المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه رسالة من جمعة الإرادة .... لكن إلى الإسلاميين



lo9man
08-05-2011, 05:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شاهد كل مهتم بمصر في جميع أنحاء العالم ما يسمى بجمعة الإرادة .... شاهدها البعض بنوع من الصدمة والبعض بنوع من الحقد والبعض بنوع من الإعجاب وأيا كان إنطباعك قارئي لكن ماينبغي الإلتفات إليه هو الرسالة الهامة التي وجهتها هذه الجمعة وهو أن لهذه البلد هوية واحدة متأصلة متغلغلة ومتعمقة في وجدان ذلك الشعب ألا وهي الهوية الإسلامية فبينما لم تفلح التيارات الليبرالية و العلمانية مجتمعة بترسانتها الإعلامية الضخمة ( صحف وقنوات ومواقع وصفحات ) في حشد ما يمكن أن يطلق عليه مليونية أو حتى ربع مليونية إستطاع التيار الإسلامي وخاصة السلفي في حشد أكثر من ثلاثة ملايين شخص في ميدان التحرير وحده غير مئات الآلاف في العديد من المدن الأخرى من شمال مصر لجنوبها شرقا وغربا في أكبر حشد جماهيري بعد الثورة و ماجمعت هذه الحشود الضخمة إلا خوفا على هويتها وتمسكا بشريعتها فكان الشعار الغالب الأعم الشعب يريد تطبيق شرع الله
كثير ممن رصدوا محتوى هذه الرسالة أرادوا توجيهها للعلمانيين واللليبراليين ..... لا تستهينوا بالإسلاميين لا تهمشوهم .. كفوا عن تشويه صورتهم فالمجتمع يعرفهم أكثر منكم وبأصدق مما تحاولوا أن تصوروا له .. لكني لن أسير على درب هؤلاء إذ علمت أنه لا فائدة ترجى من علماني أو ليبرالي وأقصد هنا المنتمين والمشبعين على الحقيقة بهذه الأفكار فهؤلاء لايمكن إثنائهم عن حماقاتهم ومهاتراتهم فالأفضل هو تركهم وما يخوضون ...

لكني أوجه الرسالة نحو الإسلاميين فأقول قد علمتم ما لكم من ثقة في قلوب الناس وقد علمتم حب الناس لدينهم وشريعتهم لكن هناك سؤال يطرح نفسه لماذا لم تهب هذه الملاين نصرة لدينها في السنين الماضية إن إجابتنا عن هذا السؤال تربطنا بسؤال آخر : إلى اي مدى تسير هذه الجموع في نصرة دينها هل هذه الملاين إذا حوربوا بالسلاح أو بالسجن أو بالتجويع إنفضوا عنكم وتركوكم أليس هذا ما كنا نراه في الماضي إن الرسالة الموجهة إلى الإسلامييين فحواها أن هذا الشعب معكم ليس لأشخاصكم لكنه مع الإسلام إذ هو عقيدته التي تلهمه وتصبره وخلفيته الأخلاقية التي تقومه وتربيه لكنه يحتاج إلى ان يتشبع تلك القيم ويعلم كيف يحملها هما يسعى لنشره كيف ينافح عنها ويفديها بروحه ودمه لا ينبغي أن يتربى على أن دينه وشريعته شيئا جيدا ولكن الطعام والشراب والأمن مقدم عليه .. ولكن أن يعلم علم يقين أنها الهم الأول والأخير وأنه لا خير في حياة بغيرها
كنت أراه .. نعم المصري واضعا سيجارته في يده ويهتف في ميدان التحرير إسلامية إسلامية ويجمع القمامة بعد المظاهرة
وأراه واقفا في إشارة مرور ينظم المرور والسيجارة في يده والصلاة تقام في المسجد ولا يصلي
لكن ما إن تقترب منه حتى تعلم انه يفعل ذلك لوجه الله ثم إذا ما سالته ... تقف في الشارع تنظم المرور لوجه الله ثم لا تدخل المسجد تصلي حين يناديك ؟! فلا تجد إجابة إلا أن يضع وجهه في الأرض خجلا إن هذا المسلم لديه إنتماء حقيقي لدينه وشريعته وهويته ومستعد أن يهتف ألف يوم إسلامية إسلامية ولكنه ينقصه الكثير لكي يقف وينافح عنها في أي ميدان سواء كان ميدان قتال أو شبهات إن هذا الرجل وأمثاله ملايين نصيب خالص للإسلاميين ليس لغيرهم فيه سبيل
حتى من ينخدع بالدعاية الليبرالية والعلمانية في مظاهرة أو تشكيل سياسي أو شيء إجتماعي سهل جدا أن يعود إسلاميا خالصا في دقائق إذن أنه لكي يصبح المرء ليبراليا أو علمانيا حقيقيا ينبغي أن يكون له موقف نقدي متشكك مع دينه أو مع بعض أصوله وهذا ما يستحيل وقوع الغالبية الكاسحة من المصريين فيه لذا فباب المصريين في وجه هؤلاء موصد لكن أيضا المصري يحتاج أن يكون أكثر إرتباطا بدينه وعقيدته وشريعته وهذا هو العبئ الذي ينبغي على الإسلاميين أن يتحملوه وهذا لا يكون إلا بالدعوة إلى الله ومخالطة الناس .
أيها الإسلامييون لا تحملوا هم حشد الناس إلى رأي سياسي فهم وراء الإسلام أينما سار ولكن علموهم أن يجعلوا الإسلام همهم الأكبر وقضيتهم الأولى حتى إذا وقفتم في ميدان المواجهة لا ينفضوا عنكم ويتركوكم .