المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إستخرج الفوائد الموجودة في الحديث



متروي
06-21-2011, 01:16 AM
تنشيطا للعقل و القلب سأضع في هذا الشريط أحاديث صحيحة ثم نشترك في مناقشتها و إستخراج الفوائد الموجودة فيها ..
و لنبدأ بهذا الحديث الشريف :
أن فاطمة عليها السلام أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما ، فقال : ( ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ) . ثم قال سفيان : إحداهن أربع وثلاثون ، فما تركتها بعد ، قيل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5362
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-21-2011, 02:13 AM
من فوائد هذا الحديث : الترغيب في الخير والحث عليه ، فيندب لمن ظن عدم قدرته على المساعدة وتقديم يد العون أن يفتح أبواباً أخرى فيها الخير جبراً لخاطر السائل وتطييباً له

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-21-2011, 02:17 AM
وفيه من بيان حال السلف في حياتهم مع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتطبيقهم لها بخلاف حالنا نحن !! فما أكثر الذي نسمعه من الأحاديث وما أقل تطبيقنا لها وتفريطنا في العمل بها..

متروي
06-21-2011, 02:21 AM
جزاك الله خيرا أخي محب و لازال في الحديث الكثير في إنتظار المزيد لنجمع الزبدة في الأخير و ننتقل إلى غيره ..

عَرَبِيّة
06-21-2011, 02:34 AM
من فوائد الحديث : الإعتماد على النفس والإستغناء عن العباد بالله , والتوكل على الله وعمل الأسباب [ منها الأذكار ] , والله يتولى تيسير الأمور شحذ الهمّة ويضع الجسمِ خِفّة ويهوّن علينا الأعمال [ سِيَما المنزلية :/ ] , ويُبارِك في الوقت .
وهذا مالاحظته عندما جرّبتُ الخيْر الذي دلنا عليه رسول الهدى ( ص ) , ولله الحمد سُبحانه ماألطفه .!
ولكن للحق , الأمر يفشل إذا كان قلبي لاهٍ أثناء الذِكر , فلا تكرروا غلطتي (:

بارك الله فيكَ أخي متروي ,وبارك في كُل المسلمين .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-21-2011, 02:37 AM
جزاك الله خيرا أخي محب و لازال في الحديث الكثير في إنتظار المزيد لنجمع الزبدة في الأخير و ننتقل إلى غيره ..
فكرة نافعة جداً أنفع من حوار صلدي الرؤوس وصلبي الجماجم من الملاحدة ، وهي نوع من المذاكرة بين محبي العلم وطلابه ..
ننتظر مشاركتك أخي متروي بخصوص الفوائد ...

عَرَبِيّة
06-21-2011, 02:38 AM
ثم قال سفيان : إحداهن أربع وثلاثون
الإعتراف بالنسيان أوالخطأ , وعدم إخفاء الأمر بحُجّة " منزلتي , ومكانتي , ونظرة الناس لي "
وفوق هذا يدُلُ أنّ الصحابي سفيان كان صادقاً أمنياً حريصاً في النقل , متحرياً الحق , خائفاً من الله , وهكذا كان حال الصحابة رضوان الله عليهم أجميعن .

متروي
06-21-2011, 02:54 AM
بارك الله فيك أختنا عربية على فوائدك القيمة و مما رأيته من الفوائد زيادة على ما تفضلتم به :
- أن في الحديث دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فالزهد لو كان مصطنعا لما تعدى إلى بناته رضوان الله عليهن خاصة في أمور بسيطة كهذه .
-و فيه أيضا دليل على تصديق المسلمين التام للنبي صلى الله عليه وسلم فعندما أخبرهم أن التسبيح أفضل من الخادم إقتنعوا بشكل يقيني إلى درجة أن علي بن ابي طالب رضي الله عنه لم يترك التسبيح بعدها طيلة حياته حتى ليلة صفين و ما أدراك ما ليلة صفين .

ننتظر المزيد من الإخوة الأفاضل

متروي
06-21-2011, 03:19 AM
و للحديث رواية أخرى :
قلت لفاطمة : لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألتيه خادما فقد أجهدك الطحن والعمل قال حسين : إنه قد جهدك الطحن والعمل وكذلك قال أبو أحمد قالت : فانطلق معي قال : فانطلقت معها فسألناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكما على ما هو خير لكما من ذلك إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين واحمداه ثلاثا وثلاثين وكبراه أربعا وثلاثين فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان فقال علي رضي الله عنه : ما تركتها بعد ما سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل : ولا ليلة صفين قال : ولا ليلة صفين
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 2/305
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

و من فوائدها أن الزوج يجب عليه أن يشعر بتعب زوجته في عمل البيت و عليه أن يحسسها بشعوره ذاك و بشفقته عليها.
و من فوائده كذلك أن فاطمة رضي الله عنها مع تعبها و شدة ما كانت تلاقيه من الفقر و العمل إلا انها لم تشتكي و لم تطلب من زوجها ما لا يقدر عليه و لم تطلب من أبيها مع علمها بقدرته على مساعدتها .
و من الفوائد ايضا الدلالة على مكانة أهل البيت و أنهم لم ينالوا تلك الدرجات بالقربى لكن بالعمل الصالح.

عَرَبِيّة
06-22-2011, 03:23 PM
بارك الله فيكم .


أن فاطمة عليها السلام أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما ، فقال : ( ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ ...
هنا فائدة تربوية يفتقر إليها كثيرر من آباء فئة " لا .. يعني لا .! " وأرجو أن يتنبهوا لها .!
وهذه الفئة من الآباء ترفض أفكار , طلبات أو اقتراحات أبنائهم لمجرد أنها لا تناسب أهواء الأب أو الأم .!
بدون اللجوء إلى ساحة الحوار للإقناع و تقديم حلول أفضل .

هشام بن الزبير
06-22-2011, 04:00 PM
تنشيطا للعقل و القلب سأضع في هذا الشريط أحاديث صحيحة ثم نشترك في مناقشتها و إستخراج الفوائد الموجودة فيها ..
و لنبدأ بهذا الحديث الشريف :
أن فاطمة عليها السلام أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما ، فقال : ( ألا أخبرك ما هو خير لك منه ؟ تسبحين الله عند منامك ثلاثا وثلاثين ، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين وتكبرين الله أربعا وثلاثين ) . ثم قال سفيان : إحداهن أربع وثلاثون ، فما تركتها بعد ، قيل : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5362
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

بارك الله فيك أخي الكريم,
أستعين بالله قائلا:
من فوائد هذا الحديث جواز اتخاذ الخادم للحاجة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دل ابنته على ما هو خير لها من ذلك.
ومنها حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إذ افتتح كلامه بالاستفهام تنشيطا لذهن السامع.
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته لم يكونوا أهل دنيا بل كانوا أهل آخرة ونالهم من شظف العيش ما جعل فاطمة رضي الله عنها تسأل أباها خادما يخفف عنها ما تلقاه من عناء الكد والعمل اليدوي الشاق.
ويستفاد منه بعد الروافض ومعمميهم عن هدي بيت النبوة, فهم يحيون عالة على أموال العوام الذين يخدعونهم ويأكلون أموالهم بالباطل,
ومن الفوائد أيضا أن الأفضل للمؤمن التخفف من أثقال الدنيا وزينتها ما أمكن, فالنبي صلى الله عليه وسلم دل ابنته على ما هو خير لها من اتخاذ خادم وإن كان هذا الأمر في أصله جائزا.
ويستفاد منه أن أهل الفضل والعلم ينبغي لهم أن يأخذوا بالعزائم, لأن عامة الناس تبع لهم. ولهذا السبب صلحت الرعية بصلاح الخلفاء الراشدين وبصلاح عمر بن عبد العزيز من بعدهم, وفسدت بفساد من كان من الأمراء منغمسا في زينة الحياة الدنيا.
ويستفاد منه أن العبادات والأذكار الشرعية سبيل إلى قوة القلب والجسم, كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أن التسبيح الذي وصفه خير من اتخاذ الخادم.
ويستفاد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدد صفة عبادة ومقدارها وزمانها فهذا يعني أن كل ذلك مقصود للشارع, فلا بد من التقيد بذلك كله, ومن شاء أن يزيد بعد ذلك فليفعل و يكون من قبيل الذكر المطلق.
ويستفاد منه أن الصحابة كانوا يحرصون على الحفاظ على الأعمال التي كانوا يؤدونها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, وأدلة ذلك كثيرة منها حرص عبد الله بن عمرو بن العاص على الاجتهاد في الصيام والقيام حتى شق عليه ذلك في كبره, كراهة أن يفرط في عمل تركه النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
ومنها أن السلف كانوا لا يفرطون في نوافل العبادات حتى في أوقات الشدة, كما ورد به الحديث (ولا ليلة صفين) , فكيف بهم في زمان الرخاء والعافية؟
ومنها استحباب ذكر الله عند النوم حتى يختم الإنسان عمل يومه وليلته بطاعة.
ويستفاد منه أن العبرة في الأعمال بالخواتيم, ويدل عليه أيضا حديث جابر: " اذا اوى الرجل الى فراشة ابتدرة ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر."
ومنها جواز استفسار العالم عما قد يخفى على الطالب, إذ سأل الراوي عليا رضي الله عنه: ولا ليلة صفين؟
ويستفاد منه أيضا ما للذكر عموما وما للتسبيح والتكبير والتحميد خصوصا من فضيلة.
ويستفاد منه جهل كثير من المتصوفة الذين تركوا أمثاله هذه الكنوز النبوية وتعلقوا بأوراد شاقة يغلب عليها التنطع والتقعر, تستغرق أعمارهم, يحسبون أنها ترفعهم في مقامات القرب من الله عز وجل, وفي هذا سوء ظن بالله وبرسوله.

والله أعلم.

متروي
06-23-2011, 01:19 AM
بارك الله فيك أخي هشام على هذه الدرر القيمة التي أتحفتنا بها و حتى ننتقل إلى حديث أخر نقوم بحصر بعض الفوائد التي خرجنا بها من التدبر في هذا الحديث :
1- الترغيب في الخير والحث عليه ، فيندب لمن ظن عدم قدرته على المساعدة وتقديم يد العون أن يفتح أبواباً أخرى فيها الخير جبراً لخاطر السائل وتطييباً له.
2- وفيه من بيان حال السلف في حياتهم مع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتطبيقهم لها بخلاف حالنا نحن !! فما أكثر الذي نسمعه من الأحاديث وما أقل تطبيقنا لها وتفريطنا في العمل بها..
3- الإعتماد على النفس والإستغناء عن العباد بالله , والتوكل على الله وعمل الأسباب [ منها الأذكار ] , والله يتولى تيسير الأمور شحذ الهمّة ويضع الجسمِ خِفّة ويهوّن علينا الأعمال [ سِيَما المنزلية :/ ] , ويُبارِك في الوقت .
4- أن في الحديث دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فالزهد لو كان مصطنعا لما تعدى إلى بناته رضوان الله عليهن خاصة في أمور بسيطة كهذه .
5 -و فيه أيضا دليل على تصديق المسلمين التام للنبي صلى الله عليه وسلم فعندما أخبرهم أن التسبيح أفضل من الخادم إقتنعوا بشكل يقيني إلى درجة أن علي بن ابي طالب رضي الله عنه لم يترك التسبيح بعدها طيلة حياته حتى ليلة صفين و ما أدراك ما ليلة صفين .
6- و من فوائده أن الزوج يجب عليه أن يشعر بتعب زوجته في عمل البيت و عليه أن يحسسها بشعوره ذاك و بشفقته عليها.
7- و من فوائده كذلك أن فاطمة رضي الله عنها مع تعبها و شدة ما كانت تلاقيه من الفقر و العمل إلا انها لم تشتكي و لم تطلب من زوجها ما لا يقدر عليه و لم تطلب من أبيها مع علمها بقدرته على مساعدتها .
8- و من الفوائد ايضا الدلالة على مكانة أهل البيت و أنهم لم ينالوا تلك الدرجات بالقربى لكن بالعمل الصالح.
9- من فوائد هذا الحديث جواز اتخاذ الخادم للحاجة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دل ابنته على ما هو خير لها من ذلك.
10- ومنها حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إذ افتتح كلامه بالاستفهام تنشيطا لذهن السامع.
11- ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته لم يكونوا أهل دنيا بل كانوا أهل آخرة ونالهم من شظف العيش ما جعل فاطمة رضي الله عنها تسأل أباها خادما يخفف عنها ما تلقاه من عناء الكد والعمل اليدوي الشاق.
12- ويستفاد منه بعد الروافض ومعمميهم عن هدي بيت النبوة, فهم يحيون عالة على أموال العوام الذين يخدعونهم ويأكلون أموالهم بالباطل,
13- ومن الفوائد أيضا أن الأفضل للمؤمن التخفف من أثقال الدنيا وزينتها ما أمكن, فالنبي صلى الله عليه وسلم دل ابنته على ما هو خير لها من اتخاذ خادم وإن كان هذا الأمر في أصله جائزا.
14- ويستفاد منه أن أهل الفضل والعلم ينبغي لهم أن يأخذوا بالعزائم, لأن عامة الناس تبع لهم. ولهذا السبب صلحت الرعية بصلاح الخلفاء الراشدين وبصلاح عمر بن عبد العزيز من بعدهم, وفسدت بفساد من كان من الأمراء منغمسا في زينة الحياة الدنيا.
15- ويستفاد منه أن العبادات والأذكار الشرعية سبيل إلى قوة القلب والجسم, كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم أن التسبيح الذي وصفه خير من اتخاذ الخادم.
16- ويستفاد منه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدد صفة عبادة ومقدارها وزمانها فهذا يعني أن كل ذلك مقصود للشارع, فلا بد من التقيد بذلك كله, ومن شاء أن يزيد بعد ذلك فليفعل و يكون من قبيل الذكر المطلق.
17- ويستفاد منه أن الصحابة كانوا يحرصون على الحفاظ على الأعمال التي كانوا يؤدونها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, وأدلة ذلك كثيرة منها حرص عبد الله بن عمرو بن العاص على الاجتهاد في الصيام والقيام حتى شق عليه ذلك في كبره, كراهة أن يفرط في عمل تركه النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
18- ومنها أن السلف كانوا لا يفرطون في نوافل العبادات حتى في أوقات الشدة, كما ورد به الحديث (ولا ليلة صفين) , فكيف بهم في زمان الرخاء والعافية؟
19- ومنها استحباب ذكر الله عند النوم حتى يختم الإنسان عمل يومه وليلته بطاعة.
20- ويستفاد منه أن العبرة في الأعمال بالخواتيم, ويدل عليه أيضا حديث جابر: " اذا اوى الرجل الى فراشة ابتدرة ملك وشيطان فيقول الملك اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر."
21- ومنها جواز استفسار العالم عما قد يخفى على الطالب, إذ سأل الراوي عليا رضي الله عنه: ولا ليلة صفين؟
22- ويستفاد منه جهل كثير من المتصوفة الذين تركوا أمثاله هذه الكنوز النبوية وتعلقوا بأوراد شاقة يغلب عليها التنطع والتقعر, تستغرق أعمارهم, يحسبون أنها ترفعهم في مقامات القرب من الله عز وجل, وفي هذا سوء ظن بالله وبرسوله.
23- و يستفاد منه كذلك جواز قول عليه السلام لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

متروي
06-23-2011, 01:27 AM
و الآن إلى هذا الحديث لنستخرج منه ما يفتح الله به علينا من درر و فوائد :
بينما نحن ذات يوم عند نبي الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى قال يزيد : لا نرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ثم قال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ما الإسلام فقال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال : صدقت قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : ثم قال : أخبرني عن الإيمان قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره قال : صدقت قال : فأخبرني عن الإحسان ما الإحسان قال يزيد : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال : فأخبرني عن الساعة قال : ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل قال : فأخبرني عن إماراتها قال : أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال : ثم انطلق فلبث مليا قال يزيد ثلاثا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عمر أتدري من السائل قال قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/179
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

هشام بن الزبير
06-24-2011, 09:48 PM
هذا حديث عظيم, لو اقتصرنا على طرف منه لأعيانا استخلاص فوائده, فكيف بالحديث كله؟
إنه من الأحاديث التي قال العلماء إن عليها مدار الإسلام.
من فوائده:
- حرص الصحابة رضي الله عنهم على حضور مجالس النبي صلى الله عليه وسلم.
- حرص عمر رضي الله عنه على حفظ العلم, فقد أعطانا صورة متكاملة عما حدث ذلك اليوم, فوصف لنا الصفة التي جاء بها جبريل, وذكر كثيرا من تفاصيل تلك الواقعة العظيمة.
- من آداب طالب العلم حسن الأدب مع معلمه في جلوسه وسؤاله وفي كل أمره.
- ومنها أن يسأل شيخه عما تمس الحاجة إليه.
- يحسن بطالب العلم التأدب عند السؤال, فيقتصد ولا يطيل ولا يجاوز ما يتم به المقصود.
- من فوائد الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إذ بين المسائل التي عليها مدار الإسلام بألفاظ قليلة يحفظها العامي ولا يستغني عنها العالم.
- ومنها أن اختصار الكلام لا يعني إهمال تخصيص أو تقييد يحتاجه المتعلم لفهم المسألة, فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وجوب جميع أركان الإسلام ثم قيد الحج بالإستطاعة.
- ومنها أن من أدب العلم تقسيم مسائله وترتيبها حسب حاجة المتعلمين, ولعل العلماء استنبطوا تقسيمهم للعلوم إلى أبواب ومسائل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم, كما قد يفهم من هذا الحديث العظيم.
- تعجب الصحابة من تصديق جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن استغرابهم من الهيئة التي دخل عليها يدل على أنهم فهموا أن للسائل شأنا, فتصديقه يوحي بأن لسؤاله غرضا آخر غير الإستفسار.
- يستفاد من الحديث أن الإسلام يشمل أعمال الجوارح وأعمال القلوب ويشمل الترقي في مراتب الإحسان مع ترقب الساعة والعمل لها.
- ويستفاد منه أن طالب العلم ينبغي له أن يسأل عن المهم فالأهم وأن يتعلم حسب منهج قويم يتدرج فيه من صغار العلم إلى كباره.
- يستفاد من ترتيب أركان الإيمان فوائد منها أن الإيمان بالله أعظم تلك الأركان, وإنما تلاه الإيمان بالملائكة لأنهم الواسطة التي يبلغ الله بها رسالاته للناس, فهم رسله إلى النبيئين, ولما كانوا يبلغون كلمات ربهم, وجب على المؤمن أن يؤمن بكتب الله عز وجل, كما ينبغي عليه أن يؤمن بالرسل الذين أنزلت عليهم الكتب, ويؤمن باليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والحساب, كما يجب عليه أن يؤمن بالقدر خيره وشره, ولا إيمان لمن كفر بشيء من ذلك.
- ومن فوائد الحديث أن أعمال الإسلام التي هي أعمال الجوارح لا تنفع صاحبها حتى يحقق الإيمان بأركانه. لكن الإحسان يقتضي أن يبلغ العبد مراتب المراقبة والمشاهدة, وأن يتحقق قرب الله منه واطلاعه على سره وعلانيته والله يحب المحسنين.
- ومنها أن الساعة مما اختص الله بعلمه, فإذا غاب علمها عن أفضل رسل الله من الملائكة ومن البشر, جبريل عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فكيف ينطلي على مؤمن كذب من يدعي شيئا من العلم بأمرها.
- ومن فهم هذه المسألة علم ضلال من يحاولون تنزيل أحاديث أشراط الساعة والفتن على وقائع معينة, يبتغون بذلك علم ما حجب الله عن خيرة خلقه, فكل من زعم أنه يتوقع خروج الدجال بعد كذا وكذا, أو ذهاب ماء بحيرة طبرية, أو خروج المهدي, فهو متأل على الله جاهل بجلالة هذا الحديث الذي يقطع تلك الوساوس جميعها حين يقرر النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل."
- من رحمة الله بهذه الأمة أن بين لنا على لسان رسوله أمارات الساعة, لنستعد لها ولنثبت إذا رأينا شيئا منها. وهذا من خصائص أخبار الغيب في هذا الدين, فالمراد منها العمل والتوكل لا القعود والتواكل, والإستعداد لا العجز. فهو إيمان إيجابي فاعل مؤثر, لا إيمان سلبي خامل, كما توهم بعض المتصوفة فتركوا العمل وتوكلوا على سابقة القدر كما زعموا.
- من علامات الساعة التطاول في البينان وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم التي تحققت.
- لم يسأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن السائل رغم تضافر القرائن على أن له شأنا, ولعلهم تهيبوا من ذلك لشدة تعظيمهم لمقامه صلى الله عليه وسلم.
- كما يستفاد منه أيضا العادة النبوية الشريفة في سؤال أصحابه لغرض التعليم إذ قال لعمر: أتدري من السائل؟
- ويستفاد منه أدب الصحابة إذ كثيرا ما كانوا يقولون: الله ورسوله أعلم. ويتأكد هذا الأدب في حقنا. فنقول فيما خفي علينا علمه الله أعلم. فإن كان من أمر الشريعة فلا ضير في أن نقول: "الله ورسوله أعلم" حتى بعد مماته صلى الله عليه وسلم كما سمعت من فتوى بعض الشيوخ.
- ومن فوائد قوله صلى عليه وسلم: "هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم." أن هاته المسائل التي تضمنها الحديث هي قوام دين الإسلام: فالدين إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة وعمل لها.
- ومنها أيضا أن العالم قد يسأل عما يعلمه تعليما للسامعين أو تنشيطا لهم على المذاكرة والمدارسة.
- يدل على قدر هذا الحديث نزول جبريل على تلك الصفة العجيبة ليبين هذه المسائل العظيمة التي يجدر بكل مسلم فضلا عن طلبة العلم التفقه فيها.
- ويستفاد من هذا الحديث أن جبريل كان ينزل أحيانا في صورة بشر فيراه الصحابة.
- وفيه رد على جهلة المتصوفة الذين يزعمون أنهم يرون الملائكة يقظة, فلو كان هذا يحصل لغير الأنبياء فلأي معنى كان نزول جبريل في مجلس النبي مع أصحابه في صورة بشر؟

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-25-2011, 12:36 AM
زنقة زنقة يا شيخ هشام وحبة حبة قطعت جهيزة قول كل خطيب :)):

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-25-2011, 04:07 AM
من فوائد الحديث : أن جبريل عليه السلام وهو رسول ملكي ومحمد عليه السلام وهو رسول بشري وهما من أشرف خلق الله = إذا كانا لا يعرفان موعد الساعة فغيرهما من باب أولى ، ولهذا يظهر لنا كذب أؤلئك الدجالون الذي يتنبؤن بزوال الدنيا في وقت ما ويحددون لذلك الأوقات والأيام ويوهمون الناس بذلك وهم من شر خلق الله ....

إلى حب الله
06-25-2011, 11:00 AM
بارك الله في الأخ الحبيب متروي : وجزاه الله خيرا ًعلى هذه الفكرة الرائعة ..
(كانت لي فكرة سابقة مشابهه بعنوان : في رحاب حديث) ..
والتي من أكبر مزاياها هنا في المنتدى : عرض بعض جوانب حياة طلب
العلم كما عشناها نحن في رحاب المساجد وأمام المشائخ والعلماء :
ننهل من معينهم الصافي ..
وتحفنا الملائكة بأجنحتها : وتملأنا الراحة والسكينة ...
ووالله : إنها لواحة من واحات الشعور بالجنة في الدنيا : لا ولن يعرفها :
إلا الذي يُجربها ...


زنقة زنقة يا شيخ هشام وحبة حبة قطعت جهيزة قول كل خطيب :)):

أقول :
ربما أمسك المسلم عن سؤال العالم : مخافة الإثقال عليه أو جرح هيبته !
وكان الصحابة : يُعظمون ويوقرون النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ً:
لدرجة أنهم كانوا يتمنون لو جاء النبيَ أعرابيٌ : يسأله عن شيءٍ في الدين !
بل : وربما ذهبوا هم للأعرابي : يطلبون منه سؤال النبي عن كذا وكذا !!..
فقد جاء في سنن الترمذي (3742) : وعن موسى وعيسى ابني طلحة :
عن أبيهما طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال :

" أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل : سله
عمّن قضى نحبه : مَن هو ؟!!.. (يقصدون ما جاء في القرآن في ذكر الشهداء)
وكانوا لا يجترئون هم على مسألته (أي رسول الله) : يوقرونه ويهابونه !!..
فسأله الأعرابي : فأعرض عنه (أي رسول الله) .. ثم سأله : فأعرض عنه (وفي
رواية أنه أعرض عنه ثلاث مرات) .. ثم إني (أي طلحة) اطلعت من باب
المسجد : وعليّ ثيابٌ خضر .. فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أين السائل عمّن قضى نحبه ؟.. قال الأعرابي : أنا يا رسول الله .. قال (أي
عن طلحة بن عبيد الله) : هذا ممن قضى نحبه " ...
أخرجه الترمذي في باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه : وقال عنه
الألباني حسن ٌصحيح ..
وللعلم : ما زال في الحديث ما يمكن الإشارة إلى بعض فوائده ..

وفقكم الله إخواني ...
ومتابع لكم جزاكم ربي الجنة ..

متروي
06-25-2011, 05:24 PM
بارك الله فيكم على تفاعلكم و لكن لم يترك لنا هشام من فائدة زاده الله علما و فهما و فقها
بالنسبة لهذا الحديث فقد شرحه كثيرون لأهميته و فضله و قد خصه البعض بكتاب منهم الشيخ العثيمين رحمه الله .

و يمكننا ذكر الفوائد التي إستخرجناها في :

1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على حضور مجالس النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - حرص عمر رضي الله عنه على حفظ العلم, فقد أعطانا صورة متكاملة عما حدث ذلك اليوم, فوصف لنا الصفة التي جاء بها جبريل, وذكر كثيرا من تفاصيل تلك الواقعة العظيمة.
3 - من آداب طالب العلم حسن الأدب مع معلمه في جلوسه وسؤاله وفي كل أمره.
4 - ومنها أن يسأل شيخه عما تمس الحاجة إليه.
5 - يحسن بطالب العلم التأدب عند السؤال, فيقتصد ولا يطيل ولا يجاوز ما يتم به المقصود.
6 - من فوائد الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم إذ بين المسائل التي عليها مدار الإسلام بألفاظ قليلة يحفظها العامي ولا يستغني عنها العالم.
7 - ومنها أن اختصار الكلام لا يعني إهمال تخصيص أو تقييد يحتاجه المتعلم لفهم المسألة, فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وجوب جميع أركان الإسلام ثم قيد الحج بالإستطاعة.
8 - ومنها أن من أدب العلم تقسيم مسائله وترتيبها حسب حاجة المتعلمين, ولعل العلماء استنبطوا تقسيمهم للعلوم إلى أبواب ومسائل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم, كما قد يفهم من هذا الحديث العظيم.
9 - تعجب الصحابة من تصديق جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن استغرابهم من الهيئة التي دخل عليها يدل على أنهم فهموا أن للسائل شأنا, فتصديقه يوحي بأن لسؤاله غرضا آخر غير الإستفسار.
10 - يستفاد من الحديث أن الإسلام يشمل أعمال الجوارح وأعمال القلوب ويشمل الترقي في مراتب الإحسان مع ترقب الساعة والعمل لها.
11 - ويستفاد منه أن طالب العلم ينبغي له أن يسأل عن المهم فالأهم وأن يتعلم حسب منهج قويم يتدرج فيه من صغار العلم إلى كباره.
12- يستفاد من ترتيب أركان الإيمان فوائد منها أن الإيمان بالله أعظم تلك الأركان, وإنما تلاه الإيمان بالملائكة لأنهم الواسطة التي يبلغ الله بها رسالاته للناس, فهم رسله إلى النبيئين, ولما كانوا يبلغون كلمات ربهم, وجب على المؤمن أن يؤمن بكتب الله عز وجل, كما ينبغي عليه أن يؤمن بالرسل الذين أنزلت عليهم الكتب, ويؤمن باليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء والحساب, كما يجب عليه أن يؤمن بالقدر خيره وشره, ولا إيمان لمن كفر بشيء من ذلك.
13- ومن فوائد الحديث أن أعمال الإسلام التي هي أعمال الجوارح لا تنفع صاحبها حتى يحقق الإيمان بأركانه. لكن الإحسان يقتضي أن يبلغ العبد مراتب المراقبة والمشاهدة, وأن يتحقق قرب الله منه واطلاعه على سره وعلانيته والله يحب المحسنين.
14- ومنها أن الساعة مما اختص الله بعلمه, فإذا غاب علمها عن أفضل رسل الله من الملائكة ومن البشر, جبريل عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فكيف ينطلي على مؤمن كذب من يدعي شيئا من العلم بأمرها.
15- ومن فهم هذه المسألة علم ضلال من يحاولون تنزيل أحاديث أشراط الساعة والفتن على وقائع معينة, يبتغون بذلك علم ما حجب الله عن خيرة خلقه, فكل من زعم أنه يتوقع خروج الدجال بعد كذا وكذا, أو ذهاب ماء بحيرة طبرية, أو خروج المهدي, فهو متأل على الله جاهل بجلالة هذا الحديث الذي يقطع تلك الوساوس جميعها حين يقرر النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل."
16- من رحمة الله بهذه الأمة أن بين لنا على لسان رسوله أمارات الساعة, لنستعد لها ولنثبت إذا رأينا شيئا منها. وهذا من خصائص أخبار الغيب في هذا الدين, فالمراد منها العمل والتوكل لا القعود والتواكل, والإستعداد لا العجز. فهو إيمان إيجابي فاعل مؤثر, لا إيمان سلبي خامل, كما توهم بعض المتصوفة فتركوا العمل وتوكلوا على سابقة القدر كما زعموا.
17- من علامات الساعة التطاول في البينان وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم التي تحققت.
18- لم يسأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم عن السائل رغم تضافر القرائن على أن له شأنا, ولعلهم تهيبوا من ذلك لشدة تعظيمهم لمقامه صلى الله عليه وسلم.
19- كما يستفاد منه أيضا العادة النبوية الشريفة في سؤال أصحابه لغرض التعليم إذ قال لعمر: أتدري من السائل؟
20 - ويستفاد منه أدب الصحابة إذ كثيرا ما كانوا يقولون: الله ورسوله أعلم. ويتأكد هذا الأدب في حقنا. فنقول فيما خفي علينا علمه الله أعلم. فإن كان من أمر الشريعة فلا ضير في أن نقول: "الله ورسوله أعلم" حتى بعد مماته صلى الله عليه وسلم كما سمعت من فتوى بعض الشيوخ.
21- ومن فوائد قوله صلى عليه وسلم: "هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم." أن هاته المسائل التي تضمنها الحديث هي قوام دين الإسلام: فالدين إسلام وإيمان وإحسان وترقب للساعة وعمل لها.
22- ومنها أيضا أن العالم قد يسأل عما يعلمه تعليما للسامعين أو تنشيطا لهم على المذاكرة والمدارسة.
23- يدل على قدر هذا الحديث نزول جبريل على تلك الصفة العجيبة ليبين هذه المسائل العظيمة التي يجدر بكل مسلم فضلا عن طلبة العلم التفقه فيها.
24- ويستفاد من هذا الحديث أن جبريل كان ينزل أحيانا في صورة بشر فيراه الصحابة.
25- وفيه رد على جهلة المتصوفة الذين يزعمون أنهم يرون الملائكة يقظة, فلو كان هذا يحصل لغير الأنبياء فلأي معنى كان نزول جبريل في مجلس النبي مع أصحابه في صورة بشر؟
26- من فوائد الحديث : أن جبريل عليه السلام وهو رسول ملكي ومحمد عليه السلام وهو رسول بشري وهما من أشرف خلق الله إذا كانا لا يعرفان موعد الساعة فغيرهما من باب أولى ، ولهذا يظهر لنا كذب أؤلئك الدجالون الذي يتنبؤن بزوال الدنيا في وقت ما ويحددون لذلك الأوقات والأيام ويوهمون الناس بذلك وهم من شر خلق الله ....
27- ربما أمسك المسلم عن سؤال العالم : مخافة الإثقال عليه أو جرح هيبته ! وكان الصحابة : يُعظمون ويوقرون النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ً: لدرجة أنهم كانوا يتمنون لو جاء النبيَ أعرابيٌ : يسأله عن شيءٍ في الدين ! بل : وربما ذهبوا هم للأعرابي : يطلبون منه سؤال النبي عن كذا وكذا !!..

و مما أزيده من فوائد حسب رأيي
28 - عدم تقدم الصحابة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في الجواب و يستفاد منه عدم التقدم بين يدي العالم إذا كان في مناظرة أو مناقشة .
29 - تأدب الصحابة و عدم إفسادهم لمجلس العلم و إكتفاءهم بالسماع و إرجاء السؤال لوقت لاحق حتى لا تفوتهم شاردة ولا واردة.
30- ذكاء عمر بن الخطاب بما لاحظه على الرجل من نقاء الثياب و الشعر رغم غربته في بيئة صحراوية رملية .
31- حضور جبريل عليه السلام معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه و دليل زائد على صدقه فالرجل لم يره أحد من قبل ولا من بعد.
32- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وجلوسه على الأرض .

هشام بن الزبير
06-25-2011, 08:23 PM
بارك الله فيك أخي متروي وفي جميع إخواننا.
ائذن لي أن أقترح حديثا آخر للمدارسة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" صل صلاة مودع كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، و ايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا ، و إياك وما يعتذر منه"
هذا حديث اخترته لعظيم ما احتوى من الفوائد.
تخريج الحديث (موقع الدرر السنية):
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3776
خلاصة حكم المحدث: صحيح

متروي
06-26-2011, 08:43 PM
معك ومع الإخوة كل الإذن ..
من فوائد الحديث :
- الحث على تحسين الصلاة و تزيينها بالخشوع التام .
- الإشارة إلى مرتبة الإحسان في حديث جبريل التي هي أعلى المراتب بحيث لا يتحرك المسلم إلا و هو يعلم أن الله يراقبه فيخجل أن يراه الله حيث نهاه.
- و في الحديث حث على القناعة و الرضى بقسمة الله .
- و فيه أن القناعة هي الغنى الحقيقي .
- و فيه الحث بما عند الله فعدم الطمع في الناس يقابله الحث على الطمع فيما عند الله الذي له خزائن السموات و الأرض و هو المالك الوحيد لما عند الناس.
- و فيه قاعدة جليلة تساعد على إلتزام الطريق المستقيم و هي الإبتعاد عن مواضع الشبهات و عن مواضع الريبة فمن سار على بينة من ربه لم يحتج ان يعتذر او يشرح لأحد .

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
06-26-2011, 08:56 PM
وفي الحديث الحث على الأكل من عمل اليد والتعفف بها عن السؤال والتعرض للإعطاء ويؤيد هذا ما رواه أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لأن يحتطب أحدكم حُزمة على ظهره، خير له من أن يسأل أحداً، فيعطيه أو يمنعهُ")) متفق عليه.

أمةُ الله
07-03-2011, 01:39 PM
جزاكم الله خيرا
وجعلكم ممن يذكرون الله كثيرا
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
تخريج الحديث
رواه البخاري و مسلم .
س: هل نحن في هذا المجلس المبارك-إن شاء الله- ندخل في قوله تعالى :"وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم"؟
وهل نكون ممن قال فيهم -سبحانه- : هم الذين لا يشقى جليسهم؟
وما هي الفوائد التي يمكن استخراجها من هذا الحديث؟
بارك الله فيكم وبارك في علمكم وعملكم ونفع بكم.

أمةُ الله
07-23-2011, 11:33 PM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد

هشام بن الزبير
07-24-2011, 12:18 AM
بارك الله فيك,

من فوائد هذا الحديث:
1 الحث على إحسان العبد الظن بربه والإخبار أن الله عند ظن عبده به.
2 الحث على ذكر الله منفردا وفي جماعة, وفيه إشارة إلى تحري مجالسة أهل الفضل والخير.
3 الإخبار بأن من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه العلية ومن ذكر في ملإ ذكره الله في ملائكته.
4 بيان أن الله يتقرب من عبده أكثر مما يتقرب العبد إليه منا منه وفضلا وكرما.
5 بيان أن الله يجزل الثواب للعاملين.
6 الحديث يقرن العلم والعمل, فهو يخبر عن فضل الله وكرمه على العابدين ويدعوهم إلى التقرب والتزلف إليه.

ونسأل الله أن يهبنا في مذاكرتنا من فضله.

عَرَبِيّة
07-24-2011, 05:24 AM
بارك الله فيكم ونفع بكم ,


صل صلاة مودع كأنك تراه
1- أنّ تذكر الموت يفضي إلى إخلاص النوايا و إتقان عَمَل العبادة وفعلها على أتَم وأكمل وجه [ الإحسان ] .
2- للصلاة في الإسلام مكانة عظيمة كونها وسيلة إتصال مع الله خالق هذا الكون سبحانه وتعالى , وإفراد الصلاة في هذا الحديث دون غيرها من العبادات في الحث على إحسانها ماهو إلاّ تأكيد لتلك النصوص فالصلاة هي الفوز وهي الفلاح [ اللهم اجعلنا فيها من المحسنين فيها وفي الدين كله ] .
3- إنّ تذكر جزاء هذه الأعمال الصالحة يدفعنا إلى احسانها وإنّ أعظم جزاء هو رؤية الله سبحانه وتعالى وقوله ( ص ) : " كأنك تراه " فيه تذكير لنا بهذه النعمة العظيمة وشحذ الهمم لبلوغها أسأل الله أن العظيم الحي القيوم أن يتجاوز عنّا ويرحمنا , يقول الحق تبارك وتعالى { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ , إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } .


فإن كنت لا تراه فإنه يراك
فيه أنّ من لم يصل إلى مرتبة الإحسان فعليه أن يستشعر رؤية الله له ومراقبته إياه فإنما هي سبيلٌ إلى الإحسان .


و ايأس مما في أيدي الناس تعش غنيا
قال - صلوات ربي وسلامه عليه - " أيدي " , أظنها إشارة إلى السلع والمال , فإنما القناعة في هذه الأمور وليست البقاء على حال الجهل قناعةً , ولا البقاء على حال التكاسُل قناعةً , وفيه التحذير من [ تمنّي مافي أيدي الناس فيقع الحسد الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ] , فاليحذر المسلم أن يكون حَسَن العبادةِ حسوداً .!

مامعنى قوله ( ص ) " وإياك ومايتعذر منه " ؟



عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
سبحان الله العظيم الرحيم من لا يخيّب ظن عباده , سبحان الله العظيم الكريم من تفضل ويتفضل على عباده , سبحان الله العظيم الحكيم من علّمنا كيف نحيا به , سبحان الله العظيم العليم الذي يعرف أنفسنا الملولة الجهولة فجعل في وحيه ما يرفع الهِمّة وَيزيد العزيمة .. الحمد لله رب العالمين .

متروي
07-24-2011, 08:19 PM
س: هل نحن في هذا المجلس المبارك-إن شاء الله- ندخل في قوله تعالى :"وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم"؟
نعم هذا المنتدى من مجالس العلم التي تحضرها الملائكة إن شاء الله و تنقل كل كلمة خير فيه .

و من فوائد الحديث الدلالة على عظيم كرم الله عز وجل فبمجرد نية المؤمن يفتح الله له أبواب الخير و كلما زاد المؤمن في عمله تضاعفت رحمة الله عليه و الله أشد فرحا بتوبة المؤمن من فرحة الناجي من الهلاك بنجاته .

و هذا حديث أخر :
إن ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ، بدا لله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، قد قذرني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، فأعطي لونا حسنا ، وجلدا حسنا ، فقال : أي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل - أو قال البقر ، هو شك في ذلك : أن الأبرص والأقرع : قال أحدهما الإبل ، وقال الآخر البقر - فأعطي ناقة عشراء ، فقال : يبارك لك فيها . وأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا ، قد قذرني الناس ، قال : فمسحه فذهب ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، قال : فأعطاه بقرة حاملا ، وقال يبارك لك فيها . وأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : يرد الله إلي بصري ، فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم ، فأعطاه شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من إبل ، ولهذا واد من بقر ، ولهذا واد من غنم ، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين ، تقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتبلغ عليه في سفري . فقال له : إن الحقوق كثيرة ، فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : لقد ورثت لكابر عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل ، وتقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله بصري ، وفقيرا فقد أغناني ، فخذ ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3464
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أمةُ الله
07-27-2011, 08:36 AM
الأخ الفاضل هشام بن الزبير
الأخت الفاضلة عربية
الأخ الفاضل متروي
جزاكم الله خيرا ، وبارك فيكم ونفع بكم.
وجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.