المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديانات العرب قبل الإسلام



رحيم
11-09-2005, 05:17 PM
إخوتي الأفاضل ماذا عَبَدَ العرب قبل الإسلام ؟

عبدت طائفة من العرب عدداً كبيراً من الأوثان ، ومنهم من عبد الله سبحانه وتعالى وحده ، ولكنه اتخذ الأصنام شفعاء (وهم أكثر أهل مكة) ومنهم من عبد الملائكة ومنهم عبد نجوماً كالزهرة والشعرى .... الخ
بل منهم من كان لا دينياً ملحداً (الدهريين) ومنهم الكتابيون والحنيفيون...


هذا بإجمال وتفصيله كما يلي:

1. الملحدين ( لا يؤمنون بأي إله) ويسمون الدهريين: " وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(24) ". الجاثية.
فالزمان هو الذي يهلكهم لا الله تعالى ولا الأصنام..
وسماهم ابن كثير: الدهريين من الكفار.
وقال ابن عبد البر في التمهيد ج18/ص155: " يتعلق به الدهرية أهل التعطيل والإلحاد ". ثم قال: " فمرة يضيفون ذلك إلى الدهر ومرة إلى الزمان ومرة إلى الأيام ومرة إلى الدنيا ".

أي كما يقول المعاصرون: " أمنا الطبيعة " !!

==================
فائدة: لا يظن أحد أن الحديث المعروف: " لا تسبوا الدهر فإن الله قال أنا الدهر.. ". يُثبت أن الدهر من أسماء الله الحسنى.

جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود ج14/ص128 : " وليس المراد أن الدهر اسم من أسماء الله تعالى وقال النووي قوله وأنا الدهر فإنه برفع الراء هذا هو الصواب المعروف الذي قاله الشافعي وأبو عبيد وجماعة من المتقدمين والمتأخرين.
وقال أبو بكر ومحمد بن داود الظاهري إنما هو الدهر بالنصب على الظرف أي أنا مدة الدهر أقلب ليله ونهاره
وحكى بن عبد البر هذه الرواية عن بعض أهل العلم وقال النحاس يجوز النصب أي فإن الله باق مقيم أبدا لا يزول وقال بعضهم هو منصوب على التخصيص قال والظرف أصح وأصوب وأما رواية الرفع وهي الصواب فموافقة لقوله فإن الله هو الدهر قال العلماء وهو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات ".
===================

2. عَبَدَة الأوثان: " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ(71) ". الحج.
" فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " [الأحقاف: 28].

ويؤيده حديث: " عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي: يَا حُصَيْنُ كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا ؟
قَالَ أَبِي: سَبْعَةً سِتَّةً فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ.
قَالَ: فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ ؟
قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ.
قَالَ: يَا حُصَيْنُ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ تَنْفَعَانِكَ ؟
فَلَمَّا أَسْلَمَ حُصَيْنٌ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِيَ الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَعَدْتَنِي
فَقَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي ". رواه الترمذي.

وما ذكره الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار

وجد بعض العرب ثعلبين يبولان على رأس صنمه فقال:

رب يبول الثعلبان برأسه ### لقد ذل ما بالت عليه الثعالب


وموضع الشاهد: أنه لم يقل إن الصنم شفيع فقط


وزاد اليوسي في كتابه: زهر الأكم في الأمثال والحكم

عند شرحه لأصل مثل: " لقد هان من بالت عليه الثعالب ".
وكان اسمه في الجاهلية غاوي بن عبد العزى، وكان سادن صبم لقومه بني سليم فبينما هو عنده ذات يوم إذ أقبل ثعلبان يشتدان حتى طلعا عليه فبالا عليه، فقال:
أنَّ ربٌّ يبول الثعلبان برأسه؟ ### لقد هان من بالت عليه الثعالبُ؟
ثم كسره وقال :يا معشر سليم، والله ما يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع! ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال : غاوي بن عبد العزى. قال : بل أنت راشد بن عبد ربه.


3. عَبَدَة الله وحده واتخاذ الأصنام شفعاء " أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار " [الزمر: 3].
لكن لهم حكم عباد الأصنام: " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ". [يونس: 18].

وهذا يقارب ما قاله الأخ اتماكا.... هم يرفضون نعتهم بالمشركين، وإن كانت دلالة واقع الحال تقتضي أنهم كذلك.

وهم أكثر مشركو مكة والله أعلم.. فهم فعلاً موحدون بالربوبية مشركون بالألوهية.

لذا فقد قال العلماء بأنهم كفروا بتوحيد الألوهية وآمنوا بتوحيد الربوبية.

وهو أساس رأي سيد قطب في مسألة الحاكمية وقبله أبو الأعلى المودودي .

وانظر ما كتب عمر الأشقر في كتابه: العقيدة في الله وكذلك عبد الله عزام في كتابه العقيدة وأثرها في بناء الجيل، ومعنى لا إله إلا الله للدكتور محمد عبد القادر أبو فارس..... وغيرهم كثييير. حول موضوع توحيد الألوهية وعلاقته بالحاكمية لله وحده.

ومثلهم إبليس الذي كان موحداً لله معتقداً بربوبيته لكنه رفض النزول عند حكمه (توحيد الألوهية).

لقد أمر الله وحكَمَ أنه لا يقبل الشرك مهما كان فهو أغنى الأغنياء عن الشرك.. فالشرك ظلم عظيم.

عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ؟
قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ .
قَالَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟
قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ
قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟
قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ". رواه مسلم==================================
ملاحظة: سبب اتخاذ الأصنام شفعاء أنهم زعموا أنهم أقل من أن يخاطبوا الله سبحانه وتعالى، فبحثوا عن وسطاء وشفعاء بينهم وبين الله هم الأقرب إلى الطهارة.. وهو أساس عقيدة غلاة الصوفية (الدراويش) في طلب الدعاء والنصرة من الولي والشهيرة بمسألة (التوسل)... فكانه يقول: أنا أضعف وأقل من أن أدعو الله .. فيا أيها الولي فلان ادعُ الله بدلاً عني.
وبعد أن يموت الولي يترسخ في ذهن الناس (عقلهم الباطن) قصد قبره للتوسل به إلى الله تعالى ثم تصبح عادة اجتماعية ما تلبث إلى أن تتحول إلى عبادة وطواف وتبرك ... وقد يكون الولي في ذاته صالحاً كالجنيد والجيلاني... الخ.

راجع كتاب المنطلق لمحمد أحمد الراشد ففيه تفصيل جميل.==================================

4. عبدة النجوم والكواكب: " وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى(49) " النجم. راجع أقوال المفسرين.

5. الموحدين (الأحناف) : مثل ورقة وزيد بن عمرو بن نفيل والقس بن ساعدة... وهم أقلية لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ولا يوجد نصوص صحيحة كافية حول عباداتهم.

6. أهل الكتاب: كعبد الله بن سلام وصهيب الرومي وسلمان الفارسي قبل إسلامهم .


لذا لا يصح أن نشمل العرب كلهم بحكم عام من حيث تفاصيل دياناتهم قبل الإسلام... وللمسألة تفصيل وبسط للأدلة لعل الله تيسيره قريباً.

أبو جهاد الأنصاري
11-09-2005, 06:24 PM
جزاك الله خيراً على هذا العرض والبسط.

ATmaCA
11-10-2005, 03:03 AM
جزاك الله خيراً يا أخى رحيم ..