المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتكن بهذه الطريقة



shahid
08-13-2011, 12:40 AM
بكل تأكيد سيجد كل منا من يخالفه في الفهم مهما بلغ حجم الاتفاق . ولكنا اذا وضعنا الاختلاف – طبعا لا اقصد الاختلاف العقائدي المحض - والاتفاق في ميزان المقارنة ستطيش صيحفة الاختلاف بلا ادنى ريب . هكذا الكلام يوافقني عليه الجميع بلا استثناء . وليس مستغربا ان يردد الجميع أن اختلاف الرأي لايفسد للود قضية . ولكننا حينما نصطدم بمحك التطبيق نفاجأ بأن النزعة الانطباعية هي سيدة الموقف وصاحبة القرار الاول والاخير ! اللهم الا قلة قليلة انجاها اللهم من هذا الوباء . اسأل الله ان ينجينا كما نجاها . ولو اقتصر هذا الوباء على الاقلام المبتدئة التي لا زالت تتحسس لتلتمس الطريق لقلنا (إن الفتى بعد السفاهة يحلمِ ) ولالتمسنا لها العذر وارتجينا ان تتبدل الاحوال ! ولكن ماذا نفعل بعد (سفاه الشيخ الذي لا حلم بعده ) ؟
قد يرى القارئ ان كلامي هذا يكتنفه الغموض ويذهب ظنه الى انني اقصد شخصا بعينه واريد ان اعتصر عواطفي لغرض التشفي . وإن كان هذا جزءاً من الحقيقة إلا انه لا يمثل الحقيقة كاملة ، ولكن الصحيح اني اريد محاربة هذه النزعة الانطباعية التي تهدد العدالة و الحياد الذان هما زاد الكاتب والقارئ معاً . إذ ما الفائدة من كتابة من زاوية مفروضة قسراً ؟ وما الفائدة من قراءة من زاوية مفروضة قسراً ؟ .
ان الذي اتمناه ليس زوال الانطباعية مطلقا فهذا شيء بعيد المنال ولااظن ان احدا برئ منه ولكن على الاقل البعد عن الانطباعية المتطرفة التي تجعل من الشخص خصما عنيدا وعدوا لدودا لمن خالفه ، فكلما مد المخالف له حبل الوداد قطعه بكل جفاء ولسان حاله يقول :
واتعب من ناداك من لا تجيبه – واتعب من لاقيت من لا تشاكل
مؤسف جدا ان يستجديك مخالفك ليظفر بمجاملة لااقول من القلب بل جوفاء ويغفر لك كل ما احتواه قلبك تجاهه ومع ذلك تصده العلياء !!! لنترك الاسلام جانبا هل يقرالخلق الانساني هذا الشيء ؟
اذا بلغت الانطباعية بالمرء هذا المبلغ فليبشر بخسرانه نصرة الله . كيف لا وقد اهدى لمخالفه نصرة الله على طبق من ذهب . وقد علمنا ان قد جرت سنة الله في هذه الارض على ان النصر حليف القضية العادلة بغض النظر عن من يحملها كائنا من كان . والذي قرأ التاريخ جيدا يعلم ان الله قد نصر الخوارج بأربعين على جيش اهل السنة الذي قوامه الفي مقاتل مدجج . ولا يختلف منا اثنان على ضلالة الخوارج ! ولكن من يقرأ تفاصيل تلك الحادثة وملابساتها يعرف لماذا حدث ذلك .
ختاما اقول لا تزال أزِمّة الامور بايدينا ولنحاول ما استطعنا غسل ما اعترى القلوب ولنعلم ان من السهل جدا استعداء الناس ولكن تكمن الصعوبة في كسب مودتهم .
اعتذر على ما كان من خلل . فالموضوع مرتجل ولم يجد حظه من التنقيح ، ولايهمني ان يخرج في ثوبٍ زاهٍ بقدر ما يهمني بلاغ الرسالة .
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم .