السيد إبراهيم أحمد
08-15-2011, 06:15 PM
النقــاب .. المظلوم
السيد إبراهيم أحمد
كرهوا النقاب وحاربوه مثلما حاربوا الحجاب ، وتحت سماوات بلاد مسلمة كان يجب أن يتمتع المؤمن وهو يمارس طقوس وشعائر ديانته بكل الهدوء والأمان ، ولكن هذه الحرية التى يتمتع بها الهندوسى فى الهند ومن يتبعون الدلاى لاما فى التبت حتى الوثنى فى الأدغال الأفريقية لا يكاد يحصل عليها المسلم صاحب الدين السماوى الحق لا فى موطنه وبين أبناء جلدته فحسب ولا حتى فى بلاد تدين بغير دينه.
فمن قائل أنه بدعة ودخيل على الدين ، ومن أفتى بأنه عادة وليس عبادة ، ومن تفنن فى جمع الأدلة الجنائية والجرائم التى كان النقاب طرفاً فيها وهى ما يسمى بجرائم انتحال الصفة لينادى بأن النقاب خطر يهدد أمن البلاد والعباد ويجب إزالته مثلما دعا إلى هذا الدكتور خالد منتصر الذى دأب على مهاجمة أكثر ما هو دين إنحيازاً منه للدولة المدنية وذلك كما جاء فى مقاله بالمصرى اليوم والمعنون بـ (منع النقاب فريضة أمنية ) جمع فى مقدمته عدداً من أشهر الجرائم التى كان النقاب طرفاً فيها ، ثم ناقش الأحاديث النبوية التى تتناول النقاب على قدرعلمه وفهمه لها حيث أنه طبيب وليس رجل دين ثم أصدر فتواه بأن النقاب عادة بل أضاف أن هناك اختلافاً على النقاب، وهذا الاختلاف يشجعنا على أن ننقل مناقشة مسألة النقاب من الجانب الدينى إلى الجانب المدنى دون أن يتهمنا أحد بالكفر، ولن أتحول إلى مفتى مثلما فعل وأحكم عليه بالكفر.
ولم تتوانى بعض الأقلام الصحفية فى الضرب على نفس الوتيرة فتأتى هبة منصور بالمصرى اليوم القاهرية أيضاً لتكتب تحت عنوان مثير : جرائم.. بـ (الزى الأسود) وتتحدث فيه عن زيادة معدلات جرائم النقاب، خاصة أن الزى الأسود يتيح لمن يرتدينه التخفى بسهولة بالإضافة إلى هالة القدسية التى تحيط بهن يعتمد عليها مرتدوا النقاب بسبب إقرار السلفيين بوجوبه على المسلمات ، غير أنها تميزت بما أوردته بشكل إحصائى استناداً على ما رصدته وزارة الداخلية المصرية من أن معدل الجريمة كان خمس حالات خلال عام 2000 ، وفى عام 2006 سجلت الداخلية 26 حادثة ، وفى عام 2007 كان 27 حادث ، بينما فى عام 2008 سجلت الداخلية 24 حادثة ، وهى تنذرنا فى ثنايا مقالها محذرة : أن خطراً كبيراً يحدق بالمجتمع المصرى إذا انتشر النقاب بصورة أكبر، حيث يشكل صعوبة فى السيطرة على الجرائم، التى تمتد لتشمل معظم محافظات مصر، وتتنوع بين القتل والسرقة والتحرش والتسول والخطف ومقابلة العشيقات .
وقد سارع الفن السابع ( السينما) بتسجيل تلك الظاهرة درامياً بإعتبارها حدثاً غير عادى حيث قام المخرج هاني جرجس فوزي باخراج فيلم (تحت النقاب)يسيء للمنتقبات وللدين، تدور أحداثه حول لجوء بعض المنتقبات للعمل في الدعارة لمواجهة الفقر والأوضاع المعيشية السيئة في مصر، وقد هدد العالم عبد العظيم الشهاوي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمقاضاة مخرج الفيلم في حال تنفيذ الفيلم ،بينما أوضح المخرج أن الفيلم يوضح أن النقاب لا يجدي التعامل معه بمهانة مثلما يحدث من القليلات المنتقبات، فكم من جرائم ترتكب باسمه. وأضاف أن الفيلم لا يظهر الجانب السلبي لبعض المنتقبات، بل يشير إلى إيجابيات أيضا، مؤكدا أن العمل ضد استغلال هذا الزي في أعمال غير أخلاقية .
والسؤال : هل التى تزينت بزينة النقاب واتخذته شعاراً لها وستراً ومنهاجاً ارتكبت أى جريمة تذكر ؟!.. أم الذى ارتكبوا أو ارتكبن جريمة انتحال صفة المتنقبات هم وهن المسئولون والمسئولات ؟!
لقد دأب المنافقون فى كل عصر على انتحال صفة غير صفتهم ودائماً ما تكون صفة طيبة تخص ذوى الهيئات ، مثل : صفة رجال الدين من كل الملل ، وصفة المتدينات من كل الديانات ، صفة رجال الأمن والقضاء أو الانتساب لأحد الشخصيات العامة ، وصفة الموظفين الرسميين .
بل نعجب حين نعلم أن جريمة انتحال الصفة هى أول جريمة قابلتها أمنا حواء قبل الهبوط إلى الأرض حين أغواها إبليس وأتاها على هيئة (الحية) لتأكل من الثمرة المحرمة على زعم صحة ما جاء بسفرالتكوين .
بل انتحل الثعلب أيضاً صفة الواعظين كما تخيل أحمد شوقي فى قصيدته من ديوانه الشوقيات وعنوانها :(مر الثعلب يوماً ) التى يقول فى مطلعها :
برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا
ألم ينتحل المغامرون والرحالة زى الحجاج تارة والباشوات تارة لدخول الأراضى المقدسة ، بل انتحلوا صفة الدين الإسلامى نفسه وأشهرهم ريتشارد فرانسيس بيرتون مستكشف وعسكري ومستشرق ومترجم بريطانى اشتهر من خلال ترجمته لحكايات ألف ليلة وليلة ، ولما طردته جامعة أكسفورد انتقل إلى الهند بصفة ملازم أول في الجيش وهناك أخذ مظهر المسلمين وقام بكتابة تقاريرعن السوق والتجار، ثم انتقل إلى بلاد العرب وهناك استخدم نفس المظهرالاسلامي وكان ثاني شخص غير مسلم يحج المدينة ومكة في عام 1855م (تذكر المصادر أن الشخص الأول هو لودفيكو دي بارثيما في عام 1503م )، وجاء بعدهما
جون فيركين، ووافيل .
بل كثيرا ما تقمص جواسيس بريطانيون سمة علماء الآثار للتجسس على جنرالات ألمان عمدوا إلى إقامة حفلات فاخرة لحلفائهم العثمانيين.
وهناك انركيتا مارتي ريبولس أشهر قاتلة للأطفال في التاريخ الحديث , التى كانت تتنكر فى النهار في ملابس رثة و قذرة أشبه بملابس المتسولين ثم تتوجه إلى أكثر أحياء المدينة فقراً و فاقة , لتبحث عن ضحاياها قرب الكنائس و الجمعيات الخيرية حيث يتجمع الأطفال الفقراء من أجل الحصول على كسرة خبز , أما في الليل فكانت تتحول إلى دوقة أو ماركيزة , فترتدي أفخر الثياب و المجوهرات و تذهب بواسطة عربة فاخرة إلى دار الأوبرا و المنتديات الاجتماعية الراقية , حيث تتواصل مع زبائنها من الطبقة العليا .
وهل سلم النقاب من اتخاذه وسيلة للتخفى فى ارتكاب الجرائم حتى يسلم ( زى الراهبات)..فقد ذكرت تقارير أن محكمة يونانية سمحت بإطلاق سراح مجموعة من 17 سائحا بريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما في منطقة كريت بسبب ارتداء ملابس راهبات وكذلك بسبب الإساءة إلى الكنيسة الكاثوليكية. وذكرت صحيفة كاتيميريني اليونانية أن الرجال مثلوا أمام المحكمة وهم في زي راهبات ويحملون صلبان .
كما اعتقلت الشرطة الاسرائيلية شابة رومانية تعمل مومساً انتحلت هوية راهبة أرثوذكسية لدخول إسرائيل، وفق ما أوردته صحيفة معاريف.
ولقد جسدت السينما الأمريكية انتحال صفة الراهبات لارتكاب جرائم فى الفيلم الأمريكى ( المدينة) لبطله ومخرجه بن أفليك وتدور أحداث الفيلم حول عصابة من أربعة أفراد يسرقون البنوك متخفيين في زي راهبات فيما يسعى عميل بمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) إلى تعقبهم والإيقاع بهم.
ولم يقتصر الأمر على زى الراهبات بل تعداه إلى من انتحل صفة القس بل وارتدى زى الكهنوت ومارس جرائمه متخفياً مثل القس جون يوحنا صليب (30 سنة) المتهم بالتزويرفى مستندات رسمية والتلاعب فى أحكام القانون "الكنسى" بمصر، واستخدام أسلوب البلطجة لإجبارضحاياه على توقيع إيصالات على بياض لمنعهم من الإبلاغ عنه، وانتحاله صفة رجل دين مسيحى يعقد قران ويطلق المسيحيين، مستخدماً مستندات مزورة مقابل مبالغ مالية كبيرة .
ومثل كاهن كنيسة السيدة العذراء فى سوهاج بمصرالذى اتهمه رجل أعمال بالنصب والاستيلاء علي 4.5 مليون جنيه بزعم امتلاكه قطعة أرض في مدينة نصر. ثم تبين أن الأرض ليست ملكه وبعد القبض علي الكاهن تقدم رجل أعمال آخر ببلاغ ضد الكاهن نفسه اتهمه بالاستيلاء علي 3.5 مليون لبيع نفس قطعة الأرض. المثير أن كاهن كنيسة مار مينا بالعمرانية تقدم ببلاغ ضد كاهن كنيسة السيدة العذراء بسوهاج اتهمه فيه بانتحال صفة كاهن بالعمرانية وجمع تبرعات من المسيحيين في القاهرة والجيزة. ونفي الأنبا باخوم أسقف سوهاج وجود كاهن باسم الكاهن المقبوض عليه، مشيراً إلي أن هناك من يستخدم الكهنوت في عمليات النصب، محذراً من تداعيات هذا الأمر وتزايد حالاته.
ومثل الكاهن الإنجيلى الذى دخل مكتب النائب العام بالقاهرة فى زيه الكهنوتى وهو يتقدم بشكوى ضد رجال الشرطة لاضطهاده وبالاتصال بالكنيسة الإنجيلية في اللحظات الأخيرة للتأكد من حقيقة الشكوي التي يقدمها هذا الرجل كانت المفاجأة المذهلة حيث أوضحت الكنيسة وبشكل قاطع عدم وجود أي صلة بين صاحب الشكوي والكنيسة وأنه ليس هناك أي رجل دين يحمل هذا الاسم، وتبين من التحقيقات أنه ليس سوي منتحل صفة.. وصدرت ضده خمسة أحكام في قضايا مختلفة.. وأن مباحث الأموال العامة ألقت القبض عليه بتهمة انتحال صفة رجل دين.. وممارسة أعمال نصب واحتيال متستراً وراء ملابس الكهنوت .
وهكذا أصبح الزى الكهنوتى هو الآخر وسيلة من وسائل التخفى لارتكاب جرائم النصب والاحتيال أو كما قال: محمد زين الدين و منال سعيد فى تحقيقهما بجريدة الجمهورية القاهرية : الملاحظ في كل ما سبق أن خيطاً مشتركاً يجمع تلك الوقائع ويجعل لها نهايات متشابهة رغم اختلاف التفاصيل.. هذا الخيط أو الرابط هو "ملابس الكهنوت" التي لا يوجد تشريع ينظمها ويضع ضوابط علي استخدامها وشروطاً لمن يرتديها.. وهكذا فإن النتيجة واحدة.. حيث يستطيع أي شخص شراء تلك الملابس واستخدامها.. ويستطيع أي كاهن معزول من الكنيسة أن يسير في الشارع ويزور الناس في بيوتهم.. وهو علي نفس هيئته السابقة وكم من الكوارث والمصائب التي يمكن ان ترتكب تحت غطاء ملابس الكهنوت.
كان بوسعنا أن نضم لمقالنا كل من انتحل صفة غير المنتقبات والراهبات والقساوسة والحجاج المسلمين ، ولكننى آثرت أن يكون الرمز الدينى ممثلاً لشفافية العرض وإبراز المقارنات ، وفى حين لم يطالب أحد بخلع الراهبات لزيهن أو القساوسة لزيهم الكهنوتى بل طالب بعض الحقوقيين ورجال الدين المسيحى نحو تقنينه ، وبالرغم من أن الخطر واحد ويقف على قدم المساواة مع خطر النقاب سعى من سعى نحو تجريمه بل استعدى الدول الإسلامية عليه حتى ناصبت المتنقبات العداء وكأنهن مجرمات حرب حتى جر الويلات من إزاء هذا التصرف اللامعقول على إخواتهن المتنقبات ببلاد الغرب وكان ذلك ذريعة لأن يكسب اليمينيون المتطرفون قضاياهم بمنع النقاب ، بل نفخت الجمعيات اليهودية سمها فى نار التهييج وإثارة الرأى العام عليهن حتى هوجمن فى الشوارع : ( أتركوا بلادنا .. عودوا لبلادكم ) .. ولم يكن ذنب النقاب ، ولكن ذنب من أهال كل هذا الركام العفن فوق الستر الطاهر .
نعترف بأن هناك ممن لا خلاق لهم ولهن قاموا وقمن بارتكاب جرائم استخدم فيها النقاب ، ولكن لا أدرى لماذا يسلط من يحاربون النقاب الضوء عليها بُغية تكبيرها وتوسيعا وتبشيعها وكأنها ( أم الجرائم ) ، نقر ونعترف بأن هناك من أرتدى النقاب رجلاً كان أو امرأة فى بلدان كثيرة عربية وأوروبية وأمريكية وارتكب جرائم ، مثل :
ـ جريمة سمكرى السيارات العاطل بالاسكندرية الذى ارتدى زى منتقبات بغرض سرقة سيارة ميكروباص عن طريق تخدير السائق، وقد اعترف وقتها بارتكاب الجريمة ذاتها 3 مرات.
ـ القبض على عاطل قبطى، انتحل صفة سيدة وارتدى النقاب، ليقوم بسرقة عملاء فرع البنك الأهلى فى المنيا بمصر.
رجل مصري يرتدي النقاب من أجل مقابلة حبيبته في غرفة نومها .
ـ امتهن كويتي عاطل عن العمل انتحال صفة رجل مباحث، واستحل أماكن سكن عدد من الآسيويات المخالفات لقانون الإقامة، وقام باغتصابهن كرهاً تحت تهديد السلاح الأبيض قبل أن يسلبهن ما معهن، حسب صحيفة الرأي الكويتية .
ـ نشر موقع إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيلي) تقريراً عما وصفه بظاهرة الغزل من وراء النقاب في السعودية تضمن قصصاُ لفتيات يبحثن عن الغزل والعلاقات مع الشبان في مجمع المملكة بالعاصمة الرياض.
ـ أول حادثة يتم رصدها في أمريكا يتورط فيها مجرم يستخدم بشكل صريح النقاب الإسلامي، الذي يعرف في بعض الدول باسم "البرقع"، في عملية إجرامية في أمريكا.
ـ تسلل وافد بنغالي لمدرسة للبنات بإسكان الحرس الوطني بالرياض متخفياً في زي ملابس نسائية مرتدياً النقاب والعباءة والقفازات مما سبب هلعاً للطالبات والمعلمات بعد أن كشفن أمره.
ـ زوج يرتدى النقاب ويفشل فى القاء مياه نار على زوجته التى خلعته بعد سنوات من الزواج .
ـ القبض على رجل يرتدي النقاب ليتحرش بالسيدات في زحمة الأسواق.
ـ طعن رجل مجهول متنكر في زى سيدة منقبة طبيبة عيون بالسكين بمستشفى العريش العام ولاذ بالفرار.
ـ يرتدى زى منقبة لسرقة محل مجوهرات بالمعادى
ـ إرتدى "عاطل" النقاب لمقابلة عشيقته وممارسة الرذيلة معها داخل مسكنها لا ينكشف أمرهما أمام أسرة زوجها لكن شقيق الزوج تمكن من ضبطه وأبلغ الشرطة التى حررت محضرا له وإحالته للنيابة .
ـ حذرت السلطات الأمنية الأردنية من قيام بعض الرجال بارتداء النقاب النسائي بغية تنفيذ مخططاتهم الاجرامية باستغلال عدد من ربات المنازل والاحتيال عليهن وادعاء تعاملهم مع السحر، وكذلك تعرض عدد من المواطنين للنشل والسرقة اضافة الى استغلال النقاب من قبل عدد من المطلوبين للتخفي والتواري عن أنظار الشرطة، وذلك وفقاً لما ذكرت عدة صحف أردنية.
... والسؤال الذى يفرض نفسه هل خلع النقاب هو الذى سيخفض معدل الجريمة فى مصر والدول العربية التى هى ماضية فى منعه وعلى الأخص سوريا ، ومن ثم فى العالم ؟!!
الإجابات سنوردها بعرض الإحصائيات ومنها أهم التقارير التي اعتمد عليها البحث الذي أجرته شبكة "سي ان ان", ونشرت نتائجه على موقعها الالكتروني, تقرير "ميرسر" بشأن الأمن الشخصي على المستوى العالمي, وتقرير مجلة "فورين بوليسي" بشأن معدلات الجريمة, بالإضافة إلى تقرير مجلة "فوربس" ومنظمة "مجلس المواطنين للأمن العام" (سي سي اس بي).
وفيما يلي المدن العشرة الأكثر خطورة في العالم, من دون ترتيب: ـ
بغداد التي تمزقها الحرب, تعد أقل مدن العالم أمناً وكراكاس عاصمة فنزويلا بوصفها عاصمة الجريمة في العام 2008, ومدينة ديترويت عاصمة صناعة السيارات العالمية, حلت على رأس قائمة أخطر المدن الأميركية في العام 2009, حيث شهدت المدينة في ذلك العام 1220 حادثة عنف, لكل 100 ألف مواطن، مدينة نيو أورليانز حلت أيضاً ضمن تصنيف أكثر مدن الجريمة في الولايات المتحدة لعام 2008, حيث وقعت فيها 64 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة ، وجاءت مدينة خواريز المكسيكية أيضاً ضمن أخطر مدن العالم بعد أن أصبحت محط الحرب المكسيكية على منظمات وكارتيلات المخدرات, حيث لقي 2600 شخص مصرعهم لتورطهم بشكل أو آخر بالمخدرات خلال العام2009، ثم مدينة لاهور عاصمة المال الباكستانية, تعتبر أقل مدن العالم أمناً إذ تعاني من تكرار العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية , مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا, حيث تعاني من كونها بين أعلى مستويات الجريمة في العالم, إذ شهدت مقتل نحو 6 أشخاص يومياً, وعاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية: تعاني من كونها أسوأ مكان للعيش فيه من حيث الأمن الشخصي ،وأيضاً موسكو تعد أقل المدن أمناً
ومن أسف أن بيروت, التي كانت توصف بأنها باريس الشرق, احتلت مكانتها أيضاً وسط خطر العيش, وهي تعد أقل المدن أمناً في المنطقة العربية .
أعتقد أن المنصف لن يسعه إلا أن يقرر أن العالم بدون نقاب لن يكون أحسن حالاً وتعقلاً وبعداً عن ارتكاب الجرائم ، أما بالنسبة لسوريا ومصر فسنعرض أحدث الإحصائيات عنهما بالترتيب لنرى هل كان حالهما أو سيصبح حالهما بدون النقاب أفضل :
في آخر احصائية حديثة عن معدل جرائم الاغتصاب بسوريا هناك حوالي 1300 جريمة اغتصاب سجلت في العام الماضي و كانت نسبة أعمار 95% من الضحايا أقل من 18 سنة ،و سجلت الإحصائية نفسها أن نسبة 26 % من الجرائم ارتكبها أقارب الضحايا كما أن النسبة المئوية لأعمار الضحايا الاقل من 15 سنة 34.8% ،أما أعمار الضحايا ما بين 15-18 سنة بلغت 65.2% وعن صلة جانب الضحية فقد بلغ عدد القضايا التي يوجد صلة قرابة بينهما 26.1% في حين بلغت نسبة 73.9% للحالات التي لايوجد صلة قرابة ، وعن مكان ارتكاب الجريمة فكانت النسبة المئوية لمنازل الضحايا تبلغ 50% أما المنزل الذي يخص المتهم فبلغت 31.25% في حين شكلت نسبة السيارة كمكان لجريمة الاغتصاب 12.5% في حين أن نسبة زواج الجاني من الضحية بلغت 8.7% في حين أن الحالات التي لم يتم زواج الجاني من الضحية لكونه محرماً بلغت 21.7% ، أما الحالات لتي لم يتم زواج الجاني من الضحية فبلغت 69.6% .
أما بالنسبة لمصر التى يصرخ فيها ويولول من تداعى الأمن بسبب انتشار ظاهرة النقاب ، وينادى إلى منعه ونزعه فقد أعلن المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن إحصائية بأن حالات الاغتصاب في مصر تبلغ وحدها أكثر من عشرين ألف أنثي سنوياً وهي نسبة خطيرة تنذر بكارثة محققة إذا لم يتم مواجهتها.
وقد جاء هذا طبقاً للدراسة التى أجرتها الدكتورة فاديه أبو شهبه أستاذ القانون الجنائي بالمركز: أن هناك تزايدًا ملحوظًاً في عمليات اغتصاب الإناث في مصر خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى دخول فئات مهنية لم تكن موجودة من قبل في قائمة الجناة، وعلى رأسهم أطباء ورجال دين ومدرسون ورجال شرطة وهو ما ينذر بكارثة ويهدد سلامة وأمن المجتمع، فضلاً عن انتشار ظاهرة اغتصاب المحارم والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة والاغتصاب الجماعي والاغتصاب المقترن بقتل الضحية. وظهرت مؤخرًا إحصائية للمركز نفسه تقول: إن 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ترتكب في مصر سنويًّا، أي أن هناك حالتي اغتصاب تتم كل ساعة تقريبًا، وأن 90% من جملة القائمين بعمليات الاغتصاب (عاطلين) ، ومع وجود 6 مليون عاطل في مصر.. فربما يكون أحد التفسيرات لزيادة هذه الظاهرة مؤخرًا فالمشكلات الاقتصادية والإجتماعية التي يعيشها المجتمع المصري تؤثرعلى العلاقات الزوجية.
ومجتمعنا بدأ في الدخول إلى مرحلة الخطر فالإحصائيات تفيد بأن الإدارة العامة لمباحث الآداب ضبطت حتى الآن 52068 حالة آداب في عام 2007 فقط وهو رقم مخيف إذا قارناه بالحالات المضبوطة في عام 2005 وهى 45330 حالة فقط.. وقد بلغت قضايا الاغتصاب والتعرض لأنثى حتى الآن 13621 حالة وهو رقم ضخم أيضا بالنسبة إلى عدد الحالات المضبوط في الأعوام السابقة.
فى كل هذه الأرقام لابد أن تذوب حالات النقاب التى أوردتهم إحصائية وزارة الداخلية عن عدد القضايا التى كان النقاب طرفاً فيها ، كما أن الأدهى أن الخبراء يقولون أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من الرقم المذكور بكثير لأن الخوف من العار يحول دون تبليغ الضحايا عن حوادث الاغتصاب التي يتعرضن لها .
ولا أدرى ما ذنب النقاب ليزجوا به فى أزمة هو غير مسئول عنها ، ولو عدنا للقضايا والجرائم التى ذكرتها والتى لم أذكرها على مستوى مصر والوطن العربى لبرز لنا أن أغلب من قام بها شباب من العاطلين المحاصرون بالدش والقنوات التى تصب الجنس فوق رؤوسهم وداخل أدمغتهم وأعضائهم الوظيفية صباً ، والبطالة تحيط بهم من كل جانب ، فلا عمل ولا سكن ولا أمل فى مستقبل وزهرات شبابهم تزوى وتذبل ، والحكومات عاجزة عن الحل .. إذن فالمخرج السهل الذى يروجون له وعنه بأنه داهية الدواهى والخطر الأعظم لتنشغل به الشعوب هو ( النقاب ) مثل حكامنا فى هذا كمثل بوش الأبن عندما أخذ يروع أمريكا والعالم من خطر صدام والأسلحة النووية وبعد خراب الدنيا سيخرج النقاب بريئاً ـ كما هو كائن بالفعل ـ مثلما خرج صدام والعراق بريئان منها .
يقول محمود القاعود :الناس لم تعد بتلك السذاجة التى تتصورها الحكومة " الذكية " .. فضجة النقاب التى بدأت شرارتها على يد " الإمام الأكبر " يعلم الجميع أنها تستهدف " الشوشرة " على اقتحام المسجد الأقصى ومحاولة الصهاينة هدمه ، كما أنها تهدف لسن تشريعات جديدة فى " الزحمة " وهم لا يشعرون. !
فالناس مشغولة بالنقاب والاعتداء على المنتقبات .. والصهاينة يحاولون هدم الأقصى والحكومة تحاول إصدار تشريعات تلقى رفضا شعبياً .. فكان لابد من افتعال ضجة النقاب .. أفما آن للحكومة أن تكف عن هذه الألعاب الصبيانية ؟؟
أوكما يقول جمعة الشاوش فى مقال له بعنوان:من يتجنى على من ( النقاب نموذجاً ): إنّ التّعلّل بالضرورة الأمنية في منع النقاب قد تضعف حجّته أمام تحدّيات أمنية أخرى أكثر خطورة وتعقيدا.وإزاء احترام حرّية أشكال التعبير الإنساني التي حين يُحرّم دوسها والاعتداء على قدسيّتها،تُستنبط الحلول الناجعة التي لا تُعرقل العمل الأمني..وليس من الحكمة أن نعتبر كلّ من ترتدي نقابا هي متّهمة إلى أن تُثبت براءتها بخلع برقعها،ذلك إنّ التُثبّت في هويّة شخص ما لا تقوم بالضرورة على أن يعترضك سافر الوجه لتحسم في أنّه مخالف للقوانين أو متستّر على جريمة،فعون الأمن- مثلاً- عندما يستوقف سيارة ، فهو يطلب أوراق السيارة وبطاقة هويّة السائق ، ومن خلال معاينته يتبيّن له أنّ السائق يحمل رخصة سياقة أم هو يسوق بدونها، وقد يثبت له أنّه بحالة سكر حتّى إن كان ملتحفا، فيُقرّر في شأنه الإجراء القانوني الملائم.
وعلى الرغم من أن الكثير من المراكز الحقوقية، التي تعنى بأوضاع النساء تحاول التأكيد على أن ملابس الضحية لا علاقة لها بجريمة الاغتصاب، خاصة أن الجريمة قد تقع لطفلة صغيرة أو سيدة مُسنّة،إلا أن هذا الكلام فيه نظر، فهناك جرائم اغتصاب لا يمكن فيها مطلقًا إدانة الضحية، كما يحدث في حالة اغتصاب المحارم أو الاعتداء على الأطفال، ولكن هناك حالات يكون سلوك الضحية وملابسها في الشارع، دافع أساسي في ارتكاب هذه الجريمة، لذلك فالحجاب في الشريعة يعتبر أيضًا، إجراء احترازي؛ لوقاية المرأة والمجتمع ككل .
فما نسميه بالتحرش الجنسى لا يطول المحجبة ـ حتى في عصرنا الحالي ـ وهذا ما أكده الباحث عبد الفتاح العوادي، المعيد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فى رسالة الماجستير التي أعدَّها حيث أثبتت الدراسة أن انتشار العري في الشارع المصري، سبب أساسي ورئيسي في زيادة حالات الاغتصاب، وأشار إلى أنه لم تقع جريمة اغتصاب لأية سيدة محجبة، والمقصود بالحجاب هنا ليس مجرد ارتداء غطاء الرأس مع ارتداء الملابس الضيقة والشفافة، التي ترتديها بعض الفتيات، ثم يُقال التحرش بالمحجبات، ولكن المقصود الحجاب الشرعي بمواصفاته الشرعية المعروفة وبمشية الملتزمات بلا تكسر، وهذا ما لا نجد له أية إشارة في القانون من مواد تحث على الحشمة باعتبار اللباس حرية شخصية، تمامًا كما تم تجريم الزنا فقط عندما يكون غصبًا.
فإذا كان الحجاب سبب أساسى ورئيسى فى عدم تعرض من تلبسه للتحرش ، فما بالنا بالنقاب الذى يستر المرأة تماماً ألا يكون رادعاً ومانعاً لكل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب .. ويا من تنعقون ليل نهار وترفعون عقيرتكم بالدفاع عن حرية التعبير واحترام الحرية الشخصية ، وتنادون بحرية المرأة ومساواتها بالرجل ورفع كافة أشكال القهر والعدوان عليها فى جمعيات حقوق الإنسان .. ألا تدافعون عن حرية المرأة المسلمة فى أن ترتدى ما تحب أن ترضى به ربها ومن ثم مجتمعها ، خاصةً بعدما أثبتنا أن (النقاب مظلوم .. مظلوم ) مما يحاول من يفترى على الله كذباً أن يلصق به التهم .. والله سينصره وينصر العفيفات اللائى يرتدينه ...
السيد إبراهيم أحمد
كرهوا النقاب وحاربوه مثلما حاربوا الحجاب ، وتحت سماوات بلاد مسلمة كان يجب أن يتمتع المؤمن وهو يمارس طقوس وشعائر ديانته بكل الهدوء والأمان ، ولكن هذه الحرية التى يتمتع بها الهندوسى فى الهند ومن يتبعون الدلاى لاما فى التبت حتى الوثنى فى الأدغال الأفريقية لا يكاد يحصل عليها المسلم صاحب الدين السماوى الحق لا فى موطنه وبين أبناء جلدته فحسب ولا حتى فى بلاد تدين بغير دينه.
فمن قائل أنه بدعة ودخيل على الدين ، ومن أفتى بأنه عادة وليس عبادة ، ومن تفنن فى جمع الأدلة الجنائية والجرائم التى كان النقاب طرفاً فيها وهى ما يسمى بجرائم انتحال الصفة لينادى بأن النقاب خطر يهدد أمن البلاد والعباد ويجب إزالته مثلما دعا إلى هذا الدكتور خالد منتصر الذى دأب على مهاجمة أكثر ما هو دين إنحيازاً منه للدولة المدنية وذلك كما جاء فى مقاله بالمصرى اليوم والمعنون بـ (منع النقاب فريضة أمنية ) جمع فى مقدمته عدداً من أشهر الجرائم التى كان النقاب طرفاً فيها ، ثم ناقش الأحاديث النبوية التى تتناول النقاب على قدرعلمه وفهمه لها حيث أنه طبيب وليس رجل دين ثم أصدر فتواه بأن النقاب عادة بل أضاف أن هناك اختلافاً على النقاب، وهذا الاختلاف يشجعنا على أن ننقل مناقشة مسألة النقاب من الجانب الدينى إلى الجانب المدنى دون أن يتهمنا أحد بالكفر، ولن أتحول إلى مفتى مثلما فعل وأحكم عليه بالكفر.
ولم تتوانى بعض الأقلام الصحفية فى الضرب على نفس الوتيرة فتأتى هبة منصور بالمصرى اليوم القاهرية أيضاً لتكتب تحت عنوان مثير : جرائم.. بـ (الزى الأسود) وتتحدث فيه عن زيادة معدلات جرائم النقاب، خاصة أن الزى الأسود يتيح لمن يرتدينه التخفى بسهولة بالإضافة إلى هالة القدسية التى تحيط بهن يعتمد عليها مرتدوا النقاب بسبب إقرار السلفيين بوجوبه على المسلمات ، غير أنها تميزت بما أوردته بشكل إحصائى استناداً على ما رصدته وزارة الداخلية المصرية من أن معدل الجريمة كان خمس حالات خلال عام 2000 ، وفى عام 2006 سجلت الداخلية 26 حادثة ، وفى عام 2007 كان 27 حادث ، بينما فى عام 2008 سجلت الداخلية 24 حادثة ، وهى تنذرنا فى ثنايا مقالها محذرة : أن خطراً كبيراً يحدق بالمجتمع المصرى إذا انتشر النقاب بصورة أكبر، حيث يشكل صعوبة فى السيطرة على الجرائم، التى تمتد لتشمل معظم محافظات مصر، وتتنوع بين القتل والسرقة والتحرش والتسول والخطف ومقابلة العشيقات .
وقد سارع الفن السابع ( السينما) بتسجيل تلك الظاهرة درامياً بإعتبارها حدثاً غير عادى حيث قام المخرج هاني جرجس فوزي باخراج فيلم (تحت النقاب)يسيء للمنتقبات وللدين، تدور أحداثه حول لجوء بعض المنتقبات للعمل في الدعارة لمواجهة الفقر والأوضاع المعيشية السيئة في مصر، وقد هدد العالم عبد العظيم الشهاوي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمقاضاة مخرج الفيلم في حال تنفيذ الفيلم ،بينما أوضح المخرج أن الفيلم يوضح أن النقاب لا يجدي التعامل معه بمهانة مثلما يحدث من القليلات المنتقبات، فكم من جرائم ترتكب باسمه. وأضاف أن الفيلم لا يظهر الجانب السلبي لبعض المنتقبات، بل يشير إلى إيجابيات أيضا، مؤكدا أن العمل ضد استغلال هذا الزي في أعمال غير أخلاقية .
والسؤال : هل التى تزينت بزينة النقاب واتخذته شعاراً لها وستراً ومنهاجاً ارتكبت أى جريمة تذكر ؟!.. أم الذى ارتكبوا أو ارتكبن جريمة انتحال صفة المتنقبات هم وهن المسئولون والمسئولات ؟!
لقد دأب المنافقون فى كل عصر على انتحال صفة غير صفتهم ودائماً ما تكون صفة طيبة تخص ذوى الهيئات ، مثل : صفة رجال الدين من كل الملل ، وصفة المتدينات من كل الديانات ، صفة رجال الأمن والقضاء أو الانتساب لأحد الشخصيات العامة ، وصفة الموظفين الرسميين .
بل نعجب حين نعلم أن جريمة انتحال الصفة هى أول جريمة قابلتها أمنا حواء قبل الهبوط إلى الأرض حين أغواها إبليس وأتاها على هيئة (الحية) لتأكل من الثمرة المحرمة على زعم صحة ما جاء بسفرالتكوين .
بل انتحل الثعلب أيضاً صفة الواعظين كما تخيل أحمد شوقي فى قصيدته من ديوانه الشوقيات وعنوانها :(مر الثعلب يوماً ) التى يقول فى مطلعها :
برز الثعلب يوماً فى ثياب الواعظينا
ألم ينتحل المغامرون والرحالة زى الحجاج تارة والباشوات تارة لدخول الأراضى المقدسة ، بل انتحلوا صفة الدين الإسلامى نفسه وأشهرهم ريتشارد فرانسيس بيرتون مستكشف وعسكري ومستشرق ومترجم بريطانى اشتهر من خلال ترجمته لحكايات ألف ليلة وليلة ، ولما طردته جامعة أكسفورد انتقل إلى الهند بصفة ملازم أول في الجيش وهناك أخذ مظهر المسلمين وقام بكتابة تقاريرعن السوق والتجار، ثم انتقل إلى بلاد العرب وهناك استخدم نفس المظهرالاسلامي وكان ثاني شخص غير مسلم يحج المدينة ومكة في عام 1855م (تذكر المصادر أن الشخص الأول هو لودفيكو دي بارثيما في عام 1503م )، وجاء بعدهما
جون فيركين، ووافيل .
بل كثيرا ما تقمص جواسيس بريطانيون سمة علماء الآثار للتجسس على جنرالات ألمان عمدوا إلى إقامة حفلات فاخرة لحلفائهم العثمانيين.
وهناك انركيتا مارتي ريبولس أشهر قاتلة للأطفال في التاريخ الحديث , التى كانت تتنكر فى النهار في ملابس رثة و قذرة أشبه بملابس المتسولين ثم تتوجه إلى أكثر أحياء المدينة فقراً و فاقة , لتبحث عن ضحاياها قرب الكنائس و الجمعيات الخيرية حيث يتجمع الأطفال الفقراء من أجل الحصول على كسرة خبز , أما في الليل فكانت تتحول إلى دوقة أو ماركيزة , فترتدي أفخر الثياب و المجوهرات و تذهب بواسطة عربة فاخرة إلى دار الأوبرا و المنتديات الاجتماعية الراقية , حيث تتواصل مع زبائنها من الطبقة العليا .
وهل سلم النقاب من اتخاذه وسيلة للتخفى فى ارتكاب الجرائم حتى يسلم ( زى الراهبات)..فقد ذكرت تقارير أن محكمة يونانية سمحت بإطلاق سراح مجموعة من 17 سائحا بريطانيا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما في منطقة كريت بسبب ارتداء ملابس راهبات وكذلك بسبب الإساءة إلى الكنيسة الكاثوليكية. وذكرت صحيفة كاتيميريني اليونانية أن الرجال مثلوا أمام المحكمة وهم في زي راهبات ويحملون صلبان .
كما اعتقلت الشرطة الاسرائيلية شابة رومانية تعمل مومساً انتحلت هوية راهبة أرثوذكسية لدخول إسرائيل، وفق ما أوردته صحيفة معاريف.
ولقد جسدت السينما الأمريكية انتحال صفة الراهبات لارتكاب جرائم فى الفيلم الأمريكى ( المدينة) لبطله ومخرجه بن أفليك وتدور أحداث الفيلم حول عصابة من أربعة أفراد يسرقون البنوك متخفيين في زي راهبات فيما يسعى عميل بمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) إلى تعقبهم والإيقاع بهم.
ولم يقتصر الأمر على زى الراهبات بل تعداه إلى من انتحل صفة القس بل وارتدى زى الكهنوت ومارس جرائمه متخفياً مثل القس جون يوحنا صليب (30 سنة) المتهم بالتزويرفى مستندات رسمية والتلاعب فى أحكام القانون "الكنسى" بمصر، واستخدام أسلوب البلطجة لإجبارضحاياه على توقيع إيصالات على بياض لمنعهم من الإبلاغ عنه، وانتحاله صفة رجل دين مسيحى يعقد قران ويطلق المسيحيين، مستخدماً مستندات مزورة مقابل مبالغ مالية كبيرة .
ومثل كاهن كنيسة السيدة العذراء فى سوهاج بمصرالذى اتهمه رجل أعمال بالنصب والاستيلاء علي 4.5 مليون جنيه بزعم امتلاكه قطعة أرض في مدينة نصر. ثم تبين أن الأرض ليست ملكه وبعد القبض علي الكاهن تقدم رجل أعمال آخر ببلاغ ضد الكاهن نفسه اتهمه بالاستيلاء علي 3.5 مليون لبيع نفس قطعة الأرض. المثير أن كاهن كنيسة مار مينا بالعمرانية تقدم ببلاغ ضد كاهن كنيسة السيدة العذراء بسوهاج اتهمه فيه بانتحال صفة كاهن بالعمرانية وجمع تبرعات من المسيحيين في القاهرة والجيزة. ونفي الأنبا باخوم أسقف سوهاج وجود كاهن باسم الكاهن المقبوض عليه، مشيراً إلي أن هناك من يستخدم الكهنوت في عمليات النصب، محذراً من تداعيات هذا الأمر وتزايد حالاته.
ومثل الكاهن الإنجيلى الذى دخل مكتب النائب العام بالقاهرة فى زيه الكهنوتى وهو يتقدم بشكوى ضد رجال الشرطة لاضطهاده وبالاتصال بالكنيسة الإنجيلية في اللحظات الأخيرة للتأكد من حقيقة الشكوي التي يقدمها هذا الرجل كانت المفاجأة المذهلة حيث أوضحت الكنيسة وبشكل قاطع عدم وجود أي صلة بين صاحب الشكوي والكنيسة وأنه ليس هناك أي رجل دين يحمل هذا الاسم، وتبين من التحقيقات أنه ليس سوي منتحل صفة.. وصدرت ضده خمسة أحكام في قضايا مختلفة.. وأن مباحث الأموال العامة ألقت القبض عليه بتهمة انتحال صفة رجل دين.. وممارسة أعمال نصب واحتيال متستراً وراء ملابس الكهنوت .
وهكذا أصبح الزى الكهنوتى هو الآخر وسيلة من وسائل التخفى لارتكاب جرائم النصب والاحتيال أو كما قال: محمد زين الدين و منال سعيد فى تحقيقهما بجريدة الجمهورية القاهرية : الملاحظ في كل ما سبق أن خيطاً مشتركاً يجمع تلك الوقائع ويجعل لها نهايات متشابهة رغم اختلاف التفاصيل.. هذا الخيط أو الرابط هو "ملابس الكهنوت" التي لا يوجد تشريع ينظمها ويضع ضوابط علي استخدامها وشروطاً لمن يرتديها.. وهكذا فإن النتيجة واحدة.. حيث يستطيع أي شخص شراء تلك الملابس واستخدامها.. ويستطيع أي كاهن معزول من الكنيسة أن يسير في الشارع ويزور الناس في بيوتهم.. وهو علي نفس هيئته السابقة وكم من الكوارث والمصائب التي يمكن ان ترتكب تحت غطاء ملابس الكهنوت.
كان بوسعنا أن نضم لمقالنا كل من انتحل صفة غير المنتقبات والراهبات والقساوسة والحجاج المسلمين ، ولكننى آثرت أن يكون الرمز الدينى ممثلاً لشفافية العرض وإبراز المقارنات ، وفى حين لم يطالب أحد بخلع الراهبات لزيهن أو القساوسة لزيهم الكهنوتى بل طالب بعض الحقوقيين ورجال الدين المسيحى نحو تقنينه ، وبالرغم من أن الخطر واحد ويقف على قدم المساواة مع خطر النقاب سعى من سعى نحو تجريمه بل استعدى الدول الإسلامية عليه حتى ناصبت المتنقبات العداء وكأنهن مجرمات حرب حتى جر الويلات من إزاء هذا التصرف اللامعقول على إخواتهن المتنقبات ببلاد الغرب وكان ذلك ذريعة لأن يكسب اليمينيون المتطرفون قضاياهم بمنع النقاب ، بل نفخت الجمعيات اليهودية سمها فى نار التهييج وإثارة الرأى العام عليهن حتى هوجمن فى الشوارع : ( أتركوا بلادنا .. عودوا لبلادكم ) .. ولم يكن ذنب النقاب ، ولكن ذنب من أهال كل هذا الركام العفن فوق الستر الطاهر .
نعترف بأن هناك ممن لا خلاق لهم ولهن قاموا وقمن بارتكاب جرائم استخدم فيها النقاب ، ولكن لا أدرى لماذا يسلط من يحاربون النقاب الضوء عليها بُغية تكبيرها وتوسيعا وتبشيعها وكأنها ( أم الجرائم ) ، نقر ونعترف بأن هناك من أرتدى النقاب رجلاً كان أو امرأة فى بلدان كثيرة عربية وأوروبية وأمريكية وارتكب جرائم ، مثل :
ـ جريمة سمكرى السيارات العاطل بالاسكندرية الذى ارتدى زى منتقبات بغرض سرقة سيارة ميكروباص عن طريق تخدير السائق، وقد اعترف وقتها بارتكاب الجريمة ذاتها 3 مرات.
ـ القبض على عاطل قبطى، انتحل صفة سيدة وارتدى النقاب، ليقوم بسرقة عملاء فرع البنك الأهلى فى المنيا بمصر.
رجل مصري يرتدي النقاب من أجل مقابلة حبيبته في غرفة نومها .
ـ امتهن كويتي عاطل عن العمل انتحال صفة رجل مباحث، واستحل أماكن سكن عدد من الآسيويات المخالفات لقانون الإقامة، وقام باغتصابهن كرهاً تحت تهديد السلاح الأبيض قبل أن يسلبهن ما معهن، حسب صحيفة الرأي الكويتية .
ـ نشر موقع إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيلي) تقريراً عما وصفه بظاهرة الغزل من وراء النقاب في السعودية تضمن قصصاُ لفتيات يبحثن عن الغزل والعلاقات مع الشبان في مجمع المملكة بالعاصمة الرياض.
ـ أول حادثة يتم رصدها في أمريكا يتورط فيها مجرم يستخدم بشكل صريح النقاب الإسلامي، الذي يعرف في بعض الدول باسم "البرقع"، في عملية إجرامية في أمريكا.
ـ تسلل وافد بنغالي لمدرسة للبنات بإسكان الحرس الوطني بالرياض متخفياً في زي ملابس نسائية مرتدياً النقاب والعباءة والقفازات مما سبب هلعاً للطالبات والمعلمات بعد أن كشفن أمره.
ـ زوج يرتدى النقاب ويفشل فى القاء مياه نار على زوجته التى خلعته بعد سنوات من الزواج .
ـ القبض على رجل يرتدي النقاب ليتحرش بالسيدات في زحمة الأسواق.
ـ طعن رجل مجهول متنكر في زى سيدة منقبة طبيبة عيون بالسكين بمستشفى العريش العام ولاذ بالفرار.
ـ يرتدى زى منقبة لسرقة محل مجوهرات بالمعادى
ـ إرتدى "عاطل" النقاب لمقابلة عشيقته وممارسة الرذيلة معها داخل مسكنها لا ينكشف أمرهما أمام أسرة زوجها لكن شقيق الزوج تمكن من ضبطه وأبلغ الشرطة التى حررت محضرا له وإحالته للنيابة .
ـ حذرت السلطات الأمنية الأردنية من قيام بعض الرجال بارتداء النقاب النسائي بغية تنفيذ مخططاتهم الاجرامية باستغلال عدد من ربات المنازل والاحتيال عليهن وادعاء تعاملهم مع السحر، وكذلك تعرض عدد من المواطنين للنشل والسرقة اضافة الى استغلال النقاب من قبل عدد من المطلوبين للتخفي والتواري عن أنظار الشرطة، وذلك وفقاً لما ذكرت عدة صحف أردنية.
... والسؤال الذى يفرض نفسه هل خلع النقاب هو الذى سيخفض معدل الجريمة فى مصر والدول العربية التى هى ماضية فى منعه وعلى الأخص سوريا ، ومن ثم فى العالم ؟!!
الإجابات سنوردها بعرض الإحصائيات ومنها أهم التقارير التي اعتمد عليها البحث الذي أجرته شبكة "سي ان ان", ونشرت نتائجه على موقعها الالكتروني, تقرير "ميرسر" بشأن الأمن الشخصي على المستوى العالمي, وتقرير مجلة "فورين بوليسي" بشأن معدلات الجريمة, بالإضافة إلى تقرير مجلة "فوربس" ومنظمة "مجلس المواطنين للأمن العام" (سي سي اس بي).
وفيما يلي المدن العشرة الأكثر خطورة في العالم, من دون ترتيب: ـ
بغداد التي تمزقها الحرب, تعد أقل مدن العالم أمناً وكراكاس عاصمة فنزويلا بوصفها عاصمة الجريمة في العام 2008, ومدينة ديترويت عاصمة صناعة السيارات العالمية, حلت على رأس قائمة أخطر المدن الأميركية في العام 2009, حيث شهدت المدينة في ذلك العام 1220 حادثة عنف, لكل 100 ألف مواطن، مدينة نيو أورليانز حلت أيضاً ضمن تصنيف أكثر مدن الجريمة في الولايات المتحدة لعام 2008, حيث وقعت فيها 64 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة ، وجاءت مدينة خواريز المكسيكية أيضاً ضمن أخطر مدن العالم بعد أن أصبحت محط الحرب المكسيكية على منظمات وكارتيلات المخدرات, حيث لقي 2600 شخص مصرعهم لتورطهم بشكل أو آخر بالمخدرات خلال العام2009، ثم مدينة لاهور عاصمة المال الباكستانية, تعتبر أقل مدن العالم أمناً إذ تعاني من تكرار العمليات الإرهابية والتفجيرات الانتحارية , مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا, حيث تعاني من كونها بين أعلى مستويات الجريمة في العالم, إذ شهدت مقتل نحو 6 أشخاص يومياً, وعاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية: تعاني من كونها أسوأ مكان للعيش فيه من حيث الأمن الشخصي ،وأيضاً موسكو تعد أقل المدن أمناً
ومن أسف أن بيروت, التي كانت توصف بأنها باريس الشرق, احتلت مكانتها أيضاً وسط خطر العيش, وهي تعد أقل المدن أمناً في المنطقة العربية .
أعتقد أن المنصف لن يسعه إلا أن يقرر أن العالم بدون نقاب لن يكون أحسن حالاً وتعقلاً وبعداً عن ارتكاب الجرائم ، أما بالنسبة لسوريا ومصر فسنعرض أحدث الإحصائيات عنهما بالترتيب لنرى هل كان حالهما أو سيصبح حالهما بدون النقاب أفضل :
في آخر احصائية حديثة عن معدل جرائم الاغتصاب بسوريا هناك حوالي 1300 جريمة اغتصاب سجلت في العام الماضي و كانت نسبة أعمار 95% من الضحايا أقل من 18 سنة ،و سجلت الإحصائية نفسها أن نسبة 26 % من الجرائم ارتكبها أقارب الضحايا كما أن النسبة المئوية لأعمار الضحايا الاقل من 15 سنة 34.8% ،أما أعمار الضحايا ما بين 15-18 سنة بلغت 65.2% وعن صلة جانب الضحية فقد بلغ عدد القضايا التي يوجد صلة قرابة بينهما 26.1% في حين بلغت نسبة 73.9% للحالات التي لايوجد صلة قرابة ، وعن مكان ارتكاب الجريمة فكانت النسبة المئوية لمنازل الضحايا تبلغ 50% أما المنزل الذي يخص المتهم فبلغت 31.25% في حين شكلت نسبة السيارة كمكان لجريمة الاغتصاب 12.5% في حين أن نسبة زواج الجاني من الضحية بلغت 8.7% في حين أن الحالات التي لم يتم زواج الجاني من الضحية لكونه محرماً بلغت 21.7% ، أما الحالات لتي لم يتم زواج الجاني من الضحية فبلغت 69.6% .
أما بالنسبة لمصر التى يصرخ فيها ويولول من تداعى الأمن بسبب انتشار ظاهرة النقاب ، وينادى إلى منعه ونزعه فقد أعلن المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن إحصائية بأن حالات الاغتصاب في مصر تبلغ وحدها أكثر من عشرين ألف أنثي سنوياً وهي نسبة خطيرة تنذر بكارثة محققة إذا لم يتم مواجهتها.
وقد جاء هذا طبقاً للدراسة التى أجرتها الدكتورة فاديه أبو شهبه أستاذ القانون الجنائي بالمركز: أن هناك تزايدًا ملحوظًاً في عمليات اغتصاب الإناث في مصر خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى دخول فئات مهنية لم تكن موجودة من قبل في قائمة الجناة، وعلى رأسهم أطباء ورجال دين ومدرسون ورجال شرطة وهو ما ينذر بكارثة ويهدد سلامة وأمن المجتمع، فضلاً عن انتشار ظاهرة اغتصاب المحارم والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة والاغتصاب الجماعي والاغتصاب المقترن بقتل الضحية. وظهرت مؤخرًا إحصائية للمركز نفسه تقول: إن 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ترتكب في مصر سنويًّا، أي أن هناك حالتي اغتصاب تتم كل ساعة تقريبًا، وأن 90% من جملة القائمين بعمليات الاغتصاب (عاطلين) ، ومع وجود 6 مليون عاطل في مصر.. فربما يكون أحد التفسيرات لزيادة هذه الظاهرة مؤخرًا فالمشكلات الاقتصادية والإجتماعية التي يعيشها المجتمع المصري تؤثرعلى العلاقات الزوجية.
ومجتمعنا بدأ في الدخول إلى مرحلة الخطر فالإحصائيات تفيد بأن الإدارة العامة لمباحث الآداب ضبطت حتى الآن 52068 حالة آداب في عام 2007 فقط وهو رقم مخيف إذا قارناه بالحالات المضبوطة في عام 2005 وهى 45330 حالة فقط.. وقد بلغت قضايا الاغتصاب والتعرض لأنثى حتى الآن 13621 حالة وهو رقم ضخم أيضا بالنسبة إلى عدد الحالات المضبوط في الأعوام السابقة.
فى كل هذه الأرقام لابد أن تذوب حالات النقاب التى أوردتهم إحصائية وزارة الداخلية عن عدد القضايا التى كان النقاب طرفاً فيها ، كما أن الأدهى أن الخبراء يقولون أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من الرقم المذكور بكثير لأن الخوف من العار يحول دون تبليغ الضحايا عن حوادث الاغتصاب التي يتعرضن لها .
ولا أدرى ما ذنب النقاب ليزجوا به فى أزمة هو غير مسئول عنها ، ولو عدنا للقضايا والجرائم التى ذكرتها والتى لم أذكرها على مستوى مصر والوطن العربى لبرز لنا أن أغلب من قام بها شباب من العاطلين المحاصرون بالدش والقنوات التى تصب الجنس فوق رؤوسهم وداخل أدمغتهم وأعضائهم الوظيفية صباً ، والبطالة تحيط بهم من كل جانب ، فلا عمل ولا سكن ولا أمل فى مستقبل وزهرات شبابهم تزوى وتذبل ، والحكومات عاجزة عن الحل .. إذن فالمخرج السهل الذى يروجون له وعنه بأنه داهية الدواهى والخطر الأعظم لتنشغل به الشعوب هو ( النقاب ) مثل حكامنا فى هذا كمثل بوش الأبن عندما أخذ يروع أمريكا والعالم من خطر صدام والأسلحة النووية وبعد خراب الدنيا سيخرج النقاب بريئاً ـ كما هو كائن بالفعل ـ مثلما خرج صدام والعراق بريئان منها .
يقول محمود القاعود :الناس لم تعد بتلك السذاجة التى تتصورها الحكومة " الذكية " .. فضجة النقاب التى بدأت شرارتها على يد " الإمام الأكبر " يعلم الجميع أنها تستهدف " الشوشرة " على اقتحام المسجد الأقصى ومحاولة الصهاينة هدمه ، كما أنها تهدف لسن تشريعات جديدة فى " الزحمة " وهم لا يشعرون. !
فالناس مشغولة بالنقاب والاعتداء على المنتقبات .. والصهاينة يحاولون هدم الأقصى والحكومة تحاول إصدار تشريعات تلقى رفضا شعبياً .. فكان لابد من افتعال ضجة النقاب .. أفما آن للحكومة أن تكف عن هذه الألعاب الصبيانية ؟؟
أوكما يقول جمعة الشاوش فى مقال له بعنوان:من يتجنى على من ( النقاب نموذجاً ): إنّ التّعلّل بالضرورة الأمنية في منع النقاب قد تضعف حجّته أمام تحدّيات أمنية أخرى أكثر خطورة وتعقيدا.وإزاء احترام حرّية أشكال التعبير الإنساني التي حين يُحرّم دوسها والاعتداء على قدسيّتها،تُستنبط الحلول الناجعة التي لا تُعرقل العمل الأمني..وليس من الحكمة أن نعتبر كلّ من ترتدي نقابا هي متّهمة إلى أن تُثبت براءتها بخلع برقعها،ذلك إنّ التُثبّت في هويّة شخص ما لا تقوم بالضرورة على أن يعترضك سافر الوجه لتحسم في أنّه مخالف للقوانين أو متستّر على جريمة،فعون الأمن- مثلاً- عندما يستوقف سيارة ، فهو يطلب أوراق السيارة وبطاقة هويّة السائق ، ومن خلال معاينته يتبيّن له أنّ السائق يحمل رخصة سياقة أم هو يسوق بدونها، وقد يثبت له أنّه بحالة سكر حتّى إن كان ملتحفا، فيُقرّر في شأنه الإجراء القانوني الملائم.
وعلى الرغم من أن الكثير من المراكز الحقوقية، التي تعنى بأوضاع النساء تحاول التأكيد على أن ملابس الضحية لا علاقة لها بجريمة الاغتصاب، خاصة أن الجريمة قد تقع لطفلة صغيرة أو سيدة مُسنّة،إلا أن هذا الكلام فيه نظر، فهناك جرائم اغتصاب لا يمكن فيها مطلقًا إدانة الضحية، كما يحدث في حالة اغتصاب المحارم أو الاعتداء على الأطفال، ولكن هناك حالات يكون سلوك الضحية وملابسها في الشارع، دافع أساسي في ارتكاب هذه الجريمة، لذلك فالحجاب في الشريعة يعتبر أيضًا، إجراء احترازي؛ لوقاية المرأة والمجتمع ككل .
فما نسميه بالتحرش الجنسى لا يطول المحجبة ـ حتى في عصرنا الحالي ـ وهذا ما أكده الباحث عبد الفتاح العوادي، المعيد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فى رسالة الماجستير التي أعدَّها حيث أثبتت الدراسة أن انتشار العري في الشارع المصري، سبب أساسي ورئيسي في زيادة حالات الاغتصاب، وأشار إلى أنه لم تقع جريمة اغتصاب لأية سيدة محجبة، والمقصود بالحجاب هنا ليس مجرد ارتداء غطاء الرأس مع ارتداء الملابس الضيقة والشفافة، التي ترتديها بعض الفتيات، ثم يُقال التحرش بالمحجبات، ولكن المقصود الحجاب الشرعي بمواصفاته الشرعية المعروفة وبمشية الملتزمات بلا تكسر، وهذا ما لا نجد له أية إشارة في القانون من مواد تحث على الحشمة باعتبار اللباس حرية شخصية، تمامًا كما تم تجريم الزنا فقط عندما يكون غصبًا.
فإذا كان الحجاب سبب أساسى ورئيسى فى عدم تعرض من تلبسه للتحرش ، فما بالنا بالنقاب الذى يستر المرأة تماماً ألا يكون رادعاً ومانعاً لكل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب .. ويا من تنعقون ليل نهار وترفعون عقيرتكم بالدفاع عن حرية التعبير واحترام الحرية الشخصية ، وتنادون بحرية المرأة ومساواتها بالرجل ورفع كافة أشكال القهر والعدوان عليها فى جمعيات حقوق الإنسان .. ألا تدافعون عن حرية المرأة المسلمة فى أن ترتدى ما تحب أن ترضى به ربها ومن ثم مجتمعها ، خاصةً بعدما أثبتنا أن (النقاب مظلوم .. مظلوم ) مما يحاول من يفترى على الله كذباً أن يلصق به التهم .. والله سينصره وينصر العفيفات اللائى يرتدينه ...