنا : فوجيء الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) : بمستر (فيليب) وقد بدأ يصفق بيده في حرارة كبيرة وهو يقول :

أقسم بالله أيها الشيخ : أن الله تعالى معك في كل ما تقول !!!!...
ثم قال وهو يواصل تصفيقه (وقد بدأ الحاضرون ينضمون إليه في التصفيق) :
وأقسم بالله : أن هذه الندوة : جعلتني (ولأول مرة في حياتي) :
أشعر أني أعلم (شيئا ًصوابا ً) لا خداع فيه ولا خطأ !!!!....

كان مشهد القاعة في هذه اللحظات : مشهدا ًمهيبا ًبحق ...!
فقد دمعت عيني كل من الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) ....
بل وقد دمعت عيون الكثير من الحاضرين أيضا ً!!!!...
وازداد التصفيق بحرارة في أرجاء القاعة بأكملها (ما عدا بعض الأشخاص في الصف الأول بالطبع) !!!..
ولم يستطع أحد أن يتوقف !!!..

إلا أن الشيخ (محمد) وبصعوبة بالغة :
استطاع أن يتمالك نفسه ويقول للشيخ (عبد الله) :

والآن يا شيخ ... وقد فتح الله تعالى على يديك قلوب الحاضرين للحق والإيمان بإذن الله كما أرى ..
فأود لو تختم لنا هذه الندوة المباركة :
بقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم : مع شرحها ببساطة ...

فهل تستطيع ؟؟!!!..

وهنا تمالك الشيخ (عبد الله) نفسه من البكاء وهو يقول :

طبعا ً.. طبعا ًشيخ (محمد) ... سأفعل إن شاء الله ....


24)) الحديث عن القرآن الكريم وشرح وقراءة أواخر سورة (الكهف) ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-29-2011, 09:45 PM
24)) الحديث عن القرآن الكريم وشرح وقراءة أواخر سورة (الكهف) ..

أخذت القاعة في الهدوء .. وبدأت الأيدي تكف عن التصفيق رويدا ًرويدا ً:
إلى أن ساد الصمت القاعة تماما ً...

وهنا قال الشيخ (عبد الله) :

بداية ً: أشكر لكم هذا الشعور الطيب ...
وأدعو الله تعالى أن يهديكم جميعا ًللحق والإيمان ...

وأما بالنسبة للقرآن الكريم :

فيكفي أن تعرفوا أنه : (الكتاب الوحيد) على وجه الأرض منذ (آدم) عليه السلام وإلى قيام الساعة : والذي يحفظه ملايين البشر :
ظهرا ًعن قلب : بدون تغيير في (حرف ٍواحد منه) !!!!... حتى أن هناك أطفالا ًفي سن (السادسة والسابعة) : يحفظونه عن ظهر قلب أيضا ً!!!!.. بل الأغرب والأغرب : أن من بين الملايين الذين يحفظون هذا الكتاب :
هم مسلمون : لا يتحدثون أصلا ً(اللغة العربية) !!!!.. وإنما يحفظونه (سماعا ًفقط) !!!!..
فإذا عرفنا أن عدد صفحات (القرآن الكريم) هي : (600 صفحة) تقريبا ً!!!!!..
وأنه لم يسبق أن عرفنا وشاهدنا أحدا ًفي أي مكان في العالم يحفظ مثل هذا الحجم من الكتب !!!..
لوجدنا بذلك : دليلا ًقويا ًعلى أن هذا الكتاب : ليس من كلام البشر !!!!..
لأنه : ما من بشر يستطيع أن يحفظ كلام بشر ٍمثله : بهذه الصورة التي أخبرتكم بها !!!!...
ولكن : ولأن (القرآن الكريم) : هو كلام الله عز وجل :
فإنه يجد طريقه للقلوب والآذان والعقول : بصورة لا توجد في غيره من كلام البشر !!!!..

فإذا أردت أن أصفه لكم في كلماتٍ قلائل (وهي أقل بكثير من حقيقته وقدره) : فسأقول عنه أنه :

)) هو : كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه الخاتم (محمد) ... وهو (معجزته) التي أعطاها الله تعالى له ولأمته ..
)) وهو كلام مُعجز : لم يستطع العرب أن يأتوا بمثله أبدا ً!!!... مما دلهم وقتها على أنه : ليس من صنع البشر !!!..

)) كما أن فيه : تعاليم (التوحيد الخالص) لله عز وجل ...
)) وفيه : (الذم العقلي) : لحُجج الذين يشركون بالله أحدا ًمن خلقه كـ (عيسى) عليه السلام وغيره من الأصنام والأوثان ...
)) وفيه تفنيد لحُجج (الدهريين) والقائلين بانعدام خالق وبالصدفة !!..

)) وفيه : (قصص السابقين) من الأنبياء والرسل مع أقوامهم ... وهو بذلك يعطي للمؤمنين :
أفضل قدوة .. وأحسن موعظة وعبرة ...

)) كما أن فيه : من (التشريعات الحكيمة) في كل مناحي الحياة : ما عرضت عليكم بعض جوانبه في هذه الندوة ...

)) كما أن فيه من تعاليم (الأخلاق والمعاملات) : ما قد جذب بروعته وكماله العديد من أمم الأرض قديما ًوحديثا ًللإيمان به كما سمعتم منذ قليل في أقوال المنصفين من بلادكم ...

)) كما أن به نداءات وخطابات عديدة (ليس للمؤمنين فقط) : ولكن : للناس جميعا ًأيضا ً!!!...
مما يؤكد لكم بحق : الفرق بينه وبين رسالة (عيس) عليه السلام مثلا ً!!!...
حيث كثيرا ًما تقرأون على لسان (عيسى) عليه السلام : أنه ما جاء إلا لـ (بني إسرائيل) فقط !!!..
وأن (بدعة) نشر رسالته في الأرض : لم تظهر .. ولم يتم إضافتها في كتبكم : إلا من بعده (حيث كانت من ضمن التحريفات العديدة التي قام بها (بولس) وغيره في دينكم) ....

وأما في القرآن الكريم : الرسالة الخاتمة من الله تعالى للبشر جميعا ً: فتقرأون فيها : عشرات الخطابات الموجهة للناس جميعا ً... مما يدل على (عالمية) الإسلام .. وذلك مثل قول الله تعالى :
" يا أيها الناس : اعبدوا ربكم : الذي خلقكم والذين من قبلكم : لعلكم تتقون " .. البقرة – 21 ..
ومثل :
" يا أيها الناس : اتقوا ربكم : الذي خلقكم من نفس واحدة " .. النساء – 1 ..
وغيره الكثير ...

)) ومن (عالمية) الخطاب القرآني أيضا ً: أن الآيات التي حث الله تعالى الإنسان : للتبصر فيها لتقوده إلى معرفة الله والإيمان به :
هي آيات ومظاهر : (عالمية) !!!...
أي أن الله تعالى تحدث فيها عن آياتٍ ومظاهر : لا تقتصر فقط على بلاد العرب !!..بل وقد يكون الكثير من العرب لم يشاهدوها أصلا ًولم يعاينوها في بلادهم !!!..

فقد تحدث الله تعالى عن (البحار) وعن (الأنهار) !!!.. ومعلوم أن وسط الجزيرة العربية :
كانت صحراء جرداء !!!..
بل ويحدثهم الله تعالى عن إعجازه في الجمع بين (المياه المالحة) و(المياه العذبة) بدون أن يختلط كل منهما بالآخر : مع العلم بأن هذه الظاهرة : لا تحدث إلا بعيدا ًعنهم :
في مصبات الأنهار في البحار .. أو في البحار والمحيطات البعيدة !!!..
كما يحدثهم عن (ركوب البحر في السفن) !!!.. وعن إعجازه في تسيير هذه السفن بواسطة (الرياح) التي لا يتحكم فيها إلا هو !!!..
ويُحدثهم عن أعماق المحيطات : وأنه هناك أمواج تحت الأمواج !!.. فيصف الله تعالى كل ذلك بكل دقة :
وذلك بالرغم من أن النبي (محمد) نفسه : لم يركب البحر أبدا ًفي حياته !!!!...
بل : ويُحدثهم عن الصعود في السماء !!.. وعن كيفية تكون السحاب !!..
وغير ذلك الكثير من الآيات التي تدل على (عالمية) الخطاب القرآني للناس جميعا ً...

)) وإذا كان القرآن الكريم هو : (كلام الله المُعجز) في لغته وتكوينه .. وتشريعه .. وتعاليمه .. وصدق قصصه .. فإن له إعجازاتٍ أخرى عديدة : تواجه (العلم الحديث) بكل صلابة وقوة : بل : وتهيمن عليه وعلى كل مكتشفاته حتى اليوم !!!!..
حيث يجد (العلم الحديث) أن :
آخر النظريات العلمية التي يتوصل إليها البشر : يصفها القرآن منذ أكثر من (1429 عام) : بكل بساطة وسهولة !!!..
بل وبألفاظٍ موجزة وقصيرة : غاية في الدلالة العلمية الصحيحة على هذه النظريات !!!...

فأيقن مجموعة كبيرة من العلماء بذلك : أن هذا (الوصف الدقيق) و(المعجز) لكل شيء من حولنا : لا يمكن أن يأتي به واحد ممن يعيشون في هذه الحياة أصلا ً فضلا ًعن كونه منذ 1400 عام مضت !!.. بل : هو من عند (خالق) هذا الكون وهذه الحياة : لأنه وحده : هو الذي يستطيع أن يصف مخلوقاته وقوانينه :
بكل هذه الدقة التامة !!!!..
فدخل الكثيرون منهم الإسلام والحمد لله ....!

وأما من أمثلة الإعجازات العلمية في القرآن : والتي لم يكتشفها بشر إلا في القرن الماضي فقط :

هو إشاراته العلمية المعجزة عن (طبقات الأرض) وأحدث النظريات عن (حركتها) !!!...
وإشاراته العلمية المعجزة عن (تكوين الجبال) و(شكلها) !!!...
وإشاراته العلمية المعجزة عن (حياة النمل والنحل والعنكبوت والذباب والبعوض) !!!...
وإشاراته العلمية المعجزة عن (مراحل تكون الجنين) !!!...
وإشاراته العلمية المعجزة عن (الصعود في السماء) و(العروج فيها) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (بعض خفايا الإنسان تشريحيا ًونفسيا ًوعقله وقلبه) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (دورة المياه في كوكب الأرض) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (أنواع السحب في السماء) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (أنواع الرياح في البر والبحر) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (البرق والصواعق) !!!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (الغلاف الجوي للأرض) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (حقيقة وطبيعة الشمس والقمر وحركتهما ودورانهما) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (دوران الأرض) وعن (كروية الأرض) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (التربة والنباتات والمطر) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (نسيج المجرات في الكون) وعن (اتساع وتمدد الكون) !!!..
وإشاراته العلمية المعجزة عن (النجوم في الفضاء) و(نبضاتها) و(موتها) و(بعدها الرهيب عنا) !!!...
وإشاراته العلمية المعجزة عن (اختراع طرق ووسائل نقل حديثة) !!!!...

ثم تنهد الشيخ (عبد الله) للحظة ثم قال :
ووالله : لو استمريت أذكر لكم ما في هذا القرآن الكريم من وجوه الإعجاز العلمي :
لظننتم أنه (كتاب علمي بحت) !!!.. ولكنكم ستفاجأون : أن كل تلك الإشارات قد وردت (وكما قلت لكم) : في عبارات صغيرة جدا ًموجزة !!!...
بل والمعجز فعلا ً: أن هذه الإشارات العلمية :
قد ودعها الله تعالى في (قوالب لغوية) : تصلح لأن يفهمها الناس في كل زمان : على قدر ما وصلوا إليه من علم في ذلك الوقت !!!!...
فهل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا (التمكن المطلق) من أدوات اللغة ومعانيها وإشاراتها ؟؟!!..

وأما جوانب الإعجاز الأخرى في كلام الله عز وجل :
فهي تحتاج لوقت طويل أيضا ًلذكرها وشرحها !!!!...
مثل الإعجاز (الرقمي) و(العددي) في آيات وحروف وكلمات القرآن !!!!...

ومثل الإعجاز (الغيبي) للقرآن الكريم ...
سواءٌ في صحة إخبار الله فيه عن وقائع غيبية (الماضي) أو عن (وقت نزوله نفسه) أو عن (المستقبل) !!!...
وهو ما تثبت الدراسات الحديثة لنا صحته في كل يوم ...!

ولكي لا أطيل عليكم : فأدعوكم كما قلت لكم من قبل :
إلى مطالعة بعض (المواقع الإسلامية على الإنترنت) والمتخصصة في مختلف مواضيع (الإعجاز في الإسلام قرآنا ًومن أحاديث النبي الخاتم محمد) ....

وأما الآن ...
واستجابة ًلدعوة الشيخ (محمد) : فسوف أقوم باختيار صفحة عشوائية من القرآن الكريم :
لأشرح لكم معناها باختصار ... ثم سأقرأها عليكم بلغة القرآن نفسه بعد ذلك ....

وهنا قال الشيخ (محمد) وهو يُخرج (مصحفا ً) صغيرا ًمن جيبه ليعطيه للشيخ :

الحقيقة بالفعل شيخ (عبد الله) : أن القرآن كله : أكثر من رائع !!!.. وأنه بالفعل : يصعب كثيرا ًعلى الواحد أن يفوم باختيار جزء منه ويترك الباقي ....!
فقرارك باختيار (صفحة عشوائية) :
قد أعجبني بالفعل ... ولكن : أرجو أن تختارها وتقرأها من مصحفي هذا : لعل الله تعالى يكتب لي بذلك من الحسنات الكثيرة ...
تفضل ...

فأخذ الشيخ (عبد الله) (المصحف) الصغير من يد الشيخ (محمد) وهو يقول مبتسما ً:

على بركة الله نختار ....

كان جميع مَن في القاعة في هذه اللحظات : قد ازداد اشتياقهم كثيرا ًلسماع هذا القرآن الكريم بالفعل !!!...
كلام الله الحق الذي لم يتغير أو يتحرف كما أخبرهم بذلك الشيخ (عبد الله) ...
بل وأخذوا يتساءلون بداخلهم :
إلى أي مدى سيكون اختلافه أو توافقه مع (العهدين القديم والجديد) ؟؟!!..

وهنا : فتح الشيخ (عبد الله) المصحف ....
فكتب الله تعالى أن يقع اختياره على آخر صفحة في سورة (الكهف) ....
فاستبشر الشيخ (عبد الله) خيرا ًبذلك وقال :
الحمد لله ...

ثم بدأ يستعد لشرح هذه الآيات المباركات بقوله :

لقد وقع اختياري ولله الحمد على أواخر سورة (الكهف) ...
وسميت باسم (الكهف) : لأنه وردت فيها قصة مجموعة من الفتية المؤمنين الذين اختبأوا في (الكهف) : هربا ًمن قومهم الكافرين ومن حاكمهم الظالم ....

وعدد آيات السورة : هو (110) آية .. وأما الآيات التي بين يدي الآن :
فهي آخر (10) آيات من السورة ...
فسأشرحها لكم أولا ًباختصار ... ثم سأقرأها عليكم ثانيا ًلتستشعروا جمال سماع كلام الله تعالى المعجز حتى في صوته !!!!...
يقول الله تعالى :

(100) وعرضنا جهنم يومئذ ٍللكافرين عرضا ً..

أي يحكي الله تعالى عن يوم (القيامة والحساب) : وكيف أن الذين كفروا به في الدنيا أو أشركوا به أحدا ً في طاعته وفي عبادته : سوف يرون (جهنم) رأي العين في الآخرة قبل أن يُلقوا فيها إلى الأبد !!!..

(101) الذين كانت أعينهم : في غطاء ٍعن ذكري .. وكانوا : لا يستطيعون سمعا ً!!..

أي أن الله تعالى يذم هؤلاء الكافرين والمشركين به : في أنهم لم يستفيدوا أبدا ًبأعينهم ولا بآذانهم في اتباع الحق ... فكانوا كالصم والعميان ...

(102) أفحسبَ الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ؟؟!!.. إنا أعتدنا جهنم للكافرين : نزلا ً..

أي أن الله تعالى يُبين لنا استنكار حال الكافرين الذين اتخذوا خلقا ًمن خلقه : أولياء لهم في الدنيا : (يدعونهم) و(يعبدونهم) من دون الله ... ولذلك : فقد جعل الله تعالى جزاؤهم في الآخرة : جهنم منزلا ًومستقرا ً..

(103) قل : هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ً؟؟..

أي قل يا (محمد) للناس :
ألا ننبئكم ونخبركم بالذين ضاعت مجهوداتهم وأعمالهم في هذه الدنيا بلا فائدة ؟؟؟..

(104) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا : وهم يحسبون أنهم : يُحسنون صنعا ً!!!...

أي هم الذين ضلت وجهتهم وعقيدتهم في هذه الحياة الدنيا : فأساءوا العمل .. وأساءوا اختيار إلههم ودينهم !!!.. ثم هم بالرغم من كل ذلك : يحسبون أنهم هم الذين على الحق !!!.. وأنهم بما يفعلونه : يُصلحون ولا يفسدون !!!!...

(105) أولئك : الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه : فحبطت أعمالهم !!!.. فلا نقيم لهم يوم القيامة : وزنا ً!!!!...

أي أنه حتى بفرض أن هؤلاء (الكافرين) أو(المشركين) بالله تعالى : كانت لهم أعمالا ًحسنة في هذه الدنيا : فإن ثواب كل هذه الأعمال : سيذهب هباءا ًللأسف يوم الحساب ويوم القيامة !!!..
لأنهم : لم يفعلوا هذه الأعمال الحسنة لله تعالى الذي خلقهم !!!..
بل منهم من فعلها : ليكسب (ود واحترام وتقدير) الناس له في حياته أو من بعد مماته !!!..
أو فعلها : من أجل (البشرية) !!!.. أو حتى : من أجل (العلم) !!!.. أو حتى من أجل (بوذا) أو (عيسى) عليه السلام أو غيرهم !!!!...
فكل أولئك : يؤتى بأعمالهم يوم القيامة للأسف : ثم يُـقال لهم :
اذهبوا بها لأصحابها الذين فعلتموها من أجلهم :
والتمسوا الأجر منهم فقط !!!.. لأنه : لا أجر لكم اليوم عند الله !!!.. لأنكم : لم تفعلوها له !!!!...
ففي هذا اليوم :
ترون الرجل (الكافر أو المشرك) الذي كان عظيما ًمشهورا ًفي الدنيا :
لا يزن في ميزان الله تعالى شيئا ً!!!!..
سواءا ًكان هذا الرجل (عالما ًمشهورا ً) أو (رجل دين) أو (رجل سلام) أو (سياسي) .... إلخ !!!..

(106) ذلك جزاؤهم جهنم : بما كفروا : واتخذوا آياتي ورسلي : هزوا ً!!!...

أي أن جزاء أمثال هؤلاء الذين (كفروا) بالله تعالى أو (أشركوا) به غيره :
هو (الخلود) للأسف في نار (جهنم) وعذابها (الأليم) و(المهين) بلا نهاية !!!.. حيث أنهم كلما تلفت أجسادهم وجلودهم من النار والعذاب : أعطاهم الله تعالى أجسادا ًوجلودا ًجديدة : ليستمر عذابهم معهم إلى الأبد ...!
وأما سبب هذا الغضب الشديد من الله تعالى عليهم :
فهو بسبب (كفرهم) بأعظم حقيقة في هذا الكون .. وكفرهم بمصدر الخير المطلق في هذا الوجود : ألا وهي حقيقة وجود الله تعالى .. وما تستوجبه خيريته من حق طاعته وعبادته على الناس جميعا ً...
حيث أنهم لم يكفهم التعامي عن آيات ودلائل وجوده في كل مخلوقاته بل :
قاموا أيضا ًبتكذيب (رسله) و(شرعه) والاستهزاء بهما !!!.. وذلك بالرغم من أن (رسل) الله تعالى : هم (أفضل) الناس .. وبالرغم من أن (آيات) الله تعالى و(شرعه) : هي (أحكم) آيات و(أحكم) شرع على الإطلاق ..
وهكذا : فقد خسر هؤلاء الناس (حياتهم الحقيقية) بعد الموت : والتي تستمر للأبد : بسبب عدم إيمانهم وطاعتهم وعبادتهم لله تعالى في حياتهم القصيرة جدا ًفي هذه الدنيا ..

وبعد أن ذكر الله تعالى هذا الجزاء الأليم لـ (الكافرين) و(المشركين) به في الآخرة :
فيبدأ في نهاية تلك العشر آيات في المقابل : بذكر جزاء (المؤمنين) (الصالحين) في الآخرة أيضا ًفيقول :

(107) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات : كانت لهم جنات الفردوس نزلا ً...

حيث أن (الإيمان) بالله تعالى : يجب أن يصاحبه دوما ً: فعل الأعمال الصالحة في هذه الدنيا ..
فيستحق الذين (آمنوا) و(عملوا الصالحات) بذلك :
أن تكون أعلى درجات (الجنة) : نزلا ًومقاما ًأبديا ًلهم بلا أية منغصات ...

(108) خالدين فيها : لا يبغون عنها حِـولا ً...

حيث في هذا النعيم الأبدي في (جنة) الله تعالى : لا موت ولا فناء .. ولا تعب ولا شقاء ..
ولذلك : فلن يفكر أيا ًمنهم في التحول عنها أبدا ً!!!..

(109) قل لو كان البحر : مدادا ًلكلمات ربي : لنفد البحر : قبل أن تنفد كلمات ربي : ولو جئنا بمثله مددا ً!!!!...

قل أيها الرسول الخاتم (محمد) للناس : أنه لو كان ماء البحر : (حبرا ً) لأقلام ٍنكتب بها كلام الله :
لنفِد جميع ماء البحر : قبل أن تنفد كلمات الله تعالى !!!!... بل حتى ولو جئنا بمثل ماء البحر هذا : بحارًا أخرى كثيرة مددا ًله !!!...
حيث أن كلام الله تعالى : لا نهائي !!!...
فله مثلا ًكلام ٌبشرعه وأوامره ونواهيه .. وله كلام ٌمع رسله .. وله كلام ٌمع ملائكته .. وكل ذلك لا يُحيط به أي أحد !!..
بل ولكي تدركوا أيضا ًمثالا ًآخرا ًعلى (لا نهائية) كلام الله تعالى .. فاعلموا أن الله تعالى إذا أراد شيئا ًفي هذا الكون :
" فإنما يقول له : كن : فيكون " !!!... غافر – 68 ...
فإذا تبصرنا في عظمة واتساع وتنوع مخلوقات الله تعالى ومراداته (الغير متناهية) في هذا الكون (لأن منها تنوعها أيضا ًفي الجنة أو في النار إلى الأبد) :
فستدركون بالفعل أنه : لا أحد يستطيع أبدا ًأن يحصي كلمات الله عز وجل !!!..
فكان الواجب على كل (عاقل) : أن يخضع لهذا الإله الواحد العظيم الحكيم ...

(110) قل : إنما أنا بشر ٌمثلكم : يوحى إليّ .. أنما إلهكم إله ٌواحد ... فمَن كان يرجو لقاء ربه :
فليعمل عملا ًصالحا ً.. ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ً...

وبهذه الآية الرائعة : يختم الله تعالى هذه السورة القيمة من القرآن الكريم ...
حيث يأمر الله تعالى نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : أن يقول للناس جميعا ً:
أنما هو (بشر) مثلهم : وليس (ملاكا ً) !!!.. وليس (بشرا ًخارقا ً) مثلا ً!!!... لا ...
بل هو (بشر ٌعادي) مثل جميع البشر : لأنه أول مَن سيقوم بتطبيق شرع الله تعالى وأوامره ونواهيه على نفسه : ليكون بذلك : قدوة للناس جميعا ً.... بل : وحُجة ًعليهم أيضا ً!!..
وأما الفارق الوحيد بينه وبينهم : فهو أنه : (يوحى إليه) من الله تعالى ...
وهذا (الوحي) : قد يكون في بعض الأوقات : مباشرة من الله تعالى !!!...
أو عن طريق (مَـلك) بصور ٍمختلفة !!!.. وفي كل هذه الحالات : فقد أعد الله تعالى جسد النبي الخاتم (محمد) لتحمل هذه الأنواع من (الوحي) كلها ...
ثم بعد أن أمر الله تعالى نبيه الخاتم (محمد) أن يوضح للناس حقيقة (بشريته) : فهو يأمره أيضا ًبإبلاغ الناس جميعا ً أن إلههم الحق : إنما هو إله ٌواحد !!!..
أي ليس (ثلاثة في واحد) كما تقولون !!!..
وليس (إله للخير) و(إله للشر) كما في بعض الأمم الوثنية !!!..
وليس (إله يحل في بعض مخلوقاته) كالإنسان أو الحيوان أو النجوم !!!...
وليس هو (مخلوقات فضائية) زرعتنا هنا في الأرض كما يقول يدعي الكاذبون :
بل هو (إله ٌواحد) : له الكمال المطلق في كل شيء : " ليس كمثله شيء " !!!.. الشورى – 11 ..
ومن هنا :
فالله تعالى يُخبر نبيه الخاتم (محمد) أن يُخبر الناس بأنه :
مَن كان حقا ً: (يؤمن) بهذا (الإله الواحد) .. و(يحبه) .. و(يتمنى لقاءه) يوم القيامة في (سلام) :
فما عليه إلا أن يفعل شيئين فقط :
1)) أن يعمل (( ولو )) : (عملا ًصالحا ًواحدا ً) في حياته !!!!.. بشرط أن يكون مُخلصا ًفيه لله : ومقتديا ًفيه بأنبيائه ورسله والصالحين من خلقه ..
2)) وأن يُصاحب هذا العمل الصالح : التوحيد الكامل لله عز وجل عن الشريك والند والإلحاد والكفر !!..

حيث بهذين الشرطين فقط :
ينال السعادة والنعيم الأبدي بجوار الله تعالى وبجوار الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين :
في الجنة بإذن الله ....

وهنا ...
كان الصمت يخيم على القاعة جميعا ً....
ولم يخفَ على الشيخ (عبد الله) : رؤية الكثير من الحاضرين وهم يجففون بعض دموعهم التي نزلت من عيونهم رغما ًعنهم : تأثرا ًبهذا الكلام الذي لمس قلوبهم أًغلب مَن في القاعة ....
بل وحتى كان هناك ثلاثة قساوسة من الصف الأول : يحاولون بقدر الإمكان مسح هذه الدموع بطريقة لا تلفت النظر إليهم !!!...

وهنا قال الشيخ (محمد) :
فتح الله عليك يا شيخ (عبد الله) .. وبارك لك في علمك ودينك ....
فهل تستطيع أن تقرأ لنا هذه العشر آيات الآن : لكي يتذوق الحاضرين لأول مرة في حياتهم :
مذاق سماع (كلام الله القرآن) وذلك : كما أنزله الله تعالى على نبيه الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1429 عام مضت !!!.. وذلك بلغته الأصلية التي تكلم بها الله تعالى وأنزله بها :
بلا أي (ترجمة) .. وبلا أي (تحريف) !!!...

وبالفعل : وما هي إلا ثوان : حتى بدأ الشيخ (عبد الله) يقرأ العشر آيات ثانية ًعليهم ...
ولكن هذه المرة : بـ (اللغة العربية) !!!.. والتي لا يفهمها جل الحاضرين للأسف ...!
ولكنهم (وبالرغم من هذا) :
فقد شعروا وكأن الكلمات بوقع سماعها المهيب .. وبصوت الشيخ المؤثر الرخيم :
شعروا وكأن كلمات الله عز وجل :
تخترق (ليس فقط قلوبهم) : بل (أجسادهم) و(وجدانهم) أيضا ً!!!..
وخصوصا ًوكلٌ منهم يستحضر في ذهنه : معاني هذه الآيات التي ألقاها عليه الشيخ منذ قليل !!!..

وبهذا الجو (الملائكي) : كانت خاتمة هذه (الندوة) المفاجئة لجميع الحاضرين بلا استثناء !!!...

ولنترك وصف هذه الخاتمة لمستر (كارليتون) الصحفي ...
بل : الذي هو من أشهر رجال الصحافة في المدينة ....
والذي أسلم منذ قليل أمام كل الحاضرين ....
فماذا قال ؟؟؟...


25)) الختام ..

يُـــتبع بإذن الله ..

إلى حب الله
06-30-2011, 11:37 AM
25)) الختام ..

جاء في الطبعة المسائية لصحيفة المدينة .. وبعد مرور يوم ٍواحد ٍفقط على انتهاء الندوة :
وفي الركن الخاص بالصحفي المشهور مستر (كارليتون) : الكلام التالي :

-----------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم ....

يقولون أن الإنسان دوما ً: عدوٌ لكل ما يجهله ...

وما أصدق هذه المقولة !!!....

حيث رأيت بعيني في ليلة أمس : كيف يتحول الإنسان من (عدو ٍ) لما يجهله :
إلى (بصير ٍ) بحقيقة هذا المجهول :
فقط : إذا أعطينا هذا (المجهول) : (فرصة ً) ليُعبر بها عن نفسه !!!!...

لقد كان لـ (الحوار) الذي دعا إليه الطبيب المسلم : الشيخ (محمد إبراهيم) .. أو الدكتور (كليرك جود) سابقا ً: الأثر العظيم في تغيير مجرى حياة ما لا يقل عن 2500 شخص : في ليلة واحدة فقط !!!..

وأنا أتوقع أن العدد سيتضاعف ببركة الله تعالى في الأيام القليلة القادمة !!!...
وخصوصا ًوأن منهم : ثلاثة قساوسة !!!...

فأنا لن أنسى ما حييت : هذا المشهد الرائع الذي تنقلع له القلوب من مكانها !!!..
بل : وتنفجر معه قلوب أعتى وأقسى الناس بالدمع الغزير !!!...

إنه مشهد انقضاء هذه الندوة العظيمة : والتي استمرت لأكثر من خمس ساعات بقليل !!!...

لا أعرف بالضبط ماذا حدث وقتها !!!...
وإنما كل ما أتذكره :
هو أن بعض الأشخاص توجهوا أولا ًللمنصة لمصافحة الشيخ (محمد) ومصافحة بطل هذه الندوة الشيخ المسلم الزائر (عبد الله) !!!..
حيث بتقدم هؤلاء النفر إلى المنصة : فوجئت بكل مَن في القاعة وهم يتوجهون على أثرهم إلى المنصة أيضا ً!!!!...
كان مشهدا ًرهيبا ًومؤثرا ًجدا ًبحق !!!..

الكل : كانت تملأ قلوبهم المودة والحب الصافي !!!..
الكل : كان يشعر أنه (ولأول مرة في حياته) : يتوب توبة مقبولة من جميع ذنوبه السابقة !!!!..
الكل : كان يشعر وكأنه (ولد من جديد) في هذه الليلة !!!!...
الكل : كان يشعر وكأنه : (قد زالت عماية كبيرة من على عينيه) !!!!...
الكل : كان يشعر وكأنه : كان (ميتا ً) من قبل : فـ (أحياه) الله تعالى من جديد في تلك الليلة !!!..

ولكل هذا : :
فقد كان الجميع يبكون بكاءا ًحارا ًفي تلك اللحظات !!!...
بكاءا ً: لم يستطع أحد ٌمنا منعه !!!.. حتى ولو لم نعرف له سببا ًمحددا ً!!!..
بل وحتى لو عرفنا : فقد كانت ألسنتنا (وما زالت إلى الآن) : عاجزة عن وصف هذه المجموعة من المشاعر التي انتابتنا في ذلك الوقت !!!..

فقط كل ما يستطيع أي واحد منا أن يتذكره : هو أنه كان أينما ينظر : كان يقع بصره على رجل أو امرأة أو طفل يبكي ....
بل العجيب أن بعض الناس : اختلط (بكاؤهم) بـ : (الضحك) من السعادة !!!..
وهي أول مرة في حياتي التي أرى فيها هذه الظاهرة الإنسانية في الناس : غير أمي !!!....

بل والأعجب من هذا أيضا ً:
أنهم ظلوا ملتفين من حول الشيخ المسلم (وأنا معهم) : قرابة الربع ساعة :
كلهم يود فقط أن يُسلم عليه !!!..

فمنهم من أعلن إسلامه ساعتها !!!... ومنهم من اكتفى فقط في تلك اللحظات بسلامه على الشيخ !!!..

وأما الذي لن تصدقونه :
فهو أن ما لا يقل عن أربع مائة شخص : ظل ملازما ًللشيخ المسلم (عبد الله) من بعد الندوة :
وحتى وقت صلاة (الفجر) الإسلامية !!!.. والتي يقع وقتها في الخامسة إلا الربع صباحا ً!!!!..
حيث أخذوا يسألونه (وأنا معهم) :
عن العديد من التفاصيل في (الصلاة) وفي (الحج) وفي (الصوم) وسائر التشريعات الإسلامية الأخرى !!.....
فلم تمض دقائق من إعلان صلاة (الفجر) الإسلامية :
إلا وكان جميع الأربع مائة رجل وامرأة : يصلون مع الشيخ (عبد الله) والشيخ الدكتور (محمد) في المسجد الكبير في شمال المدينة !!!...
حيث أخذ الشيخ (عبد الله) يُعلم الرجال كيفية (الطهارة) و(الضوء) قبل الصلاة ...
وأخذت إحدى الأخوات المسلمات النساء : لتعلمهن (الطهارة) و(الضوء) كذلك !!!!..

فيا لها من ليلة : لن ينساها أحدٌ منا ما حيينا !!!...
ويا له من صباح ٍجميل ٍمبارك : اكتشفنا أننا قد حُرمنا من مثله : في سابق حياتنا كلها للأسف !!!!..

فانصرف كل منا وهو يودع الشيخ (عبد الله) ويسلم عليه :
وكأن قلوبنا وأجسادنا قد امتلأت نورا ًبالإسلام !!!!...

وأعتقد أن كل الـ 2500 شخص الذين أسلموا ليلتها في القاعة تقريبا ً:
صار شغلهم الشاغل الآن :
هو نقل هذا النور إلى كل مَن حولهم !!!!..
وصار هدفهم الأعظم في الحياة :
هو أن يُميطوا الغمامة التي على (أعين الغربيين) : ليروا الإسلام على حقيقته كما رأيناه !!!!..

وأن يُعلنوا للعالم كله (وبالاستعانة بالكتيبات التي تم توزيعها علينا) :
أن الإسلام بحق : هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى للبشر !!!...
وأن الإسلام بحق : هو وحده الصالح لكل مكان وزمان إلى نهاية العالم !!!..
وأن الإسلام بحق : هو دين العدل والإخاء والمساواة !!!..
وهو دين : النظافة والجمال !!!.. والطهر والعفاف !!!.. والستر والحياء والحجاب !!!..
وهو دين : الفطرة التي خلق الله تعالى عليها كلا ًمن الرجل والمرأة !!!!..
فالصواب فيه : هو الصواب بالفعل !!!..
والخطأ فيه : هو الخطأ بالفعل !!!..
لأنه : دين (الصدق) !!!.. وليس دين (الكذب) و(التحريف) و(التزييف) في كل يوم !!!..

بل ولأنه الدين الذي عرفنا بـ (اسم) : (الله) تعالى !!!.. (الله) الذي كنا ندعوه دوما ًباسم :
(الرب) و(الإله) فقط !!!..

لقد آمنت منذ ذلك الوقت :
أن الإسلام بالفعل : سيغزو العالم كله (والذي امتلأ ظلما ً) عن قريب جدا ً!!!..
ولكن ذلك الغزو : هو غزو (عقيدة) و(اقتناع) : لا غزو (قوة) و(خداع) !!!.....
غزو مَن لا يخشى أن يقرأ الناس جميعا ً: المزيد والمزيد عنه في كل يوم !!!!..
وليس كباقي الأديان التي كلما قرأ العاقل فيها وتوغل : زاد يقينه بكذبها جميعا ً!!!!...

إنه الإسلام القادم أيها العالم !!!....
فليستعد كل مَن يريد أن (يحيى) من (موتته) : لاستقبال هذا الدين .......

يقول الله عز وجل في (القرآن الكريم) :
" أوَ مَن كان ميتا ً: فأحييناه !!!.. وجعلنا له نورا ً: يمشي به في الناس :
كمن مثله في الظلمات : ليس بخارج ٍمنها ؟؟!!!.. كذلك زُين للكافرين : ما كانوا يعملون " !!!...
الأنعام – 122 ....


(محمد عبد الله) : (كارليتون موليز) سابقا ً..
---------------------------

تمت بحمد الله تعالى ...

HAMID
07-01-2011, 05:58 PM
الله أكبر الله أكبر فعلا ادخلتني جوا ايمانيا رائعا والله استاذي ابو حب الله لااعرف كيف اشكرك

جزاك الله خير وجمعني بك في الفردوس الاعلى
كنت اريد ان اقول لك استاذي لما لاتؤلف كتبا لان اسلوبك جدا رائع ومشوق بارك الله فيك

إلى حب الله
07-02-2011, 02:25 PM
جزاك الله خيرا ًاخي الحبيب hamid ..
أدعو الله عز وجل أن أكون دوما ًعند حسن ظنك بي ..

وأمنيتي بالفعل أن أرى هذا الحوار كتابا ًمطبوعا ًعن قريب ٍبإذن الله تعالى ..
ومجرد تنقيحه هنا في هذا المنتدى الطيب : هو خطوة على الطريق إن شاء الله ..
لأني لم أقم بتنقيحة ولا مرة ٍكاملة ٍمنذ كتبته من ثلاث سنوات تقريبا ً..
وأعتقد أني في حاجة الآن لمَن يقوم بتصحيحه ومراجعته نحويا ًوإملائيا ً..

والله من وراء القصد ..

غريب24
07-02-2011, 09:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أتمنى أن أرى هذه القصة كمادة فلمية أتمنى أن تتبناها إحدى القنوات الإسلامية.

شكراً لك مرة أخرى أخي أبو حب الله وجزاك الله خيراً

إلى حب الله
07-02-2011, 10:29 PM
أكيد ده هايبقى فيلم من جزئين أخي الحبيب .................... :): !!..
ولا أكذب عليك : قد جاءتني بالفعل منذ عامين فكرة تحويله لحلقات جرافيك :
كل سؤال في حلقة تقريبا ً...

ولكن قابلتني نفس مشكلة عدم التفرغ للانشغال الشديد في العمل وكسب الرزق ..
ولأن مثل هذه المواد الدينية لا تتبناها في المعتاد إحدى شركات الجرافيك : إلا إذا
ضمنت تسويقه أولا ًقبل أن تقوم بالإنفاق عليه ..
مما يعني أني من المفترض أن أقوم بالعمل وحدي : وهذا في مقدوري والحمد لله
ولكن : أين الوقت ؟!!..

والله المستعان ..

هشام بن الزبير
07-07-2011, 12:19 AM
أخي الكريم,
أهنئك على هذه الرحلة الفريدة التي سطرتها هنا. وأظن أن قليلا من التنقيح سيجعلها وسيلة دعوية لطيفة.
وقد خطر لي أمر آخر, فيستحسن أن تسجل كل حلقة بمفردها, فإن الكتاب المسموع من الوسائل المحبوبة لمن لم يتعود معاناة القراءة.
وأظن أن مثل هذه الأفكار تحتاج إلى تعاون بين الإخوة حتى تخرج أعمالهم في غاية الإتقان.

ابو طارق
07-07-2011, 01:43 PM
أخى أبو حب الله - ما شاء الله قصة تخيلية رائعة بها فيض غزير من المعلومات على شكل سؤال وجواب تتميز بالبساطة والدقة والوضوح والتشويق - جزاك الله خيرا كثيرا وجعله فى ميزان حسناتك

إلى حب الله
07-12-2011, 05:10 PM
الإخوة الكرام : غريب 24 / هشام / أبو طارق :
جزاكم الله خيرا ًعلى التعليق الطيب ..

وأنا بالفعل بدأت أولى خطوات السؤال عن تحويل هذا الحوار لكتاب مطبوع
في مصر .. والذي أتوقع أن يأخذ وقتا ً..

وربما كان ذلك فاتحة خير ٍمن بعده بإذن الله ..

والله الموفق ..

غريب24
07-13-2011, 10:11 AM
أكيد ده هايبقى فيلم من جزئين أخي الحبيب .................... :): !!..
ولا أكذب عليك : قد جاءتني بالفعل منذ عامين فكرة تحويله لحلقات جرافيك :
كل سؤال في حلقة تقريبا ً...

ولكن قابلتني نفس مشكلة عدم التفرغ للانشغال الشديد في العمل وكسب الرزق ..
ولأن مثل هذه المواد الدينية لا تتبناها في المعتاد إحدى شركات الجرافيك : إلا إذا
ضمنت تسويقه أولا ًقبل أن تقوم بالإنفاق عليه ..
مما يعني أني من المفترض أن أقوم بالعمل وحدي : وهذا في مقدوري والحمد لله
ولكن : أين الوقت ؟!!..

والله المستعان ..



بارك الله فيك وسدد خطاك ونسأل الله لك التوفيق في الأمر، أتمنى أن تجد الوقت المناسب والكافي فهي من باب الدعوة إلى الله عز وجل والأولوية للدعوة إن شاء الله لذلك أتمنى أن تقوم إحدى الشركات أو القنوات الإسلامية بتبني الفكره فإلى متى تضيع المواهب والأفكار بسبب عدم التفرغ؟ أقترح عليك أن تراسل قناة الناس وإختياري لقناة الناس لأنه من الواضح أنها تملك ميزانية جيدة لأن بثها والتقنيات المستخدمة والإستوديوهات تضاهي القنوات الكبيرة أو ربما الأستاذ سعيد توفيق فحسب علمي هو مستشار مالي وداعية وله صلة بقناة الناس الفضائية ، هناك قنوات فضائية إسلامية عندنا في السعودية تملك نفس مقومات قناة الناس لكني لا أتحمس لها فالعقلية المصرية أكثر إبداعاً :) المهم ألا تضيع الفكره مع الوقت وتقبل تحيتي وإمتناني،،

Abdallah Cule
10-24-2011, 11:04 AM
أنهيت الموضوع كله في اسبوع او 10 ايام للحماسة التي انتابتني عندما رأيت هذا الكم الهائل من المعلومات، بالفعل يا "ابو حب الله" يجب أن لا تنحصر هذه القصة الخيالية فقط بالمنتدى بل يجب أن يتم نشرها في كتب او سلسلة لأني متأكد أنها ستكون وسيلة لهداية بعض الضالين باذن الله و طوق نجاتهم ؛؛

جازاك الله الف خير و تحياتي لك ؛؛

سمية الخياط
11-19-2011, 12:16 AM
أشجعك على المواصلة بارك الله فيك
أسأل الله تعالى أن يثقل ما كتبته في ميزان حسناتك
ويرفع لك فيها درجات في الجنة
فكرة الكتاب أو الفيديو ممتازة وجدا جدا
توكل على الله واسأله البركة في الوقت

إلى حب الله
12-26-2011, 11:37 AM
وفقك الله أختي الكريمة في مشروعك الدعوي ..
وذلل لك فيه كل مَصعب ..
آميـن ..

الاسلام يتحدى
04-10-2012, 02:58 AM
ماهذا الابداع !! سلمت يمناك ايها الاسد ابو حب الله
والله اني على مدى ليلتين متتاليتين عشت اجواء هذه القصة الرائعة والتي اجاب الشيخ عبدالله ( بطل القصة ) فيها على كل الشبهات والاسئلة التي طرحها عليه الحاضرون في تلك القاعة في تلك المدينة الاوربية حيث اجاب بشكل رائع وعلمي وموثق وباسلوب جميل جدا وسلس جدا ...
سبحان الله الذي الهمك لهذه القصة فوالله انها لمن اروع ماقرات في مجال الرد على الشبهات حول الاسلام ..

ارجو من جميع الاخوه نشرها في ربوع النت في كل المنتديات والمجموعات والمواقع وعبر رسائل الايميل ومواقع التواصل الاجتماعي
فوالله انها تستاهل ان تكتب بحروف من ذهب ...

إلى حب الله
04-10-2012, 05:50 PM
جزاك الله خيرا ًأخي الكريم د.جلال ....
كم أسعدتني كلماتك ...
ويكفيني منك دعوة ًلأخيك بظاهر الغيب - ولك بالمثل إن شاء الله :): لا تخف -

جمعني الله وإياك على الخير في الدنيا والآخرة ...
والله المستعان ..

مسلم أسود
09-29-2014, 09:36 PM
ما شاء الله ! للرفع !

Rahim Bouabizi
05-31-2016, 07:08 PM
بارك الله فيك اخ ابو حب الله قصة خيالية ولكنها اقرب للواقع بكثير... في بداية قرأتي كنت اضن انها قصة وقعت فعلا لأنك سردتها بطريقة جميلة جدا
الى درجة اني بكيت في بعض مراحل الاحداث واشكرك كثيرا لاني والله قد استفدت الكثير من هذه الندوة الخيالية الرئعة مع اني مسلم ومطالع لامور الدين ...ادعوا الله ان يزيدها في ميزان حسناتك ويجعلها من اسباب دخولك الجنة بصحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم .