مشاهدة النسخة كاملة : القول الفصل في العهدة العمرية؟؟؟؟؟
a good guy
08-04-2011, 03:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام انا اعلم ان سند العهدة العمرية ضعيف ولكن ما تقولون في كلام ابن القيم الجوزية رحمه الله، حيث قال: ((وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها فإن الأئمة تلقوها بالقبول وذكروها في كتبهم واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء وعملوا بموجبها))
فهل اخطأ ابن القيم وهو العالم الكبير وهل يوجد من الفقهاء من قال بعدم جواز العمل بها او نص على شيئ يخالف محتواها؟
واذا ثبتت فما الرد على من يقولون ان فيها تحقيرا واذلال لغير المسلم واجبارا له على اعتناق الاسلام؟
أحمد يعقوب2
03-12-2012, 10:20 AM
نقلاً عن ا/ سيف الكلمة .
.
.
.
.
القضية الأولى :
العهود
من الضرورى أن نعلم أن عهود المسلمين فى عهد الخلفاء الراشدين ومنهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
وسواء فى فارس أو الشام أو إفريقيا أو البدان الآسيوية
كانت تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : عهود شروطها ميسرة وكريمة
وهذا النوع من العهود تمتعت به القرى التى فتحت سلما ولم تحارب المسلمين ولم تؤيد بالحرب القوى المعادية للمسلمين وهم بالنسبة لقرى الشام والقرى الإفريقية كانوا الرومان البيزنطيين
فهذه قرى مسالمة والمثال على عهودها العهدة العمرية لقرية إيلياء التى بها بيت المقدس وكنيسة القيامة
((( العهدة العمرية ))).
.
.
.
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبناهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم، ولاتهدم، ولاينتقص منها، ولا من خيرها، ولا من صُلُبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء (القدس) معهم أحد من اليهود وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وعلى صلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان فيها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم
شهد على ذلك الصحابة الكرام :
خالد بن الوليد, عمر بن العاص, عبد الرحمن بن عوف , معاوية بن أبى سفيان
والقسم الثانى : عهود مشددة
وهى العهود هى العهود مع البلدان التى فتحت عنوة بعد حصار وقتال وقتلى من الطرفين
فهؤلاء خضعوا للمسلمين رغم إرادتهم ويحتاجون للترويض حتى لا يقوموا فيما بعد بأعمال تمرد أو عصيان
فهم خضعوا بالحرب ولم تصفو قلوبهم لقبول حكم المسلمين وإن وجدوا قوة سيعودون للقتال فكان على المسلمين إخضاعهم ببعض الشروط المشددة
وهم من قال الله فيهم ( حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرين )
ومن أمثلة هذا قريتين فى عهدة (معاهدة ) واحدة والمعلوم أن العهدة العمرية لفتح بيت المقدس كانت فى فتح بيت المقدس التى لم يفتح معها قرى أخرى
وجاء عمر إليها خصيصا من المدينة المنورة وشهد على العهد قادة الحرب العظام فى جيش المسلمين
وهتين القريتين فتحهما عبد الرحمن بن غنم وتجدها فى تفسير بن كثير للآية 29 من سورة التوبة ولم يقل بن كثير أنها العهدة العمرية
ولكن لكونها فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه فقد نسبت إليه لأن عبد الرحمن بن غنم كان من القادة الذين أرسلهم عمر رضى الله عنه لإخضاع بعض القوات الرومانية المتمركزة فى بعض قرى الشام
وكان من عادة عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يعطى أوامر تفصيلية للقادة الكبار ويحدد فيها القادة الصغار الذين يقومون ببعض المهام
ومن قادته الصغار كان [ عبد الرحمن بن غنم ] ولذلك تجد هذا العهد خاليا من الشهود وفى صيغة إقرار من المهزوم بشروط مشددة للغالب
وهذا النص ونص آخر لقرية منفردة فتحها أيضا عبد الرحمن بشروط مشددة مشابهة .
فعهود [ عبد الرحمن بن غنم ] وهو جندى مسلم ليس له ذمر فى السياسة وهى ما يعبث النصارى به فيقدمونها وكأنها النموذج الوحيد لعهود المسلمين ويتجاهلون العهدة العمرية لعمر مع نصارى إيلياء
وكعادتهم فى تقديم الشبهات بمعلومات ناقصة أو مغلوطة بمبدأ لا تقربوا الصلاة وحذف بقية سياق الآية
القضية الثانية :
الخلفية القانونية والشرعية للعهود فى هذا الزمن
1) الحرب لم تكن بين المسلمين وأهل القرى فى الشام ولا إفريقيا بل كانت مع البيزنطيين ( الدولة الرومانية الشرقية ) والقرى التى تعاونت مع الرومان كانت قليلة
2) وهى التى وجدت بها حاميات رومانية بعد هزيمة الجيوش الرومانية الرئيسية فى معارك شاملة خارج القرى فهم كانوا فلول وجيوب رومانية يتم تطهيرها ولم تكن الحروب مع أهل البلاد الذين كانت أكثرها تئن من الظلم الواقع عليهم من الرومان ورحب الكثير منها بالفاتحين المسلمين
بل إن المصريون بعضهم ساعدوا المسلمين فى قتالهم ضد الرومان فى مصر بعد أن وصلت إلى المصريين الأخبار عن عدل المسلمين فى الشام ومعاملتهم الطيبة لأهل البلاد وبعد أن علموا أن الجزية التى بفرضها المسلمون تقل كثيرا عما كان الرومان يثقلون كاهلهم به من ضرائب متعددة
3) قوانين الحرب فى هذا الزمن كانت تقضى بأن يؤخذ أهل القرية المهزومة عبيدا وإماء وأن يتملك المنتصرون أرضهم وأموالهم وبيوتهم وأموالهم فالقرى المفتوحة عنوة بعد هزيمتها
كانت أهل هذه القرى فى حكم الأرقاء ولو انتصر الرومان والقرى التى عاونتهم لفعلوا ذلك بالمسلمين واسترقوهم وهذا ثابت تاريخيا
_فكون المسلمين تنازلوا عن حق لهم باسترقاق أهل هذه القرى فهذا كان عطاء من المسلمين وكانوا يمكن أن يبيعوهم رقيقا
_وكون المسلمين سمحو لأهل هذه القرى باستزراع أرض هذه القرى التى أصبحت مملوكة للمسلمين فهذا عطاء آخر من المسلمين لأرقائهم
_وكون المسلمين سمحوا لهم بالبقاء فى مساكنهم فهدا عطاء من المسلمين لأرقائهم
_وكون المسلمين سمحوا لهم بالإحتفاظ بكنايسهم فهدا من كرم المسلمين أصحاب الأرض والبيوت والكنائس والبشر الأرقاء فكونهم لا يسمحون ببناء توسعات للكنائس إلا بموافقة الأمير المسلم فهذا حق المالك وهو المسلمون
_وكون المسلمين لم يسمحوا ببناء كنائس جديدة فهى قرى صغيرة تكفيها كنيسة واحدة والإسلام ينتشر وسيقل الإحتياج لبناء كنائس جديدة كما أن الأرض مملوكة للمسلمين ولهم حق الموافقة على استخدامها فى بناء كنائس جديدة وهذا القرار يرجع تقديره للأمير المسلم فى القرى المفتوحة عنوة
_وكون المسلمين عاهدوهم على أن تكون مظاهر العبادة داخل الكنائس فهذا حقالمسلمين فى بقية الأرض المملوكة للمسلمين ولإخضاع من تسول له نفسه أن يتمرد على المسلمين
فمن الخطأ بل من التجنى محاكمة عصر مضى وولى كان له قوانينه الدولية فى الحرب والسلم بقوانين دولية لعصرآخر
فالقوانين الدولية الآن والتى ألغت الرق ونظمت التعامل مع الأسرى ونظمت العلاقات بين الدول فى الحرب والسلم فى العصر الحديث تعتبر معاهدات جديدة ملزمة لجميع المجتمعات والدول
فليس من الصواب بل من الظلم محاكمة عصر بمعطيات عصر آخر
وبهذا تنتهى هذه الشبهة التى تكررت كثيرا داخل المنتدى وعلى شبكة الإنترنت
ومصدرها متعصبون من نصارى مصر حرصوا على إعطاء معلومات ناقصة وتسمية نص باسم نص آخر وتقديم نصوص ضعيفة السند وغير ذلك من الأساليب الملتوية لواضعى الشبهات
وفى كل مرة يضعون الشبهات ولا يضعون ردود المسلمين التى يعرفونها جيدا عليها
والحمد لله على نعمة الإسلام
يمكن الإستفادة من كتاب :
الوثائق السياسية
للعهد النبوى والخلافة الراشدة
للدكتور محمد حميد الله
دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع بيروت
الطبعة الثالثة
1389 هـ --- 1969م
أبوأمير الحمصي
03-12-2012, 10:23 AM
جميل جدا!
Powered by vBulletin™ Version 4.2.1 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, ENGAGS © 2010