المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتب على ابن آدم حظه من الزنا



محمد المالكى
07-31-2011, 01:17 PM
السلام عليكم
الشبهة هى
إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، و زنا اللسان المنطق ، و النفس تمنى و تشتهي ، و الفرج يصدق ذلك أو يكذبه
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1797
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فكيف يكتب الله علينا شىء ثم يحاسبنا علية

إلى حب الله
07-31-2011, 07:08 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي ..

بالنسبة لهذه الشبهة : فهي تصدر ممَن لم يعرف مراد الله تعالى من خلقه للجن والإنس !
فالله تعالى لو أراد أن يخلق خلقا ًلا يُخطئون البتة : لكان في الملائكة الكفاية !!!..
فهم خلقٌ لا يُخطئون البتة : مفطورون على الإيمان والطاعة : كما أن في فطرتنا التنفس !

ومن هنا ..
فإن الله تعالى قد خلقنا والجن : خلقا ًمُختارين .. أي : لدينا حرية الاختيار واتخاذ القرار
بين الطاعة والمعصية .. وبين الكفر والإيمان ..
وهو يعلم سبحانه أن ذلك سيستوجب حتما ًضعفنا .. وأنه سيستوجب حتما ًأيضا ً:
وقوعنا في بعض الأخطاء أو المعاصي نتيجة هذه الطبيعة ..
ولكي لا يغتر الصالح بصلاحه : أو يمتن بعدم خطئه على الله تعالى وهو خالقه !!..

ولذلك :
فهو من صفاته سبحانه المغفرة : وقبول التوبة !!.. فهو سبحانه : التواب الغفور !!..
وعلى هذا : فإن الخاسر : هو مَن يتكبر على الاستغفار أو التوبة إذا ما وقع منه خطأ أو
معصية !!.. أو يتخيل أن خطأه ومعصيته هما أكبر من رحمة الله ومغفرته وتوبته : فيكون
من القانطين الكافرين بإحدى صفات الله عز وجل الذي وسعت رحمته كل شيء !!..
والقرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة :
يمتلآن بالكثير من القصص والأدعية عن الأنبياء والرسل والصالحين والمؤمنين : الذين
يدعون الله تعالى أن يغفر لهم خطاياهم أو معاصيهم بدافع طبيعتهم البشرية !!!..

وفي هذا يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" والذي نفسي بيده (وهو قسمٌ بالله تعالى) : لو لم تذنبوا (أي لو كنتم خلقا ًلا يُذنبون) :
لذهب الله بكم (لأن في ملائكته الكفاية كما قلنا) ولجاء بقوم ٍيذنبون : فيستغفرون الله :
فيغفر لهم " رواه مسلم وغيره ..

هذا من ناحية تناول الشبهة بوجهٍ عام أي : أن الله تعالى قد خلقنا بالفعل : وهو يعلم
أنه ما منا إلا وسيُخطيء أو سيعصي أو سيكفر بإرادته !!!..
يقول رسولنا الكريم أيضا ًصلى الله عليه وسلم :
" كل بني آدم خطاء !!.. وخير الخطائين : التوابون " !!!..
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة والدارمي وحسنه الألباني ..

وأما بالنسبة لتناول شبهة الزنا بوجهٍ خاص ..
فلا شك أن زنا الفرج (كآخر مرحلة في الزنا) : هو المترتب عليه حد الزنا المعروف !
وأما ما دون ذلك كالنظر واللمس .. إلخ
فهو من السيئات التي يُمكن أن تـُجبر بالاستغفار والتوبة وفعل الحسنات ...

وزنا النظر واللمس .. إلخ : قد يمر على الإنسان حينا ًفي حياته (في طفولته أو مراهقته
أو شبابه .. إلخ) .. وسواء علم الإنسان بحرمته أو لم يكن وصله أمر حرمته بعد ..
وسواء قصده ذلك الإنسان متعمدا ًمن باديء الأمر : أو وقع فيه
عن غير تعمد : كالاستدراك من بعد نظر الفجأة مثلا ً!!!..

فعن جرير رضي الله عنه قال :
" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة (وهو النظر الذي يقع للإنسان
فجأة على المُحرمات بغير قصد) .. فقال : اصرف بصرك " أي اصرفه ولا تعيد النظر
إليه مرة ًأخرى ..
رواه مسلم وأبو داود والترمذي ...

وفي النصيحة الغالية من النبي لعلي رضي الله عنه قال :
" يا علي .. لا تتبع النظرة النظرة (أي لا يستدرجك نظر الفجأة أن تتبعه بنظرة أخرى) !!..
فإن لك الأولى (أي لن يُحاسبك الله عليها لأنها بغير قصدٍ منك) : وليست لك الآخرة
(أي سيُحاسبك الله عليها لأنك ساعتها تكون قد رسبت في هذا الاختبار البسيط) " !!..
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه الألباني ..
وذلك من حرص النبي على طهارة بصر وبصيرة أصحابه : ظاهرا ًوباطنا ً..
حيث بطهارة الحواس : يطهر القلب والفؤاد : ويصفو العقل والتفكير ..

والله تعالى أعلى وأعلم ..