المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن حقيقة تأسيس ابن رشد لليبرالية



عــمــر
08-16-2011, 03:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول أحد الليبراليين بأن ابن رشد هو المؤسس الأصلي لليبرالية
وبأنها ليست مستوردة من الغرب

كلامه بالتفصيل في المدونة التالية

http://feekr7or.blogspot.com/2011/06/blog-post_22.html

أرجو منكم أساتذتي أن تدلوني على الرد الصحيح
وأعتذر لو كنت مخالفاً لقانون ما في المنتدى فما حدث هذا إلا لجهلي :)

سلام عليكم

واسطة العقد
08-16-2011, 10:22 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرات عن هذا ايضا و عن دعوته للفصل بين الدين و الدنيا او كما اذكر
و انتظر معك مزيد من التوضيح من شيوخنا

عياض
08-16-2011, 07:01 PM
موضوع قريب (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=26336)

عــمــر
08-16-2011, 09:25 PM
أكبرها تنظيره الغنوصي العميق و الأول فيما يبدو لي للمبادئ العلمانية الحديثة من فصل الدين عن الحياة العامة فيما سماه بيان الاتصال بين الشريعة و الحكمة ..فهو و ان اقر بتحكيم الشرع..الا انه جعله كأي شرع ممكن الاستغناء عنه حالما يترقى الشعب و يصل الى درجة المعرفة الفلسفية المطلوبة و جعله كخيار بين الخيارات فضلا عن جعل الشرع في نفس الأمر و حقيقته شرعا بشريا مغلفا بغلاف الهي كاذب و بذلك نفث اوائل القوالب الحديثة لنظريات الأنسنة ونزع القداسة عن المعطى الانساني اليومي..

هذا أحد ردودك هناك أستاذي
فهل معنى هذا أن ابن رشد هو مؤسس الليبرالية والعلمانية الحديثة حقاً؟
أرجو التوضيح :)

عياض
08-16-2011, 11:26 PM
نعم سيدي هذا ما عندي و لست ممن عندهم عند ...و ان كان لا يعني مؤسسها بمعنى الابتداع اذ الفكرة كانت رائجة قبله عند الفلاسفة الاسلاميين و عنهم اخذها ...لكن توسعه فيها و منافحته عنها بل و ارجاع سبب تخلف الأمة اليه هو الذي قد يجعله المؤسس في نظري...و يبدو لي ان خطأ يكمن في انه لحظ ليبرالية المصلحة في تبعية الدين لها و لم يلحظ -او لم يشأ - ما لحظه ابن تيمية مثلا من تبعية المصلحة في ليبراليتها للدين في جدلية مقاصدية معروفة..كما قال ابن القيم و ما من مصلحة متيقنة الا و ثم شرع الله بها...و هو اصلا نابع من الايمان...ضعف ايمان ابن رشد كما ضعف المتكلمين الذين جعلوا النصوص لا تفي بعشر معشار المصالح ...بأن في الكتاب تفصيل كل شيء كما ذكره الشافعي علمه من علمه و حرمه من حرمه ..و انه ان لم يتوصل الى حل تشريعي يضمن حرية المصلحة مع امن القاعدة..فان العيب في نفس نظر المجتهد لا في النص...و لكن ما ذكره شيخنا الفاضل هشام عن اغترار بن رشد بنظرة ارسطو و تحكميتها و افتراضها عصمة الية الاجتهاد عند المجتهد لم تكن لتدع امثال المتكلمين و الفلاسفة ان يلحظوا هذا المقتل ما سيؤدي بهم في مدارس الأصوليين سواء الحنفية منها او الشافعية الى تجميد اصول الفقه و فقدانه المرونة اللازمة و هو ما سينتقده الأحرار من الأصوليين بعدها في مشاريعهم المقاصدية كالغزالي و العز و ابن تيمية و الشاطبي...

إلى حب الله
08-17-2011, 02:50 AM
من بعد إذن أخي وأستاذي الحبيب عياض ...
لي نظرة متواضعة مختصرة مُبسطة في الموضوع : وددت لو عرضتها عليكم ...
وهي تتلخص في النقاط التالية :

1...
الليبرالية : هي الحرية الشخصية المطلقة : وإن وصفوها بعدم التعدي على الغير ..
إلا أنها لا تقف في وجه التعدي على النفس (كحرية شخصية) .. وهذا هو معنى
الليبرالية ترجمة ً(Liberty) .. ومنها تمثال الحرية المزعوم بكاليفورنيا أمريكا :
(Liberty Statue) ..

2...
ومن هنا :
فالليبرالية عند غير المسلمين : لها تشعبات كثيرة جدا ً: أولها التمرد على
النصوص والشرائع التي يدين بها بعضهم : وآخرها الإلحاد وفلسفاته المختلفة !

وأما عند المسلمين : فصورتها يُمكن حصر بذرتها في جملة واحدة وهي :
تقديم العقل : على صحيح النقل !!.. أو زعم الإتيان بالحكمة : فوق النصوص !!..

ذلك أنك لن تجد ليبراليا ًمسلما ً: إلا وهو يرى في عقله وفي فهمه المزعوم
للحكمة من النصوص : قائدا ًيقوده في نظرته للحياة ولسعيه فيها !!..

وعليه :
فالليبرالية في الإسلام في رأيي : ليس مبتداها شخصٌ بعينه أو شخصٌ واحد !
وإنما هي فخ ٌمن فخاخ إبليس اللعين القديمة : وقع فيه مَن وقع في كل مكان
وزمان : ونجا منه مَن نجا !!!..
وأكثر مَن وقع قديما ًفي مثل ذلك الخلل الفكري (وما زالوا) هم اليهود
في رأيي !!.. ذلك أن عقولهم : لم تتخط وتتقدم نصوص شريعة ربهم فقط
بل : صارت تبتدع من عندها ما يوازي تلك الشريعة في زعمهم !!..
" وقالوا : لن تمسنا النار إلا : أياما ًمعدودات " !!!..

وأما بالنسبة للأشخاص (وإذا حصرنا الحديث عن الليبرالية في الإسلام) ...
فإن الذي يجعل اسما ًمُعينا ًيعلق في الأذهان رمزا ًعليها دون الآخر : هو شهرة
صاحب هذا الاسم نفسه : ومقدار تركيز الغرب الكافر عليه (كمثال للعقلانية)
لإظهاره ولإكسابه صورة (القدوة) التي من المفترض على المسلمين العقلانيين
الاقتداء بها في دينهم الإسلام !!!..
وهذا ما حدث مع ابن رشد في رأيي ...
وخصوصا ًإذا كان هذا الشخص من الذين تعدوا مرحلة الوقوع في الليبرالية :
إلى مرحلة التنظير والتقعيد لها !!!.. والدعوة إليها ولنشرها !!..

3...
والآن .. ماذا يُطالعنا عن ابن رشد في أول صفحة المدونة المرفقة بالرابط أعلاه ؟
يُطالعنا كلام ابن رشد الآتي مُختصرا ً:

قال ابــــن رشـــــد :

الحسن : ما حسنه العقل .. والقبيح : ما قبحه العقل ..

لا يمكن أن يعطينا الله عقولا ً: ويعطينا شرائع مخالفة لها !!..

أن الحكمة : هى صاحبة الشريعة .. والأخت الرضيعة لها ..

وهما المصطحبتان بالطبع : المتحابتان بالجوهر والغريزة !!..

أقول :
كلام ٌ: قد يبدو لأول وهلة : متوافقا ًمع العقلانية التي تميز بها الإسلام وحث
عليها الناس !!.. أقول : ولكن المتأمل في دلالة ألفاظه : ومراميها :
يعلم ما خفي من المعاني : خلف الكلام !!!..

4...
العقل ....
إيهي وما العقل ؟!!!...

إنه السكين بيد الطفل الصغير !!.. السيف بيد الرجل الكبير !!..
فهل تعد نفسك طفلا ًأم رجلا ًأيها الإنسان ؟!!!..

لا شك أن أحكام الدين : يُمكن الاقتناع بها بسهولة بوجهٍ من الوجوه : ظاهرا ً
كان أم احتاج لظهوره بيان .. ولكن :
هل كل أحكام الدين قرآنا ًوسنة كذلك ؟!...
وهل نسبة الوقوف على حكمتها : هي ثابتة بمضي الزمن واختلاف الأمكنة ؟!

بل الأدهى :
أي عقل ٍهذا الذي يمكن الرجوع إليه في كل ذلك ؟!!..
مَن ذا الذي يدعي أن عقله (مؤهلا ً) للوقوف على الحكمة من نصوص الدين
وشرعه وأحكامه ؟!!..
أليس كل إنسان ٍ: فيه من تلك النزعة (نزعة الغرور بعقله وتفكيره) ما فيه :
كثر منها أو قل ؟!!.. فالحكيم : مَن حكمها بشرع الله وصحيح المنقول !!!..
والسفيه : مَن اغتر بها وانساق وراءها وجعل شرع الله وصحيح المنقول من
ورائه ؟!!!..

وأخيرا ً: سأضرب هنا بعض الأمثلة البسيطة للإيضاح ..

>>>>
حديث غمس الذبابة في الإناء الذي وقعت فيه : من قبل إلقاؤها خارجه ..
هذا الحديث يُعد علامة ًفارقة ًتقريبا ًلدى كل مَن قدّم عقله على صحيح
النقل !!!.. بل كاد أن يكون علامة ًمميزة ًلهم !!!..
في حين أثبت العلم الحديث صحة ما قاله النبي من وجود الداء والدواء في
ذات الذبابة !!.. وصحة ما أرشد إليه النبي من غمسها قبل إلقائها !!..
فهل في هذا الموقف النصي من الدين : أغنى العقل أم التسليم صاحبه ؟!!..

>>>>
رؤية العقل للحكمة من العبادات .. حيث أودى بأكثر من واحدٍ من
أولئك المغترين بالعقل إلى : ترك العبادات بالكلية : تحت دعوى تحصيله
للغاية والحكمة منها بالفعل !!!.. والمثال الشهير في الآية " واعبد ربك : حتى
يأتيك اليقين " : ما زالت تعج به بعض عوالم الصوفية : ربما حتى اليوم !!..
حيث ترى أعلاهم رتبة ً: لا يُصلي ولا يصوم ولا ولا ولا : لأنه وبكل
بساطة : قد آتاه اليقين بزعمه !!!..
------

طبعا ًالأمثلة هي للتقريب وللتبسيط فقط ...
فليست هي أشهر الأمثلة على (الليبرالية المنحرفة عن الإسلام) : ولا
هي أهمها !!..
بل الناظر في ساحة (العلمانيين) و(الليبراليين) المسلمين اليوم : يعرف كم
طال ذلك المرض (وهو الغرور بالعقل ونفي التسليم لما غاب عنه حكمته) :
يعرف كم طال أ ُناسا ًفي أبواب السياسة والحُكم والاجتماع !!!..

فهذه هي نظرتي المتواضعة لليبرالية بمعناها الواسع !!..
والله المستعان ...

عــمــر
08-17-2011, 04:46 AM
نعم سيدي هذا ما عندي و لست ممن عندهم عند ...و ان كان لا يعني مؤسسها بمعنى الابتداع اذ الفكرة كانت رائجة قبله عند الفلاسفة الاسلاميين و عنهم اخذها ...لكن توسعه فيها و منافحته عنها بل و ارجاع سبب تخلف الأمة اليه هو الذي قد يجعله المؤسس في نظري...و يبدو لي ان خطأ يكمن في انه لحظ ليبرالية المصلحة في تبعية الدين لها و لم يلحظ -او لم يشأ - ما لحظه ابن تيمية مثلا من تبعية المصلحة في ليبراليتها للدين في جدلية مقاصدية معروفة..كما قال ابن القيم و ما من مصلحة متيقنة الا و ثم شرع الله بها...و هو اصلا نابع من الايمان...ضعف ايمان ابن رشد كما ضعف المتكلمين الذين جعلوا النصوص لا تفي بعشر معشار المصالح ...بأن في الكتاب تفصيل كل شيء كما ذكره الشافعي علمه من علمه و حرمه من حرمه ..و انه ان لم يتوصل الى حل تشريعي يضمن حرية المصلحة مع امن القاعدة..فان العيب في نفس نظر المجتهد لا في النص...و لكن ما ذكره شيخنا الفاضل هشام عن اغترار بن رشد بنظرة ارسطو و تحكميتها و افتراضها عصمة الية الاجتهاد عند المجتهد لم تكن لتدع امثال المتكلمين و الفلاسفة ان يلحظوا هذا المقتل ما سيؤدي بهم في مدارس الأصوليين سواء الحنفية منها او الشافعية الى تجميد اصول الفقه و فقدانه المرونة اللازمة و هو ما سينتقده الأحرار من الأصوليين بعدها في مشاريعهم المقاصدية كالغزالي و العز و ابن تيمية و الشاطبي...



جزاك الله خيراً وبارك فيك أستاذي عياض
وبصراحة شديدة فإن الكلام يسهل فهمه على من كان أكثر مني علماً
:eek:
ولكني حقيقة أشكرك بشدة على تعبك ومجهودك معنا
:hearts:

عــمــر
08-17-2011, 05:04 AM
أستاذي الحبيب أبا حب الله
لي بعض التعقيبات أستاذي



وأما عند المسلمين : فصورتها يُمكن حصر بذرتها في جملة واحدة وهي :
تقديم العقل : على صحيح النقل !!.. أو زعم الإتيان بالحكمة : فوق النصوص !!..

ذلك أنك لن تجد ليبراليا ًمسلما ً: إلا وهو يرى في عقله وفي فهمه المزعوم
للحكمة من النصوص : قائدا ًيقوده في نظرته للحياة ولسعيه فيها !!..


حقاً وصدقاً
وما كان سر اهتمامي بالليبرالية من عدمه إلا واحد من هؤلاء "العقلانيين"





إيهي وما العقل ؟!!!...


معذرة أستاذي فقد استوقفتني هذه الكلمة وأردت سؤالك عنها
"إيهي" كما فهمت للإستنكار
لكن هل هي مكتوبة كذا فعلاً أم أنه خطأ إملائي؟




حديث غمس الذبابة في الإناء الذي وقعت فيه : من قبل إلقاؤها خارجه ..
هذا الحديث يُعد علامة ًفارقة ًتقريبا ًلدى كل مَن قدّم عقله على صحيح
النقل !!!.. بل كاد أن يكون علامة ًمميزة ًلهم !!!..
في حين أثبت العلم الحديث صحة ما قاله النبي من وجود الداء والدواء في
ذات الذبابة !!.. وصحة ما أرشد إليه النبي من غمسها قبل إلقائها !!..
فهل في هذا الموقف النصي من الدين : أغنى العقل أم التسليم صاحبه ؟!!..


نعم والله أستاذي
وقد أفادني ردك جداً
كما أفادني أستاذي عياض
بارك الله فيكم وأكثر من أمثالكم
وجزاكم من خيره بإذنه تعالى :)

فخر الدين المناظر
08-19-2011, 06:55 AM
كانت لي مداخلة قديمة حول ابن رشد، وافقني عليها الدكتور أحمد إدريس الطعان - وله خبرة في مؤلفات ابن رشد- حفظه تعالى فكانت كالآتي :

جزاكم الله خيرا أخي الدكتور أحمد.

واعتقد أن العلمانيين يحاولون سرقة ابن رشد من الصف الإسلامي حتى يضمنوا تبريرا وقاعدة علمية يتكئون عليها، وأعتقد ان ابن رشد لو كان في زماننا هذا لكان من أشد المعارضين للعلمانية،، وكتبه في فلسفة السياسة لا تعطينا رؤية دقيقة عنه، فهي مجرد تلخيصات لكتب فلاسفة يونانيين كتاب السياسة لأفلاطون( الذي يعرف خطأ باسم الجمهورية)، وتلخيصه لكتاب الخطابة لأرسطو.

وفي رأيي أسباب التناقض في فكر ابن رشد هي :

1- ضياع النسخ العربية (الأصل): بل أغلب الموجود ترجمات عبرية ولاتينية، ولا نضمن صحة الترجمة، فيمكن للمترجم أن يسيء فهم ابن رشد فيترجم ما فهمه هو أو ترجمة حرفية تخل بالمعنى.

2- عدم ضمان السلامة من التحريف في الترجمات: فمؤلفات ابن رشد استغلت لأغراض سياسية وثقافية ولا نستبعد حصول بعض التحريفات لعدة مآرب.

3- صعوبة التمييز بين ما هو مجرد شرح لأرسطو وأفلاطون، وبين ما يعتقده ابن رشد رأيا خاصا به .

4- صعوبة تمييز تراجعات ابن رشد عن بعض مواقفه.

وفي رأيي أن مؤلف أحد اهم كتب الفقه في ميدان الخلاف العالي، والقاضي الذي كان يحكم بالشريعة الإسلامية لهو أبعد الناس عن العلمانية والليبرالية، والقوم يبدعون في تأويل كلام العلماء وتحميلهم ما يظنون، وقد صادفتُ هذا في كتيب اسمه "فلسفة الدين" ألفه أحد أساتذة الفلسفة فتحول نتشه بزعم الأستاذ ذاك إلى متدين عوض ملحد لا يؤمن بشيء فتأمل !!!
وقد كان للعلامة القرضاوي كلمة في هذا الشأن، وقد جاء في كتابه الماتع " الدين والسياسة" الآتي :

ابن رشد والعلمانية:

ومن أغرب ما قرأت من دعاوي العلمانيين والحداثيين: ادعاؤهم أن العلامة الكبير أبا الوليد بن رشد الحفيد (ت595هـ) كان علمانيا!! لأنه كان يؤمن بأن هناك حقيقتين في الوجود: حقيقة عقلية تتضمنها الفلسفة، وحقيقة دينية جاء بها الوحي، وأن لكل منهما مجاله وأهله. ولهذا حاربه الفقهاء، ووجد من السلاطين ورجال المُلك من أمر بإحراق كتبه.

وهذه إحدى دعاوى القوم الذين لم يحسنوا قراءة ابن رشد، ولم يستوعبوا تراثه، ولم يعرفوا ماذا كان عمله في المجتمع.

لقد جهل هؤلاء أن ابن رشد يعرف بـ(القاضي ابن رشد)، أي أن الدولة وظفته قاضيا يحتكم إليه الناس، فيحكم بينهم بأحكام الشريعة. وأن هذا الرجل كان من الموسوعيين القلائل الذين عرفهم تاريخنا، فقد اجتمعت له:

1- (الثقافة الشرعية) التي مثلها كتابه الفريد (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) وهو يعد من أعظم ما كتب في الفقه المقارن بين المذاهب المتبوعة. وقد درس الفقه عن أبيه وجده سميه (ابن رشد الجد) صاحب المقدمات والبيان والتحصيل، وأحد العقول الكبيرة في الفقه المالكي.

2- (الثقافة الفلسفية)، فهو يعد أعظم شراح أرسطو، ومن خلال شروحه عرفت أوربا أرسطو، واستفادت بذلك في نهضتها. وله كتابان من أعظم ما كتب فيما يسمى (الفلسفة الإسلامية) وهما: فصل المقال، وكشف الأدلة عن مناهج أهل المِلَّة.

3- (الثقافة العلمية) الطبية، فقد كان الطب أحد شعب الفلسفة، وكان ابن رشد أبرز المشاركين فيه، إذ كان له كتاب (الكليات) في الطب، الذي ترجم إلى اللاتينية، وانتفعت به أوربا قرونا، وله رسائل أخرى في المجال العلمي[12].

ولم يكن يجد ابن رشد في هذه الثقافات تعارضا ولا تناقضا، بل رآها يغذي بعضها بعضا، ويكمل بعضها بعضا، ولم يثر ابن رشد الفيلسوف على ابن رشد الفقيه، ولا العكس. ولم يقل يوما: إن هناك حقيقتين مختلفتين أو متعارضتين: إحداهما فلسفية، والأخرى شرعية، بل كان يراهما حقيقة واحدة، لأن الحق لا يعارض الحق، والحقائق القطعية لا تتناقض، ولذا عني أن يدلل على ذلك، بكتابه (فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال).

فهناك اتصال – لا تعارض ولا تناقض – بين الشريعة والحكمة، أو بين العقيدة والفكر، أو بين الدين والفلسفة، وله كلمات نيّرة في هذا الكتاب الموجز.

وحينما كفر الإمام أبو حامد الغزالي الفلاسفة في ثلاث قضايا، وخطأهم في سبع عشرة: في كتاب (تهافت الفلاسفة) حاول ابن رشد أن يدافع عن الفلاسفة، ويرد على الغزالي في كتابه (تهافت التهافت)، الذي يثبت فيه أن الفلاسفة المسلمين، ولا سيما (المشَّائين) منهم، مثل الكندي والفارابي وابن سينا، ليسوا كفارا، وإنما هم مسلمون. واجتهد أن يتأول مقولاتهم على وجه لا يخرجهم من الإسلام.

إن اتهام القاضي الفقيه ابن رشد بأنه (علماني) غلط واضح، وجهل فاضح، وجهالة فجَّة من جهالات الذين يقحمون أنفسهم على التراث، ولم يبذلوا يوما جهدا في هضمه وحسن فَهمه، ورد بعضه إلى بعض، وبخاصة تراث العباقرة والأفذاذ من أمثال الغزالي وابن رشد وابن تيمية وابن الوزير والشاطبي وابن خلدون وغيرهم.

كل ما في الأمر: أن جماعة من حُسّاد ابن رشد كادوا له عند الأمير الذي كان يجله ويقدمه، وزوّروا عليه أشياء لم يقلها، فصدّقهم الأمير، وغضب على ابن رشد، وأمر بإحراق كتبه، كما أحرقت كتب الغزالي في وقت من الأوقات.

وقد قيل: إن الأمير في الأخير عرف منزلة ابن رشد.

ولكن الرجل مشهود له من أهل عصره وأهل بلده، بالعلم والفضل وحسن السيرة والأمانة والنبوغ في العقليات والشرعيات. ونقل الذهبي عن ابن الأبَّار في (تكملته) أنه قال: لم ينشأ في الأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا، وكان متواضعا منخفض الجناح.

وقالوا: كان يفزع إلى فتواه في الطب، كما يفزع إلى فتواه في الفقه. ولي قضاء قرطبة فحمدت سيرته[13].

http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=96849&postcount=16

أبو القـاسم
08-19-2011, 07:20 AM
أرى أن ابن رشد أساء إساءة بالغة للإسلام -والله يعفو عنه -..عبر محاولة الجمع بين النقيضين ..بين الحق المحض والباطل الصريح ,كأنما يريد أن يجمع بين آيتين ! وفي كلامه من الطوام الكفرية ما لايخفى على أدنى بصير بمعرفة مواقع الحق ..وغلوه في أرسطو وهيامه فيه معروف حتى يفهم القاريء لكلامه أن معصوم!..هو نعم ممدوح في الفقه ولكن مذموم في الاعتقاد , وقد رد عليه ابن تيمية وتحدث عن منهجه فحكاه على وجهه ,فكان لزاما أمانةً ودينًا أن يبين ذلك ,ولا ينبغي أن نميع نحن كما ميع هو ,وإن تمسك به العلمانيون والليبراليون فالحق أن تنظيره يصب فيما يطمعون أن يصيبوا من الدين ولو لم يكن إلا مدحه الفلسفة لكفى ,فكيف وقد ناضل عنها وتمثلها منهجا....إن جميع من انحرف من منهج السلف ,فرق بين الأصول والفروع على حد قسمتهم ..فجعلوا الفروع مستقاة من الشارع ,والأصول من عقولهم ..فضلوا في المعقول والمنقول جميعا وفرقوا بين المتماثلات فخرجوا عن جادة العدل والقسطاس المستقيم الذي يقضي بالتسوية بما جاء من عند الله دون تفريق والتسليم به جميعا ..فضلا عن إقحام مصادر دخيلة مستوردة من عند وثنيي اليونان! كما فعل الأشاعرة ,والفلاسفة المنتسبين للإسلام على نحو أظلم وأطغى ..فمعاذ الله أن يكون الفارابي وابن سينا وأمثالهم من المسلمين!

أبو القـاسم
08-19-2011, 08:00 AM
وهذا نقل قيّم للشيخ العلامة سفر الحوالي في معرض كلامه عن الأشاعرة : (فأي سخافة وحماقة ترتكبها أمة الوحي المعصوم حين ترجع في هذه الحقائق إلى عقل طاليس وأرسطو وأفلاطون وغيرهم من خراصي الأزمان الغابرة ، في حين أن علماء الكون من سلالة هؤلاء وجنسهم لا يعتدون لهم برأي بل لا يذكرون آراءهم إلا على سبيل التمثيل للسذاجة العلمية والبدائية في التفكير... ولا يخدعنك وصف كبار المتكلمين لهم-يعني الفلاسفة- بأنهم جهابذة الحكماء أو هرامسة الدهور ، فما أدخل الأمة في جحر الضب إلا هؤلاء وأشباههم) بل تفطن لذلك الشهيد العملاق الأديب سيد قطب فقال في كتابه خصائص التصور الإسلامي : (فقد بدت ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏ –كما سميت- نشازا كاملاً في لحن العقيدة المتناسق‏!‏ ونشأ من هذه المحاولات تخليط كثير، شاب صفاء التصور الإسلامي..مع التعقيد والجفاف والتخليط‏.‏ مما جعل تلك ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏ ومعها مباحث علم الكلام غريبة غربة كاملة على الإسلام، وطبيعته، وحقيقته، ومنهجه، وأسلوبه‏!‏ وأنا على يقين جازم بأن ‏"‏التصور الإسلامي‏"‏ لن يخلص من التشويه والانحراف والمسخ، إلا حين نلقي عنه جملة بكل ما أطلق عليه اسم ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏‏.‏ وبكل مباحث ‏"‏علم الكلام‏")

عــمــر
09-03-2011, 12:44 PM
واعتقد أن العلمانيين يحاولون سرقة ابن رشد من الصف الإسلامي حتى يضمنوا تبريرا وقاعدة علمية يتكئون عليها، وأعتقد ان ابن رشد لو كان في زماننا هذا لكان من أشد المعارضين للعلمانية



متفق معك وبشدة أستاذي فخر الدين

جزاك الله خيراً على مداخلتك الشيقة
وزاد دين الإسلام فخراً بك :)

سلام عليكم

عــمــر
09-03-2011, 12:50 PM
وهذا نقل قيّم للشيخ العلامة سفر الحوالي في معرض كلامه عن الأشاعرة : (فأي سخافة وحماقة ترتكبها أمة الوحي المعصوم حين ترجع في هذه الحقائق إلى عقل طاليس وأرسطو وأفلاطون وغيرهم من خراصي الأزمان الغابرة ، في حين أن علماء الكون من سلالة هؤلاء وجنسهم لا يعتدون لهم برأي بل لا يذكرون آراءهم إلا على سبيل التمثيل للسذاجة العلمية والبدائية في التفكير... ولا يخدعنك وصف كبار المتكلمين لهم-يعني الفلاسفة- بأنهم جهابذة الحكماء أو هرامسة الدهور ، فما أدخل الأمة في جحر الضب إلا هؤلاء وأشباههم) بل تفطن لذلك الشهيد العملاق الأديب سيد قطب فقال في كتابه خصائص التصور الإسلامي : (فقد بدت ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏ –كما سميت- نشازا كاملاً في لحن العقيدة المتناسق‏!‏ ونشأ من هذه المحاولات تخليط كثير، شاب صفاء التصور الإسلامي..مع التعقيد والجفاف والتخليط‏.‏ مما جعل تلك ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏ ومعها مباحث علم الكلام غريبة غربة كاملة على الإسلام، وطبيعته، وحقيقته، ومنهجه، وأسلوبه‏!‏ وأنا على يقين جازم بأن ‏"‏التصور الإسلامي‏"‏ لن يخلص من التشويه والانحراف والمسخ، إلا حين نلقي عنه جملة بكل ما أطلق عليه اسم ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏‏.‏ وبكل مباحث ‏"‏علم الكلام‏")

أستاذي أبو القاسم
هل أنكر الشيخ الحوالي الفلسفة الإسلامية من عدمها؟
اعذرني أستاذي لكن أليست هذه مبالغة؟!!

أبو القـاسم
09-03-2011, 01:16 PM
أخي الحبيب عمر :الفلسفة والإسلام نقيضان لا يجتمعان ..مادة ومضمونا ومنهجا وغاية ,والعماء في الجملة لا يخالفون في هذا لوضوحه الشديد ..,

عــمــر
09-29-2011, 07:30 PM
أخي الحبيب عمر :الفلسفة والإسلام نقيضان لا يجتمعان ..مادة ومضمونا ومنهجا وغاية ,والعماء في الجملة لا يخالفون في هذا لوضوحه الشديد ..,


بارك الله فيك وزادك علماً وفهماً أستاذي الحبيب
ولكن لي سؤال آخر وأعتذر لو أثقلت عليك :)

الفلسفة متناقضة مع الإسلام ...فكيف بها كمادة دراسية يتم تدريسها في كيان إسلامي كالأزهر؟
هل يفعلون هذا بأخذ السليم منها وترك القبيح مثلاً؟
أم كيف؟

أبو القـاسم
09-29-2011, 09:06 PM
حياكم الله أخي الحبيب عمر ولك بمثل ما دعوت لأخيك ..
هذا الذي تفضلت به من البلايا التي تعاني منه كثير من المعاهد التعليمية ,ولاسيما مؤسسة كبيرة مثل الأزهر ..الذي سعى الأعداء منذ حقبة الاستخرب إلى هدم رسالته من الداخل .. وقد كان أهل العلم من قديم يدركون شر الفلسفة حتى أفتى الحافظ عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى أن استعادة المدرسة العزيزية من الآمدي خير من استرجاع مدينة عكا من أيدي الصليبيين وكانت إذ ذاك تحت قبضتهم..(كما هي تحت قبضة اليهود الآن..! ) على أن من العلماء الذين تتلمذوا على ما يسمى بعلم الكلام(=علم مبني على مادة فلسفية وشيء من الشرع وبعض المقررات العقلية) ,من ينافح عن تدريسها على اعتبار فصل الغث من السمين كما أومأت ,ولكن هذا منهم غير سديد مع ماهم عليه من ضلال في الاعتقاد ..فالفلسفة في شقها العقدي مستقاة من كلام بشر ..وأي بشر ؟ الجامع المشترك أنهم كفار! ,..فهل بالله عليك يعقل في بلد إسلامي ان يتعلم الطلاب معرفة ربهم بالطرق الفلسفية ..؟ هذه كارثة عظمى ..وانهزامية كبرى ..وانحطاط ثقافي ما بعده حد..
فلسنا مضطرين لاستيراد معارفنا الشرعية من غير دائرة المصادر الشرعية أصلا..حتى لو سلمنا أن بعض هذه المعارف لا تخلو من أشياء صحيحة هنا وهناك..فما يوكن فيها من خير أوحق ففي الإسلام مثله وأحسن..والشر الغالب فيها ,قد بريء الإسلام منه فليس فيه ولا ذرة من ذلك..والحمدلله رب العالمين..والله الموفق للحق

بحب دينى
11-09-2011, 06:30 PM
ولى تعليق أيضاً يا أخوانى بخصوص : علم الكلام والفلسفة ، فإن من أدخل نفسة فى هذة الفلسفات والمناهج والطرق الكلامية العقلية وعاش يتقلب فى دراستها وما عاناة من التية والتخبط ، يحكية كل من رجع عن هذة الفلسفات ومنهم فخر الدين الرازى وهو القائل :
نهاية اقدام العقول عقال ... وغاية سعى العالمين ضلال
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا *** سِوَى أَنْ جَمَعْنَا فِيهِ : قِيلَ وَقَالُوا
........ فهذا هو فخر الدين الرازى ايضاً يقول :
" لقد تأملت الطرق الكلامية ، والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تشفي عليلاً ، ولا تروي غليلاً "
فهم جربو هذا واكيد منهم من قال نأخذ الحق ونترك الباطل لكنهم سرعان وابان ما درسو وقعو فى فخ وهو " ادخال العقل فى الغيبيات ومسائل الصفات " وبعدها انتشر التأويل والتعطيل فى النقل ، فكل من رجع منهم يقول كنت فى تية وضلال ، فهل نعيد نفس تجربتهم !!
وما الذى سيعود علينا ان تعلمنا هذة الفلسفات بل انى اول ما قرآت فى الثانوية العامة وجدتهم يبرمجون الطلاب على نظام " برمجة العقل حتى يقبل ما سيقولون " يبدأو بتقسيم العقول منها : الدينية ، الفلسفية ، الخرافية ، العلمية .
ويمجدون التفكير العلمى التجريبى والفلسفى القياسى العقلى ...
فهل بعدما يدخل جاهل لايفقة شىء فى العقيدة يدرس ماذا سيكسب غير انة سيقدم طبعاً الفلسفة العقلية على ما يعتقد !؟؟
ويقول: انا عقلانى ! انتم متشددون !!؟ .
والازهر للأسف مذهبة المنتشر فية هو : المذهب الاشعرى الذى يأول صفات ويؤمن بصفات بحجة ان فيها صفات توافق العقل والاخرى لاتوافق العقل ! ، وجعلو العقل حكماً على النصوص ، فا الذى انزل النقل هو من خلق العقل فكيف يرسل الية ما يتعبة ويحتار فية ! ولما نؤمر بالتدبر فى القرآن وهم يقولون ان النصوص تخالف العقل !!! فهم ما جنو من الفلسفة الا الهلاك ، فأمنوا ببعض وآولو وعطلو البعض الاخر ، وكان يلزم من ايمانهم بالصفات التى امنو بها ان يؤمنو با الاخرى ولا يعملو عقلهم فيها ، حيث ان الكلام فى الذات هو الكلام فى الصفات نؤمن بكل الصفات بغير تآويل ولا تعطيل ولا تكييف ولاتمثيل ولكن سرعان مايقول الاشاعرة عليك : متشدد ، مجسم ، حشوية .
تهم مازال كل ملتحى يرمى بها . فهل نأخذ بعد كل هذا من الفلسفة العقلية وندخلها فى النقل ؟؟ !!.