المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال بخصوص الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله



فتى الصحوه
09-05-2011, 10:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسألكم بالله ياهل الايمان ان تكونوا صادقين مع انفسكم وضمائركم ولا تجاملوا احداً في الحق كائن من كان
مهما علا قدره وشانه فنحن دائما نقول لاعصمة الا لله والانبياء ومادونهم بشر يخطئون ويصيبون

بالامس القريب شاهدة بعض النقاش في احدى المنتديات عن الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
وكان ضمن النقاش والجدال بين المتحاورين الحديث عن كتاب يدعى تاريخ نجد لابن غنام
ويقال انه من طلبة الشيخ رحمه والله وهو من كلفه بكتابته
اخذني الفضول وحملت الكتاب من الانترنت
وقرأة الكتاب وياليتني لم أقرا الكتاب

ماهذا ياهل الايمان ايعقل ان يكون هذا منهج السلف
أسألكم بالله العظيم وكل من قرأ هذا الكتاب هل ما ورد في الكتاب يطابق منهج السلف ومنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب
الحق احق ان يتبع يا اهل الايمان ان كان هذا الكتاب ليس مزور ولا مدسوس فوالله ان منهج الشيخ محمد فيه خلل كبير
وربما انتقاد علماء عصره له كان له مايبرره فما ورد في الكتاب من احداث وحوادث ليس من منهج السلف ومن منهج الامام المجدد الذي قرأنا رسائلة ولم يصدر منها مايخالف منهج السلف

أسالكم بالله ان تقولوا الحق فلا عصمة لبشر وان تقولوا الحق في شأن هذا الكتاب الذي صدمني صدمه قوية

وجزاكم الله خير الجزاء

ابوبكر الجزائري
09-05-2011, 11:32 PM
اخي في الله .اسال الله لي ولك التوفيق والسداد.
اتدري من هومحمد بن عبد الوهاب؟
الجواب بكل بساطة:
اعرابي تميمي نجدي لا غير ،تلك هي الترجمة العادية التي كانت كتب التاريخ ستحفظها لنا ،لو قدر لها ان تترجم لمثل من عاش في زمانه وانتمى الى بلده وانتسب الى قبيلته،ولو اراد احد ان يزيد على سبيل التخمين والرجم بالغيب لقال: صعلوك قاطع طريق،يهيم في صحراء جرداء، تاثرت بها اخلاقه وطباعه.واحسن احواله لولم يكن كذلك :شيخ سوء يدعوا الناس الىى الطاغوت عبادة وطاعة واتباعا.
ارايت بساطة الامر،فكيف لمثل هذا ان يقيم الدنيا ويقعدها،ويقض مضاجع كثير من اهل الارض منذ ثلاثة قرون؟ان هذا لشيء عجيب
ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فكان من ايات الله ان صار الاعرابي الجلف الصعلوك ، مجدد الملة الابراهيمية بعد ان عفى رسمها واندرست معالمها.ومحييا للسنة المحمدية ،وداعية للهدى سار على خطى اسلافه من الانبياء واتباعهم في القول والعمل،قد اكرمه الله بنصرة هذا الدين القيام بامره، في زمن مقت الله فيه اكثر اهل الارض ،وارتدت فئام من العرب الى دين اسلافها تعبد اللات والعزى،وغلبت الجاهلية على الارض كلها، ورفرفت اعلام الكفر عاليا،معلنة بعصر جديد قوامه الحرب على الدين ،ونكست رايات الايمان مؤذنة بحلول عقوبة الذلة والصغار على اهل الاسلام،
فكان للاعرابي نصيب وافر من دعوة ابراهيم:"واجعل لي لسان صدق في الاخرين"،ولولا ذلك لما عرفه احد ،ولطوي ذكره في دهاليز التار،يخ.
هذا الذي قاله فيه الصديق المحب،والعدو المبغض. ومع هذا لم يدع له احد العصمة ،ولا هو ادعاها لنفسه،وعلى كثرة اتباعه وتعظيمهم له ،لمن نر من الكثرة الكاثرة منهم الا معاملته وفق الميزان الشرعي المامور به والذي كان هو من احرص الناس عليه،الا هو تبجيله واكرامه لعلمه وزهده وتقواه وسابقته في نصرة الدين بعدما تقاعس اهل العلم والفقه والرياسة عن ذلك.
ولم نر في حقه اي علامة من علامات التعظيم اوالغلو الزائدعن حدود الشرع في ،والتي درج اهل العصور المتاخرة على فعلها في حق متبوعيهم ومحبوبيهم.واظن والله اعلم ان ذلك نصيب قد قسم له من الدعوة النبوية المحمدية "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد"،فكما شملته الدعوة الابراهيمية ،وصله نصيبه من الدعوة المحمدية ،وما هذا الا اثر من اثار احياء معالم الخلة الربانية والسير على منهاجها.
ولهذا فاتباع الشيخ ومحبوه لا يضيرهم ان يقع احد على مخالفة للشيخ ويبنها نصحا للمسلمين بعيدا عن البغي والعدوان،سواء ذكر ذلك في كتب ابن غنام او غيره،مع ان العمدة في انتقاد الناس او ادانتهم هو ما خطته ايديهم اولا ثم ما سطره الموثوقون ممن عاصروهم او جائوا بعدهم.مع اقالة عثرات الكرام وصيانة اعراضهم ما امكن ذلك.
وقد ردت اخطاء من هو اجل من ابن عبد الوهاب،من ائمة المسلمين وساداتهم دونما حرج ،حرصا من المسلمين على مقام النبوة ان ينزله احد لا يليق به ولا يستحقه.وحينها لا ضير ان تعرض لما رايته من اخطاء نسبت الى الشيخ فتوزن بميزان الوحي.فان ثبتت مخالفتها تبرانا الى الله منها.والمعصوم من عصمه الله.
ولا عجب اخي الكريم ان ينال الشيخ من كيد وعداوة الشيطان واوليائه مثلما ينال عباد الله المخلصين السائرين على خطى ساداته وائمته من الرسل والانبياء،ولا تزال تلك العداوة مستمرة الى اليوم ،ظاهرة معالمها في اصناف من البهتان والافتراء والطعن بغير حق ظلما وبغيا وعدوانا.برغم الجهود المتتابعة المضنية لابناء الشيخ وتلاميذه واتباعه ومحبيه لتبراته وبيان دعوته واقامة الحجج والبراهين على صفائها،اويابى اهل القدح والطعن والقدح الا المضي في غيهم جهلا من عامتهم،و ظلمامن خاصتهم.ولمثل ذلك انشئت تلك المنتديات التي اليه اشرت تتصيد السقطات،وتمتهن البتر والافتراء.اسوة بمن سبقهم.ولكل قوم وارث .يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره...

الحمادي
09-06-2011, 03:08 AM
أخي الفاضل؛رد الشيخ أبي بكر لا مزيد عليه ، ثم أذكرك بأن الجهل والعلم لا يستويان..
فعليك أن تعلم أن دعوة الشيخ المجدد حولها كثير من الشبهات وللاطلاع انظر (دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) وهو كتاب قوي وجيد..
واسأل العلماء حولك والإمام المجدد لو كانت له أخطاء فتغمر في فضله وحسناته ،،
وفقك الله ..

إلى حب الله
09-06-2011, 10:08 AM
أخي الكريم فتى الصحوة ...
أدعو الله عز وجل أن يُبصرك بحقائق الأمور ..

أقول ..
كان لنا تباحث في القسم الخاص منذ فترة حول الشبهات الدائرة حول الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : والشبهات الدائرة أيضا ًحول الوهابية ودعوته عموما ً(والرجل كانت دعوته سلفية صرف : ولم يتسمى بالوهابية قط ولا أمر بها أتباعه !!.. وإنما هي من وصف أعدائه لحركته) .. أقول :
فأدليت بدلوي .. وأدلى الشيخ أبو المظفر السناري أيضا ًبدلوه ..
وسوف أنقل المشاركتين هنا :
مبتدءا ًبه أولا ً(لعلو كعبه في ذلك : ولقصر مشاركته وقوتها واختصارها عن طول مشاركتي) :
وسوف تجد في المشاركتين أخي بإذن الله تعالى :
ردودا ًعلى الشبهات الدينية على الشيخ ودعوته (مثل اتهامه بتكفير المسلمين) ..
وردودا ًعلى مَن يُهولون ويُشوهون ويقتطعون حقائق جهاده المسلح مع الشيخ بن سعود رحمه الله ..
فسوف تجد فيها ذكرا ًلبعض مقتطفات الكتاب الذي ذكرت أخي فتى الصحوة ..
والله المستعان ..

----------
1)) مشاركة الأخ أبي المظفر السناري ..
------------

والحق: أن ما يثيره أعداء التوحيد حول سيرة هذا الإمام المجدد من كونه كان يكفِّر المجتمع، ويستبيح الدماء والنساء والأموال= كل ذلك كذِبٌ له قُرون، وقائله لا شك مأفون مفتون؟
ولقد بلغت هذه الأساطير الآثمة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ – رحمه الله – على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مرارًا وتكرارًا، فأرسل هذه الردود تَتْرًا إلى مختلف البلاد والأمصار. فهدى الله بها من هداه، وأضل من أضله فتركه على تخبطه وَعَمَاه!
فهذه رسالة كتبها الشيخ لأهل الرياض ومنفوحة، ينفي تلك الأكاذيب رأسًا، يقول فيها:
(وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين).
ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:
(وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله).
وفي رسالته لأهل القصيم، يشير إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم، ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، فيقول:
(والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله... جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم).
ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -:
(وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك).
ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جوابا على سؤال الشريف..
(وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله).
ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ فيها:
(فإن قال قائلهم: أنهم يكفرون بالعموم! فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد).
ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيبا لهذه الفرية يقول فيها:
(وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم).
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتابا للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم قائلا:
(وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون.)
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله – في وصف الشيخ ـ:
(إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعا عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال).
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول:
(وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيسا على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئا من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة).
ويدل على براءتهم - أيضاً – من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – في موضع آخر:
(إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا..).
قلت: وكلامه في هذا الباب كثير منثور في كتبه ورسائله الخاصة، ترى أكثرها في ( الدرر السنية ) وما نقله عنه أبناؤه وأحفاده في تصانيفهم، وكذا ما سطره العلامة سليمان بن سحمان في ردوده على دعاوي المناوئين، من السابقين واللاحقين.
والحمد لله رب العالمين.

----------
2)) مشاركتي : أبو حب الله ..
------------

أولا ً:
مقدمة وتوطئة عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ..
------------------------------------
إن تناول الحركة التجديدية للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
يجب ألا تكون من خلال القراءات المبتورة : لا التي تمت كتابتها في زمنه ..
ولا التي تمت كتابتها من بعده ..
ذلك أن حركته التجديدية : كانت (وما زالت) : شوكة ًفي حلق كل مبتدع ضال ..
ولا سيما الشيعة الروافض والصوفية .. وفي كليهما ما فيه من الضلالات والشركيات وعبادة القبور والأضرحة والاستغاثة بالأموات ونحوه ...
فكانوا عن حق :
أكثر من واجه تلك الدعوة السلفية : وحاول تشويهها .. والتشنيع عليها ..
وتأليف الأكاذيب تلو الأكاذيب عن رائدها : وحشو العديد من الكتب بذلك ..
سواء في زمانها .. أو فيما بعدها وحتى اليوم (ولذلك نجدهم أكثر مَن يسبون الوهابية) ..
أقول :
وأما حركة الشيخ رحمه الله : فلم يبدأها أصلا ًبسلاح ..
وإنما بدأها بمجموعة من الكتب والرسائل : يدعو فيها الناس والمسلمين من حوله : للرجوع إلى القرآن والسنة .. وتنبيههم لما وقع في دينهم من ضلالات وهم لا يدرون ..
----
فالشيعة الروافض : لديهم ما لديهم من تكذيب القرآن وادعاء تحريفه ومغالاتهم في آل البيت وأئمتهم الاثني عشر وتعظيم مراقدهم وقبورهم وأضرحتهم .. واحترافهم للكذب تحت مسمى التقية .. وإباحتهم لزواج المتعة ... وتكفيرهم للصحابة ولا سيما الكبار منهم .. ورميهم لأمهات المؤمنين بتهمة الزنا والخيانة والتآمر .... إلخ ..
----
وأما الصوفية : فيكفي قراءة أحد أشهر كتبهم في تلك الحقبة الزمنية لنعرف : كيف حولوا دين التوحيد إلى خرافات وبدع وضلالات وشركيات : ما أنزل الله بها من سلطان .. وذلك مثل كتاب الطبقات الكبرى للشعراني مثلا ً.. والذي نجد فيه أن رجلا ًزنديقا ًمثل البدوي : يُحيي ويُميت مجموعة من الرجال !!!!.. وأن رجلا ً: مات من النظر لبهاء وجهه !!..
وأنه يحفظ الناس في البر والبحر !!!!.. وأن وأن وأن وأن ........
إلى آخر كل هذه الخزعبلات التي لا داعي لذكرها الآن ...
----
والشاهد :
أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب : لم تأخذ جانب الحرب أولا ً...
بل كان يُرسل برسائله إلى اليمن والشام ومصر وغيرها : يدعوهم لدعوى :
الرجوع للقرآن والسنة فقط !!.. لا أكثر .. ولا أقل ...
وكتبه ورسائله موجودة : لكل مَن يُريد التأكد من ذلك : أو الحكم عليه وعلى دعوته ..
فما كان من الناس إلا أن أجابه بعضهم ..
وعاداه الأكثرون ...
وخصوصا ًولي أمر المسلمين بتركيا (تركيا التي غلبت عليها الصوفية في ذلك الزمن) .. ومن تحته عامله على مصر : محمد علي باشا ..
وهو مَن هو (أي محمد علي) : في علمانيته واضطهاده للدين وللأزهر ...
فكان نتيجة كل ذلك :
أن استعدت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : جميع قوى الشر من حوله ..
والتي ازدادت ضراوتها أكثر وأكثر :
عندما بدأ بعض المسلمين وشيوخ المسلمين في الشام وغيرها :
بدأوا في الاستجابة لدعوته بهدم بعض الأضرحة والمقامات : وتسويتها بالأرض رجوعا ًلسنة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم تعظيمها وتشريفها ....
حتى أن هناك مَن كانوا يُراسلون الشيخ أنهم قد اقتنعوا بكلامه (لأن كلامه هو فطرة التوحيد على القرآن والسنة بلا أي تشويشات) : ولكنهم : يخافون أن يُهدموا الأضرحة والمقامات التي عندهم !
فكان يقوم الشيخ بذلك بنفسه : أو يُرسل من طرفه من يقوم بذلك ...
وعلى هذا ..
بدأ العداء لدعوة الشيخ رحمه الله : يأخذ جانبا ًحربيا ًعسكريا ً..
لم يجد الشيخ أمامه بُدا ً: من أن يُقابل المثل بالمثل !!!..
وخصوصا ًمع مساندة الملك سعود له في ذلك الجهاد من أجل الدين ...
وهو من أعظم الجهاد ...
لن أ ُطيل أكثر من ذلك في تلك المقدمة السريعة والتوطئة ..
لننظر الآن جانبا ًمما أ ُثير حول دعوة الشيخ و(دمويتها) و(وحشيتها) و(تكفيرها للمسلمين) ..
-----------
ثانيا ً: الرد على الافتراءات ..
--------------------
ويحسن أن أبدأ هنا بأول عبارة أوردتها في سؤالك : إذ يقول القائل :

" أنا أتمنى منك أن تقرأ كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" لابن بشر أحد علماء نجد (سلفي) وطبعته السعودية.. وهو تاريخ يعرض من وجهة نظرهم هم.. فانظر ماذا ترى.. سترى كلام عجيب غريب.. سترى كلمات مثل "غزوات" و"غنائم" و"جهاد" و"دار هحرة" وسفك دماء وأخذ أموال، وتضييق على أهل المدينة، ومنع لحجاج الشام ومصر لعامين، وغزو على عربان وأخذ أموالهم، وسبي نساءهم...بهذه المصطلحات.. وهذه المصطلحات تعني أنه كان يكفر المجتمع فيعتبر نفسه وجماعته "المسلمون" وغيره "الكفار" الذين يجب غزوهم "..
أقول :
بداية ً: من أكبر الخطأ : أن يتقول الواحد على الشيخ : ما لم يقله !!!..
وذلك بدعوى الاستنتاج : لا بدعوى الدليل !!!!..
وهذا ما نلاحظه في الجملة الأخيرة من الاقتباس أعلاه .. إذ يقول القائل :
" وهذه المصطلحات تعني أنه كان يكفر المجتمع فيعتبر نفسه وجماعته "المسلمون" وغيره "الكفار" الذين يجب غزوهم " !!!!..
أقول :
هذا محض كذب وافتراء بلا دليل !!!....
حيث أن المصطلحات المذكورة : ليس فيها أي دليل على تكفير المسلمين ....!
نعم :
كان هناك غزو .. وحرب .. وقتال .. وأخذ متاع وأموال وسلاح ..
ولكن : لم يقل أحد بتكفير المسلمين !!!..
وإلا :
فأبو بكر رضي الله عنه قد حارب من المسلمين : مَن منعوا الزكاة بعد موت النبي :
رغم أنهم كانوا يشهدون الشهادتين !!!..
بل : وهذا عليٌ رضي الله عنه ومَن معه : لم ير بأسا ًفي قتال المُخالفين من الصحابة الرافضين النزول على أمره .. وقاتل الخوارج .. وبعضا ًمن الشيعة : وكلهم كان يشهد الشهادتين !!..
بل : وهناك الكثير من الأحكام الفقهية لحرب أصحاب البدع والضلال :
فلماذا نحزن الآن : أن تحولت تلك الأحكام إلى واقع في زمن الشيخ !!!..
أليس من حق ولي الأمر محاربة المارقين ؟.. والمدافعين بالسلاح عن المقامات والأضرحة الشركية ؟..
وصد العدوان بعدوان ؟.. ومحاربة منكري السنة ؟.. والمشركين بالله : الأولياء والأقطاب والبدائل والأئمة ؟.............. إلخ ..
أقول ...
فهذا وغيره :
هو بالضبط ما حدث من الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن معه (مثل الملك سعود) رحمه الله ..
----------
ولأنه لا يتضح المقال إلا بمثال ....
فسوف أذكر هنا مقتطفات من كتاب ظهر في السنوات الماضيات 1417هـ :
يطعن في الدعوة السلفية وأهل السنة والجماعة عموما ً(والحنبلية والوهابية خصوصا ً) ..
وهو كتاب :
(( وسقط القناع )) لأحمد بن حمد بن سليمان الخليلي : مفتي عمان ..
والذي كتبه أصلا ًعن محاضرة له للدفاع عن المذهب (الإباضي) ..
وسوف أستعرض بعض مقتطفات من الرد عليه ونقد ما فيه من افتراءات للدكتور :
((أحمد بن عبدالعزيز البسام)) والحاصل على :
الشهادة الجامعية من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام عام 1397هـ .
شهادة الماجسيتر من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1405 هـ .
شهادة الدكتوراه من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1414- هـ .
يعمل أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ بفرع جامعة الإمام بالقصيم .
--------
مع العلم بأن رد الدكتور : قد شمل الرد على افتراءات الكاتب حول ما قاله عن موقف
أهل السنة والجماعة من صفات الله عز وجل ..
ومن وصفه لأهل السنة والجماعة بالحشوية .. إلخ ..
ولكني وكما قلت : سأتعرض للشق الآخر من الكتاب :
وهو تفنيد افتراءات الكاتب حول (دموية ووحشية وتكفير) الوهابية المزعوم ..
ولنقرأ معا ًحيث يقول ......
---------
---------------
وانتقل الشيخ الخليلي بعد ذلك إلى الحديث عن اتهام أتباع الدعوة بتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وأورد عدة صفحات من كتاب " عنوان المجد في تاريخ نجد " للشيخ عثمان بن بشر للاستدلال بها في إثبات رأيه في هذا الموضوع (المرجع : كتاب وسقط القناع للخليلي ص 41 : 58) ..
وأكرر هنا مرة أخرى :
بأن بحث المسائل الشرعية عموماً والعقيدة خصوصاً , والحكم على العمل الفلاني بأنه جائز أو بدعة , أو مخرج عن الإسلام يرجع فيه إلى العلماء المتخصصين , والاقتصار هنا على الناحية التاريخية بإيراد أقوال الطرفين , بيان خطأ المعارضين بذكرهم لأقوال الشيخ محمد – رحمه الله – في بعض المخالفين له دون ذكر أقوال هؤلاء بحق الشيخ محمد , وإيضاح بعض أفكارهم وكتاباتهم التي استوجبت حكم الشيخ عليهم , ومن ذلك كتابة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب – قبل تأييده الدعوة – قي رده على أخيه الشيخ محمد في رسالة عرفت بعنوان " فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب " ومما جاء فيها تعليقه على استدلال الشيخ ببعض آيات محددة عن الشرك بقوله " من أين لكم أن المسلم الذي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله إذ ا دعا غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تسمح بقبر أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه "(المرجع : طبعت بعنوان " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " , سليمان بن عبد الوهاب , مطبعة الفتوح الأدبية , القاهرة , ط2 , بدون تاريخ , ص 6 , وقد تم إطلاق كلمة الوهابية على اتباع الدعوة منذ القرن الثالث عشر الهجري , فقد جاء في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن قوله ( ما دعا أحد إلى الله وأمر بمعروف ونهى عن منكر في أي قطر من الأقطار إلا سموه وهابياً ) الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 1 ص 257) ..

ومنه أيضاً كلام سليمان بن سحيم في رسالته المرسلة إلى علماء الإحساء والحرمين والتي اعترض فيها على الشيخ محمد في عدة مسائل منها قوله " ومنها أنه يقطع بكفر الذي يذبح الذبيحة ويسمي عليها ويجعلها لله تعالى , ويدخل مع ذلك دفع شر الجن ويقول ذلك كفر واللحم حرام , فالذي ذكره العلماء في ذلك أنه منهي عنه فقط "(المرجع : ابن غنام ، الدرر السنية ج1 ص 113) ..

وقد انتهج الشيخ الخليلي – عفا الله عنه – أسلوب الانتقاء من كلام الشيخ ابن بشر ونقل ما يناسبه من إثبات الدعوة في شدة معاملة أتباع الدعوة لمخالفيهم , وتعمد عدم ذكر خلفية الخلاف بين أتباع الدعوة وخصومهم , وأن الخصوم هم البادئون بالاعتداء , ومجابهة الدعوة والحيلولة دون وصول أفكارها إلى أطرافهم , فقد أشار إلى مسير أتباع الدعوة لقتال الظفير في عام 1178 هـ (المرجع : كتاب وسقط القناع للخليلي ص 46) , دون أن يشير إلى اعتداءات الظفير على أتباع الدولة السعودية , ومن ذلك قيامهم بغزو رغبة (إحدى بلدان المحمل الواقعة في شمال الرياض , انظر عنها عبدالمحسن الفليج , رغبة مثال القرية النجدية 1418 هـ) , التابعة لحكومة الدرعية في عام 1165 هـ , ونهبهم أموال أهلها (المرجع : ابن بشر , عنوان المجد في تاريخ نجد , مكتبة الرياض , ج1 ص 25) , ومشاركتهم أمير الرياض دهام بن دواس في الهجوم على منفوحة المؤيد للدعوة الإصلاحية (المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص 6) , كما أشار إلى غزو الإمام عبدالعزيز بن محمد لإقليم الخرج (المرجع : وسقط القناع للخليلي ص 46 - 47) , دون الإشارة إلى موقف الأمير زيد بن زامل المعادي للدعوة , واتصالاته بأعدائه , وإرسال الإمام عبدالعزيز رسالة يخبره فيها بنبذ العهد والأمان الذي بينهما(المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص 88) , كما أشار الشيخ الخليلي أيضاً إلى قتال الدولة السعودية للأشراف دون الإشارة إلى موقف الأشراف من نجد وتدخلهم في شؤونها قبل الدعوة(المرجع : انظر ابن بشر, مصدر سابق , ج1 , ص23-52 , وانظر الملك بن حسين العصامي " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي " المطبعة السلفية , القاهرة , ج4 , ص 368-369) , ومعارضتهم للدعوة الإصلاحية , وتكفيرهم لأتباعها وسجنهم للحجاج النجديين ووفاة بعضهم داخل السجن(المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 ص23) , ودون الإشارة إلى قيام الشريف غالب قبل ذلك بسنتين بمهاجمة أتباع الدعوة من قحطان في عالية نجد , وتركهم بعد هزيمتهم يسيرون بنسائهم وأطفالهم في شدة الحر بدون ماء ولا رواحل (المرجع : المصدر السابق , ج1 ص103) , ودون الإشارة أيضاً إلى أسلوب اللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة المتمثلين في رسالتي إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – إلى الشريف أحمد بن سعيد وإلى علماء مكة وجاء في رسالته – رحمه الله – إلى الشريف بعد البسملة قوله " المعروض لديك أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف أعزه الله في الله في الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلين أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف , لما كان قصده نشر الشريعة المحمدية ومن تبعها وعداوة من خرج عنها وهذا هو الواجب على ولاة الأمر , ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر و هو واصل إليكم ويحضر في مجلس الشرف أعزه الله تعالى وهو من علماء مكة , فإن اجتمعوا فالحمد لله على ذلك وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة , والواجب على كل منا ومنهم أن يقصد بعلمه وجه الله ونصر لرسوله كما قال تعالى ( وإذا أخذ الله ميثاق النبيين ) , وقوله ( لتؤمنن به ولتنصرنه ) فإذا كان الله سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته فكيف بنا يا أمته فلا بد من الإيمان به ولا بد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذين بعثه الله منهم وشرفهم على أهل الأرض وأحق أهل البيت بذلك من كان ذريته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك , يعلم الشريف أعزه الله أن غلمانك من جملة الخدام ثم أنتم في حفظ الله وحسن رعايته "(المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص80-81) .

وجاء في رسالة الشيخ محمد – رحمه الله – إلى علماء مكة قوله بعد البسملة " من محمد بن عبدالوهاب إلى العلماء الأعلام في البلد الحرام نصر الله بهم سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام وتابعي الأئمة الأعلام , سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم , وسببه أننا هدمنا بنيان في أرضنا على قبور الصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله , فإذا أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء الذي على القبور كبر على العامة وعضدهم بعض من يدعي العلم لأسباب ما تخفى على مثلكم أعظمها اتباع الهوى من أسباب أخرى فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين وأنا على غير جادة العلماء ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها , وأنا أخبركم بما نحن عليه بسبب أن مثلكم ما يروج عليه الكذب على الناس متظاهرين بمذهبهم عند الخاص والعام فنحن ولله الحمد متبعون لا مبتدعون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل , وتعلمون أعزكم الله أن المطاع في كثير من البلدان لو يتبين بالعمل بهاتين المسألتين أنها تكون على العامة الذين درجوا هو وآباؤهم على ضد ذلك , وأنتم تعلمون رحمكم الله أن في ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله و أشرفتم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتب الحنابلة التي عندنا عمدة كالتحفة والنهاية عند الشافعية , فلما طلب منا الشريف غالب أعزه الله ونصره امتثلنا وهو إليكم واصل , فإن كانت المسألة إجماعاً فلا كلام , وإن كانت مسألة اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد فمن عمل بمذهبه في محل ولايته لا ينكر عليه , وأنا أشهد الله وملائكته وأشهدكم أني على دين الله ورسوله وإني متبع لأهل العلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "(المرجع : المصدر السابق ج2 ص 144-145) .

وأما الحديث عن قتال الدولة السعودية مع الرياض الذي استغرق أكثر من خمسة وعرشين عاماً , ومع الأحساء دام أكثر من خمسة وثلاثين عاماً , والذي أطال الشيخ الخليلي في النقل من الأحداث المتعلقة به ومحاولته مع محقق كتابه النيل من قادة الدولة السعودية ووصفهم بمصاصي الدماء (المرجع : وسقط القناع للخليلي ص 56) , ومن أتباع الدعوة واتهامهم بالخوارج وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم , فلا بد من الوقوف عنده , وبيان موقفي حكام وعلماء الرياض والأحساء من الدعوة على النحو التالي .

تمكن دهام بن دواس من الاستيلاء على إمارة الرياض في عام 1151هـ(المرجع : ابن عيسى إبراهيم , تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد , منسورات دار اليمامة , الرياض , ص 104-105) , وكان الإمام محمد بن سعود رحمه الله يقدم له المساعدة عندما يطلبها (المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص5) إلا أن موقفه من الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية كان سلبياً , ثم كان إيجابياً , إذْ كان هو المبتدئ بالاعتداء بمهاجمته لمنفوحة التابعة للدولة السعودية في عام 1159هـ (المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص17) واستمر القتال بين الطرفين إلى عام 1187هـ (انظر تفصيل العمليات العسكرية بين الجانبين في ابن غنام وابن بشر , المصدرين السابقين) , وكان الإمامان محمد ابن سعود وعبدالعزيز بن محمد , والشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – يحاولون حقن الدماء وعقد الصلح إلا أن ابن دواس كان ينقض هذا الصلح عندما يأنس من نفسه القوة , أو يشعر بضعف الدولة السعودية , عن مجابهة قوة كبيرة , ومن ذلك نقضه الصلح في عامي 1168هـ , و 1179هـ (المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 ص20-49) ووقوفه إلى جانبي حاكم نجران وشيخ بني خالد (ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص66-67) في حربهم للدولة السعودية .

ومن خلال نظرة العلماء وطلبة العلم في الرياض إلى الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية فتبين من موقف قاضيها ومفتيها سليمان بن محمد بن سحيم الذي يعد هو ووالده من أشد أعداء الدعوة الإصلاحية , وكان سليمان بن سحيم من الموالين للدعوة مدة من الزمن (المرجع : المصدر السابق , ج1 ص114) , ثم عدل عن ذلك وأخذ في منابذتها , واتهام إمامها بالخروج من الدين , وكتب إلى علماء المناطق الأخرى يدعوهم إلى الوقوف في وجه الدعوة والقضاء عليها , ومما جاء في هذه الرسالة قوله بعد المقدمة " أما بعد فالذي نحيط به علمكم أنه قد خرج في قطرنا رجل مبتدع جاهل مضل ضال من بضاعة العلم والتقوى جرت منه أمور فظيعة وأحوال شنيعة منها شيء شاع وذاع وملأ الأسماع , وشيء لم يعتد أماكننا بعد فأحببنا نشر ذلك لعلماء المسلمين وورثة سيد المرسلين ليصيدوا هذا المبتدع صيد أحرار الصقور لصغار بغاث الطيور , ويردوا بدعة وضلالاته وجهله وهفواته "(المرجع : المصدر السابق , ج1 ص 111-112) , ثم أخذ في ذكر المسائل التي يعترض فيها على الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - .

ولم يكن ابن سحيم – عفا الله عنه – أمينا في نقله المسائل التي يدعي أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – قال بها , ولهذا فقد أكد الشيخ محمد افتراء ابن سحيم عليه في عدد منها كما يتضح من رسالته التي بعث بها إلى بعض العلماء في القصيم ومما جاء فيها " ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم ... والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها علي بالي , فمنها قوله : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة , وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء , وإني أدعي الاجتهاد , وإني خارج عن التقليد , وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة , وإني أكفر من توسل الصالحين , وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق , وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها , ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب , وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما , وإني أكفر من حلف بغير الله , وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي , وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين , وجوابي عن هذه المسائل إن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم "(المرجع : الدرر السنية , مصدر سابق , ج1 ص30-31) .
-------
----------
وأكتفي بهذا القدر من النقل ..
مع وجوب التنويه إلى أن تصريح الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأعلى : بعدم تكفيره للزنديقين : ابن عربي وابن الفارض :
كان من الشيخ : قبل أن يقرأ ما كتباه من أباطيل ومُحرمات في كتبهما : مثل عقيدة اتحاد الله تعالى في خلقه أو حلوله فيهم (حتى في الكلب والحمار والعياذ بالله) .. إلى آخر هذه الكفريات ..
حيث انخدع ببعض كلامهما في باديء الأمر :
تماما ًكما انخدع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ابن عربي هذا : فمدحه ..
ثم لما تبين له كفره وزندقته : ذمه بما يستحق ...
ولهذا : فأنا أنقل كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التالي فيهما أخيرا ًحيث يقول :
" وما الاتحادي ابن عربي صاحب الفصوص المخالف للنصوص وابن الفارض الذي لدين الله محارب، وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا وانحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين فان ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهما كثير من العلماء العاملين فهؤلاء يقولون كلاما اخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله فان لم يتب الى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية ان كان ذا ولاية من امامة او غيرها فان صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره فان قال جاهل ارى عبدالله نوه يتكلم في هذا الامر فيعلم انه انما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك علي وعلى غيري لقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده (الى أن قال) ملة ابيكم ابراهيم) "
(المرجع : مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب 193/1) ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أبو المسيطر
09-07-2011, 12:09 AM
رحم الله الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله وغفر له ما رأيت هجوم شنه الحساد والمبتدعين والعلمانيين والرافضة أشد من هجومهم على الامامين ابن تيمية رضي الله عنه والامام محمد بن عبد الوهاب فرحمهم الله تعالى

فتى الصحوه
09-09-2011, 03:18 AM
اخي في الله .اسال الله لي ولك التوفيق والسداد.
اتدري من هومحمد بن عبد الوهاب؟
الجواب بكل بساطة:
اعرابي تميمي نجدي لا غير ،تلك هي الترجمة العادية التي كانت كتب التاريخ ستحفظها لنا ،لو قدر لها ان تترجم لمثل من عاش في زمانه وانتمى الى بلده وانتسب الى قبيلته،ولو اراد احد ان يزيد على سبيل التخمين والرجم بالغيب لقال: صعلوك قاطع طريق،يهيم في صحراء جرداء، تاثرت بها اخلاقه وطباعه.واحسن احواله لولم يكن كذلك :شيخ سوء يدعوا الناس الىى الطاغوت عبادة وطاعة واتباعا.
ارايت بساطة الامر،فكيف لمثل هذا ان يقيم الدنيا ويقعدها،ويقض مضاجع كثير من اهل الارض منذ ثلاثة قرون؟ان هذا لشيء عجيب
ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فكان من ايات الله ان صار الاعرابي الجلف الصعلوك ، مجدد الملة الابراهيمية بعد ان عفى رسمها واندرست معالمها.ومحييا للسنة المحمدية ،وداعية للهدى سار على خطى اسلافه من الانبياء واتباعهم في القول والعمل،قد اكرمه الله بنصرة هذا الدين القيام بامره، في زمن مقت الله فيه اكثر اهل الارض ،وارتدت فئام من العرب الى دين اسلافها تعبد اللات والعزى،وغلبت الجاهلية على الارض كلها، ورفرفت اعلام الكفر عاليا،معلنة بعصر جديد قوامه الحرب على الدين ،ونكست رايات الايمان مؤذنة بحلول عقوبة الذلة والصغار على اهل الاسلام،
فكان للاعرابي نصيب وافر من دعوة ابراهيم:"واجعل لي لسان صدق في الاخرين"،ولولا ذلك لما عرفه احد ،ولطوي ذكره في دهاليز التار،يخ.
هذا الذي قاله فيه الصديق المحب،والعدو المبغض. ومع هذا لم يدع له احد العصمة ،ولا هو ادعاها لنفسه،وعلى كثرة اتباعه وتعظيمهم له ،لمن نر من الكثرة الكاثرة منهم الا معاملته وفق الميزان الشرعي المامور به والذي كان هو من احرص الناس عليه،الا هو تبجيله واكرامه لعلمه وزهده وتقواه وسابقته في نصرة الدين بعدما تقاعس اهل العلم والفقه والرياسة عن ذلك.
ولم نر في حقه اي علامة من علامات التعظيم اوالغلو الزائدعن حدود الشرع في ،والتي درج اهل العصور المتاخرة على فعلها في حق متبوعيهم ومحبوبيهم.واظن والله اعلم ان ذلك نصيب قد قسم له من الدعوة النبوية المحمدية "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد"،فكما شملته الدعوة الابراهيمية ،وصله نصيبه من الدعوة المحمدية ،وما هذا الا اثر من اثار احياء معالم الخلة الربانية والسير على منهاجها.
ولهذا فاتباع الشيخ ومحبوه لا يضيرهم ان يقع احد على مخالفة للشيخ ويبنها نصحا للمسلمين بعيدا عن البغي والعدوان،سواء ذكر ذلك في كتب ابن غنام او غيره،مع ان العمدة في انتقاد الناس او ادانتهم هو ما خطته ايديهم اولا ثم ما سطره الموثوقون ممن عاصروهم او جائوا بعدهم.مع اقالة عثرات الكرام وصيانة اعراضهم ما امكن ذلك.
وقد ردت اخطاء من هو اجل من ابن عبد الوهاب،من ائمة المسلمين وساداتهم دونما حرج ،حرصا من المسلمين على مقام النبوة ان ينزله احد لا يليق به ولا يستحقه.وحينها لا ضير ان تعرض لما رايته من اخطاء نسبت الى الشيخ فتوزن بميزان الوحي.فان ثبتت مخالفتها تبرانا الى الله منها.والمعصوم من عصمه الله.
ولا عجب اخي الكريم ان ينال الشيخ من كيد وعداوة الشيطان واوليائه مثلما ينال عباد الله المخلصين السائرين على خطى ساداته وائمته من الرسل والانبياء،ولا تزال تلك العداوة مستمرة الى اليوم ،ظاهرة معالمها في اصناف من البهتان والافتراء والطعن بغير حق ظلما وبغيا وعدوانا.برغم الجهود المتتابعة المضنية لابناء الشيخ وتلاميذه واتباعه ومحبيه لتبراته وبيان دعوته واقامة الحجج والبراهين على صفائها،اويابى اهل القدح والطعن والقدح الا المضي في غيهم جهلا من عامتهم،و ظلمامن خاصتهم.ولمثل ذلك انشئت تلك المنتديات التي اليه اشرت تتصيد السقطات،وتمتهن البتر والافتراء.اسوة بمن سبقهم.ولكل قوم وارث .يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره...


جزاك الله خيراً
ياخي مهما علا قدر الانسان يبقى الحكم على افعاله
هناك من اصحاب المذاهب المنحرفه من الرافضه والصوفية وغيرهم من يقضى حياته كلها في العباده والزهد
وليس هذا دليل على صحة منهجه والشيخ محمد رحمه الله ان كان صاحب زهد وتقى لايعني انه لايخطيء
ان صح مافي الكتاب انه بموافقة الشيخ فوالله اننا نكر مافيه ونرجو من الله ان يعفو عنه

فتى الصحوه
09-09-2011, 03:22 AM
أخي الفاضل؛رد الشيخ أبي بكر لا مزيد عليه ، ثم أذكرك بأن الجهل والعلم لا يستويان..
فعليك أن تعلم أن دعوة الشيخ المجدد حولها كثير من الشبهات وللاطلاع انظر (دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب) وهو كتاب قوي وجيد..
واسأل العلماء حولك والإمام المجدد لو كانت له أخطاء فتغمر في فضله وحسناته ،،
وفقك الله ..
جزاك الله خيراً
سأبحث عن الكتاب واقرأه
ولا اخفيك انني لااثق في كثير من المشائخ وطلبة العلم
فالكثير منهم يعاملنا معاملة الاطفال عندنا يقول برأي وعند الخواص له رأي مخالف
فلا احب الاجابات التي يكون الهدف منها اسكات السائل

لعلي اجد في الكتاب ضالتي
وجزاك الله خيرا

فتى الصحوه
09-09-2011, 03:26 AM
أخي الكريم فتى الصحوة ...
أدعو الله عز وجل أن يُبصرك بحقائق الأمور ..

أقول ..
كان لنا تباحث في القسم الخاص منذ فترة حول الشبهات الدائرة حول الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : والشبهات الدائرة أيضا ًحول الوهابية ودعوته عموما ً(والرجل كانت دعوته سلفية صرف : ولم يتسمى بالوهابية قط ولا أمر بها أتباعه !!.. وإنما هي من وصف أعدائه لحركته) .. أقول :
فأدليت بدلوي .. وأدلى الشيخ أبو المظفر السناري أيضا ًبدلوه ..
وسوف أنقل المشاركتين هنا :
مبتدءا ًبه أولا ً(لعلو كعبه في ذلك : ولقصر مشاركته وقوتها واختصارها عن طول مشاركتي) :
وسوف تجد في المشاركتين أخي بإذن الله تعالى :
ردودا ًعلى الشبهات الدينية على الشيخ ودعوته (مثل اتهامه بتكفير المسلمين) ..
وردودا ًعلى مَن يُهولون ويُشوهون ويقتطعون حقائق جهاده المسلح مع الشيخ بن سعود رحمه الله ..
فسوف تجد فيها ذكرا ًلبعض مقتطفات الكتاب الذي ذكرت أخي فتى الصحوة ..
والله المستعان ..

----------
1)) مشاركة الأخ أبي المظفر السناري ..
------------

والحق: أن ما يثيره أعداء التوحيد حول سيرة هذا الإمام المجدد من كونه كان يكفِّر المجتمع، ويستبيح الدماء والنساء والأموال= كل ذلك كذِبٌ له قُرون، وقائله لا شك مأفون مفتون؟
ولقد بلغت هذه الأساطير الآثمة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ – رحمه الله – على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مرارًا وتكرارًا، فأرسل هذه الردود تَتْرًا إلى مختلف البلاد والأمصار. فهدى الله بها من هداه، وأضل من أضله فتركه على تخبطه وَعَمَاه!
فهذه رسالة كتبها الشيخ لأهل الرياض ومنفوحة، ينفي تلك الأكاذيب رأسًا، يقول فيها:
(وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين).
ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:
(وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله).
وفي رسالته لأهل القصيم، يشير إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم، ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، فيقول:
(والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله... جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم).
ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -:
(وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك).
ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جوابا على سؤال الشريف..
(وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله).
ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ فيها:
(فإن قال قائلهم: أنهم يكفرون بالعموم! فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد).
ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيبا لهذه الفرية يقول فيها:
(وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم).
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتابا للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم قائلا:
(وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون.)
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله – في وصف الشيخ ـ:
(إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعا عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال).
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول:
(وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيسا على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئا من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة).
ويدل على براءتهم - أيضاً – من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – في موضع آخر:
(إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا..).
قلت: وكلامه في هذا الباب كثير منثور في كتبه ورسائله الخاصة، ترى أكثرها في ( الدرر السنية ) وما نقله عنه أبناؤه وأحفاده في تصانيفهم، وكذا ما سطره العلامة سليمان بن سحمان في ردوده على دعاوي المناوئين، من السابقين واللاحقين.
والحمد لله رب العالمين.

----------
2)) مشاركتي : أبو حب الله ..
------------

أولا ً:
مقدمة وتوطئة عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ..
------------------------------------
إن تناول الحركة التجديدية للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
يجب ألا تكون من خلال القراءات المبتورة : لا التي تمت كتابتها في زمنه ..
ولا التي تمت كتابتها من بعده ..
ذلك أن حركته التجديدية : كانت (وما زالت) : شوكة ًفي حلق كل مبتدع ضال ..
ولا سيما الشيعة الروافض والصوفية .. وفي كليهما ما فيه من الضلالات والشركيات وعبادة القبور والأضرحة والاستغاثة بالأموات ونحوه ...
فكانوا عن حق :
أكثر من واجه تلك الدعوة السلفية : وحاول تشويهها .. والتشنيع عليها ..
وتأليف الأكاذيب تلو الأكاذيب عن رائدها : وحشو العديد من الكتب بذلك ..
سواء في زمانها .. أو فيما بعدها وحتى اليوم (ولذلك نجدهم أكثر مَن يسبون الوهابية) ..
أقول :
وأما حركة الشيخ رحمه الله : فلم يبدأها أصلا ًبسلاح ..
وإنما بدأها بمجموعة من الكتب والرسائل : يدعو فيها الناس والمسلمين من حوله : للرجوع إلى القرآن والسنة .. وتنبيههم لما وقع في دينهم من ضلالات وهم لا يدرون ..
----
فالشيعة الروافض : لديهم ما لديهم من تكذيب القرآن وادعاء تحريفه ومغالاتهم في آل البيت وأئمتهم الاثني عشر وتعظيم مراقدهم وقبورهم وأضرحتهم .. واحترافهم للكذب تحت مسمى التقية .. وإباحتهم لزواج المتعة ... وتكفيرهم للصحابة ولا سيما الكبار منهم .. ورميهم لأمهات المؤمنين بتهمة الزنا والخيانة والتآمر .... إلخ ..
----
وأما الصوفية : فيكفي قراءة أحد أشهر كتبهم في تلك الحقبة الزمنية لنعرف : كيف حولوا دين التوحيد إلى خرافات وبدع وضلالات وشركيات : ما أنزل الله بها من سلطان .. وذلك مثل كتاب الطبقات الكبرى للشعراني مثلا ً.. والذي نجد فيه أن رجلا ًزنديقا ًمثل البدوي : يُحيي ويُميت مجموعة من الرجال !!!!.. وأن رجلا ً: مات من النظر لبهاء وجهه !!..
وأنه يحفظ الناس في البر والبحر !!!!.. وأن وأن وأن وأن ........
إلى آخر كل هذه الخزعبلات التي لا داعي لذكرها الآن ...
----
والشاهد :
أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب : لم تأخذ جانب الحرب أولا ً...
بل كان يُرسل برسائله إلى اليمن والشام ومصر وغيرها : يدعوهم لدعوى :
الرجوع للقرآن والسنة فقط !!.. لا أكثر .. ولا أقل ...
وكتبه ورسائله موجودة : لكل مَن يُريد التأكد من ذلك : أو الحكم عليه وعلى دعوته ..
فما كان من الناس إلا أن أجابه بعضهم ..
وعاداه الأكثرون ...
وخصوصا ًولي أمر المسلمين بتركيا (تركيا التي غلبت عليها الصوفية في ذلك الزمن) .. ومن تحته عامله على مصر : محمد علي باشا ..
وهو مَن هو (أي محمد علي) : في علمانيته واضطهاده للدين وللأزهر ...
فكان نتيجة كل ذلك :
أن استعدت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : جميع قوى الشر من حوله ..
والتي ازدادت ضراوتها أكثر وأكثر :
عندما بدأ بعض المسلمين وشيوخ المسلمين في الشام وغيرها :
بدأوا في الاستجابة لدعوته بهدم بعض الأضرحة والمقامات : وتسويتها بالأرض رجوعا ًلسنة النبي صلى الله عليه وسلم في عدم تعظيمها وتشريفها ....
حتى أن هناك مَن كانوا يُراسلون الشيخ أنهم قد اقتنعوا بكلامه (لأن كلامه هو فطرة التوحيد على القرآن والسنة بلا أي تشويشات) : ولكنهم : يخافون أن يُهدموا الأضرحة والمقامات التي عندهم !
فكان يقوم الشيخ بذلك بنفسه : أو يُرسل من طرفه من يقوم بذلك ...
وعلى هذا ..
بدأ العداء لدعوة الشيخ رحمه الله : يأخذ جانبا ًحربيا ًعسكريا ً..
لم يجد الشيخ أمامه بُدا ً: من أن يُقابل المثل بالمثل !!!..
وخصوصا ًمع مساندة الملك سعود له في ذلك الجهاد من أجل الدين ...
وهو من أعظم الجهاد ...
لن أ ُطيل أكثر من ذلك في تلك المقدمة السريعة والتوطئة ..
لننظر الآن جانبا ًمما أ ُثير حول دعوة الشيخ و(دمويتها) و(وحشيتها) و(تكفيرها للمسلمين) ..
-----------
ثانيا ً: الرد على الافتراءات ..
--------------------
ويحسن أن أبدأ هنا بأول عبارة أوردتها في سؤالك : إذ يقول القائل :

" أنا أتمنى منك أن تقرأ كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" لابن بشر أحد علماء نجد (سلفي) وطبعته السعودية.. وهو تاريخ يعرض من وجهة نظرهم هم.. فانظر ماذا ترى.. سترى كلام عجيب غريب.. سترى كلمات مثل "غزوات" و"غنائم" و"جهاد" و"دار هحرة" وسفك دماء وأخذ أموال، وتضييق على أهل المدينة، ومنع لحجاج الشام ومصر لعامين، وغزو على عربان وأخذ أموالهم، وسبي نساءهم...بهذه المصطلحات.. وهذه المصطلحات تعني أنه كان يكفر المجتمع فيعتبر نفسه وجماعته "المسلمون" وغيره "الكفار" الذين يجب غزوهم "..
أقول :
بداية ً: من أكبر الخطأ : أن يتقول الواحد على الشيخ : ما لم يقله !!!..
وذلك بدعوى الاستنتاج : لا بدعوى الدليل !!!!..
وهذا ما نلاحظه في الجملة الأخيرة من الاقتباس أعلاه .. إذ يقول القائل :
" وهذه المصطلحات تعني أنه كان يكفر المجتمع فيعتبر نفسه وجماعته "المسلمون" وغيره "الكفار" الذين يجب غزوهم " !!!!..
أقول :
هذا محض كذب وافتراء بلا دليل !!!....
حيث أن المصطلحات المذكورة : ليس فيها أي دليل على تكفير المسلمين ....!
نعم :
كان هناك غزو .. وحرب .. وقتال .. وأخذ متاع وأموال وسلاح ..
ولكن : لم يقل أحد بتكفير المسلمين !!!..
وإلا :
فأبو بكر رضي الله عنه قد حارب من المسلمين : مَن منعوا الزكاة بعد موت النبي :
رغم أنهم كانوا يشهدون الشهادتين !!!..
بل : وهذا عليٌ رضي الله عنه ومَن معه : لم ير بأسا ًفي قتال المُخالفين من الصحابة الرافضين النزول على أمره .. وقاتل الخوارج .. وبعضا ًمن الشيعة : وكلهم كان يشهد الشهادتين !!..
بل : وهناك الكثير من الأحكام الفقهية لحرب أصحاب البدع والضلال :
فلماذا نحزن الآن : أن تحولت تلك الأحكام إلى واقع في زمن الشيخ !!!..
أليس من حق ولي الأمر محاربة المارقين ؟.. والمدافعين بالسلاح عن المقامات والأضرحة الشركية ؟..
وصد العدوان بعدوان ؟.. ومحاربة منكري السنة ؟.. والمشركين بالله : الأولياء والأقطاب والبدائل والأئمة ؟.............. إلخ ..
أقول ...
فهذا وغيره :
هو بالضبط ما حدث من الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن معه (مثل الملك سعود) رحمه الله ..
----------
ولأنه لا يتضح المقال إلا بمثال ....
فسوف أذكر هنا مقتطفات من كتاب ظهر في السنوات الماضيات 1417هـ :
يطعن في الدعوة السلفية وأهل السنة والجماعة عموما ً(والحنبلية والوهابية خصوصا ً) ..
وهو كتاب :
(( وسقط القناع )) لأحمد بن حمد بن سليمان الخليلي : مفتي عمان ..
والذي كتبه أصلا ًعن محاضرة له للدفاع عن المذهب (الإباضي) ..
وسوف أستعرض بعض مقتطفات من الرد عليه ونقد ما فيه من افتراءات للدكتور :
((أحمد بن عبدالعزيز البسام)) والحاصل على :
الشهادة الجامعية من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام عام 1397هـ .
شهادة الماجسيتر من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1405 هـ .
شهادة الدكتوراه من قسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية الإمام عام 1414- هـ .
يعمل أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ بفرع جامعة الإمام بالقصيم .
--------
مع العلم بأن رد الدكتور : قد شمل الرد على افتراءات الكاتب حول ما قاله عن موقف
أهل السنة والجماعة من صفات الله عز وجل ..
ومن وصفه لأهل السنة والجماعة بالحشوية .. إلخ ..
ولكني وكما قلت : سأتعرض للشق الآخر من الكتاب :
وهو تفنيد افتراءات الكاتب حول (دموية ووحشية وتكفير) الوهابية المزعوم ..
ولنقرأ معا ًحيث يقول ......
---------
---------------
وانتقل الشيخ الخليلي بعد ذلك إلى الحديث عن اتهام أتباع الدعوة بتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وأورد عدة صفحات من كتاب " عنوان المجد في تاريخ نجد " للشيخ عثمان بن بشر للاستدلال بها في إثبات رأيه في هذا الموضوع (المرجع : كتاب وسقط القناع للخليلي ص 41 : 58) ..
وأكرر هنا مرة أخرى :
بأن بحث المسائل الشرعية عموماً والعقيدة خصوصاً , والحكم على العمل الفلاني بأنه جائز أو بدعة , أو مخرج عن الإسلام يرجع فيه إلى العلماء المتخصصين , والاقتصار هنا على الناحية التاريخية بإيراد أقوال الطرفين , بيان خطأ المعارضين بذكرهم لأقوال الشيخ محمد – رحمه الله – في بعض المخالفين له دون ذكر أقوال هؤلاء بحق الشيخ محمد , وإيضاح بعض أفكارهم وكتاباتهم التي استوجبت حكم الشيخ عليهم , ومن ذلك كتابة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب – قبل تأييده الدعوة – قي رده على أخيه الشيخ محمد في رسالة عرفت بعنوان " فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب " ومما جاء فيها تعليقه على استدلال الشيخ ببعض آيات محددة عن الشرك بقوله " من أين لكم أن المسلم الذي شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله إذ ا دعا غائباً أو ميتاً أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تسمح بقبر أو أخذ من ترابه أن هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه "(المرجع : طبعت بعنوان " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " , سليمان بن عبد الوهاب , مطبعة الفتوح الأدبية , القاهرة , ط2 , بدون تاريخ , ص 6 , وقد تم إطلاق كلمة الوهابية على اتباع الدعوة منذ القرن الثالث عشر الهجري , فقد جاء في كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن قوله ( ما دعا أحد إلى الله وأمر بمعروف ونهى عن منكر في أي قطر من الأقطار إلا سموه وهابياً ) الدرر السنية في الأجوبة النجدية ج 1 ص 257) ..

ومنه أيضاً كلام سليمان بن سحيم في رسالته المرسلة إلى علماء الإحساء والحرمين والتي اعترض فيها على الشيخ محمد في عدة مسائل منها قوله " ومنها أنه يقطع بكفر الذي يذبح الذبيحة ويسمي عليها ويجعلها لله تعالى , ويدخل مع ذلك دفع شر الجن ويقول ذلك كفر واللحم حرام , فالذي ذكره العلماء في ذلك أنه منهي عنه فقط "(المرجع : ابن غنام ، الدرر السنية ج1 ص 113) ..

وقد انتهج الشيخ الخليلي – عفا الله عنه – أسلوب الانتقاء من كلام الشيخ ابن بشر ونقل ما يناسبه من إثبات الدعوة في شدة معاملة أتباع الدعوة لمخالفيهم , وتعمد عدم ذكر خلفية الخلاف بين أتباع الدعوة وخصومهم , وأن الخصوم هم البادئون بالاعتداء , ومجابهة الدعوة والحيلولة دون وصول أفكارها إلى أطرافهم , فقد أشار إلى مسير أتباع الدعوة لقتال الظفير في عام 1178 هـ (المرجع : كتاب وسقط القناع للخليلي ص 46) , دون أن يشير إلى اعتداءات الظفير على أتباع الدولة السعودية , ومن ذلك قيامهم بغزو رغبة (إحدى بلدان المحمل الواقعة في شمال الرياض , انظر عنها عبدالمحسن الفليج , رغبة مثال القرية النجدية 1418 هـ) , التابعة لحكومة الدرعية في عام 1165 هـ , ونهبهم أموال أهلها (المرجع : ابن بشر , عنوان المجد في تاريخ نجد , مكتبة الرياض , ج1 ص 25) , ومشاركتهم أمير الرياض دهام بن دواس في الهجوم على منفوحة المؤيد للدعوة الإصلاحية (المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص 6) , كما أشار إلى غزو الإمام عبدالعزيز بن محمد لإقليم الخرج (المرجع : وسقط القناع للخليلي ص 46 - 47) , دون الإشارة إلى موقف الأمير زيد بن زامل المعادي للدعوة , واتصالاته بأعدائه , وإرسال الإمام عبدالعزيز رسالة يخبره فيها بنبذ العهد والأمان الذي بينهما(المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص 88) , كما أشار الشيخ الخليلي أيضاً إلى قتال الدولة السعودية للأشراف دون الإشارة إلى موقف الأشراف من نجد وتدخلهم في شؤونها قبل الدعوة(المرجع : انظر ابن بشر, مصدر سابق , ج1 , ص23-52 , وانظر الملك بن حسين العصامي " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي " المطبعة السلفية , القاهرة , ج4 , ص 368-369) , ومعارضتهم للدعوة الإصلاحية , وتكفيرهم لأتباعها وسجنهم للحجاج النجديين ووفاة بعضهم داخل السجن(المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 ص23) , ودون الإشارة إلى قيام الشريف غالب قبل ذلك بسنتين بمهاجمة أتباع الدعوة من قحطان في عالية نجد , وتركهم بعد هزيمتهم يسيرون بنسائهم وأطفالهم في شدة الحر بدون ماء ولا رواحل (المرجع : المصدر السابق , ج1 ص103) , ودون الإشارة أيضاً إلى أسلوب اللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة المتمثلين في رسالتي إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – إلى الشريف أحمد بن سعيد وإلى علماء مكة وجاء في رسالته – رحمه الله – إلى الشريف بعد البسملة قوله " المعروض لديك أدام الله فضل نعمه عليك حضرة الشريف أحمد بن الشريف أعزه الله في الله في الدارين وأعز به دين جده سيد الثقلين أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف , لما كان قصده نشر الشريعة المحمدية ومن تبعها وعداوة من خرج عنها وهذا هو الواجب على ولاة الأمر , ولما طلبتم من ناحيتنا طالب علم امتثلنا الأمر و هو واصل إليكم ويحضر في مجلس الشرف أعزه الله تعالى وهو من علماء مكة , فإن اجتمعوا فالحمد لله على ذلك وإن اختلفوا أحضر الشريف كتبهم وكتب الحنابلة , والواجب على كل منا ومنهم أن يقصد بعلمه وجه الله ونصر لرسوله كما قال تعالى ( وإذا أخذ الله ميثاق النبيين ) , وقوله ( لتؤمنن به ولتنصرنه ) فإذا كان الله سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته فكيف بنا يا أمته فلا بد من الإيمان به ولا بد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذين بعثه الله منهم وشرفهم على أهل الأرض وأحق أهل البيت بذلك من كان ذريته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك , يعلم الشريف أعزه الله أن غلمانك من جملة الخدام ثم أنتم في حفظ الله وحسن رعايته "(المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص80-81) .

وجاء في رسالة الشيخ محمد – رحمه الله – إلى علماء مكة قوله بعد البسملة " من محمد بن عبدالوهاب إلى العلماء الأعلام في البلد الحرام نصر الله بهم سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام وتابعي الأئمة الأعلام , سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. جرى علينا من الفتنة ما بلغكم وبلغ غيركم , وسببه أننا هدمنا بنيان في أرضنا على قبور الصالحين ومع هذا نهيناهم عن دعوة الصالحين وأمرناهم بإخلاص الدعاء لله , فإذا أظهرنا هذه المسألة مع ما ذكرنا من هدم البناء الذي على القبور كبر على العامة وعضدهم بعض من يدعي العلم لأسباب ما تخفى على مثلكم أعظمها اتباع الهوى من أسباب أخرى فأشاعوا عنا أنا نسب الصالحين وأنا على غير جادة العلماء ورفعوا الأمر إلى المشرق والمغرب وذكروا عنا أشياء يستحي العاقل من ذكرها , وأنا أخبركم بما نحن عليه بسبب أن مثلكم ما يروج عليه الكذب على الناس متظاهرين بمذهبهم عند الخاص والعام فنحن ولله الحمد متبعون لا مبتدعون على مذهب الإمام أحمد بن حنبل , وتعلمون أعزكم الله أن المطاع في كثير من البلدان لو يتبين بالعمل بهاتين المسألتين أنها تكون على العامة الذين درجوا هو وآباؤهم على ضد ذلك , وأنتم تعلمون رحمكم الله أن في ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله و أشرفتم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتب الحنابلة التي عندنا عمدة كالتحفة والنهاية عند الشافعية , فلما طلب منا الشريف غالب أعزه الله ونصره امتثلنا وهو إليكم واصل , فإن كانت المسألة إجماعاً فلا كلام , وإن كانت مسألة اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد فمن عمل بمذهبه في محل ولايته لا ينكر عليه , وأنا أشهد الله وملائكته وأشهدكم أني على دين الله ورسوله وإني متبع لأهل العلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته "(المرجع : المصدر السابق ج2 ص 144-145) .

وأما الحديث عن قتال الدولة السعودية مع الرياض الذي استغرق أكثر من خمسة وعرشين عاماً , ومع الأحساء دام أكثر من خمسة وثلاثين عاماً , والذي أطال الشيخ الخليلي في النقل من الأحداث المتعلقة به ومحاولته مع محقق كتابه النيل من قادة الدولة السعودية ووصفهم بمصاصي الدماء (المرجع : وسقط القناع للخليلي ص 56) , ومن أتباع الدعوة واتهامهم بالخوارج وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم , فلا بد من الوقوف عنده , وبيان موقفي حكام وعلماء الرياض والأحساء من الدعوة على النحو التالي .

تمكن دهام بن دواس من الاستيلاء على إمارة الرياض في عام 1151هـ(المرجع : ابن عيسى إبراهيم , تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد , منسورات دار اليمامة , الرياض , ص 104-105) , وكان الإمام محمد بن سعود رحمه الله يقدم له المساعدة عندما يطلبها (المرجع : ابن غنام , مصدر سابق , ج2 ص5) إلا أن موقفه من الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية كان سلبياً , ثم كان إيجابياً , إذْ كان هو المبتدئ بالاعتداء بمهاجمته لمنفوحة التابعة للدولة السعودية في عام 1159هـ (المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 , ص17) واستمر القتال بين الطرفين إلى عام 1187هـ (انظر تفصيل العمليات العسكرية بين الجانبين في ابن غنام وابن بشر , المصدرين السابقين) , وكان الإمامان محمد ابن سعود وعبدالعزيز بن محمد , والشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمهم الله – يحاولون حقن الدماء وعقد الصلح إلا أن ابن دواس كان ينقض هذا الصلح عندما يأنس من نفسه القوة , أو يشعر بضعف الدولة السعودية , عن مجابهة قوة كبيرة , ومن ذلك نقضه الصلح في عامي 1168هـ , و 1179هـ (المرجع : ابن بشر , مصدر سابق , ج1 ص20-49) ووقوفه إلى جانبي حاكم نجران وشيخ بني خالد (ابن غنام , مصدر سابق , ج2 , ص66-67) في حربهم للدولة السعودية .

ومن خلال نظرة العلماء وطلبة العلم في الرياض إلى الدولة السعودية والدعوة الإصلاحية فتبين من موقف قاضيها ومفتيها سليمان بن محمد بن سحيم الذي يعد هو ووالده من أشد أعداء الدعوة الإصلاحية , وكان سليمان بن سحيم من الموالين للدعوة مدة من الزمن (المرجع : المصدر السابق , ج1 ص114) , ثم عدل عن ذلك وأخذ في منابذتها , واتهام إمامها بالخروج من الدين , وكتب إلى علماء المناطق الأخرى يدعوهم إلى الوقوف في وجه الدعوة والقضاء عليها , ومما جاء في هذه الرسالة قوله بعد المقدمة " أما بعد فالذي نحيط به علمكم أنه قد خرج في قطرنا رجل مبتدع جاهل مضل ضال من بضاعة العلم والتقوى جرت منه أمور فظيعة وأحوال شنيعة منها شيء شاع وذاع وملأ الأسماع , وشيء لم يعتد أماكننا بعد فأحببنا نشر ذلك لعلماء المسلمين وورثة سيد المرسلين ليصيدوا هذا المبتدع صيد أحرار الصقور لصغار بغاث الطيور , ويردوا بدعة وضلالاته وجهله وهفواته "(المرجع : المصدر السابق , ج1 ص 111-112) , ثم أخذ في ذكر المسائل التي يعترض فيها على الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - .

ولم يكن ابن سحيم – عفا الله عنه – أمينا في نقله المسائل التي يدعي أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – قال بها , ولهذا فقد أكد الشيخ محمد افتراء ابن سحيم عليه في عدد منها كما يتضح من رسالته التي بعث بها إلى بعض العلماء في القصيم ومما جاء فيها " ثم لا يخفى عليكم أنه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم وأنه قبلها وصدقها بعض المنتمين للعلم في جهتكم ... والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها علي بالي , فمنها قوله : إني مبطل كتب المذاهب الأربعة , وإني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء , وإني أدعي الاجتهاد , وإني خارج عن التقليد , وإني أقول إن اختلاف العلماء نقمة , وإني أكفر من توسل الصالحين , وإني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق , وإني أقول لو أقدر على هدم قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدمتها , ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب , وإني أحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وإني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهما , وإني أكفر من حلف بغير الله , وإني أكفر ابن الفارض وابن عربي , وإني أحرق دلائل الخيرات وروض الرياحين وأسميه روض الشياطين , وجوابي عن هذه المسائل إن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم "(المرجع : الدرر السنية , مصدر سابق , ج1 ص30-31) .
-------
----------
وأكتفي بهذا القدر من النقل ..
مع وجوب التنويه إلى أن تصريح الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأعلى : بعدم تكفيره للزنديقين : ابن عربي وابن الفارض :
كان من الشيخ : قبل أن يقرأ ما كتباه من أباطيل ومُحرمات في كتبهما : مثل عقيدة اتحاد الله تعالى في خلقه أو حلوله فيهم (حتى في الكلب والحمار والعياذ بالله) .. إلى آخر هذه الكفريات ..
حيث انخدع ببعض كلامهما في باديء الأمر :
تماما ًكما انخدع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ابن عربي هذا : فمدحه ..
ثم لما تبين له كفره وزندقته : ذمه بما يستحق ...
ولهذا : فأنا أنقل كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التالي فيهما أخيرا ًحيث يقول :
" وما الاتحادي ابن عربي صاحب الفصوص المخالف للنصوص وابن الفارض الذي لدين الله محارب، وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلا وانحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين فان ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلا تكفرهما وقد كفرهما كثير من العلماء العاملين فهؤلاء يقولون كلاما اخشى المقت من الله في ذكره فضلا عمن انتحله فان لم يتب الى الله من انتحل مذهبهما وجب هجره وعزله عن الولاية ان كان ذا ولاية من امامة او غيرها فان صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره فان قال جاهل ارى عبدالله نوه يتكلم في هذا الامر فيعلم انه انما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك علي وعلى غيري لقوله تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده (الى أن قال) ملة ابيكم ابراهيم) "
(المرجع : مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب 193/1) ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
جزاك الله خيرا

سأعود لقراءة ماحوت المراجع المرفقه في المقال
ولكن ياخي الفاضل ان كانت الغزوات رد وانتقام كحال الجزيرة ذالك الوقت
يجب ان يحيد فيها الرأي الشرعي
فلا يعقل ان يخرج اهل منطقه من ولائي واقول عنهم مرتدون عن الاسلام
او احاربه انتقاماً على تجاوزاته واقول عنه مشرك كافر
قد تكون الحرب للدفاع عن النفس او لرد الحق مع غيرك من المسلمين
ولكن لايكون الحكم عليه بالكفر والايمان في مثل هذه الصراعات


كتاب ابن غنام لايرضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وبعيد عن منهج السلف
والحق احق ان يتبع

فتى الصحوه
09-09-2011, 03:29 AM
رحم الله الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله وغفر له ما رأيت هجوم شنه الحساد والمبتدعين والعلمانيين والرافضة أشد من هجومهم على الامامين ابن تيمية رضي الله عنه والامام محمد بن عبد الوهاب فرحمهم الله تعالى

رحمه الله الشيخ محمد
وجزاك الله خيرا
وياخي الحق ضالتنا ناخذه حتى لو من افواه النصارى واليهود
فالباطل حتى وان كان من اهل الحق فلا ينفعنا يقوم القيامة والحق حتى لو كان من اهل الكفر والالحاد
فهو الذي ينفعنا يوم الحساب ولا يوجد بشر معصوم والحق احق ان يتبع