خلوصي
09-04-2011, 02:34 PM
قصص المراجعات - - - - - !؟! - - - - - نماذج ربّانية من العبودية في المجاهدات .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
ما أحوجنا أيها الركب المبارك إلى أن نراجع أنفسنا دوما .. و في كل آن ! ..
و لذلك أسباب يطول ذكرها .. و عسى أن نتذاكرها معا في موضوع آخر أو في هذا الموضوع ..
و لا تخرج عن ضعف الإنسان في أوهامه و أهوائه ..
و كل منها يشد من أزر الآخر من حيث يدري و لا يدري !؟!
.......
و قصص المراجعات من أجل أنواع القصص .. !
إذ بها يتنبّه الإنسان إلى أن ثمة ما يغيب عنه في أثناء سيره إلى الله ..!
فيعرف كيف أنه بنى تصوّراً خاطئاً هناك ....
و كيف طبّق هنا الصحيح من تصوّراته تطبيقاً خاطئاً ..
و كيف يمكن أن يلتبس عليه حظّ نفسه بالدفاع عن دين الله .. فيتترس بالنصوص تعظيماً للنفوس من نشأته العلمية الحدية .. فيعبد رأيه القديم لا ربه العظيم ..
و كيف .. و كيف .. و كيف .. !؟!
و المراجعات فكر ناضج لأنه يجيء ممن يعترف بخطئه أمام نفسه و أمام الملأ .. فهو صادق ..
ثم إنها عبودية لله تظهر عليها مسحة الخوف من الرب الجليل ..
فاللهم اجعلنا ممن احترق بصدقه إليك !
القصة الأولى
بقلم فضيلة الشيخ / محمد ابراهيم التويجري
رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي
نقلا عن الشيخ / مجدي أبو عريش
منذ أربع سنوات والعالم الأخ محمد بن ابراهيم التويجري (وهو رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي) يحضر مؤتمر رايوند كل سنة, وهذه السنة الماضية خرج معهم اربعين يوما, فيجد من الفكر الطيب والايمان المبارك والمفاهيم العميقة خيرا كثيرا, فيقول متعجبا ومؤيدا:
" ان جهد الاقدام هو باب النور للعلم والايمان, فنور العلم والايمان انما يتحصل عليه هاهنا,
وجهد الاقلام انما هو مقدمة مساعدة لجهد الاقدام,
والعلم نور, وانما يؤتى لأهل المجاهدة العاملين كما قال الامام الشافعي: (رحمة الله عليه): شكوت الى وكيع سوء حفظي... والله تعالى يقول: (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )).
لقد درست التفسير ثلاث مرات والحمد لله تعالى, وختمت القرآن مئات المرات ولله الحمد سبحانه,
ولكن الآن أفهم منه - في ميدان الدعوة – ما لم اكن افهمه من قبل...
في بيئة التضحية في المساجد,
بل اظن نفسي أنني ما كنت فهمته
على الحقيقة, حقيقة الهداية والتضحية,
الآن أعيد دراسة التفسير
وأتدبره من جديد فأرى العجب من الفتح في الفهم والاستنباط, ولا عجب فهو الفرق بين العلم النظري والميدان العملي, بين المعلومات والمعمولات ..
حسبي الله من شر نفسي ومن شر الشيطان
ومن شر سائر الاحوال المخالفة لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
ولو دونتُ أو اشرتُ الى بعض هذه المفاهيم والاستنباطات في التفسير والفقه والاعتقاد وفقه الدعوة لطال ذلك, والاشارة اليه تكفي والله الكافي الشافي سبحانه.
لقد وجدت توحيد العبودية (الألوهية) يتكرر في كلامهم كثيرا, فلا يكاد يخلو منه كلامهم في البيانات, والتعليمات للخارجين والعائدين وبألفاظ مختلفة:
(لا معبود في الوجود الا الله), (لا معبود بحق الا الله تعالى),(الله سبحانه هو المعبود, لا معبود غيره), (الله سبحانه هو المسجود له, لا مسجود له غيره), (كل شيء نسأله من الله تعالى بالدعاء وفي الصلاة), (نتعلم قضاء حوائجنا في الصلاة, فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة), (الله سبحانه هو المقصود وهو المطلوب), (نتوجه الى الله تعالى في كل حال, فبيده وحده سبحانه خزائن كل شيء), (نستفيد من خزائن الله تعالى) .
ولقد وجدتهم يتكلمون في الصفات, ويذكرون صفات زائدة على الصفات العقلية التي يؤمن بها الاشاعرة والماتريدية مثل (صفة العلو), و(صفتي الغضب والرضى), و(صفة الرحمة), و(صفة الفرح), وهذه ليست فقط في البيانات بل في أصول الدعوة هنا في (رايوند) فيما يسمى (الهدايات) التي تعطى للدعاة في أصول الدعوة قبل خروجهم للدعوة وبعد رجوعهم من دعوتهم .
بل وجدتهم يربطون شعب الايمان الستة أو الصفات الستة يربطونها بتوحيد العبودية, فيقولون:
الصفة الاولى: (اليقين بالله تعالى) المتمثل بالكلمة الطيبة " شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله"... اقرار بالعبودية.
الصفة الثانية: (الصلاة ذات الخشوع والخضوع)... لاظهار العبودية.
الصفة الثالثة: (العلم مع الذكر)... لتصحيح العبودية.
الصفة الرابعة: (اكرام المسلم وحسن الخلق)... لتقوية العبودية .
الصفة الخامسة: ( تحصيح النية واخلاصها لله تعالى)... لقبول العبودية.
الصفة السادسة: (الدعوة الى الله والخروج في سبيله)... لنشر العبودية.
بل وجدتهم اكثر الناس حثا على اليقين بالله تعالى وبمعيته السمعية والبصرية والعلمية, وقلما يوجد احد يدعو ويربط الناس بخالقهم ايمانا وحبا وتعظيما ورغبة ورهبة مثلهم, أي والله,
وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات), وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى ( بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1- ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2- ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3- ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4- انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5- وثمرة ذلك:
كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه ؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده ؟
قال تعالى:{ يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2-الرعد), ويقول تعالى:{ وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75- الأنعام), وقال تعالى:{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} ( 24- السجدة) .
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد ؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد ؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) .
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا يبني ولا يهدم, ويؤلف ولا يفرق, ويصلح ولا يفسد, ويجدد ولا يبلي, ويوضح ولا يلبس... وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
ما أحوجنا أيها الركب المبارك إلى أن نراجع أنفسنا دوما .. و في كل آن ! ..
و لذلك أسباب يطول ذكرها .. و عسى أن نتذاكرها معا في موضوع آخر أو في هذا الموضوع ..
و لا تخرج عن ضعف الإنسان في أوهامه و أهوائه ..
و كل منها يشد من أزر الآخر من حيث يدري و لا يدري !؟!
.......
و قصص المراجعات من أجل أنواع القصص .. !
إذ بها يتنبّه الإنسان إلى أن ثمة ما يغيب عنه في أثناء سيره إلى الله ..!
فيعرف كيف أنه بنى تصوّراً خاطئاً هناك ....
و كيف طبّق هنا الصحيح من تصوّراته تطبيقاً خاطئاً ..
و كيف يمكن أن يلتبس عليه حظّ نفسه بالدفاع عن دين الله .. فيتترس بالنصوص تعظيماً للنفوس من نشأته العلمية الحدية .. فيعبد رأيه القديم لا ربه العظيم ..
و كيف .. و كيف .. و كيف .. !؟!
و المراجعات فكر ناضج لأنه يجيء ممن يعترف بخطئه أمام نفسه و أمام الملأ .. فهو صادق ..
ثم إنها عبودية لله تظهر عليها مسحة الخوف من الرب الجليل ..
فاللهم اجعلنا ممن احترق بصدقه إليك !
القصة الأولى
بقلم فضيلة الشيخ / محمد ابراهيم التويجري
رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي
نقلا عن الشيخ / مجدي أبو عريش
منذ أربع سنوات والعالم الأخ محمد بن ابراهيم التويجري (وهو رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي) يحضر مؤتمر رايوند كل سنة, وهذه السنة الماضية خرج معهم اربعين يوما, فيجد من الفكر الطيب والايمان المبارك والمفاهيم العميقة خيرا كثيرا, فيقول متعجبا ومؤيدا:
" ان جهد الاقدام هو باب النور للعلم والايمان, فنور العلم والايمان انما يتحصل عليه هاهنا,
وجهد الاقلام انما هو مقدمة مساعدة لجهد الاقدام,
والعلم نور, وانما يؤتى لأهل المجاهدة العاملين كما قال الامام الشافعي: (رحمة الله عليه): شكوت الى وكيع سوء حفظي... والله تعالى يقول: (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )).
لقد درست التفسير ثلاث مرات والحمد لله تعالى, وختمت القرآن مئات المرات ولله الحمد سبحانه,
ولكن الآن أفهم منه - في ميدان الدعوة – ما لم اكن افهمه من قبل...
في بيئة التضحية في المساجد,
بل اظن نفسي أنني ما كنت فهمته
على الحقيقة, حقيقة الهداية والتضحية,
الآن أعيد دراسة التفسير
وأتدبره من جديد فأرى العجب من الفتح في الفهم والاستنباط, ولا عجب فهو الفرق بين العلم النظري والميدان العملي, بين المعلومات والمعمولات ..
حسبي الله من شر نفسي ومن شر الشيطان
ومن شر سائر الاحوال المخالفة لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
ولو دونتُ أو اشرتُ الى بعض هذه المفاهيم والاستنباطات في التفسير والفقه والاعتقاد وفقه الدعوة لطال ذلك, والاشارة اليه تكفي والله الكافي الشافي سبحانه.
لقد وجدت توحيد العبودية (الألوهية) يتكرر في كلامهم كثيرا, فلا يكاد يخلو منه كلامهم في البيانات, والتعليمات للخارجين والعائدين وبألفاظ مختلفة:
(لا معبود في الوجود الا الله), (لا معبود بحق الا الله تعالى),(الله سبحانه هو المعبود, لا معبود غيره), (الله سبحانه هو المسجود له, لا مسجود له غيره), (كل شيء نسأله من الله تعالى بالدعاء وفي الصلاة), (نتعلم قضاء حوائجنا في الصلاة, فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة), (الله سبحانه هو المقصود وهو المطلوب), (نتوجه الى الله تعالى في كل حال, فبيده وحده سبحانه خزائن كل شيء), (نستفيد من خزائن الله تعالى) .
ولقد وجدتهم يتكلمون في الصفات, ويذكرون صفات زائدة على الصفات العقلية التي يؤمن بها الاشاعرة والماتريدية مثل (صفة العلو), و(صفتي الغضب والرضى), و(صفة الرحمة), و(صفة الفرح), وهذه ليست فقط في البيانات بل في أصول الدعوة هنا في (رايوند) فيما يسمى (الهدايات) التي تعطى للدعاة في أصول الدعوة قبل خروجهم للدعوة وبعد رجوعهم من دعوتهم .
بل وجدتهم يربطون شعب الايمان الستة أو الصفات الستة يربطونها بتوحيد العبودية, فيقولون:
الصفة الاولى: (اليقين بالله تعالى) المتمثل بالكلمة الطيبة " شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله"... اقرار بالعبودية.
الصفة الثانية: (الصلاة ذات الخشوع والخضوع)... لاظهار العبودية.
الصفة الثالثة: (العلم مع الذكر)... لتصحيح العبودية.
الصفة الرابعة: (اكرام المسلم وحسن الخلق)... لتقوية العبودية .
الصفة الخامسة: ( تحصيح النية واخلاصها لله تعالى)... لقبول العبودية.
الصفة السادسة: (الدعوة الى الله والخروج في سبيله)... لنشر العبودية.
بل وجدتهم اكثر الناس حثا على اليقين بالله تعالى وبمعيته السمعية والبصرية والعلمية, وقلما يوجد احد يدعو ويربط الناس بخالقهم ايمانا وحبا وتعظيما ورغبة ورهبة مثلهم, أي والله,
وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات), وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى ( بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1- ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2- ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3- ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4- انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5- وثمرة ذلك:
كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه ؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده ؟
قال تعالى:{ يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2-الرعد), ويقول تعالى:{ وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75- الأنعام), وقال تعالى:{ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} ( 24- السجدة) .
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد ؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد ؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) .
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا يبني ولا يهدم, ويؤلف ولا يفرق, ويصلح ولا يفسد, ويجدد ولا يبلي, ويوضح ولا يلبس... وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد .