المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال اقتنع أو العذاب دعوة للنفاق؟ ما ذنب غير المقتنع بالاسلام؟



unsettled
07-03-2011, 11:58 PM
من أكثر الأمور التي لا أستطيع تقبلها في الدين ومن الأسباب التي دعتني ان اتركه حقا هو فكرة اعتبار عدم الاقتناع جريمة أو خطيئة..

بشكل عام الأمور الواضحة حقا والتي فعلا تقدم ادلة بينة وحقيقية لا تجد اكثر من 80% غير مقتنع بها ولا تجد أساسا اشخاص تناظر لأجلها الا فيما ندر!

نحن هنا أمام فكرة لا يقتنع بها أكثر أهل الأرض هذا لو دل على شيء انما يدل على ضعف الأدلة بطبيعة الحال لكني لم أفتح هذا الشريط لأناقش صحة أدلة الاسلام من عدمها

أتحدث هنا عن غير المقتنع.. أكثر من ثلاثة أرباع الأرض .. هل يمكن اعتبار عدم الاقتناع بالاسلام خطيئة بأي شكل من الاشكال؟

وهل يمكن اعتبار هذا سلوك خاطئ .. أم انه مجرد موقف فكري , لماذا يُعاقب شخص على اعتقاد شيء يعتقد انه صحيح؟

أمر غير منطقي اطلاقا أن يُعذب شخص أو حتى يلام لأنه يجد فكرة ما غير مقنعة! حتى من خلال النصوص القرانية هناك ما اراه محاولة للخروج من هذا الإشكال فتجد كثير ايات تحاول تصوير المشركين انهم مكابرين أو معاندين واليهود يعلموا انه رسول ومقتنعين فيه لكن يكتموا الحق وهكذا..

لكن الان وحتى سابقا مثل هذا الكلام غير منطقي بتاتا برأيي فلا يعقل بأي شكل من الأشكال ان هذه الاغلبية الساحقة من البشر مكابرين وكاتمين حق وما الى ذلك

بمعنى اخر انت عندما تحاول اجبار شخص ان يقتنع بفكرة هو غير مقتنع بها ولا يجدها مقنعة كأنك تطلب منه أن ينافق والا العذاب

بالتالي ما ذنب غير المقتنع حقاً بالاسلام؟ بحكم انه بطبيعة الحال يعتقد انه على حق.. لماذا تعد خطيئة؟ رغم انها برأيي ليست سلوك خاطئ انما هو شيء لا يستطيع العقل ان يقبله وهذه برأيي ليست خطيئة ليعذب الله او يلوم احد عليها..

أبو القـاسم
07-04-2011, 12:05 AM
لا وجود لشيء اسمه غير مقتنع..هذا وهم عندك مبني على جهل بالإسلام..فالحجة بالغة والبراهين قائمة ..لكنه يتطلب قلبا متجردا باحثا عن الحق..مسألة الإيمان ليس مبناها على برهان عقلي فحسب..لابد أن تعتني بقلبك ..وتطهره من عوادي الآفات ..فما أكثر من يعترف بصحة الإسلام ويأبى دخوله (انظر موضوع قالوا عن الإسلام)أما المتكبرون والمعرضون عن العلم وعن الجدية ,فهذا لايسمى غير مقتنع ومما يقرب لك الصورة :جرب شاهد أي مناظرة بين ديدات وأي قسيس..فستدرك بنفسك كيف يقيم عليه الشيخ الحجة ثم يبقى مصرا على رأيه زاعما أنه غير مقتنع..وقس عليه آلاف الأمثلة ..

أبو القـاسم
07-04-2011, 12:09 AM
وانظر هنا لتفهم ما أعنيه بالقلب..
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=31410

أبو القـاسم
07-04-2011, 12:28 AM
وهذا موضوع قالوا عن الإسلام
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=28466

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
07-04-2011, 12:29 AM
دعك من البشرية وقضية اقتناعهم ، وأعطنا بعضاً من قناعاتك أنت هل تشعر أن الحجة والتي قال الله عنها (( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) قائمة عليك ؟؟؟
ثم إن هؤلاء الذين تتكلم عنهم لست بأفضل منهم حالاً ، فهم إما أن يكونوا جهلة لا يدرون ما الكتاب وما الإيمان فلهم شأن آخر ، وإما أن يكونون في مثل مستواك شعرة بشعرة أو أقل منك أو أعلم ولكن أعند وأعتى ، فالحال هنا أنك تتكلم وكأنك أعلم منهم مشفق عليهم وهذا غير صحيح

إلى حب الله
07-04-2011, 12:30 AM
الزميل غير مستقر .....

1...
عندما يوجد طريقتين لفعل شيءٍ ما (كالحصول على المال مثلا ًللعيش) :
طريقة حلال (وهي الكد والعمل) .. وطريقة حرام (وهي الغش والسرقة) :
ألا ترى معي أن الذي يترك الكد والعمل (غير مقتنعا ًبهما) : ويلجأ للغش والسرقة
(وهو مقتنع ٌبهما) : ألا ترى معي أن ذلك يعيبه ؟!!!..
والشاهد ...
أن هناك طريقتين في الحياة لا ثالث لهما : وقد أيقن الإنسان أنه مخلوقٌ من قبل خالق :
الطريقة الأولى أن يحيى الإنسان على مراد هذا الخالق منه (فليس هناك صنعة بلا غرض)
والطريقة الثانية ألا يهتم الإنسان بما أراده الخالق من خلقه وإيجاده من العدم !!!!!!....
فالطريقة الأولى هي الصواب وهي العقل والمنطق والحق ...
والطريقة الثانية هي طريقة المكابرين والمعاندين وأهل الهوى والباطل والزيغ والتخفف
من أوامر الله ونواهيه ..
وعليه ..
فيُعاب من اختار الطريقة الثانية على الأولى ...
ليس من باب أننا أجبرناه فلم يستجب ولكن :
من باب أنه قد ترك الصواب إلى غيره ..

2...
وأما النفاق الذي تدعي زميلي أن الدعوة إلى الدخول في الإسلام : تدفع إليه :
فالحق غير ذلك والله !!!..
بل هو من أكبر المقت عند الله : أن يقول الإنسان ما لا يفعل !!!..
" كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ : تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " !!!...
ومن هنا كان المنافق في دين الإسلام : أكبر خطرا ًمن المجاهر بكفره ورفضه للإسلام !
ولذلك كان المنافقين في الدرك الأسفل من النار كما أخبر الله عز وجل !!!..

3...
ومن هنا ...
فالإسلام زميلي أعز وأعلى من أن يبكي على أحدٍ لم يُسلم !!!..
بل الذي لم يُسلم : هو الذي يبكي على الإسلام : بل وسيبكي أكثر بعد الموت !!!!....
وعليه :
فأسألك زميلي :
لماذا أنت هنا في منتدانا منتدى التوحيد ؟!!!..
بل :
وما دمت ((( مقتنعا ً))) بما أنت عليه من ((( اللا أدرية ))) و ((( عدم الاستقرار ))) :
فلماذا تنتقد الإسلام الذي يخرج به ((( اللا أدريون ))) إلى ((( الأدرية ))) !!!!!!!!!..
ويخرج به ((( الغير مستقرون ))) إلى الاستقرار ؟!!!!..

وهذا للعلم :: من اعترافات كل الذين أسلموا بأنفسهم !!!!!!!!...
وللعلم أيضا ً: هم كثيرٌ وليس بالقلة التي قد يوحي بها كلامك بل : والإسلام مُصنفٌ عالميا ً
منذ عهود بأنه أسرع الديانات انتشارا ًفي العالم !!!!!...
رغم أننا زميلي : لا قوة لنا ولا شوكة كما ترى !!!..
فكيف أزعجناك في كل ما قلته : اللهم إلا إذا كانت دعوة الإسلام تضعك أمام حقيقةٍ تكره
أن تراها في نفسك !!!..

والله الهادي ...

عَرَبِيّة
07-04-2011, 12:55 AM
من أكثر الأمور التي لا أستطيع تقبلها في الدين ومن الأسباب التي دعتني ان اتركه حقا هو فكرة اعتبار عدم الاقتناع جريمة أو خطيئة..
- هل عدم الإقناع سبب كافٍ لتجاوز القانون وتعدّيه ؟!
- هل عدم الإقتناع سبب كافٍ لتحليل سَرِقَة أو تحريم بَيْع ؟!
- هل نحتاج من يضع لنا لائحة ( المُقْنِع ) وَ ( الغير مُقْنِع ) ؟
- وإن كنّـا نحتاج فمن هو هذا ؟ وكيف نعرفه أو بمعنى آخر ماهي صفاته ؟
- وإن كنّـا لا نحتاج فمتى نتفق على قوانين ( مُقْنِعَة ) تسير بها شؤون الحياة , بدون إعتراض من ( الغير مُقْتَنِعِين ) ؟!
- وفي حالة معاقبة ( الغير مُقْتَنِعِين ) هل سيشفع لهم ( عدم اقتناعهم ) أمام القضاء أم أنّهم { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } ؟!

علماً بأنّ تحديد الإقتناع لا يكون إلاّ : بعد الإطلاّع والعِلم بالشيء ودراسته من كافة جوانبه دون لبس أو خداع أو تشويه أي : معرفته معرفة حقّة في صورته الحقيقية , نقول [ الحكم على الشيء فرع من تصوره ] .!

mohamed77
07-04-2011, 01:11 AM
بارك الله فيكم

اجابات مقنعه

عبدالرحمن الحنبلي
07-04-2011, 01:24 AM
جرب شاهد أي مناظرة بين ديدات وأي قسيس..فستدرك بنفسك كيف يقيم عليه الشيخ الحجة ثم يبقى مصرا على رأيه زاعما أنه غير مقتنع


مثال رائع ....بروعة كاتبه




عندما يوجد طريقتين لفعل شيءٍ ما (كالحصول على المال مثلا ًللعيش) :
طريقة حلال (وهي الكد والعمل) .. وطريقة حرام (وهي الغش والسرقة) :
ألا ترى معي أن الذي يترك الكد والعمل (غير مقتنعا ًبهما) : ويلجأ للغش والسرقة
(وهو مقتنع ٌبهما) : ألا ترى معي أن ذلك يعيبه ؟!!!

مثال آخر رائع ....جزاكم الله خيرا

عبدالرحمن الحنبلي
07-04-2011, 01:32 AM
أنت هل تعتقد أن الاسلام هو الدين الصحيح ؟؟؟؟


أرجو الاجابه بنعم ام لا

حسن المرسى
07-04-2011, 01:34 AM
بل إن ملك الملوك .. وخالق الإنسان .. والعارف به وبخفايا نفسه البشرية ..
من يعلم السر ... وما هو أخفى من السر ...
قال (( ولا يظلم ربك أحداً ))
وإنما يكون الضلال .. وعدم الإقتناع .. بسبب رد الحق بعد إستبانته أول مرة ..
فمن رد الحق .. ولو لمرة واحدة ... يصير قلبه إلى نكرانه ..
قال الملك :
ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون .. ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ...

هشام بن الزبير
07-04-2011, 01:49 AM
هناك مغالطة يتعمدها الملحد ليبرر إلحاده, وهي نفس ما ذكره صاحب الموضوع..
فهو لم يقتنع, فماذا يصنع؟ هل ينافق؟ هو لا يريد أن يكون منافقا, إذن فلا مناص له من الإلحاد...
لكن, لماذا يعتبر الإسلام كفره جريمة تستحق العقاب؟
لننظر في المثال التالي:
التدخين يقتل الملايين في العالم, التدخين من أكبر أسباب السرطان, وفي الدول الغربية صارت علب السجائر
تحمل صورا مقززة لمرضى السرطان ولرئات متفحمة, مع عبارات تحذير من نفس المصير..
لكن هل توقف الناس عن شراء الدخان؟
أنت تعرف الجواب أيها الزميل, لكن لماذا تجد نفس الطبيب الذي يعالج مرضى الدخان.. يدخن؟ غريب
أليس مقتنعا, أليست القضية واضحة, أليس عالما بتفاصيل المسألة؟
بلى, إذن ما المشكلة؟ المشكلة كما تعلم أيها الزميل أن الإنسان لا يكفيه أن يقتنع بالشيء أو يراه حقا أو باطلا,
لأن الإنسان قد يتبع هواه, فيكون كمن قال الله فيهم: (وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا)
هل ترى حولك مثل هؤلاء المنتكسة فطرتهم؟ ينغمسون في الشر ويهربون من الخير وهم يعلمون.
اقرأ إذن الآية بتمامها: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) الأعراف: 146
ألا ترى أن هذا عين العدل؟

عبدالرحمن الحنبلي
07-04-2011, 02:12 AM
وأيضا مثال الدخان....مثال رائع

أسال الله ان يهدي حيارى المسلمين

صلاح الدين
07-04-2011, 04:47 PM
السلام عليكم




1...
عندما يوجد طريقتين لفعل شيءٍ ما (كالحصول على المال مثلا ًللعيش) :
طريقة حلال (وهي الكد والعمل) .. وطريقة حرام (وهي الغش والسرقة) :
ألا ترى معي أن الذي يترك الكد والعمل (غير مقتنعا ًبهما) : ويلجأ للغش والسرقة
(وهو مقتنع ٌبهما) : ألا ترى معي أن ذلك يعيبه ؟!!!..
والشاهد ...
أن هناك طريقتين في الحياة لا ثالث لهما : وقد أيقن الإنسان أنه مخلوقٌ من قبل خالق :
الطريقة الأولى أن يحيى الإنسان على مراد هذا الخالق منه (فليس هناك صنعة بلا غرض)
والطريقة الثانية ألا يهتم الإنسان بما أراده الخالق من خلقه وإيجاده من العدم !!!!!!....
فالطريقة الأولى هي الصواب وهي العقل والمنطق والحق ...
والطريقة الثانية هي طريقة المكابرين والمعاندين وأهل الهوى والباطل والزيغ والتخفف
من أوامر الله ونواهيه ..
وعليه ..
فيُعاب من اختار الطريقة الثانية على الأولى ...
ليس من باب أننا أجبرناه فلم يستجب ولكن :
من باب أنه قد ترك الصواب إلى غيره ..


بداية ليس هناك طريقتان فقط في كل شيء: فهناك طريقة واحدة وهناك طريقتان وهناك ثلاث وأربع... الأمر يتوقف على من يحدد تلك الطرق أو الوسائل.

ونبدأ بمثالك عن الحصول على المال: فهناك كما قلت الكد والعمل وهناك السرقة والنصب وهناك أن لا تفعل شيئا ويصلك المال. وكمثال على الأخير الإرث أن تكون عائلتك غنية...
ثانيا: لكل طريقة تفاصيل، أسباب ونتائج وعلى حسب تلك التفاصيل والأسباب والنتائج: يحسم كل حَكَمِ بالصواب أو الخطأ.
فمثلا هناك من يعمل ولكن ليس بكد، وهناك من يسرق ولكن لظروف قهرية، وهناك من تأتيه (من السماء)...

فهل يٌعقل أن نعاقب ابن غني أو وارثا لأنه يصرف من أموال أبيه أو ما ورثه ولا يتعب في الحصول عليها؟؟



الطريقة الأولى أن يحيى الإنسان على مراد هذا الخالق منه (فليس هناك صنعة بلا غرض)
والطريقة الثانية ألا يهتم الإنسان بما أراده الخالق من خلقه وإيجاده من العدم !!!!!!....
فالطريقة الأولى هي الصواب وهي العقل والمنطق والحق ...
والطريقة الثانية هي طريقة المكابرين والمعاندين وأهل الهوى والباطل والزيغ والتخفف
من أوامر الله ونواهيه ..


نفس ما ذكرت أعلاه ينطبق على تحديدك لطريقتيَ الحياة:
بداية أنت حسمت الأمر مباشرة وحددت أن: الإنسان أيقن أنه مخلوقٌ من قبل خالق وقررت أن هذا الخالق هو الله (حسب وجهة النظر القرآنية) بينما ليس هناك دلائل على ذلك ولن يكون في الحياة لأن مسألة الدين كلهم مبنية على الإيمان (لا أدري لماذا مازال الجميع يتناقش حول أمر محسوم من قبل القرآن أنه إيماني ومحسوم بعدم قدرة العلم حتى الآن على نفيه أو اثباته).
ثانيا: إذا اتفقنا معك على هذا الحسم والتحديد المسبقين وأن هناك طريقتين في هذه الحالة وهما الحياة على إرادة الخالق أو الحياة عكسها.
فسأقول لك أن هذا أيضا غير صحيح لأنه هناك رمادي وألوان طيب وأشعة غير مرئية للعين المجرد... وهذا يعني أن الحياة يمكن أن تعاش بأي شكل يريده الإنسان طالما أعطاه الله القدرة على الاختيار.

وهنا نعود إلى هل الخالق موجود؟ (الخالق كفكرة وليس الخالق الموصوف في القرآن)
لا يمكن الإجابة بحسم فكما سبق وذكرت المسألة إيمانية بحتة ولا علاقة لها بالدلائل الفيزيائية التي يقتنع بها العقل بل هناك فقط دلائل حسية يلزمها الإيمان ليقتنع بها العقل.
فأي تطبيق للمحصلات العلمية نصل في النهاية إلى طريق لا نهائي (من صنع الدراجة؟ الإنسان، ومن صنع الإنسان؟ الخالق، حسنا ومن صنع الخالق؟...)
وقد يقول البعض لا انتظر الخالق لا يصنعه شيء فهو الخالق فله صفات الكمال...!!!
لكن لماذا يفترض الجميع أن الخالق لديه صفات الكمال؟
السبب بسيط لأنه في العقلية السائدة لدى الفكر البشري يجب أن نتوقف عند حد ما، معظم العلماء والمفكرين والفلاسفة لا يهضمون فكرة اللانهائية رغم أنها تواجههم كثيرا وذلك ليس لعنادهم أو ما شابه ولكن بسبب تجارب سابقة مع معضلات علمية سابقة كان يمكن أن تنتهي بقبلوها عند اللانهائية ولكن تبين فيما بعد أن هناك المزيد.

لماذا يجب أن يكون خالق الكون هو الخالق (هو الخالق على الطريقة القرآنية)؟

لما لا يكون يكون صانع البشر هو مجرد كائن آخر مازال يبحث هو الآخر من صانعه وعن سبب وجوده؟

لماذا يجب أن يكون هناك صانع أصلا لكل شيء؟

لماذا يجب أن أعبد هذا الخالق سواء كان موجودا أم لا وأيا كانت ماهيته؟

وهنا نعود للموضوع الرئيسي:
هناك طريقة ثالثة في الحياة وهي أن تحيا حسب ما تعتقد أنه صحيح، ودون أن يكون هناك عقاب إلهي وهذا هو ما يريد أن يصل إليه كاتب الموضوع بشكل أو بآخر.

mohamed77
07-04-2011, 04:56 PM
فأي تطبيق للمحصلات العلمية نصل في النهاية إلى طريق لا نهائي (من صنع الدراجة؟ الإنسان، ومن صنع الإنسان؟ الخالق، حسنا ومن صنع الخالق؟...)

ومن هذا نستنتج انه لابد من وجود شئ ازلى لم يصنعه احد كانت منه البدايه و الا ما يوجد الان لن يوجد

و انتظر من الاخوه البيان لى كيف نعرف ان الشئ الذى كانت منه البدايه عاقل و واحد فقط ؟؟

صلاح الدين
07-04-2011, 05:03 PM
ومن هذا نستنتج انه لابد من وجود شئ ازلى لم يصنعه احد كانت منه البدايه و الا ما يوجد الان لن يوجد

و انتظر من الاخوه البيان لى كيف نعرف ان الشئ الذى كانت منه البدايه عاقل و واحد فقط ؟؟

لا نستنتج ذلك، فليس بالضرورة أن يوجد شيء أزلي لم يصنعه أحد وحتى لو فرضنا وجوده فليس بالضرورة أن يكون هو نفسه الموصوف في القرآن الكريم وليس بالضرورة أنه باق حتى الآن، من وجهة نظري لا يمكن الجزم بهذه الأمور.

mohamed77
07-04-2011, 05:06 PM
لا نستنتج ذلك، فليس بالضرورة أن يوجد شيء أزلي لم يصنعه أحد

بل هذا ضرورى شئت ام ابيت لانه ان لم يبدا احد السلسله لن تبدا ! ,, سنظل الى ما لا نهايه لا نعرف من بدا و من اول واحد و نظل نسير الى ما لا نهايه نبحث عن البدايه بالتالى لن توجد البدايه و بالتالى لن يوجد ما نحن فيه الان

اى شئ تقول انه لا مسبب له و موجود بدون ان يسببه شئ من قريب او من بعيد فممكن اعتباره ازلى

ولا يمكن القول ان الشئ جاء من العدم لان العدم لا شئ فكيف يخرج شئ

إلى حب الله
07-04-2011, 05:54 PM
نفس الحكاية زميلي .......
أنتم متخصصون في ((( تفريع ))) الحديث فيما لا يفيد !!!..
يعني ببساطة : لو تخيلنا واحد بيسأل والده :
السرقة حرام ولا حلال ؟!!.. صح أم خطأ ؟!!.. أعملها ولا ماعملهاش ؟!!..
فالأب الإنسان السوي هايجاوب ابنه بإجابة واحدة : السرقة حرام وخطأ وماتعملهاش ..
وحتى لو حب يزود في الكلام بالتفريع (زي ما يقولو مثلا ًممكن تسرق من الغني لو اضطرتك
الظروف وكنت هاتموت .. إلخ إلخ إلخ) : فهل ده يلغي الإجابة الأولى (( الأصل )) اللي اعتمد
عليه السؤال وهو إن السرقة : حرام وخطأ وما تعملهاش !!..

أهو انت زميلي صلاح اللا دين : حاولت تعمل كده : بس احنا كشفناك ............... :)):
يعني مهما تحاول تعطي تفريعات : هل ده هيأثر على قطبي المسألة الأساسية الصواب والخطأ :
والمقبول واللا مقبول ؟!!..
هل تفريعات الألوان عن الأبيض والإسود : هاتلغي حاجه اسمها أبيض وهاتلغي حاجه اسمها أسود ؟!

حاول مرة تانية زميلي ..................:o:

أما الغريب فعلا ً: فهو إن إنت وصاحب الموضوع : كلاكما تحدث وكأنه في انسجام تام مع النفس
وأنه قد وجد ضالته في الحياة بالفعل وقد رست سفنه عليها :



هناك طريقة ثالثة في الحياة وهي أن تحيا حسب ما تعتقد أنه صحيح، ودون أن يكون هناك عقاب إلهي
وهذا هو ما يريد أن يصل إليه كاتب الموضوع بشكل أو بآخر.

في حين أن كلاكما .....................>>>> ((( لا أدري ))) !!!..
يعني حتى ليس ملحدا ً!!!!..
وها أنت معلوماتك تدل على التسجيل في المنتدى منذ 2006 : ولم نجد لك حتى ذلك الموضوع إلا
12 مشاركة !!.. يعني 12 مشاركة في 5 سنوات ما شاء الله !!..
أين رأيك وكلمتك زميلي ؟؟؟؟؟...
أين هدايتك الناس إلى الطريقة (( الثالثة )) التي تــُعلن لنا عنها ؟!!!..
نحن ننتظر ...............

أما آخر تعليق لي على كلامك فهو :

أنه مع أن الإيمان في الإسلام : يعتمد كله على تصديق الغيب الغير محسوس (كالإيمان بالله والملائكة
والجنة والنار) : إلا أنك لم تلتفت لشيءٍ هام ٍجدا ً!!!..
ألا وهو :
أن الله تعالى لما خلق المكان (أي المجرات والكواكب والسماوات) : ونتج عنه الزمان (لأن الزمن
الذي نعرفه ما هو إلا ناتج عن المكان - دورة الشمس - دورة الأرض - دورة القمر .. إلخ) ...
وخلق لهذا الكون قوانين منطقية تحكمه : لا تقل في وضوحها عن القوانين العلمية ................
فعندما تسأل أي بدوي بسيط أو إنسان غاب بدائي حتى : ماذا تساوي 1 + 1 سيُجاوبك بكل
بساطة : = 2 !!!!..
وحتى لما تقوله : قتل الغير بدون سبب : والاغتصاب : والسرقة : والخيانة أيه : يقولك خطأ !!..

فهذه هي القوانين المنطقية التي أودعها الله تعالى هذا الكون : وتتحطم عليها كل نظريات الإلحاد :
إلا دين الله تعالى الحق !!..
والذي يقوم على أ ُسس منطقية أولا ًكما سترى .......

فنظريات الإلحاد تارة تنسب الخلق للصدفة : وقد علم العقلاء أن الصدفة العشوائية لا تفهم :
وتعجز عن عمل مقعد صغير (فأين ستتركب قطعُه ؟ ولماذا كل قطعة في مكانها وكل مسمار إلخ) ..

وأيضا ًنظريات التطور : يجب أن تعترف أن الذي يتطور : أي : يتحسن : والسؤال : مَن الذي
قضى بأن الحال الأول كان سيء : ثم أراد أن يُحسنه في كذا وكذا ؟!!.. والسؤال الثاني :
إذا كان الإنسان (أو أي كائن حي) : لا يتحكم في جسده وجيناته وإلا : لكان الإنسان ممكن
يشد حيله شويه : فيبقى إنسان بيطير ؟!!.. أو يشد حيله شويه : فيبقى بيتنفس تحت الماء ؟!!..
والشاهد :
أن التطور لازم يكون حد فكر فيه الأول : وبعدين صمم الفروقات اللي الكائن هايحتاجها :
وأخيرا ً: يكون عنده القدرة على تغيير الجينات بما يتوافق مع هذه التغييرات المرجوة !!!!!!....
فمَن الذي فعل كل هذا زميلي ؟!!!..
أهي الطفرة العمياء التي هي إحدى صور العشوائية ؟؟!!!...

هل هذه هي الإجابات (المقنعة) التي تحملها لك طريقتك في الحياة زميلي صلاح اللا دين ؟!!!..

ومن هنا :
فالإيمان في الإسلام بقدر ما هو قائم على التصديق بغيبيات :
إلا أن ذلك الإيمان لم يقم أصلا ًإلا على الأساسات القوية أولا ًوهي : الأدلة المنطقية على وجود
الله تعالى ..........!
فكل مسلم عاقل يحترم عقله وتفكيره : قد بنى إيمانه أولا ًعلى منطقيات كثيرة (وهي التي لفت
الله تعالى لنا نظرنا إليها في القرآن أن نتدبر فيها في كونه ومخلوقاته وكمال شرعه وإخباره عن الغيب) :
فعرف أن الله حق .. فوضع بذلك أساسات الإيمان :
ثم سهـُل عليه بعد ذلك بناء أدوار الإيمان بكل الغيب الذي جاء به الإسلام !!!..

فماذا في هذا ؟!!..
ألا ترى أن ذلك أفضل ممَن يخدع نفسه بالقصص الوهمية وأفلام الخيال العلمي الأمريكية الإلحادية
فيخرج علينا بالحل الألمعي أن الذي خلقنا : هو نفسه مخلوق ؟!!..
وأنه يبحث هو الآخر عن الذي خلقه !!!!..
<< ولا أعرف والله : وما غرضه من خلقنا من وجهة نظرك ؟!!.. وهل هو يبحث الآن عمّن
خلقه : أم نراه يخلق لنا في كل يوم الجديد ؟!!.. >> ..

ألاف الأسئلة التي يفتحها الكفر والإلحاد على نفسه (( بلا إجابة )) فقط لأنه :
يرفض الاعتراف بكل بساطة ومنطقية ان الذي خلقني : هو الله ..
وأن دين الإسلام : هو الدين الحق ..
وأن رسول الإسلام : هو الرسول الخاتم !!..

وهكذا سيبقى أحدكم يُعاني طول الدهر : إلا أن يعقل ويُؤمن بالإسلام ..
أو يشقى ويموت على كفره ..

وأرجو أن تتعرف زميلي على الإسلام ونبيه أكثر : ويا حبذا لو تبحث عن مواضيعي في
قسم الحوار عن الإسلام ..
حوار مع مسلم - آراء غير المسلمين في النبي محمد والإسلام - البشارات بالنبي محمد ..

هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ...

إسحاق
07-04-2011, 10:49 PM
وهنا نعود إلى هل الخالق موجود؟ (الخالق كفكرة وليس الخالق الموصوف في القرآن)

لا يمكن الإجابة بحسم فكما سبق وذكرت المسألة إيمانية بحتة ولا علاقة لها بالدلائل الفيزيائية التي يقتنع بها العقل بل هناك فقط دلائل حسية يلزمها الإيمان ليقتنع بها العقل.
.

يالاأدري
تقول لا يوجد دلائل فيزيائية في تثبت وجود الإلاه

تقول باستخدام العقل .... من الذي اوجد لك عقلك الموهوب هذه الخلقة العظيمة التي بها تميز الإنسان في الكون وهلا تاملت في إبداع المبدع الذي وهبك عقلك


ماتقوله باطل فالكون ملي بالبلايين من الأنظمة الفيزيائية والكيميائية في شتى الموجودات وتتمع بثوتها لاتتغير ذات قصد مسبق
وقوانين ثابتة وبها يستمر الوجود
فتأمل فقط في جسدك تأمل في عينك تامل في عدسات وتراكيب عينك تأمل في خلايها وبؤبها لتعلم انه ثمة من أبدعها وصنعها لغرض مقصود معلوم

هذه هي الدلائل الحسية التي كلما بحثت في الكون اكتشف جديداكل يوم منها و التي لا ينكرها إلا مجنون

وهذه الانظمة عندما تتأمل فيها وترى شدة الإبداع فيها وشدة التعقيد اللامتناهي وكمال التصميم

والدقة وكبر وهول الموجودات
توقن أنه لا يستطيع إيجاد

مثل هذا الموجود إلا عظيم واجب الوجود

غرس وجوده في فطرتنا


فلم يأتي على البشرية قرن أو زمن إلا واعتقدت وامنت بوجود اله ووجدت وجوده موجودا في وجودها

إسحاق
07-04-2011, 10:53 PM
بارك الله فيك شيخ محب الله
إجاباتك ضاحدة مطمئنة للقلوب

حسن المرسى
07-04-2011, 11:27 PM
مداخلة فى اصل الموضوع ...



أسباب الإستكبار عن الحق وإتباع الباطل والهوى..
فإننا نوردها بعضها كالتالى :
1_الشيطان الرجيم:
هذا العدو القديم للبشرية منذ أدم عليه السلام وهو من قال:
(( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين))
وقال
)) قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين))

وقال (( وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً.يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا))
((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ((
(( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً )(
وقال
((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ))
(( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ))
وهو يأمر بالكفر ثم يهرب :
(( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ))
فها هو الشيطان
يزين بالباطل (( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ))
وينصح كاذبا ((وقاسمهما إنى لكما من الناصحين))
ويدس السم فى العسل (( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ))
ويجادل بالباطل ((وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ))
وهو يجرى منك مجرى الدم من العروق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يجري من ابن آدم كمجرى الدم في العروق
وقد قعد لك بالطرق كلها إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ, فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلَامِ؛ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ, فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ, فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ, ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ, فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ, فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ, فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ, وَيُقْسَمُ الْمَالُ, فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ, أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ
ولهذا حذرنا الله تعالى منه
قال تعالى :
(( يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ))
وقال:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

وهو فى النهاية يتبرأ من أتباعه :
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
2 النفس الانسانية وهى مليئة بالمعايب وإن لم تزكى وتتعاهد بالإصلاح صارت سبباً لضلال كثير من الناس .
فالله عز وجل خلقها وهداها النجدين ..
ثم بعد ذلك من إهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها
ولا حجة لها إن إختارت الضلال فالله يقول (( بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيرة ))
و من صفاتها
1_أمارة بالسوء (( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
2_تحب الهوى (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
3_توسوس للانسان (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ))
4_النفس تظلم (( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ))
وفى سورة الشمس يقسم الله عز وجل قسما من أطول القسم فى القرأن على فلاح من زكى نفسه يقول تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
3_ الهــوى وهو من خصائص النفوس التى متى نهيت عنه حازت الفلاح قال تعالى :
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
و قال تعالى : ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ))
قال عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام : "ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى غداً بما ينكره اليوم" وقال عبد الله بن عون البصري :"إذا غلب الهوى على القلب،استحسن الرجل ما كان يستقبحه". و صاحب الهوى ليس له معايير ضابطة، ولا مقاييس ثابتة، يردُّ الدليل إذا خالف هواه لأدنى احتمال، ويستدل به على ما فيه من إشكال أو إجمال، وإذا لم يستطع ردَّ الدليل لقوته، حمله على غير وجهه، وصرفه عن ظاهره إلى احتمال مرجوح بغير دليل.
وقال تعالى : فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ
والهوى من أسباب الانتكاس كما فى هذا العابد الذى ضل عن علم فضرب به مثل السوء وربما يكون هذا سبب ضلال العضو المصدوم.
قال تعالى: (﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتـَّــبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ))
يقول إبن القيم وفي تشبيه مَن آثر الدنيا وعاجلها على اللهِ والدارِ الآخرةِ مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سِرٌّ بديعٌ، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله مِن انسلاخه مِن آياته واتباعه هواه إنما كان لشدة لـهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة فهو شديد اللهف عليها، ولـهفه نظير لـهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى.
وقال تعالى: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}
وقال النبى صلى الله عليه وسلم ((ثلاث مهلكات شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه ))
4_الجهل وهو سبب من أسباب الإعراض عن الرسل..
ومن جهل شيئا عاداه
قال تعالى ( بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين )
وقال ((أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ))
وقال (( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون))
و من الجهل ما هو بسيط كمثل قول القائلين ...
))بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ))
وكما قال تعالى
(( قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز))
ومنه المركب
قال تعالى
(( فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ))
وقال(( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ))

5_الحسد والبغى والاستكبار وهذا داء إبليس (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ ))
قال تعالى: ))سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ))
وقال عز وجل: ((فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ))
وقال ((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))
قال تعالى: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ))
6_الترف والشهوات والمال.
قال تعالى
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
وقال ((بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمر ))
وقال تعالى "بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى".
وقال تعالى (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وتذرون الآخرة) ....
وقال ((زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ))
7_إحتقار الحق وأهله وإستصغارهم مثل قول الكفار ((فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ))...
و أيضا ((قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ))
وَقَوْلُهُمْ : ( وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ )
8_الرياسة والخوف عليها
وكانت هذه الصفة هي السبب في رفض آل فرعون لموسى وهارون ((فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ))
9_عدم الاهلية(( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم ))
فإذا كان القلب قاسيا غليظا جافيا لا يعمل فيه العلم شيئا وكذلك إذا كان مريضا مهينا مائيا لا صلابة فيه ولا قوة ولا عزيمة لم يؤثر فيه العلم
قال عز من قائل : ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ))
10_تقليد الاباء والاجداد
ولذلك (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ))
هذا التصميم على تقليد الأسلاف، تقليد القدماء، تقليد الآباء، قال: ((قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ))
.. ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ))
...(( مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ))

11_ أن الحق ثقيل ومخالف لهوى النفس
من أسباب رفض الحق، أن الحق ثقيل، وله تبعات، ويخالف هوى النفس، والنفس تحب الدعة والكسل والراحة، والتخفف من التكاليف، ولذلك بعض الناس لا يستقيمون، ويمكن أن يستقيم فترة، ثم ينتكس، والسبب أن نفسه لا تتحمل هذه التبعات، فهو يريد اللهو واللعب، وعندما يحس بوطأة التكاليف، يقول: اعذروني! أنا لا أستطيع أن أواصل في الطريق. لماذا؟ لا أتحمل ولا أسمع كذا، ولا أرى كذا، وفوق هذا تريد أن أفعل كذا، وأقوم بالواجبات، فيرفض، ولكن من لاحت له حلاوة الأجر هانت عليه مشقة التكليف .

12_العقبات الاجتماعية والخوف من إنهيار الجاه.
لذلك قالوا مع إعترافهم أن النبى جاء بالهدى...
(( وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضنا ))
وها هو أبو طالب يقول :
ولقد علمت بأن دين محمد هو خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتنى سمحا بذاك مبينا
ثم لا يسلم رغم ذلك .

13_حصر الحق على طائفة معينةكما فى اليهود والنصارى حين قالوا ((وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم))
(( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))
قال تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ))

14_الرضى بالباطل حتى يحال بين القلب والحق
قال تعالى
‏((‏وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ‏ ))
وقال تعالى (( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))
وقال ((أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ))
وقال : ((إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون )).
ففى البداية يحاول المخالف لمنهج الله سواء كان ملحدا أم مشركا أم مبتدعا تبرير أفعاله المخالفة لما إتضح له وظهر بينا فيطبع الله على قلبه ويصاب بالران كما فى الحديث:
تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ..

15_التعنت
كما قال تعالى
((إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ))
ولهذا قالوا)) لن نؤمن لك حتى تَفْجُر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكونُ لك جَنَّةٌ من نخيلٍ وعنب، فتُفجِّر الأنهارَ خلالها تفجيراً، أو تُسقِطَ السماءَ كما زعَمْتَ علينا كِسَفاً، أو تأتي بالله والملائكة قَبِيلاً، أو يكونَ لك بيتٌ من زُخْرفٍ، أو تَرْقَى في السماء. ولن نؤمنَ لِرُقِيِّك حتى تُنَزِّلَ علينا كتاباً نقرؤه. قل: سبحان ربي، هل كنتُ إلا بشراً رسولاً؟ ))

حسن المرسى
07-04-2011, 11:32 PM
بالنسبة للسؤال الاصلى ..
ماذنب غير المقتنع بالإسلام ؟؟

ولعل هذا السؤال إستشكالا عقلياً صياغته كالتالى
كيف يستقيم عقلا أن يختار إنسان العذاب الأبدى على النعيم المقيم مع أن هذا مخالف لفطرة البشرفى كونهم يحبون الخير لأنفسهم ويرجون صلاحها ويخشون تلفها وضياعها .........؟؟؟
ولعل هذا ما يرمى اليه الزميل مع كونه مخالف لما يحاول الإستدلال به من نفى الخالق
فنقول والله المستعان
هذا الاستشكال لايلزم وهذه القاعدة غير مضطردة .
والدليل على ذلك الواقع المشاهد
فنحن نرى
مثال :مدمن التدخين يرى واعظ الشيطان مكتوبا على علبة السجائر
(( التدخين ضار جدا بالصحة ويسبب الوفاة))
بارزة واضحة تملئ نصف مساحة العلبة ..
ومعها رسمة مؤثرة حقا
تدل على فوات الصحة كسرطان بالرئة .
أوالعمر كمريض يحتضر.
أو القدرة كسيجارة ملتوية .
ثم هو لا يرتدع ويعب منها عباً.
وينفق فيها المال الذى ربما كان يحتاجه لقوته وقوت أطفاله . وهذا المثال الذى وضحة الأخ هشام بن الزبير ..
وهنا يحق لنا أن نسأل الملحد كيف يفسر لنا هذه الظاهرة المثيرة حقا.....؟!!!
وأيا كانت الاجابة أو التفسير ..
..فنحب أن يضعها كإجابة على سؤاله الذى طرحه فى البداية

مثال أخر : من جد وجد ومن زرع حصد ..
كلنا يعرف هذا المثال ..
فما بال بعض الطلاب الذين يعرفونه ويستيقنون من صدقه يلعبون طوال العام...
ولا يذاكرون ... وهم يعرفون أن يوم الامتحان يكرم المرء فيه أو يهان .؟!!!!!
لماذا ياترى يتغافلون ويهربون من حقيقة أن الإمتحان قادم .؟!!

ومثال أخر : مدمن الخمر معرض ل
فقدان العقل.. قرحة المعدة ..تليف الكبد.. إضطراب الاعصاب.. عمى البصر.. فقدان منزلته فى المجتمع ..ورغم ذلك يعب الخمر عباً
ومثله مدمن المخدرات

فهنا أقول إن الإنسان بطبيعته البشرية الضعيفة معرض لعوامل شتى تجعله يتنكب الطريق القويم ورغم كون الحق واضحاً إلا أن هناك من يعرض عنه
وما ذلك إلا لأن البشر (يحبون العاجلة) ولأن الانسان (خلق من عجل) ولأن الإنسان(ظلوم جهول).
ولعل النبى قد أشار الى ذلك الإباء الذى يؤدى الى رفض الناس دخول الجنة فى الحديث إذ يقول:
((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى))
فليس الأمر بالتمنى كما قال النبى
((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني .)) ...

وفى الحديث
‏((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وهم يقتحمون فيها ‏ ))
فما أحمق من كان كالفراش وعمى بصره وطمست بصيرته عن رؤية الحق فما منع عن الحق إلا لجهله وهواه وغروره .
..
والله أعلم ..

mohamed77
07-04-2011, 11:47 PM
ومن هذا نستنتج انه لابد من وجود شئ ازلى لم يصنعه احد كانت منه البدايه و الا ما يوجد الان لن يوجد

و انتظر من الاخوه البيان لى كيف نعرف ان الشئ الذى كانت منه البدايه عاقل و واحد فقط ؟؟


طيب و هذه النقطه ؟؟؟

ما الاجابه عليها ؟؟

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 12:26 AM
طيب و هذه النقطه ؟؟؟

ما الاجابه عليها ؟؟

الاخ محمد ارجو فتح شريط اخر بخصوص الموضوع هذا ....كي لاتشتت الموضوع عن هدفه الاساسي

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 12:27 AM
الدكتور حسن اضافه قيمه للموضوع استفاد منها الجميع بارك الله فيك

عَرَبِيّة
07-05-2011, 12:45 AM
بعد اللت والعجن , وإضافة كل المكونات الممكنة واللاممكنة يبقى الخليط خليطاً والعِبرة في صلاحه أو فساده .!

مثالك ياصلاح - بمشيئة الله - .!

ونبدأ بمثالك عن الحصول على المال: فهناك كما قلت الكد والعمل وهناك السرقة والنصب وهناك أن لا تفعل شيئا ويصلك المال. وكمثال على الأخير الإرث أن تكون عائلتك غنية...
نعم .. لم تبرح دائرة الجيّد أوالسيء مهما اختلفت أسماؤه :
ممكن , لاممكن .
قانوني , لاقانوني .
مقبول , منبوذ .
حلال , حرام .
............ إلخ وهكذا .


ثانيا: لكل طريقة تفاصيل، أسباب ونتائج وعلى حسب تلك التفاصيل والأسباب والنتائج: يحسم كل حَكَمِ بالصواب أو الخطأ .
نعم , أخبرتك من البداية , أنّك لم تبرح أحد أمريْن موجب أو سالب .!



(لا أدري لماذا مازال الجميع يتناقش حول أمر محسوم من قبل القرآن أنه إيماني ومحسوم بعدم قدرة العلم حتى الآن على نفيه أو اثباته).
تبارك الرحمن , لاأدري يُجيد الحَسْم .!
عموماً هذه مسألة أخرى وحتى لانتفرّع أظن أنّ نفسك أولى بالإجابة على سؤالِك , فبعد كل شيء , عُدتَ لمنتدى يحسم أمر الإيمان , فلماذا ؟ (:


هناك رمادي وألوان طيب وأشعة غير مرئية للعين المجرد... وهذا يعني أن الحياة يمكن أن تعاش بأي شكل يريده الإنسان طالما أعطاه الله القدرة على الاختيار.
صحيح , ولهذا في الجّنة مراتب ودرجات ,
والنار ذات دركات أيضاً .!
ألم تسمع قول الله تعالى { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا } ؟!


لا يمكن الإجابة بحسم فكما سبق وذكرت المسألة إيمانية بحتة ولا علاقة لها بالدلائل الفيزيائية التي يقتنع بها العقل بل هناك فقط دلائل حسية يلزمها الإيمان ليقتنع بها العقل.
{ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا } ؟!!


لماذا يجب أن يكون خالق الكون هو الخالق (هو الخالق على الطريقة القرآنية)؟

لما لا يكون يكون صانع البشر هو مجرد كائن آخر مازال يبحث هو الآخر من صانعه وعن سبب وجوده؟

لماذا يجب أن يكون هناك صانع أصلا لكل شيء؟

لماذا يجب أن أعبد هذا الخالق سواء كان موجودا أم لا وأيا كانت ماهيته؟
هذه تفتح لها شريط آخر , إن أحببتَ ونودُّ هذا .


هناك طريقة ثالثة في الحياة وهي أن تحيا حسب ما تعتقد أنه صحيح، ودون أن يكون هناك عقاب إلهي وهذا هو ما يريد أن يصل إليه كاتب الموضوع بشكل أو بآخر.
وفي نهاية المطاف نعود لأوّل الموضوع , تتعدد الألوان وتبقى طبيعتها هي الأساس , فاتحة أم قاتمة ؟!.

أسأل الله أن يُصلح دينك ياصلاح .

إلى حب الله
07-05-2011, 12:48 AM
الإجابة تأتي بأكثر من صورة أخي محمد ...

ولو أنك تقرأ القرآن بتدبر : لكنت اقتربت من الإجابة كثيرا ًبنفسك ...
ولكنك : ما زلت مقصرا ًكثيرا ًللأسف في القراءة في القرآن : رغم أن فيه
إجاباتٍ عن كل أسئلتك كما رأيت معي من قبل !!..
والله المستعان ..
------
وسوف أعرض عليك صورتين : هما اللتان تحضراني الآن ...

1...
وهو التسلسل المنطقي التالي البسيط ...

>> الله تعالى القادر قدرة مطلقة : لا يخاف منا (وما نحن أصلا ًفي كونه ؟!!) ..
>> والله القادر قدرة مطلقة : لا يكذب : لانتفاء أسباب الكذب عنه !!!..
>> والله تعالى الذي لا يكذب : قد أخبرنا في قرآنه المحفوظ : المعجزة الباقية :
" فَاعْلَمْ أَنَّهُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " محمد 19 .. وأخبرنا أيضا ًأنه :
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .. اللَّهُ الصَّمَدُ .. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ .. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ " !
سورة الصمد .. وأخبرنا أنه وحده الخالق .. وأخبرنا وأخبرنا وأخبرنا :
" وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا " ؟!!.. النساء 87 ..
-------
2...
وأما الصورة الثانية للجواب :
فهو التناقضات المنطقية لوجود إله (أو أكثر) مع الله !!!..
وهي التناقضات التي أشار الله تعالى إليها في القرآن : بأبسط العبارات وأحكمها
وأقواها دلالة على المراد فقال عز من قائل :
" مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ !!.. وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ !!.. إِذًا (أي لو كان ذلك كذلك) :
لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ !!.. وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ !!.. سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ "
المؤمنون 91 .. وقال تعالى :
" قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ : إِذًا : لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (أي لتعاركوا
على مَن يكون الإله الأكبر صاحب الكلمة العليا) " الإسراء 42 .. وقال عز وجل :
" لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ : لَفَسَدَتَا !!.. فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ " !
الأنبياء 22 ..
إلى آخر تلك التناقضات التي فقط : لفت الله تعالى إليها الأذهان بهذه الكلمات
المنطقية الغاية في البساطة كما قلت ..

هذا ما يحضرني الآن لتشوش الذهن بسبب العمل والسهر ...

والله ولي التوفيق ..

unsettled
07-05-2011, 08:59 PM
اهلا مجددا.. :emrose:

أمثلة السرقة والسجائر وما الى ذلك هي سلوكيات تترتب عليها اضرار على الاخرين وحتى على الشخص نفسه..

مسألة الا يقتنع الشخص بمحمد وبالاسلام هي تظل موقف فكري يدور داخل العقل ولا تترتب عليه مضار حقيقية على الاخرين أو على الشخص نفسه ..

لو عدنا لموضوع السجائر, المخدرات والسرقة... الخ فهذا يؤكد كلامي الذي طرحته بالموضوع.. لهذا مثل هذه الأمور تجد اغلب البشر بمختلف بلدانهم ومعتقداتهم تؤمن و"تقتنع" انها خاطئة, ببساطة لأن المشاهدة والأدلة البينة أصدق قولاً واقناعاً مما لا يقدم أدلة كافية..

وبالنهاية تظل مثل هذه الأمور سلوكيات أو اقتناعات تترتب عليها مضار أو سلوكيات خطأ تضر الاخرين

وليس ايمان أو الاقتناع بادعاءات شخص ما لا تضر الاخرين ولا حتى نفسك لو اخترت موقف فكري مضاد لها

الأمر الذي لم أجد اجابات حقيقية مقنعة عنه هنا هي مسألة ان اجبار شخص غير مقتنع بالاسلام وتهديده بالنار دعوة للنفاق .. طبعا أمر غير منطقي بتاتا ان جميع هؤلاء متبعين هوى وليس عن اقتناع..

@محب أهل الحديث & عبدالرحمن الحنبلي

ليس الموضوع شخصي عني لكن عموما لو كنت كذلك لما كنت وضعت في خانة العقيدة لاأدري :).. لا لست مقتنع ولا أرى الأدلة مقنعة حقا كفاية ..لكن عندما يحدثني مؤمن عن النار وعذابها وما الى ذلك من الترهيبات استغرب فما الحكمة؟ لو كانت هناك أدلة دامغة فعلا لكنت اقتنعت مباشرة دون أساسا الحاجة لنار وجحيم وأساليب ترهيبية أخرى لا أرى الحقيقة فرق بين هذا وبين أي دعوة أخرى للنفاق لتصبح تابع لقادة فكرة معينة.. كأن يجبر نظام شعبه أن ينافق باقتناعه وتأييده التام لقرارات الحزب الحاكم ليس لأنه يحب ان يتغزل الشعب فيه لكن ليفرض مزيد من السطوة عليهم.. لا أقصد فكرة أو دين معين لكن فكرة الترهيب بالنار عموماً..
الاشياء المقنعة حقا لا ايماناً تكتفي بالأدلة لأنه الناس تؤمن بها دون الحاجة لجحيم تهددهم فيه اساساً..

هشام بن الزبير
07-05-2011, 09:08 PM
أيها الزميل,
هل الطبيب الذي يدخن تنقصه القناعة بضرر الدخان؟
وإن كان الجواب بالنفي, فما التفسير العلمي لإقدامه على ما فيه هلاكه؟

unsettled
07-05-2011, 09:12 PM
أن هناك طريقتين في الحياة لا ثالث لهما : وقد أيقن الإنسان أنه مخلوقٌ من قبل خالق :
الطريقة الأولى أن يحيى الإنسان على مراد هذا الخالق منه (فليس هناك صنعة بلا غرض)
والطريقة الثانية ألا يهتم الإنسان بما أراده الخالق من خلقه وإيجاده من العدم !!!!!!....
فالطريقة الأولى هي الصواب وهي العقل والمنطق والحق ...
والطريقة الثانية هي طريقة المكابرين والمعاندين وأهل الهوى والباطل والزيغ والتخفف
من أوامر الله ونواهيه ..
وعليه ..
فيُعاب من اختار الطريقة الثانية على الأولى ...
ليس من باب أننا أجبرناه فلم يستجب ولكن :
من باب أنه قد ترك الصواب إلى غيره ..
رغم اني لا أتحدث عن فكرة الاله بل عن الاسلام عموماً

لكن على فرض أن شخص اختار الطريقة الثانية..
so what? ماذا حدث؟ ما الضرر الذي احدثه هذا الشخص على الاخرين أو على نفسه باقتناعه ان لا اله؟
الضرر الوحيد هو ضرر غيبي ميتافيزيقي لا دليل على حدوثه هو أن يغضب الملأ الأعلى !
بينما في مثالك عن السرقة فهو أمر مختلف تماما السرقة لها مضار واعتداء على حق الغير وهي سلوك فاسد أكثر من مجرد اقتناع..


وأما النفاق الذي تدعي زميلي أن الدعوة إلى الدخول في الإسلام : تدفع إليه :
فالحق غير ذلك والله !!!..
بل هو من أكبر المقت عند الله : أن يقول الإنسان ما لا يفعل !!!..
" كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ : تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ " !!!...
ومن هنا كان المنافق في دين الإسلام : أكبر خطرا ًمن المجاهر بكفره ورفضه للإسلام !
ولذلك كان المنافقين في الدرك الأسفل من النار كما أخبر الله عز وجل !!!.
لكن لماذا لا يطبق هذا المبدأ فعلا في باقي التشريعات ((كبر مقتا عندالله ان تقولوا ما لا تفعلون))
ابقى على نفاقك وتكون في الدرك الأسفل أو اعلن كفرك فيقام عليك الحد وتقتل ..اسلم ولو كنت غير مقتنع بالاسلام في داخلك والا الجحيم..الخ وهناك امثلة اخرى أن هناك تشريعات اسلامية وفي الأديان عموماً تحاول اجبارك على ان تنافق شئت أم ابيت منها هذا المطروح في الشريط.. فكيف نفسر هذا؟
:emrose:

unsettled
07-05-2011, 09:19 PM
أيها الزميل,
هل الطبيب الذي يدخن تنقصه القناعة بضرر الدخان؟
وإن كان الجواب بالنفي, فما التفسير العلمي لإقدامه على ما فيه هلاكه؟
مرحبا أخ هشام :emrose:
الأمر هنا ادمان على شرب السجائر وليس مسألة عدم قناعة بأضرار الدخان.. والمدخنين من الاطباء ومن البشر عموما يعتبر عددهم قليل نسبيا وليس مثل الحالة التي نتحدث عنها..

هشام بن الزبير
07-05-2011, 09:25 PM
كم أشعر من التقزز من جعجعة الملاحدة الفارغة, تلقي سؤالك أيها المجادل وأنت ترفل في نعم الله , ولا تدري متى يحين أجلك, ولعل ملك الموت قد أمر بقبض روحك الساعة وأنت تجادل وتجادل كأنك آلة لاجترار شبهات من سبقك من الزنادقة، ثم لا تلقي بالا لعشرات الأجوبة ومئات الأدلة, كأنك علامة زمانه, ولو نظرت في أرشيف المنتدى لاستحييت أن تطرح شبهتك التي تكاد تندرس من كثرة ما نسخت هنا عشرات المرات.
تصور التالي: حين تضع جنبك الليلة في فراشك اذكر هذه الآية:
( أفأمن أهل القرى آن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوَ أَمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
من يمنعك من الله أيها المجادل العنيد؟

unsettled
07-05-2011, 09:42 PM
لا أفهم علاقة اني سأموت بالموضوع !
نعم سأموت وانت ستموت وسنموت جميعا هل هذا يجعل كلامي خطأ ورأيك صحيح؟

elmorsy
07-05-2011, 09:54 PM
اخ "غير مستقر "..لا أحد قال لك أقتنع غصب عنك..ولا يسمى التهديد بالعذاب لمن لا يؤمن نفاق..
لأنك اصلاً غير مؤمن ..فكلامى بالنسبة لك لا قيمة له ولا صحة له..فلا معنى لإعتراضك بصراحه..ولا أجد مبرراً لكل هذا ولا مبرراً لكلامك ولا إعتراضك..يا اخى لا اكراه فى الدين...أمامك الدلائل..كلها ..والله أوضح من وضوح الشمس..لكن مشكلة المتشككين أن الخلل فى منهجية تفكيرهم..لا فى الدلائل على وجود الله او صحة الدين...قل لى بالله عليك كيف بلاأدرى "ignostic" يعترض على العذاب او عدم العذاب ويعتبر ذلك نفاقاً!!..
اليس من المنهجية والموضوعية أن تؤمن اولاً بوجود إله !!؟..
ومن ثم تأتى هذه الأسئلة فوق هذا البنيان الصلب ولا تتزحزح..أم اصبح كله " سلطه خضراء!!"

رجاء راجع طريقة بحثك إذا كنت تريد الوصول إلى شىء ..فالحقيقة غالية ..ولا يمكن الوصول لها بهذا العبث الطفولى ..

تقبل تحياتى وأحترامى

أبو القـاسم
07-05-2011, 09:58 PM
عندي لك اقتراح ظريف ..اذهب وانتحر , فإذا وجدت ما قلناه صحيحا , فقد استفدت معرفة ..والثقافة جميلة
وإن لم تجد ما أخبرناك به حقا,فلن يخسر شيئا ذا بال من يعتقد أنه لا بعث ولا إسلام..لأن حياته بلا أي معنى أصلا

بدون إسم
07-05-2011, 10:12 PM
لازلت لاتمل من تكرار نفس الخطأ مراراً وتكراراً , مهما علمناك وفهمناك !
أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي !



مسألة الا يقتنع الشخص بمحمد وبالاسلام هي تظل موقف فكري يدور داخل العقل ولا تترتب عليه مضار حقيقية على الاخرين أو على الشخص نفسه ..


اثبت العرش ثم انقش , من المفترض انك تقول اثبتوا لي ان الله موجود ودينه الاسلام
وبعد الاثبات يأتي الاقتناع بان (عدم الايمان بالله فيه ضرر) بشكل تلقائي لان الله في الاسلام مطلق الحكمة [*1]
اما ان تحاسب مطلق الحكمة وتحاجة ! , هذا مانقصده عندما نقول انك تتبع الهوى , فأنت كأنك تستبعد ان الله سبحانه وتعلى
عالم الغيب والشهادة , مطلق الحكمة , يعرف اكثر منك ! , هنا نقول ان الكبر واعطاء عقلك اكبر من قيمته هو ما منعك ان تنسب الى نفسك النقص امام مطلق الحكمة
هذا هو عين الكبر واتباع الهوى ياصديقي !
باختصار , اثبت العرش ثم انقش



لو عدنا لموضوع السجائر, المخدرات والسرقة... الخ فهذا يؤكد كلامي الذي طرحته بالموضوع.. لهذا مثل هذه الأمور تجد اغلب البشر بمختلف بلدانهم ومعتقداتهم تؤمن و"تقتنع" انها خاطئة, ببساطة لأن المشاهدة والأدلة البينة أصدق قولاً واقناعاً مما لا يقدم أدلة كافية..


افتراض ضمني بأن الاسلام وصل الى جميع اصقاع الارض بصورته الحقيقية ! وهذا باطل
فالاسلام لم يُفهم بشكله الصحيح حتى في الدول الاسلامية نفسها , فما بالك بالدور الغير اسلامية ؟!

اذكر ان الداعية الامريكي يوسف استيس يقول انه قبل ان يسلم كان يسأل شخص مسلم : هل تؤمنون بالله ؟
وحصل لي موقف مشابه هنا في امريكا

---
[*1] : ولو ان عدم الايمان بالله اولاً وبمحمد صلى الله عليه وسلم ثانياً هو موقف فكري ينعكس على جميع تصرفات الفرد , والمجتمع ( على المدى البعيد )

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 10:54 PM
[
quote]رجاء راجع طريقة بحثك إذا كنت تريد الوصول إلى شىء ..فالحقيقة غالية ..ولا يمكن الوصول لها بهذا العبث الطفولى ..[/
quote]
نفس الكلام اقوله لك زميلنا الغير مستقر ....تحياتي للاخ المرسي

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 10:58 PM
عندي لك اقتراح ظريف ..اذهب وانتحر , فإذا وجدت ما قلناه صحيحا , فقد استفدت معرفة ..والثقافة جميلة وإن لم تجد ما أخبرناك به حقا,فلن يخسر شيئا ذا بال من يعتقد أنه لا بعث ولا إسلام..لأن حياته بلا أي معنى أصلا


اول من سيخبره بالحقيقه هما منكر ونكير .....اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

إلى حب الله
07-05-2011, 11:06 PM
أهلا ًبالزميل غير مستقر من جديد .......

سوف أشرح لك زميلي : ما لم تستطع التعبير به عن نفسك : وعن حقيقة طرحك لهذا السؤال !

فالملحد زميلي : تؤرقه دوما ًفكرة أنه :
وماذا لو كان هناك إله بالفعل :confused: وكان هناك عذابٌ أبديٌ حقا ًللكافر :13: ؟!!!..
وذلك لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه حتى (ولو فرضنا) أن الإيمان والكفر هما نسبة وجود :
فهي 50 % إلى 50 % ...!
ومن هنا .......
فيا حسرته على نفسه لو تخيل (فقط تخيل) هذا المصير الأبدي الأسود !!!!..

فهو يعرف أننا لو أخبرنا إنسانا ًبأنه سيُحبس في (دورة مياه) إلى الأبد : لجن جنونه من الحزن !
فماذا لو كان سيمضي ذلك الأبد للأسف في مكان ٍيتجدد العذاب فيه كل لحظة والعياذ بالله !!..
أي مصير ٍهذا وقد علم أن الامتحان ليس فيه إعادة ولن يكون فيه غش عند الحساب !!..
فإنما هي حياة ٌواحدة !!.. وإنما سيُنطق الله عليه شهودا ًمن جسده ومخلوقاته !!!..
ومن هنا :

فنجد مثل هذه الأسئلة (التمسُحية) في الإسلام وهو يدري أو لا يدري !!!..
أو وهو يقولها من ظاهر وعيه أو باطنه !!!..
هو يريد أن يأخذ منا (كارتا ًأخضرا ً) أنه لو عاش من غيرما يؤذي أحدا ًمن وجهة نظره :
فلو (وركزوا : لو) :
فلو كان هناك إله : فلن يُعذبه حتما ًلأنه في نظر نفسه : لم يرتكب ذنبا ً!!!!!...

أقول ...
وهذه النظرة الوحدوية الإلحادية القاصرة : هي من أكبر أمراض الزملاء الملحدين واللا أدريين !
هم يظنوا أنهم قد أتوا الدنيا هنا لـ ( النزهة ) !!!..
إذا ً.. وطالما كانت الدنيا ( نزهة ) : فلنعش لحظاتها وأوقاتها كما نشاء !!!!..
ولم يُدركوا أنهم هنا للاختبار والامتحان !!!..
هم لا يريدون أن يدركوا ذلك : هربا ًمن تبعاته : من أوامر ونواهي الله عز وجل وشرعه !!!!!..
ولو أنهم فيهم خير :
لما كان لهم خيارٌ من الإيمان بالله تعالى الذي لا يأمر إلا بالخير !!!..
وأتحداهم أن يُثبتوا أن الله تعالى أمر بشر !!!!..

ومن هنا .....
نرى الملحد يتلصص ويتحسس حول المسلم : يريد أن يخرج منه بهذا (الكارت الأخضر)
للنجاة من العذاب !!!.. وهو في سطحية تفكيره هذا : قد نسي نفسه : ومزج في تفكيره
بين أن يكون الدين بالفعل : هو من عند الله .. وأن يكون الدين كما هو مُتوهم : من عند
المسلمين أنفسهم !!!..
والسؤال : كيف يتوقع أن يهب له مسلمٌ هذا (الكارت الأخضر) ؟!!..
أنتألى على الله عز وجل في حكمه ؟!!!..
هو قال للمؤمن بعد الموت : جنة .......... فإذا أردت تصديقه زميلي : فآمن .......!
وهو قال أن للكافر بعد الموت : نار ...... فإذا لم تصدق زميلي : فهذا شأنك !!!!...
فماذا تريد منا بالضبط في هذا ؟!!!..
ولماذا اللف والدوران ؟!!!..

خائف : آمن .............
لست خائفا ً: فلا تؤمن ............ ولن يُجبرك أحدٌ على الإسلام أو النفاق !!!!!!!!!!!!..

تــُريد أن تجاهر بكفرك وإلحادك :
اقطع أسهل تذكرة سفر للخارج : واذهب حيث شئت : وقل ما تريد قوله عن الله وعن
الإسلام وعن النبي وعن القرآن !!!..
أما في بلاد الإسلام:
فمثلك إذا جهر بإلحاده : وبتأليبه على الدين (بجهله) : فهو مرتد : يُستتاب فإن لم يتب يُقتل :
لا لأن الإسلام يحتاجك ولا يدوب في لون عينيك : ولكن :
كما تـــُستأصل الخلايا المريضة عن باقي الجسد حتى لا تعديه !!!!!..

وأخيرا ً:
أختم معك بهاتين النقطتين : جاءتا على بالي وأنا أكتب إليك الآن ....

1... النقطة الأولى :
وهي بمناسبة قصر الملحد أن الإيمان بالله فقط : لكي تستقم الحياة !!.. وأنه لو استقامت
حياة الملحد كما يراها من منظوره : فلا عذاب عليه بهذا !!!.. فأقول :
لا والله ... بل أنت غارق ٌكما أخبر الأخ الحبيب هشام في نعم الله عز وجل : والتي لو
أغمضت عينك الآن مثلا ً: وتخيلت أنك لن تفتحهما مرة ًأخرى لتستمتع بهما بالحياة :
لعرفت أنك لن تكفي الله حقه جزاء نعمةٍ واحدة ٍأنعمها عليك !!!.. وهذا وحده يستحق
العذاب ممَن أعطاك : وتنكره !!.. وممَن حباك : وتنساه !!..
وإليك هذا الحديث الصحيح لترى مكانة الملحد الحقيقية :
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو مَن هو في الإيمان والطاعة والعبادة وحب الله)
قال :
" لن يُنجى أحدا ًمنكم عمله ُ(أي لا يحسبن أحدكم أن ما يعمله من خير ٍفي الدنيا كائنا ً
ما كان : يكفيه يوم القيامة للنجاة أمام الله عز وجل صاحب النعم التامة والفضل الكامل) !
قال رجل ٌ: ولا إياك يا رسول الله ؟!!.. قال : ولا إياي (وهو مَن هو في الرسالة والصلاح
والنبوة !!) : إلا أن يتغمدني الله منه برحمة " !!!..

أي أن العمل الصالح فقط : هو وسيلة إثبات : وليس يكافيء نعم الله علينا أبدا ً!!!..
وهنا أقول لكل ملحد غارقٌ في الأماني :
إذا كان هذا هو قول رسول الله عز وجل : وهو أصلح البشر باعتراف غير المسلمين
أنفسهم : فما بالك أيها الملحد تريد أن تمن على الله باستقامتك التي اخترتها بعلمك
القاصر بعيدا ًعن شرعه الكامل ؟!!!..

2... وأما النقطة الثانية :
فهي حوارٌ دار في القرآن بين مؤمن : وبين شخص ٍملحدٍ مغرورٌ بنفسه وما آتاه الله
مثلك : يظن (وركز : يظن) : أن لو بعثه الله تعالى بعد الموت :
فهو ولا شك لن يمسه بسوء !!!!..
فماذا كان بينهما من حوار لو كنت تعلم زميلي الغير مستقر ؟!.. أتركك مع الآيات ...
يقول عز من قائل :
" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ : جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا (وهو الكافر : وعُد معي زميلي النعم :)
جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ .. وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ .. وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا !!.. كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ : آتَتْ
أُكُلَهَا !!.. وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا !!.. وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (كل هذا للملحد فقط) !!..
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ .. فَقَالَ لِصَاحِبِهِ (وهو المؤمن) وَهُوَ يُحَاوِرُهُ : أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ
نَفَرًا !!.. وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ (أي بمقابلة النعم بكفر المُنعم) !!.. قَالَ :
مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (وهو الغرور المادي العتيد فيكم زميلي) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ
قَائِمَةً !!.. وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي (واسمع للغرور) : لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (أي ليجدن
جنة ًونعيما ًفي الآخرة : كما كان له في الدنيا !!.. ونسي أنه لم يؤمن بهذا الرب
طرفة عين ٍوإنما غايته هي الشك والظن كما رأينا) ..
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ (أي المؤمن) وَهُوَ يُحَاوِرُهُ : أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ؟!!!!...
ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ؟!!!!!!!!!.. ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!...
لَّكِنَّا : هُوَ اللَّهُ رَبِّي .. وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا !!..
وَلَوْلَا (أي هلا أرجعت النعمة لصاحبها) إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ : قُلْتَ : مَا شَاء اللَّهُ : لَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ : إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا :
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ (فهو الواهب سبحانه : يُعطي ويمنع اختبارا ًللخلق)
وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا (أي على جنتك جزاء كفرك) : حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء (أي مطرا ًشديدا ًمحسوبا ً
بدقة على منطقة جنتك فقط) : فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا !!!!..
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا (أي يغور ماء جنتك في اعماق الأرض) : فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا !!!..
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ (أي وقع بالفعل أن سلبه الله نعمه) : فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا !
وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا !!.. وَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا !!!..
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ : وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا !!!..
هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ : هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا : وَخَيْرٌ عُقْبًا " الكهف 32 : 44 ..

هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ..

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 11:06 PM
قل لى بالله عليك كيف بلاأدرى "ignostic" يعترض على العذاب او عدم العذاب ويعتبر ذلك نفاقاً!


أرجو الاجابه على هذا السؤال ايها الزميل الغير مستقر

عبدالرحمن الحنبلي
07-05-2011, 11:21 PM
خائف : آمن .............
لست خائفا ً: فلا تؤمن ............ ولن يُجبرك أحدٌ على الإسلام أو النفاق !!!!!!!!!!!!..

تحياتي للاستاذ ابي حب الله ...زميلنا الغير مستقر ليس عندنا كرت اخضر لكي نعطيك اياه ...فالحقيقه التي يجب ان تفهمها اننا لسنا في نزهه بل نحن في اختبار ....رجاء فكر بمصيرك جيدا

عَرَبِيّة
07-05-2011, 11:32 PM
الأمر هنا ادمان على شرب السجائر
وكأنّ الإدمان حاصل من أوّل تجربه ..!!
بل وكأنّ الإدمان لا علاج له ..!!
لا عجب في تشبيهكم بالإنعامِ بل أضل ..!!
شيء من الموضوعية يازميل , شيء من الجديّة يافهيم ..!!

تقول :

نعم سأموت وانت ستموت وسنموت جميعا
في الحقيقة هذا ليس إختراع , ولم تأتي جديد .
العجيب أنّ كل شيء في الطبيعة ( قابل للتدوير ) وَ ( الإستخدام ) .. فلماذا تظُّن أنك الكائن الطبيعي الوحيد الذي لن يعود من جديد ؟!!
مالغريب العجيب المدهش المتميز فيك حتى لا يُعاد تدوريك أو إنتاجك ؟!!
{ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى } !!.

أبو القـاسم
07-06-2011, 02:39 AM
بصراحة :من العيب أن يجتهد الإخوة ويبذلوا من عزيز أوقاتهم غاليَه ولاسيما أخي وحبيبي أبي حب الله ..يلون لجنابك حتى لا تمل من طول الكلام لمعرفته أنكم : (لا بتقروا ولا بطيخ)..فاحترم هذه المعاني وكن ذا إحساس ! والاحترام معناه أن تحترم العقول ولا يكن هدفك وغاية سعيك ردود خرقاء لا معنى لها..جادل بعلم وأدب وتواضع ..أو أحكم لجام قلمك الحائر الـ"غير مستقر"!

عبدالرحمن الحنبلي
07-06-2011, 03:13 AM
بصراحة :من العيب أن يجتهد الإخوة ويبذلوا من عزيز أوقاتهم غاليَه ولاسيما أخي وحبيبي أبي حب الله ..يلون لجنابك حتى لا تمل من طول الكلام لمعرفته أنكم : (لا بتقروا ولا بطيخ)..فاحترم هذه المعاني وكن ذا إحساس ! والاحترام معناه أن تحترم العقول ولا يكن هدفك وغاية سعيك ردود خرقاء لا معنى لها..جادل بعلم وأدب وتواضع ..أو أحكم لجام قلمك الحائر الـ"غير مستقر"!


طبعا لايقرأون .....لو قلت لهم كتب عبد الله القصيمي ...فسوف يقراونها بل يحفظونها عن ظهر قلب كما نحفظ الفاتحه

بل يسافرون ويقطعون مئات الكيلو مترات من اجل الذهاب للبحرين او دبي لشراء كتاب الحادي تصور يسافر كل هذه المسافه من اجل شراء كتاب الحادي (تذكرت الامام البخاري الذي يسافر لطلب الحديث هؤلاء يسافرون لطلب الالحاد والعياذ بالله) ...وكتب المسلمين بين ايديهم بسهوله لايقراونها

هذي والله مصيبة المصائب .....تحياتي لك استاذي العزيز ابو القاسم

إسحاق
07-07-2011, 01:00 AM
بارك الله فيك شيخ محب الله والإخوة
وأدعو لك بالهداية يازميل فدعك من التكبر والغطرسة اركب سفينة النجاة وبسرعة!

سعادة
07-07-2011, 02:30 AM
الاخوة الاعزاء تشكرون على ردودكم
لكن اقول للبعض رفقا بالزميل الدعوة تكون بالحسنى ان استجاب كان خير وان ادبر فإنك لاتهدي من احببت
عزيزي السائل اقول لك بإختصار ان لم تقتنع بالاسلام فهذا يدل على جهل "اعني عدم معرفة بالاسلام"والجهل صاحبه معذور
لكن مطلوب منه ان يبحث ثم يبحث ولايتوقف ويرضى بجهله
مسئلة النفاق ان المنافقين ايام الرسول عليه الصلاة والسلام معظمهم كانوا من اخبث الناس سريرة واقرأ التاريخ اما من لم يكونوا كذلك فإن الرسول عليه السلام لم يصرح بأسمائهم وهذا يدل على اعطائهم الفرصة ثم الفرصة حتى تقام الحجة عليهم.
والحجة وعلى من تقام وكيف تقام ومصير من لم تقم عليه موضوع طويل جدا .
...........تحياتي...............

المتذلل إلى الله
07-07-2011, 09:07 AM
من أكثر الأمور التي لا أستطيع تقبلها في الدين ومن الأسباب التي دعتني ان اتركه حقا هو فكرة اعتبار عدم الاقتناع جريمة أو خطيئة..

بشكل عام الأمور الواضحة حقا والتي فعلا تقدم ادلة بينة وحقيقية لا تجد اكثر من 80% غير مقتنع بها ولا تجد أساسا اشخاص تناظر لأجلها الا فيما ندر!

نحن هنا أمام فكرة لا يقتنع بها أكثر أهل الأرض هذا لو دل على شيء انما يدل على ضعف الأدلة بطبيعة الحال لكني لم أفتح هذا الشريط لأناقش صحة أدلة الاسلام من عدمها

أتحدث هنا عن غير المقتنع.. أكثر من ثلاثة أرباع الأرض .. هل يمكن اعتبار عدم الاقتناع بالاسلام خطيئة بأي شكل من الاشكال؟

وهل يمكن اعتبار هذا سلوك خاطئ .. أم انه مجرد موقف فكري , لماذا يُعاقب شخص على اعتقاد شيء يعتقد انه صحيح؟

أمر غير منطقي اطلاقا أن يُعذب شخص أو حتى يلام لأنه يجد فكرة ما غير مقنعة! حتى من خلال النصوص القرانية هناك ما اراه محاولة للخروج من هذا الإشكال فتجد كثير ايات تحاول تصوير المشركين انهم مكابرين أو معاندين واليهود يعلموا انه رسول ومقتنعين فيه لكن يكتموا الحق وهكذا..

لكن الان وحتى سابقا مثل هذا الكلام غير منطقي بتاتا برأيي فلا يعقل بأي شكل من الأشكال ان هذه الاغلبية الساحقة من البشر مكابرين وكاتمين حق وما الى ذلك

بمعنى اخر انت عندما تحاول اجبار شخص ان يقتنع بفكرة هو غير مقتنع بها ولا يجدها مقنعة كأنك تطلب منه أن ينافق والا العذاب

بالتالي ما ذنب غير المقتنع حقاً بالاسلام؟ بحكم انه بطبيعة الحال يعتقد انه على حق.. لماذا تعد خطيئة؟ رغم انها برأيي ليست سلوك خاطئ انما هو شيء لا يستطيع العقل ان يقبله وهذه برأيي ليست خطيئة ليعذب الله او يلوم احد عليها..

هل لي أن أعرف ماهو الذي لم يقنعك في الدين؟

المتذلل إلى الله
07-07-2011, 09:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن تمعنت في كلامك لاحظت بأنك تركز على سؤال واحد وهوأنا لم اقتنع فلماذا أعذب ومثال على ذلك عندما يدعوك التاجر لشراء بضاعته ويمدحها لك فأنت هنا بالخيار إما تشتريها وإما ترفض حسب قناعتك، دون أن يملك التاجر حق معاقبتك إذا رفضت أي لم تقتنع بشراءها، ولكنك إذا اقتنعت بالله سبحانه وتعالى بأنه الإله الحق ولم تقتنع بالإسلام ستلاحظ بأن عذاب الله هنا مبني على تحدي قائم بين الله سبحانه وتعالي وإبليس قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ، صدق الله العظيم ،،،
وهنا العذاب ليس لعدم القناعة بل للعصيان من العباد في التعدي على الأنفس والأعراض والأموال، وهذا بغض النظر عن الدين فهي مسألة قائمة على العقل فلا تستطيع أنت أن تقبل من أي شخص يتعرض لنفسك أو مالك أو عرضك وستدافع عنه بالقوة والقانون سوف يحميك ويحمي غيرك عن المجرمين أما مسألة القناعة بالله الواحد القهار تستوجب عليك التقيد بأوامره والبعد عن نواهية التي فيها حفظ للمجتمع، والقرآن لم يأتي بجديد بل أعاد ماقبله من الشرائع السماوية التي حرفت ولو تمعنت في الأمر فالتعدي على الخلق مرفوض في كل الأديان السماوية

صلاح الدين
07-07-2011, 10:28 AM
السلام عليكم


أما الغريب فعلا ً: فهو إن إنت وصاحب الموضوع : كلاكما تحدث وكأنه في انسجام تام مع النفس
وأنه قد وجد ضالته في الحياة بالفعل وقد رست سفنه عليها :


بالفعل أنا أقرب لإيجاد ضالتي وأول جانب منها هو لا تجادل في مثل هذه الأمور لأنها لا توصل لشيء من وجهة نظري وقناعاتي فأنا كما ذكرت بالضبط هنا مع التحفظ على الكلمات التصنيفية ملحد ولا أدري...:



فالملحد زميلي : تؤرقه دوما ًفكرة أنه :
وماذا لو كان هناك إله بالفعل وكان هناك عذابٌ أبديٌ حقا ًللكافر ؟!!!..
وذلك لأنه يعلم في قرارة نفسه أنه حتى (ولو فرضنا) أن الإيمان والكفر هما نسبة وجود :
فهي 50 % إلى 50 % ...!
ومن هنا .......
فيا حسرته على نفسه لو تخيل (فقط تخيل) هذا المصير الأبدي الأسود !!!!..

فنجد مثل هذه الأسئلة (التمسُحية) في الإسلام وهو يدري أو لا يدري !!!..
أو وهو يقولها من ظاهر وعيه أو باطنه !!!..
هو يريد أن يأخذ منا (كارتا ًأخضرا ً) أنه لو عاش من غيرما يؤذي أحدا ًمن وجهة نظره :
فلو (وركزوا : لو) :
فلو كان هناك إله : فلن يُعذبه حتما ًلأنه في نظر نفسه : لم يرتكب ذنبا ً!!!!!...


فعلا إن ما أخشاه وأظن أنه هو نفسه ما يخشاه في مثل حالتي هو: ماذا لو كان هناك (الله) فعلا، وبغنى عن التناقضات (التي نراها حول الموضوع وتجلعنا لا نؤمن تماما) فنحن فعلا نخشى تلك النسبة 50% ولهذا تجد معظمنا في بحث دائم عن المعرفة أكثر حول هذا الموضوع لكي رفع النسبة على الأقل من 50% أو نهتدي ونكون مثل غيرنا من المسلمين.

أما شخصيا فأعتقد أني من اللذين قال فيه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم.

فأظنني مسلما لأني أصلي وأصوم ونطقت الشهادتين بالفطرة وأزكي ولكني في شقاق مع (نفسي أو عقلي) ويؤرقني سؤال هو: لماذا يفعل كائن أي كان بصفات الكمال الإلهية هذه الأفعال؟ الخلق الاستعباد التعذيب...

وهذا ما دفعني للرد في هذا الموضوع عندما قرأته بالمصادفة قبل أيام لأني وجدت طارح السؤال يشبهني نوعا ما من حيث التساؤل الأساسي.

أخيرا شكرا لك أخي: أبو حب الله لأن ما تفضلت به كان رائعا، ولكن أعتب عليك أن تقوم بمثل هذه الكتابات الاستفزازية الساخرة لأنها تجعل الشخص يرد بأسخر من ذلك وبدل الحوار الهادف نصبح في شجار.
ولكن سأرد باحترام وأقول: أنا اسمي صلاح الدين وليس اللا دين ولا علاقة لمشاركاتي بالحوار لأني مقتنع بما أنا مقتنع به وقد أوضحت سبب ردي على الموضوع أعلاه وأخيرا أنا لست أدعو إلى شيء بل أبحث عن الخلاص لنفسي فإن وجدته ما أبحث عنه فعندها رما وجب علي دعوة الناس إليه:


أهو انت زميلي صلاح اللا دين : حاولت تعمل كده : بس احنا كشفناك ...




وها أنت معلوماتك تدل على التسجيل في المنتدى منذ 2006 : ولم نجد لك حتى ذلك الموضوع إلا
12 مشاركة !!.. يعني 12 مشاركة في 5 سنوات ما شاء الله !!..
أين رأيك وكلمتك زميلي ؟؟؟؟؟...
أين هدايتك الناس إلى الطريقة (( الثالثة )) التي تــُعلن لنا عنها ؟!!!..
نحن ننتظر ...

hani1984
07-07-2011, 03:01 PM
يعني اخ صلاح الدين اقتنعت ؟ واهتديت

إلى حب الله
07-07-2011, 08:16 PM
الأخ صلاح الدين ...
أشكر لك بداية ًأسلوبك المهذب ..
وشجاعتك لثنائك على المُخالف لك (مثلي) ..

وأما بالنسبة للشدة والتهكم أحيانا ًمن جانبنا (ومن جانبي أنا بالذات) :
فهي لا تأت والله من فراغ وإنما مع مَن يستحق ...
لأنه أحيانا ًيكون التمادي في الجدال بالباطل : مُستفذا ًجدا ًللحق ولنا ...
وهذا ما فعله الزميل غير مستقر هنا ...
فهو يتخصص أحيانا ًفي الدوران حول النقاط التي لا يستطيع لها ردا ً:
فيستفرع منها أمورا ً: لا شأن لحديثنا بها بالمرة !!!..

وهذا بابٌ من السفسطة لا قـِبل لنا به : لا في الوقت ولا في الجهد ..!
وفي هذه الحالة :
تكون شدة التهكم من القوة بحيث تفضح المجادل ومنطقه ولا تترك له
مجالا ًبعدها للتفريع من جديد أو السفسطة ..

ولكن .. ورغم كل ذلك (وأرجو التنبه للكلام التالي جيدا ً) :
فوالله : لا شيء أحب إلينا هنا من هداية إنسان ٍضال ٍأو حائر !!!!!...
بل وأ ُشهد الله عز وجل أني راسلت بعض الإخوة المحاورين الأفاضل :
أ ُذكر نفسي وإياهم بذلك !!.. وأطلب منهم أن الذي يُستفذ منا في مثل
هذه الحوارات معكم : فيشتد عليكم : أن يُسارع أحدنا الآخر للتدخل
للأخذ بيد أحدكم : بعيدا ًعن هذه الشدة التي تطرق إليها الحوار :
فقط : لأن هدفنا الأساسي هو استنقاذكم مما أنتم فيه وليس : الانتصار
للنفس أو صد الباطل فقط !!..

وقد شبهت نفسي وإخواني في ذلك بالطبيب الحليم الذي يصبر على
المريض : حتى لو ضرب المريض طبيبه أو آذاه !!!!...

هذا فقط للأمانة أخي صلاح الدين ..

وأما بالنسبة لشبهتك في الدين عن الله عز وجل : فأرجو أن تنظر في
بريدك الخاص ...

هداني الله وإياك لما يُحب ويرضى ...

سلفي مغربي
07-07-2011, 09:13 PM
نعم ..آمن خير لك و إلا فالنار مثوى لك.

هل تحسب أنك خلقت عبثااااااااااااااا !!!!!!


لقج وضعت لكم فرنسا بلد الدمقراطية.الحقوق.الحرية..........قانونا جديداا ..اخلعي النقاب وإلا ارجعي إلى بلادك ...........أين ردودكم ؟؟؟؟؟ للأسف لم نسمع لكم ركزا ...بل تهافتم على أيديها تقبيلا وعلى أقدامها تلثيما .

وحينما يطلب منك رب البرية كلمة واحدة- (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) - تكبرتم وارتبتم وتمنون انفسكم بالأماني الكاذبة الخاطئة .

لقد ظهر أمر الله و أنتم كارهون والله لم تعد لكم حجة إلا أن تؤمنوا وتستغفروا ربكم .

أمة الله خديجة
09-12-2014, 11:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الأعزاء، أرجو أن يتسع صدركم لسرد مأساتي
أنا مسلمة ختى النخاع، كنت دائما والحمد لله مثالا يقتدى به في الصلاح والتقوى وأنا هنا لا أزكي نفسي فالله هو العالم بخبايا النفوس، إنما ما أود قوله وهو أنني دائما كنت حريصة على اتباع هدى الله، فقد كنت من المتعبدات الزاهدات العاشقات لله وتجلياته الجمالية و كنت في قمة السعادة والرضى بذلك.
كنت قد أصبت بمرض نفسي اسمه "اضطراب الأنية" منذ ما يزيد عن 11 سنة وأنا مازلت إلى حد الأن أعاني أشد أصناف العذاب بسبب هذا المرض. من تبعات هذا المرض، كما قرأت في المواقع العربية، أنه يشد صاحبه لتساؤلات فلسفية عميقة عن الإلاه والوجود. عانيت لدرجة لا أستطيع حتى تصويرها لكم بالكلمات بسبب أفكار كانت تبدو لي صحيحة 100% عن الوجود و كانت أفكار مخيفة لدرجة أنني كنت أصرخ في كثير من الأحيان وفي أحيان أخرى كنت لا أنام ولا أكل. وفي يوم من أيام السنة الفارطة، كنت جالسة على النت وقعت عيني على حديث مفاده أن الله مسح على ظهر أدم فأخرج ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون..إلى أخر الحديث. فأثار هذا الحديث زوبعة من الأفكار والشكوك والشبهات التي أهلكتني وزادتني مرضا وسقما. فأصبح الجحيم الذي أعيشه لا يطاق لدرجة أنني أصبحت أتمنى الموت ولا أجده.
أريد فقط أن أخبركم بأنني لا أشك ولو للحظة أن الله موجودا وأأمن بوجوده كل الإيمان إلا أنني وللأسف ومنذ أن قرأت الحديث وغيره من أمثاله الذين يدلون على أننا مسيرين لا مخيرين، بدأت أشك في عدله وبشدة، بل وأشعر وبما لا يترك مجالا للشك بأنه تعالى عن ذلك "ظالم"، والله أقولها وأنا أكاد مغمى علي من الخوف، ولكنني لا أستطيع أن أرى ظلما وأنافق أو أسكت عنه ففطرتي السليمة وصدقي في بلوغ الحق وارتفاع الظلم يمنعني وبشدة من أن أترك هذا الأمر لأنه ببساطة ليس بيدي، فأنا لا أملك أن أقنع عقلي أو نفسي بشيئ أراه ظلما بأنه ليس ظلما.
أسئلتي الكثيرة جدا تدور في هذا الفلك وهو أن الله ليس بعادل ولدي أدلة كثيرة على هذا على حسب ما فهمها عقلي المتواضع.
وقعت على السؤال الذي طرحه الخ "عير مستقر" بالصدفة لأنني كنت أحاول أن أجد جوابا لنفس السؤال وهو ما ذنب من لم يقتنع بأن دين الإسلام هو الدين الصحيح، أتحدث هنا عن غير المقتنع لا عن الذي ظهر له الحق جليا فأنكره إما تكبرا أو علوا أو غيره...وجدت نفسي أضع نفسي بكل أمانة مكان ذالك الشك أو غير المقتنع خاصة إذا كان يعتقد أن دينه هو الصحيح وهو يعمل جاهدا لطاعة الله بما ينص عليه دينه فما دنبه إذا كان وفيا لدينه أن يجد أن مصيره جهنم خالدا فيها، لتقريب المشهد في أذهانكم ماذا لو كان الإسلام ليس الدين الصحيح ونحن مقتنعون به ووجدنا يوم القيامة أن المسيحية مثلا هي الدين الذي لا يقبل الله غيره، ألا يكون ظلما أن نكون من أهل النار؟؟
هناك أية وأمثالها كثيرة في القرأن الكريم تدل على كلامي وهي:
"قل هل أنبأكم بالأحسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"
إذا كانوا يظنون أنهم يحسنون صنعا أليس الأجدر أن يثابوا على أفعالهم لا أن يعاقبوا؟
هذا فقط سؤل من بين ألاف الأسئلة التي تجول في رأسي والتي أدعوا الله أن يوفقكم لإمدادي بأجوبة مقنعة لها.
أرجو أن أجد عندكم أجوبة لا توبيخات وقسوة وغلظة واتهامات بالكفر، فأنا والله يشهد على ما أقول لا هدف لي من وراء أسئلتي إلا الحق، فأنا عاشقة للحق أينما كان.
لدي سؤال أخر لو سمحتم: ما حكمي في الإسلام هل أعتبر كافرة، وما مصيري إذا مت على هذا الحال، علما بأنني لا أملك أن أغير ما بقلبي من نفور وبغض لكل الأيات والأحاديث التي تشير من قريب أو من بعيد على وجود ظلم في الأمر.

طلب أخير: أنا أحاول ومنذ أن فتحت حسابا في منتداكم المبارك أن أعرف كيفية تصفحه وكيفية طرح سؤال مستقل ولم أعرف أرجو أن تفيدوني في هذا الأمر جزاكم الله خيرا بإرسال رسالة على الخاص حتى أتمكن من الوصول إلى ردودكم.

ولكم جزيل الشكر والثواب.

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الأعزاء، أرجو أن يتسع صدركم لسرد مأساتي
أنا مسلمة ختى النخاع، كنت دائما والحمد لله مثالا يقتدى به في الصلاح والتقوى وأنا هنا لا أزكي نفسي فالله هو العالم بخبايا النفوس، إنما ما أود قوله وهو أنني دائما كنت حريصة على اتباع هدى الله، فقد كنت من المتعبدات الزاهدات العاشقات لله وتجلياته الجمالية و كنت في قمة السعادة والرضى بذلك.
كنت قد أصبت بمرض نفسي اسمه "اضطراب الأنية" منذ ما يزيد عن 11 سنة وأنا مازلت إلى حد الأن أعاني أشد أصناف العذاب بسبب هذا المرض. من تبعات هذا المرض، كما قرأت في المواقع العربية، أنه يشد صاحبه لتساؤلات فلسفية عميقة عن الإلاه والوجود. عانيت لدرجة لا أستطيع حتى تصويرها لكم بالكلمات بسبب أفكار كانت تبدو لي صحيحة 100% عن الوجود و كانت أفكار مخيفة لدرجة أنني كنت أصرخ في كثير من الأحيان وفي أحيان أخرى كنت لا أنام ولا أكل. وفي يوم من أيام السنة الفارطة، كنت جالسة على النت وقعت عيني على حديث مفاده أن الله مسح على ظهر أدم فأخرج ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون..إلى أخر الحديث. فأثار هذا الحديث زوبعة من الأفكار والشكوك والشبهات التي أهلكتني وزادتني مرضا وسقما. فأصبح الجحيم الذي أعيشه لا يطاق لدرجة أنني أصبحت أتمنى الموت ولا أجده.
أريد فقط أن أخبركم بأنني لا أشك ولو للحظة أن الله موجودا وأأمن بوجوده كل الإيمان إلا أنني وللأسف ومنذ أن قرأت الحديث وغيره من أمثاله الذين يدلون على أننا مسيرين لا مخيرين، بدأت أشك في عدله وبشدة، بل وأشعر وبما لا يترك مجالا للشك بأنه تعالى عن ذلك "ظالم"، والله أقولها وأنا أكاد مغمى علي من الخوف، ولكنني لا أستطيع أن أرى ظلما وأنافق أو أسكت عنه ففطرتي السليمة وصدقي في بلوغ الحق وارتفاع الظلم يمنعني وبشدة من أن أترك هذا الأمر لأنه ببساطة ليس بيدي، فأنا لا أملك أن أقنع عقلي أو نفسي بشيئ أراه ظلما بأنه ليس ظلما.
أسئلتي الكثيرة جدا تدور في هذا الفلك وهو أن الله ليس بعادل ولدي أدلة كثيرة على هذا على حسب ما فهمها عقلي المتواضع.
وقعت على السؤال الذي طرحه الخ "عير مستقر" بالصدفة لأنني كنت أحاول أن أجد جوابا لنفس السؤال وهو ما ذنب من لم يقتنع بأن دين الإسلام هو الدين الصحيح، أتحدث هنا عن غير المقتنع لا عن الذي ظهر له الحق جليا فأنكره إما تكبرا أو علوا أو غيره...وجدت نفسي أضع نفسي بكل أمانة مكان ذالك الشك أو غير المقتنع خاصة إذا كان يعتقد أن دينه هو الصحيح وهو يعمل جاهدا لطاعة الله بما ينص عليه دينه فما دنبه إذا كان وفيا لدينه أن يجد أن مصيره جهنم خالدا فيها، لتقريب المشهد في أذهانكم ماذا لو كان الإسلام ليس الدين الصحيح ونحن مقتنعون به ووجدنا يوم القيامة أن المسيحية مثلا هي الدين الذي لا يقبل الله غيره، ألا يكون ظلما أن نكون من أهل النار؟؟
هناك أية وأمثالها كثيرة في القرأن الكريم تدل على كلامي وهي:
"قل هل أنبأكم بالأحسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"
إذا كانوا يظنون أنهم يحسنون صنعا أليس الأجدر أن يثابوا على أفعالهم لا أن يعاقبوا؟
هذا فقط سؤل من بين ألاف الأسئلة التي تجول في رأسي والتي أدعوا الله أن يوفقكم لإمدادي بأجوبة مقنعة لها.
أرجو أن أجد عندكم أجوبة لا توبيخات وقسوة وغلظة واتهامات بالكفر، فأنا والله يشهد على ما أقول لا هدف لي من وراء أسئلتي إلا الحق، فأنا عاشقة للحق أينما كان.
لدي سؤال أخر لو سمحتم: ما حكمي في الإسلام هل أعتبر كافرة، وما مصيري إذا مت على هذا الحال، علما بأنني لا أملك أن أغير ما بقلبي من نفور وبغض لكل الأيات والأحاديث التي تشير من قريب أو من بعيد على وجود ظلم في الأمر.

طلب أخير: أنا أحاول ومنذ أن فتحت حسابا في منتداكم المبارك أن أعرف كيفية تصفحه وكيفية طرح سؤال مستقل ولم أعرف أرجو أن تفيدوني في هذا الأمر جزاكم الله خيرا بإرسال رسالة على الخاص حتى أتمكن من الوصول إلى ردودكم.

ولكم جزيل الشكر والثواب.

أختي وفقك الله

الخطأ الذي ارتكتبتيه حقاً هو أنك استقللتي بفهم النصوص ولم تجمعي بعضها إلى بعض وهذا أمر عسير على مثلك ولكن عند العودة إلى شروح العلماء وتفسيراتهم تزول كل الإشكالات

فمثلاً قولك أن الإنسان مسير وغير مخير

هذا لا يوجد نص يدل عليه هذه الدلالة بل هناك نصوص تناقض هذا المفهوم

كقوله تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )

وهذا الذي وقع لك ناشيء عن شبهة قديمة وهي أن الله إذا كان قد علم ما في العباد وقدر عليهم ذلك فمعناه أنه قد أجبرهم على الكفر

وليس الأمر هكذا أبداً بل هو علم منهم الكفر وقدره عليهم وعلم الإله شيء خارج عن تصورنا

ولو قلنا كما قال بعض المنتسبين للإسلام أن الله لا يعلم بالفعل قبل أن يحصل أو أنه سبحانه لم يقدر الشر ، لكان واقع الأمر أنه يعصى رغماً عنه أو أنه يجهل

فما الفهم الصحيح لمسألة القدر ؟

قال الله تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ ) فالإضلال له سبب وهو عقوبة على شيء تقدم في نفس الإنسان كما أن الهداية مكافأة

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

وقال تعالى : ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ)

قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} فأضاف نقض الميثاق إليهم وتقسية القلوب إليه فالأول سبب منهم والثاني جزاء منه سبحانه

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّر}

فهذا في باب المكافأة وذلك في باب العقوبة

ويزداد الأمر وضوحاً إذا علمت أن الله عز وجل له إرادتان إرادة كونية وهذه تستلزم الوقوع ولا تستلزم المحبة

( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) وهذا من تمام ملكه وعلمه أنه لا يحصل في ملكه إلا ما يعلم وقوعه ابتداءً ويأذن هو بوقوعه وإن كان لا يحبه

وهذا معنى قوله تعالى ( يهدي من يشاء ويضل من يشاء ) وهذا كبقية أفعاله لها أسباب فالرزق له أسباب أيضاً قد بينت النصوص أسبابه ، فتلك القبضة التي للجنة لأمر علمه الرب فيهم وتلك القبضة التي للنار لأمر علمه الله فيهم

وهناك إرادة شرعية يحب الله وقوعها وقد تقع وقد لا تقع

الله عز وجل خلق الخلق وأودع فيهم الفطرة وهذه حجته الأولى عليهم ثم أخذ عليهم الميثاق وهذه حجته الثانية ولم يكتفِ بهاتين الحجتين

بل اشترط ألا يعذب حتى يبعث رسولاً قال تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )

وأيد جميع الرسل بما ينبغي لإقناع أصحاب القلوب غير المتكبرة

ففكرة وجود إنسان يسمع الوحي ويفهمه من رسول أو نبي ولا يقتنع دون بلاء في قلبه هذه صورة ممتنعة

والله عز وجل في قدرته قادر على ألا يؤيد أنبياءه بشيء من هذا بل فقط يطالب الناس بحجتهم على ما يعتقدون وساعتئذ سيظهر أنهم يؤمنون بأمور لا يتوفر عليها من الأدلة عشر ما في دين الله عز وجل

وأما الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، فأسباب الضلال متعددة

منها العناد

ومنها الجهل الناشيء عن الكبر عن التعلم

وهذا النوع الثاني هو الذي يفعل صاحبه ما يظن أنه حسن لجهله ولكن سبب هذا الجهل كبر في قلبه عن سماع الحق

وهناك في الإسلام أهل الفترة وهم الذين لم تبلغهم الرسالة وهؤلاء لهم حكم خاص في الآخرة

قال عبد الرزاق في تفسيره 1541 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْفَتْرَةِ وَالْمَعْتُوهَ , وَالْأَصَمَّ , وَالْأَبْكَمَ , وَالشِّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يُدْرِكُوا الْإِسْلَامَ , ثُمَّ يُرْسِلُ رَسُولًا إِلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ» , قَالَ: " فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ؟ , قَالَ: «وَايْمِ اللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا , ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]

هذا كله تحقيق للعدل

وقال تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ)

ودعوى عدم الاقتناع يدعيها كل مبطل في الدنيا فهل ننتظر أن يأتينا ويقول ( أنتم على الحق ولكنني معاند )

وهل ينتظر من يرفض فكرة الوعيد أن يقال ( خالف الغاية التي جئت إلى الدنيا من أجلها واكفر بالذي خلقك وسبه وادع الناس إلى الكفر ثم لا يضرك هذا كله وتكون نهايتك كنهاية الحيوانات التي تسبح بحمد الله )

وهل ينتظر من يعترض على القدر أن يقال له ( أن الله يراه يعصي ولا يمكنه منعه من المعصية ! من الأقوى الآن ، وإنما يقول له الرب أنا تركتك تعصي بإرادتي فما تشاء إلا أن أشاء أنا ولكنني أدعوك لترك هذه المعصية والتوبة وأبسط يدي إليك لتتوب )

والشريعة ليست عدلاً فقط بل هي في كثير منها فضل

فمن ذلك أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة لا يجزى إلا مثلها ولو شاء لجعلهما سواء وكان هذا عدلاً

ومن ذلك أن من هم بسيئة لا تكتب حتى يفعلها ومن هم بحسنة فإنها تكتب وإن لم يفعلها

ومن ذلك أن جعل المصائب مع ما فيها من الموعظة مكفرات للذنوب ولو شاء لجعلها مواعظ فقط

ومن ذلك أنه عرفنا بمواطن استجابة الدعاء وجعل مواسم للخير تضاعف فيها الأعمال ولو شاء لأخفاها

ومن ذلك أن بين لنا الحقائق الدينية أعظم بيان في الكتاب والسنة وفند شبهات أهل الباطل أعظم تفنيد

ومن ذلك أنه سبحانه لك يكتف بالميثاق الذي أخذه على الخلق ولا بالفطرة بل تعهد أنه لا يعذب إلا بعد أن يرسل رسولاً

ومن ذلك أنه رحم الله هذه الأمة بألا يأخذهم بالعذاب عامة وأمهلهم ، وكل نفس يأخذه الكافر أو الفاسق رحمة من الله وفرصة جديدة له للعودة إلى الله والتكفير عما جنت يداه

ومن رحمته أن جعل الذنوب صغائر وكبائر ولو شاء لجعلها كلها كبائر ومن رحمته أن جعل الأعمال الصالحة والاستغفار وإن لم يقترن بتوبة من مكفرات الذنوب

ومن رحمته أن لم يشترط على التائب في أكثر الذنوب كفارة بل توبة العبد بينه وبين ربه ولم يشترط عليه الاعتراف لأحد سواه سبحانه

ومن رحمته أن عرفنا به سبحانه بأسمائه وصفاته حتى عمرت القلوب الخربة بسناء محبته وتعظيمه وخشيته فاستقامت

ومن رحمته أن جعل في هذه الأمة فرقة ناجية وطائفة منصورة وأئمة مجددين يهدون من الغواية ويبصرون من العمى وفتح على قلوبهم بفتوح لولا منه ورحمته لما كانت

ومن رحمته أنه لم ينهَ عن شيء إلا ونهى عن وسائله فلما نهى عن الزنا أمر النساء بالاحتجاب ونهى عن الخلوة وأمر بغض البصر ونهى عن الاختلاط وأمر بالزواج وتيسيره ، ولما نهى عن الاقتتال نهى عن كل من يثيره من الغضب والعصبية والإفراط في حب الدنيا والتظالم بين الناس ، ولما نهى عن السرقة أمر بالزكاة والصدقة وحث على الاكتساب ، بل كانت كفارة الظهار وقتل الخطأ والجماع في نهار رمضان عند العجز عن العتق إطعام ستين مسكينا وتأمل كيف أن تذنب في حق الله عز وجل وتكون كفارتك أن تحسن إلى خلقه ، وفي هذا المعنى حديث ( مرضت فلم تعدني ) وفي آخره ( مرض عبدي فلان ولو جئته لوجدتني عنده )

ومن رحمته أنه يجيب المضطر وإن كان كافراً ، وينصر المظلوم وإن كان كافراً

ومن رحمته أنك ترى في هذه الدنيا الأمراض والآلام والأوجاع فيرق قلبك وتعلم ضعفك وتتجه لربك وتنفر من النار ، ولا تركن إلى الدنيا


وهناك شيء كثير من هذا في الشريعة

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 01:05 PM
وهنا فائدة لطيفة كثير ممن يحتج بالقدر ويحاول جعله وسيلة لمخاصمة الله عز وجل إنما هو يقتدي بإبليس

قال ابن تيمية كما في مجموعة الرسائل والمسائل :" بل قد قال إبليس " فيما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين " فأصر واحتج بالقدر، فكان ذلك زيادة في كفره، وسبباً لمزيد عذابه، وأما آدم عليه السلام فإنه قال " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر وترحمنا لنكونن من الخاسرين " قال تعالى: " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " فمن استغفر وتاب كان آدمياً سعيداً. ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسياً شقياً. وقد قال تعالى لإبليس: " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين "

والقدر يحتج به على المصائب لا المعائب فيقال ( قدر الله وما شاء فعل ) في أمر المصيبة التي لا يد للإنسان فيها ولا يقال هذا في المعصية والكفر

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 01:06 PM
وهنا موضوع جميل جداً للدكتور حسن المرسي في هذه المسألة http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30897-%E4%D9%D1%C7%CA%F5-%DD%EC-%D3%F6%DD%D1-%C7%E1%CD%DF%E3%C9

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 01:34 PM
قال: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأنعام:148-149)

هذه من أبلغ الآيات في المسألة

ومن أحسن الكتب التي عالجت هذه المسألة بأسلوب لطيف ومفهم رسالة عبد الرحمن السعدي ( الدرة البهية شرح القصيدة التائية )

والقصيدة التائية هذه قصتها أن رجلاً شيعياً اسمه السكاكيني جاء لابن تيمية وادعى أنه كتابي ذمي وأنه كيف يعذبه الله عز وجل ليقنع ابن تيمية بنفي القدر كما هو مذهبه فقال هذه الأبيات

أيا علماء الدين، ذمي دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ... ولم يرضه مني، فما وجه حيلتي؟
دعاني، وسد الباب عني، فهل إلى ... دخولي سبيل؟ بينوا لي قضيتي
قضى بضلالي1، ثم قال: ارض بالقضا ... فهل2 أنا راض بالذي فيه شقوتي
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا ... فربي لا يرضى بشؤم بليتي
وهل3 لي رضا، ما ليس يرضاه سيدي ... فقد حرت دلوني على كشف حيرتي
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة ... فهل أنا عاص في إتباع المشيئة؟
وهل لي اختيار أن أخالف حكمه؟ ... فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي

فرد عليه ابن تيمية رأساً

سؤالك ياهذا سؤال معاند ... مخاصم رب العرش بارى البرية ... فهذا سؤال خاصم الملأ العلا ... قديما به إبليس أصل البلية ... و من يك خصما للمهيمن يرجعن ... على أم رأس هاويا فى الحفيرة ... و يدعى خصوم الله يوم معادهم ... الى النار طرا معشر القدرية ... سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا ... به الله أو مارواد به للشريعة ... و أصل ضلال الخلق من كل فرقة ... هو الخوض في فعل إلاله بعلة ... فإنهموا لم يفهموا حكمة له ... فصاروا على نوع من الجاهلية ... فإن جميع الكون أوجب فعله ... مشيئة رب الخلق بارى الخليقة ... و ذات إله الخلق و اجبة بما ... لها من صفات و اجبات قديمة ... مشيئته مع علمه ثم قدرة ... لوازم ذات الله قاضي القضية ... و إبداعه ما شاء من مبدعاته ... بها حكمة فيه و أنواع رحمة ... و لسنا إذا قلنا جرت بمشيئة ... من المنكري آياته المستقيمة ... بل الحق أن الحكم لله و حده ... له الخلق و الأمر الذي في الشريعة ... هو الملك المحمود فى كل حالة ... له الملك من غير إنتقاص بشركة ... فما شاء مولانا إلا ... له فإنه يكون و مالا لا يكون بحيلة ... و قدرته لانقص فيها و حكمه ... يعم فلا تخصيص فى ذي القضية

في أبيات عديدة وقد شرحها السعدي بما أوضحها تماماً وأصاف فوائد عديدة من أراد أن يفهم المسألة ويتثقف في خلاف الأمة في مسألة القدر فليراجع هذا الكتيب الذي كتبه السعدي وهو متوفر في الشبكة ويقرأ في جلسة أو جلستين

التوحيد غايتي
09-12-2014, 01:49 PM
السلام عليكم
الأخت خديجة أسأل الله أن يهديني وإياكِ ، واضطراب الآنية ربما هو لدي أيضا والله المستعان لذلك شفاكِ الله وعافاكِ
أخيتي الكثير من تلك الأسئلة ربما تراود الإنسان ، لكن الواجب أن لا تسترسلي وتصفي الله عزّ وجلّ بما وصفتِ ، بل تقولي أنا الضعيفة والأكيد أنا التي لا تفهم والواجب عليّ التعلم والسؤال ، يعني النّاس من حولنا الحمد لله أحوالهم طيبة ونحن الأذكياء الذين اكتشفنا مالم يكتشفوا ؟! ، بل أتذكر أختا لما أستاذة لنا في المسجد تكلّمت عن الاحتجاج بالقدر على المعصية قالت لي : لم أفكر ولم يأتي هذا الأمر على بالي يوما ؟ ولا أدري كيف للنّاس أن تفكّر هكذا ؟ أنا عن نفسي تفاجأت من ردّها مع سيل الأفكار التي تجتاحني والله المستعان.

الأستاذ أبو جعفر بارك الله فيه أجاب وأراحنا وأزاح عنّا همًّا ولله الحمد ، جزاه الله خيرا.
وآسفة على التقدم بين يديه ، هذه صوتية أفادتني كثيرا لأنّي كانت لدي تساؤلات مثلك ، وذلك الحديث أتذكر لمّا سمعته أحدث فيّ زوبعة أيضا والله المستعان
المهم تفضلي الصوتية بارك الله فيكِ وأسأل الله أن يشفيني وإياكِ.

تبسيط لمسائل القضاء والقَدَر للشيخ رسلان حفظه الله (http://www.rslan.info/mp3//361_01.mp3)

أمة الله خديجة
09-12-2014, 02:20 PM
أخي أبو جعفر المنصور، شكرا لك على التفاعل.
أولا: أوردت أيات أقل ما يمكنني أن أقول عنها وهوأنها تبعث في قلبي الرعب
قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}

إذا كان الله رحيما بعباده فلماذا يطبع على قلوبهم ويختم عليها..أليست هذه قسوة؟ ثم ألا يتعارض هذا مع مبدأ التوبة والإنابة المفتوحة الأمد أمام العبد مالم يغرغر؟

ثانيا: أرجو أن توضح أكثر ما قصدته بقولك

وهذا معنى قوله تعالى ( يهدي من يشاء ويضل من يشاء ) وهذا كبقية أفعاله لها أسباب فالرزق له أسباب أيضاً قد بينت النصوص أسبابه ،

هل معنى كلامك أن أيات الهداية والضلالة تدخل في إطار علم الله وإرادته؟ أرجو التوضيح أكثر.

ثالثا: كيف يمكن أن يكون هذا الكلام صحيحا؟

ففكرة وجود إنسان يسمع الوحي ويفهمه من رسول أو نبي ولا يقتنع دون بلاء في قلبه هذه صورة ممتنعة

بمعنى أنني مثلا لا أجد في قلبي كبرا ولا علوا ولكنني من المستحيل أن أبدل ديني بدين أخر مثلا المسيحية، لأنني مقتنعة بأن ديني هو الدين الصحيح وأرفض بشدة حتى الخوض في الأمر لأن هناك هاجس نفسي قوي يمنعني حتى من التفكير في ذلك وهو النار، فماذا سيكون مصيري إذن إن لم أؤمن. معنى كلامي أنه كما نجد أن هناك مسلمين ليسوا على استعداد بالمطلق بأن يبدلوا دينهم لإعتقادهم الراسخ بأنه الدين الصحيح بالأدلة ولابراهين، وهم بذلك يعتقدون أنهم لله مطيعين وبأنهم على الصراط الستقيم فإن هناك من هم يعتقدون بنفس الشيئ من أصحاب الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية مثلا لأنهم مقتنعين بأن دينهم هو الدين الصحيح ويجدون صعوبة في تقبل ما جاء به ديننا...ألا يكون من الظلم أن يقضي الإنسان حياته متعبدا لله وهو صادق في اتباعه لدين أمن به ولم يقتنع بغيره أن يكون مصيره النار؟؟
أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت في ذهنك.
مرة أخرى لست هنا لأحاجج أو أعاند إنما أبحث عن رأي يقنعني!

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 02:29 PM
أخي أبو جعفر المنصور، شكرا لك على التفاعل.
أولا: أوردت أيات أقل ما يمكنني أن أقول عنها وهوأنها تبعث في قلبي الرعب
قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وقال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}

إذا كان الله رحيما بعباده فلماذا يطبع على قلوبهم ويختم عليها..أليست هذه قسوة؟ ثم ألا يتعارض هذا مع مبدأ التوبة والإنابة المفتوحة الأمد أمام العبد مالم يغرغر؟

ثانيا: أرجو أن توضح أكثر ما قصدته بقولك

وهذا معنى قوله تعالى ( يهدي من يشاء ويضل من يشاء ) وهذا كبقية أفعاله لها أسباب فالرزق له أسباب أيضاً قد بينت النصوص أسبابه ،

هل معنى كلامك أن أيات الهداية والضلالة تدخل في إطار علم الله وإرادته؟ أرجو التوضيح أكثر.

ثالثا: كيف يمكن أن يكون هذا الكلام صحيحا؟

ففكرة وجود إنسان يسمع الوحي ويفهمه من رسول أو نبي ولا يقتنع دون بلاء في قلبه هذه صورة ممتنعة

بمعنى أنني مثلا لا أجد في قلبي كبرا ولا علوا ولكنني من المستحيل أن أبدل ديني بدين أخر مثلا المسيحية، لأنني مقتنعة بأن ديني هو الدين الصحيح وأرفض بشدة حتى الخوض في الأمر لأن هناك هاجس نفسي قوي يمنعني حتى من التفكير في ذلك وهو النار، فماذا سيكون مصيري إذن إن لم أؤمن. معنى كلامي أنه كما نجد أن هناك مسلمين ليسوا على استعداد بالمطلق بأن يبدلوا دينهم لإعتقادهم الراسخ بأنه الدين الصحيح بالأدلة ولابراهين، وهم بذلك يعتقدون أنهم لله مطيعين وبأنهم على الصراط الستقيم فإن هناك من هم يعتقدون بنفس الشيئ من أصحاب الديانات الأخرى كاليهودية والنصرانية مثلا لأنهم مقتنعين بأن دينهم هو الدين الصحيح ويجدون صعوبة في تقبل ما جاء به ديننا...ألا يكون من الظلم أن يقضي الإنسان حياته متعبدا لله وهو صادق في اتباعه لدين أمن به ولم يقتنع بغيره أن يكون مصيره النار؟؟
أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت في ذهنك.
مرة أخرى لست هنا لأحاجج أو أعاند إنما أبحث عن رأي يقنعني!

لماذا يجعلك تخافين أو ترتعبين إذا كنت لا تضمرين شراً في قلبك

بل هذه الآيات ينبغي أن تبعث الطمأنينة في القلب أن من أراد الهدى بقلب سليم وجده

وهذا من مقاصد الوحي أن يرهب الذين على الضلال ويرغب الذين على الحق وهذا هو عين الرحمة فليس من الرحمة أن يكون المرء على طريق الشقاء أو في الطريق الخطأ ويخالف الغاية التي خلق من أجلها ويتبع الشيطان وينفذ إرادته ثم يخاطب بغير تخويف أو ترهيب أو بيان واضح لما هو عليه من الضلال

الله رحيم نعم ولكنه حكيم وعدل أيضاً

لا يمكن أن يجعل أصحاب القلوب السليمة ومن طلبوا الحق والهدى كمن همن متكبرون وعالون في الأرض

ونعم التوبة موجودة إلى الغرغرة ولا تعارض فإن الإنسان إذا قرر أن يزيل السبب يزول المسبب فإذا قرر أن يزيل الكبر من قلبه ستزول عقوبة الكبر من عدم فهم الوحي

وفي الواقع لا يظهر أبداً أنك معاندة ولكن الذي يظهر عدم إعطاء النفس الفرصة للتأمل في الكلام

فقد أخبرتك آنفاً أن الله لا يعذب إلا من بعث إليه رسول وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي إلا كان مصيره النار )

فقال ( يسمع بي ) فلا بد من السماع والسماع الصحيح أيضاً وما ربك بظلام للعبيد وأما من لم يعرف الدين فهذا حكمه حكم أهل الفترة

ولهذا أنا تكلمت في ردي عن أهل الفترة وقد تجاوزتيه لأنك لم تعطِ نفسك فرصة للتأمل

والإيمان القوي ليس معناه عدم قبول النقاش بل الإيمان القوي علامته التجاوب وبناء العقيدة على براهين قوية والبراهين لا تزول بمجرد الشك

والله عز وجل لا يهتدي أحد إلا بعلمه وتأملي الكلام الذي ذكرته لك عن الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

أمة الله خديجة
09-12-2014, 03:02 PM
أخي جعفر المنصور

النقاط التي تثيرها مهمة جدا فأنت إلى حد الأن قد أجبت وبطريقة ممتازة علا بعض تساؤلاتي التي كانت تحيرني ولكن لا زال الكثير منها بدون أجوبة

"وهذا من مقاصد الوحي أن يرهب الذين على الضلال ويرغب الذين على الحق وهذا هو عين الرحمة فليس من الرحمة أن يكون المرء على طريق الشقاء أو في الطريق الخطأ ويخالف الغاية التي خلق من أجلها ويتبع الشيطان وينفذ إرادته ثم يخاطب بغير تخويف أو ترهيب أو بيان واضح لما هو عليه من الضلال"

هذا كلام جميل جدا لا يمكن لطالب حق أن ينكر صدقه ومنطقيته، ولكن ما يحز في نفسي وهو لماذا يطمس الله على قلوب هؤلاء ألم يكن جديرا برب رحيم أن يزيح عنهم الغشاوة بدل أن يطمس على قلوبهم، ثم كيف لإنسان مطبوع على قلبه بأن لا يرى الحق أن يزيل الكبر من قلبه أو أن يفقه شيئا من هذا القبيل؟؟


أود أن تمعن الشرح بخصوص أيات الهداية والضلال وعلاقتها بعلم الله وإرادته لأن هذه الأيات كانت أول ما استشكل علي فهمه بعد الحديث الذي ذكرت أنفا، وهي أيضا كانت السبب في خلق أسئلة كثيرة جاءت بعدها.

لم أقتنع بعد لماذا يعذب من لم يقتنع لأنني أرى أنه من "الظلم" أن يعاقب شخص ليس في قلبه لا كبر ولا علو لمجرد أنه لم يقتنع أو لأنه خاف من العذاب الذي توعده الله في دينه، ولا يخفى عليكم الإرهاب النفسي الذي تسببه فكرة النار إذا ما فكر الإنسان أن يبدل دينه!


بورك فيكم وزادكم فهما وعلما

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 03:17 PM
أخي جعفر المنصور

النقاط التي تثيرها مهمة جدا فأنت إلى حد الأن قد أجبت وبطريقة ممتازة علا بعض تساؤلاتي التي كانت تحيرني ولكن لا زال الكثير منها بدون أجوبة

"وهذا من مقاصد الوحي أن يرهب الذين على الضلال ويرغب الذين على الحق وهذا هو عين الرحمة فليس من الرحمة أن يكون المرء على طريق الشقاء أو في الطريق الخطأ ويخالف الغاية التي خلق من أجلها ويتبع الشيطان وينفذ إرادته ثم يخاطب بغير تخويف أو ترهيب أو بيان واضح لما هو عليه من الضلال"

هذا كلام جميل جدا لا يمكن لطالب حق أن ينكر صدقه ومنطقيته، ولكن ما يحز في نفسي وهو لماذا يطمس الله على قلوب هؤلاء ألم يكن جديرا برب رحيم أن يزيح عنهم الغشاوة بدل أن يطمس على قلوبهم، ثم كيف لإنسان مطبوع على قلبه بأن لا يرى الحق أن يزيل الكبر من قلبه أو أن يفقه شيئا من هذا القبيل؟؟


أود أن تمعن الشرح بخصوص أيات الهداية والضلال وعلاقتها بعلم الله وإرادته لأن هذه الأيات كانت أول ما استشكل علي فهمه بعد الحديث الذي ذكرت أنفا، وهي أيضا كانت السبب في خلق أسئلة كثيرة جاءت بعدها.

لم أقتنع بعد لماذا يعذب من لم يقتنع لأنني أرى أنه من "الظلم" أن يعاقب شخص ليس في قلبه لا كبر ولا علو لمجرد أنه لم يقتنع أو لأنه خاف من العذاب الذي توعده الله في دينه، ولا يخفى عليكم الإرهاب النفسي الذي تسببه فكرة النار إذا ما فكر الإنسان أن يبدل دينه!


بورك فيكم وزادكم فهما وعلما

الطمس على قلوبهم لم يأتٍ إلا بعد أن سمعوا البراهين وآثروا ليس التكذيب بالحق فقط بل أذية أهل الحق

ولو سألوا الله الهداية لأزاح عنهم العشاوة ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) فالطمس عقوبة لجريمة مركبة ودفع متكرر للحجج ، ولو كان الراد للحجج والمتكبر سيزال عن قلبه الغشاوة أيضاً فما الفرق بين الاثنين ؟

( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )

وما الذي استفاده المتواضع من تواضعه

والكافر مسماه الحقيقي كافر جاحد لله عز وجل أو لعبوديته صارف لحقوقه لغيره يعيش تحت سمائه ويتنعم بنعمه ثم يسخر من رسله

اختزال هذه الحال ب( لم يقتنع ) اختزال سيء ، كما افترضتي أن يكون الله عادلاً فمن عدله أن يبين الحق لعباده وأن يمنحه لمن يطلبه وهذا ما نوقن معاشر المؤمنين أنه واقع وضروري ، ولماذا يخاف المرء من العقوبة التي في دينه ولا يخاف من العقوبة التي في ديننا لو كان ليس مستكبراً أو مؤثراً للدنيا أو اعتبار آخر لما منعه من الإيمان شيء

وفكرة النار بحد ذاتها لا يمكن أن تكون نتاجاً بشرياً

لأن في الفلسفة المادية أن فكرة الدين جاءت لتطمئن النفوس ولكن الخلود في النار فكرة مخيفة إلى درجة أنه لا يمكن أن يخترعها بشر

وما تسمينه بالإرهاب النفسي هو ما يسميه رب العالمين ب( الترهيب ) و ( التخويف ) وهي وسيلة مناسبة مع بعض العباد والشرع لم يأتِ بذكر العقاب فقط بل جاء بذكر الثواب والعقاب

وتدبري هذه الآيات

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)

ألا يكفي أنهم يكفرون به ويؤذون أولياءه ثم يرزقهم ويصبر عليهم

قال مسلم في صحيحه 7182- [49-2804] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ ، وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ ، ثُمَّ هُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ.

والذي يريده منك أمرٌ هين فقط الاعتراف بوحدانيته ثم عبادته ولو كا في قلبك مثقال ذرة من إيمان لنجوت يوم القيامة

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 03:20 PM
قال تعالى : ( سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يستكبرون فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)

فلما قال أن المستكبرين يصرفون فمفهوم هذا أن المتواضعين لا يصرفون أبداً بل يفتح على قلوبهم بالخير

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 03:57 PM
وهنا تنبيه على أمر هام جداً وهي تلك الفكرة التي زرعوها في عقول بعض الشباب وهي أنك إنما تؤمن أو تتمسك بدينك خوفاً من النار !

وهذه الفكرة مضحكة جداً لأنها اعتراف ضمني بوجود النار إذ كيف يخاف المرء من شيء غير موجود أو شيء ثبت الدليل القاطع أنه غير موجود

وبهذه الطريقة يزرع في عقل الشاب ( أنا لا أخاف من النار لهذا لست مؤمناً أنا قوي وشجاع )!!

فيصير دافعه في البحث والكفر إثبات أنه لا يخاف !

وإذا كان الوحي قد يطلع عليه من ليس في عقله شيء ولا في قلبه دخينة ويدفعه ولا يقتنع به لما صار وحياً بل لصار فكرة صحيحة من إنسان ضعيف التعبير أو فكرة كاذبة أو مشوشة

فإذا كانت القضايا العادلة لا يمكن أحد مكابرتها في هذه الدنيا وتكون واضحة أقصى الوضوح ومع ذلك نجد من يكابرها وبمجرد أن نراه كذلك نعلم أنه فيه دخن فكيف بأوضح الواضحات

أمة الله خديجة
09-12-2014, 04:51 PM
أخي جعفر أبو المنصور
كلامك كله حكم إلى حد الأن ولكني سأسألك سؤالا مباشرا أرجو أن تجيبني عليه إجابة مباشرة لو سمحت

هل كل من لم يؤمن بالإسلام معاند أو مكابر؟

أنا شخصيا أعرف الكثرين من أطيب خلق الله وأنظفهم سريرة وأكثرهم تواضعا ولكنهم ليسوا مسلمين مع أنهم تعرفوا على الإسلام ولكنهم متيقنين بدينهم ومخلصين له وهم بذلك يحسبون أنهم على الحق، مثلك تماما...ماذا لو كانت المسيحية هي الدين الحق مثلا ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين وأنت لم تفعل في حياتك إلا الخير وكنت مخلصا للدين الذي ارتأيت أنه دين الحق واطمأن قلبك له وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق..هل سيكون من المنطق والعدل أن تعاقب بجهنم خالدا فيها؟؟

إذا كان جوابك بأن هذا سيكون ظلما، وأنا لا أرى أن هناك عاقلا سليم الفطرة يحكم بغير ذلك، فلماذا إذن عندما يتعلق الأمر بالطرف الأخر لا نحكم له بنفس الحكم أي بأن ذلك سيكون ظلما في حقهم؟؟

أرجوك أن تحكم ضميرك قبل أن تجيبني على هذا السؤال ولتضع بعين الإعتبار الألاف الذين لا يتكبرون ولا يعاندون ولاكنهم فقط مؤمنون بدينهم لدرجة جعلتهم يستبعدون فكرة صحة دين أخر بالمطلق!

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 05:01 PM
لقد قلت في المشاركة الأولى أن الكفر له أسباب

منها الكبر والعناد

ومنها الجهل والجهل نوعان جهل ناشيء عن التفريط وجهل العاجز عن التعلم والثاني يعذر به المرء والأول لا

فأهل الفترة الذين لم يصل إليهم الدين ليسوا مسلمين ومع ذلك ليسوا معاندين ولا حتى معذبين يوم القيامة بإطلاق

وموانع الإيمان كثيرة فقد يكون الإنسان تعامله طيباً مع الناس ولكنه يحمل في قلبه حسداً لأهل الحق أو إيثاراً للدنيا لا يريد أن يخسر وظيفته أو بعض أصدقائه المقربين فيؤثر الكفر مع علمه بالحق

وكثير من الناس لم يبلغهم الدين بشكل صحيح لهذا نحن نشتغل بالدعوة

قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

فهنا يتكلم رب العالمين عن أناس منعهم من الإيمان هذه الأمور وليس هذا عذراً عنده

أبو طالب عم الرسول كان إنساناً طيباً مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه رفض التوحيد تعصباً لآبائه وقال ( أنا على ملة عبد المطلب ) ولو كان نطق بالشهادتين قبل الموت لنجى

فالإسلام الذي هو خطاب الله حقاً لا يسمع به أحد خال من الكبر والعناد وأي دوافع أخرى إلا ويؤمن به لأنه خطاب الله للقلوب

وقد ذكرت لك في المشاركات الأولى هذه الآية

قال تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ )

فالله عز وجل أمر نبيه أن يحسن للمشرك الجاهل ويجيره لكي يسمعه القرآن وقال ( ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ) ولو كان كل غير مسلم في نظرنا معاند لما دعونا أحد ولما أمر الله بمجادلة أهل الكتاب ولا بإجارة المشرك ليسمع القرآن

ولا تلازم بين الحكم على الإنسان بأن كافر في الدنيا وبأنه في النار في الآخرة

فهنا من هو في حكم أهل الفترة لأنه لم يبلغه الدين الصحيح

وأمر القلوب لله عز وجل هو يحكم بين عباده وهو يعلم ما فيها

والناس منهم من يحكم بأنه على صواب مطلقاً وأنه لا يخالفه إلا معاند وهذا في عامة الأديان والتفصيل هنا يكاد يكون من مفاريد الإسلام

ومن الناس من نظرته للحق نسبية ولكنه متناقض إذ يقتنع بالنسبية اقتناعاً مطلقاً !! ويثرب على ملا يأخذ بها

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 05:17 PM
من الناس من يكون لطيفاً مع الخلق طلباً لرضاهم ولمدحهم أو يكون طالباً لأمر من أمر الدنيا وهذا يكون الله متفضلاً معه فيعطيه ما يريد من أمر الدنيا ولكنه في الآخرة لا نجاة له إلا بالتوحيد

قال تعالى : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ )

وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )

وقال مسلم في صحيحه 7191- [56-2808] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً ، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الآخِرَةِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الآخِرَةِ ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا.

وهذا تفضل من الله لأنه ما خلق له هذه الجوارح إلا ليعبده بها فكون الإنسان يتصرف فيها لمصلحته الخاصة ولا يؤدي حق الله عز وجل فيها ، ومع ذلك يعطى ما يريد من أمر الدنيا أو بعضه هذا تفضل زائد على العدل

وقال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)

وكل الناس يقولون أنهم محبون للخير ومنصفون وشواهد الامتحان هي التي تفضح

وأعيد وأكرر ليس كل كافر معانداً بل كثير منهم ما بينه وبين قبول الحق سوى سماعه كما هو دون تشويه

أمة الله خديجة
09-12-2014, 05:50 PM
طلبت منك أن تجيبني إجابة محددة أخي الكريم

ما مصير الذين تحدثت عنهم أعلاه؟؟ ما ذنبهم أن يعذبوا؟؟ ألا يكون ظلما إذا كنت مكانهم؟ فكما أنت على يقين بدينك هم أيضا على يقين بدينهم وهم يفعلون صالحا!
ماذا لو كان دينهم هو الصحيح ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين؟ بمعنى أخر ضع نفسك مكانهم!

ثم كيف لا يعذر الجاهل ويعاقب على جهله، إذا كان لا يعرف فالأجدر أن نعلمه لا أن نعاقبه، ولا ننسى أننا هنا نتحدث عن أرحم الراحمين!

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 05:57 PM
طلبت منك أن تجيبني إجابة محددة أخي الكريم

ما مصير الذين تحدثت عنهم أعلاه؟؟ ما ذنبهم أن يعذبوا؟؟ ألا يكون ظلما إذا كنت مكانهم؟ فكما أنت على يقين بدينك هم أيضا على يقين بدينهم وهم يفعلون صالحا!
ماذا لو كان دينهم هو الصحيح ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين؟ بمعنى أخر ضع نفسك مكانهم!

ثم كيف لا يعذر الجاهل ويعاقب على جهله، إذا كان لا يعرف فالأجدر أن نعلمه لا أن نعاقبه، ولا ننسى أننا هنا نتحدث عن أرحم الراحمين!

يبدو أنك لا تعطين نفسك فرصة للتأمل بالكلام

هل قلت أن الجاهل لا يعذر بجهله

أنا قلت أن الجاهل المفرط الذي اختار الجهل بنفسه هو الذي لا يعذر ، واما الجاهل العاجز فهو معذور

والذي يختار الجهل بإرادته ويؤثره ويأبى التعلم كيف لنا أن نعلمه

والإجابة التي جاءتك محددة لأننا نتكلم مسألة يتفاوت فيها الناس

فهنا شخص بلغه العلم وفهمه واتبعه

وهناك شخص بلغه العلم وفهمه ولم يتبعه لهوى في نفسه

وهناك شخص لم يبلغه العلم لأنه هو اختار الجهل واستكبر

وهناك شخص لم يبلغه العلم لأنه عاجز عن التعلم لأنه يعيش في أدغال أفريقيا مثلاً ، لو لأي اعتبار آخر

والله يعلم منه أنه لو بلغه الحق لاتبعه

فكيف أضع كل هؤلاء في كفة واحدة وأجيب في حقهم جميعاً بإجابة واحدة هذا خطأ

وأما كون ديني قد لا يكون صحيحاً فهذا ليس وارداً عندي أبداً لأنني أبني عقيدتي على براهين وأعلم جيداً أديان الناس الأخرى

ولن يعذبني ربي لأنني اتبعت الحق واليقين ، كيف أضع نفسي في مكانهم ونحن مرتكبون للنقيضين

وحتى في المسائل العلمية داخل الإسلام أتحرى الحق وأعلم أنني لو أخطأت في مسألة فقهية مثلاً وأنا أردت الحق وحاولت اتباعه ولكن المعطيات لم تكن عندي كافية فإن الله يغفر لي بل يأجرني كما ورد في الحديث

ولماذا لا يضعون هم أنفسهم في مكاني ولا يحكمون علي بما تقتضيه أديانهم ؟

القاعدة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) وينتهي الأمر باختصار شديد وما في قلوب الناس لرب الناس ولنا نحن الظاهر والله يتولى السرائر وعالم القلوب عالم خفي فيه من التباين أعظم مما بين الناس في صورهم

أمة الله خديجة
09-12-2014, 06:19 PM
الحق أقول...جوابك مفحم إلى حد الأن ولكن لا أخفيك أخي أن قلبي لم يرتح بعد! ما زال الشك والحيرة يفترسان قلبي الصغير ولا أدري لماذا!

لدي طلب..هل لك أن تزودني ببريدك الإلكتروني لو سمحت، هذا إذا لم يكن لديك مانع طبعا...لدي أسئلة أخرى كثيرة وقد أعجبني الطرح الذي تبنيته في محاولة إقناعك!

بانتظار ردك

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 06:26 PM
بقية الشك تزول بشيء من مزيد الطلب والاستغفار وتدبر القرآن

الأخوة هنا كثير منهم خير مني وأحسن بياناً واقل مشاغلاً ولكن صادف اليوم أنني أنا وحدي المتفرغ

أفضل أن يكون خطابك مع بعض الأخوات المتمكنات فالنساء يفهمن بعضهن وهن كثير هنا أرجو منهن أن يدخلن ويزودنك ببريدهن

ولكي يتحول الأمر إلى صداقة وأخوة دائمة ولكي يتم التواصل فعلياً وليس فقط افتراضياً فهناك أخوات مغربيات كثر هنا والحمد لله

أمة الله خديجة
09-12-2014, 06:37 PM
منذ ما يقرب السنة وهذه الأسئلة تفترس كياني والأن فقط وجدت كلاما يريح القلب ولو قليلا ويذهب ببعض الهم عنه، أخشى ألا أجد من هو أجدر منك في الإجابة على أسئلتي...

أنا هنا لا أطلب صداقة أحد...الأمر لا يتعدى دحض الشك عن قلبي وإيجاد أجوبة مقنعة لتساؤلاتي! أرجو أن لا تكون قد فهمت طلبي لبريدك خطئا فأنا والله لا أبغي غير راحت قلبي في الدنيا والأخرة!!!!

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 06:42 PM
منذ ما يقرب السنة وهذه الأسئلة تفترس كياني والأن فقط وجدت كلاما يريح القلب ولو قليلا ويذهب ببعض الهم عنه، أخشى ألا أجد من هو أجدر منك في الإجابة على أسئلتي...

أنا هنا لا أطلب صداقة أحد...الأمر لا يتعدى دحض الشك عن قلبي وإيجاد أجوبة مقنعة لتساؤلاتي! أرجو أن لا تكون قد فهمت طلبي لبريدك خطئا فأنا والله لا أبغي غير راحت قلبي في الدنيا والأخرة!!!!

أبداً لم أفهم خطأ أنا أكلمك عن الأفضل فأنت قد ذكرت في البداية أنهم ذكروا لك أنك مصابة بمرض ما ، وقد خمنت أن عيشك في بيئة للفتيات المتدينات العاقلات ولو لمدة وجيزة سيقضي تماماً على كل تلك الشكوك

الأسئلة التي توردينها لو بحثتي قليلاً لوجدتي أنها قد تم إيرادها في هذه الشبكة عشرات المرات لهذا أنا أؤثر أن تكون الأسئلة موجهة على العام لكي يدلي كل أخ بدلوه ولكي يستفيد عموم أهل الإسلام من الأجوبة ، ولست متفرغاً دائماً لهذا الأمر مع فائق احترامي لك ، وأما على صعيد المراسلة الخاصة فلأننا لا نهتم فقط بزوال الشبهات بل نهتم بأن يتعلم المرء كل ما يحتاجه من أمر دينه ، وهذا في التواصل الأنثوي الأنثوي أليق وخصوصاً أنني أرى في هذه الشبكة طالبات علم متمكنات أنا حريص جداً على أن تتكون أخوة وصداقة بينكم لاعتبارات ستعلمينها لاحقاً

أمة الله خديجة
09-12-2014, 06:57 PM
أبداً لم أفهم خطأ أنا أكلمك عن الأفضل فأنت قد ذكرت في البداية أنهم ذكروا لك أنك مصابة بمرض ما ، وقد خمنت أن عيشك في بيئة للفتيات المتدينات العاقلات ولو لمدة وجيزة سيقضي تماماً على كل تلك الشكوك

الأسئلة التي توردينها لو بحثتي قليلاً لوجدتي أنها قد تم إيرادها في هذه الشبكة عشرات المرات لهذا أنا أؤثر أن تكون الأسئلة موجهة على العام لكي يدلي كل أخ بدلوه ولكي يستفيد عموم أهل الإسلام من الأجوبة ، ولست متفرغاً دائماً لهذا الأمر مع فائق احترامي لك ، وأما على صعيد المراسلة الخاصة فلأننا لا نهتم فقط بزوال الشبهات بل نهتم بأن يتعلم المرء كل ما يحتاجه من أمر دينه ، وهذا في التواصل الأنثوي الأنثوي أليق وخصوصاً أنني أرى في هذه الشبكة طالبات علم متمكنات أنا حريص جداً على أن تتكون أخوة وصداقة بينكم لاعتبارات ستعلمينها لاحقاً


قرأت عددا ليس بالقليل من إجابات الإخوة الكرام في المنتدى وللأسف كنت دائما أأسف لما يلاقيه كل متسائل من اتهامات ووعيد بجهنم وقسوة وحدة مما جعلني أتردد في طرح مشكلتي...

طلبت بريدك لأنك أولا لست منهم ولأنك مقنع على الأقل بالنسبة لي...
كيف لي أن أضمن أنك ستصلك أسئلتي التي أطرحها في هذا المنتدى؟ هل هناك طريقة تنبهك إذا أنا أضفت سؤالا مثلا؟

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 07:01 PM
سأراه إن شاء الله تعالى

فأنا متابع ولكنني لست موجوداً دائماً وما ذكرتيه عن الأخوة أحسب أنه تعميم غير منصف أبداً

أنا شخصياً استفدت من مواضيعهم كثيراً خصوصاً الأخ أبو حب الله

أمة الله خديجة
09-12-2014, 07:09 PM
سأراه إن شاء الله تعالى

فأنا متابع ولكنني لست موجوداً دائماً وما ذكرتيه عن الأخوة أحسب أنه تعميم غير منصف أبداً

أنا شخصياً استفدت من مواضيعهم كثيراً خصوصاً الأخ أبو حب الله

شكرا جزيلا على مجهودك، بارك الله فيك!
سؤال أخير أوردته ضمن مشاركتي هذه ولكنك ربما لم تتنبه إليه:

ما حكمي إذا أنا لم أقتنع أبدا ومت على ذلك، أيكون مصيري النار، علما بأن الأمر يعذبني كثيرا وهو خارج عن طاقتي؟

شكرا جزيلا على مجهودك. بارك الله فيك!!

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 07:14 PM
شكرا جزيلا على مجهودك، بارك الله فيك!
سؤال أخير أوردته ضمن مشاركتي هذه ولكنك ربما لم تتنبه إليه:

ما حكمي إذا أنا لم أقتنع أبدا ومت على ذلك، أيكون مصيري النار، علما بأن الأمر يعذبني كثيرا وهو خارج عن طاقتي؟

شكرا جزيلا على مجهودك. بارك الله فيك!!

أنت تطلبين العلم بجد وتسعين لإزالة الشبهة وتطبقين قوله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

فهل يعذبك وأنت تعملين بالقرآن ؟

رحمة الله أوسع من ذلك يا أختي وفرقي بين الوسوسة وعدم الاقتناع الناشيء عن أدلة

الذي تعانين منه مجرد وسوسة تمر بأي مسلم ناشئة عن قلة العلم وليست جحوداً ظاهراً

قال الطبراني في الكبير 10594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ إِمْلَاءً فِي كِتَابِهِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، فَقَدْ وَقَعَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «تَكْذِيبٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ بِتَكْذِيبٍ، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ» ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَسْمَعُ اللهَ يَقُولُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {لَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] ، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ {السَّمَاءِ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 28] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأُخْرَى {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 9] ، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَاتِ مَا فِي نَفْسِكَ» ، قَالَ السَّائِلُ إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ إِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى [ص:246] بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50] ، فَأَمَّا قَوْلُهُ {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] وَقَوْلُهُ {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَغْفِرُ شِرْكًا، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَقَالُوا: نَقُولُ: إِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلِّ: أَمَّا إِذْ كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 27] ، فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فدَحَاهَا، وَدَحَاهَا أَنْ أَخْرَجَ فِيهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ، فَجَعَلَ فِيهَا السُّبُلَ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ، وَقَوْلُهُ {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9] ، فَجُعِلَتِ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَجُعِلَتِ السَّمَاوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْحَلْهُ غَيْرَهُ، وَكَانَ اللهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ "، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْيَاءُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ، فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ»

فأنت حالك يشبه حال هذا الرجل

وعائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم لما استشكلت أمراً

قال البخاري في صحيحه 6507 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَاكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ

وهذا أقرب لشأنك فكونك لا تجدين جواباً على أمر شرعي قولي ( عندي استشكال ) أحسن من المبادرة إلى الجزم بعد الاقتناع

أبو جعفر المنصور
09-12-2014, 07:18 PM
أرى الكثير من الأخوة الأفاضل يتابعون وكما يقال إذا جاء الماء بطل التيمم ليدلي أخونا المستفيد بدلوه ويعلق على الحوار فأنا متشوق لذلك

وأيضاً أود رؤية تعليق مسلم أسود

كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
09-12-2014, 07:21 PM
أنا شخصيا أعرف الكثرين من أطيب خلق الله وأنظفهم سريرة وأكثرهم تواضعا ولكنهم ليسوا مسلمين مع أنهم تعرفوا على الإسلام ولكنهم متيقنين بدينهم ومخلصين له وهم بذلك يحسبون أنهم على الحق، مثلك تماما...ماذا لو كانت المسيحية هي الدين الحق مثلا ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين وأنت لم تفعل في حياتك إلا الخير وكنت مخلصا للدين الذي ارتأيت أنه دين الحق واطمأن قلبك له وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق..هل سيكون من المنطق والعدل أن تعاقب بجهنم خالدا فيها؟؟

الأخلاق فطرية ولا تميز للمسلم فطريا عن غير المسلم بالأخلاق سوى بالدين
بمعنى أن الدين يوجه الأخلاق ولا يصنعها فالأخلاق من ضمن طبيعة البشر الفطرية وطيبة القلوب كذلك ولكن تتحكم بها عدة عوامل ذكرها الفلاسفة وليس هذا مجال بسطها..
بمعنى أوضح لا اختلاف في طبيعة الأخلاق عند البشر ، وطيبة القلوب هو من ضمن الفطرة وليست شيئا أوجده الإنسان في نفسه هكذا ...
هذه نقطة هامة ..

إبراهيم جودة
09-12-2014, 07:30 PM
السلام عليكم
فهل يٌعقل أن نعاقب ابن غني أو وارثا لأنه يصرف من أموال أبيه أو ما ورثه ولا يتعب في الحصول عليها؟؟
.
لا نحن لا نعاقب السارق لأنه أخذ المال بدون أن يتعب ولكن نعاقبه لأنه سبب ضررا للمسروق منه حيث أخذ ماله مهما كان مقدار الضرر
ثم هل أنت موافق على عدم معاقبة السارق إذا كان غير مقتنع بالسرقة ؟ "سؤال مهم"

إبراهيم جودة
09-12-2014, 07:32 PM
يبدوا أني لم أنتبه لوجود 6 صفحات في هذا الموضوع هههه

أمة الله خديجة
09-12-2014, 07:41 PM
أنت تطلبين العلم بجد وتسعين لإزالة الشبهة وتطبقين قوله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

فهل يعذبك وأنت تعملين بالقرآن ؟

رحمة الله أوسع من ذلك يا أختي وفرقي بين الوسوسة وعدم الاقتناع الناشيء عن أدلة

الذي تعانين منه مجرد وسوسة تمر بأي مسلم ناشئة عن قلة العلم وليست جحوداً ظاهراً

قال الطبراني في الكبير 10594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ إِمْلَاءً فِي كِتَابِهِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، فَقَدْ وَقَعَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «تَكْذِيبٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ بِتَكْذِيبٍ، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ» ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَسْمَعُ اللهَ يَقُولُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {لَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] ، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ {السَّمَاءِ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 28] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأُخْرَى {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 9] ، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَاتِ مَا فِي نَفْسِكَ» ، قَالَ السَّائِلُ إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ إِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى [ص:246] بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50] ، فَأَمَّا قَوْلُهُ {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] وَقَوْلُهُ {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَغْفِرُ شِرْكًا، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَقَالُوا: نَقُولُ: إِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلِّ: أَمَّا إِذْ كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 27] ، فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فدَحَاهَا، وَدَحَاهَا أَنْ أَخْرَجَ فِيهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ، فَجَعَلَ فِيهَا السُّبُلَ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ، وَقَوْلُهُ {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9] ، فَجُعِلَتِ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَجُعِلَتِ السَّمَاوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْحَلْهُ غَيْرَهُ، وَكَانَ اللهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ "، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْيَاءُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ، فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ»

فأنت حالك يشبه حال هذا الرجل

وعائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم لما استشكلت أمراً

قال البخاري في صحيحه 6507 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَاكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ

وهذا أقرب لشأنك فكونك لا تجدين جواباً على أمر شرعي قولي ( عندي استشكال ) أحسن من المبادرة إلى الجزم بعد الاقتناع

كلام جميل جدا لكنه ليس كفيلا بإزاحة الخوف عن قلبي...لا أدري لماذا!
يحدث معي أمر غريب،،عندما قرأت أجوبتك ارتاحت سريرتي نوعا ما، ولكن سرعان ما عاد الشك والحيرة إلى حالهما..لا أدري فأنا لا أستصيغ أبدا فكرة أن يعذب من لم يقتنع، فنفسي تتحسر على كل من سيدخل النار تحسرا شديدا لدرجة أنني ألقي اللوم على الله ..
لست متأكدة من أنها وسوسة ولكنني أمل ذلك حقا وأرجو أن لا ألقى الله على هذا الحال، رغم أنني ما زلت غير مقتنعة وغير مرتاحة و لهذا أخشى أن يعذبني الله لأنني حتى عندما أسأل أهل الذكر لا أقتنع بكلامهم

الدكتور قواسمية
09-12-2014, 07:51 PM
يخص أمة الله خديجة
عندما كنت حديث السن قليل التجربة في الحياة ...كنت دائما أتساءل مثلك هاته الأسئلة التي أعتبرها الآن غباءا كبيرا...
كنا في الجامعة طلبة وطرحت هذا السؤال على امام المسجد في خلوة بيني وبينه
أنا - ما ذنب صيني عجوز لم يعرف عن الاسلام شيئا وما ذنب من مات وهو صغير السن وما ذنب من بحث عن الحق ولم يجده
الامام- هل أنت خلقت هؤلا ء الذين ذكرت أم الله عز وجل
أنا- الله عز وجل طبعا
الامام- هل تعلم ما في قلوبهم انت أم الله
أنا -الله طبعا
الامام- فاعلم أن الله يعلم أن هناك صيني عجوز لا يعرف عن الاسلام شيئا وأن هناك طفل مات وهو صغير وأن هناك شخصا اجتهد في طلب الحق ولم يجده....يعلم ذلك قبل أن يخلقهم وهو من سيحاسبهم ولا اعرف أنا أو غيري كيفية حسابهم.
أنا -ضحكت وقلت له نعم كأني كنت اعلم الله ما لا يعلم في السماوات والارض -أستغفر الله-

يجب أن تتعاملي مع الدنيا و كأنها خلقت لك لامتحانك وحدك ولا تشغل بالك بخلق الله فهو أدرى بما في قلوبهم وهو وحدهم من سيحاسبهم وأن الله وعد في القرآن أن لا يظلم الناس شيئا وحرم الظلم على نفسه في حديث قدسي
ويوم يضع الله الموازين القسط ليوم القيامة سيختم على الأفواه وتشهد الجوارح ...ان سؤالنا هذا يحمل معنى أن الله سيظلمهم والله ليس بظلام للعبيد فهو سيحاسبهم
فان كان زيد طلب الحق وصدف عنه ولم يجده فسينطق قلبه يوم القيامة " لقد طلبت الحق بصدق وضللت عنه "
فليس علينا حساب الناس لان حساب الناس من صلاحيات خالقهم وهو أدرى وأعلم بهم اذ أنشأهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم...فعليك نفسك فان أمر الناس لرب الناس.

أمة الله خديجة
09-12-2014, 08:06 PM
يخص أمة الله خديجة
عندما كنت حديث السن قليل التجربة في الحياة ...كنت دائما أتساءل مثلك هاته الأسئلة التي أعتبرها الآن غباءا كبيرا...
كنا في الجامعة طلبة وطرحت هذا السؤال على امام المسجد في خلوة بيني وبينه
أنا - ما ذنب صيني عجوز لم يعرف عن الاسلام شيئا وما ذنب من مات وهو صغير السن وما ذنب من بحث عن الحق ولم يجده
الامام- هل أنت خلقت هؤلا ء الذين ذكرت أم الله عز وجل
أنا- الله عز وجل طبعا
الامام- هل تعلم ما في قلوبهم انت أم الله
أنا -الله طبعا
الامام- فاعلم أن الله يعلم أن هناك صيني عجوز لا يعرف عن الاسلام شيئا وأن هناك طفل مات وهو صغير وأن هناك شخصا اجتهد في طلب الحق ولم يجده....يعلم ذلك قبل أن يخلقهم وهو من سيحاسبهم ولا اعرف أنا أو غيري كيفية حسابهم.
أنا -ضحكت وقلت له نعم كيف كأني كنت اعلم الله ما لا يعلم في السماوات والارض -أستغفر الله-

يجب أن تتعاملي مع الدنيا و كأنها خلقت لك لامتحانك وحدك ولا تشغل بلك بخلق الله فهو أدرى بما في قلوبهم وهو وحدهم من سيحاسبهم وأن الله وعد في القرآن أن لا يظلم الناس شيئا وحرم الظلم على نفسه في حديث قدسي


الدكتور قواسمية،

ابتسمت عندما قرأت مداخلتك،هل تعرف لماذا؟ لأنني سمعت هذا الكلام بالضبط منذ أيام قليلة، وقد وجدته كلاما منطقيا ولكن هواجسي وشكوكي أقوى من أن تجعلني أرتاح عند سماع مثل هذا الكلام، الأمر كما قلت قبل قليل يفوق طاقة احتمالي...أعرف تماما أن الله هو من خلق الخلق وهو الذي حرم الظلم على نفسه لكنني لا أستطيع منع نفسي من الشك في عدله سبحانه، لأن صورة الإله في ذهني صورة مثالية وعندما أقف أمام أية وعيد وتهديد أشعر بأن الله لا يمكن أن يكون كذلك!

لا أستطيع التفكير في نفسي فقط، فالعدل أساس لا تستقيم من دونه حياتي، لدرجة أنني مستعدة للهلاك من أجله!

شكرا على تفاعلك أخي الكريم، أسألك الدعاء!

muslim.pure
09-13-2014, 12:48 AM
الدكتور قواسمية،

ابتسمت عندما قرأت مداخلتك،هل تعرف لماذا؟ لأنني سمعت هذا الكلام بالضبط منذ أيام قليلة، وقد وجدته كلاما منطقيا ولكن هواجسي وشكوكي أقوى من أن تجعلني أرتاح عند سماع مثل هذا الكلام، الأمر كما قلت قبل قليل يفوق طاقة احتمالي...أعرف تماما أن الله هو من خلق الخلق وهو الذي حرم الظلم على نفسه لكنني لا أستطيع منع نفسي من الشك في عدله سبحانه، لأن صورة الإله في ذهني صورة مثالية وعندما أقف أمام أية وعيد وتهديد أشعر بأن الله لا يمكن أن يكون كذلك!

لا أستطيع التفكير في نفسي فقط، فالعدل أساس لا تستقيم من دونه حياتي، لدرجة أنني مستعدة للهلاك من أجله!

شكرا على تفاعلك أخي الكريم، أسألك الدعاء!
يقول الله تعالى:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الاسراء)
اولا الكافر لا يعذبه الله عز و جل الا ان وصلته الحجة و اعرض عنها اما من لم تصله الحجة لاي سبب كان فلا يعذب بل يختبر في الاخرة
يقول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
و هذا وعد من الله عز و جل أن كل من جاهد في سبيل الله بحثا عن الحق فسييسره الله للاسلام و يهديه سبل الرشاد و هذا رد على قولك كيف يعذب الله النصارى او اليهود مثلا رغم انهم مقتنعين بدينهم فالله لا يعذبهم ان لم تصلهم الحجة و يختبرون في الاخرة و ان كانوا فعلا باحثين عن الحق و بلغتهم الحجة فهذا وعد من الله انهم سيسلمون فلا يبقى الا الكافرون كفر جحود او كفر جهل ممن لم تصلهم الحجة
ثم العدل هو وضع الشيئ في موضعه و الله خلق الدنيا لغاية الاختبار و من كمال علم الله انه يعلم ما في نفوس البشر فخلق الخلق كل في وضعه الذي هو فيه سواء الغني او الفقير او المعاق او حتى المعاق ذهنيا.... كل في الوضع الذي يظهر مكنونات نفسه بدقة ليكون الجزاء يوم الحساب عادلا و حتى ذكرت المعاق ذهنيا فالمعاق ذهنيا هو حجة على غيره بايمان او كفر و كثيرا ما يحتج الملاحدة بالشرور فالمعاق ذهنيا الذي هو بمقام اهل الفترة حجة على غيره اما بايمان او كفر و حتى الفقير فهو حجة على الملوك و مظاهر الحكمة متعددة
ثم الله عز و جل عندما قال في كتابه انه لا يغفر لكل من يشرك به و لو شيئا قليلا و يغفر كل ماهو دون ذلك فليس ظلما بعد ذلك ان يعذب كل من بلغته الحجة و كفر بل ان لم يعذبهم فتلك صفة نقص بحق الله عز و جل فقد سبق منه الوعد فيكون الله في هذه الحالة قد اخلف وعده و العياذ بالله اما اصحاب الذنوب فامرهم الى الله ان شاء عذبهم و ان شاء غفر لهم فلم يجزم بعذابهم و حتى الكافر لا يعذبه الله الا ان مات على الكفر فهنا تتجلى صفة الرحمة و صفة العدل بلا تناقض
اختي في الله ارى ان الاشكال عندك ليس في عدم توفر الحجة و لكن ارى انك تعانين من نوع من الوساوس و اقول لك افضل علاج لها هو الدعاء فان كان عندك اسئلة لم تجدي لها اجابة الى الان فيمكنك طرحها و لن يعدم الاخوة الاجابة و اما غير ذلك فاعلمي ان الشيطان قد اتجه الى الوسوسة فجاهديه بالدعاء و الصلاة

أمة الله خديجة
09-13-2014, 09:33 AM
يقول الله تعالى:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الاسراء)
اولا الكافر لا يعذبه الله عز و جل الا ان وصلته الحجة و اعرض عنها اما من لم تصله الحجة لاي سبب كان فلا يعذب بل يختبر في الاخرة
يقول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
و هذا وعد من الله عز و جل أن كل من جاهد في سبيل الله بحثا عن الحق فسييسره الله للاسلام و يهديه سبل الرشاد و هذا رد على قولك كيف يعذب الله النصارى او اليهود مثلا رغم انهم مقتنعين بدينهم فالله لا يعذبهم ان لم تصلهم الحجة و يختبرون في الاخرة و ان كانوا فعلا باحثين عن الحق و بلغتهم الحجة فهذا وعد من الله انهم سيسلمون فلا يبقى الا الكافرون كفر جحود او كفر جهل ممن لم تصلهم الحجة
ثم العدل هو وضع الشيئ في موضعه و الله خلق الدنيا لغاية الاختبار و من كمال علم الله انه يعلم ما في نفوس البشر فخلق الخلق كل في وضعه الذي هو فيه سواء الغني او الفقير او المعاق او حتى المعاق ذهنيا.... كل في الوضع الذي يظهر مكنونات نفسه بدقة ليكون الجزاء يوم الحساب عادلا و حتى ذكرت المعاق ذهنيا فالمعاق ذهنيا هو حجة على غيره بايمان او كفر و كثيرا ما يحتج الملاحدة بالشرور فالمعاق ذهنيا الذي هو بمقام اهل الفترة حجة على غيره اما بايمان او كفر و حتى الفقير فهو حجة على الملوك و مظاهر الحكمة متعددة
ثم الله عز و جل عندما قال في كتابه انه لا يغفر لكل من يشرك به و لو شيئا قليلا و يغفر كل ماهو دون ذلك فليس ظلما بعد ذلك ان يعذب كل من بلغته الحجة و كفر بل ان لم يعذبهم فتلك صفة نقص بحق الله عز و جل فقد سبق منه الوعد فيكون الله في هذه الحالة قد اخلف وعده و العياذ بالله اما اصحاب الذنوب فامرهم الى الله ان شاء عذبهم و ان شاء غفر لهم فلم يجزم بعذابهم و حتى الكافر لا يعذبه الله الا ان مات على الكفر فهنا تتجلى صفة الرحمة و صفة العدل بلا تناقض
اختي في الله ارى ان الاشكال عندك ليس في عدم توفر الحجة و لكن ارى انك تعانين من نوع من الوساوس و اقول لك افضل علاج لها هو الدعاء فان كان عندك اسئلة لم تجدي لها اجابة الى الان فيمكنك طرحها و لن يعدم الاخوة الاجابة و اما غير ذلك فاعلمي ان الشيطان قد اتجه الى الوسوسة فجاهديه بالدعاء و الصلاة

أخي الكريم،
ما أحاول قوله هو أن هناك من تصله الحجة ولا يقتنع بها ليس جحودا ولا تكبرا ولا أي شيئ من هذا القبيل. ثم أن هناك من لا يبحث عن الحق لأنه يظن أنه على الحق لذلك فحتى عندما تعرض عليه الأيات والحجج فهو لا يصدقها لأنه مقتنع أنه عل الحق وبأن دينه هو الدين الصحيح.

الإيمان ليس سهلا كما تظن أخي، علينا أن نكون صادقين في طرحنا وأن نحول فهم وضعية وظروف الطرف الأخر لا أن نحكم عليه من موقعنا. إذا كنت أنت محظوظا وولدت مسلما فهذا لا يعني أن الناس جميعا كذلك. فكر واسأل نفسك هل أنت على استعداد بأن تفكر في أن الدين الذي تتبعه ليس الدين الصحيح؟ طبعا لا لأنك على يقين بأنه كذلك. فكما أنت مقتنع كل الإقتناع الأحرين كذلك مقتنعين أشد الإقتناع. أنا أقول هذا لأنني ولطبيعة عملي كنت دائما على احتكاك بأصحاب الديانات الأخرى من النصارى واليهود وكنت دائما أحاورهم في أمور الدين. البعض منهم كان يعجب بتعاليم ديننا ويحترمه ولكنهم لا يفكرون بتغيير دينهم لأنهم كانوا متيقنين من صحة دينهم.

كما قلت التوصل إلى الدين الصحيح ليس أمرا سهلا على الإطلاق، وإذا وضعت نفسك في موضع المحايد ستجد كلامي صحيحا، ولكن مشكله الكثيرين هي أنهم يحكمون على الأخر من موضعهم.

بالإضافة فلا ننسى أن في كل دين نجد شبهات كثيرة بما فيها الإسلام، وهذه الشبهات قد تفتك في بعض الأحيان بالمسلم فما بالك بغير المسلم. هذه الشبهات كل يرد عليها من موقعه وكل يحاول الإجابة عليها من منطلق تفكيره وغايته، فمثلا نحن نجد تفسيرات كثيرة لمواضيع مختلفة في الدين وكل يفسر حسب مراده من إظهار ما يحاول إظهاره، كذلك المتلقي فهو يأخذ ما يراه مناسبا بحسب مراده وقد يكون ذلك عذرا له.

هناك من الناس من يكذب ولكن ليس لجهل ولا لتكبر ولا لجحود، يكذب فقط لأنه لم يصدق ولم يستقر في قلبه اعتقاد صادق بأن الإسلام هو دين الحق، وهو قد يكون محقا ربما لما سمعه عن ديننا من أشياء بغيضة أورتث عنده نفورا جعله يصد هذا الدين. ألا يكون ظلما حينئذ إذا ما كان مصيرهم جهنم؟

أخشى أن ما يجول بخاطري ليس مجرد وساوس وإنما هي أسئلة منطقية تبحث عن أجوبة منطقية ولكنها لا تجدها!

أرجوا من الإخوة أن يفهموا الكلام الذي قلته جيدا وأن يحاولوا تحكيم ضميرهم قبل الإجابة،

عَرَبِيّة
09-13-2014, 11:03 AM
أنا شخصيا أعرف الكثرين من أطيب خلق الله وأنظفهم سريرة وأكثرهم تواضعا ولكنهم ليسوا مسلمين مع أنهم تعرفوا على الإسلام ولكنهم متيقنين بدينهم ومخلصين له وهم بذلك يحسبون أنهم على الحق، مثلك تماما...ماذا لو كانت المسيحية هي الدين الحق مثلا ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين وأنت لم تفعل في حياتك إلا الخير وكنت مخلصا للدين الذي ارتأيت أنه دين الحق واطمأن قلبك له وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق..هل سيكون من المنطق والعدل أن تعاقب بجهنم خالدا فيها؟؟
أولًا: أنصحك أن تدعي السرائر لعلَّام الغيوب، والأخلاق الطيبة ومنها التواضع أمور فطرية يقرَّها كل ذي عقلٍ واجتمعت عليها البشرية، فلا أسرة في مشارق الأرض أو مغاربها تدَّعي أنَّ الكذب خُلق أقوم وأفضل الصدق!! فلا يسعك الإحتجاج بها عندما نتحدث عن صواب الأديان فليس كل أسرة في مشارق الأرض ومغاربها تدين بدينٍ لتعرف الفضائل من الرذائل!! بل هو أمرٌ مجبولة عليه البشرية وسبحان الله الذي فطر الإنسان على استحسان الجميل واستنكار القبيح وإن خضع هذا لاحقًا لعوامل نفسية وإجتماعية ...إلخ. فالقصد أنه عند الإستدلال على صحة الأديان لا ننظر إلى أخلاق أصحابها بل ننظر إلى الأدلة والحجج الدامغة التي يُمكن لهذا الدين أن يُقدِّمها.
ثانيًا: عندك خطأ في قولك أن الإيمان ليس يسيرًا، بل العسير هو ترك الشهوات، وأنا أعرف كذلك نصرانيًا جادلته قليلًا واستفززته حتى أخرج مكنونه وقال لي أنه لا يسعه إلا أن يكون نصرانيًا " متحضرًا " : كي يُمارس ماشاء من الرذائل التي تمنعها عنه النصرانية الأصولية أو الدين الإسلامي. فانظري كيف تخلَّى حتى عن المسيحية وتشبَّث بالنصرانية العصرانية حتى لا يُجاهد شهواته ويلتزم بالممكن والممنوع التي تلزمه بها الأديان!!
ثالثًا: قولك المتناقض جدًا " وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق " لا تكون الحجج والبراهين كذلك إلَّا وهي تُجلي الحقيقة كالشمس في كبد السماء الصافية. وكما ذكرت لك سابقًا، البعض لا يسهل عليه الإعتراف لأنه عبدٌ لشهوته وهواه، أو أنه حابى على الحق أمه وأباه، فيكتفي بمجرد الإنكار والإعراض وإلَّا فلا دليل على صحة دين إلاَّ الإسلام. لأننا دائمًا نقول لهم " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ولا يأتوننا بشيء مبين، بل الإيمان في النصرانية إيمان عاطفي وهذا ما يقررونه بأنفسهم وإذا خالفوه أتوا بالنُكت!، وأذكر من الطرائف أنني قرأت يومًا في احدى المواقع النصرانية " برهانًا " على صحة الثالوث أو الأقانيم الثلاث، وهو " برهان " طريف حقيقةً حيث يقولون أن هذه الأقانيم ممكنة ومثالها إمكانية تغيذُر نطق حرف الألف!! فهو أَ إِ أُ ويبقى في النهاية حرفًا واحدًا!! وليت شعري لمَ اختاروا العربية بالذات!! مع أنها لا تمت بصلة للمسيحية!! المهم أنني قلتُ في نفسي إذن على ذات الطريقة الفذة والمنطق الفريد والبرهان اللامع!! نقول أَ إِ أُ إِّ أُّ وهي あいうえお في اليابانية ويصح الإيمان بعدها بالتنين أبو خمس رؤوس ومن لا يؤمن بهذا فهو كافر بإجماع السُذَّج!!!! :)):
وهذه عمومًا خوارزمية منطقية : " برهان على صحة الإسلام من بين كل الأديان " وسأصنع مثلها باللغة الإنجليزية في أقرب فرصة إن شاء الله،
وإن كنت تجيدين الفرنسية فأقترح عليْكِ بأن نتعاون على صنع نسخة فرنسية منكِ الترجمة ومني المونتاج : )


http://www.youtube.com/watch?v=6i-507dJs54

عَرَبِيّة
09-13-2014, 11:17 AM
وهذه ورقة مفيدة وتجيب كذلك على أسئلتك واستشكالاتك:
http://i1098.photobucket.com/albums/g363/3rabiya/62D06430645062706440643062706410631062706440645062 D06330646022_zpsec915db3.jpg (http://s1098.photobucket.com/user/3rabiya/media/62D06430645062706440643062706410631062706440645062 D06330646022_zpsec915db3.jpg.html)


فهمتِ؟

عبد التواب
09-13-2014, 01:32 PM
سؤال للأخت اين قال الله عزوجل انه يعذب من لم يقتنع ؟

أمة الله خديجة
09-13-2014, 01:53 PM
سؤال للأخت اين قال الله عزوجل انه يعذب من لم يقتنع ؟

أظن أن هناك أيات كثيرة تدل على هذا المعنى!
بالإضافة أن الإخوة في ردودهم قالوا أن كل من بلغته الخجة سواء اقتنع أو لم يقتنع يدخل في حكم الكافر، وعليه فهو في جهنم!

أبو جعفر المنصور
09-13-2014, 02:07 PM
أظن أن هناك أيات كثيرة تدل على هذا المعنى!
بالإضافة أن الإخوة في ردودهم قالوا أن كل من بلغته الخجة سواء اقتنع أو لم يقتنع يدخل في حكم الكافر، وعليه فهو في جهنم!

أختي أنت تختصرين كلاماً طويلاً قيل لك

ظنك هذا ليس صحيحاً

تعرفين لماذا ؟

لأن القرآن كلام الله ، والله عز وجل هو من خلق القلوب فمن بلغه القرآن وفهمه لا يمكن ألا يقتنع بلا خبيئة سوء

لأنه سبحانه جعل هذا القرآن كافياً لإقناع كل قلب منصف ، ولهذا سماه الله تبياناً لكل شيء وهدى وشفاء لما في الصدور وإذا كان القرآن والرسل لم يأتوا بما يكفي لإقناع البشر المنصفين فما فائدة إرسالهم وما فائدة إنزال القرآن

( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )

هذه خلاصة حوارنا السابق أكررها للإفادة

وأرجو التوقف عن الحديث في هذا الموضوع لأنه تم قتله بحثاً هنا وبينت المسألة بياناً شافياً

عبد التواب
09-13-2014, 03:06 PM
أظن أن هناك أيات كثيرة تدل على هذا المعنى!
المسلم يمر ب3 مراحل :
معرفة النص
ثم فهم النص فهما صحيحا
ثم العمل بالنص
فعندما نجمع الايات التي تتحدث عن عذاب الكافرين ولماذا استحقوا العذاب نجد ان الله عزوجل لا يعذب الا من يستحق العذاب
و لا يوجد ابدا اية تقول انه يعذب من لم يستحق العذاب.

الله عزوجل يقول عن ابليس ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

فانت تقولي علي الله عزوجل شئ لم يقله

ثانيا هذا الادعاء ( انهم لم يقتنعوا و بالتالي لا يجب ان يعذبوا ) لا يدعيه الا صاحب علم الهي علم مطلق , مطلع علي قلوب و عقول و نفسيات البشر في كل لحظة من لحظات حياتهم منذ ولادتهم حتي مماتهم , فوجد فعلا انهم محقين في عدم اقتناعهم وان الله عزوجل لم يقم عليهم الحجة.

واسطة العقد
09-13-2014, 03:12 PM
لا افهم صدقا كيف يؤثر اضطراب الآنية بنظرة المرء للدين و الوجود.. فحد علمي انه انفصال هوية.. ارجو ان توضحي هذا مشكورة.

أمة الله خديجة
09-13-2014, 04:29 PM
لا افهم صدقا كيف يؤثر اضطراب الآنية بنظرة المرء للدين و الوجود.. فحد علمي انه انفصال هوية.. ارجو ان توضحي هذا مشكورة.

لن تجدي معلومات كافية في المواقع التي هي باللغة العربية، قرأت الكثير عن هذا المرض ووجدت أن المعلومات التي تقدمها المواقع الغربية، خاصة باللغة الإنجليزية أكثر ثراء.
المصاب بمرض اضطراب الأنية ينفصل عن العالم الحقيقي فتكون الحياة أو الوجود بالنسبة له مثل الحلم، لهذا يبدأ بطرح أسئلة تخص وجوده وعلاقته به كما يبدأ بطرح أسئلة فلسفية عميقة..هذا ما قرأته في عدة مواقع باللغة الإنجليزية كما قلت لك والله أعلم!

بالمناسبة، من أين أتت معرفتك بالمرض؟ هل أنت أيضا مصابة به؟

أمة الله خديجة
09-13-2014, 04:58 PM
لا افهم صدقا كيف يؤثر اضطراب الآنية بنظرة المرء للدين و الوجود.. فحد علمي انه انفصال هوية.. ارجو ان توضحي هذا مشكورة.

هذا مقطع من وكيبيديا:
[COLOR="#FF0000"]The core symptom of depersonalization disorder is the subjective experience of "unreality in one's sense of self",[10] and as such there are no clinical signs. [COLOR="#FF0000"]People who are diagnosed with depersonalization also experience an almost uncontrollable urge to question and think about the nature of reality and existence as well as other deeply philosophical questions.[9]/

يمكنك الإضطلاع على الموضوع على الرابط التالي:

http://en.wikipedia.org/wiki/Depersonalization_disorder

واسطة العقد
09-13-2014, 05:56 PM
اشكرك جدا.. و لست مصابه به، لكن مهتمة بعلم النفس بشكل عام.. و ببعض الاضطرابات بشكل خاص كونها حالة مركزة من الوضع الطبيعي، او تطرف للوضع الطبيعي.

أبو جعفر المنصور
09-13-2014, 11:57 PM
سأكتب هنا كلاماً عاماً في موضوع الهداية والضلال

ليعلم كل شخص أننا لا يمكننا أن ندرك حقيقة ذات الخالق ولا كيفية صفاته ولا دقائق حكمته كلها

لأنه الخالق العظيم ونحن مخلوقون قاصرون فلو أدركنا هذا لما كان عظيماً عظمة الإله

ولصرنا نحن البشر القاصرين عن فهم بعضنا البعض علمنا كعلم الإله وهذا لا يكون أبداً

تأملوا معي في قصة الملائكة مع آدم استشكلت الملائكة وقالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )

فكان الجواب الإلهي أنه يعلم ما لا يعلمون

ثم أظهر لهم جانباً من الحكمة وأخفى بقيته

الهداية والإضلال فعلان لله عز وجل وأفعاله لا تكون إلا لحكمة ولا يحتاج بعظمته أن يظلم مخلوقاً حقيراً من خلقه

فنوقن حق اليقين أنه لا يهدي من هو مصر على الضلال ، كما أنه لا يضل طالب حق حريص عليه توفرت له أسباب التحصل عليه

والهداية درجات كثيرة ، كما أن الضلال دركات عديدة

فيكون المرء ضالاً فيدب في قلبه الإنصاف لأهل الحق ولو مرة فيثيبه الله لذلك بالهداية ، ويكون ضالاً فيظلم أهل الحق ويطغى ويتجبر فيثاب على ذلك الطمس على قلبه حتى يصير لا يفهم ما يفهم الإنسان العادي عادةً

ويكون المرء مهتدياً فيحب الخير للناس ويطلب لهم الهداية فيعرفه الله المزيد من حقائق الإيمان ويزيده هداية ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) ، ويكون المرء على الهداية فيأخذه الغرور ويتكبر فيثيبه على ذلك أن يضل

وفي هذا الباب تفاصيل عميقة لا ندركها لأنها متعلقة بعالم مكشوف لله وهو عالم القلوب وخفي علينا

وبالنسبة للأخت أمة الله خديجة أقول كونك أختي الكريمة ترين الحجج ويستمر معك الأمر فهذا معناه أنك تعانين من وسواس قهري ، الأمر لا يحتاج نقاشات وإنما يحتاج علاجاً من نوع آخر

مراد جانم
09-14-2014, 12:28 AM
زميل صلاح :)
تقول أنك (من الأسباب التي دعتني ان اتركه حقا هو فكرة اعتبار عدم الاقتناع جريمة أو خطيئة) هل هذا سبب كافي :(
إذا ثبت أن هذا الدين حق فالقانون الذي يضعه هو الصحيح وإذا قلت مذا عن باقي البشر أقول لك كل نفس بما كسبت رهينة
وأذكرك (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)

46 فصّلت
ولكن إطمأن إذا إستطعت بعقلك وبكل قناعاتك الداخلية أن هذا الدين خاطئ فأيضاً تذكر
(ولا يظلم ربك أحداً )سورة الكهف (49)
ولكن الم تلاحظ أن كل إنسان بفطرته الداخلية وقف و تأمل وقال من أين وإلا أين( خصوصا مراحل المراهقة او مراحل البلوغ الأولى )
:) :)
فالإنسان بتلك اللحظة يختار إما البحث الذي يقوده للحقيقة ليس البحث الذي يلونه صاحبه بلون الأسهل والأقرب لشهواته أو لراحته فهو يختار إما ان يرتاح في هذه الدنيا ولا يريد التفكير بالموضوع ويختار السهل له والأقرب لتحقيق شهواته :)
أرجو أن أكون قدمت جزء من الحل ☺ ☺
:rolleyes:

أمة الله خديجة
09-14-2014, 01:42 PM
سأكتب هنا كلاماً عاماً في موضوع الهداية والضلال

ليعلم كل شخص أننا لا يمكننا أن ندرك حقيقة ذات الخالق ولا كيفية صفاته ولا دقائق حكمته كلها

لأنه الخالق العظيم ونحن مخلوقون قاصرون فلو أدركنا هذا لما كان عظيماً عظمة الإله

ولصرنا نحن البشر القاصرين عن فهم بعضنا البعض علمنا كعلم الإله وهذا لا يكون أبداً

تأملوا معي في قصة الملائكة مع آدم استشكلت الملائكة وقالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )

فكان الجواب الإلهي أنه يعلم ما لا يعلمون

ثم أظهر لهم جانباً من الحكمة وأخفى بقيته

الهداية والإضلال فعلان لله عز وجل وأفعاله لا تكون إلا لحكمة ولا يحتاج بعظمته أن يظلم مخلوقاً حقيراً من خلقه

فنوقن حق اليقين أنه لا يهدي من هو مصر على الضلال ، كما أنه لا يضل طالب حق حريص عليه توفرت له أسباب التحصل عليه

والهداية درجات كثيرة ، كما أن الضلال دركات عديدة

فيكون المرء ضالاً فيدب في قلبه الإنصاف لأهل الحق ولو مرة فيثيبه الله لذلك بالهداية ، ويكون ضالاً فيظلم أهل الحق ويطغى ويتجبر فيثاب على ذلك الطمس على قلبه حتى يصير لا يفهم ما يفهم الإنسان العادي عادةً

ويكون المرء مهتدياً فيحب الخير للناس ويطلب لهم الهداية فيعرفه الله المزيد من حقائق الإيمان ويزيده هداية ( والذين اهتدوا زادهم هدى ) ، ويكون المرء على الهداية فيأخذه الغرور ويتكبر فيثيبه على ذلك أن يضل

وفي هذا الباب تفاصيل عميقة لا ندركها لأنها متعلقة بعالم مكشوف لله وهو عالم القلوب وخفي علينا

وبالنسبة للأخت أمة الله خديجة أقول كونك أختي الكريمة ترين الحجج ويستمر معك الأمر فهذا معناه أنك تعانين من وسواس قهري ، الأمر لا يحتاج نقاشات وإنما يحتاج علاجاً من نوع آخر


جوابك مقنع على الرغم من الوساوس والشكوك. الأمر محير فعلا...حتى وأنا أقرأ جوابك هناك هاجس قوي يطاردني بأنك تحاول إقناعي بالرغم من أنك تعلم جيدا أن حججك واهية!
أسفة جدا لقول هذا، فقط كنت أحاول تقريب صورة مدى صعوبة الأمر!
بارك الله في مجهوداتك

أبو جعفر المنصور
09-14-2014, 04:18 PM
هذه مجرد وسوسة لا تساوي شيئاً ( رددنا الدعوى بالدعوى )

وكيف يكون الكلام واهياً ومقنعاً في آن واحد

وهنا جانب من النصوص الشرعية التي تشرح ما ذكرت لك

قال الله تعالى : ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)

فهذا خطاب إلهي مباشر ينفد إلى القلوب ، أن السبب في عدم هدايته لهؤلاء أنهم قوم ظالمون علموا الحق وشهدوا بأن الرسول ثم بعدها اختاروا الكفر

ومفهوم هذا أن من لا يتصف بذلك فرصته للهداية أعظم ، فهنا علل الله عز وجل عدم الهداية ( الإضلال ) بعلة واضحة بين فيها سبب شقاء هؤلاء

وقال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

فهنا يقول رب العالمين للناس أنه أخذ عليهم الميثاق وهم في ظهر آدم ، وليعلم أنه من آثار هذا الميثاق ميل الناس إلى العبادة والتدين نعم قد كثير منهم فيتعلق بمخلوق مثله ولكنه إذا سمع بصفات الخالق الحق فإنه رأساً يترك معبوده الباطل ويعبد الإله الحق إن لم يأخذه الكبر أو إيثار ما ورث عن الآباء أو الحسد لمن سبقه إلى الهداية

وهنا بين رب العالمين أن هذا الميثاق قاطع لحجة من يقول ( إنما ورثت هذا عن آبائي أو كنت غافلاً عن الحق ) ومع كونه كان قاطعاً إلا أن الله عز وجل اختار تفضلاً ألا يعذب إلا بعد بعث الرسل ولم يكتف بهذا الميثاق

فقال ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) وقال سبحانه ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )

فلست أنا هنا من يجيب على أسئلتك هو رب العالمين يجيب بشكل مباشر على أسئلة العباد

ثم ذكر مثالاً لإنسان عنده علم آتاه آياته ولكنه آثر الضلال فانسلخ من هذه الآيات وأخلد إلى الأرض

وبعد ذكر هذين المثالين الأول لأناس لم تأتهم آيات وكان ينبغي أن يؤمنوا بداعي الفطرة ، ورجل أتته آيات الله وكفر لأنه صاحب دنيا وهوى ذكر الإضلال والهداية لإيضاح الأمر كما ينبغي

ومزيداً على ذلك أقول أن هناك في الجاهلية من رفض عبادة الأصنام قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يعرف كيف يعبد الله ولكنه سار على الفطرة وهو زيد بن عمرو بن نفيل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أدخله الجنة بهذا كما في السيرة لابن إسحاق

وماذا لو كان عابداً للأصنام ومات قبل البعثة ؟

سيكون مصيره مصير أهل الفترة وأنه يختبر ويمتحن كما ورد في خبر أبي هريرة والأسود بن سريع

هذا لتعلموا أن الأمر زائد على العدل بل هو فضل

هذا أكتبه إفادة لإخواني المسلمين وتثبيتاً وأما أختي خديجة فلا أدري لماذا تريد تطويل الحوار وقد أخبرتك أختي بما ينبغي عليك آنفاً

وفقك الله لما فيه طاعته ورضاه

واسطة العقد
09-15-2014, 11:35 PM
الم تفكري بالوسواس القهري؟
ليس غريبا ان يجتمع مرضان بالمرء، و يبدو ان بالأمر وسوسة او شكا قهريا بالفعل، و القهريات لا تزول بالمنطق.
اود لو تراجعي نفسك بهذه النقطة، فربما يكون ظني بمحله فيكون الحل ببروزاك لا بنقاش.

عبد التواب
05-02-2020, 11:18 PM
المسلم يمر ب3 مراحل :
معرفة النص
ثم فهم النص فهما صحيحا
ثم العمل بالنص
فعندما نجمع الايات التي تتحدث عن عذاب الكافرين ولماذا استحقوا العذاب نجد ان الله عزوجل لا يعذب الا من يستحق العذاب
و لا يوجد ابدا اية تقول انه يعذب من لم يستحق العذاب.

الله عزوجل يقول عن ابليس ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

فانت تقولي علي الله عزوجل شئ لم يقله

ثانيا هذا الادعاء ( انهم لم يقتنعوا و بالتالي لا يجب ان يعذبوا ) لا يدعيه الا صاحب علم الهي علم مطلق , مطلع علي قلوب و عقول و نفسيات البشر في كل لحظة من لحظات حياتهم منذ ولادتهم حتي مماتهم , فوجد فعلا انهم محقين في عدم اقتناعهم وان الله عزوجل لم يقم عليهم الحجة.

أرجو و اطلب من كل من يقرأ هذا ان لا يهتم بكلامي و لا ينظر له لانه كلام بغير علم

عبد التواب
05-02-2020, 11:20 PM
المسلم يمر ب3 مراحل :
معرفة النص
ثم فهم النص فهما صحيحا
ثم العمل بالنص
فعندما نجمع الايات التي تتحدث عن عذاب الكافرين ولماذا استحقوا العذاب نجد ان الله عزوجل لا يعذب الا من يستحق العذاب
و لا يوجد ابدا اية تقول انه يعذب من لم يستحق العذاب.

الله عزوجل يقول عن ابليس ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

فانت تقولي علي الله عزوجل شئ لم يقله

ثانيا هذا الادعاء ( انهم لم يقتنعوا و بالتالي لا يجب ان يعذبوا ) لا يدعيه الا صاحب علم الهي علم مطلق , مطلع علي قلوب و عقول و نفسيات البشر في كل لحظة من لحظات حياتهم منذ ولادتهم حتي مماتهم , فوجد فعلا انهم محقين في عدم اقتناعهم وان الله عزوجل لم يقم عليهم الحجة.

أرجو و اطلب من كل من يقرأ هذا ان لا يهتم بكلامي و لا ينظر له لانه كلام بغير علم