المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفضيل النساء؟!



أبو المظفر السناري
07-07-2011, 05:03 PM
تفضيل النساء؟!

كل من يرى أن في رسم هذا العنوان ما يُثِير رهَقَه، ويُهَيّجُ عليه مِرَّتَه، ويأخذ به في شُعَب التغضُّب، فيَتَلَظَّى وَيَتَوَهَّجُ، وَيَتَأَجَّمُ وَيَتَأَجَّجُ، وتثور فيه ثائرة الرجولة، وتستعِرُ بين أضلاعه جحيمُ الفحولة، حتى يطَير طَائِرُهُ، وَينَبضَ نَابِضُهُ، فيبِيتُ وهو يَزْفِرُ مِنْ الْغَضَبِ، وَيَنْفِتُ مِنْ الْغَيْظِ، بما يظنه من تقديم جنس النساء على جنسه، أو تماثل الجنسين كتماثل أحداث يومه بأمسه!
فلا ننصحه باستقراء أمثال هاتيك المواضيع، ولا بِمَدِّ عنقه إلى هذا السقف المرفوع! فما كتبنا له، ولا قصدناه فيما نسطرُه.
أما من رام النظر والمحاققة، والمباحثة والمناقشة، دون مصادرة على الآراء، ولا التَّجَيُّش على الغريم بأقوال هذا وذاك من أخلاط الناس، مع التزام النَّصَفة في الخصام، والعدل في أطراف الكلام، وصِدْق الاجتهاد فيما يُرِيغه من بيان الحق، وروح الانقياد للدليل فيما تُمْليه عليه صحائف المناظرة.
فلمثل هذا الطراز نتكلم، ومنه نستفيد ونتعلم.
وبعد اللًُّتيّا والّتي: فقد التمس منا بعض الإخوان النظر في قضية ( تفضيل جنس النساء على الرجال ) في إطار التأصيل الشرعي، والتقعيد العلمي، بعيدًا عن أسْر التقليد، مع التغافل عن جَهْمَ التّرداد والتعْداد في الأقوال.
وقد كنا أجبنا هذا الفاضل بأجوبة مقتضبة هي خلاصة المسألة عندنا، غير أن جوابنا لم يصله بعد، فنحن نسطره هنا له ولغيره، ثم نضمُّ مقتطفات أقوالنا الشاردة هنا وهناك بخصوص تلك القضية في هذا المكان.
وهكذا نستأنف التأصيل الشرعي فيها على حلقات تكون تِباعًا بعون الله، نتعرض فيها لنقْضِ كل بناء مُشْرِف على النقْض بما نكشفه من وهَنِ أوتاده، ثم نرفع كل منزل -أذن الله له أن يُرْفَع- بإقامة أركانه وتَشْييدِ أعمادِه.
ومن الله نستمد العون والتأييد، ونطلب منه الكمال في التوفيق والتسديد.

أبو المظفر السناري
07-07-2011, 05:10 PM
وطلبي الثاني للأخ أبي المظفر حفظه الله تعالى خاصة، هو أن يفصل لنا مداخلة جامعة في الموضوع، وألا يبخل علينا ببعض التأصيل العلمي في المسألة، وأحسب أن الشيخ الفاضل الحسن العلمي السجلماسي قد زكاه غيابيا أمام بعض الفضلاء أيام كان كاتبا على الشبكة باسم النوراني.
.
1- أولا: بارك الله فيك وفي الشيخ أبي جميل حفظه الله تعالى.
2- وثانيًا: أراني قد ألمحتُ وشدوتُ طرفًا من ذاك التأصيل العلمي في معالجة تلك القضية في بعض ردودي العلمية. وسوف يأتيك من التحقيق ما يملأ فمك إن شاء الله.
3- وثالثا: القضية عندي - كما قلتُ سابقًا - ليست من أصول الدين ولا فروعه! والخطب فيها هيِّن إن شاء الله.
وإنما النكير على أحد رجلين:
1- رجل ركبه موج الانتصار لرجوليته حتى جعله يتوسط قاموس بحر لا قِبَل له بتلاطم أمواجه! فحملتْه مغالبة النجاة على يعلو ناهضًا على أكتاف النساء! مُتوِّجًا نفسه بتاج العزة والكبرياء! كأنما اختصه الله بما زواه عن جنسه، وعجَّل له فجر غده قبل مغرب أمِسِه!
فتراه يتخذ من بعض النصوص برهانًا على فضل جنسه عند الله البتة! ويأتي بالتنقيص في حق جنس النساء بما تُبَتُّ عنده أعناق الإبل بتًّا!
وهذا الصنف: موجود بين الناس، معروفةٌ خُطته من الأساس. ولم أجادل منهم أحدًا حتى الآن.
2- ورجل درأتْ به حمية الانتصار لدعوى المساواة بين الذكر والأنثى على أن يدفع في نحر النصوص الواضحات فيما ميَّز الله فيه الرجال على سواهم حتى تقاطر النحْرُ من دفْعِه دمًا مَوَّارا.
وهذا الصنف: موجود بكثرة بالغة في دعاة تحرير المرأة لا جزاهم الله عن المرأة خيرًا!
فهذان الصنفان: هما من يتوجه إليهما النكير، وتقوم عليهم صيحة النذير.
أما الجماعة القائلة: بكون الله قد فضل جنس الرجال على جنس النساء بما اختصهم به، وأن هذا التفضيل لا يستلزم ثوابًا ولا عقابًا ولا قُربة إلى الله.
فهم أكثر علماء الإسلام، وشيوخ السنة الأعلام، ولكلامهم فضْل من النظر، وحظٌ من مَعين الأثر.
ومِثْل هؤلاء: يجب مناقشتهم -بالعدل والإنصاف - فيما استندوا إليه، ومطارحتهم البراهين فيما عوَّلوا عليه.
وقد أمعنا النظر في دعواهم، واستقصينا الخبر في فتواهم، فلم نظفر بالبرهان القاطع على صحة الدعوى، ولا حصلنا من سفر التمحيص في ألفاظهم إلا بما هو دون الأوْلَى.
ويمكن مناقشتهم في كل دليل أوردوه، وإعمال مِبْضَع التحقيق في جميع ما ذكروه.
وقد تأملتُ مَنْزعَهم وحَكَكْتُ مَعْدِنَه وَعَجَمْتُ عُودَه فإذا هو لا يَثْبُت عَلَى السَّبْكِ، وَلا يصمد عَلَى النَّقْدِ.
لكني رأيتني وقد خُذَلِتْ قُوَّتي، وَوَلَّتْ شِدَّتي، عندما رأيت القوم معترفين بكون هذا التفضيل ليس له ثمرة في قُرْب منزلة جنس الرجال من الله دون جنس النساء! ورأيتُ الخلاف بيننا كأنه لفظي وحسب!
لأنهم يُقرّون أيضا بأن ثمة من الفضائل أودعها الله جنس النساء ليس مثلها عند الرجال.
فخرجنا من هذا كله: بكون تلك الفضيلة متجاذبة المعاني. وكلها من تدبير أمر الله بما يُصلح شئون الحياة بما أودعه من الخصائص في كلا الجنسيْن جميعًا.
وربما تعدَّى بعضهم هذا الخلاف اللفظي إلى آخر معنوي! وحاد عن الصراط المستقيم إلى آخرَ غيرِ سَوِي. ومن أجل ذلك اشتدتْ لهجتنا أحيانًا بما يناهض هذا التعدي، ويتصدى لذلك التصدِّي.
والله المستعان لا رب سواه.

تابع البقية: ....

د. هشام عزمي
07-07-2011, 09:31 PM
متابعٌ ، وفي أشدّ الشوق ..

أمَة الرحمن
07-07-2011, 11:11 PM
متابعة طبعاً و على أحرّ من الجمر!

عَرَبِيّة
07-08-2011, 01:27 AM
متابعةٌ بإذن الله وأنتظرُ البَقِيَّة , بارك الله فيك .

ريم 1400
07-13-2011, 07:54 AM
استأذن الأستاذ ابو المظفر السناري في هذي المداخلة البسيطة والمتواضعة

قالوا فُضل الرجال على النساء0000
هم القادة والحكام والقضاة 000000
لهم الجمعة والجماعة000
والجهاد والنبوة 000
والقوامة 000
والعقل والرزانة000
أكملا خلقا وعقلا0000
وأكثر حلما وصبرا0000
وأشد بأسا0000
وأقل جزعا0000
ألا ليت شعري علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني
ربيت ابني على القيادة وزرعت فيه حب العبادة
ربيت ابني على التعلم وزرعت فيه حب الصبر والتصبر
ربيت ابني على الجهاد وزرعت فيه التجلد والإقدام
ربيت ابني على الصلاة وزرعت فيه التقوى والايمان
ربيت ابني على القوامة وزرعت فيه حب العدل والإحسان
ربيت ابني على الرجولة وزرعت فيه المعاني العظائم
شكرا لكِ أمي أنتِ الجامعة التي تخرج من تحت يديك
عظماء الرجال 000

لذلك قالوا وراء كل رجل عظيم امرأة
وقالوا في الأمثال 00
من القواعد المقررة أن عظماء الرجال يرثون عناصر عظمتهم من أمهاتهم

وفي واقع الحياة دليل وبرهان وشاهد ومشهود
على أن المرأة لا تنفك عن الرجل في الفضل
وهذا مثال عظيم على العقل والرزانة والصبر والتصبر
لم تجزع ولم تردد انه الإيمان الذي يصقل النفوس
ـــــــــــــ
لقد كان موقف أسماء مع ابنها عبد الله بن الزبير شامة في جبينها ورسالة أرسلت بها إلى كل أم مسلمة بل إلى كل رجل درسا في كيفية التربية والحث للأبناء على الرفعة ورباطة الجأش وذلك خلال حرب الحجاج له، فما زالت تقف بجانبه تشد أزره وتقوي قلبه وتقول له وقد أحاطت به جنود الحجاج: يا بني عش كريما ومت كريما، لا يأخذك القوم أسيرًا.
قال عروة دخلت أنا وأخي قبل أن يقتل على أمنا بعشر ليال وهي وجعة، فقال عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت وجعة. قال: إن في الموت لعافية . قالت: لعلك تشتهي موتي فلا تفعل. وضحكت وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقر عيني.. إياك أن تعرض على خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت. وكان عمرها عند ذلك مائة سنة.

وقتل الحجاج عبد الله بن الزبير وصلبه، فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء فقالت للحجاج: أما آن للراكب أن ينزل؟! فقال المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقا، كان صواما قواما برا. قال: انصرفي يا عجوز فقد خرفت. قالت: لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله يقول في ثقيف كذاب ومبير.

وجاء ابن عمر ليعزيها عندما قيل له: إن أسماء في ناحية المسجد، فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله فاتقي الله واصبري. فقالت: وما يمنعني وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

قال ابن أبي مليكة: دخلت علي أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقالت: بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا، اللهم لا تمتني حتى أوتى به، فلم يلبث أن أتيت به فغسلته بيدها وطيبته ثم حنطته ثم دفنته وصلت عليه. بعد ما ذهب بصرها. قال أيوب فحسبته قال فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام.
قال ابن سعد ماتت بعد ابنها بليال وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.
قال الإمام الذهبي في السير: قلت كانت خاتمة المهاجرين والمهاجرات.
فرضي الله عن أسماء ورضي عنهم جميعا من آل بيت.

ولو أن النســـــــاء كمن عرفنا... لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب... ولا التذكير مفخرة للهــــلالِ

زينب من المغرب
07-13-2011, 10:34 AM
متابعين...
سائلين المولى أن لا يكون رسم العنوان لنا مدعاة لنفش الريش والحياد عن مقصود الله سبحانه وتعالى من قضية التفضيل، وهو صنف يضاف إلى جملة أهل التحذير في مقدمتكم يا شيخنا.
بارك الله فيكم وزادكم من فضله.

أبو المظفر السناري
07-13-2011, 06:15 PM
الفاضلون والفاضلات أشكر لكم متابعتكم لا حرمنا الله إياها. لكني أستميحكم بالصبر علينا قليلا بشأن استئناف هذا الموضوع، ووصْلِ ما انقطع من شأنه المرفوع، فإني أتعثر الآن بمشاغل تحول بيني وبين ذلك. حتى أنني اعتذرتُ عن المشاركة في ( مجلة التوحيد ) لهذا السبب نفسه. وليس كل ما يُعرف يُقال. ولا كلُّ قلبٍ يصلح لِبَثِّ ما يختلج في النفس من أحوال!



سائلين المولى أن لا يكون رسم العنوان لنا مدعاة لنفش الريش والحياد عن مقصود الله سبحانه وتعالى من قضية التفضيل، وهو صنف يضاف إلى جملة أهل التحذير في مقدمتكم يا شيخنا.

نعم: ثمة صنف من هؤلاء أيضًا! تراه يتشعَّث بريشه، وينْتفش بمقصده من حديثه، لكنه لا يتكلم بعلم تقوم قوائمه على برهان من الله والرسول، أو دليل شرعي تسرح النواظر في تأمُّل محاسنه بالعرض والطول.
ونعوذ بالله أن يتفق علينا هذا الوصف، أو نقع تحت غائلة ذاك الرصف!
وقد علم خُلَطاؤنا أننا لسنا ممن يُهارَشُ به في ذيَّاك السبيل!
على أننا لو اخترنا المذهب القائل بتفضيل جنس النساء البتة = ما لحقنا في ذلك نقيصة عند أهل الحق! ولا جاز لخصمٍ أن يكافِحنا بِالْمَلامِ، طالما أننا نستجيش على الغرماء بأدلة نَيِّرَة واضحة المعالم. وسيأتي أن لبعض أئمة الإسلام تصنيفًا في هذا الباب مال فيه إلى هذا الرأي.
لكن مذهبنا الذي ندين الله به: هو دون القائلين بتفضيل جنس النساء، وفوق القائلين بتفضيل جنس الرجال. فلا نميل إلى هؤلاء ولا هؤلاء. وإنما نقوم بينهم بالنَّصَفة والقسطاس المستقيم.
وسوف نتعرض لكل ما طرحه الطارحون بشأن تفضيل أحد الجنسين لا سيما الرجال، وسنقضي من تبيين وجوه المغامز في مواطن أدلتهم ما نقضي. فلا يستعجلن أحدٌ أمرًا قد جعل الله له فيه فسحة وأناة.
والله المستعان لا رب سواه.

زينب من المغرب
07-13-2011, 08:29 PM
أعانكم الله وسدد سهام قلمكم

shaima
09-04-2012, 08:08 PM
السلام عليكم لماذا لم يتم استكمال الموضوع؟ لعل المانع خيرا ان شاء الله