عمرو بسيوني
08-19-2011, 01:32 PM
مسألة في هو هي ، لا هي هو :
وردني سؤال عن معناها في كلام الاتحاديين ، فأحببت تعميم الإجابة لنفع المهتمين بهذا المجال .
وأول ما ورد ذلك التعبير في كلام المكزون السنجاري ، وأراد بها التعبير عن وحدة الوجود ، والمراد بها : سريان الحقيقة الإلهية في الكون ، مع تعاليها وتميزها عن سائر الموجودات .
فهو يمثل العالم ، لكن العالم لا يمثله ، بل يرمز إليه فحسب .
وبناء على ذلك يمكننا تقرير أن المسار الاتحادي مر بمرحلتين غاية في الأهمية :
1 ـ مرحلة وحدة الوجود بمعنى وحدة الحقيقة الجوهرية : وهي التي تعني وحدة الوجود بين الله والعالم ، بمعنى سريان الحقيقة الإلهية في العالم ، مع تميزه وتعاليه ، وهذه هي المرحلة الأولى ، وهي أقل غلوا من المرحلة الثانية .
2 ـ مرحلة وحدة الوجود بمعنى وحدة الألوهية : وهي التي تضفي على الكون صفة الألوهية ، كما هي مدرسة متأخري الصوفية كابن عربي وعبد الكريم الجيلي وابن سبعين وصدر الدين القونوي ، وهي مدرسة الوحدة عند الغربيين كسكوت أورجين وكارل ياسبرز ـ مفهوم وحدة سبينوزا مازال بحاجة لمزيد من التحرير والدرس المتأني بخلاف الماجريات والمستقرات عند الباحثين العرب ! ـ ، وتمثلها عبارة ابن عربي الشهيرة ( الحق خلق ،والخلق حق ) .
فالمزاوجة بين عبارة ( هو هي ، لا هي هو ) ، وعبارة ( الحق خلق ، والخلق حق ) ، تبين بوضوح الفرق بين التصورين والمرحلتين .
وحدة الوجود على المفهوم والتصور الأول قائمة على فكرة ( الواحدية ) ـ وهي شائعة في كتابات ابن سينا ـ فالعدد واحد يبدع الكثرة ، من جراء سريانه في الكثرة من غير أن يتكثر ، أو يتبعض في ذاته ، فالعلاقة بين الخلق والخالق كالعلاقة بين الرقم واحد والأعداد المنبثقة عنه ، فهو يسري فيها كلها ، لكنه مستقل متميز متعال عنها .
هذا الاستقلال والتعالي يتلاشى تماما في المفهوم الثاني لوحدة الوجود .
والله أعلم
وردني سؤال عن معناها في كلام الاتحاديين ، فأحببت تعميم الإجابة لنفع المهتمين بهذا المجال .
وأول ما ورد ذلك التعبير في كلام المكزون السنجاري ، وأراد بها التعبير عن وحدة الوجود ، والمراد بها : سريان الحقيقة الإلهية في الكون ، مع تعاليها وتميزها عن سائر الموجودات .
فهو يمثل العالم ، لكن العالم لا يمثله ، بل يرمز إليه فحسب .
وبناء على ذلك يمكننا تقرير أن المسار الاتحادي مر بمرحلتين غاية في الأهمية :
1 ـ مرحلة وحدة الوجود بمعنى وحدة الحقيقة الجوهرية : وهي التي تعني وحدة الوجود بين الله والعالم ، بمعنى سريان الحقيقة الإلهية في العالم ، مع تميزه وتعاليه ، وهذه هي المرحلة الأولى ، وهي أقل غلوا من المرحلة الثانية .
2 ـ مرحلة وحدة الوجود بمعنى وحدة الألوهية : وهي التي تضفي على الكون صفة الألوهية ، كما هي مدرسة متأخري الصوفية كابن عربي وعبد الكريم الجيلي وابن سبعين وصدر الدين القونوي ، وهي مدرسة الوحدة عند الغربيين كسكوت أورجين وكارل ياسبرز ـ مفهوم وحدة سبينوزا مازال بحاجة لمزيد من التحرير والدرس المتأني بخلاف الماجريات والمستقرات عند الباحثين العرب ! ـ ، وتمثلها عبارة ابن عربي الشهيرة ( الحق خلق ،والخلق حق ) .
فالمزاوجة بين عبارة ( هو هي ، لا هي هو ) ، وعبارة ( الحق خلق ، والخلق حق ) ، تبين بوضوح الفرق بين التصورين والمرحلتين .
وحدة الوجود على المفهوم والتصور الأول قائمة على فكرة ( الواحدية ) ـ وهي شائعة في كتابات ابن سينا ـ فالعدد واحد يبدع الكثرة ، من جراء سريانه في الكثرة من غير أن يتكثر ، أو يتبعض في ذاته ، فالعلاقة بين الخلق والخالق كالعلاقة بين الرقم واحد والأعداد المنبثقة عنه ، فهو يسري فيها كلها ، لكنه مستقل متميز متعال عنها .
هذا الاستقلال والتعالي يتلاشى تماما في المفهوم الثاني لوحدة الوجود .
والله أعلم