المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نونية أبي البقاء الرندي في نجدة أهل سوريا



horisonsen
08-08-2011, 12:20 AM
( دهى الجزيرةَ أمرٌ لا عزاء له ... هوى له أحد وانهد ثهلان )
( ياغافلا وله في الدهر موعظةٌ ... أَبَعْدَ درعا تَغُرُّ المرءَ أوطان ؟)
( وماشيًا مَرِحًا يُلهيه مَوطِنُه ... أَبَعْدَ حِمْصٍ تَغُرُّ المرءَ أوطان ؟)
( قواعد كن أركان البلاد فما ... عسى البقاء إذا لم تبق أركان ؟)
( على ديارٍ من الإعلام خاليةٍ ... قد أقفرت ولها بالكفر عُمران )
( حيث المساجدُ قد صارت حُسَيْنِيَةً ... لهم فيها أكاذيبٌ وشَنْئان )
( حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ... حتى المنابر ترثي وهي عيدان )
( تلك المصيبة أنست ما تقدمها ... وما لها مع طول الدهر نسيان )
يا أيها الملك الخضراء رايته... أدرك بسيفك أهل الكفر لاكانوا
( وراتعين وراء الطور في دَعَة ... لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطان )
( أعندكم نبأٌ من أهل تَلْكَلَخٍ ... فقد سرى بحديث القوم ركبان؟ )
( كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ... قتلى وأسرى فما يهتز إنسان )
( ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ ... وأنتم يا عباد الله إخوان ؟)
( ألا نفوسٌ أبِيَّاتٌ لها هِمَمٌ ... أما على الخير أنصارٌ وأعوان ؟)
( يا من لذلة قوم بعد عزتهم ... أحال حالهم كفر وطغيان )
( يا رُبَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينَهما ... كما تُفَرَّقُ أرواحٌ وأبدان )
( وطفلةٍ مثلَ حُسنِ الشمس إذ طلعت ... كأنما هي ياقوتٌ ومَرْجَانُ )
( يقودها العلج للمكروه مُكْرَهَةً ... والعينُ باكيةٌ والقلبُ حيرانُ )
( لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ... إن كان في القلب إسلامٌ وإيمان)

عبـــاد
08-12-2011, 10:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أبو المظفر محمد بن احمد الأبيوردي (توفي 557 هـ) أحد الشعراء الكبار - يقول عندما استولى الفرنجة على بيت المقدس سنة 492 هـ .

مزجنا دماء بالدموع السواجم - فلم يبق منها عرضة للمراحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه - إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام إن وراءكم - وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
وكيف تنام العين ملء جفونها - على هفوات ايقظت كل نائم
أتهويمة في ظل أمن وغبطة - وعيش كنوار الخميلة ناعم
وإخوانكم بالشام يضحى مقيلهم - ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
يسومهم الروم الهوان وأنتمُ - تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى - توارى حياء حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبى - وسحر العوالي داميات اللهاذم
سُللن بأيدي المسلمين قواضبا - ستغمد منهم في الطلى و الجماجم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة - تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها - ليسلم، يقرع بعدها سن نادم
يكاد لهن المستجن بطيبة - ينادي بأعلى الصوت : يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا - رماحهم والدين واهي الدعائم
و يجتنبون النار خوفا من العدى - ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى - وتغضي على ذل كماة الأعاجم
فليتهمُ إذ لم يذودوا حمية - عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذا جمش الوغى - فهلا أتوه رغبة في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى - فلا عطست إلا بأجدع راغم
دعوناكم و الحرب ترنو ملحة - إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة يعربية - تطيل عليها الروم عض الأباهم
فإن أنتمُ لم تغضبوا عند هذه - رمينا إلى أعدائنا بالحرائم