المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الإسلام ابن تيمية:فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص



كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
07-09-2011, 04:19 AM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش.


جاء في موقع islamweb
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فلقد ساوى جل وعلا بين الرجل والمرأة في أصل الخلق، وفي التكريم، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ {الأنعام: 98}.
وقال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا {الإسراء:70}.
وساوى بينهما في أصل التكليف، وفي الحساب والجزاء. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.
ولقد بين الباري جل وعلا أن المرأة مماثلة للرجل في الحقوق والواجبات، داخل الإطار الأسري، وللرجل عليها درجة، وهي: درجة القوامة على أمرها، والرعاية لشؤونها.
قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة: 233}.
وهذه المزية التي أعطاها الله للرجل على المرأة ليس معناها التحقير بها، والغض من قيمتها. وقد ذكر المولى عز وجل سببين اثنين لفضل الرجل على المرأة، أولهما: وهبي. وثانيهما: كسبي. قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء: 34}

أما الأول منهما: فهو ما أشار إليه قوله تعالى: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ. أي بتفضيل الله الرجال على النساء، من كونه جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وزيادة التعصيب والنصيب في الميراث، وجعل الطلاق بأيديهم، والانتساب إليهم، وغير ذلك مما فضل الله به جنس الرجال على جنس النساء في الجملة.
والسبب الثاني في جعل القوامة للرجل على المرأة هو: ما أنفقه عليها، وما دفعه إليها من مهر، وما يتكلفه من نفقة في الجهاد، وما يلزمه في العقل والدية، وغير ذلك مما لم تكن المرأة ملزمة به، وقد أشار إليه في الآية بقوله: وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ.
ومما يجب التنبه له أن تفضيل الرجال على النساء المذكور في الآية الكريمة المراد منه تفضيل جنس الرجال على جنس النساء، وليس المراد منه تفضيل جميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، وإلا فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم والدين والعمل والرأي وغير ذلكانتهى ....

قلت : إذا كان الغني المنفق عند الناس أفضل من الفقير وإذا كان الشجاع المقدام عند الناس أفضل من الجبان وإذا كان الذكي الجهبذ عند الناس أفضل من البليد وإذا كان الوسيم الوضيئ عند الناس أفضل من الدميم وإذا كان القوي عند الناس أفضل من الضعيف وإذا كان العالم عند الناس أفضل من الجاهل وإذا كان الرجل ذو السؤدد عند الناس أفضل من الوضيع وإذا كان مشهور النسب وكريمه عند الناس أفضل من وضيع النسب ، فليس هؤلاء كلهم وغيرهم بأفضل عند الله من أؤلئك المفضل عليهم ، وإذا كان الغني الذي ينفق ماله أفضل عند الناس من الفقير نظراً لما يعود نفعه من جراء إنفاقه وليس ذلك عند الفقير فليس الحال كذلك عند الله إذ قد يكون الفقير أكمل إيماناً وأحسن خلقاً وأعظم براً وأقوى صلة وأكثر صلاة وخشوعاً وذكراً وتقرباً ويكون الغني عند الله لا وزن له ولا قيمة ولا رقم !!

ولذلك أخاطب أخواتي الكريمات من بنات المنتدى المبارك وأقول لهن بكل صراحة : من خلال قراءتي لمواضيعكن وتعليقاتكن وسبري لردودكن أرى أنكن أفضل عقلاً وعلماً وفهماً من كثير من الرجال الذين أعرفهم !!
فهل نقول أن هذا الصنف الذي أعرفه من الرجال مثلكن وأنا أعرف فيه ما أعرف !!
كلا وحاشا !
فالحاصل أنه لا يمتنع وجود بعض نساء قد وهبهن الله قدرات عالية بل وخارقة أحيانا في نفس المجالات التي ينقص فيها مستوى عامة النساء كما لا يمنع أن يكون أولئك النسوة أفضل من كثير من الرجال.