المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شموليَّةُ الإسلام بين جهل العدو والصديق!



وجيه البدرخاني
10-20-2005, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فطر عباده على حب الخير والنفع لأنفسهم فمن كفر بعد ذلك وخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها وخالف أمر الله له فلا جرم أن يناله العقاب الأليم.
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة وشفاءً لا نقمة وشقاءً ابتعثه الله عز وجل للناس كافة أبيضهم وأسودهم عربهم وعجمهم ثم أَمَدَّه العزيز الحكيم بكتابٍ قويم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وبعد:
فإني أشكر لهذا المنتدى الموقر إدارةً ومشرفين وأعضاءً على إتاحة الفرصة لي في مثل هذا الموقع الجميل للكلام عن ديننا العظيم .. دين الإسلام الذي أراده الله عز وجل لكل البشر.. وجعله دينًا لكافة الرسل من لدن آدم أبي البشر وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.

مع رجاء أن لا أساهم في تغريب لغتنا العربية.. أو التنصل منها .. فهي لغة الإسلام وبها نزل الكتاب.. ولذا سأجتهد جهدي وطاقتي في تشكيل المشكل من كلماتي العليلة .. مع لزوم ما يمكنني ويصل إليه علمي من علامات توضيحية (كشفية) تكشف عن معاني السياق .. أسماها سادتنا اللغويون ((علامات الترقيم)).
وأرجو لو رجعنا جميعًا إلى مثل هذا .. اعتزازًا بلغتنا .. خاصة وقيمة كل أمة في لغتها.

ثم إنه قد وقع اختياري على البدء هنا بلفت الانتباه إلى الخلل الجسيم الواقع في رؤية العدو والصديق للإسلام العظيم .. رؤية جزئية قائمة على قِصَر النظر .. وضيق الأُفُق.

الإسلام أيها السادة دينٌ رحبٌ واسعٌ فسيحٌ يشمل كافة ما يصل إليه عقلٌ من قواعد المصالح ودوافع المضار غير أنه دين شموليّ يتسم بسمة التراكبية إن جاز لنا التعبير.

وصِفَةُ التَّرَاكُبيَّة التي نقصدها هي هي التي يُعَبِّر عنها الفقهاء والمنظِّرين لقواعد الإسلام بالشموليَّة.. ويستدلون لها بدلائل لا حصر لها، قرآنًا وسنةً .. تدل صراحة على ما يذكرونه ويصفون الإسلام به من الشموليَّة.

وهذه السمة الشموليَّة هي التي وقفت حجرًا منيعًا .. في وجه كثيرين من ممن تصدوا للكلام على الإسلام .. فأصابتهم بخيبة أملٍ ودحرتهم وأحرجتهم في نتائجهم وأقوالهم .. لأنها قد أظهرت عوارهم وقِصَر نظرهم الذي أشرتُ إليه من قبلُ.

لاشك أنه لابد من ضربِ أمثلةٍ وإطالةٍ في شرحٍ عند الحديث عن قضيةٍ كهذه التي نحن بصددها .. فليكن هذا بعون الله عز وجل وحوله وقوتِه .. والرجاء في الله عز وجل أن يوفق لوضع بعض ما يَمُنّ الله عز وجل به .. في هذا اليوم أو غدًا إن شاء الله عز وجل قبل إغلاق المنتدى حسبما يظهر لي الآن في الإعلان الكائن بأعلى صفحة المنتدى عن إغلاقه في العشر الأواخر من رمضان .. وهو شيءٌ جميلٌ وعظيمٌ أسعدتني رؤيته.

فإن لم يوفق الله لنا ذلك الآن فليكن عند افتتاح المنتدى بعد العشر الأواخر بحول الله وقوتهِ.

سلامٌ على أولئك المسلمين الخاشعين الخاضعين لربهم سلامٌ على الذين آمنوا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.
سلامٌ عليهم ورحمة الله وبركاته.
وجيه البدرخاني.