المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعينوني اعانكم الله



المصباح المنير
11-05-2005, 11:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
انا بصدد دراسة مقارنة بين كتابين في العقيدة
طلبي معرفة منهج واسس الدراسة المقارنة بين كتابين
وجزاكم الله عني كل خير

قرآن الفجر
11-05-2005, 11:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
انا بصدد دراسة مقارنة بين كتابين في العقيدة
طلبي معرفة منهج واسس الدراسة المقارنة بين كتابين
وجزاكم الله عني كل خير
يعتمد على نوعية الكتب التي ستقارنها.
مراعاة المادة العلمية للكتاب، ليس بالمعقد في تراكيبه فيجهد الذهن في فهم مسائله. بل سهل العبارة، لا يستغني عنه العالم في درسه، ولا المتعلم في مذاكرته وبحثه.
يعتمد في الاستدلال على القرآن تارة، وبالسنة أخرى، وبإجماع الصحابة، ثم بالقياس والاستنتاج في الأشباه والنظائر من الأحكام والمسائل.
التحقق من الرواة .. والمفسرين .. والنحاة ..
مقارنة الأصول القطعية التي يتمحور حولها الايمان والكفر.

المصباح المنير
11-07-2005, 05:04 PM
بارك الله فيك اخي
ولكن المسالة لازالت غامضة

قرآن الفجر
11-07-2005, 07:23 PM
بارك الله فيك اخي
ولكن المسالة لازالت غامضة
بارك الله في عمرك وعملك.
بداية ..
هل تحدد أسماء الكتب التي ستقوم بدراستها ومقارنتها لو سمحت؟
تختلف الدراسة باختلاف الكتب ومحتواها. ثم نكمل.
أختك قرآن الفجر.

المصباح المنير
11-09-2005, 01:46 PM
بارك الله فيك اختي
احد هذه الكتب هو (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) لشيخ الاسلام ابن تيمية
والكتاب الاخر لااستطيع الكشف عنه هكذا علما بانه يتناول نفس الموضوع
والسلام عليكم

قرآن الفجر
11-10-2005, 03:52 PM
تحقيق كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح:

لم يتوفر للكتاب كله نسخ كاملة سوى نسخة بدار الكتب المصرية ولقد يسر الله – تعالى – الحصول على أربع نسخ مخطوطة للكتاب , منها نسخة دار الكتب المصرية , ومنها ما يكمل بعضه بعضاً , وهي كما يلي : 1- النسخة الأولى : وهي نسخة (طبقوسراي ) من مكتبة أحمد الثالث باستانبول بتركيا , برقم (287) , وهي أقدم نسخة حصل المحققون عليها , وقد كتبت على أول ورقة منها عبارة تملك هذا نصها : ( انتقل بالبيع الشرعي إلى أحمد بن محمد بن زيد , على يد شمس الدين اللولوي , وعلى يد ولده , في أوائل شعبان سنة إحدى وستين وثمان مئة ) . وهذا يدل على أنها قريبة جداً من عصر المؤلف . وهي تمثل نصف الكتاب تماماً , فعدد أوراقها يمثل (392) ورقة ؛ أي : (784) صفحة , وقد كتبت بقلم معتاد واضح , وفي الصفحة (23) سطراً . 2- النسخة الثانية : وهي مصورة عن نسخة بالمكتبة السليمانية ( كتبخانة ياني جامع ) ؛ أي : مكتبة الجامع الجديد باستانبول , برقم (732) , وفي آخرها ذكر أن تاريخ نسخها في رجب سنة 1094 هـ , بدون ذكر اسم الناسخ . وعدد أورقها (321) , وهي تمثل نصف الكتاب تماماً مثل نسخة طبقوسراي , أي تساوي (642) صفحة تقريباً , وهي قريبة الشبه في خطها المعتاد بالنسخة الأولى , إلا أن أسطرها أقل بـ(25) فقط , ولا تخلو من بعض السقط والأخطاء الإملائية , بعكس النسخة السابقة . 3-النسخة الثالثة : وهي نسخة أحضرت من مكتبة جامعة ليدن بهولندا , وهي برقم (40) , وهي في (182) ورقة ؛ أي (364) صفحة تقريباً , وهي تعد تكملة لنسخة طبقوسراي ؛ لأنها تبدأ حيث انتهت تلك , وكذلك على أول ورقة منها كتب (الجزء الثاني من الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ...) , وعليها نفس التملك الذي على نسخة طبقبوسراي (انتقل بالبيع الشرعي إلى أحمد بن محمد بن زيد , على يد شمس الدين اللولوي ... في أوائل شعبان سنة إحدى وستين وثمان مئة ) ؛ ولذلك اعتبرها المحققون نسخة واحدة , لتقارب القلم الذي كتبتا , به وتساوي الأسطر , وتاريخ نسخها سنة 730هـ مذكور في آخرها , ولم يذكر اسم الناسخ , ولكنها – كما في آخرها – قوبلت على أصل صحيح بخط المؤلف . 4- النسخة الرابعة : وهي نسخة مصورة عن نسخة بدار الكتب المصرية بالقاهرة برقم (378) , وقد كتبت بخط نسخي مختلف في بعض الصفحات , وتاريخ نسخها متأخر ؛ حيث كتب في آخرها ( آخر الجواب الصحيح ...بقلم الحاج علي اللبدي الحنبلي , وذلك ليلة الأربعاء غرة ربيع الأول المبارك من شهور سنة ألف ومئتين وواحد وثمانين من الهجرة النبوية . وهي نسخة كاملة لهذا الكتاب وعدد صفحاتها (832)صفحة , وفي كل صفحة من (31إلى 34) سطراً وهي نسخة كثيرة الأخطاء , مختلفة الخطوط , فيها بعض خروم وسقط يصل إلى أكثر من صفحة أحياناً , وهي غالباً ما تتفق مع المطبوعة في أخطائها . 5- النسخة المطبوعة : وهي طبعة المدني , ذات الأربعة أجزاء في مجلدين , وطبعت عام 1961م , وقد سبقتها طبعة النيل سنة 1905م بمصر , بمعرفة الشيخ فرج الله زكي الكردي , والشيخ مصطفى القباني الدمشقي , ولم يكن لها – أي طبعة النيل – مقدمة ولا عليها أي تعليق , وإنما وضعوا لها خاتمة تقارب صفحة , ذكروا أنه لا يوجد لها مخطوطة كاملة في قطر من الأقطار , إنما هم طبعوها على أجزاء متفرقة عند بعض أعيان مصر وبغداد. أما طبعة المدني , فإنها مطابقة لطبعة الكردي , إلا أن المدني جعل مقدمة تكلم فيها عن الكتاب وموضوعاته باختصار , ولم يشر إلى المخطوطة أو النسخة التي طبع عليها , وهذا ما جعل المحققون يرجحون انه اعتمد على طبعة الكردي السابقة . وقد زاد المدني - أيضاً – بجعل عناوين لبعض الفصول , وليته لم بفعل , إذ أنه زاد الكتاب غموضاً ؛ حيث إن العناوين ليست مطابقة لما تحتها ؛ لأنه يأخذ أول كلمة في الفصل فيجعلها عنواناً له وهكذا . ثم لا يعلم على أي أساس اعتمد المدني والكردي من قبله في تقسيم الكتاب إلى أربعة أجزاء ؛ فالمخطوطات المذكورة لم تقسم أبداً .

قرآن الفجر
11-10-2005, 03:54 PM
نبذة عن الكتاب:
هذا الكتاب ألفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جواباً على كتاب ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى بما يحتج به علماء دينهم من الحجج السمعية والعقلية .
وقد بدأه بمقدمة علمية ضافية بين فيها هيمنة القرآن العظيم على ما سبقه من الكتب المنزلة , وتصديقه لما فيها من الأخبار الصحيحة , وتقريره لأصول الدين , وشرائعه الجامعة التي اتفقت عليها الرسل كالوصايا المذكورة في آخر سورة الأنعام , وأول سورة الأعراف وسورة سبحان .

ثم بين اختصاص محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة هي أفضل شرعة , وأكمل منهاج , واختصاص أمته بان جعلها خير أمة , وخصها بالوسطية في كل أمر .

ثم أشار إلى أن دين الأنبياء واحد هو الإسلام , وبين أنهم متفقون في أصل الإيمان , وإن اختلفت شرائعهم , ثم قال – رحمة الله - : من فرق بينهم فآمن بالبعض ولم يؤمن بالجميع فهو كافر .

وبعد هذا ذكر السبب الباعث له على تأليف الكتاب , وأنه جاء رداً على كتاب ورد من قبرص فيه الاحتجاج لدين النصارى بما يحتج به علماء دينهم قديماً وحديثاً من الحجج السمعية والعقلية .

وبعد ذلك بين –رحمه الله – الطريقة التي أقام عليها مناقشته للنصارى , وأنه سلك معهم مسلك أتباع الأنبياء القائم على أمرين : العدل , والعلم . وبعد المقدمة تناول الشبه التي أوردها الكاتب النصراني بالمناقشة والرد , مبيناً قبل المناقشة أن مدارها ستة أمور:

· الأولى : دعواهم أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يبعث إليهم , بل إلى أهل الجاهلية من العرب , ودعواهم أن في القرآن ما يدل على ذلك , والعقل يد على ذلك .

· الثاني : دعواهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم أثنى في القران على دينهم الذي هم عليه , ومدحه بما أوجب لهم أن يثبتوا عليه .

· الثالث : دعواهم أن نبوات الأنبياء المتقدمين كالتوراة والزبور والأنجيل وغير ذلك من النبوات تشهد لدينهم الذي هم عليه من الأقاينم , والتثليث , والاتحاد , وغير ذلك بأنه حق وصواب فيجب التمسك به .

· الرابع : تقرير ذلك بالمعقول , وأن ما هم عليه ثابت بالنظر المعقول , والشرع المنقول موافق للأصول .

· الخامس : دعواهم أنهم موحدون , والاعتذار عما يقولونه من ألفاظ يظهر منها تعدد الآلهة كألفاظ الأقانيم , فإن ذلك من جنس ما عند المسلمين – في زعمهم – من النصوص التي يظهر منها التشبيه والتجسيم .

· السادس : أن المسيح عليه السلام , جاء بعد موسى عليه السلام بغاية الكمال فلا حاجة بعد النهاية إلى شرع يزيد على الغاية بل يكون ما بعد ذلك شرعاً غير مقبول .

وقد فند – رحمه الله – هذه الدعاوى وبين ما فيها من الخطأ والتناقض والباطل , وساق الأدلة النقلية والتاريخية والعقلية على كل ما يقرره أو ينفيه أو يبينه .

وقد من الله تعالى بإتمام تحقيق هذا السفر الضخم , "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" على هيئة ثلاث أطروحات للدكتوراه من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض . جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . وقد أتم الباحثون رسائلهم , وتمت مناقشتها جميعاً . وحصل الباحثون على درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى .

ورغبة في إخراج هذا الجهد العلمي المبارك للناس , اتفق الباحثون على طبعه بالتحقيق فقط دون الدراسة وذلك تخفيفاً لحجمه حيث بلغ حجمه بالدراسة والتحقيق للرسائل الثلاث ستة مجلدات .

ولكن للفائدة تم تقديم تمهيد مختصر بين يدي الكتاب يشتمل على أربع فقرات هي :

(أ‌)ترجمة موجزة للمؤلف .

(ب) سبب تأليف الكتاب .

(ج) عرض مجمل لمحتوى الكتاب .

(د) وصف النسخ المخطوطة وخطوات تحقيق الكتاب .

وقد ظهر الكتاب بحمد الله – تعالى – في صورة جيدة من التحقيق والضبط وخدمة النص إلى درجة كبيرة تجعل القارئ يحس بالفرق الشاسع بين الكتاب في طبعته القديمة والمتداولة , وطبعته الحالية بعد التحقيق .

قرآن الفجر
11-10-2005, 04:06 PM
أخي الكريم ..

عليك أن تقوم بنفس الخطوات للكتاب الآخر.
بالنسبة للمقارنة: يفترض أن الكتاب الآخر يناقش نفس الأمور الموجودة في هذا الكتاب ويرد عليها.
لدي خلاصة للكتاب. مأخوذة من رسالة للدكتوراة على ما أظن سأضعها لك إن كانت ستفيدك.
أيضاً أقوال العلماء وآراءهم في الكتاب.
إن تجمع لدي شيء جديد سأضعه هنا.
وفقك الله.

المصباح المنير
11-13-2005, 02:31 PM
بارك الله فيك اختي قران الفجر
اعذريني اختي على عدم ذكرعنوان الكتاب الاخر (البحث لنيل درجة الماجستير)
واشكرك على هذه المعلومات القيمة وادامك الله ذخرا للعلم
وجعل الله لك نور

قرآن الفجر
11-13-2005, 02:47 PM
بارك الله فيك اختي قران الفجر
اعذريني اختي على عدم ذكرعنوان الكتاب الاخر (البحث لنيل درجة الماجستير)
واشكرك على هذه المعلومات القيمة وادامك الله ذخرا للعلم
وجعل الله لك نور
اللهم آمين.
بارك الله في عمرك وعملك.
وفقهك في العلم والدين. ووفقك لما فيه الخير.
سأضع لك المزيد قريباً إن شاء الله .

قرآن الفجر
11-15-2005, 11:12 PM
خلاصة كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (قراءة علمية)
فند المؤلف – رحمه الله – في القسم الأول من الكتاب الدعوى الأولى , وبين أنها على وجهين : إما أن يقولوا : - يعني الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع انه رسول إلى الجميع , وإنما أمته ادعوا ذلك .
وإما أن يقولوا : أنه ادعى ذلك وهو كاذب في هذه الدعوى .
فهنا وجهان للقضية ذكر بعد ذلك أن رسالتهم تتضمن الأول .
وقد ختم المناقشة بتقرير أصل مهم وهو : عدم جواز احتجاجهم بكلمة واحدة مما جاء به محمد صلى الله علية وسلم , لأنه إن كان صادقاً في كل ما يخبر به فقد جاء بما يخالف دينهم , وإن كذبوه ولو في كلمة واحدة كانوا مكذبين له في قوله أنه رسول الله .
وقد بين أن هذا إلزام واضح لعقلائهم . أما جهالهم الذين يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم رسول غضب فرسالته كونية وليست دينية فقد فند دعواهم وبين أنهم أعظم كفراً ممن سبق , وقد جعل من هذا الاختلاف بينهم دليلاً على تفوقهم , وهذا التفرق هو الاختلاف المذموم الذي ذكره الله تعالى بقوله [ ولا يزالون مختلفين *إلا من رحم ربك ] [هود:118-119].
وبهذا الاختلاف يتبين مدى تناقض الكفار في شأن الأنبياء .
ثم ساق الأدلة على عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من واقع التاريخ الذي يعد سجلاً حافلاً , لأعمال الرسل والأنبياء عليهم السلام , وهي معلومة حتى عند مؤرخي النصارى كابن البطريق وغيره .
ورد زعمهم بأن القرآن نزل باللسان العربي وحده , فهو على ذلك خاص بالعرب وبهذا يصلون إلى مطلبهم وهو حصر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالعرب وحدهم , وقد فند هذه الدعوى من وجوه كثيرة بين فيها أن سائر الكتب كذلك كانت بلسان واحد؛ لأن قوم النبي هم المخاطبون أولاً , ثم هم مكلفون بعد ذلك بالتبليغ , وذكر أن ألسنة الحواريين أتباع المسيح عليه السلام كانت عبرية كلسانه , ثم إنه أرسلهم إلى الأمم يخاطبونهم , ويترجمون لهم ما قاله المسيح عليه السلام .
وقد زعموا في رسالتهم أن القرآن متناقض إذ فيه ما يقتضي عموم الرسالة وفيه ما يقتضي خصوصها , فأبطل هذا الزعم الفاسد , وبين أن في الكتب السابقة مما يظن أنه متعارض أضعاف ما في القرآن , وأقرب إلى التناقض , فإذا كانت متفقة فكيف القرآن الذي هو أفضل الكتب ؟ أليس أولى بالاتفاق ؟!
ثم بين أنهم يتمسكون بالمتشابه , ويتركون المحكم , وذكر أنه إذا كان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم متناقضاً لم يكن – والحالة هذه – رسول الله ؛ لأن ما جاء به من عند الله لا يكون متناقضاً , وحينئذٍ فإذا كان متناقضاً لم يجر لهم الاحتجاج بشيء منه ؛ لأنه ليس من عند الله , وإن لم يكن متناقضاً ثبت أنه من عند الله وأنه ورد فيه ما يدل على العموم , وأنه رسول إليهم , وهذا هو الحق .
ثم دفع –رحمه الله – الوهم الوارد على بعض الآيات والأحاديث التي فيها خصوصية , وناقش القوم في مسائل عديدة متعلقة بهذه المسألة : منها نفيهم البشارة بمحمد صلى الله علية وسلم في الكتب السابقة , وقد أصل لهذه المسألة في القسم الأول إلا أنه توسع فيها في القسم الأخير من الكتاب , ورد عليهم تمثيلهم القرآن بالوثيقة التي كتب في ظهرها الوفاء , وبين أن هذا تمثيل باطل , وناقش دعواهم بأن اللاهوت قد اتحد بالناسوت عيسى عليه السلام , بوجود أربعة , ذكر منها أن مصير الشيئين شيئاً واحداً مع بقائهما على حالهما بدون الاستحالة , والاختلاط ممتنع في صريح العقل , وإنما المعقول مع الاتحاد أن يستحيلا , ويختلطا كالماء مع الخمر واللبن .
ثم نقض زعمهم بأن الحواريين المترجمين للإنجيل معصومون عن الخطأ بوجود ثلاثة ذكر منها أن الحواريين رسل المسيح وليسو رسل الله , والعصمة لرسل الله فقط .
وقد جاء في رسالتهم دعواهم بأنه لا حاجة لهم إلى نبي ؛ لأنه قد أتاهم رسل من قبله خاطبوهم بألسنتهم , وسلموا لهم التوراة والإنجيل فأبطل هذه الدعوى بسبعة وجوه ذكر مستهلها أن مجيء رسول قبله لا يمنع مجيء رسول ثان , فلم يمنع مجيء موسى مجيء عيسى بعده , وهكذا مضى رحمه الله في حجج قوية كل وجهٍ منها كافٍ لدحض زعمهم .
وزعموا في الرسالة أن من لازم عدل الله أن لا يطلبهم بإتباع إنسان لم يأت إليهم , ولا وقفوا له على كتاب بلسانهم , فدحض هذه الفرية بوجوه أربعة بين فيها أنه لا يجوز أن يقول هذا من كتب هذا الكتاب ؛ لأنهم يفهمونه ويقرأونه والا فكيف كتبوا هذه الاعتراضات .
وعندما فسروا قوله تعالى : [فيكون طيراً بإذن الله ]تفسيراً يوافق مذهبهم الفاسد نقض عليهم ذلك بكلام رصين مبين على قواعد ثابتة , وأسس متينة . ثم سردوا آيات أخرى وفسروها بما يوافق هواهم فأبطل عليهم ذلك , وقد جاء في رسالتهم الاحتجاج بأن القرآن مدحهم في قوله تعالى : [ من أهل الكتب أمة قائمة] [آل عمران : 113] , فبين –رحمه الله – أن الثناء هنا على من آمن منهم , وذكر لذلك شواهد من القرآن والسنة . وزعموا أن القرآن عظم صوامعهم , وإنجيلهم في قوله – تعالى – [ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ] [الحج : 40] وقوله تعالى [ نزل عليك الكتب بالحق مصدقاً لما بين يديك وانزل التورتة والإنجيل *من قبل هدى للناس] [آل عمران : 3, 4 ] .
وعظم القرآن الحواريين في سورة الصف فنقض هذه المزاعم , وبين أن المراد بالصوامع والبيع قبل أن يبعث محمداً صلى الله علية وسلم فكان فيها من يتبع دين المسيح الذي يبدل ,وهكذا في التوراة والإنجيل , وأن التعظيم لها قبل أن يعبثوا بها ويحرفوها . وقد أثبت المؤلف- رحمه الله – من خلال الرد على هذه الدعاوى أن ما ورد من مدح لموسى عليه السلام , وللتوراة ليس مدحاً لليهود الذين كذبوا المسيح ومحمداً صلى الله عليه وسلم ولا مدح فيه لدين اليهود المبدل وهذا يتفق فيه النصارى الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم وبدلوا أحكام التوراة والإنجيل , وهذا يتفق فيه اليهود مع المسلمين , ويلزم من كل ما ورد اتفاق المسلمين واليهود والنصارى على أنه ليس فيما ذكر في القرآن من ذكر التوراة والإنجيل , وموسى وعيس مدح لأهل الكتاب . وقد اتبع الرد على هذه المسائل بفصل بين فيه سبب ضلال النصارى وأمثالهم من أهل البدع في المسلمين , وحددها بثلاثة أمور رئيسة :
 الأول : تمسكهم بالألفاظ المتشابهة المجملة المشكلة .
 الثاني : اعتمادهم على خوارق وأحوال شيطانية ظنوها آيات .
 الثالث : اعتمادهم على أخبار منقولة إليهم ظنوها صدقاً وهي كذب
ثم عقد – رحمه الله – فصلاً بين فيه معنى تصديق القرآن لما سبقه من الكتب , وعقد بعده فصلاً متمماً له بين فيه وقوع التبديل في ألفاظ الكتب السابقة , وانقطاع سند التوراة بعد خراب بيت المقدس , وانقطاع الإنجيل باعتراف النصارى بأنهم هم الكاتبون له , وليس عيس عليه السلام , وهو الكاتب له , ثم أثبت الاختلاف والاضطراب في كتبهم , ورد بعد ذلك دعواهم بأن المسلمين يقولون : إن التحريف وقع بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم وقد بين أنهم بنوا كلامهم على أصلين فاسدين : أحدهما : أن الرسول أثبت ما معهم , ونفى عن كتبهم التي بأيديهم التهم والتبديل . والثاني : ظنهم أن المسلمين يقولون أن هذه الكتب حرفت ألفاظ جميع النسخ الموجودة منها بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم . قال : وهذا مما لا يقوله المسلمون , وقد بين أن هناك بعض الألفاظ الصحيحة في كتبهم من حكم الله لتكون شاهداً وحجة عليهم ومثل بقضية الرجم للزاني المحصن.

يتبع ..

قرآن الفجر
11-17-2005, 10:49 PM
وفي القسم الثاني من الكتاب تتمة للرد على زعمهم بأنه لم يطرأ على كتبهم تحريف ولا تغيير فهي بهذا كالقرآن , ولو عُقل أن يدب التبديل إلى القرآن الكريم , فإنه يمكن أن يحصل في كتبهم , وهذا قياس منهم فاسد أبطله المؤلف رحمه الله ببيان أن المسلمين رزقهم الله العلم والبصيرة , وطرق المعارف الصحيحة , فعندهم الإسناد الذي لا يوجد عند غيرهم من الأمم , وبهذا حفظ الله لهم دينهم وسلم من التحريف . وأبطل احتجاجهم على سلامة كتبهم من التحريف بكونها كتبت باثنين وسبعين لساناً , وبين أن هذا أحرى لوقوع التبديل فيها , فمن الذي يستطيع الحكم عليها بالسلامة من التحريف والتبديل مع انتشارها وجهل الناس بنسخها . وبين أن من الفوارق بين القرآن الكريم وكتب اليهود والنصارى أن القرآن محفوظ في الصدور , ويحفظه بعض صبيان المسلمين , ولو أراد شخص تحريفه لاكتشف بسهولة من غير رجوع إلى المصاحف في حين أن ذلك لا ينكشف في التوراة والإنجيل إلا بالرجوع إلى المنسوخ منها في كتب وقد تكون هي الأخر مغيرة ومبدلة واستمر –رحمه الله – في تأييد اتجاهه لإبطال قياس كتبهم على القرآن الكريم في خمسة فصول كان آخرها كلامه عن ثبوت الاختلاف والتغير في نسخ أهل الكتاب , ثم عاد مرة أخرى لينقض دعواهم أن القران أقرهم على ماهم عليه من دين , وقرابين , وطقوس مستشهدين ببعض الآيات في ذلك . وقد جاء الرد عليها مرة أخرى لكونها وردت في الرسالة مرة ثانية , وقد جعل من ذلك إلزاماً لهم بأخذ ما في القرآن من آيات أخرى , وإن طعنوا في شئ منها فلا دليل لهم في بقيتها وهكذا .ثم ناقش زعمهم الباطل بأنه لا يجوز محاجتهم إلا بالتي هي أحسن , وأن اليهود هم الذين يجادلون بغير ذلك , لأنهم ظالمون كما ذكر القرآن الكريم , واحتجوا بقوله تعالى :[ ولا تجادلوا أهل الكتب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ] [العنكبوت :46] .
وقد بين – رحمه الله – وجوب محاجة الظالمين من مشركين وأهل كتاب وبيَّن خطأ الاستدلال ببعض الدليل دون بعض .
ثم بين أن الإسلام هو نفس الدعوة التي دعا إليها الأنبياء جميعاً , وأن المسلمين مأمورون ببيانه لتقوم به الحجة على المخالف , ثم نقض دعوى النصارى بأن المراد بالذين ظلموا المذكورين في آية العنكبوت هم اليهود فقط ووضح أن النصارى فيهم ظلم كذلك , وساق في فصول متتالية كلاماً عظيماً حول هذه القضية مقرراً تطرف الطائفتين , فاليهود فرطوا , والنصارى غلوا على حين أن المسلمين توسطـوا , وهم أمة وسط في كل الأمور في التوحيد , والأنبياء , والشرائع .
وعندما أعادوا استدلالهم ببعض نصوص القرآن على مدح ما هم عليه , وذكروا أن القرآن سوى بين الأديان , وأن قرابينهم قد مدحت على ألسنة الأنبياء السابقين , ونقلوا عن أشعيا , ودانيال , وميخا , وعاموص نصوصاً يبررون بها قولهم هذا , عندما ذكروا ذلك أبطل الشيخ – رحمه الله – مزاعمهم وتصدى لتلك النقول بالتحليل والدراسة التي خرج منها بإبطال استدلالهم بها .
وقد بين – رحمه الله – أنه يلزمهم لصحة الاستدلال أربع مقدمات مهمة :
 الأولى : ثبوت نبوة هؤلاء الأشخاص .
 الثانية : العلم بلفظ المتكلم .
 الثالثة : العلم بصحة الترجمة .
 الرابعة : أن يُعلم هل ما ذكروه يدل على ما قصد هؤلاء .
وقد بين أن ما في تلك النقول لا يزيد عن كونه اخباراً بمجيء المسيح عليه السلام , وهذا أمر لا نزاع فيه بين النصارى والمسلمين .
وفي فصول ثلاثة متتابعة بعد ما سبق أبطل الشيخ – رحمة الله – ما زعموه في بداية الرسالة من أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بالعرب , وقد أضافوا فرية قبيحة مضمونها أن محمداً متشكك في أمره , واستدلوا على ذلك بقوله – تعالى : [ وإنآ أوإياكم لعلى هدى أو في ضللٍ مبين ] [سبأ : 24 ] , وقوله –تعالى : [وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ][الأحقاف : 9] .
فرد هذه الفرية القبيحة وأوضح الحق في هذه النصوص , ودفع الباطل الذي جاءوا به .
وعندما أرادوا وضع تفسير مقبول في زعمهم للتثليث القبيح الذي هو دينهم ليخففوا بذلك من شناعته وبعده عن الحق , فنّد المؤلف تفسيرهم وزعمهم الباطل باثني عشر وجهاً أوضح فيها أنهم لا يؤيدون التثليث بالعقل ؛ لأنهم يعرفون نفوره منه , لكنهم يزعمون أن الكتب الإلهية جاءت به .
وزعموا أيضاً أن الله – تعالى – سمى لاهوته بهذا التثليث , ونقلوا نصوصاً زعموا أنها أدلة لهم على الأقانيم , واستدلوا بآية القرآن الكريم فدحض جميع ما ذكروه بالنقل والعقل في فصول متعددة من هذا الكتاب النفيس .
ثم تحدث – رحمه الله – عن تناقضهم في عقيدة إيمانهم بقولهم : "نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد إله حق من إله حق من جوهر أبيه مساو للأب في الجوهر " .
وناقشهم في ذلك مناقشة قوية مستفيضة مدعومة بالأدلة النقلية , والحجج العقلية وكل ذلك في فصول متتابعة أظهر فيها طول باعه , وقوة حجته مما قطع معه كل حجة لمخاصم , وأوضح مدى التشابه بين عقائد أهل الباطل من النصارى واليهود وأهل البدع , والضلالات المنتسبين للإسلام .
وعندما حاول بولص في رسالته أن يثبت أن لديه أدلة على ما يزعمه من معتقدات في التثليث والمسيح من الكتب التي بأيدي اليهود وإن كفروا بالمسيح رد الشيخ – رحمه الله – بأن كفر اليهود بالمسح معروف لا يحتاج إلى دليل , ولكنه شبيه بكفر النصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم تماماً , فكل فريق أسوأ حالاً من الآخر , وهكذا في فصول متتالية يناقش المؤلف ما ورد في رسالة بولص من الاستدلال بما في الكتب السابقة , وخصوصاً قضية التثليث التي تكرر ذكرها , والاستدلال عليها في هذا الجزء من الكتاب , وكذلك قضية الأقانيم وظهور اللاهوت في عيسى ابن مريم عليه السلام .
وعندما فسروا تجسم كلمة الله في المسيح , وزعموا أن هذا اتحاد بريء من الاختلاط , أو التغير أو الاستحالة ناقشهم المؤلف بتسعة عشر وجهاً بين فيها تناقضهم , وفساد قولهم , وأنه لا يوجد معهم منقول صحيح ولا معقول صريح .
وفيما بقي من فصول هذا القسم تناقض النصارى في عقيدة إيمانهم , ويستدل بأقوال من أسلم منهم كالحسن بن أيوب – رحمه الله – حيث كتب كتاباً لأخيه علي بن أيوب يبين فيه سبب إسلامه , ويوضح فيه اختلاف دين النصارى , وتناقض عقائدهم ليجعل من هذا حجة على بطلان ما هم عليه مادام قد جاء ذلك من رجل خبير بما يعتقدونه , ثم يستشهد بما كتبه سعيد بن البطريق من كبار مؤرخي النصارى ( بطريق الإسكندرية في عصره ) , في تأريخه المعروف بنظم الجوهر عن مجامع النصارى التي تبين مدى اختلافهم , ولعن بعضهم بعضاً , وأن غالب آرائهم يخضع للسلطان والهوى , وإن كان ابن البطريق يريد أن يرد على النسطورية التي خالفت عقيدته لأنه من الملكانية .
ثم لم يدع ابن تيمية – رحمه الله – قول ابن البطريق , وعقيدة فرقته الملكانية ؛بل رد ذلك , وناقشهم مناقشـة قوية بين أن قول الملكية أشد بطلاناً من قول النسطورية ,وأعظم كفراً وتناقضاً .
وقد خرج الشيخ – رحمه الله – من كلام ابن البطريق بفائدة مهمة , وهي أن أول ملك أظهر دين النصارى هو قسطنطين بعد المسيح بحوالي ثلاث مئة سنة وبذلك اختلط دينهم بالأوهام والخرافات , وضرب لذلك مثلاً بقصة الصلب حيث رأى قسطنطين في نومه صورة صليب من الكواكب , وكذلك ما فعله أحد بطاركتهم في كنيسة المشركين بالإسكندرية التي فيها صنم باسم ( ميكائيل ) فجعلها النصارى كنيسة باسم ميكائيل الملك وهكذا .
وفي آخر هذا الجزء من الكتاب يحاول الكاتب أن يلبِّس بقوله أن قولهم في آب , وابن , وروح قدس مثل ما عند المسلمين من عقيدة في صفات الله – تعالى -, وأنه إذا كان قول النصارى المشار إليه فيه تعدد , فقول المسلمين في الصفات يقتضي التشبيه والتجسيم.
وقد توسع المؤلف – رحمه الله – في الجواب عن هذا القول الباطل وامتد به الحديث عدة فصول تعرض فيها إلى مذاهب المسلمين في الصفات , والمذهب الموافق للدليل والذي عليه أهل السنة والجماعة من الإيمان بصفات الله من غير تشبيه ولا تعطيل , وهو في هذا يدعم ما يذهب إليه بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية , ثم يسوق أقوال أهل العلم في تفسير هذه النصوص ليوضح لكل ذي لب أن مسائل العقيدة عند المسلمين ليست وليدة آراء مجامع , ولا قرارات كنائس , ولا وجهات نظر لبعض الناس دون بعض وهو مع هذا يربط الكلام بالرد على تفاسير النصارى للألفاظ التي وردت في النصوص من القرآن الكريم أو التوراة أو الإنجيل .

يتبع ..

المصباح المنير
11-19-2005, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي على هدا الجهد العظيم
اني اتابعك اول باول
ولكن المشكلة عندي هي منهج المقارنة لم ادرس وهو جديد علي

قرآن الفجر
11-19-2005, 12:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي على هدا الجهد العظيم
اني اتابعك اول باول
ولكن المشكلة عندي هي منهج المقارنة لم ادرس وهو جديد علي
بارك الله في عمرك وعملك.
سأنتهي من تلخيص الكتاب قريباً بإذن الله ثم أضع أقوال علماء الدين المعاصرين فيه.
ما أقوم به هو اجتهاد مني يحتمل الصواب والخطأ.
الآن ..
هل توضح ما تريد بشكل أفضل بالنسبة لمنهج المقارنة. سأسأل أهل الاختصاص ممن اجتازوا رسالة الماجستير أو الدكتوراة. بإمكاني ذلك فضع اسئلتك.
شيء آخر ..
هناك برنامج اسبوعي يمكنك متابعته يبث في إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية. يهتم بمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة في الشريعة الاسلامية. سيفيدك بإذن الله. لا أعرف الآن مواعيد بثه لانقطاعي عن متابعته من فترة لكن سأحاول معرفة وقت البرنامج ووضعه هنا.
وفقك الله

المصباح المنير
11-19-2005, 01:18 AM
جزاك الله عني كل خير اختي
لدي مجموعة من الاسئلة حول منهجية المقارنة بين كتابين و الخطوات التي يجب علي اتباعها
من ضمن هده الاسئلة
ان الدراسة المقارنة تحتاج الى خطة بحث مختلفة على الدراسات الاخرة
فما هو القالب المنهجى الدي تنصب فيه دراسة المقارن بين كتابين

قرآن الفجر
11-19-2005, 10:30 PM
وفي القسم الثالث من هذا الكتاب النفيس عقد المؤلف فصلاً بعد آخر حلقة في سلسلة قضية التعدد , والتثليث التي حللها تحليلاً دقيقاً , واستعرض جميع جزئياتها , وآخر هذه الأجزاء هو موضع الجوهر , والعرض وإطلاقهما , واستخدامهما في مسائل الألوهية عند الفلاسفة ,وأهل الكتاب , وعلماء المسلمين وعلاقتها بالذات , والصفات .
فقد نقل الواسطة بين شيخ الإسلام , والنصارى تسميتهم الباري – تعالى – بالجوهر , فناقش الشيخ هذه المسألة من وجوه بين فيها أن هذه التسمية من قبل النصارى هي أقل المآخذ خطورة في عقيدتهم , وأنها جاءت من قبل الفلاسفة , وأما اللغة العربية فليست هذه التسمية أصلية فيها .
ثم بين موقف الرسل – عليهم السلام – وأتباعهم من ذلك فقال – رحمه الله - : " إن نفس اسم الله يتضمن ذاته المقدسة بصفاته – سبحانه - , وليست صفاته خارجة عن مسمى اسم , ولا زائدة على مسمى اسمه " .
ثم كشف الشيخ وهماً يقع فيه أولئك , وهو أنهم قدروا ذاتاً مجردة عن الصفات مع أن هذا التقدير خيالي فقط , ولا يمكن أن يوجد في الواقع , والمناقشة إذا لم تكن ذهنية عينية فإنها تؤدي إلى الشطط والضلال .
ثم بين عدم تصريح الرسل بهذه التسمية فكان ينبغي لهم إن كانوا متبعين للرسل ألا يخترعون شيئاً في عقيدتهم من تلقاء أنفسهم .
ثم ذكر الشيخ أن عمدتهم في إطلاق الجوهر هو زعمهم أن هناك نوعين من الجواهر: جوهراً لطيفاً , وجوهراً كثيفاً . مع أنهم لم يثبتوا ذلك بالدليل , ثم جزم بأنهم لن يجدوا دليلاً لو أرادوا ذلك , ثم ناقشهم في تمثيلهم بجوهر الضوء , وأمثاله وأنه مثال محتمل لأكثر من معنى , وكل معنى له حكم مستقل فلا حاجة لهم فيه .
ثم أوضح – رحمة الله – التناقض بين عباراتهم التي تقرر أن الموجود إما جوهر وإما عَرَض , وأن الجوهر القائم بذاته , والعرض هو لقائم بغيره , وبين إقرارهم بأنه – تعالى – موجود حي ناطق له حياة, ونطق؛لأن الحياة والنطق لا يقومان بأنفسهما ؛ بل بغيرهما ثم تظهر ثمرة هذا البحث الدقيق في هذا الفصل عندما تطبق نتائجه على قضية الابن (المؤله ) عندهم , فإن كان – في نظرهم – جوهراً فيكون هناك جوهر الأب , وجوهر الابن , وهذا يبطل قولهم : إنه إله واحد , وأنه أحدي الذات , ثلاثي الصفات , وأنه واحد بالجوهر ثلاثة بالأقنوم ..." .
وإن قالوا بأنه عرض فقد صرحوا بأن الرب جوهر تقوم به الأعراض مع أنهم قد أنكروا هذا في كلامهم , وقالوا : " هو جوهر لا تقوم به الأعراض " .
ثم عقد فصلاً هاماً وموسعاً بشأن مقالة النصارى بعدم ضرورة وجود هذا الدين _ الإسلام _ وهو يناقش جزءاً من كتاب النصارى – أهل قبرص – فأجاب عليهم باثني عشرة وجهاً بين فيها ضعف رأيهم , وسقوطه بشأن تقسيم الشرائع إلى شريعتين : شريعة عدل , وشريعة فضل , وأفاد – رحمه الله – بأن الشرائع ثلاث: شريعة عدل فقط , وشريعة فضل فقط , وشريعة تجمع العدل والفضل وهي الشريعة الكاملة , واتخذ من سورة البقرة أمثلة على ما يقول .
ثم أوضح وجوها من عدم الكمال في التوراة والإنجيل بالنسبة للإسلام , ومع هذا فلم يتبعوا لا التوراة ولا الإنجيل ؛ بل أحدثوا شريعة خارجة عنهما , ويغلب عليها الطابع البشري التأليفي , وحولوها إلى ما يشبه الوثيقة كنصب الصور , وتعظيمها والتماثيل ونحو ذلك , وقرر كذلك أنه لو افترض أن شريعة الكتابين كافية فإنما يكون ذلك لو كانت محفوظة , وهذا غير ما هو حاصل , وبين أيضاً غلبة الشدة على شريعة التوراة , وغلبة اللين على شريعة الإنجيل , وأما شريعة القرآن فجاءت معتدلة جامعة بين هذا وهذا , وختم الفصل بقول بعضهم : بعث موسى بالجلال , وبعث عيسى بالجمال , وبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالكمال .
وعندما أوردوا أدلة ينسبونها إلى الأنبياء بين الشيخ من وجوه عدة أن احتجاجهم بتلك المنقولات ليس لهم فيه حجة , ففي هؤلاء من لم تثبت نبوته نسبة هذا الكلام المنقول إليه , ولا بد من التسليم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قبل التسليم بنبوة غيره ...إلخ ماقال.
ثم عقد فصلاً أثبت فيه الفضل والكمال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولشريعته وأمته , وبين أنه لا يمكن أن يحتجوا بشيء من كلام محمد صلى الله عليه وسلم أوغيره من الأنبياء على ما يخالف دين المسلمين من دينهم ؛لأنه لا يمكن أن يقوم على الباطل دليل صحيح , وأما ما وقع على خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو إما منسوخ , أو مما حرفوا معناه وتأويله , وإن كان المحرف بلفظه قليلاً , وهذا التحريف واقع إما عمداً , وإما سبب الترجمة أو في تفسير والشرح أو التأويل , ويمتنع قطعاً أن يخبر نبي بشيء ويخبر محمد عليه الصلاة وسلم بنقيضه .
وقد انتقل بعد ذلك إلى قضية كبيرة هي قضية البشارات , حيث أن من النصارى من يجحد بشارات النبوات بمحمد ويثبتها للمسيح فقط . وعلى هذا فقد قرروا أن من لم تبشر به النبوات فليس بنبي , وقد ناقش هذه الفكرة , وحللها , واستدل بالأدلة الكثيرة العقلية والنقلية من القرآن والسنة والنصوص الكتابية والآثار المتعددة على إثبات بشارة الأنبياء والكتب السابقة بمحمد صلى الله عليه وسلم فقد سرد مجموعة من الحجج المنطقية القوية وحشداً كبيراً من النصوص الكتابية , وشرحها وبين اتفاقها مع واقع الرسول صلى الله عليه وسلم وواقع الإسلام .
فقد أورد بشارات من العهد القديم , من مزامير داود من نبوة أشعيا ومن نبوة دانيال , ثم من العهد الجديد , من سفر يوحنا , ومن سفر متى , ومن كلام شعمون ومن كلام المسيح عليه السلام , ثم أخذ في شرح عبارات مختارة من هذه النقول , ثم أردف ذلك بنصوص وأمثلة من أخبار القرآن الكريم الغيبية , واستحالة معرفة غير رسول بها , وامتناع حصوله عليها من مصدر غير إخبار الله – سبحانه – وذلك من خمسة أوجه . وقد مر في أثناء ذلك بما يزعمه الفلاسفة بشأن النبوة فدحضه وأبطله , وكذلك بمزاعم المشركين حيال النبوة – أيضاً – فردها رداً منطقياً ونقلياً .
ثم أنشأ فصلاً واسعاً أثبت فيه اعتراف المشركين وأهل الكتاب في قرارة نفوسهم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم , وإن أنكروها أو أنكرها بعضهم بلسانه , بالإضافة إلى الأدلة الواقعية الكثيرة التي تؤيد ذلك .

يتبع ..

قرآن الفجر
11-24-2005, 01:33 AM
ثم انتقل إلى الحديث المباشر عن آيات النبوة ودلائلها بحديث شامل , ودراسة عامة , في فصول متتالية بين في أولها وضوح دلائل النبوة , وتنوعها ,وكثرتها ,ثم تناول تسمية الدلائل بالمعجزات, وكذلك الكرامات وعلاجها وتوصل إلى نتيجة واضحة بشأن ذلك , ثم أتبع ذلك بمبحث في إعجاز القرآن من أكثر – إن لم يكن من جميع – جوانبه , وبعده تحدث عن علامات النبوة في سيرته صلى الله عليه وسلم : في أخلاقه , وأقواله , وأفعاله , وشريعته , وقرر أن أمته من آياته , وعلم أمتـه ودينهم من آياته – أيضاً -, وإن كرامات صالحي أمته من لآياته – كذلك .
وبعد هذا عقد فصلاً أورد فيه مجموعة كبيرة من النصوص التي , تتحدث عن صفاته الخلقية والخلقية والمعيشية والاجتماعية ودلالتها على نبوته ورسالته , ثم كتب فصلاً في إثباته صلى الله عليه وسلم لليوم الآخر والمعاد , وأن ذلك من دلائل نبوته , حيث إن الإيمان به هو الثمرة العلمية للإيمان بالله – تعالى - , وبالإيمان بالله وبالمعاد , يستقيم المرء على شرع الله – تعالى - , وتقبل نفسه على عبادته والتقرب إليه , ويتم بذلك صلاح الحال والمال .
ثم بين الشيخ – رحمه الله – تعالى – أن من ادعى النبوة لا يخلو من أحد ثلاثة أمور :
 الأول : إما أن يكون نبياً صادقاً مرسلاً من الله كما أخبر عن نفسه .
 الثاني : وإما أن يكون ملكاً عادلاً وضع ناموساً سياسياً وقانوناً عدلياً ينتفع به الخلق .
 الثالث : وإما أن يكون رجلاً كاذباً فاجراً أفاكاً أثيما يتعهد الكذب والظلم , أو يتكلم بلا علم .
وبعد مناقشتها يتضح للمرء – وضوح الشمس في رائعة النهار – صدقه وأهليته للنبوة والرسالة .
وفي فصول تالية تحدث عن قصة الفيل ودلالتها على النبوة , وعن حراسة السماء إبان البعثة , وذكر السبب في ابتدائه بذكر نصوص من القرآن في مجال آيات النبوة , لأن من أهل الكتاب من يقول : " لا نصدق إلا بما في القرآن كما في التوراة والإنجيل " .
وفي فصل بعده قرر أن آياته صلى الله عليه وسلم قد استوعبت جميع أنواع الآيات الفعلية والخبرية , وأورد لذلك طائفة كبيرة جداً من نصوص السنة النبوية , وأتبعه بفصل آخر في آياته صلى الله عليه وسلم المعلقة بالقدرة , والفعل ,والتأثير , وقسمها إلى ستة أنواع :
 الأول : ما كان في العالم العلوي ؛ كانشقاق القمر , وحراسة السماء بالشهب .
 الثاني : آيات الجو؛ كاستسقائه صلى الله عليه وسلم واستصحائه .
 والثالث : آثاره في الأشجار والخشب .
 والرابع : تكثير الماء والطعام والثمار ببركته فوق العادة .
 والخامس : تأثيره في الأحجار وتصرفه فيها وتسخيرها له .
 والسادس : تأييد الله له بملائكته .
ثم كتب فصلاً يشرح فيه : كيف أن هذه الأخبار التي أوردها في أنواع الآيات الستة تفيد العلم , وفيه تحقيق رائع لهذا الأمر الهام , وتجلية لمعالمه وأسسه , وذلك من طرق ستة هي:
التواتر العام والتواتر الخاص , والتواتر المعنوي , وشهادة الجماهير الكثيرة للآيات , وسماعهم لنقلها , وإقرارهم للناقل , وعدم الإنكار , وتواتر ما فيه كفاية من هذه الآيات عند كل صنف من العلماء ؛ كعلماء التفسير , والحديث , والفقه , وعلماء الأصول والكلام , وغيرهم , والطريق السادس : اهتمام العلماء بذلك الأمر وتصنيف المصنفات المجردة , فضلاً عما ضمنوه في مصنفاتهم ولم يجردوه .
وقرر في فصل تالٍ عدم اختصاص آيات النبي صلى الله عليه وسلم بزمن حياته فقط , بل هي في زمنه وقبل مولده وبعد مماته , فضلاً عن أن تختص بحال دعوى النبوة أو حال التحدي – كما ظنه بعض أهل الكلام -, ثم ذكر أن من آيات الأنبيـاء إهلاك الله لمكذبيهم , ونصره للمؤمنين بهم .
وقد فصل القول في ذلك ودلل وأكثر من الشواهد وإيراد الاحتمالات ودورها .
ثم انتقل إلى ذكر نوعي الأدلة , وأثبت أن أدلة الأنبياء هي من جنس الأدلة التي تدل على العلم بالمدلول عليه , مع الحرص على الرغبة فيه أو الرهبة منه , وليست من النوع الذي يدل على مجرد العلم بالمدلول عليه , ثم اتبع ذلك بالحديث عن مسألة طلب آية ثانية وثالثة على نبوة النبي , وقرر أنه لا يجب إجابة الطلب لآية ثانية , ثم بين أنه قد يكون من الحكمة تتابع الآيات كما هو الحال في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم نظراً لعموم دعوته وشمولها , وقد عرض الشيخ – رحمه الله – إلى أن هناك نوعاً من الآيات توجب عذاب الاستئصال – كما كان الكفار يقترحون على الأنبياء آيات غير التي جاءوا بها , فتارة يجيبهم الله إلى ذلك لما فيه من المصلحة والحكمة , وتارة لا يجيبهم لما في ذلك من المضرة والمفسدة – عند جمهور أهل الملل من المسلمين وغيرهم ممن يعلل أفعاله – تعالى - , وممن لا يعللها برد الأمر إلى محض المشيئة .
وفي آخر فصلين من الكتاب تحدث في أولهما عن طبيعة الخبر حديثاً موسعاً مدعماً بالأدلة الشرعية , والقواعد الأصولية , حديث العالم المتبحر الجامع لأنواع الفنون والعلوم , وهذا ما فعله في الفصل الثاني في حديثه عن طبيعة المخبر وصفاته وأحواله , وأحكام العلم بصفات هذا المخبر , وكيفيات هذا العلم وبعض الآراء الكلامية , وأنواع الناس في الحاجة إلى معرفة النبي المعين وبذلك ختم الكتاب.

انتهى ..

قرآن الفجر
11-24-2005, 01:42 AM
سأضع الروابط لاحقاً ..
وفقك الله ..